متجدد ملف الساحة اللبنانية


العشائر العربية في لبنان وتنوعها الطائفي
اعداد : طلال الضاهر


1.jpg



العشائرية ليست محصورة بالطائفة السنية بمعنى البداوة فهناك عشائر شيعية ومسيحية منتشرة في معظم المناطق اللبنانية.
يحتضن لبنان نحو 35 عشيرة من العشائر العربية السنية وصلت إلى لبنان من مختلف البلدان العربية وانتشرت في جميع المناطق اللبنانية وأن أصول معظمها تعود إلى بطون وأفخاذ قبائل عربية كانت تسكن شبه الجزيرة العربية ويبلغ عددهم في لبنان حوالي 500 الف نسمة حسب المصادر ومن هذه العشائر واقدمها عشيرة الزريقات الممتدد على طول الساحل اللبناني بالاضافة الى : عشيرة الحروك ، الكريدين (العباجلة ) ، النميرات، الحيادرة، الملاعبة ( الكريدين) ، الزهران، القليطات ( البدادرة - الخريشات – الخبابزة – نهيشات - العرامشة ) ، اللهيب ( السليمان- البابا- الاحمر- عمران- فراج- جدوع- دبَّح- تانح- الشاهين- ابو غوش ، الكورانه { العثمان- تراق- الجمل- شحيده} )، الدحيوات، النعيم - الغشيم / النعيم ( المرعي - الخضر - روبين ) - المانع (النعيم ) ، العجارفة ( ال عويد - ال علي - العمر ) ، بني كعب ( علوان – شهاب- الزعبي – ياسين- كعبي – العويد، الضاهر ) ، العتيق ، الغنامة ، الموالي ، العيدين ، الابو جبل ، اللويس ، الشقيف (الشقران - المواسنة - الفاعوري) ، البلان (نعيم النصيف ) ، العرانسة ، الخليفات، الابوعيد ، الفضل ، الهرامشة ، الزعبي ، التركمان . أما بالنسبة إلى عشيرة عرب الحروك، التي تعد من أكبر العشائر العربية في البقاع ، فيعود أصلها إلى أمراء الفاعور في سوريا والجزيرة العربية، ويتفرع منها عدة «أفخاذ» أكبرها: سلوم، شاهين، صبرا، صبيح، طعيمه، النمر، رحال، سهيل، جمعه، الشوماطه ، بالاضافة الى عشيرة لآل الرفاعي في مدينة بعلبك وعشيرة آل سكرية من بلدة الفاكهة (شمالي بعلبك) وعشائر عرب فلسطين منهم المواسي ،الحموديه، السويطات .



1.jpg




كما شكلت منطقة بعلبك - الهرمل الحيز الأبرزوالأساسي لانتشار العشائر الشيعية ، وأن أصول معظمها تعود إلى بطون وأفخاذ قبائل عربية كانت تسكن في منطقة اليمن دفعتها العوامل الطبيعية والصراعات القبلية إلى الهجرة نحو منطقة النخيلية في السعودية، ثم نحو العراق، ومنه إلى حلب وصولاً إلى لبنان .
وتعتبر مدينتي الهرمل، وبعلبك مركز الثقل العشائري الشيعي في لبنان، وتنقسم عشائر الهرمل الشيعية الى قسمين: شمصية (شمص ـ علوه، دندش ـ علام ـ عواد ـ ناصر الدين ـ علاء الدين)، وعشائر زعيترية (زعيتر ـ جعفر ـ نون ـ أمهز ـ مقداد ـ الحاج حسن ـ شريف ـ رباح) وتتوزع افخاذ العشائر الهرملية الشيعية على البلدات والقرى في الجرد الهرملي، بين حمادة في الهرمل ودندش في العين والهرمل. آل شمص يتوزعون بين الهرمل والخرايب وشعث وبوداي، وآل جعفر في الدار الواسعة والشراونة وجرد الهرمل. يسكن آل ناصر الدين في الهرمل ايضا، وفي الشربين وزغرين وبريصا. اما آل علوه وعلام وعواد وعلاء الدين فيتوزعون بين الهرمل المدينة، ووادي الرطل ووادي التركمان وزبود إضافة إلى انتشار عشيرة المقداد في سهل مقنة - بعلبك، وحمية في طاريا، والمصري في مناطق بريتال حورتعلا، وشريف في اليمونة.وتنتمي هذه العشائر بقسميها الى عصبية عامة وموسعة، تعرف بالعشائر الحمادية. والحمادية هي صيغة سياسية توحد الأفخاذ الشمصية والزعيترية حول جب عبد الملك من عشيرة آل حمادة صاحبة الموقع السلطوي (المشيخة)، ولذا حملت الأفخاذ العصبية هذه اسم "الحمادية".



1.jpg





وتؤكد المصادر أن الهجرة المارونية التي بدأت بتشجيع من أصحاب الإقطاع الكسرواني وعلى رأسهم العائلات التركمانية من بني عساف يفسر وجود عائلات وعشائر شيعية ايضا في قرى وبلدات مناطق جبيل والبترون وكسروان، كآل شمص، المقداد، زعيتر، حمادة، حيدر احمد، حجازي، الحسيني، شريف، حيدر، علام .
هناك ايضا عشائر مسيحية في منطقة بعلبك تعرف بـ"البشرانية" نسبة إلى بلدة بشري المنشأ الأساسي لهذه العائلات، وأهمها: كيروز، ورحمة، وفخري (النداف)، وسكر، وطوق (خضرا)، وجعجع. وهي تنتشر في دير الأحمر، وبشوات، وشليفا، ونبحا، وبرقا، والقدام، والصفرا، وعيون ارغش بالاضافة الى عشيرة المطران في الهرمل .
وتشدد المصادر على أنّ هذه "العصبيات" العشائرية المارونية المسيحية تتشابه في كثير من المفاهيم والأعراف والقيم والتقاليد مع "العصبيات" الشيعية في بعلبك والهرمل ومع " العصبيات السنية البدوية في مختلف المناطق اللبنانية وتتقاطع معهم حول كثير من المفاهيم والمعايير الاجتماعية وتربطهم تاريخياً أواصر الود والاحترام المتبادل. ويتفق أبناء كل من هذع "العصبيات" السنية والشيعية والمارونية على أنّ منشأهم واحد.

" المصدر صفحة ديوان العشائر العربية في لبنان "
 
الجيش اللبناني يعلن العثور على 4.35 طن جديدة من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في حاويات بالقرب من ميناء ‎بيروت.

 
منذ قليل الجيش اللبناني يعلن إسقاط طائرة صهيونية مسيرة




 

واحد من افضل الكتب لفهم تركيبة لبنان و اسباب الصراع فيه كتب بلغة محايدة و قدم معلومات و ادلة و تحليلات صائبة
انصح المهتمين بقراءته
" لبنان من الإمارة إلى إتفاق الطائف "

1.jpg
 


المقاتلات الصهيونية بالامس تقوم بجولة سياحية في اجواء بيروت
يا رجل حتى مدفع 23 بينزلهم !

 


المقاتلات الصهيونية بالامس تقوم بجولة سياحية في اجواء بيروت
يا رجل حتى مدفع 23 بينزلهم !


الفيديو محذوف ?
إذا في مقطع ثاني لوسمحت ?
 
بلد رب العالمين غضبان عليها من إنفجار لحريق و بالعكس !

 

