صعب جدا ان يعود الاتحاد السوفياتي بنفس السياسات القديمة و نفس الجمهوريات
اولا جل جمهوريات الاتحاد السوفياتي ليست على علاقة طيبة مع الروس
ليتوانيا و استونيا ولاتفيا واوكرانيا و جورجيا
هذه الدول منها من هو في الاتحاد الاوروبي وفي حلف الناتو و منها من يتحين فرصة الانضمام للاتحاد الاوروبي وحلف الناتو ناهيك ان علاقتهم مع موسكو مضطربة
ليتوانيا و استونيا و لاتفيا هذه الثلاث دول البلطيق تنخرط في الاتحاد الاوروبي و حلف الناتو و اي اعتداء عليهم يعتبر اعتداء على دول حلف الناتو و الاتحاد الاوروبي اللهم في حالة الاطاحة بحكومات هاته الدول عبر المخابرات الروسية و وضع رؤساء موالون لموسكو
كازاخستان تركمانستان اوزبكستان طاجيكستان قيرغيزستان و مولدفيا و بيلاروسيا و اذربيجان و ارمينيا هذه الدول تتمتع بعلاقات طيبة مع موسكو و هناك تنسيق امني عسكري بينها و بين موسكو
ضف الى ذلك ينخرطون في رابطة الدول المستقلة التي تاسست ابان تفكك الاتحاد السوفياتي بين جمهوريات الاتحاد
تعتبر هاته الدول مناطق نفوذ لموسكو و تسعى موسكو دائما لتحسين العلاقات من حسن الى احسن مع هاته الدول
لكن الروس يسعون لتشكيل اتحاد بين هاته الدول
فمثلا في سنة 2011 قامت كل من روسيا و كازاخستان و بمبادرة من الرئيس الكازاخي انذاك نور سلطان نزار باييف الذي طرح فكرة تشكيل اتحاد و قد سمي انذاك بالاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي (UEEA) و تاسس بكل من روسيا و كازاخستان و بيلاروسيا
و الذي انضمت اليه فيما بعد كل من قيرغيزستان و ارمينيا
و هو اول خطوة نحو تشكيل تكتل اقتصادي و ربما امني عسكري في المستقبل لكن تم تقديم دعوات الانظمام لهذا التكتل لكل من اذربيجان و تركمانستان و طاجيكستان و اوزباكستان و مولدفيا لحد الان لم تنظم هاته الدول او ربما هي ليست اعضاء دائمة بل هي اعضاء مراقبة فقط
و مازل سيد الكرملين يتحرك و يسعى لمحاولة ضم هذه الجمهوريات تحت الاتحاد الاقتصادي الجديد التي سيكون فيها ربما استعمال عملة واحدة و قوانين جمركية جديدة تسهل الحركة التجارية في هاته البلدان و تطور هاته البلدان اقتصاديا
عموما فكرة انشاء الاتحاد السوفياتي من جديد فكرة صعبة الان
فلنرجع للتاريخ الى عهد اخر رئيس سوفياتي ميخائيل غورباتشوف الذي يتهمه المحللين السياسين بانه هو من فكك الاتحاد السوفياتي
بل بالعكس ميخائيل غورباتشوف كانت له طموحات تتمثل في التغيير و التجديد
فقام بادخال حرية النقد و التعبير انذاك و حرية الصحافة و قدم رخص لتشكيل احزاب معارضة علما و انه دخل في انتخابات عام 1996 على ما اعتقد و كان رئيس قائمة لحزب اسلامي من الشيشان
اما الاهم هو انه قام بلقاء مع رؤساء الجمهوريات السوفياتية انذاك و اتفق معهم على اتفاق يمنحهم مزيد من الصلاحيات السياسية و الاقتصادية و الديبلوماسية و الحفاظ على الاتحاد السوفياتي و الحفاظ على وحدة الجيش السوفياتي و الحفاظ على هذا التكتل و اعطاء كل رؤساء الجمهوريات السوفياتية الحق في ابداء رايها في اي سياسة داخلية او خارجية يعني مثل القوانين المتبعة في الاتحاد الاوروبي
