نساء الجن أحزاب
إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
يعاني أغلب الحفّاظ صعوبة التمييز بين الآيات القرآنية متشابهة الألفاظ..
فهي بالنسبة لهم كالمكابح الذهنية التي تعطّل انسيابية سردهم للقرآن الكريم..
وهي بمثابة مفترقات طرق متشعّبة ومسارات متقاطعة تربكهم وتشتت تركيزهم..
فتجدهم ينتقلون من سورة إلى سورة ومن آية إلى أخرى في مسارات مختلفة..
إن أصحاب الحفظ المتفلّت أو الضعيف كثيرًا ما يقعون في فخ المتشبهات..
وتركيزهم على المتشابهات يعزز الخوف الداخلي لديهم ويزيد من تشتتهم الذهني..
والمتشابه الواحد يدفع بهم إلى خضم بحر من المتشابهات ما يزيدهم حيرة وتعقيدًا..
لا يوجد إحصاء دقيق للمتشبهات اللفظية في القرآن، ولكنها تزيد على خمسة آلاف متشابه، وهناك من أوصلها إلى ثمانية آلاف متشابه لفظي.. وفي كتابه (البرهان) قسّم الزركشي المتشابه اللفظي في القرآن إلى ثمانية أقسام.. ومن المعاصرين من قسّمها إلى عشرة أنواع.
وتعج المكتبات والمواقع الإلكترونية بمئات الكتب القديمة والحديثة حول المتشابهات..
اكتفى البعض بحصر الآيات المتشابهات، بطرق مختلفة، وأضاف آخرون ضوابط مختصرة وسهلة تعين حافظ القرآن على استحضار المتشابهات اللفظية والتمييز بينها بحسب موقعها من الآية أو السورة دون الحاجة لحفظها.
وفي هذا المشهد سوف أعرض عليك أحد الطرق المبسّطة التي تعينك على صياغة روابط وضوابط منطقية بسيطة خاصة بك أنت وحدك، تعينك على استحضار المتشابهات اللفظية وعدم الخلط بينها.. فأنت لا تحتاج لأي كتاب من كتب المتشابهات، وأنصحك بأن تهتم فقط بالمتشابهات التي تتوقف أنت وحدك عندها، واترك كل ما سواها فإنها لا تعنيك في شيء.
استخرج من كل سورة الآيات التي تتضمن المتشابهات التي تتردد عندها وتعطّل انسيابية سردك للقرآن، وضعها أمامك واستخلص منها الرابط أو الضابط المناسب الذي يعينك على استذكارها واستحضارها، ولن تنساها أبدًا أو تخلط بينها لأنك صغتها أنت بنفسك ولنفسك، وبالأسلوب الذي يناسبك.
دعنا الآن نستعرض معًا هذا المثال التطبيقي لصياغة الروابط..
إن ما يُربك الحفّاظ عند ذكر الخلود في الجنة أو النار هو لفظ التأبيد من عدمه، وهل هو { خَالِدِينَ فِيهَا } أم { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }؟! إذا تتبعت لفظ التأبيد في حق أهل النار { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } تجده ورد في القرآن كله في ثلاثة مواضع فقط.. وخلاف هذه المواضع ورد { خَالِدِينَ فِيهَا } من دون { أَبَدًا }، وبذلك فإنك إذا استطعت أن تضبط المواضع الثلاثة فإن المواضع الأخرى وعلى كثرتها سوف تنضبط تلقائيًّا.
لفظ التأبيد في حق أهل النار ورد في هذه الآيات الثلاث:
{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)} {الجن]
خلافًا لهذه الآيات الثلاث فقد جاء الحديث عن خلود أهل النار من دون { أَبَدًا } في القرآن كله.
الآن تأمّل جيّدًا أين جاءت هذه الآيات..
لقد جاءت في ثلاث سور: النساء – الأحزاب – الجن!
الآن يمكنك أن تصيغ لنفسك ضابط يعينك على استحضار مواضع الآيات الثلاث..
يمكنك أن تقول: أحزاب الجن نساء أو نساء الجن أحزاب أو نساء أحزاب الجن.
ويمكنك أن تصيغ أسماء السور الثلاث في أي عبارة أخرى مبسطة تعينك على استحضارها..
ويمكنك أن تضيف إلى الضابط كلمات أو عبارات أخرى تعينك على الاستحضار..
فيمكنك أن تقول لنفسك مثلًا: لا تنس أبدًا نساء أحزاب الجن..
وبعد صياغة مثل هذه الضوابط لنفسك فإنه إن جاء ذكر الخلود في النار وأنت في إحدى هذه السور الثلاث فلن تتردد أبدًا في إضافة لفظ التأبيد { أَبَدًا }..
الآن تأمّل الآيات الثلاث عن قرب:
{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)} {الجن]
آية سورة النساء ترتيبها من بداية المصحف رقم 662 وبدأت الآية بلفظ { إِلَّا }
ولفظ { إِلَّا } الذي بدأت به هذه الآية تكرّر في القرآن 662 مرّة!