الكاتب و الاديب المصري محمد عبد المجيد المعروف بـ طائر الشمال


2.png



كتب عن لبنان و اللبنانيين مقالة في الصميم


أوهموه أنَّ قوتَه في ضعفِه فاكتشف أنَّ فاجعتــَه في هشاشتِه!
قالوا له بأنه سويسرا الشرق ليعرف بَعْدَها أنَّ أصغرَ مصرفٍ سويسري هو أكبرُ من كل مصارف لبنان.
قـَسَّموه، ثم حزَّبوه، ثم جزّأوه، ثم مَزّقوه، بعدما طأْيـَـفوه فكاد كلُ لبناني يفتخر بطائفتــِه أو مذهبــِه أو حزبــِه أو عقيدتــِه أو إمامـِه أكثر مما يفعل مع وطنــِه.
شعبٌ استضاف العالـــَــمَ العربي برُمـَتـــِّه وعلى مساحتــِه الصغيرةِ ولا مانع من حَجْزِ مكانٍ للجيران علىَ أرضه مع إسرائيل ..ضيف الشرف التي أغارت على لبنان في تاريخها أكثر مما فعلتْ مع كل جيرانها.
يولد اللبناني فيحمل لقبَ زعيم قبل أنْ يبلغ الفِطامَ( فلا تخِرّ له الجبابر ساجدينا!)، وبعد فترةٍ قصيرةٍ يُبْلغوه باسم طائفتــِه، ثم المعبد الذي سيجد اللهَ فيه ليعرف أنه ماروني أو آشوري أو انجيلي أو كلداني أو سُنّي أو علوي أو شيعي أو اسماعيلي أو من الروم الكاثوليك أو الأرمن الأرثوذكس أو دُرْزي أو من الروم الأرثوذوكس أو ....
وأخيرا يتعلم اسمَ مَرْجعِه الديني الذي سيتوسط له عند اللهِ إذا اضطهد آخرون طائفتــَه.
الزعيم الوحيد الذي يلتف حوله أو حولها كل اللبنانيين هي فيروز قبل جوليا بُطرس وماجدة الرومي والشحرورة صباح( رحمها الله)، فقد طلبتْ منهم أنْ يرقصوا في جنازتها بنعشِها فلم يفهموا أنها كانت تعطيهم درساً لصناعة عالــَمٍ من السعادة؛ فحملوا النعشَ ورقصوا به.. فعلاً.
إذا كنتَ غريباً في لبنان فأنت لا تحتاج للذهاب لسفارة بلدِك إذا ألـَمَّ بك خَطْبٌ، فمكتبٌ فاخرٌ تستأجره أجهزةُ استخباراتِ حاكمِك في عمارةٍ شهيرةٍ يُغْني عن لقاءِ قنصل بلدك.
الجريمة الوحيدة في لبنان التي كنتُ طوال عُمري أعشقها مع حُرْمتها هي طبع كُتُب ممنوعة وتقليد أخرى لم يجف بعد حِبْر قلم مؤلفها وضياع حقوق المؤلفين الذين التهم أكثرَهم دودُ الأرض في بيروت أو.. المهجر.
كل ثلاثة كُتُب ممنوعة يُطبَع اثنان منها في لبنان؛ فينجو الكتابُ وصاحبُه من خربشة أجهزة الاستخبارات العربية التي تطارد الكتابَ أكثر من مطاردتها المخدرات و.. تجارة السلاح.
ومع ذلك فقد أثبت الحراك الشعبي اللبناني أن هذا الشعب قادر على تحريك الجبال ومصارعة العواصف؛ وعاجز عن اقناع سياسي أو رجل دين أنْ يترك مقعده أو منبره لغيره، حتى رئيس مجلس النواب التصقتْ مؤخرته لثمانية وعشرين عاما بالمقعد ولم يهتز، فالحركة أمل، والأمل حركة حتى لو كانت ثابتة كالقلاع!
الله واحدٌ أحد وفي لبنان سبعة عشر إلــَــهاً، كل منهم يملك مقعدين: واحدًا في لبنان والآخر في السماء.
الغريب أنَّ كل تلك المُقسّمات والمُجزءات خرج من بين أضلعها اللبناني اللطيف والعاشق والفهلوي، واللبنانيون فقط في العالم العربي الذين تمكّنوا من منافسة المصريين المُحمَّلين بتاريخ عريق في الفنون والآداب والموسيقىَ والغناء، وحتى اللهجة اللبنانية لم تتمكن صلابة وحلاوة اللهجة المصرية أن تزيحها عن مكانها!
والأغرب أنَّ اللبناني الأكثرَ عُرْضَة للأمراضِ النفسيةِ والعصبيةِ كان هو الذي أفلتَ منها بفضلِ العنايةِ الإلـَهية رغم أنها أصابتْ العربَ كلــَّـهم من مياههم إلىَ مياههم!
مقعدُ معالي الوزير حجزته السماءُ لطائفتــِه وليست للبنانيتــِه، لذلك أتوقع أنْ يتم تشكيلُ حكومةٍ لبنانية وطنية يوم القيامة بعد مشاورات أرضية تشترك فيها الملائكة والشياطين دون معرفةٍ مسبقة بما يحويه صندوق الاقتراع.
ثراءُ أيّ لبناني يضع أموالــَه في الخارج قوةٌ له باستثناءِ ثراء رئيس الوزراء السابق، فقد تم اعتقالــُه في بلاد الحرمين الشريفين( يُسمّيها اللبنانيون: حجزُه وليس اعتقاله!)؛ فصمَتَ لأن معتَقِلـيه من نفس طائفته الدينية، وضعفُه في كَنــْــزِ أموالــِه لديهم.
اللبناني يعرف من أين تؤكل الكتف، أما كتفُه هو فكل ضيوفــِه يتقاسمونه!
جاء حينٌ من الوقتِ لم يستطع كل السياسيين الجعجاعيين أنْ يُحَرّكوا كتلةً صغيرةً من القمامةِ من موضعِها في سويسرا الشرق الجميلة، فتذكرتُ حينئذٍ السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، عندما عــَـلـِـمَ بتراكُم القمامة في أحد الأحياء المسقطية، فأمر بجمعها ثم نقلها إلى أمام بيتِ المحافظ. خجل الرجلُ، واعتذر، ثم أقاله السلطان بعد ذلك!
شعبٌ ثائرٌ، وشبابٌ يعرف عن الديمقراطية الغربيةِ ما يزعج حُكّامَ العالــَــمِ الثالث، ونساؤه إذا غضبن علىَ الوضع الكارثي حَمَلـْن بعولتَهن علىَ التظاهر، ولم تتزحزح مصائبُ الوطن الصغير.
في لبنان الحبيب.. قِبْلةِ العربِ، لا عقوبة لفاسدٍ، ولا معرفة لجناة؛ سواء قتلوا رئيسَ الوزراء منذ خمس عشرة سنة أو.. أفرغوا المصرفَ المركزي من أموال الشعب.
في لبنان لا مانع أنْ يُغَنّي السياسيون والفاسدون ورجال الدين والطوائف المتناحرة: بحبك يا لبنان؛ وبعد الأغنية يُقبِّل اللبناني يدَ رئيسِ أو مرجع طائفتــِه أو حزبــِه المتعفن.
قبل النوم يحلم اللبناني أنْ يصبح رئيساً للبرازيل أو بيرو أو الإكوادور، ويمكن أنْ ينخفض سطحُ حُلمِه إلىَ تاجر ثري في ساحل العاج، وإذا كان شريفاً حتى النخاع فيحلم أنْ يصبح شاعرًا مهجريـــًا ينافس نعيمة وجبران ومطران، أو يصبح أديباً مثل عبد السلام العجيلي !
كانت أموالُ الخليجيين الأثرياء تَصُبّ في لبنان، سياحة وتجارة وعقارات، ثم تراجع الخليجيون عندما لعب حزبيو لبنان لعبةَ الكراسي السياسية المتحركة بزعم أنها مواقف!
إذا أردتَ أنْ تصبح زعيماً سياسياً وبرلمانياً أو وزيراً في لبنان فيجب أنْ تسُدّ أذنيك عن هموم الوطن، ولا ترىَ عيناك مشاكلــــَه المتفاقمةَ، وتكتفي بلسانـــِك فقط فمن يتحدث أكثر يضمن منصبــَه حتى يأتي مَلــَـكُ الموت.
ذاكرةُ السمك كذاكرة اللبنانيين؛ فانفجار مرفأ بيروت كان من المفترض بعده أنْ يتم إعدام كل سياسي لبناني ورئيس حزب وطائفة ومسؤول ورجل دين، واكتفى اللبنانيون بالتظاهر والصراخ والعويل وصبّ اللعنات علىَ السياسيين.
ظن اللبنانيون لبعض الوقت أنَّ الأملَ قادمٌ ماكرونيـًـا، وأنَّ سياسييهم يقفون كالتلاميذ البلهاءِ أمام مُعلمِهم الإفرنجي، وهدد، وتوَعَّدَ وتجوَّل في شوارعهم، وبدا أنَّ الجيشَ الفرنسي سينتقل من جزيرة رينيون إلى بيروت لضبط الوضعِ المتأزم، وفرح اللبنانيون فأكثرهم يتكلمون الفرنسيةَ أفضل من الجزائريين ، وترك ميشيل عون الرئيسَ الفرنسي يشعر أنه مضيفٌ وليس ضيفاً؛ تماماً كما هبطتْ، سابقاً، طائرةُ كونداليزا رايس في مطار بيروت، وتوجهتْ للقادة السياسيين دون إبلاغ قصر بعبدا.
لبنان يستحق أفراحاً لا أحزانا، شرفاءَ يحكمونه لا محتالين يسرقون لقمةَ عيشــِه!
لبنان يستحق قانوناً بمنع الإشارة شفويا أو تحريرياً أو دستورياً أو برلمانياً إلىَ الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المذهب؛ حينئذ يقود اللبنانيون العالمَ العربي إلىَ التحضُّر والتمدُّن والفنون والآداب و.. الكتاب!
إنَّ غضبَ اللبنانيين لا يساوي قشرة بَصَلة إنْ لم يستمر، ولا تعود الجماهيرُ إلىَ ديارِها قبل أنْ يختفي كلُّ وجهٍ عمل في السياسة أو الأحزاب أو الطوائف في الخمسين عاماً المنصرمة.
الغضبُ إيمانٌ بالوطن، والنسيانُ كُفـــْـرٌ به، والصمتُ خذلانُ حِمْلان، والسكوتُ مَذَلــَّة، والفقرُ في سويسرا الشرق عارٌ بكل المقاييس.
كلُ فاسدٍ يستطيع أنْ يُغَنّي: بحبك يا لبنان؛ لكن ليس كل لبناني يمكنه أن يقول: بحبك يا فساد!
أيها اللبنانيون، اغضبوا طويلا وكثيراً حتى تتطهر النفوس، ويهرب كل السياسيين على مَتــْـن بواخرَ تمخر بهم عُباب الأزرق الكبير لتغرق .. قبل الوصول إلى قبرص!
 

هل حان وقت إمتداد يد التخريب التابعة لنظام ابو ظبي الى لبنان ؟ !

أموال إماراتيّة إلى «المستقبل» لمواجهة «المدّ التركيّ»؟



تلفزيون «المستقبل» سيعود الى العمل. هذا ما تؤكّده أكثر من جهة مطلعة. تتعدّد الأسباب من دون رواية موحّدة، بينما تتقاطع المعلومات على الحديث عن «مساعدة» إماراتية وصلَت الى الرئيس سعد الحريري بهدف تفعيل «المحطة»
سينضمّ تلفزيون «المستقبل» مُجدداً إلى عالم الصباحات والمساءات الإخبارية، بعدَ تعليق عمله قبلَ أكثر مِن عام (في أيلول 2019)، حينَ وصلت «مالية» الرئيس سعد الحريري إلى وضع يستحيل معه استمرار العمل. غيرَ أن العودة ستكون محصورة بالبرامج والأخبار السياسية (اقتصر البث في الأشهر الماضية على برامج من الأرشيف والوثائقيات)، يعني أنه سيكون بمثابة شاشة «انتخابية».
هذا الخبر تداولته أكثر من جهة تقاطعت معلوماتها عند مساعدة إماراتية حظيَ بها رئيس تيار «المستقبل» أخيراً، بينما تقول مصادِر في التيار إن التمويل ذاتي يشارك فيه قطاع الاغتراب. وفيما يجري التداول بمعلومات عن أن التوظيف في المحطة بدأ فعلاً (لكون عدد كبير من العاملين فيها سابقاً انتقلوا الى مؤسسات أخرى) لا تزال الإجابة عن مستحقات هؤلاء الموظفين المتراكمة منذ عامين والديون المتراكمة على المحطة، وقد تجاوزت 30 مليون دولار، غير محسومة.

