لادئاني
مستشار المنتدى
- إنضم
- 16/12/18
- المشاركات
- 28,387
- التفاعلات
- 77,556
جبال قاف المحيطة بالارض
احدى الخرافات تقول ان الارض محاطة بسلسلة جبال من كل اطرافها تسمى جبال قاف (ق)
حيث يقال بأنه يقع على حافة الدنيا محيطاً بالأرض كإحاطة بياض العين بسوادهاويتكون من الزبرجد الأخضر.
النظرة العربية القديمة للكون تعتبر أن الأرض عبارة عن قرص مسطح محاط بالمحيطات والتي تنتهي بسلسلة جبالة قاف الشاهقة، يحملها ملاك ويقبض عليها بيديه من المشرق والمغرب وتحت أقدام المَلاك صخرة مربعة من الزبرجد الأخضر فيها سبعة آلاف ثقب كل ثقب فيه بحر لا يعلم صفته إلا الله وهي أصل جبال قاف والجبال إمتداد لها، ثم أنزل الله ثوراً من الجنة له أربعون ألف عين ومثلها آذان وأفواه وأقدام ليدخل تحت الصخرة فيحملها ويستقر على ظهر حوت يقال له "بهموت" يحيط الماء بالحوت وبعده هواء وليس هناك علم ما يلي بعد الهواء.
ذكر في كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني، على أنه جبل محيط بالأرض من الزبرجد الأخضر ولون السماء منه موكل عليه مَلَك، لا يعلم أحد ما يقع ورائه وأن كل جبل على الأرض أو في الدنيا هو عرق من عروق جبل قاف متصل به، إذا أراد الله أن يخسف بقوم أمر المَلَك أن يحرك عرق من عروق الجبل.
وتذكر رواية ابن الوردي في كتاب "خريدة العجائب وفريدة الغرائب"، أن وراء هذا الجبل أرضاً بيضاء كالفضة فيها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملاك منهم من إلى جانبه ولا يعلم من آدم ومن إبليس وهذه الأرض هي ما ستبدل به الأرض الحالية يوم القيامة.
القول بأن (ق) جبل يحيط بالأرض قول باطل لا يصح ، وليس في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ما يدل على وجود هذا الجبل ، فلا يجوز أن ينسب ذلك إلى الدين ولا إلى القرآن الكريم ، ولعل هذا القول هو من الإسرائيليات التي توسع بعض الناس في التحدث بها .
والصحيح في تفسير (ق) أنه حرف من الحروف الهجائية كتلك الحروف التي افتتحت بها بعض السور ، ولمعرفة المزيد عن الحكمة من هذه الأحرف تنظر الفتوى رقم : (21811) .
وقد تكلف بعض الناس في دلالة (ق) ما معناه ؟ على أقوال كثيرة ، منها هذا القول الذي ذكره السائل .
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
" و ( ق ) حرف هجاء ، وقد اختلف المفسرون في مدلوله على أحد عشر قولا متعارضة ، لا دليل على صحة شيء منها ، فاطرحت نقلها في كتابي هذا " انتهى من " البحر المحيط " (9/528) .
وقال القرافي رحمه الله - عن هذا القول الذي سأل عنه السائل - :
" وهذا القول باطل ... ومن جهة السّنَّة لم يرد ذلك في شيء علمته ، فلا يجوز اعتقاد ما لا دليل عليه " انتهى من " اليواقيت في أحكام المواقيت " (ص/83) .
ومما يدل على بطلان هذا القول :
أولا : لو كان هذا الجبل موجودا لأمكن مشاهدته بالعين ، والحس والمشاهدة يشهدان بعدم وجوده ، كما قال ذلك القرافي في كتابه " اليواقيت في أحكام المواقيت " (ص/83) ، والألوسي في تفسيره " روح المعاني " (25/413) .
ثانيا : جزم بعض العلماء كابن كثير رحمه الله بأن هذا القول هو من خرافات بني إسرائيل . فقال : " وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا ( ق ) : جبل محيط بجميع الأرض ، يقال له جبل قاف ، وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس ، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما لا يصدق ولا يكذب . وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم ، يُلَبِّسون به على الناس أمر دينهم ، كما افْتُرِي في هذه الأمة - مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها - أحاديثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بالعهد من قِدَمٍ ، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى ، وقلة الحفاظ النقاد فيهم ، وشربهم الخمور ، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه ، وتبديل كتب الله وآياته ! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله : ( وحدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج ) فيما قد يجوزه العقل ، فأما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان ، ويغلب على الظنون كذبه ، فليس من هذا القبيل . والله أعلم .
وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ، ولله الحمد والمنة " انتهى من " تفسير ابن كثير " (7/394) .
وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ووقع في رواية بعض القصاصين المكذوبة عن ابن عباس أن المراد بقوله : ( ق ) اسم جبل عظيم محيط بالأرض . وفي رواية عنه أنه اسم لكل واحد من جبال سبعة محيطة بالأرضين السبع واحدا وراء واحد كما أن الأرضين السبع أرض وراء أرض . أي فهو اسم جنس انحصرت أفراده في سبعة ، وأطالوا في وصف ذلك بما أملاه عليهم الخيال المشفوع بقلة التثبت فيما يروونه للإغراب ، وذلك من الأوهام المخلوطة ببعض أقوال قدماء المشرقيين ، وبسوء فهم البعض في علم جغرافية الأرض وتخيلهم إياها رقاعا مسطحة ذات تقاسيم يحيط بكل قسم منها ما يفصله عن القسم الآخر من بحار وجبال ، وهذا مما ينبغي ترفع العلماء عن الاشتغال بذكره لولا أن كثيرا من المفسرين ذكروه " انتهى من " التحرير والتنوير " (26/276) .
