لادئاني
مستشار المنتدى
- إنضم
- 16/12/18
- المشاركات
- 28,487
- التفاعلات
- 77,703
الشاعر الحُطَيئَة ( المتوفى سنة 45 هـ ) واسمه :جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية , وهو شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام.عاش في الجاهلية وأسلم في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وارتد، ثم عاد إلى الإسلام في عهد أبي بكر. وكان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد.
ولقد كان الحطيئة فاسد الدين، سطحي العقيدة، وكان من قبل قد اسلم ثم ارتد ولم تعلم له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبة له، ولعل مما جعله يتهم برقة دينه دفاعه عن الوليد بن عقبة الذين اتهم بشرب الخمرة والعبث في الصلاة.
وقد ولد الحطيئة لدى بني عبس من أَمةٍ اسمها (الضراء) دعِيًّا لا يُعرفُ له نسب فشبّ محروما مظلوما، لا يجد مددا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى قرض الشعر يجلب به القوت، ويدفع به العدوان، وينقم به لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه فقد هجا أمّه وأباه وزوجته حتى إنّه هجا نفسه وإبله .
ولقد اشتهر الحطيئة من بين شعراء عصره بالهجاء والشتم , وكأن هذه الطبيعة المنحرفة فيه لم يغير الإسلام منها شيئا , بل بقي على حاله , وقد سبب له لسانه السليط متاعب كثيرة ,
فمما يروى أن الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس حينما سار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصدقات قومه، لقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فراراً من السنة والجدب وطلباً للعيش، فأمره الزبرقان أن يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفاً له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، وأكرمه أهل الزبرقان غاية الإكرام , ولكنه الحطيئة لم يحفظ الجميل بل رده بأن هجاه وشنع عليه فقال:
مـا كان ذنب بغيض أن رأى رجلاً * * * ذا حاجةٍ عاش في مستوعرٍ شاسِ
ولقد كان الحطيئة فاسد الدين، سطحي العقيدة، وكان من قبل قد اسلم ثم ارتد ولم تعلم له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبة له، ولعل مما جعله يتهم برقة دينه دفاعه عن الوليد بن عقبة الذين اتهم بشرب الخمرة والعبث في الصلاة.
وقد ولد الحطيئة لدى بني عبس من أَمةٍ اسمها (الضراء) دعِيًّا لا يُعرفُ له نسب فشبّ محروما مظلوما، لا يجد مددا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى قرض الشعر يجلب به القوت، ويدفع به العدوان، وينقم به لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه فقد هجا أمّه وأباه وزوجته حتى إنّه هجا نفسه وإبله .
ولقد اشتهر الحطيئة من بين شعراء عصره بالهجاء والشتم , وكأن هذه الطبيعة المنحرفة فيه لم يغير الإسلام منها شيئا , بل بقي على حاله , وقد سبب له لسانه السليط متاعب كثيرة ,
فمما يروى أن الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس حينما سار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصدقات قومه، لقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فراراً من السنة والجدب وطلباً للعيش، فأمره الزبرقان أن يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفاً له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، وأكرمه أهل الزبرقان غاية الإكرام , ولكنه الحطيئة لم يحفظ الجميل بل رده بأن هجاه وشنع عليه فقال:
مـا كان ذنب بغيض أن رأى رجلاً * * * ذا حاجةٍ عاش في مستوعرٍ شاسِ
جـاراً لـقومٍ أطالوا هون منزله * * * وغـادروه مـقيماً بـين أرماسِ
مـلَّـوا قِـراهُ وهـرَّته كـلابهُمُ * * * وجـرحـوه بـأنيابٍ وأضـراسِ
دع الـمكارم لا تـرحل لـبغيتها * * * وأقـعد فـأنت الـطاعم الكاسي
فشكاه الزبرقان إلى عمر بن الخطاب ، فسأل عمر بن الخطاب حسان بن ثابت عن قوله إنه هجو، فقال حسان : ما هجاه يا أمير المؤمنين ، قال فماذا صنع به ؟ قال سلح عليه ، فقال عمر : علي بجرول ، فلما جئ به قال له : يا عدو نفسه تهجو المسلمين فأمر به فحبسه عمر في مطمورة . فأرسل إليه معتذرا ومستعطفا :
مَاذَا تَقُولُ لأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَحٍ * * * زُغْبِ الْحَوَاصِلِ لا مَاءٌ وَلا شَجَرُ
أَلْقَيْت كَاسِيَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ * * * فَاغْفِرْ عَلَيْهِ سَلامُ اللَّهِ يَا عُمَرُ
أَنْتَ الإِمَامُ الَّذِي مِنْ بَعْدِ صَاحِبِهِ * * * أَلْقَتْ عَلَيْك مَقَالِيدَ النُّهَى الْبَشَرُ
لَمْ يُؤْثِرُوك بِهَا إذْ قَدَّمُوك لَهَا * * * لَكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِك الأَثَرُ
فَامْنُنْ عَلَى صِبْيَةٍ بِالرَّمْلِ مَسْكَنُهُمْ * * * بَيْنَ الأَبَاطِحِ يَغْشَاهُمْ بِهَا الْعُذْرُ
أَهْلِي فِدَاؤُك كَمْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ * * * مِنْ عَرْضِ دَاوِيَّةٍ يُعْمَى بِهَا الْخَبَرُ
فَحِينَئِذٍ كَلَّمَهُ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه وَاسْتَرْضَاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ السِّجْنِ ثُمَّ دَعَاهُ فَهَدَّدَهُ بِقَطْعِ لِسَانِهِ إنْ عَادَ يَهْجُو أَحَدًا .