2020102014133169637387548931693642.jpg




«خلال ثلاثة أشهر» هو التاريخ الذي يحدده العارفون بأمر عودة شاشة «المستقبل». وهم بالمناسبة قلّة داخِل التيار الذي ينفي عاملون في القطاع الإعلامي فيه علمهم بشيء من هذا القبيل! الرواية الداخلية التي يجري تسويقها تدّعي أن الانطلاقة الجديدة ستتمّ بتمويل ذاتيّ يشارك فيه عدد من المتمولين، من بينهم رئيس جمعية «بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشمية، إضافة إلى مساهمة من قطاع الاغتراب الذي «يشترط تغيير الوزير السابق جمال الجراح الذي جرى تعيينه منسّقاً عاماً لشؤون الاغتراب، لأنه يستخدم منصبه لمصلحة انتخابية شخصية»، ومساهمة أخرى من «عائلة الشهيد ورفاقه الذين لهم أسهم في التلفزيون، إذ يجري العمل على إمكان تحميلهم جزءاً من المسؤولية وإطفاء الديون».
إلى اليوم، ليسَ هناك من مؤشرات تعزّز هذه الرواية، فهذه المساهمة كانَ بالإمكان أن تحصل في أي وقت سابِق، وتوفّر على المحطة وموظفيها كل ما مرّوا به. كما أنها رواية تبدو هزيلة أمام أخرى تتفرّع منها عدة أسباب وأهداف، تتحدث عن أموال إماراتية صبّت في «جيب» الحريري مؤخراً لإطلاق التلفزيون من جديد. فما الذي يدفع الإماراتيين الى «تغذية» رئيس الحكومة السابق فجأة، علماً بأن علاقته بدولة الإمارات ليسَت أفضل حالاً مما هي عليه مع المملكة العربية السعودية، ولم يكُن ثمّة ما يوحي بمتغيرات جديدة طرأت على هذه العلاقة، حتّى قيلَ أحياناً إن غضب محمد بن زايد على الحريري يفوق غضب محمد بن سلمان عليه؟

خفايا كثيرة لا تزال تُحيط بوضع الحريري مع هاتين الدولتين، منذ التسوية الرئاسية عام 2016، وتحتاج إلى فترة طويلة لتتكشف. لكن الأكيد أن «هناك تعديلاً طرأ على سياستهما في لبنان، وهذه السياسة ستتخذ منحى جديداً، ربطاً بانخراطهما في مشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، مع ما يحتاج إليه من أصوات تطبيلية أو أفواه مكمّمة». في لبنان الأمر أقرب إلى الحالة الثانية، وخاصة أن الظروف فيه لا يُمكن أن تسمح بأن تنضمّ البلاد الى ركب المطبّعين أو المهلّلين للتطبيع، بمعزل عن وجود شريحة كبيرة لم تُعد ترى في «إسرائيل» عدواً لها. وهنا، تفيد مصادر واسعة الإطلاع بأن أمولاً إماراتية وصلت الى عدد من القنوات التلفزيونية للسكوت أو التغاضي عن توجه دول وأطراف أخرى للتطبيع، وهو بالفعل ما حصل، بحيث كانَ غياب الموقف واضحاً، حتى إن بعض هذه القنوات زاد من نسبة الضيوف المؤيدين لمحور التطبيع». ومن ضمن هذه الأموال، تقول المصادر إنه «جرى تخصيص مبلغ لتلفزيون المستقبل، لكونه واحداً من الشاشات اللبنانية، وقد وصل اليه ما وصلَ إلى غيره».



لكن هذا السبب يبدو غير مكتمل لعدة اعتبارات:
أولاً، أن شاشة «المستقبل» لم تكُن مفعّلة حتى تمثّل صوتاً معارضاً.
ثانياً، حتى لو كانتَ حاضرة، فلَن تتجرأ على إطلاق أي موقف لا يتناسب وسياسة الخليج، حتّى «يُشترى» صوتها.
إذاً «هناك مسألة ثانية تقِف خلفَ هذا التمويل». يذهب أصحاب هذه المعلومة أبعد من ذلِك، فيقولون إن «أحد النواب السابقين في تيار المستقبل، الذي تحوّل الى مجرد مستشار لجهة أمنية في الإمارات، لعب دوراً في تأمين هذا التمويل»، ملمّحين إلى أنه «قد لا يكون من الدولة مباشرة، بل من طرف معيّن». أما «وسيلته للإقناع فكانت التحذير من توسّع الدور التركي في لبنان، مع كل ما يعنيه هذا الأمر للإماراتيين»، على اعتبار أن «غياب الإمارات عن الساحة اللبنانية سيُخليها للأتراك، وأن الحريري لا يزال الجهة الأكثر تأثيراً في البيئة السنية والأقدر على محاربة هذا التمدد».

أما الأمر الآخر الذي يتحدّث عنه هؤلاء فمرتبط بملف الترسيم البحري، إذ كانَت لافتة مسارعة الحريري إلى الإعلان عن نفسه كمرشّح لرئاسة الحكومة في موازاة انطلاق مسار المفاوضات. وكانَ لافتاً أكثر اندفاع الحريري ومُضّيه في هذا الترشّح متجاهلاً الكثير من العقبات التي وقفَ عندها سابقاً. لم يهتمّ لعدم تغطيته من قبل أكبر تكتلين مسيحيَّين. لم يأبه لتأجيل الاستشارات النيابية. لم يتراجع عن إصراره على تجاهل رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل، كأن هناك رافعة لم تتظّهر بعد، قد تكون عبارة عن «غطاء إماراتي» يروّج مقرّبون من الحريري أنه «مؤمّن»!


صارَ مفهوماً أن الحريري يتمّسك بالعودة الى السراي، كي يقود مرحلة صندوق النقد الدولي و«سيدر». لكن، لا يغيب عن برنامجه أنه يريد أيضاً أن يكون رئيس حكومة الترسيم التي ستكون شريكة في القرار إلى جانب رئاسة الجمهورية، أو يُراد له أن يكون كذلك. هذا الترسيم الذي يعني في شقّه الأساسي بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» إرساء الاستقرار على الحدود، ويحاول محورهما في المنطقة والمتحدثون باسم هذا المحور داخل لبنان تصويره كأنه اعتراف لبناني بالكيان الصهيوني، وإشارة لبنانية إيجابية باتجاه التطبيع. وليسَ من الطبيعي أن يكون موقع الرئاسة الثالثة خالياً من صاحب القرار، والذي يُفضّل بالنسبة الى خصوم المقاومة أن لا يشغله «حسان دياب جديد». وبذلك، تصبح إعادة إحياء القناة مفهومة، على اعتبار أنها ستكون صوتاً إضافياً يتعالى، سائلاً عن الغاية من التمسّك بالسلاح والمقاومة ما دام اتفاق الترسيم قد وقع.

المصدر : جريدة الاخبار اللبنانية

 
‏اتفاق بين لبنان و شركة ألمانية لإزالة مواد خطرة من مرفأ بيروت

 

هل تنفجر لحرب ؟

20201129232211596637422889315964443.jpg


ين 18 و25 تشرين الأول الماضي، استنفرت المقاومة الإسلامية جميع وحداتها في مختلف مناطق انتشارها، داخل لبنان وخارجه. عدد هائل من المقاومين، من القوات النظامية أو قوات التعبئة، التحقوا بنقاط عملهم المقرّرة. وحدات الرصد كثّفت من عملها، وتمّ نشر الوحدات القتالية حيث يفترض أن تؤدي دوراً مركزياً، بينما كانت الوحدات الاستراتيجية تقوم بالتموضع العملياتيّ الذي يجعلها في حالة الخدمة المباشرة متى صدرت الأوامر. ودخل الباقون، من العاملين في مختلف صنوف خدمات الدعم القتالي (دعم، اتصالات، إسعاف حربي، إلخ)، مروراً بالمشرفين على آليات العمل في غرف العمليات، في حالة جهوزية وصلت إلى حدّ إخلاء عدد كبير من المراكز. كلّ ذلك حصل بصمت، بضجيج لم يلتفت إليه إلا المعنيون، وبعض من صار يفهم بلفتة أو حركة عابرة، أن هناك حالة طوارئ قائمة.

قرار الاستنفار، الذي جعل الجسم العسكري للمقاومة الإسلامية في وضعيّة مناورة واقعية، اتُّخذ عشية بدء قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مناورة دفاعية رفيعة المستوى في مساحة واسعة من شمال فلسطين المحتلة، وهي مناورة «السهم الفتّاك» التي اتخذت من الجبهة الشمالية عنواناً مركزياً لها. والجبهة الشمالية في عرف العدو العسكري، هي المنطقة التي تشمل كلّ حدود فلسطين الشمالية في لبنان وبحره وسوريا وجبالها. منذ ما بعد تحرير عام 2000، يتعامل العدو بطريقة مختلفة مع الجبهة الشمالية، وبعد فشله في حرب عام 2006، صار الربط عضوياً بين الجبهتين السورية واللبنانية. في كيان العدو، ثمة مَن صار يتحدث عن الحرب المقبلة باعتبارها «حرب الشمال الأولى» وليس حرب لبنان الثالثة.

لكن الذي ربما لا يعرفه الجمهور عندنا، يعرفه العدو، بأجهزة استخباراته العسكرية والتجسّسية، كما قياداته العسكرية، الذين شاهدوا استنفار المقاومة وتلقّوا الرسالة. فهذه المرة، سعت المقاومة من خلال بعض الخطوات الى إفهام العدو قصداً، أنها في حالة جهوزية قتالية جدية، إن هو فكّر بالقيام بعمل خارج المألوف، أو حاول اتخاذ المناورة ساتراً لعدوان ما.
ربّما ليس معلوماً أيضاً، أن مناورة «السهم الفتّاك» جاءت كتتويج لسلسلة تدريبات صامتة استمرت أسابيع عدة، واشتملت على مناورات متنوّعة تخصّ ساحات عدة. لكن ما أُنجز قبالتنا، شكّل الجزء البري والأخير. ومع ذلك، فإن كل هذه المناورات كانت تحت نظر المقاومة الإسلامية، وهي لم تكن أصلاً بعيدة عن المعرفة المسبقة بنوايا العدو. وميزة المقاومة الإسلامية في لبنان عن بقية أعداء إسرائيل تكمن في نضج جاء ثمرة تراكم خبرات وعمل أربعة عقود جعلت حزب الله يفهم العدو عميقاً جداً.

