تونس تستقبل زعيم عصابة البوليزاريو الإرهابية

ahmed_ounaies.jpg

وزير خارجية تونس الأسبق: استقبال غالي “زلة دبلوماسية”.. ورد المغرب منطقي​

الأربعاء 31 غشت 2022​

يحذر أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، في حواره من استمرار الفراغ الدبلوماسي في العاصمتين المغاربيتين التونسية والمغربية، مبرزا أن ما قام به الرئيس التونسي من استقبال للوفد الصحراوي يمثل “زلة دبلوماسية كبيرة”.

وحث الدبلوماسي التونسي المصالح الرسمية التونسية على التحرك بسرعة وعلى أعلى مستوى من أجل احتواء هذه الأزمة الخطيرة، وعلى “تدارك الموقف والتحرك من إعادة سفيري الدولتين لاستئناف عملهما”، مبرزا أن “الجزائر في صراع دائم مع المغرب، سواء عبر الصحراء أو بدونها”.


وقال بأن “تونس مدعوة إلى تصحيح موقفها، خاصة بعد طي صفحة قمة اليابان، الأخيرة كان لها تفاعل مع موضوع الوفد الصحراوي وهو موقفٌ مساند للطرح الرسمي المغربي”.

وتفجرت أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس بسبب استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية في إطار منتدى التعاون الياباني -الإفريقي (تيكاد).

وقرر المغرب استدعاء سفيره لدى تونس فورا للتشاور، وعدم المشاركة في قمة «تيكاد» الثامنة بسبب المواقف العدائية المتراكمة من الجانب التونسي.

هنا نص الحوار:

بعد طي صفحة القمة اليابانية الإفريقية، يتضح جليا أن الخاسر من هذه التظاهرة هو الشعوب المغاربية التي تعيش على وقع “تمزق جديد” بسبب الأزمة المغربية التونسية الأخيرة؟​

نحن في خلاف وليس في أزمة، وهو خلافٌ يمكن أن نتجاوزه بالآليات الدبلوماسية والقنوات الرسمية، خاصة بمجهود من الجانب التونسي، ومع التفهم المغربي.

يتضح بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام زلة دبلوماسية من الجانب التونسي، بعد استقبال قيس سعيد للوفد الصحراوي؛ بينما كانت ردة الفعل المغربية شديدة للغاية ومتوقعة ومنطقية ومتواصلة إلى حدود اللحظة.

ما هو الحل، في نظرك، لعودة الدفء إلى العلاقات التونسية المغربية؟

بمجرد انتهاء قمة اليابان الحاضنة لكل هذه المصاعب الدبلوماسية، على تونس أن تتحرك الآن بقوة ورزانة في اتجاه المصالحة مع المملكة، وأنا على يقين أن المياه ستعود إلى مجاريها في القريب العاجل، وسيعود السفيران إلى مكان عملهما، مع استكمال العلاقات الكاملة كما كانت في العهد السابق.

نحن نعرف أن موضوع الصحراء له أهمية قصوى بالنسبة إلى المغرب الكبير، كما أن على المملكة أن تعبر عن موقفها بالوضوح اللازم.

(مقاطعا) لكن تونس خرقت الحياد الإيجابي، الذي ظل دائما أحد أهم ميكانيزمات السياسة الخارجية في تونس؟

على تونس أن تبقى في منطقة الحياد المطلق، كما علينا تدارك الأزمة مع المغرب. من غير المعقول أن يتواصل استبعاد السفراء، ولو أن العلاقات متواصلة مع المملكة المغربية طبعا، والحمد لله على ذلك. وقع خطأ دبلوماسي، ونحن بصدد معالجته بالقنوات الضرورية.

ألا ترى بأن تونس أصبحت تابعة لما تقرره الجزائر، لا سيما في المواقف الخارجية وفي موضوع الصحراء بالخصوص؟

نحن نعرف أن المملكة المغربية تعلق أهمية شديدة على مثل هذه التصرفات المرتبطة بالصحراء، وأؤكد لك أن تونس لا تعترف بالكيان الصحراوي ولا تعترف بأي كيان يريد تقسيم تراب الصحراء، ونحن لم نسجل أي جديد بشأن هذين الموقفين.

وأنا على يقين تام بأن العديد من وجوه النخبة الجزائرية تعتبر أن قضية الصحراء هي التي تشعل الاستقطاب بين المغرب والجزائر؛ وحتى لو لم تكن هذه القضية مطروحة فإن طبيعة النظام السياسي الجزائري تفرض دائما البحث عن رفع حدة الاستقطاب، وهذا بالتأكيد يتجاوز موضوع الصحراء.

هناك تعثر دبلوماسي وقع في تونس، من خلال إقحام أزمة الصحراء والتي تتحكم في حاضر ومستقبل المغرب الكبير.. وفي الحقيقة، لم يكن هناك أي موجب لإقحام هذه الأزمة في قمة ”تيكاد” التي لم تكن البتة قمة سياسية، ولم يكن هناك موجب أيضا لفرض حضور الجانب الصحراوي في هذه القمة التقنية الاقتصادية.

