لادئاني
مستشار المنتدى
- إنضم
- 16/12/18
- المشاركات
- 28,387
- التفاعلات
- 77,556
هل العلو الحالي لاسرائيل هو العلو الأول أم الثاني (سورة الإسراء) وإذا كان الثاني فمن هم اليهود في آخر الزمان
=========================
سلسلة تغريدات بقلم الأخ أس الصراع في الشام تتضمن جواب عن هل العلو الحالي لاسرائيل هو العلو الأول أم الثاني (سورة الإسراء) وإذا كان الثاني فمن هم اليهود في آخر الزمان الذين ينطق الشجر والحجر عنهم وهل فعلاً اقتربت نهاية اسرائيل مُرفقة بكلام مهم لكبار المفكرين اليهود والصهاينة عن ذلك.
التفاسير كثيرة ومتشابكة ودائماً يكمن التحدي في التبسيط أبدأ باسم الله هذه السلسلة من التغريدات بعيدة عن التنبؤات بالكلية ومعللاً في خاتمتها لماذا الآن هذه السلسلة:
قال تعالى في سورة الإسراء: { وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرتين ولتعلنّ علواً كبيراً}.
هما إفسادان وعلوان ومفهوم العلو هو التمكين والسيطرة أي تكون لهم دولة كاملة وقوله تعالى {فإذا جاء وعد الآخرة} أي الدولة الثانية ولم يقل فإذا جاء وعد الثانية وهذا يعني أنه لا دولة ثالثة لهم بل فقط دولتان.
سأبدأ باستبعاد التفاسير البعيدة عن الإفسادين ثم أدلل على الراجح:
---------------------------
التفسير الأول: يعتبر الإفسادين مضيا وانتها الإفساد الأول في عهد البابلين (نبوخذ نصر) والثاني في عهد المسلمين(عمر بن الخطاب) وواضح تهافت الثاني لأن المسلمين عندما فتحوا بيت المقدس كانت تحت حكم النصارى وليس اليهود.
التفسير الثاني: يعتبر الإفساد الأول تم وهو في عهد البابليين والإفساد الثاني هو في زماننا أي في قيام دولة اسرائيل الحالية عام ١٩٤٨ وهو الأقوى والأرجح وسأبين ذلك لاحقاً
التفسير الثالث: يعتبر دولة اسرائيل الحالية هي الإفساد الأول والثاني في آخر الزمان في عهد الدجال
وإذا سلمنا جدلاً بصحة قولهم أن الإفساد الأول هو الحالي فيقيناً لا يستقيم أن الإفساد الثاني هو في عهد الدجال والذي روي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم( يا مسلم ورائي يهودي..)
وسأبين لماذا وفق تسلسل الأحداث حسب سورة الإسراء
طبعاً هناك تفسيران شاذّان لايعتد بهما:
الأول: يعتبر أن الإفساد الأول وقع في زمن النبي بطرده ليهود المدينة( بني النضير وقنينقاع وبني قريظة) وقال به الشيخ القرضاوي وهو متهافت لأن سياق الآيات كله يتكلم عن بيت المقدس والمسجد الأقصى ويهود المدينة لا علاقة لهم بالمسجد الأقصى والحكم في المدينة كان للأوس والخزرج واليهود كانوا قبائل متفرقة أي لم تكن لهم دولة وكان العلو لهم كما تبين آية الإسراء.
الثاني: يعتبر الإفسادين متقاربين زمنياً وكلاهما في زماننا فيفسر جاسوا خلال الديار أي صالوا وجالوا فقط ويعتبرها الانتفاضة الأولى ١٩٨٧ والثاني ينتهي بفتح القدس الذي لم يأت بعد وصاحب هذا التفسير الدكتور عمر الأشقر رحمه الله وواضح جداً ضعف هذا القول فشرط تحقق الإفساد الثاني هو تدمير دولتهم وعلوهم ووفق تفسيره جاسوا خلال الديار أحدثوا فقط نكاية ولم يدمروا دولتهم.
والآن أبين بالأدلة لماذا الإفساد الأول هو وقع في عهد البابليين على يد نبوخذ نصر والإفساد الثاني هو الحالي.