نظريات عسكرية كثيرة أطلقها الذين تعاقبوا على قيادة جيش الاحتلال في السنوات الـ15 الأخيرة. الثابت الوحيد فيها كان ولا يزال التهديد بضربات فتّاكة لقواعد المقاومة وبيئتها المدنية والبنية التحتية للدولة اللبنانية كعقاب على عدم نزع سلاح حزب الله. لكنّ النقاش لا يخص الحافزية والأسباب الموجبة للحرب الشاملة. المسألة هنا أن في إسرائيل مَن يرفع الصوت كلّما تحمّس البعض للحرب الشاملة سائلاً: هل لديكم اليقين بنصر حاسم وسريع وواضح؟

اللاجواب على هذا السؤال، لا يمنع العدو من استمرار العمل على فكرة الجهوزية الكاملة. لكنّ التعديلات الجوهرية تتصل بالمدى الزمني لهذا النوع من الجهوزية. نحن أمام جيش كبير، وأمام تركيبة عسكرية معقّدة، ووحدات قتالية ولوجستية ضخمة، وأمام عديد كبير جداً. ما يعني أن الجهوزية تحتاج إلى تبدّل جوهري في آليات العمل اليومي عند العدو. ولذلك، كان رئيس أركان جيش العدو افيف كوخافي واضحاً خلال كلامه المتعدّد والمتنوّع الذي قاله أمام ضباطه وجنوده: يجب أن نكون في حالة جهوزية كأنّ الحرب واقعة الآن!
لكن كوخافي يتصرف على أساس أن الجهوزية تستهدف إمّا مواجهة تطور طارئ ناجم عن عمل ابتدائي تقوم به المقاومة ضد أهداف إسرائيلية، أو مبادرة إسرائيل إلى عمل عسكري يستوجب مواجهة كبيرة، لكنّها أقل من حرب شاملة. وهنا برز إلى الواجهة تعبير جديد هو «الأيام القتالية»، وهو غير تكتيك «المعركة بين الحروب» الذي تستخدمه قوات العدو لتنفيذ عمليات قصف واغتيالات وتخريب ضد جبهة المقاومة. أما فكرة «الأيام القتالية» فلها معنى آخر في العقل العسكري للعدو.
في أيام المناورة، وُزِّع في كيان العدو فيديو لرئيس أركان جيش الاحتلال يتحدث فيه أمام ضباط من القوات العاملة في البرّ. الخطاب لم يُقَل في هذه المناورة بالتحديد، إلا أن مضمونه يلخّص تصور كوخافي عن إطار المواجهة التي تحتاج حكماً إلى تدخل القوات البرية المشاركة في المناورة. هو قال: «نحتاج إلى إنجاز عالٍ جداً في وقت قصير قدر المستطاع، لكن مع ثمن منخفض من الكلفة، وهو لا يتمّ من دون دخول بري، والأهم أن عليكم أن تستعدّوا كأن هذا سيحدث غداً».
وقد سبق لكوخافي أن تحدث في أكثر من مناسبة في العامين الماضيين عن نظريته، والتي يمكن وصفها بـ«ثالوث كوخافي». وهي تتضمّن الأضلع الثلاثة الآتية:
- حدّ أقصى من الفتك، أي تدمير الطرف الآخر مادياً وبشرياً.


قائد فرقة الجليل في جيش الاحتلال شلومو بيندر يذهب ليكون أكثر وضوحاً. قال لمراسل «إسرائيل هايوم»: إن المعركة الحقيقية «هي من يتعلّم أكثر وأسرع». فرقة الجليل لم تشارك أصلاً في المناورة. كانت تقوم بمهامّها كالمعتاد. انتشارها ودورها على طول الحدود مع لبنان بقيا في حالة استنفار كما هي الحال منذ أربعة شهور. لكنّ شلومي بيندر يحاكي أهداف المناورة الأخيرة، منطلقاً من أن حزب الله سيردّ بشكل مؤكد على قتل مقاتل له في سوريا. لكنّه يذهب إلى التهديد بردّ قاسٍ قائلاً: «لا أنصحهم باختبارنا من جديد، لأن الرد سيكون غير متناظر مع ما يُتوقع حدوثه. نحن مستعدون جيداً، أيضاً لوضع نضطرّ فيه إلى خوض عدة أيام قتالية. حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً». هنا، يصل بيندر إلى الكلمة المفتاح، أي إلى «الأيام القتالية»، وهو يقف عند هدفها المركزي: حزب الله يريد إرساء معادلات وهو ما لا نقبل به.
وبحسب مناورات جيش العدو، فإن فلسفة «الأيام القتالية»، تستهدف عمليات لتغيير قواعد الاشتباك. وهذا يعني في قاموس العدو عدم تقييد حركة قواته في لبنان وسوريا لضرب أهداف تخصّ «التموضع الاستراتيجي» للحزب هناك، كما تستهدف منع المقاومة من مراكمة قدرات في البناء الصاروخي، ولا سيما عملية تحويل الصواريخ إلى صواريخ ذكية تحقق إصابات نقطوية مع فعّالية تدميرية كبيرة. والعقل الاستراتيجي الإسرائيلي يفترض أنه في «الأيام القتالية»، سيوجّه ضربات قاسية جداً تجعل حزب الله يدفع الثمن الكبير وتردعه، من دون أن يقود ذلك إلى حرب مفتوحة.


20201129232315630637422889956308471.jpg




في المقابل، ثمّة أمور يجب التوقف عندها. فتطور العقل العسكري للمقاومة في العقدين الأخيرين، انعكس نتائج عملانية واضحة على الأرض، تمثل في إزالة قسم كبير من آثار الاحتلال، ومنع تكراره، ثم إفشال حرب قاسية كما حصل في عام 2006. كذلك وفّر منظومة ردعت العدو عن القيام بأعمال عدائية، ليس ضد المدنيين فحسب، بل ضد المقاومة أيضاً. وجرى تثبيت قاعدة مركزية في عقل العدو بشأن حق المقاومة في تطوير قدراتها بما يتناسب مع خططها. ثم جاءت تجربة الحرب السورية لتظهر نتائج التطور المباشر ليس على صعيد القدرات والأدوات القتالية، بل على صعيد العقل الاستراتيجي أيضاً.
بهذا المعنى، فإن العدو عندما يفكر في الأيام القتالية، ينسى أو يتجاهل حقيقة أن حزب الله لم ولن يقبل المسّ بقواعد الاشتباك الحالية. بل أكثر من ذلك، فإن الحزب يعمل على تثبيت قواعد الاشتباك في سوريا وليس في لبنان فقط. وبالتالي فإن السؤال موجّه إلى عقل قادة العدو: هل تعتقدون أن الأيام القتالية ستدفع المقاومة إلى القبول بما لم تقبل به جرّاء الحرب الكبيرة أو المعارك بين الحروب؟
العقل العسكري للمقاومة يتصرّف بحسم مع هذا الموضوع، وأول القرارات، هو إبطال مسبق لفكرة وفلسفة وبنية وهدف «الأيام القتالية». وهذا ما يوجزه المعنيون في قيادة المقاومة بعبارات واضحة: «طبيعتنا لا تسمح بأيام قتالية، وبالنسبة إلينا، الأيام القتالية هي حرب. وبالتالي فإن المقاومة ستخوض هذه الأيام القتالية على أساس أنها حرب، وفي الحرب، تكون الحرب بكل مواصفاتها».

هناك منطق عسكري يردّده قادة العدو (يُكتب بالعبرية: במלחמה כמו במלחמה)، وهو مفهوم ثبّته قادة جيوش أوروبا في القرن السابع عشر، «à la guerre comme à la guerre»، ومعناه بالعربية: «في الحرب كما في الحرب»، وعندما يستخدمه قائد مع قواته فهو يقول لهم: «في حالة الحرب، عليكم إنجاز كل ما هو مطلوب، وتصبح كل الوسائل متاحة، ولا تبخلوا في الخيارات أو الوسائل لتحقيق الهدف... وهذا ما تنوي المقاومة القيام به».


لا تنكر المقاومة حقيقة القدرات الهائلة لجيش العدو على صعيد القوة النارية التدميرية. وبحسب العقل العسكري للمقاومة، ثمّة إقرار بأن العدو قادر على تحقيق الضلع الأول من ثالوث كوخافي، أي بلوغ الحد الأقصى من الفتك. لكنّ المقاومة تدعو العدو هنا إلى تذكّر، أنه لم يكن أقل فتكاً في كل حروبه السابقة. وفي مراجعة لتاريخ كل حروبه، يظهر بوضوح أن إسرائيل لم تكن زاهدة على الإطلاق في عمليات القصف المجنونة. (أرقام جيش العدو نفسه، تتحدث عن استخدام 173 ألف مقذوف بري فقط خلال حرب عام 2006، والاضطرار إلى إقامة جسر جوي سريع مع الولايات المتحدة لإعادة ملء المخازن). وبالتالي فإن السؤال يصبح: ما هي الإضافة، وماذا يعني المزيد من الفتك، إلا إذا وضع العدو في بنك أهدافه المنشآت المدنية اللبنانية، تلك التي تجنّب قصفها عام 2006 لأسباب سياسية فرضتها الخطة الأميركية للحرب.
لكن إذا كان العدو يقدر على تحقيق الضلع الأول المتمثل في الفتك، فماذا عن الضلعين الآخرين، أي حجم الخسائر في جبهته وفترة الحرب الزمنية؟
تجزم المقاومة، من دون تردد، بأن العدو لن يكون قادراً على الإطلاق، وتحت أي ظرف، على التحكّم بعنصر الوقت. كما سيكون من شبه المستحيل على العدو التحكّم بحجم ردود المقاومة، وبالتالي، التحكّم بحجم الخسائر التي ستقع في جبهته.
وبعيداً عن أي حماسة أو تهويل، فإن المقاومة هي من يتحكّم بضلعَي الوقت والخسائر. وفي هذه النقطة، فإن برنامج عمل المقاومة يشتمل على تصوّر واضح وخاص لكلمة «فتاك»، أي أن على العدو توقّع ردود غير مسبوقة من قبل المقاومة لتحقيق «فتك» لم تعرفه «إسرائيل» أصلاً منذ عام 1948. ومن المفترض أن يكون قادة العدو قد أدركوا المعنى المباشر للمعادلة التي أعلن عنها سابقاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عندما رفع شعار «الضاحية مقابل تل أبيب». وهذا له تداعياته على كل الأمور الأخرى في الحرب، بهدف تثبيت المعادلة الأكيدة في قرارات المقاومة لناحية «العمق بالعمق».
ويمكن هنا الاكتفاء بما ينقله إعلام العدو عن قياداته العسكرية والأمنية حول القدرات الصاروخية للمقاومة. لقد توقّف العدّاد منذ مدة طويلة عند رقم 150 ألف صاروخ من أنواع مختلفة. وذهب العدو بعدها إلى الحديث فقط عن الصواريخ الكبيرة ومن ثم الدقيقة. وهو يشير دائماً إلى أنواع من الصواريخ التي تستعرضها القوات الإيرانية ويتصرف على أساس أنها باتت في حوزة حزب الله، وهي من أنواع تغطي، على صعيد المدى، كل مساحة فلسطين المحتلة، وتحمل رؤوساً متفجّرة بزنة تصل إلى 600 كلغ من المتفجّرات، عدا قدرتها على تحقيق إصابات دقيقة مع هامش خطأ لا يتجاوز الأمتار العشرة. وفي حالة الحرب، فإن المقاومة لم تمتلك هذه الصواريخ لتزيّن بها أرض لبنان، والمقاومة لا تخزّن السلاح كما فعلت وتفعل جيوش عربية كثيرة، بل هي تستخدمها متى تطلّب الأمر. وربّما بات معلوماً، أن قيادة المقاومة، وخلال حرب عام 2006، لم تجد نفسها مضطرّة إلى استخدام أنواع من الصواريخ التي كانت تغطي منطقة «غوش دان» وسط الكيان. لكنّ الأكيد أنه في أي جولة مقبلة، سنعود إلى فكرة الشتاء الصاروخي على كلّ فلسطين، وتحديداً على المستطيل الذي كان أشار إليه السيد نصرالله في مقابلة سابقة له، وهو بمساحة تقلّ عن مئة كيلومتر مربع، وفيه قلب وعصب الكيان.

