نظرة محمد بن زايد القاتمة لمستقبل الشرق الأوسط

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
28,207
التفاعلات
77,266

نيويورك تايمز: نظرة محمد بن زايد القاتمة لمستقبل الشرق الأوسط
===============


zayed-730x438.jpg




لندن- “القدس العربي”:

تحت عنوان “نظرة محمد بن زايد القاتمة لمستقبل الشرق الأوسط” خصص روبرت أف فورث تقريرا مطولا في مجلة نيويورك تايمز الصادرة عن الصحيفة الأمريكية، مزج فيه بين الحوار والبروفايل والتحليل لولي عهد أبوظبي، الحاكم الفعلي للإمارات.


بدأ الكاتب مقاله بقصة ريتشارد كلارك، المسؤول الأمريكي السابق، الذي دعاه محمد بن زايد إلى مبنى وجد فيه مجموعة من الشابات يرتدين زيا عسكريا، ويطلقن النار بالمسدسات. وكان محمد بن زايد جالسا في مكان ليس بعيدا بلباسه الأبيض والأغطية الواقية للأذنين، جنبا إلى جنب مع زوجته وكرسي ثالث فارغ مخصص لكلارك. وخلال فترة هدوء في إطلاق النار، قدم بن زايد النساء، اللواتي كن جميعا بناته وشقيقاته، وأبلغ كلارك أنه يريد أن يطلق برنامجا “يشعر كل شخص في البلد بأنه مسؤول”. وأن “الكثير منهم سمينون وكسولون”. وقال إنه “سيبدأ بكل الشباب في أسرته”.


يشير الكاتب أنه الامارات منذ تأسيسها في عام 1971 ، ظلت دولة الإمارات العربية المتحدة – وهي اتحاد للمشيخات الغنية بالنفط على ساحل شمال الجزيرة العربية – خارج معظم الصراعات في العالم العربي.أصبحت الامارات أعجوبة المنطقة الاقتصادية، صحراء من ناطحات السحاب اللامعة، والمراكز التجارية التي لا نهاية لها والمطارات ذات الأرضيات الرخامية.


ولكن بحلول عام 2013، كان محمد بن زايد يشعر بقلق عميق حول المستقبل. كانت ثورات الربيع العربي قد أطاحت بالعديد من المستبدين، وكان الإسلاميون السياسيون يملؤون الفراغ. والإخوان المسلمون- الحزب الإسلامي الأول في المنطقة، الذي تأسس عام 1928- وفاز شركاؤه بالانتخابات في مصر وتونس، وكانت الميليشيات الجهادية متفشية في ليبيا. وفي سوريا، وقع التمرد ضد بشار الأسد في أيدي الميليشيات الإسلامية. وتنظيم “الدولة” في صعود، حيث في أقل من عام سيجتاز الحدود العراقية ويستولي على مساحة بحجم بريطانيا.


ينوه الكاتب أنه حتى الولايات المتحدة، التي كان يعتبرها بن زايد دائما حليفا رئيسيا له، بدأت تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها نتيجة ثانوية غير مستحبة ولكنها حتمية.


يذكر أن بن زايد حذر باراك أوباما مرارا وتكرارا في المحادثات الهاتفية بشأن المخاطر التي يراها في الاسلام السياسي . وكتب “أخبرني مسؤولون سابقون في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي كان متعاطفا، لكن بدا أنه عازم على الخروج من الشرق الأوسط”.


ويشير إلى أنه بحلول الوقت الذي دعا فيه بن زايد كلارك إلى حقل رماية أسرته، كان سبق أن وضع بن زايد خطة طموحة للغاية لإعادة تشكيل مستقبل المنطقة. وسينضم قريباً كحليف له محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الشاب المعروف باسم إم بي إس. لقد ساعدا معا الجيش المصري في خلع الرئيس الإسلامي (محمد مرسي) المنتخب لتلك الدولة في عام 2013.


وفي ليبيا عام 2015، تحدى بن زايد الحظر الأممي لدعم حفتر، وانضم إلى الحرب السعودية في اليمن لمحاربة ميليشيا الحوثيين التي تدعمها إيران. في عام 2017، كسر تقليدا قديما من خلال إعلان حظر عدواني على جارته الخليجية قطر.


كل هذا كان يعتقد بن زايد من خلاله إلى إحباط ما رأى أنه تهديد إسلامي يلوح في الأفق.


وبالنسبة لبن زايد لا يوجد تمييز كبير بين الجماعات الإسلامية، حيث تصر على أنها تشترك جميعا في نفس الهدف: نسخة من الخلافة مع القرآن بدلاً من الدستور.


ولهذا يبدو أنه بن زايد يعتقد أن الخيارات الوحيدة في الشرق الأوسط هي نظام أكثر قمعا أو كارثة كاملة.


(( بالنسبة لبن زايد لا يوجد تمييز كبير بين الحركات الإسلامية، إذ يصر على أنها تشترك جميعا في نفس الهدف: نسخة من الخلافة مع القرآن بدلاً من الدستور ))


وضع بن زايد الكثير من موارده الهائلة في الثورة المضادة. وعلى الرغم من صغر حجم بلده (هناك أقل من مليون مواطن إماراتي)، فإنه يشرف على أكثر من 1.3 تريليون دولار في صناديق الثروة السيادية، ويدير جيشا مجهزا وتدريبا أفضل من أي شخص آخر في المنطقة باستثناء إسرائيل. وعلى الجبهة الداخلية، قام بحملة صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين وبنى دولة مراقبة مفرطة الحداثة حيث تتم مراقبة الجميع بحثًا عن أدنى نفحة من الميول الإسلامية.


وقد أدى دور بن زايد في هذه الثورة المضادة المستمرة إلى تغيير سمعة بلده.


ويشير الكاتب إلى أنه يبدو أن نفس الرجل بن زايد الذي انتقد أوباما سراً بسبب استرضائه لإيران يشعر بالقلق من أن ترامب سوف ينزلق إلى الحرب مع إيران بعد اغتيال قاسم سليماني. ويسعى بن زايد أن تكون بلاده واحدة من الأهداف الأولى، في هذه الحرب.


