ولتدارك الوضع اتهمت قيادة البعث في سورية الاستعمار والصهيونية والرجعية بالتسبب بالاحداث بسبب المقالة
نشرت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في عددها 1267 الصادر 8 أيار عام 1967 مادة تتضمن بيانا أصدره الحاكم العرفي ونشرته الصحيفة، تحت عنوان
"بيان من الحاكم العرفي حول مؤامرة التحالف الاستعماري الصهيوني الرجعي ضد ثورة الكادحين في هذا القطر، سحق كل القوى المنفذة للمخططات الاستعمارية"، شمل تعليقاً على الأحداث التي شهدتها سورية خلا الفترة القليلة الماضية، وخاصة أحداث نيسان ( أبريل ) 1967 في العاصمة.
وفيما يلي نص هذا البيان :
" أيها المواطنون إن الحقيقة الراسخة التي تأكد ذاتها من خلال مسيرة الثورة النضالية تثبت أنه كلما ازداد تحالف الاستعمار والصهيونية والرجعية شراسة وتعددت أساليبه في التآمر.
إن الثورة التي قضت في الثامن من أذار 1963 على التحالفات الصهيونية والرجعية الاستعمارية ومضت قدما في تحقيق الأهداف الثورية الغربية الاشتراكية قد انتزعت الحقوق الشعبية المسلوبة من شركة نفط الانكليز ومضت في تنفيذ خطة التنمية وبناء سد الفرات واستثمار البترول وطنيا وأخرجت إلى الوجود حرب التحرير الشعبية أسلوبا ثوريا وحيدا لتحرير فلسطين وسائر أجزاء الوطن العربي ودحر الاستعمار والصهيونية والرجعية، منفتحة على جميع القوى التقدمية في الوطن العربي مما أفقد الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية صوابها وجعلها تشرع من جديد في التخطيط لضرب مكاسب الجماهير العربية والقضاء على منجزات الثورة آمال الكادحين في الوحدة والحرية والاشتراكية.
أيها المواطنون إن المؤامرة التي دبرها التحالف الاستعماري الرجعي ضد ثورتكم والتي بدأها العدوان الإسرائيلي في السابع من نيسان الماضي على حدودنا لم تكن إلا تمهيدا لعملاء الاستعمار في الداخل وتشجيعا لهم للوقوف في وجه الكادحين.
إن المخابرات المركزية الأميركية وأعوانها من المتآمرين الفارين اللاجئين إلى الأردن وحلفائها من الحكام العملاء المتسلطين على الشعب في الأردن والسعودية، هذه القوى مجتمعة تتابع اليوم تآمرها على المد الآثم الثوري والمكاسب الجماهيرية في القطر العربي السورية، وكان المقال المدسوس على مجلة جيش الشعب حلقة في هذه المؤامرة الأميركية الإسرائيلية الرجعية استخدمته العناصر الرجعية المعادية للثورة للتشكيك بالقيم الجماهيرية التي مارسها المناضلون في القطر العربي السوري، وقد أثبتت التحقيقات التي أجرتها الجهات المسؤولية أن المقال وكاتبه لم يكونا إلا أداة من أدوات المخابرات الأميركية التي استطاعت أن تتسري بكل قذارة ودناءة وأن تحقق الأهداف الأثيمة التي رسمتها لإحداث البلبلة في صفوف المواطنين.
وفي الوقت نفسه حاول حلفاء الاستعمار من كبار التجار الذين اعتادوا امتصاص دماء الشعب واحتكار أقواته أن يستغلوا الفرصة للوثوب على مكاسب الجماهير في محاولة يائسة منهم للعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء ناسين أن الشعب قد تجاوزهم ولن يستطيعوا أن يعودوا إلى استغلاله مهما دعمهم الاستعمار وتستروا بشعارات كاذبة زائفة.
يا جماهير شعبنا، إن ثورة الكادحين في سورية ليست حدثا عابرا تستطيع فئة من المخربين أن تعبث به أو تعرقله إنها التعبير الحقيقي عن متطلبات كل الفئات التي كانت مضطهدة من قبل الرأسماليين والتجار المحتكرين والسياسيين العملاء المحترفين لذلك كان من العبث أن تقف فئة مذعورة في وجه الكادحين من أبناء الشعب مهما كان وراء هذه الفئة من قوى استعمارية أو صهيونية أو رجعية.
إن العمال والفلاحين والجنود والمنظمات الشعبية والطلبة والمعلمين والمثقفين الثوريين وسائر التقدميين والمناضلين في القطر العربي السوري قد أدركوا أبعاد هذه المؤامرة الاستعمارية الدنيئة وفضحوا ارتباطها بفلول الرجعية الحاقدة على الشعب وبالاستعمار حامي هذه الرجعية لذلك فقد أعلنت جماهير الشعب تصميمها على سحق هذه المؤامرة الدنيئة التي حاكها أناس لا وطن لهم ولا دين ولا هدف سوى الربح الحرام وستكون هذه المحاولة الدنيئة نقطة انطلاق جديدة في مسيرة الثورة وسحقا نهائيا لتلك القوى الرجعية الاستعمارية اليائسة وتعميقا للخط الثوري الوحدوي العربي الاشتراكي.
لذلك قررت قيادة الثورة في هذا القطر سحق كل القوى المضادة المنفذة للمخططات الاستعمارية ومصادرة أموال المخربين والمحرضين العملاء الذين تحركوا بوحي من الدوائر الاستعمارية وحاولوا ضرب مكاسب الجماهير.
دمشق 7 – 5 1967، والتوقيع الحاكم العرفي".