أما لناحية الضلع الثالث المتعلّق بفترة الحرب، فإن العدو يعرف بالتجربة، من كل المواجهات السابقة مع المقاومة في لبنان أن هناك حقيقة ثابتة تقول بأن إسرائيل كانت من يصرخ أولاً. حتى إن قادة العدو يُقرّون بصورة دائمة بأن حزب الله يتميّز بإجادة «لعبة الصبر والاستنزاف»، وأنه كان دائماً صاحب الصلية الأخيرة.


ليست هي المرة الأولى التي تُجري فيها إسرائيل مناورات ضخمة قبالة لبنان. لكنّ هذه المرة، جاء استنفار المقاومة بدرجة كبيرة ليس خشية من أمور تجهلها حيال نوايا العدو، إنما بقصد البعث برسالة واضحة إلى العدو بأن ما يقوم به من تدريبات ووضع خطط إنما هو تحت نظر المقاومة.
وفي بعض الخلاصات، يتضح أن هناك ثغرة مركزية يواجهها جيش الاحتلال، وأن مصدر الإحباط أو التعب عند العقل العسكري لقيادة العدو يتركّز حول القلق من فعّالية القوات البرية في أي معركة في مواجهة حزب الله. والسبب ببساطة، أن نظرية كوخافي في المواجهة تفترض دوراً مركزياً للقوات البرية. ولذلك حاكت المناورة هدف «تقصير المدى العملانيّ» للقوات البرية في أي خطة عملياتية إسرائيلية. وأن المهمة تُترجَم بوضع حد ضيق للتوغّل داخل الأراضي اللبنانية.
في حروب سابقة، من بينها اجتياح عام 1982، نفّذت القوات البرية للعدو مناورة قتالية أوصلتها إلى تخوم بيروت. لكن ما هو مطروح اليوم أمام القوات البرية، يقتصر على توغّل بعدة كيلومترات فقط داخل الأراضي اللبنانية. وهذا المبدأ يعرف العدو أنه من النتائج المباشرة لحرب تموز، تلك الحرب التي أنتجت حقيقتين عسكريتين عند العدو، أُولاهما، عدم القدرة على حسم الحرب من الجو، والثانية، تتعلّق بانعدام فعّالية القوات البرية لتحقيق الاحتلال والسيطرة.
أمر آخر يتابعه العدو، ولكن ربّما لا يعي حقيقته، وهو متصل بكلام السيد نصرالله مراراً عن أن المقاومة ستدمّر كل فرق العدو البرية التي تتوغّل في الأراضي اللبنانية. وواضح أن العدو صارت لديه صورة، وإن لم تكن مكتملة، حول قدرات المقاومة وخططها لتنفيذ هذا الوعد. ومن يعرف قليلاً عن هذه الخطط يدرك بأن الجهوزية لمواجهة القوات البرية أكبر من أن يتخيّلها أحد.

وفي هذا السياق، تظهر تجارب حرب تموز 2006، وتجارب المعارك المتنوّعة في سوريا، حجم التطور على مستوى العمل المباشر للوحدات القتالية للمقاومة في أرض الميدان. وهذا يُحيلنا إلى الوجه الآخر لمبدأ «الفتك» الذي سيواجهه العدو في حال تورّطه في أي حرب، لأن ما ينتظر فرقه وقواته البرية التي يقول رئيس أركان جيش الاحتلال إنها ستعمل بالضرورة، سيكون أكبر من المُتخيَّل. إذ أن تدريبات ومناورات المقاومة النظرية والعملانية على مدى عقد ونصف عقد، أنتجت أفكاراً ووسائل تشرح المعنى المقصود بعبارات السيد نصرالله عندما يقول جازماً: «إن كل فرقكم البرية ستُدمَّر في حال دخولها إلى لبنان».


في هذه النقطة، يظهر البعد الإضافي للمناورة الإسرائيلية. حيث وضعت على طاولة هيئتها الأركانية وقواتها، مَهمة دفاعية مركزية تقوم على فرضية أن قوات خاصة من حزب الله ستكون مجهّزة للدخول إلى الجليل الفلسطيني المحتل، وهدفها السيطرة على مواقع ومستوطنات. وهنا يضع العدو في حساباته أن المقاومة ستقوم بعمليات أسر وتحويل المستوطنين إلى رهائن. ولذلك، كان قائد فرقة الجليل شلومي بيندر صريحاً بقوله، إن هناك ما لا يقل عن 22 مستوطنة قريبة من الحافة مع لبنان سيتم إخلاؤها في أي مواجهة، ولن يبقى فيها إلا قوات الحماية المحلية (مجموعات شكّلتها مجالس المستوطنات) بالإضافة إلى القوات العسكرية. وبيندر نفسه، لا يحسم مسبقاً القدرة على منع تجاوز المقاومين للحدود. بل هو قلّل من أهمية تعطيل الأنفاق قائلاً: «يقدر حزب الله على الدخول من فوق الأرض إذا تعذّر عليه الدخول من تحتها»!
يبدو العدو لمرة أولى في تاريخه حاسماً لناحية أن المقاومة لا تملك الرغبة أو الإرادة فحسب، بل هي تملك أيضاً القدرة على تحقيق هدف من هذا النوع. والعدو يراجع هنا تجارب العمليات الهجومية للمقاومة في سوريا، وخصوصاً قيام قوات كبيرة أو متوسطة بالسيطرة على مدن كبيرة ومتوسطة أو أحياء في مدن مكتظّة عمرانياً وسكانياً أو حتى الوصول إلى مواقع في تضاريس جغرافية شديدة التعقيد.


في عقل المقاومة العسكري متابعة لا تقتصر على الجانب الإجرائي من عمل قوات العدو، بل أكثر من ذلك. ويلفت أحد القادة الجهاديين إلى «أمر مستجدّ ومُهم»، قائلاً: «نلاحظ اليوم تبدّل أجيال القادة عند العدو، ويوجد اليوم ضباط كبار يُظهرون جرعة زائدة من المعنويات. هؤلاء ربما يفكرون بأنهم سينجحون حيث فشل أسلافهم. لكننا نعرف أن بعض العقلاء عندهم يُحذرونهم من مغبة التباهي والذهاب إلى حرب. لكن، قد يحصل خطأ في التقدير، وعندها سيواجهون ما لا يتوقّعون».
ويضيف القائد الجهادي: «تمتلك إسرائيل قدرات كبيرة جداً، وهي تعرف الكثير عن المقاومة. ومعرفة الإسرائيليين ببعض الأمور، هي التي تنعكس قلقاً عندهم من بعض الأمور، مثل اقتحام الجليل. لكن هم لا يعرفون كل ما نفكر به نحن، وهناك أشياء كثيرة جداً لا يعرفون عنها أي شيء. يوميات الصراع الدائر، تشرح لنا ما يعرفه العدو عنا، لكنّ الأهم، أننا نعرف العدو بصورة وافية. نعرف كل شيء عن جيشه وقواته، ونعرف أكثر كيف يفكر ونجيد توقّع تصرفاته. لدينا تقديرات دقيقة حول أيّ قرارات سيتخذها العدو، حتى إن لدينا تقديرات بشأن القرارات التي لم يتخذها بعد. وإذا كانت بعض الأوضاع المستجدّة، ستضطره إلى اتخاذ بعض الخطوات، فإن لدينا قدرة على استشراف ما سيقوم به العدوّ. في مكان ما، وبمعزل عن طبيعة الوسائل التي نستخدمها، إلا أننا نعرف عنهم أكثر مما يعرفون عنّا».


إلى الحرب... كما في الحرب | المقاومة بعد مناورة «السهم الفتّاك»: قاموسنا ليس فيه أيام قتاليّة​






  • 0


إلى الحرب... كما في الحرب | المقاومة بعد مناورة «السهم الفتّاك»: قاموسنا ليس فيه أيام قتاليّة




بين 18 و25 تشرين الأول الماضي، استنفرت المقاومة الإسلامية جميع وحداتها في مختلف مناطق انتشارها، داخل لبنان وخارجه. عدد هائل من المقاومين، من القوات النظامية أو قوات التعبئة، التحقوا بنقاط عملهم المقرّرة. وحدات الرصد كثّفت من عملها، وتمّ نشر الوحدات القتالية حيث يفترض أن تؤدي دوراً مركزياً، بينما كانت الوحدات الاستراتيجية تقوم بالتموضع العملياتيّ الذي يجعلها في حالة الخدمة المباشرة متى صدرت الأوامر. ودخل الباقون، من العاملين في مختلف صنوف خدمات الدعم القتالي (دعم، اتصالات، إسعاف حربي، إلخ)، مروراً بالمشرفين على آليات العمل في غرف العمليات، في حالة جهوزية وصلت إلى حدّ إخلاء عدد كبير من المراكز. كلّ ذلك حصل بصمت، بضجيج لم يلتفت إليه إلا المعنيون، وبعض من صار يفهم بلفتة أو حركة عابرة، أن هناك حالة طوارئ قائمة.