و يقول إن بن زايد ( 58 عاما) ظل هو الشخصية البارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة لأكثر من عقد من الزمان (لا يزال شقيقه الأكبر خليفة، الذي أصيب بجلطة دماغية في عام 2014 الرئيس الفخري)، وكان يقوم بصياغة سياساته – في التعليم والتمويل والثقافة وكذلك السياسة الخارجية – لفترة أطول. ومع ذلك، فقد قام بزيارات دولة قليلة ولم يحضر أبداً جمعية للأمم المتحدة. نادراً ما يلقي الخطب ولا يتحدث إلى الصحافيين. لديه شخصية أقل ظهوراً من حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، مرؤوسه في الاتحاد الإماراتي. ويذكر قال لي أحد أقدم أصدقائه إنه محمد بن زايد “لا يريد أن يكون في الصورة”.


ويشير الكاتب إلى أن الترتيب لمقابلة مع بن زايد استغرق ما يقرب العام. ولم يسبق له إجراء مقابلة مسجلة مع صحافي غربي، لكن التوقيت كان محظوظًا: لقد تزامنت جهودي مع دفع دائرته الداخلية ليكون أكثر انفتاحا وشفافية. ومع ذلك، حتى بعد حديثنا، كان مستشاروه قلقين للغاية بشأن ما يمكن نقله، خوفا من أن يقوم أعداؤه بإساءة استخدام كلماته.


ويذكر الكاتب أن مستشاري بن زايد يخبرونه منذ شهور عن حبه للخروج عن النص، فهو يقود سيارته في أنحاء أبو ظبي على عجلة سيارة نيسان باترول البيضاء ويظهر في المطاعم المحلية دون سابق إنذار. وهو من عشاق اللياقة البدنية، وغالبا ما يعقد اجتماعات أثناء المشي لمسافات طويلة، وأحيانا يدون الملاحظات على يده. وهو دقيق في المواعيد المحدد، ويحب أن يفاجئ الدبلوماسيين الغربيين. وذكر “أخبرني دبلوماسي سابق أنه كان ينتظر سيارته في أبو ظبي في أمسية ضبابية عندما خرجت طائرة هليكوبتر من الضباب وهبطت في مكان قريب. وخرج من مقعد الطيار بن زايد، الذي تدرب كطيار في السبعينيات.. ومرة أخرى، كان يقود سفيرا سابقًا للولايات المتحدة عبر المدينة عندما لاحظ السفير عدم وجود أي حراس أمن. “لا تقلق،” قال “انظر إلى الأرض أسفل مقعدك”. لقد دهش السفير لاكتشاف سلاح أوتوماتيكي مطوي أسفل السجادة”.


ويشير الكاتب الذي حاور بن زايد لمدة ساعة أن الأخير يتكلم الإنكليزية بطلاقة مع لهجة بريطانية باهتة ومفردات أمريكية.


وينقل عنه أن نظرة والده زايد التعددية هي أصل حملته المعادية للإسلاميين. وقد توفي زايد عام 2004 عن عمر يناهز 86 عاما. ويشير الكاتب إلى أن البريطانيين قاموا بتثبيته لللشيخ زايد كحاكم في عام 1966 – بناءً على طلب من العائلات البارزة في أبو ظبي – لأنهم سئموا من شقيقه شخبوط، الذي كان يكره الأجانب ويكره التنمية. ويذكر أن الإمارات كانت فقيرة للغاية في ذلك الوقت، وحتى أغنى العائلات كانت تعيش في أكواخ من الطين. لم يكن هناك أي دواء غربي متاح في الستينيات، وكان معظم السكان أميين. ويموت نصف الأطفال وثلث الأمهات أثناء الولادة.


وذكر كيف سمح للمسيحيين ببناء كنائس في أبو ظبي، وأنه في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، قامت أسرة من المبشرين الأمريكيين ببناء مستشفى في مدينة العين، وهناك ساهمت طبيبة أمريكية في ميلاد نجل زايد الثالث، محمد.


نشأة بن زايد ووصايا أمه
=====



يروي الكاتب كيف اخبره محمد بن زايد أنه رعرع في بلد انتقل من الفقر إلى ثروة لا يمكن تصورها من خلال اكتشاف النفط. وفي الوقت نفسه، كيف أصبح الإسلام السياسي صرخة جيله الكبرى.

وعندما كان محمد في الـ14 من العمر، أرسله والده إلى الدراسة في المغرب. يبدو أن زايد وعن قصد أعطى ابنه جواز سفر يظهر فيه اسما مختلفا، حتى لا يعامل معاملة الملوك. ويشير كيف عاش ببساطة في المغرب، وقضى عدة أشهر في العمل كنادل في مطعم محلي وكيف صنع وجبات الطعام الخاصة به وقام بغسل ملابسه الخاصة وكان غالبا وحيدا. وبعد ذلك أمضى الصيف في مدرسة داخلية اسكتلندية، حيث أرسلت أجيال من أفراد العائلة المالكة البريطانية وغيرها من النخب، وهي معروفة بصرامتها. وذكر أن الأمير تشارلز يكره المكان، لكن محمد بن زايد أخبره أنه استمتع بوقته هناك. ثم ذهب لقضاء سنة في الأكاديمية العسكرية البريطانية.


وينوه بأن الشيخ زايد والد محمد بن زايد وضعه تحت إشراف معلم مصري إسلامي يدعى عز الدين إبراهيم، وأن زايد كان يعرف بانتماء إبراهيم للإخوان، لكنه لم يعتبر المنظمة تهديدا بعد.


ويروي الكاتب كيف كانت والدة محمد، فاطمة، زوجة زايد الثالثة والمفضلة، قد ساعدت بعزم في ترقية أبنائها الستة على أطفال زايد الآخرين. وكيف أنهم مخلصون بشدة لبعضهم البعض ولها. وينقل عن ضابط مخابرات بريطاني سابق، كيف أنه في أواخر الستينيات من القرن الماضي، عندما كان محمد بن زايد، أخبرت فاطمة أولادها عن تاريخ عائلة آل نهيان الطويل من العنف الداخلي الذي ارتفع إلى ذروته في العشرينات من القرن الماضي بسلسلة من جرائم القتل من قِبل شقيق لأخيه وشهدت تغيير السلطة خلال ثلاث مرات في غضون سبع سنوات. ولقد جعلتهم جميعاً يقسمون بعدم الإطاحة أو التصرف ضد بعضهم البعض.