لا بل وصل به الامر الى تغيير الفكرة القديمة فكرة النظام الشمولي و فكرة سطوة المجلس الاعلى السوفياتي في اتخاذ القرارات و فرضها على رؤساء الجمهوريات
فكان للرجل افكار ديمقراطية و افكار التداول السلمي على السلطة شرط الحفاظ على التكتل و الحفاظ على الاتحاد السوفياتي و الحفاظ على الجيش
و فعلا قد وافق كل رؤساء الجمهوريات السوفياتية و اعلنو وثيقة الاتحاد السوفياتي الجديد بموافقة الجميع و بموافقة شعوب الجمهوريات السوفياتية
لكن للاسف انذاك اتى ميخائيل غورباتشوف للسلطة متاخر و اتى في مرحلة كان فيها الاتحاد السوفياتي منهك اقتصاديا من جراء حرب العشر سنوات في افغانستنان زد عليها سباق التسلح المحموم مع الغرب
كانت خطوات غورباتشوف ناجحة سياسيا في الحفاظ على تكتل اتحاد الجمهوريات السوفيتية لكن اقتصاديا للاسف لم ينجح بسبب الحالة الاقتصادية التي وجدها غورباتشوف اول ما وصل للسلطة ناهيك ان الاصلاح الاقتصادي لاكبر دولة في العالم انذاك يتطلب الكثير من الوقت و التضحية على اقل تقدير من 10 سنوات فما فوق
لكن اتى السكير بوريس يلتسن المدعوم من السي اي ايه و دمر كل شي و حرض على ضرورة استقلال الجمهوريات و حصل ما حصل و قصف البرلمان السوفياتي و باع الاتحاد السوفياتي و باع وثيقة غورباتشوف هو و رئيس جمهورية اوكرانيا السوفياتية كرافتشوك و رئيس بيلاروسيا السوفياتية قد نسيت اسمه هؤلاء الثلاث هم من تسببو في تفكك الاتحاد السوفياتي
و بعد ما اعلنت كل ومن اوكرانيا و روسيا و بيلاروسيا استقلالهم وجد غورباتشوف نفسه في وضع محرج جدا ناهيك ان بوريس يلتسن كانت له قدرة قوية في التاثير عبر الخطاب السياسي امام البرلمان الروسي و في الشوارع و اثر على شعوب الجمهوريات مما تسبب في خروج الشعوب في الشوارع و وقعت صدامات مع الجيش السوفياتي و اتهم غورباتشوف من قبل الشعوب السوفيتية انه ضد التحرر و الاستقلال و اتجهت الاتهامات كلها له و تم وضعه في الاقامة الجبرية انذاك و اكمل بوريس يلتسن و رئيس اوكرانيا و رئيس بيلاروسيا تفكيك الاتحاد السوفياتي و حصل انفلات امني واسع و تدهور الوضع الاقتصادي اكثر فاكثر و ارتفعت معدلات البطالة في عهده و انتشرت تجارة الاعضاء و الفساد الاداري و المالي و كان يلتسن يقترض من البنك الدولي اموالا طائلة زد عليها تصاعدت النعرات القبلية و العرقية مثل الحروب في جمهورية داغستان و الشيشان و هاجر الكثير من العلماء السوفييت و الاطباء و غيرهم و كان الامريكان يضحكون على يلتسن السكير الذي انجز مهمته للامريكان بالشكل المطلوب
اسف على الاطالة اخي الكريم
يعتقد البعض أن السيد بوتين يخطط للعودة إلى صفحة الإتحاد السوفيتي السابق من جديد
عبر جناح حزب روسيا الموحدة الحزب الحاكم الذي أسسه بوتين و الحزب الشيوعي الروسي روح الإتحاد السوفيتي السابق و حزبها الأوحد و الحاكم
قد يرد البعض بدستور
وهل للدستور قيمة إذا داخل الخوف وعشعش
في مجلس الدوما و مجلس الإتحاد الروسي
الجمعية الاتحادية الروسية
مجلس السوفييت الأعلى
والكل يتذكر قصف 1993
و يتذكر أحداث 1991
هل يعود الإتحاد السوفيتي السابق
تحت ستالين العصر الحديث
بوتين
؟