قرار الاستنفار، الذي جعل الجسم العسكري للمقاومة الإسلامية في وضعيّة مناورة واقعية، اتُّخذ عشية بدء قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مناورة دفاعية رفيعة المستوى في مساحة واسعة من شمال فلسطين المحتلة، وهي مناورة «السهم الفتّاك» التي اتخذت من الجبهة الشمالية عنواناً مركزياً لها. والجبهة الشمالية في عرف العدو العسكري، هي المنطقة التي تشمل كلّ حدود فلسطين الشمالية في لبنان وبحره وسوريا وجبالها. منذ ما بعد تحرير عام 2000، يتعامل العدو بطريقة مختلفة مع الجبهة الشمالية، وبعد فشله في حرب عام 2006، صار الربط عضوياً بين الجبهتين السورية واللبنانية. في كيان العدو، ثمة مَن صار يتحدث عن الحرب المقبلة باعتبارها «حرب الشمال الأولى» وليس حرب لبنان الثالثة.
لكن الذي ربما لا يعرفه الجمهور عندنا، يعرفه العدو، بأجهزة استخباراته العسكرية والتجسّسية، كما قياداته العسكرية، الذين شاهدوا استنفار المقاومة وتلقّوا الرسالة. فهذه المرة، سعت المقاومة من خلال بعض الخطوات الى إفهام العدو قصداً، أنها في حالة جهوزية قتالية جدية، إن هو فكّر بالقيام بعمل خارج المألوف، أو حاول اتخاذ المناورة ساتراً لعدوان ما.
ربّما ليس معلوماً أيضاً، أن مناورة «السهم الفتّاك» جاءت كتتويج لسلسلة تدريبات صامتة استمرت أسابيع عدة، واشتملت على مناورات متنوّعة تخصّ ساحات عدة. لكن ما أُنجز قبالتنا، شكّل الجزء البري والأخير. ومع ذلك، فإن كل هذه المناورات كانت تحت نظر المقاومة الإسلامية، وهي لم تكن أصلاً بعيدة عن المعرفة المسبقة بنوايا العدو. وميزة المقاومة الإسلامية في لبنان عن بقية أعداء إسرائيل تكمن في نضج جاء ثمرة تراكم خبرات وعمل أربعة عقود جعلت حزب الله يفهم العدو عميقاً جداً.

ثالوث كوخافي
نظريات عسكرية كثيرة أطلقها الذين تعاقبوا على قيادة جيش الاحتلال في السنوات الـ15 الأخيرة. الثابت الوحيد فيها كان ولا يزال التهديد بضربات فتّاكة لقواعد المقاومة وبيئتها المدنية والبنية التحتية للدولة اللبنانية كعقاب على عدم نزع سلاح حزب الله. لكنّ النقاش لا يخص الحافزية والأسباب الموجبة للحرب الشاملة. المسألة هنا أن في إسرائيل مَن يرفع الصوت كلّما تحمّس البعض للحرب الشاملة سائلاً: هل لديكم اليقين بنصر حاسم وسريع وواضح؟
اللاجواب على هذا السؤال، لا يمنع العدو من استمرار العمل على فكرة الجهوزية الكاملة. لكنّ التعديلات الجوهرية تتصل بالمدى الزمني لهذا النوع من الجهوزية. نحن أمام جيش كبير، وأمام تركيبة عسكرية معقّدة، ووحدات قتالية ولوجستية ضخمة، وأمام عديد كبير جداً. ما يعني أن الجهوزية تحتاج إلى تبدّل جوهري في آليات العمل اليومي عند العدو. ولذلك، كان رئيس أركان جيش العدو افيف كوخافي واضحاً خلال كلامه المتعدّد والمتنوّع الذي قاله أمام ضباطه وجنوده: يجب أن نكون في حالة جهوزية كأنّ الحرب واقعة الآن!
لكن كوخافي يتصرف على أساس أن الجهوزية تستهدف إمّا مواجهة تطور طارئ ناجم عن عمل ابتدائي تقوم به المقاومة ضد أهداف إسرائيلية، أو مبادرة إسرائيل إلى عمل عسكري يستوجب مواجهة كبيرة، لكنّها أقل من حرب شاملة. وهنا برز إلى الواجهة تعبير جديد هو «الأيام القتالية»، وهو غير تكتيك «المعركة بين الحروب» الذي تستخدمه قوات العدو لتنفيذ عمليات قصف واغتيالات وتخريب ضد جبهة المقاومة. أما فكرة «الأيام القتالية» فلها معنى آخر في العقل العسكري للعدو.
في أيام المناورة، وُزِّع في كيان العدو فيديو لرئيس أركان جيش الاحتلال يتحدث فيه أمام ضباط من القوات العاملة في البرّ. الخطاب لم يُقَل في هذه المناورة بالتحديد، إلا أن مضمونه يلخّص تصور كوخافي عن إطار المواجهة التي تحتاج حكماً إلى تدخل القوات البرية المشاركة في المناورة. هو قال: «نحتاج إلى إنجاز عالٍ جداً في وقت قصير قدر المستطاع، لكن مع ثمن منخفض من الكلفة، وهو لا يتمّ من دون دخول بري، والأهم أن عليكم أن تستعدّوا كأن هذا سيحدث غداً».
وقد سبق لكوخافي أن تحدث في أكثر من مناسبة في العامين الماضيين عن نظريته، والتي يمكن وصفها بـ«ثالوث كوخافي». وهي تتضمّن الأضلع الثلاثة الآتية:
- حدّ أقصى من الفتك، أي تدمير الطرف الآخر مادياً وبشرياً.
- حدّ أدنى من الخسائر، في قوات الاحتلال وجبهته الداخلية.
-حدّ أقصر من الوقت لإنجاز المهمة.

المقاومة: لا نعترف بأيام قتاليّة
قائد فرقة الجليل في جيش الاحتلال شلومو بيندر يذهب ليكون أكثر وضوحاً. قال لمراسل «إسرائيل هايوم»: إن المعركة الحقيقية «هي من يتعلّم أكثر وأسرع». فرقة الجليل لم تشارك أصلاً في المناورة. كانت تقوم بمهامّها كالمعتاد. انتشارها ودورها على طول الحدود مع لبنان بقيا في حالة استنفار كما هي الحال منذ أربعة شهور. لكنّ شلومي بيندر يحاكي أهداف المناورة الأخيرة، منطلقاً من أن حزب الله سيردّ بشكل مؤكد على قتل مقاتل له في سوريا. لكنّه يذهب إلى التهديد بردّ قاسٍ قائلاً: «لا أنصحهم باختبارنا من جديد، لأن الرد سيكون غير متناظر مع ما يُتوقع حدوثه. نحن مستعدون جيداً، أيضاً لوضع نضطرّ فيه إلى خوض عدة أيام قتالية. حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً». هنا، يصل بيندر إلى الكلمة المفتاح، أي إلى «الأيام القتالية»، وهو يقف عند هدفها المركزي: حزب الله يريد إرساء معادلات وهو ما لا نقبل به.
وبحسب مناورات جيش العدو، فإن فلسفة «الأيام القتالية»، تستهدف عمليات لتغيير قواعد الاشتباك. وهذا يعني في قاموس العدو عدم تقييد حركة قواته في لبنان وسوريا لضرب أهداف تخصّ «التموضع الاستراتيجي» للحزب هناك، كما تستهدف منع المقاومة من مراكمة قدرات في البناء الصاروخي، ولا سيما عملية تحويل الصواريخ إلى صواريخ ذكية تحقق إصابات نقطوية مع فعّالية تدميرية كبيرة. والعقل الاستراتيجي الإسرائيلي يفترض أنه في «الأيام القتالية»، سيوجّه ضربات قاسية جداً تجعل حزب الله يدفع الثمن الكبير وتردعه، من دون أن يقود ذلك إلى حرب مفتوحة.


تصميم: سنان عيسى | انقر على الصورة لتكبيرها

في المقابل، ثمّة أمور يجب التوقف عندها. فتطور العقل العسكري للمقاومة في العقدين الأخيرين، انعكس نتائج عملانية واضحة على الأرض، تمثل في إزالة قسم كبير من آثار الاحتلال، ومنع تكراره، ثم إفشال حرب قاسية كما حصل في عام 2006. كذلك وفّر منظومة ردعت العدو عن القيام بأعمال عدائية، ليس ضد المدنيين فحسب، بل ضد المقاومة أيضاً. وجرى تثبيت قاعدة مركزية في عقل العدو بشأن حق المقاومة في تطوير قدراتها بما يتناسب مع خططها. ثم جاءت تجربة الحرب السورية لتظهر نتائج التطور المباشر ليس على صعيد القدرات والأدوات القتالية، بل على صعيد العقل الاستراتيجي أيضاً.
بهذا المعنى، فإن العدو عندما يفكر في الأيام القتالية، ينسى أو يتجاهل حقيقة أن حزب الله لم ولن يقبل المسّ بقواعد الاشتباك الحالية. بل أكثر من ذلك، فإن الحزب يعمل على تثبيت قواعد الاشتباك في سوريا وليس في لبنان فقط. وبالتالي فإن السؤال موجّه إلى عقل قادة العدو: هل تعتقدون أن الأيام القتالية ستدفع المقاومة إلى القبول بما لم تقبل به جرّاء الحرب الكبيرة أو المعارك بين الحروب؟
العقل العسكري للمقاومة يتصرّف بحسم مع هذا الموضوع، وأول القرارات، هو إبطال مسبق لفكرة وفلسفة وبنية وهدف «الأيام القتالية». وهذا ما يوجزه المعنيون في قيادة المقاومة بعبارات واضحة: «طبيعتنا لا تسمح بأيام قتالية، وبالنسبة إلينا، الأيام القتالية هي حرب. وبالتالي فإن المقاومة ستخوض هذه الأيام القتالية على أساس أنها حرب، وفي الحرب، تكون الحرب بكل مواصفاتها».
هناك منطق عسكري يردّده قادة العدو (يُكتب بالعبرية: במלחמה כמו במלחמה)، وهو مفهوم ثبّته قادة جيوش أوروبا في القرن السابع عشر، «à la guerre comme à la guerre»، ومعناه بالعربية: «في الحرب كما في الحرب»، وعندما يستخدمه قائد مع قواته فهو يقول لهم: «في حالة الحرب، عليكم إنجاز كل ما هو مطلوب، وتصبح كل الوسائل متاحة، ولا تبخلوا في الخيارات أو الوسائل لتحقيق الهدف... وهذا ما تنوي المقاومة القيام به».