بن زايد وهجمات 11 سبتمبر والحملة الداخلية على الاصلاح
====





ويقول الكانب إن هجمات 11 سبتمبر كانت لحظة تغير في حياة محمد بن زايد، حين عرف أن اثنين من الإماراتيين كانا من بين الخاطفين الـ 19، وأنه أخبره أنه استمع في دهشة لرئيس دولة عربية، حين التقى مع والده في زيارة إلى أبو ظبي، بأن من قام بالهجمات المخابرات الأمريكية أو الموساد.


و انه في ذلك الخريف 2001 ، اعتقلت الأجهزة الأمنية الإماراتية حوالي 200 إماراتي وحوالي 1600 أجنبي كانوا يخططون للذهاب إلى أفغانستان والانضمام إلى تنظيم القاعدة، بما في ذلك ثلاثة أو أربعة كانوا ملتزمين بأن يصبحوا انتحاريين.


في الوقت نفسه شن محمد بن زايد هجوما على حزب الإصلاح، وهي جماعة تأسست في سبعينيات القرن الماضي، وكانت المعادل المحلي لجماعة الإخوان المسلمين. وكان من بينهم الآلاف من الأجانب، معظمهم من مصر، الذين تم الترحيب بهم قبل عقود لسد حاجة جامعة الإمارات العربية المتحدة للمهنيين المتعلمين والبيروقراطيين. وقد قام بن زايد بطرد المعلمين المشكوك بإسلاميتهم وإعادة كتابة الكتب المدرسية في البلاد.


يشير الكاتب إلى أنه في عام 2009 اتخذ محمد بن زايد قرارا من شأنه أن يزيد من قدرته على إبراز السلطة خارج حدوده إلى حد كبير. ودعا اللواء مايكل هندمارش، الرئيس السابق المتقاعد لقيادة العمليات الخاصة الأسترالية، للمساعدة في إعادة تنظيم الجيش الإماراتي، وانتهى به الأمر لاختياره قائدا للجيش.


وينوه بأنه لا يمكن تصور وضع غير عربي مسؤولاً عن جوهرة التاج العسكرية في أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.


بن زايد والثورة المضادة والانقلاب على مرسي
=========



ثم لما جاء الربيع العربي عندما تم انتخاب محمد مرسي من جماعة الإخوان رئيسا لمصر في عام 2012، قبلت إدارة أوباما النتيجة. لكن بحلول أوائل عام 2013، كانت الإمارات تدعم حركة “تمرد” مرسي. وقد نظمت مظاهرات حاشدة ضد مرسي في 30 يونيو، أعقبها الإطاحة به من قبل الجيش في 3 يوليو، والتي جاءت بقيادة عبد الفتاح السيسي، القائد العسكري، إلى السلطة.وقد تعهدت الإمارات والسعودية على الفور بمليارات الدولارات لدعم الحكومة الجديدة.

حافظ المسؤولون الإماراتيون على صمت متحفظ بشأن دورهم، لكن جميع الدبلوماسيين الذين تحدثت معهم يعتقدون أن الإمارات اقتربت من السيسي وحددت شروط دعمه ماليا قبل الإطاحة بمرسي.


ونقل الكاتب عن أحد الدبلوماسيين السابقين قوله “أعتقد أن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنه قام بانقلاب”. “بالنسبة لإحدى الدول الصغيرة في الخليج أن تطيح بحاكم مصر وتضع رجلها، فهذا إنجاز كبير”.


(( كانت الإطاحة بمرسي أول نجاح كبير لحملة محمد بن زايد المضادة للثورة، ويبدو أن ذلك زاد من ثقته فيما يمكن القيام به دون قيود أمريكية ))


كانت الإطاحة بمرسي أول نجاح كبير لحملة محمد بن زايد المضادة للثورة، ويبدو أنه زاد من ثقته فيما يمكن القيام به دون قيود أمريكية. وسرعان ما تحول انتباهه إلى ليبيا. بدأ بتقديم الدعم العسكري للواء السابق خليفة حفتر، وهو مستبد يشارك محمد بن زايد في مشاعره تجاه الإسلاميين. وبحلول نهاية عام 2016، كانت الإمارات قد أقامت قاعدة جوية سرية في شرق ليبيا، قصفت منها طائرات وطائرات بدون طيار منافسي حفتر في بنغازي.


بن زايد وبن سلمان
===========




ويقول الكاتب إن محمد بن زايد وجد في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حليفا قويا. قد يبدو التحالف طبيعياً بالنسبة إلى الغرباء – اثنان من المستبدين في الخليج لهما الأحرف الأولى من الحروف المتشابهة – لكن الرابطة كانت مثبتة على خلاف تاريخي.


السعوديون، كما يذكر الصحافي السعودي المغتال جمال خاشقجي يرون أنهم “هم أب الإسلام السياسي”، فالدولة السعودية متجذرة في اتفاق في القرن الثامن عشر بين حكامها والوهابية. وهي صيغة للتطرف الذي ترعاه الدولة والذي يجعل جماعة الإخوان المسلمين تبدو خفيفة.


ويشير إلى أن محمد بن زايد نشأ في وقت شعر فيه معظم الإماراتيين بالتهديد من قبل جارهم الصحراوي الكبير؛ وكيف كانت هناك اشتباكات مسلحة على الحدود في وقت قريب من 1950.


في عام 2005، أخبر محمد بن زايد سفير الولايات المتحدة ، جيمس جيفري، أن قلقه الأكبر كان الوهابية، وفقا لبرقية نشرتها “ويكيليكس”. وأنه رأى أن العائلة المالكة السعودية عقيمة، لكنه خشي أن يكون البديل في مثل هذا المجتمع المحافظ بشدة هو ثيوقراطية الوهابية على غرار داعش.