حقيقة رقمية دامغة
هذه الآية نفسها عدد كلماتها 11 كلمة..
ولفظ { جَهَنَّمَ } في هذه الآية هو التكرار رقم 11 للفظ { جَهَنَّمَ } من بداية القرآن!
11 هو تكرار لفظ { إبليس } في القرآن!
هذا الملعون الذي يقف عند هذه الطريق يدعو إليها!
هذه الآية نفسها عدد حروفها 44 حرفًا..
والعدد 44 هو رقم الآية التي تذكر عدد أبواب جهنّم..
{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)} [الحجر]
إنها الآية التي تذكر عدد أبواب جهنّم { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ }!!
أرأيت مثل هذا النظم الرقمي القرآني المحكم هل يستطيعه أحد؟!
عد إلى الآية وتأمّلها عن قرب:
{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]
تأمّل كيف توسط لفظ التأبيد { أَبَدًا } الآية.. 5 كلمات قبله و5 كلمات بعده!
لفظ التأبيد { أَبَدًا } جاء بعد 21 حرفًا من بداية الآية!
أحرف لفظ { أَبَدًا } تكرّرت في هذه الآية نفسها 21 مرّة!
انتقل إلى الآية رقم 122 من سورة النساء نفسها:
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)}
هذه الآية التي تتضمّن أيضًا لفظ { أَبَدًا } جاءت من 21 كلمة!
النقاط على حروف هذه الآية نفسها عددها 42 نقطة، ويساوي 21 + 21
لفظ { أَبَدًا } يبدأ بحرف الألف وينتهي به، وهذا الحرف تكرّر في الآية 21 مرّة!
الآية الأولى رقمها 169 وهذا العدد يساوي 13 × 13
ولفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الثانية جاء في ترتيب الكلمة رقم 13
هذه حقائق ثابتة يمكن التأكد منها بكل سهولة!
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأولى جاء بعد 21 حرفًا، وهذا العدد = 7 × 3
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الثانية جاء بعد 64 حرفًا، وهذا العدد = 8 × 8
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأولى جاء في حق الكفار و 7 هو عدد أبواب جهنّم!
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الثانية جاء في حق المؤمنين و 8 هو عدد أبواب الجنّة!
ما رأيك في هذا المنطق الرقمي القرآني العجيب!
الأرقام تتحدّث وتنطق تمامًا كما تنطق الحروف والكلمات!
فقط تريد من يصغي لها ويفهم لغتها!
تأمّل آية سورة الأحزاب:
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)}
هذه الآية تتخذ موقعًا عجيبا في سورة الأحزاب!
الآية عدد كلماتها 8 كلمات!
الآية جاءت بعد 64 آية من بداية السورة وهذا العدد يساوي 8 × 8
الآية جاءت قبل 8 آيات من نهاية سورة الأحزاب!
هذه الآية هي الآية الوحيدة التي تبدأ بحرف الخاء في سورة الأحزاب!
إذا تتبعت آيات القرآن التي تبدأ بحرف الخاء تجد هذه الآية تأتي بعد 16 آية تحديدًا..
العدد 16 يساوي 8 + 8
ولكن إلى ماذا يشير الرقم 8 وما هي علاقته بهذه الآية؟!
العجيب أن حرف الخاء ورد للمرّة الأخيرة في سورة الأحزاب في مطلع هذه الآية!
حرف الخاء في كلمة { خَالِدِينَ } هو الأخير في سورة الأحزاب!
من هذه الكلمة { خَالِدِينَ } حتى نهاية السورة 520 حرفًا ليس بينها الخاء!
وهذا العدد 520 يساوي 65 × 8
تأمّل جيدًا العدد 65 وهو رقم الآية نفسها مضروبًا في الرقم 8
ما قصة الرقم 8 وما هي علاقته بهذه الآية؟!
لقد ذكرت لك قبل قليل أن حرف الخاء في كلمة { خَالِدِينَ } مطلع هذه الآية هو الأخير في سورة الأحزاب!
الخاء هو الحرف رقم 7 في قائمة الحروف الهجائية!
7 هو عدد أبواب جهنّم التي تشير إليها الآية!
الآن تأمّل أين سوف يرد حرف الخاء للمرّة الأولى بعد سورة الأحزاب:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)} [سبأ]
لقد جاء في الآية الأولى من سورة سبأ..
جاء للمرّة الأولى في ترتيب الحرف رقم 50 في كلمة { الْآخِرَةِ }!
وجاء للمرّة الثانية في ترتيب الحرف رقم 64 في كلمة { الْخَبِيرُ }!
نعم.. مجموع العددين 50 + 64 يساوي 114 وهو عدد سور القرآن!