لكن ماذا عن ثالوث كوخافي؟
لا تنكر المقاومة حقيقة القدرات الهائلة لجيش العدو على صعيد القوة النارية التدميرية. وبحسب العقل العسكري للمقاومة، ثمّة إقرار بأن العدو قادر على تحقيق الضلع الأول من ثالوث كوخافي، أي بلوغ الحد الأقصى من الفتك. لكنّ المقاومة تدعو العدو هنا إلى تذكّر، أنه لم يكن أقل فتكاً في كل حروبه السابقة. وفي مراجعة لتاريخ كل حروبه، يظهر بوضوح أن إسرائيل لم تكن زاهدة على الإطلاق في عمليات القصف المجنونة. (أرقام جيش العدو نفسه، تتحدث عن استخدام 173 ألف مقذوف بري فقط خلال حرب عام 2006، والاضطرار إلى إقامة جسر جوي سريع مع الولايات المتحدة لإعادة ملء المخازن). وبالتالي فإن السؤال يصبح: ما هي الإضافة، وماذا يعني المزيد من الفتك، إلا إذا وضع العدو في بنك أهدافه المنشآت المدنية اللبنانية، تلك التي تجنّب قصفها عام 2006 لأسباب سياسية فرضتها الخطة الأميركية للحرب.
لكن إذا كان العدو يقدر على تحقيق الضلع الأول المتمثل في الفتك، فماذا عن الضلعين الآخرين، أي حجم الخسائر في جبهته وفترة الحرب الزمنية؟
تجزم المقاومة، من دون تردد، بأن العدو لن يكون قادراً على الإطلاق، وتحت أي ظرف، على التحكّم بعنصر الوقت. كما سيكون من شبه المستحيل على العدو التحكّم بحجم ردود المقاومة، وبالتالي، التحكّم بحجم الخسائر التي ستقع في جبهته.
وبعيداً عن أي حماسة أو تهويل، فإن المقاومة هي من يتحكّم بضلعَي الوقت والخسائر. وفي هذه النقطة، فإن برنامج عمل المقاومة يشتمل على تصوّر واضح وخاص لكلمة «فتاك»، أي أن على العدو توقّع ردود غير مسبوقة من قبل المقاومة لتحقيق «فتك» لم تعرفه «إسرائيل» أصلاً منذ عام 1948. ومن المفترض أن يكون قادة العدو قد أدركوا المعنى المباشر للمعادلة التي أعلن عنها سابقاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عندما رفع شعار «الضاحية مقابل تل أبيب». وهذا له تداعياته على كل الأمور الأخرى في الحرب، بهدف تثبيت المعادلة الأكيدة في قرارات المقاومة لناحية «العمق بالعمق».
ويمكن هنا الاكتفاء بما ينقله إعلام العدو عن قياداته العسكرية والأمنية حول القدرات الصاروخية للمقاومة. لقد توقّف العدّاد منذ مدة طويلة عند رقم 150 ألف صاروخ من أنواع مختلفة. وذهب العدو بعدها إلى الحديث فقط عن الصواريخ الكبيرة ومن ثم الدقيقة. وهو يشير دائماً إلى أنواع من الصواريخ التي تستعرضها القوات الإيرانية ويتصرف على أساس أنها باتت في حوزة حزب الله، وهي من أنواع تغطي، على صعيد المدى، كل مساحة فلسطين المحتلة، وتحمل رؤوساً متفجّرة بزنة تصل إلى 600 كلغ من المتفجّرات، عدا قدرتها على تحقيق إصابات دقيقة مع هامش خطأ لا يتجاوز الأمتار العشرة. وفي حالة الحرب، فإن المقاومة لم تمتلك هذه الصواريخ لتزيّن بها أرض لبنان، والمقاومة لا تخزّن السلاح كما فعلت وتفعل جيوش عربية كثيرة، بل هي تستخدمها متى تطلّب الأمر. وربّما بات معلوماً، أن قيادة المقاومة، وخلال حرب عام 2006، لم تجد نفسها مضطرّة إلى استخدام أنواع من الصواريخ التي كانت تغطي منطقة «غوش دان» وسط الكيان. لكنّ الأكيد أنه في أي جولة مقبلة، سنعود إلى فكرة الشتاء الصاروخي على كلّ فلسطين، وتحديداً على المستطيل الذي كان أشار إليه السيد نصرالله في مقابلة سابقة له، وهو بمساحة تقلّ عن مئة كيلومتر مربع، وفيه قلب وعصب الكيان.
أما لناحية الضلع الثالث المتعلّق بفترة الحرب، فإن العدو يعرف بالتجربة، من كل المواجهات السابقة مع المقاومة في لبنان أن هناك حقيقة ثابتة تقول بأن إسرائيل كانت من يصرخ أولاً. حتى إن قادة العدو يُقرّون بصورة دائمة بأن حزب الله يتميّز بإجادة «لعبة الصبر والاستنزاف»، وأنه كان دائماً صاحب الصلية الأخيرة.

المقاومة والمناورة؟
ليست هي المرة الأولى التي تُجري فيها إسرائيل مناورات ضخمة قبالة لبنان. لكنّ هذه المرة، جاء استنفار المقاومة بدرجة كبيرة ليس خشية من أمور تجهلها حيال نوايا العدو، إنما بقصد البعث برسالة واضحة إلى العدو بأن ما يقوم به من تدريبات ووضع خطط إنما هو تحت نظر المقاومة.
وفي بعض الخلاصات، يتضح أن هناك ثغرة مركزية يواجهها جيش الاحتلال، وأن مصدر الإحباط أو التعب عند العقل العسكري لقيادة العدو يتركّز حول القلق من فعّالية القوات البرية في أي معركة في مواجهة حزب الله. والسبب ببساطة، أن نظرية كوخافي في المواجهة تفترض دوراً مركزياً للقوات البرية. ولذلك حاكت المناورة هدف «تقصير المدى العملانيّ» للقوات البرية في أي خطة عملياتية إسرائيلية. وأن المهمة تُترجَم بوضع حد ضيق للتوغّل داخل الأراضي اللبنانية.
في حروب سابقة، من بينها اجتياح عام 1982، نفّذت القوات البرية للعدو مناورة قتالية أوصلتها إلى تخوم بيروت. لكن ما هو مطروح اليوم أمام القوات البرية، يقتصر على توغّل بعدة كيلومترات فقط داخل الأراضي اللبنانية. وهذا المبدأ يعرف العدو أنه من النتائج المباشرة لحرب تموز، تلك الحرب التي أنتجت حقيقتين عسكريتين عند العدو، أُولاهما، عدم القدرة على حسم الحرب من الجو، والثانية، تتعلّق بانعدام فعّالية القوات البرية لتحقيق الاحتلال والسيطرة.
أمر آخر يتابعه العدو، ولكن ربّما لا يعي حقيقته، وهو متصل بكلام السيد نصرالله مراراً عن أن المقاومة ستدمّر كل فرق العدو البرية التي تتوغّل في الأراضي اللبنانية. وواضح أن العدو صارت لديه صورة، وإن لم تكن مكتملة، حول قدرات المقاومة وخططها لتنفيذ هذا الوعد. ومن يعرف قليلاً عن هذه الخطط يدرك بأن الجهوزية لمواجهة القوات البرية أكبر من أن يتخيّلها أحد.
وفي هذا السياق، تظهر تجارب حرب تموز 2006، وتجارب المعارك المتنوّعة في سوريا، حجم التطور على مستوى العمل المباشر للوحدات القتالية للمقاومة في أرض الميدان. وهذا يُحيلنا إلى الوجه الآخر لمبدأ «الفتك» الذي سيواجهه العدو في حال تورّطه في أي حرب، لأن ما ينتظر فرقه وقواته البرية التي يقول رئيس أركان جيش الاحتلال إنها ستعمل بالضرورة، سيكون أكبر من المُتخيَّل. إذ أن تدريبات ومناورات المقاومة النظرية والعملانية على مدى عقد ونصف عقد، أنتجت أفكاراً ووسائل تشرح المعنى المقصود بعبارات السيد نصرالله عندما يقول جازماً: «إن كل فرقكم البرية ستُدمَّر في حال دخولها إلى لبنان».

ماذا عن تحدّي الجليل؟
في هذه النقطة، يظهر البعد الإضافي للمناورة الإسرائيلية. حيث وضعت على طاولة هيئتها الأركانية وقواتها، مَهمة دفاعية مركزية تقوم على فرضية أن قوات خاصة من حزب الله ستكون مجهّزة للدخول إلى الجليل الفلسطيني المحتل، وهدفها السيطرة على مواقع ومستوطنات. وهنا يضع العدو في حساباته أن المقاومة ستقوم بعمليات أسر وتحويل المستوطنين إلى رهائن. ولذلك، كان قائد فرقة الجليل شلومي بيندر صريحاً بقوله، إن هناك ما لا يقل عن 22 مستوطنة قريبة من الحافة مع لبنان سيتم إخلاؤها في أي مواجهة، ولن يبقى فيها إلا قوات الحماية المحلية (مجموعات شكّلتها مجالس المستوطنات) بالإضافة إلى القوات العسكرية. وبيندر نفسه، لا يحسم مسبقاً القدرة على منع تجاوز المقاومين للحدود. بل هو قلّل من أهمية تعطيل الأنفاق قائلاً: «يقدر حزب الله على الدخول من فوق الأرض إذا تعذّر عليه الدخول من تحتها»!
يبدو العدو لمرة أولى في تاريخه حاسماً لناحية أن المقاومة لا تملك الرغبة أو الإرادة فحسب، بل هي تملك أيضاً القدرة على تحقيق هدف من هذا النوع. والعدو يراجع هنا تجارب العمليات الهجومية للمقاومة في سوريا، وخصوصاً قيام قوات كبيرة أو متوسطة بالسيطرة على مدن كبيرة ومتوسطة أو أحياء في مدن مكتظّة عمرانياً وسكانياً أو حتى الوصول إلى مواقع في تضاريس جغرافية شديدة التعقيد.

