- إنضم
- 14/5/19
- المشاركات
- 5,688
- التفاعلات
- 30,132
بسم الله الرحمن الرحيم
1444/2/16 - 2022/9/12
هجمات بطائرات مختطفة استهدفت أبراجا تجارية ومباني رسمية في الولايات المتحدة، قتل فيها وأصيب آلاف البشر، وأعقبتها حروب أطاحت بنظاميْ الحكم بأفغانستان والعراق، وأعمال عنف أخرى.
ففي صباح يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 فوجئت الولايات المتحدة -ومن خلفها العالم- بنقل حي على شاشات التلفزة لصور طائرتين مدنيتين مختطفتين تخترقان جدران برجيْ مركز التجارة العالمي في نيويورك فتسويانهما ومن فيهما بالأرض، وبطائرة أخرى تصدم أحد أجنحة مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن فتلحق به أضرارا بالغة. وكان من تداعيات هذه الهجمات -التي قتل فيها ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من جنسيات كثيرة وعرقيات متعددة، وأعلن تنظيم القاعدة لاحقا مسؤوليته عنها- سلسلة أحداث سياسية وعسكرية غيرت مجرى تاريخ شعوب بأكملها، وأثارت دوامات من الحروب وأعمال العنف الدموية ذهب ضحيتها ملايين البشر بين قتيل ومصاب ومعتقل ومشرد.
فبعد أيام من وقوع الهجمات، أصدر الكونغرس الأميركي متعجلا قانون "التخويل باستخدام القوة" الذي يمنح رئيس البلاد سلطة "استخدام كل القوة الضرورية والمناسبة ضد الدول والمنظمات والأشخاص الذين خططوا وأعطوا الإذن وارتكبوا أو ساعدوا في الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر/أيلول 2001، أو من هم مثل هذه المنظمات أو الأشخاص". وبما أن الكونغرس لم يحدد لهذا القانون تاريخ انتهاء صلاحية أو حدودا جغرافية، فقد اتخذته الإدارة الأميركية غطاء لشن عدة حروب بدءا بأفغانستان ومرورا بالعراق وليس انتهاء بهجمات الطائرات بلا طيار في باكستان واليمن، إضافة لارتكابها خروقا واسعة لحقوق الإنسان شملت التنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، وتعذيب المتهمين بارتكاب "أعمال إرهابية" أثناء استجوابهم.
وقد سارت الأحداث خلال الساعات الثماني والأربعين التالية لوقوع الهجمات على النحو التالي:
اليوم الأول 11 سبتمبر/أيلول 2001
الساعة 12:56: طائرة تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وتحدث فجوة كبيرة في الواجهة، وتنتشر سحابة دخان ضخمة من الطوابق العليا، وبعد ذلك بــ 18 دقيقة، طائرة أخرى تصطدم بوسط البرج الثاني من مركز التجارة العالمي وتحدث انفجارا قويا بثته شبكات التلفزيون مباشرة.
وكانت الطائرة الأولى وهي من طراز بوينغ 757 تقوم برحلة بين بوسطن ولوس أنجلوس (رحلة رقم 11) وتقل 81 راكبا و11 من أفراد الطاقم. أما الطائرة الثانية وهي من الطراز نفسه (رحلة 77) فكانت قادمة من واشنطن ومتجهة إلى لوس أنجلوس وفيها 58 راكبا وستة من أفراد الطاقم. الاصطدام الثاني وقع بعد 18 دقيقة من الأول. اشتعلت طوابق عديدة من البرجين وتصاعدت منهما أعمدة كثيفة من الدخان، في حين أخذت كتل الحطام تتساقط على الشوارع المجاورة وعلى الساحة عند أسفلهما. وظل الحريق مشتعلا طوال ساعة في الطوابق العليا للبرجين مما منع رجال الإطفاء من التدخل، ثم بدأ البرج الأول ينفجر من الأعلى وانهار مخلفا سحابة هائلة من الغبار والدخان غطت جنوب مانهاتن برمته. وبينما فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا واسعا حول البرجين وأغلقت جميع مداخل جنوب الجزيرة, انهار البرج الثاني بفارق نصف ساعة عن الأول.