جاء للمرّة الثانية في الكلمة الأخيرة في الآية وترتيبه رقم 64 ويساوي 8 × 8
إذا تتبعت تكرار حرف الخاء في القرآن تجد أن حرف الخاء في كلمة { الْآخِرَةِ } في هذه الآية هو التكرار رقم 1792 من بداية المصحف، وهذا العدد يساوي 8 × 8 × 28
تأمّل الرقم 8 مضروبًا في نفسه ومضروبًا في 28 وهو عدد الحروف الهجائية!
إذا تتبعت تكرار حرف الخاء من بعد هذه الآية مباشرة حتى نهاية المصحف تجده تكرّر 704 مرّات!
وهذا العدد العجيب يساوي 8 × 88
تأمّل هذه اللوحة العجيبة! فهل ترى غير الرقم 8 أمامك؟!
إنه القرآن وإنه أعجب من كل ما يخطر بعقل بشر!
لقد ابتعدنا كثيرًا..
تأمّل كيف بدأنا بالحديث عن السورة ثم انتقلنا للآية والكلمة والحرف!
ولولا الإطالة لعرضت عليك هذا النظم نفسه على مستوى حركة الحرف!
وتأمّل كيف يضبط القرآن كل المسارات الرقمية في آن واحد!
مسار رقمي قادم من بداية المصحف وآخر من نهايته!
مسار من بداية السورة وآخر من نهايتها!
مسار من بداية الآية ومسار من نهايتها!
كل هذه المسارات تلتقي في إحداثيات رقمية معجزة!
تلتقي وتتعانق في لوحة رقمية بديعة!
إنه القرآن العظيم وإنه كلام الله لا ريب!
انتقل إلى الآية الثالثة.. آية سورة الجن:
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
هذه الآية عدد كلماتها 16 كلمة، ويساوي 8 + 8
هذه الآية نفسها عدد حروفها 64 حرفًا، ويساوي 8 × 8
لمزيد من التأكيد انتقل إلى الآية رقم 8 في سورة الجن نفسها:
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
الآية رقمها 8 وعدد كلماتها 8 أيضًا.
تأمّل كيف تبدأ الآية { وَأَنَّا ..}!
آيات سورة الجن التي تبدأ بالكلمة نفسها عددها 8 آيات! وهي :
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)}
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}
{ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}
{ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)}
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
{ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
{ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)}
هذه هي الآيات الثمان ولا يوجد غيرها في سورة الجن!
مجموع كلمات هذه الآيات الثمان 88 كلمة!!
كانت هذه ومضة من ملامح نظم الآية رقم 8 من سورة الجن!
لاحظ الأن الكلمة رقم 8 من بداية سورة الجن وهي الآية الأولى من السورة:
{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1)}
الكلمة رقم 8 في سورة الجن هي { الْجِنِّ }!
إنها الكلمة المحورية التي منحت السورة اسمها!
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل!
لقد ابتعدنا كثيرًا..
أعرض الأن ومضة من قصّة الرقم 8
لدينا في القرآن 8 آيات تحديدًا تبدأ بلفظ { خَالِدِينَ فِيهَا.. }، إما في الجنّة أو النار..
العجيب أن هذه الآيات الثمان جاءت مناصفة 4 لأصحاب الجنّة و4 لأهل النار..
وآية الأحزاب التي استعرضنا بعض ملامح نظمها هي الآية الأخيرة في المجموعتين!
وهذه هي الآيات الثمان .. ولا يوجد غيرها في القرآن:
أصحاب النار:
{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)} [البقرة]
{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)} [آل عمران]
{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} [هود]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]
أصحاب الجنّة:
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} [التوبة]
{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)} [الكهف]
{ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} [الفرقان]
{ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)} [لقمان]
لاحظ كيف جاء التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأخيرة من آيات أهل النار!
وتأمّل كيف جاء التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأولى من آيات أهل الجنّة!
الآية الأخيرة من آيات أهل النار عدد كلماتها 8 كلمات!
الآية الأولى من آيات أهل الجنّة عدد كلماتها 8 كلمات!
الآية الأخيرة من آيات أهل الجنّة عدد كلماتها 8 كلمات!
نظم قرآني محكم وعجيب!
هذا ما كان بشأن خلود أهل النار..
أما التأبيد في حق أهل الجنّة { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } فقد جاء في 8 آيات!
نعم.. ما يزال الرقم 8 يرافقنا طوال هذه الرحلة!
هذه هي جميع آيات التأبيد في حق أهل الجنّة { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }:
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)} [النساء]
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)} [النساء]
{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)} [المائدة ]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} [التوبة]
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} [التوبة]
{ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} [التغابن]
{ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)} [الطلاق]
{ جَزَاؤُ هُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِي رَبَّهُ (8)} [البينة]
الآن تأمّل هذه الآيات جيدًا وهي بعدد أبواب الجنة الثمانية!
العجيب أن آخر هذه الآيات رقمها 8 وجاءت في سورة البيّنة!
وفي ذلك "البيّنة" الواضحة على أن هذا القرآن كلام الله!
والأعجب من ذلك كله مجموع أرقام الآيات الثمان!
