بالسعودية.. اكتشاف دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى الجزيرة العربية

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,577
التفاعلات
182,741

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية عن اكتشافات أثرية حديثة شمال المملكة، تُظهر وجود دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى الجزيرة العربية بدأت قبل حوالي 400 ألف عام، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" الأربعاء وتكرّرت الهجرات على مراحل زمنية متعددة لتكون "أطول سجل حضاري للوجود البشري المبكر في الجزيرة العربية"، بحسب ما أشارت إليه الوكالة.


ويؤكد ذلك الأهمية الحضارية للجزيرة العربية، والدور الذي ساهمت فيه الجماعات البشرية في عدد من التطورات الحضارية خارج قارة أفريقيا.




وتمكن الفريق البحثي من تحديد 5 موجات للهجرات البشرية إلى الجزيرة العربية من أفريقيا، والتي ارتبطت بتحسن الظروف المناخية، وانحسار الجفاف.

اكتشافات تؤكد الخصوصية الحضارية للجزيرة العربية

بالسعودية.. اكتشاف دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى شمال الجزيرة العربية


أعلنت هيئة التراث عن اكتشافات أثرية حديثة شمال المملكة العربية السعودية تُظهر وجود دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى الجزيرة العربية.

وأوضحت هيئة التراث أن البعثة السعودية الدولية، التي شارك فيها أخصائيون من هيئة التراث، ومعهد "ماكس بلانك" بألمانيا، وجامعة الملك سعود، وغيرها من الجامعات والمراكز العالمية عثرت على بقايا أدوات حجرية، وعظام حيوانية متحجرة ضمن طبقات البحيرات الجافة في صحراء النفود شمال غرب المملكة.

بالسعودية.. اكتشاف دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى شمال الجزيرة العربية
ارتبطت المواقع الأثرية بنشاطات صناعة الأدوات الحجرية.

ونشرت مجلة "Nature" الأربعاء دراسة تتمحور حول تأريخ عدد من طبقات رواسب البحيرات القديمة في موقعي جبة وخل عميشان في النفود الكبير، والتي تُمثل فترات مطيرة مرت بها الجزيرة العربية.

وتبيّن أن مراحل الوجود البشري المتعددة تميزت ببقايا أثرية تختلف سماتها وخصائصها في كل فترة من فتراتها، ويُشير ذلك إلى اختلاف هذه الجماعات عن بعضها البعض، وظهور صناعات حجرية جديدة تبعاً للفترة الزمنية.

بالسعودية.. اكتشاف دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى شمال الجزيرة العربية


تكررت الهجرات على مراحل زمنية متعددة.

وأظهرت الدراسة العلمية أيضاً وجود صناعات حجرية آشولية يعود عمرها إلى 200 ألف عام، وهي تُعد حديثة نسبياً عن مثيلاتها في جنوب غرب آسيا، ما يدل على الخصوصية الحضارية للجزيرة العربية، وتميزها بسمات ثقافية شكلتها الظروف البيئية، والثقافية السائدة آنذاك.

وترتبط تلك المواقع الأثرية بأنشطة صناعة الأدوات الحجرية بدلاً من كونها تُمثل مواقع معيشية لإقامة الجماعات البشرية.

وتضمنت الطبقة الأثرية المُبكرة في موقع خل عميشان، التي تعود إلى حوالي 400 ألف عام، فؤوساً آشولية تُعتبر أقدم البقايا الأثرية المؤرخة في الجزيرة العربية.

