لقد كانت تركيا تتطلع إلى تحديث أسطولها من المروحيات الهجومية منذ منتصف التسعينيات، وكان جزء من المروحيات الهجومية التي تمتلكها تركيا من نوع cobra تفتقر إلى بعض القدرات الحديثة، والأسوأ من ذلك هو انخفاض أعدادها وزيادة أعمارها؛ مما أدى إلى إجهاد قدرة المروحيات على العمليات القتالية.
لطالما كانت المروحيات الهجومية على أجندة المشتريات الدفاعية التركية منذ التسعينيات، وقد حددت أنقرة المروحيات الهجومية كاحتياج عاجل، وطورت برامج بعدة ملايين من الدولارات لتلبية احتياجات الجيش. بعد شراء العديد من مروحيات فئة كوبرا الأمريكية، تم إلغاء المناقصات اللاحقة التي فتحتها تركيا؛ وذلك بسبب نزاعات الأسعار والتراخيص ونقل التكنولوجيا وتغير المناخ السياسي. تماشيا مع سياسة المشتريات العسكرية التركية بعد عام 2004، قامت وكالة الصناعات الدفاعية التركية SSM بـفـتـح مسابقة دولية في فبراير من عام 2005م لاقتناء مروحيات هجومية، ونظرت شركتا Bell Helicopter و Boeing الأمريكيتين في الشروط التركية، ثم انسحبتا بعد ذلك.
مع إدراك أنه حتى في ظل أكثر التقديرات تفاؤلاً، لن يتم تسليم المروحيات الهجومية المحلية قبل 2013-2015، وكتدبير قصير الأجل، اقتربت تركيا من الولايات المتحدة في أواخر عام 2007 لشراء ما يصل إلى 12 مروحية من طراز Cobra التي تستخدمها بالفعل البحرية الأمريكية، وقد قالت مصادر أمريكية إنه نظرًا لأن العمليات في العراق وأفغانستان تجاوزت الموارد العسكرية الأمريكية، فإن واشنطن رفضت الطلبات التركية، وبدلاً من ذلك، عرضت على تركيا أباتشي AH-64 Apaches، لكن أنقرة لم تكن تريدها منذ أن قاموا بتشغيل مروحيات كوبرا لعقدين من الزمن تقريبًا، وكان الجيش التركي يفتقر إلى البنية التحتية والموظفين لتشغيل مروحيات أباتشي Apache.
بعد ذلك، عرضت شركة AgustaWestland الإيطالية طائرات هليكوبتر من طراز Mangusta-A129، لكن القوات المسلحة التركية رفضت العرض؛ قائلة إن محرك A129 لم يكن كافياً لتلبية الاحتياجات. في الجهة المقابلة عادت القضية إلى الظهور عدة مرات، لكن الجانب الأمريكي لم يغير موقفه، وأكد المراقبون الدبلوماسيون أنه على الرغم من الإشارة إلى النقص كمبرر رسمي، إلا أن واشنطن رفضت بيع مروحيات كوبرا لتركيا؛ لمعاقبتها على عدم مرونتها في مسألة المناقصة التي افتتحتها، كما زُعم أن رفض تركيا إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان كان وراء إحجام واشنطن عن بيع تلك المروحيات.
ثم ورد أن تركيا تحولت إلى روسيا في أواخر عام 2008، حيث زعمت تقارير من وسائل الإعلام التركية والروسية، أنه بعد رفض الولايات المتحدة لها، خططت أنقرة لشراء 32 مروحية من طراز MI-28 Night Hunters، وهي مروحية هجومية تعمل في جميع الأحوال الجوية، ومع ذلك، فقد نفى مسؤولو الدفاع الروس هذه المزاعم، وقالوا إن تركيا لم تقدم رسميًا مثل هذا الطلب. ومع ذلك، استمر الاهتمام التركي بمتابعة الخيار الروسي، وقد تم التفاوض بشأن شراء ما لا يقل عن 12 مروحية من طراز MI 28.
بعد ذلك، أكد مسؤولو صناعة الدفاع الروس الذين حضروا معرض الأسلحة IDEF 2009 في إسطنبول، أن تركيا أبدت اهتمامًا بشراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية والمروحيات الهجومية، ووفقًا للتقارير الأخيرة، سافر وفد من وزارة الدفاع التركية إلى موسكو لاستكشاف إمكانية شراء ما بين 12 و 32 مروحية خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة آنذاك.
أشارت تركيا إلى أن "الهدف هو إنتاج مروحيات بشكل مشترك، وليس شرائها مـن عـلى الرف." ومنحت تركيا في نهاية المطاف عقدا لإنتاج مروحيات هجومية محلية خاصة بها إلى شركة أغستاوستلاند الإيطالية، وستكون الشركة التركية لصناعات الفضاء TAI هي المقاول الرئيسي، و Aselsan و AgustaWestland هما المتعاقدان من الباطن، وبموجب اتفاقية التعاون ستشارك TAI بحقوق الملكية الفكرية للتكوين الجديد A129 مع AgustaWestland. ستصبح TAI أيضًا المصدر الوحيد لإنتاج جسم المروحية بالكامل، بما في ذلك عمليات التجميع النهائي، وستكون مسؤولة عن تسويق مروحية T-129 ATAK إلى على العالم.