يتذكر جيمس جيفري قائلاً

أي شخص يحل محل آل سعود سيكون كابوسا.. علينا أن نساعدهم على مساعدة أنفسهم”.



ويذكر الكاتب أنه عندما قاد السعوديون حملة عسكرية ضد مقاتلي الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن في مارس/ آذار 2015 توقع الكثيرون أن تستمر بضعة أشهر على الأكثر. وبدلاً من ذلك، استمر ما يقرب من خمس سنوات، ليصبح كارثة صدمت ضمير العالم.

ويؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقع على عاتقها مسؤولية هذه المأساة الهائلة.


(( رأى بن زايد أن العائلة المالكة السعودية عقيمة، لكنه خشي أن يكون البديل في مثل هذا المجتمع المحافظ بشدة هو ثيوقراطية الوهابية على غرار داعش ))


ويشير إلى أنه عندما أعلن محمد بن زايد انسحابه من اليمن في يونيو/ حزيران، وأوضح أن شراكته الجديدة مع المملكة العربية السعودية لها حدود، كان قد بدأ رسم مسار دبلوماسي أكثر مع إيران.


ويؤكد الكاتب نقلاً عن دبلوماسي أمريكي، أنه فيما يخص قطر أصبح الحصار المفروض عليها منذ يونيو/ حزيران 2017 “قضية شخصية وانتقامية” بالنسبة لمحمد بن زايد.


ويشير إلى رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن التعبير عن الدعم لدولة قطر يعد جريمة جنائية يعاقب عليها بالغرامات أو حتى بالسجن. وينقل عن عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية، الذي يقدم أنه مقرب من زايد ومستشاره السابق، والذي تم اعتقاله بسبب تعبيره عن انتقاده للحكومة، قوله “إنها حقيقة من حقائق الحياة اليوم أنه من الصعب للغاية نشر الانتقادات والتحدث بصراحة”.


ويذكر الكاتب أنه في الإمارات، يتم فرض الكثير من الرقابة الذاتية. وينقل عن رجل في العشرينات من عمره أنه يتساءل عما إذا كان تهديد جماعة الإخوان المسلمين مبالغا فيه للمساعدة في تقوية الدولة – وهو بلا شك ما لا يجرؤ أبدا على التعبير عنه علانية.


 

NYT: هذه هي آراء محمد بن زايد القاتمة عن الشرق الأوسط
====================




لندن- عربي21- باسل درويش

calendar21N.png
الجمعة، 10 يناير 2020 12:00 م بتوقيت غرينتش

0



102019515125390.jpg

نيويورك تايمز: كان في عقل ابن زايد خطة طموحة لإعادة تشكيل المنطقة- جيتي


نشرت مجلة "نيويورك تايمز ماغازين" تحقيقا موسعا عن طموحات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، أعده روبرت فورسايث وورث، وهو حصيلة رحلات متكررة للإمارات، وفي أثناء عمله صحفيا قدم تقارير عن الخليج، وشغل ذات مرة مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في بيروت.


ويصور الكاتب ابن زايد بالشخص الغامض، وكان عنوان "بروفايله" الذي زاد على تسعة آلاف كلمة بـ"محمد بن زايد ورؤيته القاتمة لمستقبل الشرق الأوسط"، ويرى أن محمد بن زايد (م ب ز) قد يحقق طموحاته، ويصبح أكثر رجل مؤثر في الشرق الأوسط، مع أنه يصفه بأنه أهم رجل مؤثر في العالم.


ويقدم وورث صورة عن طموحات ابن زايد من خلال الدمج بين ما حققته الإمارات من ازدهار وتقدم في ظل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصعود ولده محمد، الذي يحب تذكير زواره الأجانب الذين يتحدثون عن الديمقراطية أن الإمارات ليست كاليفورنيا، ولهذا بدلا من نشر الليبرالية دفع بنوع من الليبرالية الأوتوقراطية، ومثاله في هذا حاكم سنغافورة السابق لي كوان يو، الذي أنشأ دولة حديثة دون فتح المجال للحرية أو النقاش الصحي، وحكم البلاد بيد من حديد.


ويستدرك التحقيق، الذي ترجمته "عربي21"، بأن سنغافورة لم تخض حروبا مع جيرانها الأقوياء، سواء إندونيسيا أو ماليزيا التي انفصلت عنها، مشيرا إلى أن هذا كان شأن الإمارات لو اهتمت بنفسها، ولم تطور روح التدخل العسكري ومحاولة أداء دور الشرطي في شؤون المنطقة، ومراكمة الأسلحة الأمريكية، ما قاد وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس لوصفها بأنها "أسبرطة الصغيرة".


وتقول المجلة إن الإمارات، التي يظل سكانها الأصليون أقلية بين العمال الأجانب الذين وفدوا إليها من أنحاء العالم كافة، تبقى بعيدة عن نزاعات الشرق الأوسط.


ويتحدث وورث عن عدد من المفاصل التي دفعت ابن زايد للقيام بمغامرات خارجية، ويقود الحرب ضد الإسلاميين -أي الإخوان المسلمين- ويحاول تأكيد دور إقليمي لبلاده، ويعود إلى الحرب الأفغانية وهجمات 11/ 9، التي شارك فيها إماراتيان، وغزو العراق، ما أدى إلى صعود إيراني في المنطقة، حيث سارع الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل قبل أسبوع بصاروخ أمريكي في بغداد إلى ملء الفراغ، وتأكيد دور الجمهورية الإسلامية.


ويشير التحقيق إلى أن ابن زايد، الذي قرر فرض الخدمة العسكرية، وأدخل رياضة الجوجوتسو إلى مدارس الإمارات، راقب الجيوش وهي تعبأ على الجانب الآخر من بلاده، والحروب الطائفية، ومرحلة ما بعد الربيع العربي، والانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، وسقوط العروش في مصر واليمن والعراق، في وقت لم تتحرك فيه القوى الإقليمية لعمل أي شيء، في وقت رحبت فيه تركيا بانتصارات الإسلاميين مع قطر جارة الإمارات الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، وسط تردد السعوديين، وحتى الولايات المتحدة، التي اعتبرها ابن زايد حليفته الرئيسية التي تعاملت مع صعود الإخوان المسلمين الذين لم تحبهم، على أنه نتاج لا مفر منه للديمقراطية.


