لادئاني
مستشار المنتدى
- إنضم
- 16/12/18
- المشاركات
- 28,278
- التفاعلات
- 77,354
احتلّوا مدناً وأحرجوا خلفاء...
شعراء قادوا ثورات وحركات سياسية في العصر العباسي
===========================
محمد شعبان
محمد شعبان
الأربعاء 28 أبريل 202111:32 ص
كثرت حركات الخروج على الخلافة العباسية، وتنوّعت طبائعها الدينية والسياسية والاجتماعية، لكن الملاحظ أن عدداً من هذه الحركات قادها شعراء نظموا قصائد للتعبير عن أفكارهم ومراحل ثوراتهم.
كثرت حركات الخروج على الخلافة العباسية، وتنوّعت طبائعها الدينية والسياسية والاجتماعية، لكن الملاحظ أن عدداً من هذه الحركات قادها شعراء نظموا قصائد للتعبير عن أفكارهم ومراحل ثوراتهم.
محمد بن البعيث... الثورة في أذربيجان
---------------
أحد هؤلاء الشعراء هو محمد بن البعيث، من فتيان قبيلة بني أسد. نزلت عشيرته في أذربيجان، واشتهر أبوه بأنه كان من الفُتاك الصعاليك. واستطاع محمد أن يمتلك في تلك الديار قلعتين، الأولى تُسمّى "شاهي" والثانية "بكدر".
ويذكر شوقي ضيف في كتابه "تاريخ الأدب العربي... العصر العباسي الثاني"، أن ابن البعيث كان ينظم أشعاره بالعربية والفارسية.
واشتهر أمره في عصر الخليفة أبو إسحق المعتصم وحروب بابك (نسبة إلى بابك الخرمي الذي قاد الحركة الخرمية ضد الخلافة العباسية في أذربيجان). كان يحاول أن يكون محايداً بين الطرفين المتخاصمين، لكن ذلك دفع إسحق بن إبراهيم المصعبي، أحد قادة جيش المعتصم، إلى القبض عليه والإلقاء به في غياهب السجون.
وبعد توسط بعص القادة له، أُفرج عنه على ألا يبرح سامراء، حتى إذا كانت سنة 234هـ، في عهد المتوكل، حين هرب إلى دياره وحصونه، واختار حصن مرند، فجمع فيه أسلحته وأنصاره.
ويروي ضيف أن المتوكل وجّه لـ"ابن البعيث" بعض الجيوش، فلم تستطع أن تصل إليه، ثم وجّه إليه القائد العسكري بُغا الشرابي، فزحف إلى الحصن وحاصره ونصب حوله المجانيق،
وعندما يئس ابن البعيث من طول الحصار، فرّ على وجهه وهو ينشد:
كم قضيت أموراً كان أهملها/ غيري وقد أخذ الإبلاسُ بالكظم
لا تعذليني في ما ليس ينفعني/ إليكِ عني جرى المقدار بالقلم
سأتلف المال في عُسر وفي يسر/ إن الجواد الذي يعطي على العدم
أحد هؤلاء الشعراء هو محمد بن البعيث، من فتيان قبيلة بني أسد. نزلت عشيرته في أذربيجان، واشتهر أبوه بأنه كان من الفُتاك الصعاليك. واستطاع محمد أن يمتلك في تلك الديار قلعتين، الأولى تُسمّى "شاهي" والثانية "بكدر".
ويذكر شوقي ضيف في كتابه "تاريخ الأدب العربي... العصر العباسي الثاني"، أن ابن البعيث كان ينظم أشعاره بالعربية والفارسية.
واشتهر أمره في عصر الخليفة أبو إسحق المعتصم وحروب بابك (نسبة إلى بابك الخرمي الذي قاد الحركة الخرمية ضد الخلافة العباسية في أذربيجان). كان يحاول أن يكون محايداً بين الطرفين المتخاصمين، لكن ذلك دفع إسحق بن إبراهيم المصعبي، أحد قادة جيش المعتصم، إلى القبض عليه والإلقاء به في غياهب السجون.
وبعد توسط بعص القادة له، أُفرج عنه على ألا يبرح سامراء، حتى إذا كانت سنة 234هـ، في عهد المتوكل، حين هرب إلى دياره وحصونه، واختار حصن مرند، فجمع فيه أسلحته وأنصاره.
ويروي ضيف أن المتوكل وجّه لـ"ابن البعيث" بعض الجيوش، فلم تستطع أن تصل إليه، ثم وجّه إليه القائد العسكري بُغا الشرابي، فزحف إلى الحصن وحاصره ونصب حوله المجانيق،
وعندما يئس ابن البعيث من طول الحصار، فرّ على وجهه وهو ينشد:
كم قضيت أموراً كان أهملها/ غيري وقد أخذ الإبلاسُ بالكظم
لا تعذليني في ما ليس ينفعني/ إليكِ عني جرى المقدار بالقلم
سأتلف المال في عُسر وفي يسر/ إن الجواد الذي يعطي على العدم
ويذكر ضيف أن نفراً من الجيش العباسي تبعوا ابن البعيث وألقوا القبض عليه وأخذوه إلى المتوكل، فأمر بضرب عنقه، فطُرح على نطع وجاء السيافون ولوّحوا له بسيوفهم، وقال له المتوكل حانقاً غاضباً: ما دعا يا محمد إلى ما صنعت؟ فأجابه: الشقوة وأنت الحبل الممدود بين الله وبين خلقه، وإنّ لي فيك لظنين، أسبقهما إلى قلبي أولاهما بك، وهو العفو، ثم اندفع ينشده:
أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي/ إمام الهدى والصفح بالحر أجمل
وهل أنا إلا جُبلة من خطيئة/ وعفوك من نور النبوة يُجبل
فعفا المتوكل عنه، وخفف عنه الحكم من الإعدام إلى الحبس، وظل في بيته حتى مات.
أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي/ إمام الهدى والصفح بالحر أجمل
وهل أنا إلا جُبلة من خطيئة/ وعفوك من نور النبوة يُجبل
فعفا المتوكل عنه، وخفف عنه الحكم من الإعدام إلى الحبس، وظل في بيته حتى مات.