في إطار المشروع الذي تبلغ تكلفته 3 مليارات دولار، سيحصل الجيش التركي على 50 مروحية من طراز T129، وهي نسخة معدلة من Mangusta-A129 الإيطالية. كان من المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2013، لكن بعض المصادر تقول إن هذا التاريخ قد تم تأجيله إلى عام 2015.
في نوفمبر 2019 نجحت النسخة ATAK FAZ-2 بإجراء أول رحلة لها، حيث ستكون تلك النسخة مجهزة بمستقبل إنذار بالليزر وأنظمة حرب إلكترونية أخرى. في نطاق مشروع T129 ATAK الذي نفذته رئاسة صناعة الدفاع، تم تسليم 53 طائرة هليكوبتر من طراز ATAK، ومن ناحية أخرى، سيتم تسليم 21 مروحية من تكوين ATAK FAZ-2 في المرحلة الأولى.
طورت شركة الدفاع الرائدة CTECH أنظمة اتصالات مع الأقمار الصناعية؛ وذلك بهدف توفير وصلة تواصل بين الطائرات بدون طيار والمروحيات. ونجحت الشركة في تطوير وإنتاج نظام الاتصالات الساتلية (SATCOM) المستخدم في طائرة ANKA-S. وتقوم حاليا بخبرتها في هذا المجال من أجل تلبية احتياجات الاتصالات الساتلية للمنصات المختلفة، كما ركزت CTech جهودها مؤخرًا على نظام SATCOM على المروحيات.
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن الأنظمة الراديوية عالية التردد المستخدمة كثيرًا في المروحيات لا يمكنها توفير وسيلة اتصال مستمرة بسبب الجغرافيا الأرضية، وتعد تلك مشكلة مهمة لوحدة المستخدم. وتكشف المشاكل المذكورة أعلاه، والتي تنطبق أيضًا على أنظمة Line of Sight، بضرورة استخدام أنظمة SATCOM. لقد بينت وأوضحت شركة CTech سبب عدم وجود منتج ناجح تجاريًا لأنظمة SATCOM في المروحيات؛ بسبب أن الشفرات الدوارة تقوم بقطع وتعطيل تغذية الاتصال بالقمر الصناعي باستمرار، كما أنه لا توجد نقاط تثبيت مناسبة لهوائيات SatCom على المروحيات. علاوة على ذلك، يجب أن يعمل النظام في ظل ظروف قاسية خاصة في المروحيات العسكرية.
على وجه الخصوص، يجب أن تكون الأنظمة المستخدمة في المروحيات صغيرة قدر الإمكان، ومنخفضة المستوى، وأقل استهلاكًا للطاقة، ومقاومة للظروف البيئية القاسية، كما هو معروف في جميع الأنظمة العسكرية. كما يجب أن يتتبع الهوائي في المنصة القمر الصناعي بدقة عالية دون أن يفقد اتجاهه. وفوق كل شيء، يجب استخدام شكل موجي خاص في مودم الاتصالات الساتلية للتخلص من تأثير التشويش النبضي للمروحية، وإن غياب هذا الشكل الموجي الخاص، هو أهم سبب لعدم استخدام أنظمة الاتصالات الساتلية في هذا المجال حتى اليوم.
ومع ذلك، فإن CTech أنهت تمامًا هذا التأثير المزعج لشفرات المروحية، وذلك عن طريق شكلا موجيا فريدا قامت بتطويره، من خلال الاختبارات التي أجريت على T129 ATAK في عام 2020، حيث تم التقاط صور عالية الجودة من المروحية ونقلها إلى مركز التحكم في القيادة باستخدام نظام SATCOM.
وفقًا لـ CTech، فإن عاملا آخر يجب إضافته إلى هذه القدرات المتفوقة هو قابلية التشغيل البيني، لذلك فإن الطائرات بدون طيار والمروحيات المجهزة بأنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ستعطي القدرة على العمل مع المركبات الأرضية ذات الأنظمة المماثلة. كما أن المروحيات التي ستستفيد من قدرة المراقبة الواسعة التي توفرها الطائرات بدون طيار، ستكون قادرة على أداء عمليات أكثر فاعلية في المجال التكتيكي.
أنظمة اتصالات الأقمار الصناعية للمروحيات التي طورتها CTech قادرة على زيادة قدرات القوات المسلحة التركية في ساحة المعركة، كما أن توفير فرصة اتصال استراتيجية وخارج الأفق مثل الأقمار الصناعية لوكلاء الدولة بطريقة موثوقة تمامًا سيكون إنجازًا مهمًا للغاية.
تم إجراء اختبارات التأهيل لمروحيات T129 ATAK FAZ-II بنجاح، وذلك نتيجة للعمل الناجح الذي قام به مهندسو TAI. من المقدر أن يتم تسليم أول مروحية من هذا النوع إلى قيادة القوات البرية في عام 2021.