وتذكر المجلة أن ابن زايد ظل يحذر باراك أوباما من خطرهم في المكالمات الهاتفية التي جرت بينهما، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما كان متعاطفا معه، إلا أنه كان راغبا في الخروج من الشرق الأوسط، وليس الغوص في رماله.


ويقول الكاتب، إن ابن زايد الذي استعان بالخبرات الأمريكية والغربية بشكل عام لتنفيذ طموحاته، كان في عقله خطة طموحة لإعادة تشكيل المنطقة، وسيستعين على تنفيذها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي ينظر إليه على أنه تلميذ له، وعملا معا على الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي عام 2013، وفي عام 2015 دخل ابن زايد الحرب الليبية، رغم الحظر على تصدير السلاح من الأمم المتحدة، وساعد الجنرال خليفة حفتر، وساهم في الحرب في الصومال ضد حركة الشباب، مستخدما المصالح التجارية في الموانئ هناك، وشارك السعودية في حربها في اليمن عام 2015، التي خلقت أكبر كارثة إنسانية، وفي عام 2017 خرق التقاليد في الخليج وفرض حصارا قاسيا ضد جارته قطر، وهذا كله بذريعة كسر ما يراه الخطر الإسلامي.


ويقول وورث إن ابن زايد لا يفرق بين الجماعات الإسلامية، قائلا إنها تشترك في الهدف ذاته: نوع من الخلافة دستورها القرآن، مشيرا إلى أنه يتعامل مع خيارات الشرق الأوسط على أنها بين نظام قمعي أو كارثة، و"هي نظرة بالتأكيد تخدم المصالح الشخصية".


ضد الجهاد
=======



ويلفت التحقيق إلى أن ابن زايد وضع جهوده كلها في حملة "مكافحة الجهاد"، وهي ضخمة جدا مقارنة مع حجم البلد الذي لا يزيد تعداد سكانه الأصليين على المليون، فهو يدير صندوقا سياديا قوامه 1.3 تريليون دولار، ويقود جيشا مسلحا بأحدث الأسلحة، يجعله من أفضل جيوش المنطقة باستثناء إسرائيل، مشيرا إلى أنه على الجبهة الداخلية، فإنه قام بملاحقة الإخوان المسلمين، وبنى دولة رقابة مفرطة، حيث تتم فيها مراقبة أي شخص ترصد لديه أي ميول إسلامية، و"حتى إن المعجبين بمحمد بن زايد في الدوائر الدبلوماسية يقولون إنه قد يكون مستبدا، وتدخل في نزاعات لا يمكنه التحكم في نتائجها".


وتجد المجلة أن "المفارقة هي أن ابن زايد، المعروف بصقوريته تجاه إيران، قام بسلسلة من اللفتات الدبلوماسية الهادئة معها، ويقال إنه أقام قنوات خلفية للتواصل مع قيادتها، وهو الرجل نفسه الذي انتقد أوباما ومحاولته لترضية إيران، ويبدو الآن خائفا من دخول دونالد ترامب في حرب معها، وربما كان محمد بن زايد في وضع لمنع نزاع ستكون بلاده الهدف الأول لها".


ويقول الكاتب إن "من النادر قيام ولي عهد أبو ظبي بزيارات رسمية، ولم يحضر اجتماعات الجمعية العامة ولا منتدى دافوس، ونادرا ما يلقي خطابات أو يتحدث للصحفيين".


ويذكر وورث أنه حاول الحصول على مقابلة منه على مدى عام، حيث تحدث إليه بطريقة عفوية، ولم يستطع مقابلته أخيرا، إلا بعد جهود في واشنطن ولندن وأبو ظبي، وبعد المقابلة دخل في نقاش مع مستشاريه حول ما يجب نشره وما الذي ينبغي عدم نشره من المقابلة التي استمرت ساعة، وجرت في حزيران/ يونيو 2019، مشيرا إلى أن ابن زايد لا يحب الرسميات، ويحب حكاية القصص التي يريد من خلالها الوصول إلى نقطة معينة.


الشيخ زايد
===


وينوه التحقيق إلى أنه يعتقد أن والده الشيخ زايد كان مؤثرا في تشكيل مواقفه المعادية للإسلاميين، رغم تسامحه مع وجودهم، ويعود ذلك إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما زار تنزانيا وعاد منها، فطلب منه والده حكاية ما شاهده هناك، وبعدما أنهى كلامه قال لوالده لكنهم ليسوا مسلمين، فرد عليه والده قائلا: "كلنا عيال الله".


وتفيد المجلة بأن الشيخ زايد يعد باني الإمارات قبل 49 عاما، وكان من الذين شجعوا على تعليم المرأة في وقت كانت فيه نسبة الأمية تصل إلى 100%، وسمح للمسيحيين ببناء الكنائس، وكان محمد في سن الرابعة عشرة عندما أرسله والده إلى المغرب للدراسة هناك، وكان يقصد منها رحلة لتعويد ابنه على الحياة القاسية، وأعطى ابنه جواز سفر باسم مختلف حتى لا يعامل بصفته أميرا، وقضى أشهرا في المغرب، حيث عمل بعض الوقت نادلا في مطعم.


ويقول الكاتب إن والده الشيخ زايد لم يكن يعلم أن ابنه محمد كان طوال سنوات دراسته تحت تأثير الإسلاميين، وقد كانت الحركات الإسلامية نقطة التعبئة للشباب في تلك الأيام، و"يبدو أن والده سهل عملية تثقيفه عندما وضع عز الدين إبراهيم، الإسلامي المصري وزيرا للتعليم، وكان محمد يعرف بولاء إبراهيم للإخوان، لكنه لم يكن يتعامل مع الحركة على أنها تهديد، وعندما عاد في بداية الثمانينيات إلى الإمارات، اكتشف أن فكر الإخوان المسلمين ليس متوافقا مع خياراته".


