لأول مرة.. الأناضول ترصد الحياة العسكرية في أعلى ساحة قتال بالعالم

عبادي

جندي
إنضم
14/9/19
المشاركات
10
التفاعلات
68
https://www.aa.com.tr/ar/التقارير/لأول-مرة-الأناضول-ترصد-الحياة-العسكرية-في-أعلى-ساحة-قتال-بالعالم-/1586100

thumbs_b_c_dad3d6ae51afcc0160c05172b7a1775f.jpg


- تمكنت وكالة الأناضول للأنباء، للمرة الأولى في الإعلام العالمي، من تصوير الحياة العسكرية في منطقة سياشين المحاطة بالقمم الجبلية التي يتجاوز ارتفاعها 8 آلاف متر والتي شهدت الحرب بين باكستان والهند.
- جليد سياشين وجليد بالتورو بمنطقة سياشين أهم مورد مائي يغذي نهر "إيندوس" الذي يعد شريان الحياة في باكستان.
- للمنطقة أهمية استراتيجة كونها تربط بين باكستان والصين، كما تدعي كل من الهند وباكستان أحقيتها في المنطقة لأنها جزء من إقليم كشمير المتنازع عليه.
- يصل الجنود من أقرب مدينة للمنطقة وهي سكردو إلى المخافر التي توجد في أعلى القمم على ارتفاع 6 آلاف متر بعد مسيرة حوالي 30 يوماً.
- طبقاً للمعلومات الصادرة من مسؤولين بالجيش الباكستاني رافقوا وفد الأناضول فإن حوالي 70% من الجنود الذين ماتوا في المنطقة منذ 1984 توفيوا بسبب الظروف الجوية والبيئية

تمكنت وكالة الأناضول للأنباء، وللمرة الأولى في الإعلام العالمي، من تصوير الحياة العسكرية في منطقة سياشين المحاطة بالقمم الجبلية التي يتجاوز ارتفاعها 8 آلاف متر، والتي يُطلق عليها "أعلى ساحة قتال في العالم" إذ كانت ميداناً للحرب الباكستانية - الهندية في الفترة من 1984 إلى 2003.

تتشكل المنطقة من جبال مغطاة تماماً بالجليد والثلوج في المثلث الحدودي بين باكستان والهند والصين. المنطقة مغطاة بجليد سياشين الذي يمتد كقطعة واحدة الى 70 كيلومتراً هي الثالثة في العالم بعد القطبين من حيث كثرة الجليد. ولذلك يُطلق عليها "القطب الثالث".

وبالإضافة إلى جليد سياشين تضم المنطقة أيضاً جليد "بالتورو" بمساحة 62 كيلومتر مربع. وهي منطقة جليدية تحيط بها سبعة قمم من بين أعلى 25 قمة في العالم، ولذلك تجذب عشاق تسلق الجبال والسير في الطبيعة.

للجيلد أهمية كبيرة بالنسبة لباكستان إذ أنه يُغذي نهر "إيندوس" الذي يُعد شريان الحياة في باكستان، والأنهار المتصلة به. كما يحظى بأهمية استراتيجية كونه يربط بين باكستان والصين. وتدعي باكستان والهند أحقيتها في المنطقة لأن المنطقة الجليدية تعد امتداداً لإقليم كشمير المتنازع عليه بين الدولتين.

2019_Eylul_savas-4-.jpg


ومع رد الجيش الباكستاني على هذه العملية اندلعت حرب في المنطقة التي توصف بأنها "سقف العالم". وأسفرت الحرب عن سيطرة الهند على ثلثي منطقة سياشين، بينما سيطرت باكستان تماماً على منطقة بالتورو الجليدية.

عقب حرب سياشين فرضت باكستان سيطرتها على العديد من القمم، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن تقوم الدولتان بتعزيز تواجدهما العسكري في المناطق التي تسيطران عليها، كما تقيمان نقاط عسكرية.

