لادئاني
مستشار المنتدى
- إنضم
- 16/12/18
- المشاركات
- 28,254
- التفاعلات
- 77,330
ذكر المؤرخ خالد الفرج أن بعد وقعة تربة 1919 ( انتصار قوات الشريف حسين على الحركة الوهابية في الحجاز بقرية تربة وارتكاب قوات الشريف الحسين لمجزرة رهيبة فيها ) منع شريف مكة أهالي نجد ( معقل ال سعود ) من الحج، وأخذت جريدته "القبلة" الموالية للشريف حسين تطعن في أهل نجد وابن سعود وكان هذا من أهم الأسباب الدافعة لابن سعود لغزو الحجاز بحجة منع المسلمين من اداء فريضة الحج.
وقد نجحت بريطانيا في التوسط بين الأمير عبد العزيز آل سعود والشريف حسين، إذ وقّعا هدنة بينهما، عام 1338هـ - 1919م. إلا أنها أخفقت في تغيير موقف الشريف حسين من السماح لأهل نجد بالحج، في ذلك العام، والعام الذي تلاه. ولكنها نجحت، في سنة 1340هـ - 1922م، إذ سمح الشريف حسين، لعدد محدود من النجديين بالحج، على أن يكونوا تحت إمرة أمير منهم، يمنعهم من القيام بعمل يعكر الأمن.
استطاع السلطان عبد العزيز، عام 1340هـ - 1922م، أن يقضي على إمارة آل رشيد، في حائل، ويبسط نفوذه على ما يليه، شمالاً، من شبه الجزيرة العربية. كما استطاع أن يوطد حكمه في عسير، وذلك في سنة 1341هـ - 1922م. كما قام أتباعه بأنشطة عسكرية، حول الحدود مع العراق وشرق الأردن، مما أثار مخاوف الشريف حسين وأولاده . فطالب بتخلي السلطان عبد العزيز عن امارة جبل شمر، وعسير، ومنع أهل نجد من أداء فريضة الحج، مرة أخرى.
عمدت بريطانيا، إزاء تدهور العلاقات بين السلطان عبد العزيز، من جهة، والشريف حسين، في الحجاز، وابنيه فيصل وعبدالله، الحاكمين في العراق وشرق الأردن، من جهة أخرى ـ إلى عقد لقاء بينهم. فدعتهم إلى مؤتمر، يعقد في الكويت، لبحث مشكلاتهم ولكن الشريف حسيناً، رفض حضور المؤتمر، إلا بعد انسحاب السلطان عبد العزيز من المناطق، التي لم تكن تحت إمرته قبل الحرب العالمية الأولى.
وانعقد مؤتمر الكويت، سنة 1342هـ - 1923م، من دون حضور ممثل عن الشريف حسين، فباء بالفشل ولم يتحقق الهدف منه، خاصة أن ممثلي العراق والأردن، تعرضوا لأمور تخص الحجاز.
وكان الملك حسين ادعى أنه الممثل الوحيد للعرب، وأن له الكلمة العليا، في كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية. وأعلن نفسه، من عمّان، خليفة للمسلمين، بعد إلغاء الخلافة في تركيا، في 3 مارس 1924م،
ويذكر الزركلي في ذلك: "فنشر الملك حسين أحاديث، في جريدة المقطم (في القاهرة)، في 21 جمادى الآخرة 1342هـ/27 يناير 1924م، وفي بعض الصحف، السورية والعراقية، تعريضاً بسلطان نجد، وتجريحاً لموقفه من القضية العربية والاتحاد العربي".
وكان لهذا التطور في العلاقات النجدية ـ الحجازية، دور في التصادم من جديد.
صورة مفتي الشافعية في مكة الشهيد عبد الله الزواوي الذي تم تقطّيع أوصاله عندما غزا السعوديون الطائف، فلم يحترموا كبر سنه والشيب الذي يملأ وجهه إذ مزقوه تمزيقًا بوحشية وقسوة.