ويستدرك التحقيق بأنه رغم الأحداث التي جرت في المنطقة، من الثورة الإسلامية وحركة الجهاد الأفغاني، وفي عام 1991 عندما كان جورج بوش الأب يحضر لإخراج صدام حسين من الكويت، فإن البنتاغون عبرت عن إعجابها برغبة الإمارات في المشاركة في الحرب، وفي ذلك الوقت كان محمد ضابطا في الجيش وفي صعود مستمر.


وتنقل المجلة عن ضابط المخابرات السابق بروس ريدل، قوله إنه (ابن زايد) كان "طبيعيا وصاعدا"، وهو "من سيقود البلد، ولهذا بدأت الولايات المتحدة بإغرائه وتحضيره".


ويقول وورث إنه في عام 1995 قام وزير الدفاع الأمريكي ويليام بيري، بدعوة محمد بن زايد إلى البنتاغون، وليجعل الرحلة مثيرة قام بترتيب زيارة له لقاعدة عسكرية، وحضور تمارين للمارينز، وحرب وهمية ضد العراق أو إيران،

وقال ريدل: " كنا نقول في البنتاغون إن الهدف هو جعل محمد بن زايد مدمنا على قراءة مجلات الطيران الحربي ليشتري أي شيء تنتجه ". ويبدو أن الحيلة نجحت فقد اشترت الإمارات كل شيء أنتجته الشركات العسكرية الأمريكية.


هجمات أيلول/ سبتمبر
=======



ويرى الكاتب أن هجمات أيلول/ سبتمبر غيرت رؤية ابن زايد، وكان حينها في شمال إسكتلندا يتمتع برحلة صيد مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، حيث جاءه أحد مساعديه المصريين راكضا وأخبره أن نيويورك تحترق، وحاول الاتصال بوالده لكنه لم يستطع، واتصل مع ريتشارد كلارك، الذي كان يعمل في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وقال له: "تفويض مطلق، قل ما تريده مني"، وكانت لحظة 11/ 9 محورية كما يقول، وقدمت له صورة عن خطر الإسلاميين.


ويشير التحقيق إلى أن بعض القادة العرب قللوا من أهمية الاتهامات الأمريكية لتنظيم القاعدة، لكنه قال لوالده: "لدينا أدلة"، وفي ذلك الخريف قامت الإمارات بحملة اعتقالات لـ200 إماراتي و1600 أجنبي، كانوا يحضرون للذهاب إلى أفغانستان.


وتورد المجلة نقلا عن مارسيل وهبة، التي وصلت سفيرة جديدة للإمارات في تشرين الأول/ أكتوبر 2001، قولها: "أعتقد أن 11/ 9 جعلته يركز على الداخل وإعادة تقييم قطاعات رئيسية من التعليم إلى المالية".


ويذكر وورث أنه أنشأ فريقا ضم شقيقه وعددا من المستشارين لإغلاق المنافذ المالية التي يستخدمها الإرهابيون في تحويل الأموال كلها، وتسجيل محلات الحوالة كلها، ومراقبة الشحن على الموانئ، وشن في الوقت ذاته حملة ضد أيديولوجية الإسلاميين، وكان معظم الإسلاميين في الإمارات هم من أعضاء جمعية الإصلاح التي أنشئت في السبعينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى آلاف الإسلاميين الأجانب، خاصة من مصر، وتم الترحيب بهم قبل عقود لتلبية حاجات البلد للمتعلمين.


ويفيد التحقيق بأن ابن زايد أمر بعزل المدرسين الإسلاميين وإعادة كتابة المناهج الدراسية، ويقول ابن زايد إنه بدأ حوارا مع إسلاميي الإمارات، وزعم أن التجربة أكدت له عدم الثقة بهم، وبعد هجمات 11/ 9 بدأ بلقاء قادة الإصلاح، وطلب منهم عدم التدخل في السياسة مقابل الحفاظ على عملهم الخيري، وأخبر وفدا أمريكيا زار الإمارات عام 2004، قائلا لهم: "نحن في حرب ثقافية ضد الإخوان في هذا البلد"، كما كشفت وثائق ويكيليكس.


وتقول المجلة إنه في الوقت ذاته الذي كان يخوض فيه حربا ضد الإسلاميين، فإنه بدأ بالتركيز على إصلاح مؤسسات الدولة والتخلص من البطالة المقنعة والبيروقراطية، وفي عام 2009 استعان بالجنرال الأسترالي المتقاعد مايكل هندمارش، الذي كان قائدا لقوات العمليات الخاصة، من أجل إعادة تنظيم الجيش الإماراتي.


مصر
====



ويشير الكاتب إلى أنه في نهاية عام 2009، كان ابن زايد يتحكم في الدولة، لكنه لم يرتح لأجندة الحرية التي تبنتها إدارة جورج دبليو بوش، وفي عام 2009 بدأ يكتشف ملامح للدعوات الديمقراطية من خطاب أوباما في القاهرة، ثم جاء الربيع العربي وسقط حسني مبارك، وعندما فاز مرسي في انتخابات عام 2012 قبلت الولايات المتحدة بالنتائج لكن ابن زايد لم يقبلها،

وفي بداية عام 2013 بدأت الإمارات تدعم حركة "تمرد" التي قادت التظاهرات ضد مرسي، وانتهت بوصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة بانقلاب في 3 تموز/ يوليو من العام ذاته.


ويكشف التحقيق عن أن الإمارات ودول الخليج الأخرى تعهدت مباشرة بمليارات الدولارات لدعم الحكومة الجديدة في مصر، والتزم الإماراتيون بالصمت حول دورهم، إلا أن وورث يقول إن "الدبلوماسيين الذين تحدثت إليهم، كلهم يعتقدون أن الإمارات تحدثت مع السيسي، وحددت شروط الدعم المالي قبل الإطاحة بمرسي".


وتنقل المجلة عن دبلوماسي سابق، قوله: "أعتقد أن هناك الأسباب كلها التي تشير إلى أنهم من دبروا الانقلاب"، وأن "تقوم دولة خليجية صغيرة بالإطاحة بحاكم مصري، فإن هذا إنجاز كبير".



