من هو صاحب أول غدرة في الاسلام

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,899
التفاعلات
76,796

هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الاموي


أول من غدر في الإسلام وذلك عندما غدر
بعمرو بن سعيد الأشدق الأموي ، بعد أن آمنه، فكانت أول غدرة في الإسلام، وقد كان عمرو بن سعيد الأشدق الأموي الذي سبق أن تولي حكم مدينة دمشق ليزيد بن معاوية شخصية بارزة واسعة المطامع، شديدة الاعتداد بنفسه وعشيرته من بني العاص بن أمية، ومصاهرته قبيلة كلب، أقوى قبائل الشام آنذاك.


ولما خرج عبد الملك بن مروان لحرب مصعب بن الزبير في العراق ، انسحب عمرو بن سعيد من جيشه وكر راجعا إلى دمشق مصطحبا معه عددا من أنصاره مثل حميد بن حريث بن بحدل الكلبي ، وزهير بن الأبرد الكلبي ، فانتهوا إلى دمشق وعليها عبد الرحمن بن أم الحكم نائبا عليها من جهة عبد الملك بن مروان ، فلما أحس بهم هرب وترك البلد ، فدخلها عمرو بن سعيد الأشدق ، فاستحوذ على ما فيها من الخزائن ، وخطب بالناس فوعدهم العدل والنصف والعطاء الجزيل والثناء الجميل ، ثم سارع بإحكام سيطرته على مدينة دمشق ، مما عدّ طعنة نجلاء للخليفة، الذي وجد نفسه بين عدوين متربصين، فأسرع بالعودة إلى دمشق، استطاع بعد جهود كبيرة أن يعقد الصلح مع عمرو ويدخل العاصمة.



عندما كر راجعا عبد الملك بن مروان من فوره فوجد عمرو بن سعيد الأموي الأشدق قد حصن دمشق وعلق عليها الستائر والمسوح ، وانحاز الأشدق إلى حصن رومي منيع كان بدمشق فنزله ، فحاصره عبد الملك وقاتله عمرو بن سعيد الأشدق مدة ستة عشر يوما ، و
راسله عبد الملك ، وقال له : أنشدك الله والرحم أن تفسد أمر بيتك وما هم عليه من اجتماع الكلمة ، وإن فيما صنعت قوة لابن الزبير ، فارجع إلى بيتك ، ولك علي عهد الله وميثاقه . وحلف بالأيمان المؤكدة أنك ولي عهدي من بعدي ، وكتبا بينهما كتابا ،



فانخدع له عمرو وفتح أبواب دمشق ، ثم اصطلحا على ترك القتال ، وعلى أن يكون ولي العهد من بعد عبد الملك ، وعلى أن يكون مع كل عامل لعبد الملك عامل له ، وكتبا بينهما كتاب أمان ، وذلك عشية الخميس .



ودخل عبد الملك دمشق إلى دار الإمارة على عادته ، وبعث إلى عمرو بن سعيد الأشدق يقول له : رد على الناس أعطياتهم التي أخذتها لهم من بيت المال ، فبعث إليه عمرو يقول له : إن هذا ليس إليك ، وليس هذا البلد لك ، فاخرج منه ،


فلما كان يوم الاثنين بعث عبد الملك إلى عمرو بن سعيد يأمره بالإتيان إلى منزله بدار الإمارة الخضراء فلما جاءه الرسول صادف عنده عبد الله بن يزيد بن معاوية وهو زوج ابنته أم موسى بنت عمرو بن سعيد ، فاستشاره عمرو في الذهاب إلى عبد الملك فقال له : يا أبا سعيد والله لأنت أحب إلي من سمعي وبصري ، وأرى أن لا تأتيه ; فإن تبيعا الحميري ابن امرأة كعب الأحبار قال : إن عظيما من عظماء بني إسماعيل يغلق أبواب دمشق فلا يلبث أن يقتل . فقال عمرو : والله لو كنت نائما ما تخوفت أن ينبهني ابن الزرقاء ، وما كان ليجترئ على ذلك مني ، مع أن عثمان بن عفان أتاني البارحة في المنام فألبسني قميصه ،