مجموع أرقام الآيات الثمان 448 ويساوي 8 × 8 × 7
8 هو عدد أبواب الجنة و7 هو عدد أبواب النار!
كل آية من هذه الآيات الثمان لها نظم محكم يقوم على الرقم 8
وحتى لا أطيل سوف اكتفي بعرض نموذج واحد منها..
تأمّل الآيات الثماني وتأمّل قوله تعالى: { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }!
هذا النص القرآني يتألّف من 8 كلمات! وأقصر آيات المجموعة تتألّف من 8 كلمات
وهذا النص جاء في الآيات الثلاث التي قبلها والثلاث التي بعدها!
وهذا يعني أن هذا النص المشترك جاء في جميع الآيات باستثناء أقصر آية وآخر آية في المجموعة:
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} التوبة
{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)} البينة
مجموع حروف الآيتين 114حرفًا وهو عدد سور القرآن الكريم!
تأمّل كيف تميّزت الآية الأخيرة بذكر اسم الجنّة { جَنَّاتُ عَدْنٍ }!
تكرّرت أحرف كلمتي { جَنَّاتُ عَدْنٍ } في الآيتين 64 مرّة، ويساوي 8 × 8
8 هو عدد أبواب الجنّة!
توقّف قليلًا عند الآية الأخيرة في المجموعة والأخيرة أيضًا في سورة البيّنة:
{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
تأمّل كيف توسطت الكلمات { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } الآية!
قبله 9 كلمات وبعده 9 كلمات!
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 6138 ويساوي 99 × 62
تأمّل العدد 6138 وهو يتألّف من 61 و38 ومجموعهما 99
هذه الآية نفسها ترتيبها من نهاية المصحف هو 99
تأمّل كيف يحاصر العدد 99 هذه الآية! فإلى ماذا يشير؟!
ما علاقة هذا العدد بلفظ { جَنَّاتُ عَدْنٍ } الذي تفرّدت به الآية؟!
ننتقل إلى هذه الآية من سورة الرعد:
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)}
لاحظ كيف تبدأ هذه الآية { جَنَّاتُ عَدْنٍ }!!
وتأمّل كيف اختتمت الآية { مِنْ كُلِّ بَابٍ }!
الآن تأمّل أحرف { مِنْ كُلِّ بَابٍ } في سلّم الترتيب الهجائي:
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمات { مِنْ كُلِّ بَابٍ } يساوي 99
لنا وقفّة مطوّلة عند هذه الآية بإذن الله ولكن في مشهد مستقل.
الآن تأمّل آية سورة الرعد مرّة أخيرة:
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)}
تأمّل كيف تبدأ الآية { جَنَّاتُ عَدْنٍ } وتأمّل كيف تختتم الآية نفسها { مِنْ كُلِّ بَابٍ }!
انطلق من هذه الملاحظة وتأمّل هذه الآيات الست:
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} [الأعراف]
{ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)} [النحل]
{ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)} [الكهف]
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)} [طه]
{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)} [الروم]
{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} [الزمر]
تكرّرت أحرف { جَنَّاتُ عَدْنٍ } في كل آية من الآيات الست 19 مرّة.
و تكرّرت أحرف { مِنْ كُلِّ بَابٍ } كل آية من الآيات الست 19 مرّة.
أحرف { جَنَّاتُ عَدْنٍ } تكرّرت في الآيات الست 114 مرّة.
وأحرف { مِنْ كُلِّ بَابٍ } تكرّرت في الآيات نفسها 114 مرّة.
مجموع حروف الآيات الست 228 حرفًا، ويساوي 114 + 114
مجموع كلمات الآيات الست 57 كلمة، والعدد 114 يساوي 57 + 57
114 هو عدد سور القرآن العظيم!
الآن تأمّل رقم الآية الأخيرة في المجموعة!
نعم.. إنه العدد 57 وبما يماثل تمامًا مجموع كلمات المجموعة!
تأمّل عظمة النسيج الرقمي القرآني العجيب!
هذا النسيج المذهل الذي يتجاوز قدرات العقل البشري!
ويتجاوز كل ما يستعين به هذا العقل من برامج وأدوات!
فكل ذلك يتلاشى ويضمحل أمام عظمة النسيج القرآني..
وما يتبدى لنا من عظمة هذا النسيج ما هو إلا كما نرى من ملكوت الله بأعيننا المجردة!
سبحانك ربي جلّت قدرتك.. ما أعظم كتابك وما أعجب نظمه وبناءه وترتيبه!
سبحانك ربي ما أعظمك وما أعظم فضلك وإحسانك وأنت تنزِّل علينا قبسًا من نورك..
سبحانك ربي ما أعجب قرآنك وبيانك، وما أروع نظمه وإحكامه!
في كل آية وكل كلمة، بل وفي كل حرف من حروفه آية تدلّ على عظمتك!
تدل عل سعة علمك وعظيم قدرتك.. سبحانك ربي العظيم.. سبحانك!
