تضاؤل مخزونات الدفاع الجوي يعزز التوازن الاستراتيجي ضد أوكرانيا – المسؤولون يحذرون

[عبدالله أسحاق]

تدمير بطاريات الصواريخ من منظومة S-300 الأوكرانية

حذر ممثلو الحكومة الأوكرانية من أن الاستنزاف الخطير لذخائر أنظمة الدفاع الجوي في البلاد من شأنه أن يؤثر بشكل خطير على قدرة البلاد على الدفاع عن الأهداف الرئيسية خلال الأشهر المقبلة، وفقًا لتقرير حصري لصحيفة واشنطن بوست. وقال مصدر للصحيفة إن الافتقار إلى صواريخ الدفاع الجوي "سيكون له تأثير كبير على الحياة في المراكز الحضرية في أوكرانيا"، حيث حذر المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا إلى الصحيفة من "انهيار كارثي للخطوط الأوكرانية في أسوأ حالات الطوارئ واحتمال حدوث خسائر فادحة في أحسن الأحوال” بسبب تفاقم النقص الأوسع في المعدات العسكرية.

يأتي ذلك في أعقاب تقارير من أفراد أوكرانيين عن نقص متزايد وخطير في الذخائر، مما أدى إلى تقييد القدرات القتالية لوحدات الخطوط الأمامية بشكل كبير. وفيما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي على وجه التحديد، أشارت التقارير الواردة من الخطوط الأمامية باستمرار إلى أن القوة الجوية الروسية كانت قادرة على لعب دور متزايد في دعم التقدم على الأرض، ليس فقط باستخدام صواريخ كروز التي يتم إطلاقها من الجو، ولكن أيضًا باستخدام القنابل الموجهة بدقة والتي، على الرغم من قدرتها على توفر قوة نيران أكبر بكثير بالنسبة لوزنها، مما أجبر الطائرات على إسقاطها للتحليق بالقرب من مواقع العدو. يشير الاستخدام المتزايد للقنابل على الخطوط الأمامية إلى تراجع التهديد الذي تواجهه القوات الجوية الروسية من الدفاعات الجوية الأوكرانية.

نظام باتريوت الأوكراني قبل ميلي ثانية من ضربة إسكندر في 8 مارس

في وقت مبكر من أبريل 2023، كشفت وثائق البنتاغون المسربة عن مخاوف متزايدة بشأن حالة شبكة الصواريخ أرض-جو التابعة للقوات الجوية الأوكرانية، والتي كانت معرضة لخطر "التقليص التام". في الآونة الأخيرة، في 8 مارس، فقدت القوات الأوكرانية أنظمة صواريخ أرض جو من طراز MIM-104 باتريوت وS-300 بالقرب من بلدة بوكروفسك، على بعد 67 كيلومترًا شمال غرب العاصمة الإقليمية دونيتسك، في ضربة دقيقة بأنظمة الصواريخ الباليستية إسكندر-إم.

ويقال إن هذا ترك مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية في مناطق دونباس المتنازع عليها أكثر عرضة للخطر بشكل كبير، حيث يصعب للغاية استبدال باتريوت ويستحيل استخدام نظام S-300 فعليًا. وفيما يتعلق بتقرير واشنطن بوست الأخير، كان من المتوقع أن يكون لنقص الدفاع الجوي خارج الخطوط الأمامية آثار مدمرة على قدرة أوكرانيا على الحفاظ على مراكزها السكانية، حيث يمكن أن تستهدف الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار في المستقبل البنية التحتية الحيوية. وهكذا سلط المسؤولون الأوكرانيون الضوء على أن استنفاد الدفاعات الجوية يمكن أن يغير التوازن الاستراتيجي ضد البلاد.