الساعة 13:53: إخلاء مبنى وزارة الخارجية الذي يقع في وسط واشنطن. كما أمرت قوات الأمن بإخلاء جنوب مانهاتن بكامله وطلبت من مئات الآلاف من العاملين في المنطقة أو المقيمين فيها بمغادرة المكان سيرا على الأقدام والتوجه شمالا. وأغلقت جميع الجسور والأنفاق التي تربط مانهاتن بأحياء نيويورك ونيوجيرسي الأخرى. وتوقفت حركة المترو التي تعبر خطوط كثيرة منه تحت برجي مركز التجارة العالمي. وكانت شبكات الهاتف النقال وبعض خطوط الهاتف العادي قطعت مما جعل من الصعب على سكان نيويورك الاتصال بأسرهم وأهاليهم الذين تملكهم القلق.
في اليوم التالي 12 سبتمبر/ أيلول 2001
الساعة 00:35: بوش يتحدث في كلمة متلفزة إلى الأميركيين عن وقوع آلاف القتلى، ويؤكد أن الولايات المتحدة لن تميز بين "الإرهابيين والذين يحمونهم"، كما يعلن أن الأنشطة الفدرالية والاقتصادية ستستأنف بشكل طبيعي الأربعاء. أظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد نيران وسحب دخان سوداء كثيفة من جوانب المبنى الذي يعد من أعلى البنايات في العالم. كما أظهرت كيف عم الذعر والهلع شوارع نيويورك في حين ألقى أشخاص تشتعل فيهم ألسنة اللهب بأنفسهم من الطوابق العليا لبرجي مركز التجارة العالمي هربا من النيران والانفجارات. مكتب التحقيقات الأميركية (F.B.I) يتلقى تقارير بأن إحدى الطائرتين اختطفت لدى إقلاعها من المطار وهي التي اصطدمت بالمبنى، وقد ووردت معلومات بأنها طائرة ركاب مدنية من طراز بوينغ 767.
في كلمة له أمام تلاميذ إحدى المدارس وصف الرئيس الأميركي جورج بوش الحادث بأنه "عمل إرهابي مدبر ضد الولايات المتحدة". ودعا بوش إلى تحقيق عاجل، وقال إن مثل هذا العمل لن يستمر. واشنطن ترفع حالات التأهب وتدفع بفرق إنقاذ إلى موقع الهجمات، وغموض في عدد الضحايا. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية حالة الاستنفار القصوى في القوات المسلحة.
شركة أميركان إيرلاينز المالكة للطائرتين اللتين انفجرتا ببرجي مركز التجارة العالمي تؤكد أنهما كانتا تقلان ما مجموعه 156 راكبا وملاحا، واحدة منهما كانت من طراز بوينغ 767 متجهة من بوسطن إلى لوس أنجلوس وعليها 81 راكبا وتسعة مضيفين وطياران، والثانية من طراز بوينغ 757 وعلى متنها 58 راكبا وأربعة مضيفين وطياران، وكانت متجهة من مطار واشنطن دالاس إلى لوس أنجلوس. انتشرت سيارات الإسعاف في كل مكان في حين فر سكان مانهاتن في شوارع المدينة ونقل مئات المصابين إلى المستشفيات. وقد أعلن عمدة واشنطن أنتوني وليامز حالة الطوارئ في العاصمة الفدرالية إثر الهجمات التي تعرضت لها مدينتا نيويورك وواشنطن إلى أجل غير مسمى، وأُخليَت جميع المباني الرسمية بما فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس خشية تجدد الاعتداءات. كما أعلنت شركة خطوط السكك الحديدية الأميركية "أمتراك" تعليق الرحلات بين مدينتي واشنطن وبوسطن.
أسعار النفط الخام في العقود الآجلة تقفز إلى أكثر من ثلاثة دولارات ونصف الدولار لتتجاوز 31 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2000. وكان هناك هبوطا لأسعار الأسهم في وول ستريت قبل الفتح إثر وقوع الحادث، وتأجيل فتح سوق نيويورك للأسهم حتى إشعار آخر في حين أخليت مقصورة تداول بورصة نيويورك التجارية نايمكس بعد الحادث. أما الدولار الأميركي فقد هبط أكثر من ثلاثة أرباع سنت مقابل اليورو وأكثر من ثلاثة أرباع الين. وقفز اليورو عقب الحادث إلى 90.6 سنتا وهبط الدولار مقابل الين إلى 121 ينا. وقد قفزت أسعار سندات الخزانة الأميركية في التعاملات الآجلة بشيكاغو إلى أكثر من نقطة إثر وقوع الانفجار، وتعد السندات ملاذا آمنا للمستثمرين في أوقات الأزمات.