--------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
فهي بالنسبة لهم كالمكابح الذهنية التي تعطّل انسيابية سردهم للقرآن الكريم..
وهي بمثابة مفترقات طرق متشعّبة ومسارات متقاطعة تربكهم وتشتت تركيزهم..
فتجدهم ينتقلون من سورة إلى سورة ومن آية إلى أخرى في مسارات مختلفة..
إن أصحاب الحفظ المتفلّت أو الضعيف كثيرًا ما يقعون في فخ المتشبهات..
وتركيزهم على المتشابهات يعزز الخوف الداخلي لديهم ويزيد من تشتتهم الذهني..
والمتشابه الواحد يدفع بهم إلى خضم بحر من المتشابهات ما يزيدهم حيرة وتعقيدًا..
لا يوجد إحصاء دقيق للمتشبهات اللفظية في القرآن، ولكنها تزيد على خمسة آلاف متشابه، وهناك من أوصلها إلى ثمانية آلاف متشابه لفظي.. وفي كتابه (البرهان) قسّم الزركشي المتشابه اللفظي في القرآن إلى ثمانية أقسام.. ومن المعاصرين من قسّمها إلى عشرة أنواع.
وتعج المكتبات والمواقع الإلكترونية بمئات الكتب القديمة والحديثة حول المتشابهات..
اكتفى البعض بحصر الآيات المتشابهات، بطرق مختلفة، وأضاف آخرون ضوابط مختصرة وسهلة تعين حافظ القرآن على استحضار المتشابهات اللفظية والتمييز بينها بحسب موقعها من الآية أو السورة دون الحاجة لحفظها.
وفي هذا المشهد سوف أعرض عليك أحد الطرق المبسّطة التي تعينك على صياغة روابط وضوابط منطقية بسيطة خاصة بك أنت وحدك، تعينك على استحضار المتشابهات اللفظية وعدم الخلط بينها.. فأنت لا تحتاج لأي كتاب من كتب المتشابهات، وأنصحك بأن تهتم فقط بالمتشابهات التي تتوقف أنت وحدك عندها، واترك كل ما سواها فإنها لا تعنيك في شيء.
استخرج من كل سورة الآيات التي تتضمن المتشابهات التي تتردد عندها وتعطّل انسيابية سردك للقرآن، وضعها أمامك واستخلص منها الرابط أو الضابط المناسب الذي يعينك على استذكارها واستحضارها، ولن تنساها أبدًا أو تخلط بينها لأنك صغتها أنت بنفسك ولنفسك، وبالأسلوب الذي يناسبك.
دعنا الآن نستعرض معًا هذا المثال التطبيقي لصياغة الروابط..
إن ما يُربك الحفّاظ عند ذكر الخلود في الجنة أو النار هو لفظ التأبيد من عدمه، وهل هو { خَالِدِينَ فِيهَا } أم { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }؟! إذا تتبعت لفظ التأبيد في حق أهل النار { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } تجده ورد في القرآن كله في ثلاثة مواضع فقط.. وخلاف هذه المواضع ورد { خَالِدِينَ فِيهَا } من دون { أَبَدًا }، وبذلك فإنك إذا استطعت أن تضبط المواضع الثلاثة فإن المواضع الأخرى وعلى كثرتها سوف تنضبط تلقائيًّا.
لفظ التأبيد في حق أهل النار ورد في هذه الآيات الثلاث:
{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)} {الجن]
خلافًا لهذه الآيات الثلاث فقد جاء الحديث عن خلود أهل النار من دون { أَبَدًا } في القرآن كله.
الآن تأمّل جيّدًا أين جاءت هذه الآيات..
لقد جاءت في ثلاث سور: النساء – الأحزاب – الجن!
الآن يمكنك أن تصيغ لنفسك ضابط يعينك على استحضار مواضع الآيات الثلاث..
يمكنك أن تقول: أحزاب الجن نساء أو نساء الجن أحزاب أو نساء أحزاب الجن.
ويمكنك أن تصيغ أسماء السور الثلاث في أي عبارة أخرى مبسطة تعينك على استحضارها..
ويمكنك أن تضيف إلى الضابط كلمات أو عبارات أخرى تعينك على الاستحضار..
فيمكنك أن تقول لنفسك مثلًا: لا تنس أبدًا نساء أحزاب الجن..
وبعد صياغة مثل هذه الضوابط لنفسك فإنه إن جاء ذكر الخلود في النار وأنت في إحدى هذه السور الثلاث فلن تتردد أبدًا في إضافة لفظ التأبيد { أَبَدًا }..
الآن تأمّل الآيات الثلاث عن قرب:
{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)} {الجن]
آية سورة النساء ترتيبها من بداية المصحف رقم 662 وبدأت الآية بلفظ { إِلَّا }
ولفظ { إِلَّا } الذي بدأت به هذه الآية تكرّر في القرآن 662 مرّة!