ويقول وورث، إن الإمارات ربما منعت حكما إسلاميا، لكنها أسهمت في قيام حكم ديكتاتوري أشرس من حكم مبارك، فأثبت السيسي شراسته في مذبحة رابعة، وأدى الانقلاب المصري إلى زيادة التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة، وزاد عندما كان محمد بن زايد يتابع شبكة "سي أن أن"، التي كشفت عن محادثات أمريكية إيرانية، وقال أحد مستشاري ابن زايد: "كانت ضربة قوية".


ويلفت التحقيق إلى أن الإمارات لم تعارض الاتفاقية مبدئيا، لكن ابن زايد ذهل من عدم إخبار أوباما له، أو حتى استشارته، في اتفاقية تم التفاوض عليها قريبا من بلاده في عمان، مشيرا إلى أن الانقلاب المصري والاتفاقية النووية كانا نقطة تحول في علاقة ابن زايد مع إدارة أوباما، وجاءت الضربة القاضية بعد انتخاب دونالد ترامب، حيث سافر إلى نيويورك لمقابلة الرئيس المنتخب، وألغى غداء مع الرئيس أوباما الذي انتقد دول الخليج واتهمها في مقابلة مع "ذي أتلانتك"، بأنها تريد جر بلاده لحرب مع إيران، وأنها تستفيد مجانا من بلاده.


ليبيا
===



وتنوه المجلة إلى أن الإطاحة بالرئيس مرسي كانت أول نجاح في الثورة المضادة لمحمد بن زايد، ويبدو أن النجاح شحنه بالثقة، وما يمكن أن يعمله دون الاستعانة بالأمريكيين، حيث حول نظره إلى ليبيا، وبدأ في دعم الجنرال حفتر، وفي نهاية عام 2016 أقامت الإمارات قاعدة عسكرية جوية في شرق ليبيا، التي قصفت منها الطائرات والطائرات المسيرة منافسي حفتر في مدينة بنغازي، وفي قمة كامب ديفيد عام 2015 وبخ أوباما بطريقة تكتيكية كلا من ابن زايد وأمير قطر لشن حرب بالوكالة في ليبيا.


ويفيد الكاتب بأنه مع ابتعاده عن أوباما كان ابن زايد قد بنى علاقة مع حليف قوي، وهو محمد بن سلمان، وهي علاقة تم فيها تجاوز الخلافات التاريخية، فالسعودية، كما قال جمال خاشقجي، الذي اتهم بقتله محمد بن سلمان عام 2018، هي "هي أم وأب الإسلام السياسي"، مستدركا بأنه رغم تشجيع محمد بن زايد إدارة أوباما لدعم محمد بن سلمان، إلا أنه لم يكن قادرا على التحكم في نزعته المتهورة.


اليمن
====



ويشير التحقيق إلى أنه عندما قررت السعودية الهجوم على الحوثيين في اليمن عام 2015، دخلت الإمارات شريكة في الحرب الكارثية التي اعتقد البعض أنها ستستمر شهرا، لكنها تحولت إلى مستنقع، لافتا إلى أن الإمارات تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، مع أنها لم تقم بحملة قصف جوي أدى إلى دمار في شمال اليمن، بل ركز ابن زايد جهوده على جنوب البلاد، واعتمد على هندمارش لتدريب المليشيات المحلية.


وتلفت المجلة إلى أن ابن زايد قرر الخروج من اليمن في تموز/ يوليو 2019، بعد سلسلة من الهجمات التي اتهمت إيران بشنها على ناقلات النفط في موانئ إماراتية، وأرسل بالتالي رسائل تصالحية ووفدا إلى طهران للبحث في الأمن البحري.


ويقول وورث إن "هذا التحول قد يكون إشارة لمرونة من ابن زايد، إلا أنه قد يكون جامدا وأيديولوجيا مثل أعدائه، فحصار قطر، الذي بدأ في حزيران/ يونيو 2017، تحول إلى عداء شخصي خاض فيه الطرفان حربا دعائية عبر وسائل التواصل، وأدى إلى مناوشات بالوكالة في الصومال، وأثر الحصار على جهود ابن زايد الحفاظ على جبهة موحدة ضد إيران".


ويرى الكاتب إن النزاع مع قطر أظهر حملة ابن زايد ضد الإسلام السياسي على أنها عملية انتقام، وأنه يريد إهانة منافسه ولا شيء أكثر من ذلك.


وتنوه المجلة للمفارقة في هذا كله، الذي تمثل بنحت ضخم أمام مكتب ابن زايد في أبو ظبي وعليه كلمة "تسامح" باللغة الإنجليزية، فالإمارات ذهبت بعيدا في الترويج لنفسها على أنها دولة تعددية، وفي عام 2016 أنشأت وزارة التسامح، وأعلنت عام 2019 عام التسامح، الذي بدأ بزيارة البابا فرانسيس إلى الإمارات، وهي أول زيارة له إلى الجزيرة العربية، "لكن التسامح لا يمتد إلى الإسلاميين أو من يتعاطف معهم".


ويشير التحقيق إلى أن الإمارات قامت بملاحقة قادة الإسلاميين منذ عام 2011، وسجنتهم بأعداد كبيرة تحت ذرائع واهية، ما يثير القشعريرة لفكرة التسامح ويذكر بالحرب الباردة،

وفي عام 2012 أغلقت الإمارات مكاتب المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي، وفي عام 2014 صنفت الحكومة الإخوان منظمة إرهابية، وحاكمت محاميا دافع عن الإسلاميين، ونقادا علمانيين لها.


ويقول وورث، إن معظم الإماراتيين الذي ناقش معهم موضوع الإسلاميين تحدثوا إليه بشرط عدم الكشف عن هويتهم، وباستخدام تطبيقات مشفرة، مشيرا إلى أنه على خلاف كاميرات الرقابة في الغرب، فإن السلطات في الإمارات تستطيع الرقابة على كل ما يجري في البلاد، وتم الكشف عن تطبق "توتوك" المستخدم بشكل واسع في البلاد بأنه وسيلة مجانية، تستطيع الإمارات من خلاله الحصول طوعا على المعلومات التي تريدها من مستخدمي الهواتف الذكية.