بعد وقت قصير من هجمات نيويورك، انهار جزء من مبنى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إثر تعرضه لانفجارين بعدما اصطدمت به طائرة مختطفة، وقد شوهد الدخان يتصاعد منه. وقالت شاهدة عيان "سمعت دوي انفجارين أحدهما قوي والآخر أقل قوة". بعد ذلك، السلطات الأميركية تأمر بإخلاء البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية في واشنطن بعد أقل من ساعة على سلسلة الانفجارات التي هزت نيويورك. كما أخلت سلطات مدينة شيكاغو المباني الإدارية الشاهقة والشركات ومبنى بورصتي الأسهم والسلع. أما إدارة الطيران الاتحادية فقد جمدت جميع رحلات الطيران المحلية المغادرة لمطارات أميركية إلى أجل غير مسمى، وأمرت بتحويل الرحلات الخارجية إلى كندا. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميد الرحلات الجوية على المستوى القومي ويحظر فيها إقلاع الطائرات.
الرئيس جورج بوش يوجه كلمة إلى الشعب الأميركي لطمأنته عقب سلسلة الهجمات في نيويورك وواشنطن، ويقول "لن نميز بين الإرهابيين الذين نفذوا هذه الأعمال وبين الذين يحمونهم". وأما الولايات المتحدة فتشير إلى احتمال تنفيذ أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة للهجمات، ومسؤولون أميركيون يتحدثون عن مؤشرات لهذا الاحتمال. الرئيس بوش يعقد جلسة عمل ثانية في غضون ساعات مع كبار مساعديه. ويشارك في الاجتماع نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرا الخارجية والدفاع كولن باول ودونالد رمسفيلد ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت.
aljazeera
1444/2/16 - 2022/9/12
هجمات بطائرات مختطفة استهدفت أبراجا تجارية ومباني رسمية في الولايات المتحدة، قتل فيها وأصيب آلاف البشر، وأعقبتها حروب أطاحت بنظاميْ الحكم بأفغانستان والعراق، وأعمال عنف أخرى.
ففي صباح يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 فوجئت الولايات المتحدة -ومن خلفها العالم- بنقل حي على شاشات التلفزة لصور طائرتين مدنيتين مختطفتين تخترقان جدران برجيْ مركز التجارة العالمي في نيويورك فتسويانهما ومن فيهما بالأرض، وبطائرة أخرى تصدم أحد أجنحة مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن فتلحق به أضرارا بالغة. وكان من تداعيات هذه الهجمات -التي قتل فيها ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من جنسيات كثيرة وعرقيات متعددة، وأعلن تنظيم القاعدة لاحقا مسؤوليته عنها- سلسلة أحداث سياسية وعسكرية غيرت مجرى تاريخ شعوب بأكملها، وأثارت دوامات من الحروب وأعمال العنف الدموية ذهب ضحيتها ملايين البشر بين قتيل ومصاب ومعتقل ومشرد.
فبعد أيام من وقوع الهجمات، أصدر الكونغرس الأميركي متعجلا قانون "التخويل باستخدام القوة" الذي يمنح رئيس البلاد سلطة "استخدام كل القوة الضرورية والمناسبة ضد الدول والمنظمات والأشخاص الذين خططوا وأعطوا الإذن وارتكبوا أو ساعدوا في الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر/أيلول 2001، أو من هم مثل هذه المنظمات أو الأشخاص". وبما أن الكونغرس لم يحدد لهذا القانون تاريخ انتهاء صلاحية أو حدودا جغرافية، فقد اتخذته الإدارة الأميركية غطاء لشن عدة حروب بدءا بأفغانستان ومرورا بالعراق وليس انتهاء بهجمات الطائرات بلا طيار في باكستان واليمن، إضافة لارتكابها خروقا واسعة لحقوق الإنسان شملت التنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، وتعذيب المتهمين بارتكاب "أعمال إرهابية" أثناء استجوابهم.
