معركة إنشون:
في أوائل سبتمبر، كانت خطة ماك آرثر الأساسية هي توجيه ضربة مفاجئة شديدة، ضد خطوط تموين قوات كوريا الشمالية، وقد رأى ماك آرثر، في أوائل يوليه، أن بوسعه أن يلحق بقوات كوريا الشمالية ضربة شديدة، سواء من الناحية النفسية أو من الناحية المادية، وذلك بإنزال قوات في إنشون، التي تعد الميناء للعاصمة سيول، تبعد عنها 18 ميلاً على مصب نهر يوم ها Yom-ha، وأنها أقرب منطقة إبرار مناسبة لتلك المدينة، وأنها مركز الاتصالات الأساسية هناك. وأن أي إنزال للقوات في المؤخرة سيرغم الكوريين الشماليين، بالطبع، على القتال في جبهتين في وقت واحد. وكان اختيار إحدى الجبهتين لتكون في إنشون؛ أنها الميناء الثاني لكوريا، ولأن موقعها يعد مدخلاً لسيول المدينة التي كانت في الماضي عاصمة الدولة، وبها أفضل المطارات في كيمبو القريبة منها، فضلاً عن وقوعها على جانبي طرق تموين جيش كوريا الشمالية الممتد من الشمال إلى الجنوب. وكانت هذه الميزة الأخيرة هي السبب المباشر لاختيارها مكاناً لإنزال القوات فيها. وقد قال ماك آرثر في هذا الصدد:
"لقد أثبت تاريخ الحروب أن تسع حالات من عشرة تم، فيها، تدمير الجيش؛ بسب قطع خطوط تموينه، فإن كل ما كان يطلقه الجيش الأحمر من الذخائر، وكذلك أي إمدادات، إنما كانت تأتيه من طريق سيول".
وخطط ماك آرثر لإنزال الفِرقة الأولى، من مشاة البحرية، وقوامها 26 ألف رجل، في إنشون لتستولي على سيول؛ وتكليف الفِرقة السابعة المشاة بالالتفاف، إلى الجنوب، لاحتلال موقع، يعترض خطوط تموينهم. وقد عرفت هذه القوات البرية باسم "الفيلق الأمريكي العاشر X Crops". وعرفت الحملة كلها باسم "قوة الواجب المشتركة السابعةJTF7". وكان قائدها هو قائد الأسطول السابع الأمريكي الأدميرال آرثر ستروبل Arthur D. Struble. وهكذا طلب الفريق الأول ماك آرثر، في 10 يوليه، من هيئة أركان حربه المشتركة، أن تعفي الفِرقة الأولى من مشاة البحرية من الاشتراك في أي عمليات، وان تضعها تحت طلبه، لتنفيذ هذه العملية، بصورة خاصة.
حدد قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأقصى NAVFE، واجبات القوات البحرية استعداداً لعملية إنشون، كالتالي:
1. الحفاظ على استمرار الحصار البحري للساحل الغربي لكوريا، جنوب خط العرض 35َ 39ْ شمالاً.
2. تنفيذ ما يتطلبه الموقف من عمليات سابقة على يوم بدء الهجوم Pre - D- day.
3. في يوم بدء الهجوم، مع الهجوم البرمائي، احتلال رأس ساحل في منطقة إنشون.
4. نقل، وإنزال، ودعم القوات في إنشون.
5. تقديم التغطية والدعم، إذا طُلب منها ذلك.
وتم تشكيل قوة الواجب المشتركة السابعة JTF7 لإنجاز هذه الأهداف، مع الأدميرال ستروبل، قائد الأسطول السابع، بصفته قائداً لها.
في يوم 25 أغسطس، غادر الأدميرال ستروبل سفينة القيادة روشستر USS Rochester في ساسيبو Sasebo، وذهب بالطائرة إلى طوكيو؛ للإشراف على التخطيط النهائي.
في 3 سبتمبر، نشر الأدميرال ستروبل الخطة العملياتية 50 ـ 9 Operational Plan 9-50 لقوة الواجب المشتركة السابقة JTF7، وهي: أن تتولى سفينة بحرية Marine Aircraft من سفينتي الحراسة Escort carriers، وسفينة بحرية من الحاملة الأمركية بوكسر Boxer، وسفينة بريطانية من الحاملة البريطانية الخفيفة، تقديم أكبر دعم ممكن في منطقة الإبرار، وعليها أن تتلقى أوامرها من سفينة قيادة القوة البرمائية ماكينلي (AGC) Mt. McKinley ، على بعد 30 ميلاً من موقع الإنزال.
ولتنفيذ مهامها المتعددة، نظمت الـ JTF7 وحداتها التابعة، حسب المهام، كالتالي:
1. قوة الواجب 90 (TF90) قوة هجوم، بقيادة الأدميرال جيمس دويل James H. Doyle، من البحرية الأمريكية.
2. قوة الواجب 92 (TF92) الفيلق العاشر X، بقيادة اللواء إدوارد ألموند، الولايات المتحدة الأمريكية.
3. قوة الواجب 99 (TF99) قوة حراسة واستطلاع، بقيادة الأدميرال هندرسون G. R. Henderson، من البحرية الأمريكية.
4. قوة الواجب 91 (TF91) قوة حصار وتغطية، بقيادة الأدميرال أندروز W. G. Andrews من البحرية الـ R.
5. قوة الواجب 77 (TF77) قوة حاملة سريعة، بقيادة الأدميرال إوين E. L. Ewen، من البحرية الأمريكية.
6. قوة الواجب 79 (TF79) قوة إسناد لوجستي، بقيادة النقيب أوستن B. L. Austin، من البحرية الأمريكية.
7. قوة الواجب 70.1 (TF70.1) مجموعة سفينة قيادة بقيادة النقيب ووديارد E. L. Woodyard، من البحرية الأمريكية.
كان مركز قيادة الأدميرال ستروبل على السفينة روشستر. يليه مركز نائبه الأدميرال دويل Doyle على السفينة Mt. McKinley، وتم تخصيص 230 سفينة للعملية. ولم يُسمح لسفن السطح Surface Vessels من الـ JTF7، المشاركة داخل 12 ميلاً من الأراضي السوفيتية أو الصينية، كما لم يُسمح للطائرات بالمشاركة، داخل 20 ميلاً من الأراضي المذكورة.