وقال عمرو بن سعيد للرسول : أبلغه السلام ، وقل له : أنا رائح إليك العشية إن شاء الله . فلما كان العشي - يعني بعد الظهر - لبس عمرو درعا بين ثيابه وتقلد سيفه ونهض فعثر بالبساط ، فقالت امرأته وبعض من حضره : إنا نرى أن لا تأتيه . فلم يلتفت إلى ذلك ومضى في مائة من مواليه ، وعبد الملك قد أمر بني مروان فاجتمعوا كلهم عنده ،
فلما انتهى عمرو بن سعيد إلى الباب أمر عبد الملك أن يدخل وأن يحبس من معه ، عند كل باب طائفة منهم ، فدخل كذلك حتى انتهى إلى صرحة المكان الذي فيه عبد الملك ، ولم يبق معه من مواليه سوى وصيف واحد ، فرمى ببصره فإذا بنو مروان عن بكرة أبيهم مجتمعون عند عبد الملك ، فأحس بالشر فالتفت إلى وصيفه ، فقال له همسا : ويلك انطلق إلى أخي يحيى بن سعيد فقل له فليأتني . فلم يفهم عنه ، وقال له : لبيك . فأعاد عليه ذلك ، فلم يفهم أيضا ، وقال : لبيك . فقال : ويلك ! اغرب عني في حرق الله وناره .



وكان عند عبد الملك حسان بن مالك بن بحدل ، وقبيصة بن ذؤيب ، فأذن لهما عبد الملك بالانصراف ، فلما خرجا غلقت الأبواب واقترب عمرو من عبد الملك ، فرحب به وأجلسه معه على السرير ، ثم جعل يحدثه طويلا . ثم إن عبد الملك قال : يا غلام ، خذ السيف عنه . فقال عمرو : إنا لله يا أمير المؤمنين ! فقال له عبد الملك : أوتطمع أن تتحدث معي متقلدا سيفك ؟ فأخذ الغلام السيف عنه ، ثم تحدثا ساعة ، ثم قال له عبد الملك : يا أبا أمية . قال : لبيك يا أمير المؤمنين . قال : إنك حيث خلعتني آليت بيميني إن ملأت عيني منك وأنا مالك لك أن أجمعك في جامعة . فقالت بنو مروان : ثم تطلقه يا أمير المؤمنين . قال : ثم أطلقه ، وما عسيت أن أفعل بأبي أمية ؟ فقال بنو مروان : أبر قسم أمير المؤمنين ، فقال عمرو : فأبر قسمك يا أمير المؤمنين . فأخرج عبد الملك من تحت فراشه جامعة فطرحها إليه ، ثم قال : يا غلام ، قم فاجمعه فيها . فقام الغلام فجمعه فيها ، فقال عمرو : أذكرك الله يا أمير المؤمنين أن تخرجني فيها على رءوس الناس . فقال عبد الملك : أمكرا يا أبا أمية عند الموت ؟ لاها الله إذا ، ما كنا لنخرجك في جامعة على رءوس الناس ، ولما نخرجها منك إلا صعدا . ثم اجتبذه اجتباذة أصاب فمه السرير فكسر ثنيته ، فقال عمرو : أذكرك الله يا أمير المؤمنين أن يدعوك كسر عظمي إلى ما هو أعظم من ذلك . فقال عبد الملك : والله لو أعلم أنك إذا بقيت تفي لي وتصلح قريش لأطلقتك ، ولكن ما اجتمع رجلان قط في بلد على ما نحن عليه إلا أخرج أحدهما صاحبه .



فلما تحقق عمرو ما يريد من قتله قال له : أغدرا يابن الزرقاء ؟ وبينما هما كذلك إذ أذن للعصر ، فقام عبد الملك ليخرج إلى الصلاة ، وأمر أخاه عبد العزيز بن مروان بقتله ، وخرج عبد الملك وقام إليه عبد العزيز بالسيف ، فقال له عمرو : أذكرك الله والرحم أن لا تلي ذلك مني ، وليتول ذلك غيرك . فكف عنه عبد العزيز بن مروان .



ولما رأى الناس عبد الملك قد خرج وليس معه عمرو أرجف الناس بعمرو ، وأقبل أخوه يحيى بن سعيد في ألف عبد لعمرو بن سعيد ، وأناس معهم كثير ، وأسرع عبد الملك الدخول إلى دار الإمارة ، وجاء أولئك فجعلوا يدقون باب الإمارة ويقولون : أسمعنا صوتك يا أبا أمية . وضرب رجل منهم الوليد بن عبد الملك في رأسه بالسيف فجرحه ، فأدخله إبراهيم بن عربي صاحب الديوان بيتا ، وأحرزه فيه ، ووقعت خبطة عظيمة في المسجد ، وضجت الأصوات . ولما رجع عبد الملك وجد أخاه لم يقتله ، فلامه وسبه وسب أمه ، - ولم تكن أم عبد العزيز أم عبد الملك - فقال : إنه ناشدني الله والرحم .