وقد سارت الأحداث خلال الساعات الثماني والأربعين التالية لوقوع الهجمات على النحو التالي:
اليوم الأول 11 سبتمبر/أيلول 2001
الساعة 12:56: طائرة تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وتحدث فجوة كبيرة في الواجهة، وتنتشر سحابة دخان ضخمة من الطوابق العليا، وبعد ذلك بــ 18 دقيقة، طائرة أخرى تصطدم بوسط البرج الثاني من مركز التجارة العالمي وتحدث انفجارا قويا بثته شبكات التلفزيون مباشرة.
وكانت الطائرة الأولى وهي من طراز بوينغ 757 تقوم برحلة بين بوسطن ولوس أنجلوس (رحلة رقم 11) وتقل 81 راكبا و11 من أفراد الطاقم. أما الطائرة الثانية وهي من الطراز نفسه (رحلة 77) فكانت قادمة من واشنطن ومتجهة إلى لوس أنجلوس وفيها 58 راكبا وستة من أفراد الطاقم. الاصطدام الثاني وقع بعد 18 دقيقة من الأول. اشتعلت طوابق عديدة من البرجين وتصاعدت منهما أعمدة كثيفة من الدخان، في حين أخذت كتل الحطام تتساقط على الشوارع المجاورة وعلى الساحة عند أسفلهما. وظل الحريق مشتعلا طوال ساعة في الطوابق العليا للبرجين مما منع رجال الإطفاء من التدخل، ثم بدأ البرج الأول ينفجر من الأعلى وانهار مخلفا سحابة هائلة من الغبار والدخان غطت جنوب مانهاتن برمته. وبينما فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا واسعا حول البرجين وأغلقت جميع مداخل جنوب الجزيرة, انهار البرج الثاني بفارق نصف ساعة عن الأول.
الساعة 13:53: إخلاء مبنى وزارة الخارجية الذي يقع في وسط واشنطن. كما أمرت قوات الأمن بإخلاء جنوب مانهاتن بكامله وطلبت من مئات الآلاف من العاملين في المنطقة أو المقيمين فيها بمغادرة المكان سيرا على الأقدام والتوجه شمالا. وأغلقت جميع الجسور والأنفاق التي تربط مانهاتن بأحياء نيويورك ونيوجيرسي الأخرى. وتوقفت حركة المترو التي تعبر خطوط كثيرة منه تحت برجي مركز التجارة العالمي. وكانت شبكات الهاتف النقال وبعض خطوط الهاتف العادي قطعت مما جعل من الصعب على سكان نيويورك الاتصال بأسرهم وأهاليهم الذين تملكهم القلق.
في اليوم التالي 12 سبتمبر/ أيلول 2001
الساعة 00:35: بوش يتحدث في كلمة متلفزة إلى الأميركيين عن وقوع آلاف القتلى، ويؤكد أن الولايات المتحدة لن تميز بين "الإرهابيين والذين يحمونهم"، كما يعلن أن الأنشطة الفدرالية والاقتصادية ستستأنف بشكل طبيعي الأربعاء. أظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد نيران وسحب دخان سوداء كثيفة من جوانب المبنى الذي يعد من أعلى البنايات في العالم. كما أظهرت كيف عم الذعر والهلع شوارع نيويورك في حين ألقى أشخاص تشتعل فيهم ألسنة اللهب بأنفسهم من الطوابق العليا لبرجي مركز التجارة العالمي هربا من النيران والانفجارات. مكتب التحقيقات الأميركية (F.B.I) يتلقى تقارير بأن إحدى الطائرتين اختطفت لدى إقلاعها من المطار وهي التي اصطدمت بالمبنى، وقد ووردت معلومات بأنها طائرة ركاب مدنية من طراز بوينغ 767.