وتفيد المجلة بأن الإمارات سارعت للدفاع عن هذه الأساليب متذرعة بحماية المواطنين والعاملين الأجانب من الخطر الإيراني، مستدركة بأن الإرهاب ليس هدف التجسس فقط، بل الصحفيين كذلك، كما ورد في تقرير لوكالة أنباء "رويترز"، التي كشفت عن " مشروع ريفن"، بالإضافة إلى أي متعاطف مع قطر.


ويعترف الأكاديمي عبد الخالق عبد الله بأنه من الصعب الآن النقد، فذلك صار جزءا من الحياة اليومية، لكن ليس في الإمارات وحدها، بل في العالم العربي أيضا.

https://arabi21.com/story/1236321/NYT-هذه-هي-آراء-محمد-بن-زايد-القاتمة-عن-الشرق-الأوسط
 
التعديل الأخير:

بن زايد حذر أمريكا من أن الثوار في سوريا، أسوأ من الأسد، كما طلب من أوباما ان يعمل مع روسيا في سوريا.

 

نموذج بن زايد ليس شبيها بنموذج تركيا (ديمقراطية متعصبة) بل هو نموذج ليبرالي اجتماعي استبدادي أي ( أوتوقراطية ليبرالية ) نظام حكم غير ديمقراطي تكون فيه السلطة بيد شخص واحد غير منتخب لكنها تحترم حقوق وحريات أفراد الشعب كونها تتبع مبادئ الليبرالية

ويقول بن زايد بأن الامارات ليست كاليفورنيا لهذا بدلا من نشر الليبرالية دفع بنوع من الليبرالية الأوتوقراطية





 
ويعتبر بن زايد ان مثله بنموذج الحكم هو حاكم سنغافورة السابق لي كوان يو، الذي أنشأ دولة حديثة دون فتح المجال للحرية أو النقاش الصحي، وحكم البلاد بيد من حديد.


لكن كاتب المقال يعقب بقوله :


سنغافورة لم تخض حروبا مع جيرانها الأقوياء، سواء إندونيسيا أو ماليزيا التي انفصلت عنها، مشيرا إلى أن هذا كان شأن الإمارات لو اهتمت بنفسها، ولم تطور روح التدخل العسكري ومحاولة أداء دور الشرطي في شؤون المنطقة، ومراكمة الأسلحة الأمريكية، ما قاد وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس لوصفها بأنها "أسبرطة الصغيرة".
 

حيلة البنتاغون ضد بن زايد لدفعه لشراء السلاح الاميركي
======




تنقل المجلة عن ضابط المخابرات الاميركية السابق بروس ريدل، قوله إنه (ابن زايد) كان "طبيعيا وصاعدا"، وهو "من سيقود البلد، ولهذا بدأت الولايات المتحدة بإغرائه وتحضيره".


ويقول وورث إنه في عام 1995 قام وزير الدفاع الأمريكي ويليام بيري، بدعوة محمد بن زايد إلى البنتاغون، وليجعل الرحلة مثيرة قام بترتيب زيارة له لقاعدة عسكرية، وحضور تمارين للمارينز، وحرب وهمية ضد العراق أو إيران،

وقال ضابط المخابرات الاميركية السابق بروس ريدل:

" كنا نقول في البنتاغون إن الهدف هو جعل محمد بن زايد مدمنا على قراءة مجلات الطيران الحربي ليشتري أي شيء تنتجه ".

ويبدو أن الحيلة نجحت فقد اشترت الإمارات كل شيء أنتجته الشركات العسكرية الأمريكية.

 

لخص كاتب المقال أن ابن زايد لا يفرق بين الجماعات الإسلامية، قائلا إنها تشترك في الهدف ذاته: نوع من الخلافة دستورها القرآن،

مشيرا إلى أنه محمد بن زايد يتعامل مع خيارات الشرق الأوسط على أنها بين نظام قمعي أو كارثة ، و"هي نظرة بالتأكيد تخدم المصالح الشخصية لمحمد بن زايد "



 
قال عنه الصحفي أسامة فوزي أن مستواه التعليمي لا يتجاوز الإبتدائي و لهذا يتجنب الظهور الالإعلامي حتى لا يظهر ضعفه الفكري و اللغوي. كذلك مسألة إشتغاله ك نادل في المغرب لا يمكن تصديقها مطلقاً
 
خالد حسن‏ @

9- أبلغ محمد بن زايد مجموعة من الدبلوماسيين الزائرين في عام 2009 أن أحد أبنائه بدأ يتأثر بالفكر الإسلامي، وقد تعامل معه والده (محمد بن زايد) باستخدام أسلوب والده (الشيخ زايد): أرسل ابنه إلى إثيوبيا مع الصليب الأحمر خوفا عليه من تأثير الإسلاميين والاحتكاك بغير المسلمين عن قرب..

 

أول شيء يجب ملاحظته هو أن مستقبل الخليج الفارسي والشرق الأوسط الكبير يبدو قاتمًا ، إلى حد بعيد ، M.B.Z. كان حتى الآن جزءًا من المشكلة ، وليس جزءًا من الحل. إنه ديكتاتور ، وقد استخدم الموارد العسكرية والمالية لبلاده لإحباط ظهور الميول الديمقراطية في المنطقة ، وكل ذلك تحت ستار مكافحة التطرف الإسلامي.

" مجلة فوربس الأمريكية تنشر مقالاً حول ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد وتصفه بـ "عدو للديمقراطية"

f195a876bb26489b8918bb364b597d11_18.jpg



المصدر مجلة " فوربس "

https://www.forbes.com/sites/willia...-influence-on-us-foreign-policy/#3ef79bd3efba

 
شاب سوداني من المغرر بهم و الذين خدعتهم شركة " بلاك شيلد " الاماراتية للمرتزقة و نقلتهم الى ليبيا ليقاتلو مع الإمعة عميل السي اي ايه حفتر

 
عودة
أعلى