وبينت دراسة للبقايا العظمية الحيوانية وجود عظام لحيوان فرس النهر، وحيوانات أخرى من فصيلة البقريات على مدى فترات زمنية متعددة بشكلٍ يؤكد وجود بيئة غنية بالمسطحات المائية، والغطاء النباتي الكثيف في شمال الجزيرة العربية، وهو ما يتطابق إلى حد كبير مع الأحوال المناخية السائدة في شمال أفريقيا
 
العلماء يحددون 5 موجات لهجرة القدماء من إفريقيا إلى الجزيرة العربية

العلماء يحددون 5 موجات لهجرة القدماء من إفريقيا إلى الجزيرة العربية

صحراء النفود

وفقا لنتائج دراسة دولية، أول موجة هجرة من إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية كانت قبل 400 ألف عام. وبعد ذلك حدثت على الأقل أربع موجات أخرى، توافقت مع زمن موجات الجفاف في المنطقة.

وتشير مجلة Nature، إلى أن عمليات الحفر الأثرية مستمرة في المملكة السعودية منذ زمن بعيد، ولكنها إلى الآن كانت تجري في المناطق الساحلية وواحات صغيرة.

صورة تعبيرية

ولكن قبل فترة بدأ علماء من معهد ماكس بلانك الألماني بالتعاون مع باحثين من دول أخرى وبدعم من وزارة الثقافة في المملكة السعودية، عمليات الحفر والتنقيب في منطقة 4 Hall Amaishan وواحة جبة في صحراء النفوذ شمال المملكة، واكتشفوا آلاف الأدوات الحجرية وعظام الحيوانات، التي تشير إلى إقامة وعمل الناس القدماء في هذه المنطقة.

وجغرافيا موقع هذه الاكتشافات في منطقة بحيرة كبيرة كانت وسط كثبان رملية عالية، وتمكن الباحثون من تحديد ست فترات كانت فيها البحيرة مملوءة بالماء، تتوافق الفترة الخامسة مع عمر القطع الأثرية المكتشفة.

وأظهرت نتائج تحليل الأدوات الحجرية، أن الناس عاشوا هنا قبل حوالي 400 و300 و200 و100 و55 ألف عام. وحدد الباحثون عمر القطع الأثرية المكتشفة باستخدام طريقة تاريخ الإنارة الضوئية الفلورية، التي تحدد تاريخ تعرض حبات الرمل الموجودة على القطع الأثرية، إلى ضوء الشمس.

ويشير الباحثون، إلى أن كل فترة من الفترات الخمس لوجود الإنسان على ضفاف البحيرة في صحراء النفود تتميز بحضاراتها من الحضارة الأشولينية "الفأس اليدوية" في العصر الحجري القديم، وإلى تقنيات العصر الحجري الأوسط من رقائق الحجر ، والتي يمكن بمساعدتها تتبع التغيرات الحاصلة في الحضارة البشرية مع مرور الوقت.

ويشير الباحثون، إلى وجود اختلافات كبيرة أحيانا، في الحضارة المادية. ويعتقدون أنها تدل على تواجد متزامن لمجموعات بشرية مختلفة وحتى أنواع مختلفة من أشباه البشر، قدموا من إفريقيا وأوراسيا إلى شبه الجزيرة العربية. وهذا ما تؤكده أحافير الحيوانات التي تتشكل غالبيتها من أصل إفريقي، والبعض الآخر قدم من الشمال.

ويقول الباحث جوليان لويس، من مركز بحوث التطور البشري في أستراليا، الذي شارك في هذه البعثة العلمية، "اكتشاف أحافير كبيرة للثدييات في هذه الصحراء الشديدة الجفاف هو حدث فريد. والمثير في الأمر اكتشاف عظام حيوانات فرس النهر هنا، التي تعيش فقط في المناطق الرطبة من إفريقيا. وهذا يدل على أن شبه الجزيرة العربية كانت قبل 400 ألف عام منطقة أكثر رطوبة من الوقت الحاضر".

ووفقا للباحثين، على الخلفية العامة للمناخ الجاف في شبه الجزيرة العربية، كانت تتخللها مراحل يزداد فيها هطول الأمطار، ما كان يؤدي إلى تشكل آلاف البحيرات والأنهار والمستنقعات، التي كانت تخلق ظروفا ملائمة لهجرة الناس والحيوانات إليها.
 
عودة
أعلى