النبي الذي دفن بعد دفن النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو نبي الله دانيال عليه السلام
فـ دانيال عليه السلام نبي من أنبياء بني إسرائيل ممن لا يُعلم وقته على اليقين، إلا أنه كان في الزمن الذي بعد داود ، وقبل زكريا و يحيى عليهم السلام،
وكان في الوقت الذي قدم فيه بختنصر ( نبوخذ نصر ) إلى بيت المقدس وخربه، وقتل فيه من قتل من بني إسرائيل وسبى من سبى وأحرق التوراة. وقيل: إنه أسر دانيال الأصغر، وقيل: بل وجدوه ميتاً عندما دخل بختنصر بيت المقدس، والظاهر أنه كان في بني إسرائيل دانيال الأكبر و دانيال الأصغر. والله أعلم.
قال ابن كثير، رحمه الله:
"إنَّ دانيالَ - عليه السلام - دعا ربَّه عزَّ وجلَّ أن تدفِنَه أُمَّةُ محمدٍ ﷺ؛ فلما افتتح أبو موسى الأشعريُّ - رضي الله عنه - تُستَرَ، وجدَه في تابوتٍ تضرب عروقُه و وريدُه؛ فكتب أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بخبره، فكتب إليه عمر - رضي الله عنه - أنِ ادفِنْه."
[البداية و النهاية (2: 38)]
و قد حفروا ثلاثة عشر قبرا للنبي دانيال عليه السلام.
واشتهر أن الصحابة رضي الله عنهم عثروا على قبره عندما فتحوا (تستر) ثم أمرهم عمر بن الخطاب أن يغيبوا قبره خشية أن يتخذه الناس معبداً أو يشرك بالله عنده.
مدينة تُستَر (بالفارسية: شوشتر) هي مدينة إيرانية تقع مدينة تستر شمال مدينة الأحواز في محافظة محافظة خوزستان وتبعد عنها حولي81 كيلومتر، تستر توجد على خصبة ويمر منها أطول نهر في محافظة خوزستان وهو نهر كارون.
السكان هم من أصول العرب ويتحدثون اللغة العربية و ايضا اللغة الفارسیة
أورد ابن أبي الدنيا بإسناده إلى عبد الله بن أبي الهذيل أن بختنصر سلط أسدين على دانيال بعد أن ألقاه في جُب -أي بئر- فلم يفعلا به شيئاً. فمكث ما شاء الله تعالى ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى أرمياء وهو من أنبياء بني إسرائيل وهو بالشام أن أعد طعاماً وشراباً لـ دانيال .
فقال أرمياء : يا رب أنا بالأرض المقدسة، و دانيال بأرض بابل من أرض العراق،
فأوحى الله إليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب،
فقال دانيال من هذا؟
قال أنا أرمياء فقال: ما جاء بك؟
فقال: أرسلني إليك ربك،
قال: وقد ذكرني ربي؟
قال: نعم.
فقال دانيال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً. والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا وكربنا، والحمد لله الذي يقينا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا…
وأخرج ابن أبي الدنيا بإسناد حسن -كما قال الحافظ ابن كثير- عن أبي الزناد قال: رأيت في يد أبي بردة بن أبي موسى الأشعري خاتما نقش فصه (أسدان بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل) قال أبو بردة وهذا خاتم ذلك الرجل الميت الذي زعم أهل هذه البلدة أنه دانيال أخذه أبو موسى يوم دفنه أي يوم دفن دانيال .
قال أبو بردة فسأل أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم فقالوا: إن الملك الذي كان دانيال في سلطانه، جاءه المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له: إنه يولد كذا وكذا غلام يُذهب ملكك ويفسده، فقال الملك: والله لا يبقى تلك الليلة مولود إلا قتلته. إلا أنهم أخذوا دانيال فألقوه في أجمة الأسد فبات الأسد ولبوته يلحسانه ولم يضراه. فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ. قال أبو موسى : قال علماء تلك القرية: فنقش دانيال صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة الله عليه في ذلك.
هذا باختصار ما اقتبسته من تاريخ الحافظ ابن كثير (البداية والنهاية).