وللمرة الأولى قام الجيش الباكستاني بفتح أبواب المنطقة العسكرية والمخافر في منطقة سياشين أمام وكالة الأناضول للأنباء. وأصبح مدير نشر اللغات العالمية بوكالة الأناضول محمد أوزتورك، ومراسلا الأناضول بهلول جتينكايا وإسلام الدين ساجد هم أول ممثلين عن الإعلام الأجنبي يرصدون الحياة العسكرية بمنطقة ساشين.

أسطول المروحيات بمدينة سكردو في ولاية غلغت - بلتستان شمالي باكستان هو المكان الذي تقلع منه المروحيات التي تستخدم في الوصول إلى منطقة سياشين، والمكان الذي يجمع فيه الطعام والأدوية والمهمات العسكرية التي يتم إرسالها للمنطقة.

وتحلق المروحيات فوق أودية أرضيتها مغطاة تماماً بالجليد وتحيط بها جبال يبلغ ارتفاعها آلاف الأمتار. وتقع القمم التي يسيطر عليها الجيش الباكستاني ومخافر الجيش على بعد نصف ساعة طيران من المنطقة وتضم عشرات المخافر على ارتفاعات ما بين 3 آلاف إلى 6 آلاف متر.

ويسافر الجنود العاملون في المخافر ونقاط المراقبة لمدة 5 ساعات بالسيارات من مدينة سكردو حتى آخر قرية على الطريق المؤدي إلى المنطقة الجليدية بسياشين وبالتورو ومن هناك يكملون رحلتهم سيراً على الأقدام.

ويصعد الجنود إلى المخافر الواقعة في أعلى القمم على ارتفاع 6 آلاف متر خلال مدة تتجاوز الشهر حتى يتعودوا على المستويات المختلفة للأوكسجين حيث يقضون فترات من يوم إلى 5 أيام في المخافر على ارتفاعات مختلفة لتهيئة أجسادهم على المناخ.

2019_Eylul_savas-3-.jpg


وتتكون المخافر من أبنية تتسع لشخصين تشبه البيوت الجليدية لشعب الإسكيمو ويضم كل مخفر طبيباً واحداً على الأقل ومئات إسطوانات الأوكسجين. ويتم توليد الطاقة في المخافر عبر ألواح الطاقة الشمسية. كما يتم الحصول على المياه عبر إذابة الثلوج.

ويُنصح الجنود العاملون بالمنطقة والزوار أيضاً بشرب 15 كوباً من الماء على الأقل لتجنب الصداع والآلام في الجسد والتجمد من البرد ومشاكل الرئة. كما يخضع الجنود إلى فحوصات طبية مكثقفة قبل إرسالهم إلى المنطقة.

يقضي الجنود في منطقة سياشين حوالي سنتين يتنقلون بين عدة مخافر مختلفة. ويزود الجيش الباكستاني الجنود العاملين في المنطقة بمهمات عسكرية مناسبة للظروف البيئية كما يتم توصيل الاحتياجات اللازمة لهم أسبوعياً عبر إلقائها من المروحيات.

وفي الفترة التي زار فيها فريق الأناضول المنطقة كانت درجات الحرارة تتراوح نهاراً ما بين 5 إلى 10 درجات بينا تهبط ليلاً إلى 5 درجات تحت الصفر.

وفي تصريحات للأناضول قال جنود في المنطقة إن الحرارة يمكن أن تهبط في فصل الشتاء إلى 50 درجة تحت الصفر وإن العواصف الثلجية يمكن أن تغطي المخفر ومدرج المروحيات.

وأضاف الجنود أن انتشار الأمراض في المخافر يزداد في فصل الشتاء وأن العواصف الثلجية تتسبب أحياناً في تعطيل طيران المروحيات التي تحضر الأدوية والطعام، لمدة 20 يوماً مما قد يؤدي أحياناً إلى وفاة بعض المرضى.