ثالثا : لو كان (ق) اسم جبل لكتب كاملا كما تكتب الأسماء بثلاثة أحرف هكذا : " قاف " ولم يكتب بحرف هجاء واحد " ق " .
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ومن العجب أن تُفرض هذه الأوهام في تفسير هذا الحرف من القرآن ، ألم يكفهم أنه مكتوب على صورة حروف التهجّي مثل ( الم ) و ( كهيعص ) ولو أريد الجبل الموهوم لكتب (قاف) ثلاثة حروف كما تكتب دوال الأشياء مثل عين : اسم الجارحة ... فلا يصح أن يدل على هذه الأسماء بحروف التهجّي كما لا يخفى " انتهى من " التحرير والتنوير " (26/276) .
والله أعلم .
والصحيح في تفسير (ق) أنه حرف من الحروف الهجائية كتلك الحروف التي افتتحت بها بعض السور ، ولمعرفة المزيد عن الحكمة من هذه الأحرف تنظر الفتوى رقم : (21811) .
وقد تكلف بعض الناس في دلالة (ق) ما معناه ؟ على أقوال كثيرة ، منها هذا القول الذي ذكره السائل .
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
" و ( ق ) حرف هجاء ، وقد اختلف المفسرون في مدلوله على أحد عشر قولا متعارضة ، لا دليل على صحة شيء منها ، فاطرحت نقلها في كتابي هذا " انتهى من " البحر المحيط " (9/528) .
وقال القرافي رحمه الله - عن هذا القول الذي سأل عنه السائل - :
" وهذا القول باطل ... ومن جهة السّنَّة لم يرد ذلك في شيء علمته ، فلا يجوز اعتقاد ما لا دليل عليه " انتهى من " اليواقيت في أحكام المواقيت " (ص/83) .
ومما يدل على بطلان هذا القول :
أولا : لو كان هذا الجبل موجودا لأمكن مشاهدته بالعين ، والحس والمشاهدة يشهدان بعدم وجوده ، كما قال ذلك القرافي في كتابه " اليواقيت في أحكام المواقيت " (ص/83) ، والألوسي في تفسيره " روح المعاني " (25/413) .
ثانيا : جزم بعض العلماء كابن كثير رحمه الله بأن هذا القول هو من خرافات بني إسرائيل . فقال : " وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا ( ق ) : جبل محيط بجميع الأرض ، يقال له جبل قاف ، وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس ، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما لا يصدق ولا يكذب . وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم ، يُلَبِّسون به على الناس أمر دينهم ، كما افْتُرِي في هذه الأمة - مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها - أحاديثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بالعهد من قِدَمٍ ، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى ، وقلة الحفاظ النقاد فيهم ، وشربهم الخمور ، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه ، وتبديل كتب الله وآياته ! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله : ( وحدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج ) فيما قد يجوزه العقل ، فأما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان ، ويغلب على الظنون كذبه ، فليس من هذا القبيل . والله أعلم .
وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ، ولله الحمد والمنة " انتهى من " تفسير ابن كثير " (7/394) .
وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ووقع في رواية بعض القصاصين المكذوبة عن ابن عباس أن المراد بقوله : ( ق ) اسم جبل عظيم محيط بالأرض . وفي رواية عنه أنه اسم لكل واحد من جبال سبعة محيطة بالأرضين السبع واحدا وراء واحد كما أن الأرضين السبع أرض وراء أرض . أي فهو اسم جنس انحصرت أفراده في سبعة ، وأطالوا في وصف ذلك بما أملاه عليهم الخيال المشفوع بقلة التثبت فيما يروونه للإغراب ، وذلك من الأوهام المخلوطة ببعض أقوال قدماء المشرقيين ، وبسوء فهم البعض في علم جغرافية الأرض وتخيلهم إياها رقاعا مسطحة ذات تقاسيم يحيط بكل قسم منها ما يفصله عن القسم الآخر من بحار وجبال ، وهذا مما ينبغي ترفع العلماء عن الاشتغال بذكره لولا أن كثيرا من المفسرين ذكروه " انتهى من " التحرير والتنوير " (26/276) .
ثالثا : لو كان (ق) اسم جبل لكتب كاملا كما تكتب الأسماء بثلاثة أحرف هكذا : " قاف " ولم يكتب بحرف هجاء واحد " ق " .
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ومن العجب أن تُفرض هذه الأوهام في تفسير هذا الحرف من القرآن ، ألم يكفهم أنه مكتوب على صورة حروف التهجّي مثل ( الم ) و ( كهيعص ) ولو أريد الجبل الموهوم لكتب (قاف) ثلاثة حروف كما تكتب دوال الأشياء مثل عين : اسم الجارحة ... فلا يصح أن يدل على هذه الأسماء بحروف التهجّي كما لا يخفى " انتهى من " التحرير والتنوير " (26/276) .
والله أعلم .