وانتفض عبد الملك بعدما ذبحه كما تنتفض القصبة برعدة شديدة جدا ، بحيث إنهم ما رفعوه عن صدره إلا محمولا ، فوضعوه على سريره وهو يقول : ما رأيت مثل هذا قط قتلة ، صاحب دنيا ولا طالب آخرة . ودفع الرأس إلى عبد الرحمن بن أم الحكم ، فخرج به للناس فألقاه بين أظهرهم ، وخرج عبد العزيز بن مروان ومعه البدر من الأموال تحمل ، فألقيت بين الناس فجعلوا يختطفونها ، ويقال : إنها استرجعت بعد ذلك من الناس إلى بيت المال . ويقال إن الذي ولي قتل عمرو بن سعيد مولى عبد الملك أبو الزعيزعة بعدما خرج عبد الملك إلى الصلاة ، والله أعلم .





ولكنه كان صلحا على دخن؛ إذ لم ينس عبد الملك غدر عمرو به وهو في طريقه للقاء عدوه، كما لم ينته عمرو عم ادعاءاته وفخره، وهو القائل للخليفة عقب انعقاد الصلح بينهما لما أمره أن يعطي الناس أرزاقهم: "إن هذا لك ليس ببلد فاشخص وعنه"، ولم يكف عن استفزازه ومفاخرته (20)،


فأيقن عبد الملك أن الأمور لن تستقر في حاضرة الخلافة، ولا في ببقية دولته، بينما هو يعاني أجواء التربص والحذر من داخل بيته، وخطر الأعداء المتحفزين من الزبيريين في الحجاز والعراق، فعزم -وهو كاره- على قتل منافسه الأموي، كما يعبر عن ذلك قوله له وهو يهم بقتله: "إني والله لو علمت أن الأمر يستقيم ونحن جميعا باقيان، لافتديتك بدم النواظر، ولكني أعلم أنه ما تجمع فحلان في إبل إلا غلب أحدهما"

وقد أدى الحذر والخوف من انتقام الخليفة ببعض آل عمرو وأنصاره إلى لجوئهم إلى عدوه مصعب بن الزبير، فلما ظفر الخليفة بمصعب صفح عنهم وقربهم إليه وأحسن جائزتهم مما يدلل على أن دوافع عبد الملك إلى قتل ابن عمه لم تعد رغبته في تأمين دولته وملكه في هذا الظرف العصيب.

 
لماذا لم يستطيع أحد حتى الآن من بناء نظام سياسي للحكم و إنتقال السلطة و الفصل بين السلطات؟

 
هل تعتقد السبب الرئيسي الدين أم العوق؟

ماخص الدين ...

الامويين بمظلومية عثمان

العباسيين بمظلومية الهاشميين ودعاء ان المهدي من نسلهم

الدولة الزبيرية في مصر والحجاز والعراق بدعوى اعادة الحق ورفض حكم يزيد

 
ماخص الدين ...

الامويين بمظلومية عثمان

العباسيين بمظلومية الهاشميين ودعاء ان المهدي من نسلهم


الدولة الزبيرية في مصر والحجاز والعراق بدعوى اعادة الحق ورفض حكم يزيد



عندما تتحدث مع احد يقول لك أن الشعوب متخلفة و غير مؤهلة
 
عندما تتحدث مع احد يقول لك أن الشعوب متخلفة و غير مؤهلة

لتبرير القمع والاجرام والديكتاتورية وحكم الفرد المطلق واسقاط الشورى او الانتخابات الحقيقية والديمقراطية ومنع القضاء العادل ... ودائما حجتهم الشعب متخلف لن ينتخب الا الاسلاميين المتعصبين المتشددين
 

لتبرير القمع والاجرام والديكتاتورية وحكم الفرد المطلق واسقاط الشورى او الانتخابات الحقيقية والديمقراطية ومنع القضاء العادل ... ودائما حجتهم الشعب متخلف لن ينتخب الا الاسلاميين المتعصبين المتشددين


هل في الأصل توجد ديمقراطية أو تداول السلطة؟

الشورى غير ملزمة مجرد رأي مع أن الإجماع هو المصدر الثالث للتشريع في الإسلام
 
عودة
أعلى