حقيقة رقمية دامغة
هذه الآية نفسها عدد كلماتها 11 كلمة..
ولفظ { جَهَنَّمَ } في هذه الآية هو التكرار رقم 11 للفظ { جَهَنَّمَ } من بداية القرآن!
11 هو تكرار لفظ { إبليس } في القرآن!
هذا الملعون الذي يقف عند هذه الطريق يدعو إليها!
هذه الآية نفسها عدد حروفها 44 حرفًا..
والعدد 44 هو رقم الآية التي تذكر عدد أبواب جهنّم..
{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)} [الحجر]
إنها الآية التي تذكر عدد أبواب جهنّم { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ }!!
أرأيت مثل هذا النظم الرقمي القرآني المحكم هل يستطيعه أحد؟!
عد إلى الآية وتأمّلها عن قرب:
{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]
تأمّل كيف توسط لفظ التأبيد { أَبَدًا } الآية.. 5 كلمات قبله و5 كلمات بعده!
لفظ التأبيد { أَبَدًا } جاء بعد 21 حرفًا من بداية الآية!
أحرف لفظ { أَبَدًا } تكرّرت في هذه الآية نفسها 21 مرّة!
انتقل إلى الآية رقم 122 من سورة النساء نفسها:
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)}
هذه الآية التي تتضمّن أيضًا لفظ { أَبَدًا } جاءت من 21 كلمة!
النقاط على حروف هذه الآية نفسها عددها 42 نقطة، ويساوي 21 + 21
لفظ { أَبَدًا } يبدأ بحرف الألف وينتهي به، وهذا الحرف تكرّر في الآية 21 مرّة!
الآية الأولى رقمها 169 وهذا العدد يساوي 13 × 13
ولفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الثانية جاء في ترتيب الكلمة رقم 13
هذه حقائق ثابتة يمكن التأكد منها بكل سهولة!
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأولى جاء بعد 21 حرفًا، وهذا العدد = 7 × 3
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الثانية جاء بعد 64 حرفًا، وهذا العدد = 8 × 8
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأولى جاء في حق الكفار و 7 هو عدد أبواب جهنّم!
لفظ التأبيد { أَبَدًا } في الآية الثانية جاء في حق المؤمنين و 8 هو عدد أبواب الجنّة!
ما رأيك في هذا المنطق الرقمي القرآني العجيب!
الأرقام تتحدّث وتنطق تمامًا كما تنطق الحروف والكلمات!
فقط تريد من يصغي لها ويفهم لغتها!
تأمّل آية سورة الأحزاب:
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)}
هذه الآية تتخذ موقعًا عجيبا في سورة الأحزاب!
الآية عدد كلماتها 8 كلمات!
الآية جاءت بعد 64 آية من بداية السورة وهذا العدد يساوي 8 × 8
الآية جاءت قبل 8 آيات من نهاية سورة الأحزاب!
هذه الآية هي الآية الوحيدة التي تبدأ بحرف الخاء في سورة الأحزاب!
إذا تتبعت آيات القرآن التي تبدأ بحرف الخاء تجد هذه الآية تأتي بعد 16 آية تحديدًا..
العدد 16 يساوي 8 + 8
ولكن إلى ماذا يشير الرقم 8 وما هي علاقته بهذه الآية؟!
العجيب أن حرف الخاء ورد للمرّة الأخيرة في سورة الأحزاب في مطلع هذه الآية!
حرف الخاء في كلمة { خَالِدِينَ } هو الأخير في سورة الأحزاب!
من هذه الكلمة { خَالِدِينَ } حتى نهاية السورة 520 حرفًا ليس بينها الخاء!
وهذا العدد 520 يساوي 65 × 8
تأمّل جيدًا العدد 65 وهو رقم الآية نفسها مضروبًا في الرقم 8
ما قصة الرقم 8 وما هي علاقته بهذه الآية؟!
لقد ذكرت لك قبل قليل أن حرف الخاء في كلمة { خَالِدِينَ } مطلع هذه الآية هو الأخير في سورة الأحزاب!
الخاء هو الحرف رقم 7 في قائمة الحروف الهجائية!
7 هو عدد أبواب جهنّم التي تشير إليها الآية!
الآن تأمّل أين سوف يرد حرف الخاء للمرّة الأولى بعد سورة الأحزاب:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)} [سبأ]
لقد جاء في الآية الأولى من سورة سبأ..
جاء للمرّة الأولى في ترتيب الحرف رقم 50 في كلمة { الْآخِرَةِ }!
وجاء للمرّة الثانية في ترتيب الحرف رقم 64 في كلمة { الْخَبِيرُ }!
نعم.. مجموع العددين 50 + 64 يساوي 114 وهو عدد سور القرآن!