--------------------
اتفق جميع المؤرخين على أنه لم تقم دولة لبني اسرائيل منذ تأسيسها على يد سيدنا سليمان ثم هدمها عام ٥٨٦ ق.م على يد نبوخذ نصر إلا في زماننا عام ١٩٤٨ وأبرزهم المؤرخ المسيحي فيليب حتي في ثلاثينات القرن العشرين أي قبل قيام دولة اسرائيل الحالية قال ولم تقم لليهود دولة منذ هدمها نبوخذ نصر إلى يومنا هذا.
وأما مايذكر عن هدم طيطس لمدينة القدس عام ٧٠ م وتدميره الهيكل فمنذ عام ٣٣٢ ق. م احتل الاسكندر المقدوني بلاد الشام وصارت خاضعة للإغريق ثم أتى الرومان وأنهوا حكم الإغريق وتركوا اليهود في القدس كحكم ذاتي وليس دولة وكان الامبراطور الروماني هو من يعين حاكم لليهود منهم ويفرض عليهم دفع الجزية والضرائب للدولة الرومانية لكن كانت تحدث تمردات وثورات منهم ضد الدولة الرومانية بين الحين والآخر كما حصل عام ٦٦ م ثم يتمكن الرومان من إعادة السيطرة عليهم وهذا ما حصل عام ٧٠ م على يد تيتس
إذاً كيف يستقيم القول أن أحد الإفسادين وقع وكان تدميرهم على يد الرومان وشرط الإفساد هو العلو والتمكين لليهود؟ كيف هم ممكنون ويدفعون الجزية للدولة الرومانية والامبراطور الروماني هو من يعين حاكمهم؟
قال تعالى{فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً}
دخل بنو اسرائيل الأرض المقدسة عام ١١٨٧ق.م مع يوشن بن نون وهدم دولتهم الشمالية الآشوريون عام ٧٣٥ ق.م ثم ورث البابليون مناطق الآشوريين (الآشوريون والبابليون هم قبائل عربية أتت من شبه الجزيرة العربية واستوطنت في العراق ثم استولت على بلاد الشام) ثم دمر نبوخذ نصر دولتهم الجنوبية عام ٥٨٦ ق.م وهدم الهيكل وسبى منهم ٤٠ ألف إلى بابل.
شبهة: عباداً لنا البعض يقول هذه لا يخاطب الله تعالى بها إلا المؤمنين
-------------------
الرد: لو أراد الله التشريف لهم لقال عبادي وليس عباداً لنا( الددو الشنقيطي)
ثم تأتي للمسلم والكافر فقد أضاف الله تعالى الكفار العصاة إلى ذاته المقدسة، كما في قوله تعالى: {أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء} ووصف الكفار كما في صحيح مسلم ( أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم..) وأقوى دليل على أن الإفساد الأول انتهى على يد نبوخذ نصر هو قول الخليفة عمر بن الخطاب كما أورده ابن سعد في طبقاته إذ قال ولا تقولوا إن عدونا شرٌ منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا فرب قوم سُلط عليهم شرٌ منهم كما سلط على بني اسرائيل لما أتوا مساخط الله كفرة المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً)
لم يفهم عمر عباداً لنا يعني مؤمنين بل هم كفرة المجوس أي البابليين
معنى جاسوا خلال الديار: أي حاسوا وتفحصوا كل مكان وزاوية وليس فقط حاسوا وصالوا في الأماكن العامة دون البيوت وهذا ما فعله البابليون.
{ ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً}
لو كان المقصود بالخطاب هم المؤمنون يكرون على اليهود كما ذهب البعض رددنا لكم الكرة فهذا لم يحصل بعد الإفساد الأول وعندما فتح العرب المسلمون بيت المقدس كان النصارى من يحكمها وليس اليهود أي لم تكن لليهود دولة ولم يكن لهم علو في الأرض لذا هذا التفسير بعيد جداً
إذاً المخاطب هم بنو اسرائيل ومعنى الكرة هي العودة إلى نفس المكان
وعناصر قيام الدولة الثانية هي ستة عناصر لقيام الدولة الثانية:
----------------------------
١- نرد الكرة لكم على من زال دولتكم الأولى وهذا لم بحصل بالتاريخ غير عام ١٩٤٨ أي نرد لكم يا بني اسرائيل الكرة على العرب الذين أسقطوا دولتكم الأولى وهم البابليون ألم نقل أنهم قبائل عربية.
٢-أمددناكم بأموال (تلقت اسرائيل ٥٠ مليار من امريكا على مدار ثلاثين عاماً هذا غير ال٣ مليار المعلنة التي تتلقاها سنوياً وغير المساعدات من الاتحاد الأوروبي.