في كلمة له أمام تلاميذ إحدى المدارس وصف الرئيس الأميركي جورج بوش الحادث بأنه "عمل إرهابي مدبر ضد الولايات المتحدة". ودعا بوش إلى تحقيق عاجل، وقال إن مثل هذا العمل لن يستمر. واشنطن ترفع حالات التأهب وتدفع بفرق إنقاذ إلى موقع الهجمات، وغموض في عدد الضحايا. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية حالة الاستنفار القصوى في القوات المسلحة.
شركة أميركان إيرلاينز المالكة للطائرتين اللتين انفجرتا ببرجي مركز التجارة العالمي تؤكد أنهما كانتا تقلان ما مجموعه 156 راكبا وملاحا، واحدة منهما كانت من طراز بوينغ 767 متجهة من بوسطن إلى لوس أنجلوس وعليها 81 راكبا وتسعة مضيفين وطياران، والثانية من طراز بوينغ 757 وعلى متنها 58 راكبا وأربعة مضيفين وطياران، وكانت متجهة من مطار واشنطن دالاس إلى لوس أنجلوس. انتشرت سيارات الإسعاف في كل مكان في حين فر سكان مانهاتن في شوارع المدينة ونقل مئات المصابين إلى المستشفيات. وقد أعلن عمدة واشنطن أنتوني وليامز حالة الطوارئ في العاصمة الفدرالية إثر الهجمات التي تعرضت لها مدينتا نيويورك وواشنطن إلى أجل غير مسمى، وأُخليَت جميع المباني الرسمية بما فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس خشية تجدد الاعتداءات. كما أعلنت شركة خطوط السكك الحديدية الأميركية "أمتراك" تعليق الرحلات بين مدينتي واشنطن وبوسطن.
أسعار النفط الخام في العقود الآجلة تقفز إلى أكثر من ثلاثة دولارات ونصف الدولار لتتجاوز 31 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2000. وكان هناك هبوطا لأسعار الأسهم في وول ستريت قبل الفتح إثر وقوع الحادث، وتأجيل فتح سوق نيويورك للأسهم حتى إشعار آخر في حين أخليت مقصورة تداول بورصة نيويورك التجارية نايمكس بعد الحادث. أما الدولار الأميركي فقد هبط أكثر من ثلاثة أرباع سنت مقابل اليورو وأكثر من ثلاثة أرباع الين. وقفز اليورو عقب الحادث إلى 90.6 سنتا وهبط الدولار مقابل الين إلى 121 ينا. وقد قفزت أسعار سندات الخزانة الأميركية في التعاملات الآجلة بشيكاغو إلى أكثر من نقطة إثر وقوع الانفجار، وتعد السندات ملاذا آمنا للمستثمرين في أوقات الأزمات.
بعد وقت قصير من هجمات نيويورك، انهار جزء من مبنى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إثر تعرضه لانفجارين بعدما اصطدمت به طائرة مختطفة، وقد شوهد الدخان يتصاعد منه. وقالت شاهدة عيان "سمعت دوي انفجارين أحدهما قوي والآخر أقل قوة". بعد ذلك، السلطات الأميركية تأمر بإخلاء البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية في واشنطن بعد أقل من ساعة على سلسلة الانفجارات التي هزت نيويورك. كما أخلت سلطات مدينة شيكاغو المباني الإدارية الشاهقة والشركات ومبنى بورصتي الأسهم والسلع. أما إدارة الطيران الاتحادية فقد جمدت جميع رحلات الطيران المحلية المغادرة لمطارات أميركية إلى أجل غير مسمى، وأمرت بتحويل الرحلات الخارجية إلى كندا. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميد الرحلات الجوية على المستوى القومي ويحظر فيها إقلاع الطائرات.
الرئيس جورج بوش يوجه كلمة إلى الشعب الأميركي لطمأنته عقب سلسلة الهجمات في نيويورك وواشنطن، ويقول "لن نميز بين الإرهابيين الذين نفذوا هذه الأعمال وبين الذين يحمونهم". وأما الولايات المتحدة فتشير إلى احتمال تنفيذ أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة للهجمات، ومسؤولون أميركيون يتحدثون عن مؤشرات لهذا الاحتمال. الرئيس بوش يعقد جلسة عمل ثانية في غضون ساعات مع كبار مساعديه. ويشارك في الاجتماع نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرا الخارجية والدفاع كولن باول ودونالد رمسفيلد ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت.
aljazeera