جاء للمرّة الثانية في الكلمة الأخيرة في الآية وترتيبه رقم 64 ويساوي 8 × 8
إذا تتبعت تكرار حرف الخاء في القرآن تجد أن حرف الخاء في كلمة { الْآخِرَةِ } في هذه الآية هو التكرار رقم 1792 من بداية المصحف، وهذا العدد يساوي 8 × 8 × 28
تأمّل الرقم 8 مضروبًا في نفسه ومضروبًا في 28 وهو عدد الحروف الهجائية!
إذا تتبعت تكرار حرف الخاء من بعد هذه الآية مباشرة حتى نهاية المصحف تجده تكرّر 704 مرّات!
وهذا العدد العجيب يساوي 8 × 88
تأمّل هذه اللوحة العجيبة! فهل ترى غير الرقم 8 أمامك؟!
إنه القرآن وإنه أعجب من كل ما يخطر بعقل بشر!
لقد ابتعدنا كثيرًا..
تأمّل كيف بدأنا بالحديث عن السورة ثم انتقلنا للآية والكلمة والحرف!
ولولا الإطالة لعرضت عليك هذا النظم نفسه على مستوى حركة الحرف!
وتأمّل كيف يضبط القرآن كل المسارات الرقمية في آن واحد!
مسار رقمي قادم من بداية المصحف وآخر من نهايته!
مسار من بداية السورة وآخر من نهايتها!
مسار من بداية الآية ومسار من نهايتها!
كل هذه المسارات تلتقي في إحداثيات رقمية معجزة!
تلتقي وتتعانق في لوحة رقمية بديعة!
إنه القرآن العظيم وإنه كلام الله لا ريب!
انتقل إلى الآية الثالثة.. آية سورة الجن:
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
هذه الآية عدد كلماتها 16 كلمة، ويساوي 8 + 8
هذه الآية نفسها عدد حروفها 64 حرفًا، ويساوي 8 × 8
لمزيد من التأكيد انتقل إلى الآية رقم 8 في سورة الجن نفسها:
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
الآية رقمها 8 وعدد كلماتها 8 أيضًا.
تأمّل كيف تبدأ الآية { وَأَنَّا ..}!
آيات سورة الجن التي تبدأ بالكلمة نفسها عددها 8 آيات! وهي :
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)}
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}
{ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}
{ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)}
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
{ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
{ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)}
هذه هي الآيات الثمان ولا يوجد غيرها في سورة الجن!
مجموع كلمات هذه الآيات الثمان 88 كلمة!!
كانت هذه ومضة من ملامح نظم الآية رقم 8 من سورة الجن!
لاحظ الأن الكلمة رقم 8 من بداية سورة الجن وهي الآية الأولى من السورة:
{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1)}
الكلمة رقم 8 في سورة الجن هي { الْجِنِّ }!
إنها الكلمة المحورية التي منحت السورة اسمها!
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل!
لقد ابتعدنا كثيرًا..
أعرض الأن ومضة من قصّة الرقم 8
لدينا في القرآن 8 آيات تحديدًا تبدأ بلفظ { خَالِدِينَ فِيهَا.. }، إما في الجنّة أو النار..
العجيب أن هذه الآيات الثمان جاءت مناصفة 4 لأصحاب الجنّة و4 لأهل النار..
وآية الأحزاب التي استعرضنا بعض ملامح نظمها هي الآية الأخيرة في المجموعتين!
وهذه هي الآيات الثمان .. ولا يوجد غيرها في القرآن:
أصحاب النار:
{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)} [البقرة]
{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)} [آل عمران]
{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} [هود]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]
أصحاب الجنّة:
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} [التوبة]
{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)} [الكهف]
{ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} [الفرقان]
{ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)} [لقمان]
لاحظ كيف جاء التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأخيرة من آيات أهل النار!
وتأمّل كيف جاء التأبيد { أَبَدًا } في الآية الأولى من آيات أهل الجنّة!
الآية الأخيرة من آيات أهل النار عدد كلماتها 8 كلمات!
الآية الأولى من آيات أهل الجنّة عدد كلماتها 8 كلمات!
الآية الأخيرة من آيات أهل الجنّة عدد كلماتها 8 كلمات!
نظم قرآني محكم وعجيب!
هذا ما كان بشأن خلود أهل النار..
أما التأبيد في حق أهل الجنّة { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } فقد جاء في 8 آيات!
نعم.. ما يزال الرقم 8 يرافقنا طوال هذه الرحلة!
هذه هي جميع آيات التأبيد في حق أهل الجنّة { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }:
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)} [النساء]
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)} [النساء]
{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)} [المائدة ]
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} [التوبة]
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} [التوبة]
{ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} [التغابن]
{ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)} [الطلاق]
{ جَزَاؤُ هُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِي رَبَّهُ (8)} [البينة]
الآن تأمّل هذه الآيات جيدًا وهي بعدد أبواب الجنة الثمانية!
العجيب أن آخر هذه الآيات رقمها 8 وجاءت في سورة البيّنة!
وفي ذلك "البيّنة" الواضحة على أن هذا القرآن كلام الله!
والأعجب من ذلك كله مجموع أرقام الآيات الثمان!