هل تعتقد أن تونس قادرة على إصلاح هذه الزلة الدبلوماسية، وأن الرباط يمكن أن تتفهم موضوع الاستقبال الصحراوي؟

في اعتقادي، بالنسبة إلى تونس إنه لا توجد أي حجة لمواصلة هذه الأزمة وهذه المصاعب الدبلوماسية. لقد أكدت أن الأمر يتعلق بزلة دبلوماسية تونسية لن تكون حاملة لأخطار مستقبلية للمملكة المغربية. أعتقد أن الأمر محصور في القمة الإفريقية اليابانية، ويجب أن يطوى هذا الملف مع انتهاء القمة.

وأعتقد أنه لن يكون هناك تصعيد دبلوماسي وسياسي جديدان في سياق العلاقات بين تونس والمغرب، على خلفية استقبال الوفد الصحراوي. الأرضية قابلة لتدارك الأمر بسرعة؛ لأنه يجب أن لا تكون هناك تراكمات تثقل علينا في علاقتنا بالمغرب الكبير وإفريقيا، وفي وجه الشركاء الرئيسيين لتونس.
 

تقرير: المغرب يعتزم إعادة النظر في اتفاقية التبادل الحر مع تونس​

31 أغسطس 2022

الرئيس التونسي قيس سعيد يلوح بالمواطنين التونسيين وهو يلقي كلمة خلال زيارته لسيدي بوزيد ، تونس ، الاثنين 20 سبتمبر 2021.
(Slim Abid/Tunisian Presidency via AP)الرئيس التونسي قيس سعيد يلوح بالمواطنين التونسيين وهو يلقي كلمة خلال زيارته لسيدي بوزيد ، تونس ، الاثنين 20 سبتمبر 2021.

واردات المغرب من تونس تجاوزت خلال عام 2021، مليارين و280 مليون درهم وصادراته حوالي مليار و296 مليون درهم

ذكرت مصادر دبلوماسية مغربية أن المغرب قرر دراسة خيار إعادة النظر في طبيعة الشراكة الاقتصادية والتجارية التي تجمعه بتونس، خاصة أن المغرب يسجل عجزا في الميزان التجاري لفائدة الجانب التونسي، إذ أن صادراته لا تغطي سوى 50 في المئة من الواردات التونسية.


ويعتبر المغرب أول المستوردين من تونس ضمن بلدان المغاربية، إذ عرفت المبادلات بين البلدين ارتفاعا متواصلا خلال السنوات الأخيرة، بعد التوقيع على اتفاقية أكادير للتبادل الحر، التي تضم المغرب وتونس والأردن ومصر.

وأبرزت صحيفة"الصباح" اليومية المغربية أن "المغرب استورد خلال السنة المنصرمة، أزيد من 20 ألف طن من التمور التونسية، ما جعله يحتل الصدارة، متقدما على إيطاليا، التي جاءت في الرتبة الثانية ضمن مستوردي هذا المنتوج، معتبرة أن تعليق العمل باتفاقية التبادل الحر ستكون له انعكاسات سلبية بالغة على الاقتصاد التونسي، الذي يعاني عددا من المشاكل بسبب الأزمة السياسية، التي يتخبط فيها البلد منذ انتخاب الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي استفرد بالسلطة المطلقة.

وأضافت الجريدة أن "موقف الرئيس التونسي با ستقباله لرئيس البوليساريو جاء ليذْكي النزاع التجاري بين البلدين، الذي تسبب فيه إغراق السوق المغربية بالدفاتر التونسية، التي تمثل 80 في المئة من الحجم الإجمالي لصادرات تونس من الدفاتر، ما دفع المغرب إلى إقرار حواجز جمركية، لجأت على إثرها تونس إلى منظمة التجارة الدولية، مبينة أن الاقتصاد التونسي سيتأثر بشكل كبير بتعليق العمل باتفاقية التبادل الحر بين البلدين، بالنظر إلى أن واردات المغرب من تونس تجاوزت خلال السنة الماضية، مليارين و280 مليون درهم، في حين أن صادراته ظلت في حدود ملیار و296 مليون درهم، ما يعني عجزا لفائدة تونس بقيمة تصل إلى 984 مليون درهم.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد استقبل رئيس البوليساريو، رغم تأكيد اليابان على عدم استدعائه لحضور القمة الإفريقية اليابانية"تيكاد 8"، وهو ما اعتبِر موقفا عدائيا ضد المغرب.
 
bourita_japon_3.jpeg

أزمة مؤتمر تيكاد تجمع بوريطة بنظيره الياباني​

من الرباط​

الجمعة 02 شتنبر 2022​

تباحث ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الجمعة، عبر تقنية الاتصال المرئي، مع وزير الشؤون الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي.

bourita_japon_2.jpeg



ويأتي هذا الاجتماع على خلفية القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، التي عرفت مشاركة زعيم الميليشيا الانفصالية “البوليساريو” في تونس.
 
عودة
أعلى