٣- وبنين لم يقل أولاد لأن الولد يشمل الذكر والأنثى والمقصود بنين مقاتلين شباب لأجل قيام الدولة فقد سجل في يوم واحد قدوم ٣١ ألف رجل إلى اسرائيل
والدليل على عدم اكتراث الوكالة اليهودية بجلب النساء والأطفال كما ورد في كتاب (ضحايا المحرقة يتهمون) رفضت الوكالة اليهودية دفع مبلغ ٥٠ ألف دولار لحكومة هتلر التي أبدت استعدادها لإطلاق سراح ٣٠ ألف يهودي مقابل هذا المبلغ والسبب أن معظمهم نساء وشيوخ وأطفال وتم إعدامهم ولم تستجب الوكالة اليهودية لطلب حكومة هتلر وقتها.
٤-وجعلناكم أكثر نفيراً والنفير هو المقاتل ولم يقل الله أكثر عددا. فالعرب هم دائماً أكثر عدد من اليهود بينما عندما اجتمعت كل الجيوش العربية لقتال اسرائيل عام ١٩٤٨ بلغ عددهم كلهم أجمعون ٢٥ ألف مقاتل في حين وصل عدد الجيش الاسرائيلي وقتها إلى ٦٧ ألف مقاتل.
٥- نجمعكم من الشتات وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم) الخطاب موجه لبني اسرائيل بعد فرعون ليسكنوا الأرض وهذه السكنى التي تولد منها بعد سنين طويلة الإفساد الأول فلما جاء وعد الآخرة أي الإفساد الثاني قال تعالى جئنا بكم وهذا يعني أن بني اسرائيل بين الإفسادين كانوا في الخارج وتم جمعهم وهذا ما حدث في الدولة الحالية كلهم أتوا من الخارج.
٦- لفيفاً: قال الله (وجنات ألفافاً) أي الأغصان من الأعلى ملتفة على بعضها لكن من الأسفل لها جذور وسيقان مختلفة والمعنى أنكم تأتون من أصول شتى وتجتمعون في مكان واحد وهذا ما حصل فاليهود هم ٧٠ قومية ويتكلمون ٩٠ لغة بينما في الدولة الأولى كانوا من أصل واحد فقط وهو سلالة اسرائيل أي سيدنا يعقوب وهم الأسباط ال١٢.
إذاً الدولة الحالية فيها بني اسرائيل وفيها اليهود من أعراق أخرى فعلماء الأجناس المعاصرين يقولون تسعة أعشار اليهود في العالم لا علاقة لهم ببني اسرائيل، وكذلك هناك طرفة جميلة لمعنى لفيفاً أي تجتمعون بشكل ملتف أي اجتماعكم ملتوي وملفق وفيه كذب فالصهيونية انطلقت من كذبة كبرى لتأسيس دولتهم وهي شعب بلا أرض لأرض بلا شعب وهذا كذب فاليهود لهم أوطان أي أرض وفلسطين فيها شعب وليست أرض بلا شعب
هكذا نجد مطابقة كاملة بين آية الإسراء والدولة الحالية مما لا يدع مجالاً للشك أن الإفساد الثاني هو الذي نشهده فتل أبيب أصبحت عاصمة الإباحية والمثلية الجنسية في العالم.
أما حديث الدجال ويا مسلم ورائي يهودي اقتله فهذا في آخر الزمان ولا تكن لليهود دولة في فلسطين والدليل هم اليهود يأتون من الشرق ليحاولوا إعادة وجودهم فهي تندرج تحت قول الله تعالى ( وإن عدتم عدنا) أي يا بني اسرائيل إن عدتم للإفساد عدنا لتدميركم وهذا ما يكون من قتل المسلمين لهم وقتل الدجال.
الخلاصة:
========
أن الخلاص من الدولة الحالية لا علاقة له بقتل اليهود في آخر الزمان وأن المهدي عندما يظهر تكون بيت المقدس محررة والدليل أنه يؤم المصلين في المسجد الأقصى والخمسين حديث التي وردت عن المهدي (الصحيح والحسن والضعيف) لم يذكر ولا مرة المهدي مع بيت المقدس أو الأقصى.
إذاً دولة اسرائيل الحالية ستنتهي بحرب يقوم بها العرب المسلمون ولا علاقة للمهدي أو حديث الدجال بهذه الدولة.