مجموع أرقام الآيات الثمان 448 ويساوي 8 × 8 × 7
8 هو عدد أبواب الجنة و7 هو عدد أبواب النار!
كل آية من هذه الآيات الثمان لها نظم محكم يقوم على الرقم 8
وحتى لا أطيل سوف اكتفي بعرض نموذج واحد منها..
تأمّل الآيات الثماني وتأمّل قوله تعالى: { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }!
هذا النص القرآني يتألّف من 8 كلمات! وأقصر آيات المجموعة تتألّف من 8 كلمات
وهذا النص جاء في الآيات الثلاث التي قبلها والثلاث التي بعدها!
وهذا يعني أن هذا النص المشترك جاء في جميع الآيات باستثناء أقصر آية وآخر آية في المجموعة:
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} التوبة
{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)} البينة
مجموع حروف الآيتين 114حرفًا وهو عدد سور القرآن الكريم!
تأمّل كيف تميّزت الآية الأخيرة بذكر اسم الجنّة { جَنَّاتُ عَدْنٍ }!
تكرّرت أحرف كلمتي { جَنَّاتُ عَدْنٍ } في الآيتين 64 مرّة، ويساوي 8 × 8
8 هو عدد أبواب الجنّة!
توقّف قليلًا عند الآية الأخيرة في المجموعة والأخيرة أيضًا في سورة البيّنة:
{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
تأمّل كيف توسطت الكلمات { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } الآية!
قبله 9 كلمات وبعده 9 كلمات!
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 6138 ويساوي 99 × 62
تأمّل العدد 6138 وهو يتألّف من 61 و38 ومجموعهما 99
هذه الآية نفسها ترتيبها من نهاية المصحف هو 99
تأمّل كيف يحاصر العدد 99 هذه الآية! فإلى ماذا يشير؟!
ما علاقة هذا العدد بلفظ { جَنَّاتُ عَدْنٍ } الذي تفرّدت به الآية؟!
ننتقل إلى هذه الآية من سورة الرعد:
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)}
لاحظ كيف تبدأ هذه الآية { جَنَّاتُ عَدْنٍ }!!
وتأمّل كيف اختتمت الآية { مِنْ كُلِّ بَابٍ }!
الآن تأمّل أحرف { مِنْ كُلِّ بَابٍ } في سلّم الترتيب الهجائي:
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمات { مِنْ كُلِّ بَابٍ } يساوي 99
لنا وقفّة مطوّلة عند هذه الآية بإذن الله ولكن في مشهد مستقل.
الآن تأمّل آية سورة الرعد مرّة أخيرة:
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)}
تأمّل كيف تبدأ الآية { جَنَّاتُ عَدْنٍ } وتأمّل كيف تختتم الآية نفسها { مِنْ كُلِّ بَابٍ }!
انطلق من هذه الملاحظة وتأمّل هذه الآيات الست:
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} [الأعراف]
{ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)} [النحل]
{ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)} [الكهف]
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)} [طه]
{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)} [الروم]
{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} [الزمر]
تكرّرت أحرف { جَنَّاتُ عَدْنٍ } في كل آية من الآيات الست 19 مرّة.
و تكرّرت أحرف { مِنْ كُلِّ بَابٍ } كل آية من الآيات الست 19 مرّة.
أحرف { جَنَّاتُ عَدْنٍ } تكرّرت في الآيات الست 114 مرّة.
وأحرف { مِنْ كُلِّ بَابٍ } تكرّرت في الآيات نفسها 114 مرّة.
مجموع حروف الآيات الست 228 حرفًا، ويساوي 114 + 114
مجموع كلمات الآيات الست 57 كلمة، والعدد 114 يساوي 57 + 57
114 هو عدد سور القرآن العظيم!
الآن تأمّل رقم الآية الأخيرة في المجموعة!
نعم.. إنه العدد 57 وبما يماثل تمامًا مجموع كلمات المجموعة!
تأمّل عظمة النسيج الرقمي القرآني العجيب!
هذا النسيج المذهل الذي يتجاوز قدرات العقل البشري!
ويتجاوز كل ما يستعين به هذا العقل من برامج وأدوات!
فكل ذلك يتلاشى ويضمحل أمام عظمة النسيج القرآني..
وما يتبدى لنا من عظمة هذا النسيج ما هو إلا كما نرى من ملكوت الله بأعيننا المجردة!
سبحانك ربي جلّت قدرتك.. ما أعظم كتابك وما أعجب نظمه وبناءه وترتيبه!
سبحانك ربي ما أعظمك وما أعظم فضلك وإحسانك وأنت تنزِّل علينا قبسًا من نورك..
سبحانك ربي ما أعجب قرآنك وبيانك، وما أروع نظمه وإحكامه!
في كل آية وكل كلمة، بل وفي كل حرف من حروفه آية تدلّ على عظمتك!
تدل عل سعة علمك وعظيم قدرتك.. سبحانك ربي العظيم.. سبحانك!
--------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