وأشار الجنود إلى أن المنطقة تزداد خطورة في الشتاء خصوصاً مع تغطية الثلوج للتصدعات الجليدية التي يسقط من يخطو فوقها دون قصد في شقوق يبلغ عمقها مئات الأمتار.

2019_Eylul_savas-2-.jpg


وأوضح الجنود أنهم أثناء المسيرات الطويلة يسيرون في صف واحد ويكونون مربوطين جميعهم بحبل بحيث إذا سقط أحدهم يتمكن الباقون من الإمساك به.

توصف الظروف الجوية السيئة بمنطقة سياشين بأنها العدو الأكبر للدولتين.

وطبقاً للمعلومات الصادرة من مسؤولين بالجيش الباكستاني رافقوا وفد الأناضول فإن حوالي 70% من الجنود الذين ماتوا في المنطقة منذ 1984 توفيوا بسبب الظروف الجوية والبيئية. كما توفي 470 جندياً باكستانياً على مدار 35 عاماً 140 منهم لقوا مصرعهم بسبب سقوط كتلة ثلجية ضخمة على مخفر "غياري" بينما توفي أكثر من 100 منهم بسبب السقوط في التصدعات الجليدية.

وكان مخفر غياري يضم العديد من المنازل والمخازن والأبنية ويقيم به 140 جندياً نظراً لأنه يقع على الطريق المؤدي إلى العديد من المخافر في المنطقة واحتمال سقوط الكتل الثلجية عليه ضئيل جداً.

في ليلة 6-7 أبريل/نيسان عام 2012 بدأت كتلة ثلجية انفصلت على ارتفاع 4 كيلومترات بوادي يبعد عن مخفر غياري حوالي واحد كيلومتر، في السقوط ساحبة معها الكثير من الصخور واستمرت في التدحرج حتى غطت المخفر بالكامل. ولم ينج من الحادث سوى جنديان كان أحدهم قد خرج في مهمة بالسيارة والآخر في نقطة حراسته بمنطقة بعيدة قليلاً عن المخفر، بينما لقى أكثر من 140 جندياً مصرعهم تحت طبقة من الثلوج والصخور جاوز ارتفاعها 20 متراً.

وقال أحد الجنديين الناجيين من الحادث أنه رأى "وكأن جبلين يصطدمان ببعضهما".

شارك في أعمال الإنقاذ مئات الجنود إضافة إلى فرق بحث وإنقاذ أجنبية حتى أن الجيش الهندي عرض على باكستان تقديم المساعدة. وتم الوصول إلى جثمان أحد المفقودين بعد 21 يوماً نظراً لأن أعمال البحث والإنقاذ كانت تتم يدوياً دون استخدام آلات، واستمرت العملية نحو عام ونصف وتم انتشال 133جثة. ويعتقد الجيش الباكستاني أن 7 جثامين لا تزال تحت الثلوج.
تضم المنطقة الجليدية في بالتورو 7 قمم من ضمن أعلى 25 قمة في العالم لذلك يأتي إليها عشاق التسلق من كل أنحاء العالم ويخيمون بالقرب من مخافر الجيش. ويقوم الجنود أحياناً بإنقاذ وإسعاف المتسلقين وقت الضرورة.

وطبقاً لتقرير هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية الصادر عام 2017 فإن التحركات العسكرية وزيادة الاهتمام بالأنشطة الرياضية في جليد بالتورو، إضافة إلى التحركات العسكرية بجليد ساشين زادت من معدل ذوبان الجليد.

ووصل منسوب الجليد إلى مستويات حرجة نتيجة ذوبان الجليد الذي ازداد على مدار الـ30 عاماً الأخيرة.
أثناء إحدى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عرض رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف، على الهند سحب جنود الدولتين من منطقة ساشين لتقليل التحركات العسكرية في المنطقة وما ينتج عنها من مخلفات. إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

2019_Eylul_savas-1-.jpg
 
عودة
أعلى