أقسم ربنا بالنازعات وما بعدها في أول السورة ثم ذكر يوم القيامة بقوله سبحانه :
{ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)} .
ذكر ربنا في أوائل السورة صنفين من البشر :
(من استغنى) وذلك قوله سبحانه :
{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6)} .
ومن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى خاشيا ربه وذلك قوله تعالى :
{ وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)} .
ذكر الله في أوائل السورة أمورا من مظاهر يوم القيامة ابتداءا من قوله سبحانه :
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)} ،
إلى قوله :
{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)}.
ثم حذر الله في آخر السورة من عاقبة ذلك اليوم فقال تعالى :
{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)} .
ذكر الله سبحانه في أول السورة أموراً من مشاهد يوم القيامة ابتداءً من قوله في أول السورة :
{ إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) ... } .
وختم الله تعالى السورة بذكر ذلك اليوم قائلا :
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)} .
بدأت السورة بتهديد المطففين بالويل وتحذيرهم من يوم القيامة وهو اليوم العظيم قائلا سبحانه :
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} .
ثم يستمر في ذكر ما يحدث في ذلك اليوم إلى آخر السورة قائلا سبحانه في خاتمتها :
{ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} .
فبدأت بذكر الويل بصنف ممن يستحقون الويل وانتهت بأصحاب الويل على العموم وهم الكفار .
أما بقية السور القصار فانها قد تكون ذات موضوع واحد كالمعوذتين والاخلاص و المسد والنصر والكافرون والكوثر والماعون وقريش والفيل والهُمَزَة والعصر والتكاثر والقارعة والزلزلة والقدر والضحى والليل .
أو أن تكون في مقابله الكافرين والمؤمنين وعاقبة كل منهما ونحو ذلك .
ـ البحر المحيط لأبي حيان طبعة 1 سنة 1328 هـ مطبعه السعادة ـ مصر . ـ البرهان في تناسب سور القرآن لأحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي تحقيق د. سعيد بن جمعة الفلاح ، دار ابن الجوزي سنة 1428 هـ . ـ التفسير القيم لابن القيم جمع محمد أويس الندوي ـ مطبعة السنة المحمديه 1386 هـ 1973 م . ـ تفسير ابن كثير طُبع بدار إحياء الكتب العربية ـ عيسى البابي الحلبي وشركاه ـ روح المعاني في تفسير القرآن الكريم ـ لشهاب الدين السيد محمود الألوسي ، إدارة الطباعة المنيرية ، دار إحياء التراث العربي ـ فتح القدير لمحمد بن علي الشوكاني ـ طبعة 1 مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده مصر سنة 1349 هـ . ـ مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ـ طبع دار الكتب العلمية ـ بيروت طبعة 1 سنة 1421 هـ . ـ نظم الدرر في تناسب الآيات ـ لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي ،تحقيق عبد الرزاق غالب المهدي ، دار الكتب العلمية بيروت 1415 هـ 1995 م .