موت رائد الفضاء الذي اتسعت له السماء وضاقت به بلاده .أول سوري وثاني عربي يصعد إلى الفضاء،

  • بادئ الموضوع a.m.h
  • تاريخ البدء

a.m.h

التحالف يجمعنا
عضو قيم
إنضم
28/5/23
المشاركات
533
التفاعلات
1,382
main-qimg-9b7e52dc6a7f74a2bb8a9ee21f328d24


اللواء محمد فارس من مواليد 1951 ، خرّيج الأكاديمية الجوية العسكرية وضابط سابق في سلاح الجو السوري بصفة طيّار مقاتل على الطائرة ميغ 21، كما كان مدرباً للطيران قبل أن يتم اختياره لتمثيل سورية بالفضاء الخارجي في عام 1987.

وجرى اختيار فارس لتمثيل سورية بعد اختبارات صعبة أُجريت على 10 ضباط طيارين، في مجالات الصحة الجسدية والصحة النفسية والمعرفة العلمية، واختير ضابط آخر محسوب على النظام يدعى منير حبيب بديلاً لفارس في حال حدوث أي طارئ. وقال فارس في لقاءات إعلامية سابقة عن تجربته إن النظام بذل جهوداً لتكون الرحلة من نصيب حبيب، لكن الروس أصروا على اختياره هو لهذه الرحلة التي تم التحضير لها لمدة عامين في مدينة النجوم القريبة من موسكو ويقول فارس إن أحد الجنرالات الروس قال له " بأن هناك ضباطا سوريين يضغطون عليهم لاختيار منير حبيب بدلاً عنه، فكان رده "أنا أؤمن بقضاء الله وقدره، وإذا كتب لي أن أشرب المياه في المحطة الفضائية مير سأشربها، بالرغم من جنرالات منير وبالرغم عنكم أيضاً".

ولم تنتهي القصة هنا بل أنه تم محاولة إغتياله مرتين من قِبل النظام لإعادة صعوده للفضاء ، في المرة الأولى: وخلال وجودهم في المنتجع تعرضت زوجة فارس إلى محاولة الصعق بالكهرباء في الحمام وهو من كان مقصود بذلك ، لكن الروس حاولوا "لململة الموضوع"، حسب تصريحه.

قال محمد فارس أن أحد قادة الطاقم الروسي أخبره لاحقاً أن زميله منير حبيب حاول قتله من خلال الصعق بالكهرباء، كما ألقي القبض على أحد الملحقين العسكريين في مطار دمشق الدولي يحمل مادة سامة مرسلة إلى رواد الفضاء.

وتعرض فارس بعد عودته من رحلته الفضائية للتهميش من النظام السوري الذي حاول التعتيم على إنجازه، ووصف فارس ذلك بأنه كان تهميشاً متعمداً من رأس النظام، تبعه تهميش من كل أجهزة النظام، ووضح فارس أنه تم إقصاؤه حتى عن معظم اللقاءات الروتينية التي كانت تتم احتفاءً برواد الفضاء خارج سورية، حتى إنه تم إقصاؤه عن لقاء جمع حافظ الأسد مع رواد الفضاء الروس الذين كانوا برفقة فارس.

وقال فارس إنه عقب عودتهِ مِن الفضاء طلب مِن "حافظ الأسد" تأسيس معهدٍ قوميٍ لعلوم الفضاء بهدف مساعدة غيره مِن السوريين على الانخراط في أبحاث الفضاء، ولكن الأسد رفض مقترحه، يقول فارس "لقد أراد حافظ الأسد أن يبقي شعبه غير متعلمين ومنقسمين، مع قدر محدود من الفهم، هكذا يبقى الدكتاتوريون في السلطة، إن مجرد التفكير في إعطاء الناس الرؤية التي سيقدمها لهم معهد علوم الفضاء كان أمراً خطيراً".

قابل محمد فارس حافظ الأسد مرتين الأولى عند عودته لتقليده "وسام بطل الجمهورية" وصفه فارس بأنه "عادي"، حيث لم يقلده الوسام شخصياً كما هو متعارف عليه.

والمرة الثانية عندما رافق رائد الفضاء السعودي سلطان بن سلمان في زيارته إلى سوريا، حيث دار حوار حول معلومة تتعلق بالفضاء فتدخل فارس بأسلوب أدبي، ليلتفت إليه الأسد ويسأله "ألم يغضب منك الروس، لأنك قلت يا الله لحظة انطلاق الرحلة"، ليرد عليه فارس بـ"لا، على العكس كانوا مسرورين" ما أدى إلى انزعاج الأسد.

انشق محمد فارس في عام 2012 عن النظام ولجئ لتركيا ، في لقاء أجرى معه من مدة لا أذكرها، قال خلالها أنه بعد عودته وبعد أن تم تهميشه لم يكن قادر على تأمين حياة جيدة لأسرته وحتى السيارة التي حصل عليها من رحلته كانت لا تعمل بل تحتاج لمن يدفعها لتمشي ، يقول أيضا أن زوجته وأولاده كانوا يرفضون الذهاب للأعراس والحفلات التي تعرض عليهم خشية أن يراهم العالم بملابس قديمة كون محمد فارس غير قادر على جلب شيء لعائلته تخيلوا.

قال أيضا أنه في أحد المرات قرأ بأحد الكتب عما حصل لرواد الفضاء وعند ذكر اسمه قيل عنه:" أما رائد الفضاء السوري غير معروف إلى الآن ماذا حصل له".

لقد كان محمد فارس بطلاً خضع لتدريبات قاسية وتم اختياره من بين خمسين شخص ليقوم بالرحلة.كان أول رائد فضاء يوصل تربة الأرض إلى الفضاء الخارجي، عندما أخذ معه "قارورة تحمل تراباً من دمشق". كان مُسلماً ومؤمناً بقضاء الله وقدره وجاهر بإسلامه أمام الجميع ولم يكن معتوهاً" يعتقد أن لفظه لذكر الجلالة سيغضب السوفييتين منه بل إنه حتى كان يرى نفسه أفضل منهم ولم يكن يشعر بالدونية كغيره امثال حكام بلادنا ،الذين يعتقدون كل ما هو غربي أفضل منهم " استحق محمد ان يتم معاملته بطريقة أفضل وان يقدم شيء له ولأسرته أهم من الوسام المزيف الذي قُدم له على مرئ من الناس فقط لا غير ، استحق أن يلمع نجمه وأن يكون مثال للشجاعة ولكن ذنبه أنه كان مسلم سني سوري عربي .

واسفاه على بلادنا التي تضيق فينا رغم اتساعها واسفاه على حُكمانا الذين يدفنون الأقمار برمال الصحراء خشية أن يؤذي بريقها أعينهم، لا وفقهم الله ولا اسعدهم ولا يسر امورهم واذاقهم المر احياء اموات وحرقهم بنار الدنيا قبل الآخرة على كُل دمعة قهر نزلت من أعين شعوب شريفة حلمها أن تُعطى حقوقها كباقي البشر.

غيب الموت رائد الفضاء السوري محمد فارس، عن عمر ناهز الـ 73 عاماً، بعد صراعه مع المرض في مستشفى بولاية غازي عنتاب التركية.

في السماء كان رائداً، وفي الأرض أصبح لاجئاً. كان حلمه أن يجلس في حديقة منزله بسوريا ويرى الأطفال يلعبون في الخارج دون خوف من طائرات وقنابل الأسد، كما يقول، لكن الأجل كان أسرع من تحقيق الحلم رحمه الله وأحسن مثواه.
 
عودة
أعلى