خطأ التقدير عند العدوّ
في عقل المقاومة العسكري متابعة لا تقتصر على الجانب الإجرائي من عمل قوات العدو، بل أكثر من ذلك. ويلفت أحد القادة الجهاديين إلى «أمر مستجدّ ومُهم»، قائلاً: «نلاحظ اليوم تبدّل أجيال القادة عند العدو، ويوجد اليوم ضباط كبار يُظهرون جرعة زائدة من المعنويات. هؤلاء ربما يفكرون بأنهم سينجحون حيث فشل أسلافهم. لكننا نعرف أن بعض العقلاء عندهم يُحذرونهم من مغبة التباهي والذهاب إلى حرب. لكن، قد يحصل خطأ في التقدير، وعندها سيواجهون ما لا يتوقّعون».
ويضيف القائد الجهادي: «تمتلك إسرائيل قدرات كبيرة جداً، وهي تعرف الكثير عن المقاومة. ومعرفة الإسرائيليين ببعض الأمور، هي التي تنعكس قلقاً عندهم من بعض الأمور، مثل اقتحام الجليل. لكن هم لا يعرفون كل ما نفكر به نحن، وهناك أشياء كثيرة جداً لا يعرفون عنها أي شيء. يوميات الصراع الدائر، تشرح لنا ما يعرفه العدو عنا، لكنّ الأهم، أننا نعرف العدو بصورة وافية. نعرف كل شيء عن جيشه وقواته، ونعرف أكثر كيف يفكر ونجيد توقّع تصرفاته. لدينا تقديرات دقيقة حول أيّ قرارات سيتخذها العدو، حتى إن لدينا تقديرات بشأن القرارات التي لم يتخذها بعد. وإذا كانت بعض الأوضاع المستجدّة، ستضطره إلى اتخاذ بعض الخطوات، فإن لدينا قدرة على استشراف ما سيقوم به العدوّ. في مكان ما، وبمعزل عن طبيعة الوسائل التي نستخدمها، إلا أننا نعرف عنهم أكثر مما يعرفون عنّا».


القوات المشاركة في «السهم الفتاك»
بحسب المعطيات، فإن مناورة "السهم الفتاك»، تمّت بمشاركة وحدات مختلفة من جيش الاحتلال، التي تشتمل على قوات نظامية وعلى القوات التي تعمل ضمن خانة الخدمة الإجبارية في الجيش. ومن أبرز المشاركين في المناورة:
هيئة الأركان العامة./ قيادة المنطقة الشمالية./ شعبة الاستخبارات./ ذراع الجوّ.

تشكيل الدفاع الجوي:
- الكتيبة 137 (القبة الحديدية).
- الكتيبة 138 (التي تُعنى بتشغيل منظومة الدفاع الجوي «باتريوت»).
- مقلاع داود ــــ أو العصا السحرية (منظومة دفاع صاروخي).
- منظومة «حيتس» لاعتراض الصواريخ.
- تشكيل الطائرات المأهولة عن بعد «كتمام».
- سرب "هناحش هشاحور" (الثعبان الأسود) الذي يشغل طائرات «هرمس 450».
- السرب 200 الذي يشغل طائرات «شوفال».
- قاعدة تل نوف: السرب «مغاع هكساميم» (مروحيّات أباتشي).
- قاعدة رمات دافيد في الشمال بكلّ أسرابها.
- قاعدة نيفاتيم: السرب 140 (طائرات F35i ــــ المسمّاة إسرائيلياً «أدير»).

ذراع البر:
- المركز القومي للتدريبات البرية.
- الفرقة 162 (الفرقة النظامية المدرعة الرقم 2 في الجيش بعد الفرقة 36، وهي من ناور في حرب تموز 2006 داخل وادي الحجير، سواء بلواء المدرعات فيها 401 أو لواء المشاة الناحل 933 وتلقّوا شرَّ هزيمة).
- فوج المدفعية 215، التابع للفرقة 162.
- لواء المشاة الناحل 933، التابع للفرقة 162.
- لواء المدرعات 401 (كتائبه الثلاث 9، 46، 52)، التابع للفرقة 162. (ميركافا 4 ومزوَّدة بمنظومة معطف الريح «تروفي»).
- كتيبة روتم من لواء المشاة غفعاتي 84، التابع للفرقة 162.
- وحدة محاكاة العدو (الوحدة الحمراء).
- كتيبة الهندسة 601 التابعة للواء 401.

ذراع البحر:
- سفن الصواريخ، زوارق سوبر ديفورا، غواصات.
- الشييطت 3 (الفصيلة 33 ).
سلاح الاتصالات والحوسبة
- شعبة الحوسبة والدفاع في السايبر
- قسم حماية السايبر
- منظومة الاتصالات «تْسَيّاد» 750. (الكلمة تسياد هي اختصار بالعبرية للأحرف الأولى من جملة «جيش ــــ بري ــــ رقمي»).

شعبة التكنولوجيا واللوجيستيكا:
- مركز الذخيرة في شعبة التكنولوجيا واللوجيستيكا

وحدات خاصة:
- الوحدة المتعددة الأبعاد (عُتْسْباتْ بِيْزِكْ).

قيادة العمق:
- لواء الكومندوس (مَغْلانْ، دوفدوفان، إيغوز)


ي سياق الحديث عن المناورة العسكرية للعدو، تداولت كل وسائل الإعلام العربية اسم «السهم القاتل» على المناورة. لكن بعض التدقيق، يكشف أنها ترجمة غير دقيقة وغير محترفة لاسمها العبري «חץ קטלני» الذي يعني بالعربية «السهم الفتاك»، أما صفة «القاتل» التي استخدمها الإعلام العربي، فمردّها الى ما نشره الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي في سياق تغريداته عن المناورة. وأدرعي هذا، يظهر دائماً بصورة «بهلوان» الحرب النفسية لجيش العدو، علماً بأنه يملك إمكانات وفريقاً وهامش حركة. لكن، هل يقيّم قادته ما يقوم به على صعيد وظيفته المصرّح عنها مهنياً، لأنه بالتأكيد ليس هناك في إدارة أجهزة العدو المعنية أغبياء يعتقدون أنه يحقق أي نتيجة مهنية مباشرة، إلا إذا كانت الاستخبارات الإسرائيلية تستخدمه لغايات أمنية، وتتخذه ساتراً للنفاذ الى متابعين له على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم بالمناسبة كثر.



 
قدمت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH مساعدات إلى 15 ألف لاجئ فلسطيني في عدد من المخيمات في #لبنان بالتعاون مع 20 منظمة تركية إنسانية

 



#لبنان

#تحليل

اجتماعات غربية في غرفة الطوارئ حيث يرقد المريض "لبنان"، لبحث كيفية إنقاذه من مرضه الاقتصادي، بوجود سرطان حزب ايران اللبناني في جسده.

يصر حزب إيران على حقيبة وزير الصحة، وميزانيتها 338 مليون دولار سنويا، كما أنه دخل في وزارة الاشغال العامة والنقل والزراعة والطاقة والمياه، لكن بسرقاته لتمويل نفسه ولمساعدة عصابات الأسد لتغطية عجزها، فقد بلغت نسبة البطالة في لبنان 40%، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها.

وافق مؤخرا الحزب على تشكيل حكومة يسيطر عليها، للتفاوض مع وفد مؤسسة النقد الدولي، كما سمح للحكومة بالتفاوض مع تل ابيب لترسيم الحدود، لكنه لن يوافق على برنامج مؤسسة النقد لإدارة أزمة لبنان، والسبب هو عمليات مراقبة أموال لبنان ومعرفة حجم سرقات الحزب، وطلب المؤسسة المراقبة الكاملة لمعابر لبنان مع سوريا والمعابر الجوية والبحرية، وبسبب دعم المؤسسة لقطاع الكهرباء والذي تديره شبكات الحزب عن طريق أصحاب المولدات.

خلال الازمة حاول أمين عام الحزب تسويق الحلول الصينية، كما يسوق الحزب المنتجات الإيرانية (بدون ضرائب)، من الأدوية للحديد للمواد الغذائية، فقد بلغت صادرات ايران من الحديد للبنان 1.4 مليون دولار

روج الحزب أيضا لمؤسسات تعطي قروضا بدلا من قروض البنوك، وتكون صندوقا آمنا لحفظ الأموال (سحب اللبنانيون في الشهور الاربعة الأخيرة 5 مليار دولار من البنوك)، ولا يستبعد أن هذه الأموال تمرر لإيران لمساعدتها أو لتمويل الحزب حتى يتجاوز أزمته

ساهم الحزب في تمرير قرار البرلمان لشرعنة زراعة المخدرات لأسباب طبية. وبالطبع يسيطر الحزب على معظم شبكات المخدرات في الشرق الأوسط، بل وتحتل لبنان المركز الرابع عالميا في زراعة الحشيش المخدر.

بسبب الاحوال الاقتصادية، يفقد الحزب شعبيته بشكل متسارع، فمشاركته للبنانيين لقمتهم في ظل وضع اقتصادي سيء ستؤدي حتما لنقمة كبيرة عليه، بل وأصبح يلجأ مؤخرا للقتل والاغتيالات والتهديد، حيث رأينا خروج عدد من اتباعه للتنديد به، ثم خروجهم ليعتذروا على الاعلام.


يبدو أن استراتيجية الحزب تتلخص في:

- تقديم كبش فداء وهو نبيه بري، ليضرب عصفورين بحجر (اظهار أنه يكافح الفساد حتى لو كان شيعيا، والاستيلاء على إرث بري الاقتصادي والسياسي في لبنان)

- يعلم الحزب أن لا خيار امامه سوى برفع العقوبات عن ايران للحصول على الاموال أو التهديد بإسقاط لبنان إن حاول أحد اسقاطه، لذلك سيماطل حتى يتبين لإيران موقف بايدن من الاتفاق النووي.
 

افيخاي ادرعي : الانفجارات التي سمعت على الحدود مع ⁧‫#لبنان‬⁩ صباح اليوم ناتج عن أعمال ميدانية اعتيادية لجيش الدفاع على الحدود. خلافًا للادعاءات لم يتم تفجير اي عبوة ناسفة ضد القوات. يعمل جيش الدفاع بطرق مفاجئة ومتنوعة للحفاظ على أمن الحدود.

133570835_433215711379649_6964573959298676588_o.jpg

 
عودة
أعلى