مصاعب تحصيل الدقة في مدافع الدبابات.

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,084
مصاعــــب تحصيـــــل الدقـــــة فــــــي مدافــــع الدبابـــــات

1000x667_q95.jpg

"القوة النارية" fire power هي إحدى أهم مؤشرات الأداء لدبابات المعركة الرئيسة بالإضافة لعناصر قابلية الحركة وقابلية البقاء. "قابلية الحركة" mobility تعرف عموماً على أنها قدرة دبابات المعركة على الحركة والسير، عملياً خلال أنواع مختلفة من التضاريس الأرضية ولمديات طويلة مع القدرة على تغيير موقعها بسرعة في زمن استجابة قصير نسبياً. قابلية الحركة مرتبطة أيضاً بقدرات أخرى لدبابات المعركة، مثل عبور العقبات العمودية والقدرة على تجاوز العوائق المائية، الخ. أما بالنسبة "لقابلية البقاء" survivability، فإنها معرفه كقابلية الدبابة على تفادى أخطار ساحة المعركة ومقاومة هجمات العدو. قابلية البقاء مقيمة ومفعلة ضمن عدد من العناصر، مثل الصورة الظلية المخفضة، توفر نظام حماية نشط، الحماية البالستية، الحماية من أسلحة الدمار الشامل، الخ.. تأثير القوة النارية يتعلق مباشرة باحتمالات إصابة الهدف hit probability من الرمية الأولى. هذه الاحتمالية متأثرة وربما منتقصة بتأثير عدد من القضايا المرتبطة بعمل السلاح ككل، مثل أخطاء نظام السيطرة على النيران FCS، التفاعل بين المقذوف وسبطانة المدفع والتغيرات البيئية المتقلبة environmental changes والتي لا يمكن التنبؤ بها. هذه الأخطاء يمكن أن تزال أو تخفض بالفهم الصحيح لمجريات عملية إطلاق النار ذاتها، وكذلك بتحسين قابليات أنظمة السيطرة على النيران والمجسات الدقيقة الداعمة لعملها. أيضاً في دبابات المعركة الحديثة، هناك توجه نحو تبني سبطانات المدافع الأكثر طولاً longer barrels وذلك لزيادة مدى الاشتباك وإنجاز طاقة حركية أعلى قيمة أثناء اصطدام المقذوف بالهدف. استخدام سبطانات مدافع أكثر طولاً يؤدي إلى زيادة لاحقة ومستحقة في الاهتزازات المستعرضة لمقدمة هذه السبطانات، خصوصا أثناء حركة الدبابة. أنظمة السيطرة التقليدية على المدافع لا توفر معلومات الإزاحة والتغير عند مقدمة/فوهة سبطانة السلاح، لذلك الإزاحة المستعرضة transverse displacement عند فوهة السبطانة لا يمكن أن تعوض بأنظمة الاستقرار وهذا بالتأكيد يؤثر عكسياً على الأداء العام للنظام ويخفض احتمالات إصابة الهدف بالضربة الأولى.

image.jpg

إن فهم المصاعب المرتبطة بتحصيل عناصر الدقة واحتمالات القتل في علم المدفعية عند المديات البعيدة، يتطلب بشكل رئيس نظرة فاحصة ومتأنية لأفرع علم المقذوفات، حيث تعرض هذه العلوم تأثيراً حاسماً يؤثر على سلوك المقذوف من لحظة إطلاق النار وحتى وصوله وارتطامه بالهدف. ولكي نبسط المسألة، هناك ثلاث أفرع رئيسة لعلم المقذوفات هي: علم المقذوفات الداخلي internal ballistics، علم المقذوفات الخارجي external ballistics، علم المقذوفات الطرفي أو النهائي terminal ballistics. علم المقذوفات الداخلي يتناول مظاهر عملية إطلاق النار وما يصاحبها من حركة المقذوف داخل سبطانة المدفع وحتى مغادرة الفوهة. علم المقذوفات الخارجي يتعامل مع سلوك المقذوف بعد مغادرة فوهة السلاح على طول محور طيرانه حتى يصل نقطته النهائية. الفرع الأخير أو علم المقذوفات الخارجي، فهذا يتناول عملية ضرب كتلة الهدف وعدد من الاحتمالات المرتبطة مثل الانحراف أو الاختراق أو ثقب تركيبه. وكقاعدة عامة، فإنه لإحداث مستوى عالي من قوة الاختراق والتأثير القاتل lethal effect، المقذوف مخترق الدروع يجب أن يدفع في مسار مسطح للمدى الأقصى وهذا بالطبع نتيجة سرعة الفوهة العالية. هذا الأمر يمكن إنجازه بتوفير الضغط القاعدي العالي high-pressure المستحدث من احتراق شحة الدافع المحترقة داخل حجرة مغلاق المدفع. وبينما يبلغ الضغط ذروته، المقذوف سيتحرك ويعجل على طول السبطانة باتجاه الفوهة. إن السرعة التي يترك بها المقذوف فوهة السلاح تدعى "سرعة الفوهة" muzzle velocity. وكلما زادت سرعة الفوهة التي يندفع فيها المقذوف، كلما عرض طيرانه مساراً أكثر تسطحاً لمسافة مقاسة ومحددة، حتى يعمل قانون الجاذبية law of gravity على التسبب في انحدار المقذوف وهبوطه نحو الأرض.

c4sSn2JwsRc.jpg

العديد من دراسات علم المقذوفات ballistics التي أنجزت من قبل الباحثين، أظهرت بوضوح أنه ليس جميع العوامل التي تؤثر على طيران المقذوف وبالتالي احتمالات إصابته للهدف، يمكن أن تقيم وتقدر بدقة قبل الإطلاق. فحتى مع توفر أفضل أنظمة السيطرة على النيران وكذلك أطقم الرماية المدربين وأصحاب الخبرة، المقذوفات الأولى قد لا تصيب الهدف بالضرورة. لذا، هو من الضروري توفير التصحيحات الملائمة إلى بيانات إطلاق النار الأولى وذلك لتحويل المقذوفات وتأكيدها على كتلة الهدف. في الحقيقة، مصاعب تحصيل الدقة لمدافع الدبابات guns accuracy والرغبة في تسجيل الإصابة من الرمية الأولى، كانت على الدوام الشغل الشاغل لمصممي أسلحة الدبابات ومستخدميها على حد سواء. ولنعد خطوة إلى الوراء ونفترض أنك كنت تخوض تجربة حقيقية لإطلاق النار من على دبابة معركة رئيسة وكنت في تلك اللحظة تتحرك على أرض وعرة rough terrain، لكنك ببساطة أخطأت الهدف، والسؤال هنا لماذا؟؟ يرى الباحثين أن هناك العديد من العوامل التي تحكم احتمالات إصابة مقذوف ما لهدف جرى التسديد عليه. هذه العوامل تتراوح ما بين انحناء سبطانة المدفع gun droop نتيجة مظاهر التسخين والتبريد غير المنتظم، معايرة بصريات التسديد sighting calibration وبالتالي التوجيه الخاطئ، اهتراء سبطانة المدفع gun wear وبالتالي حدوث إزاحة جانبية وتشويه لسطح السبطانة الداخلي، الذخيرة ammunition من حيث درجة حرارة شحنة الدافع، الأحوال الجوية meteorological conditions من حيث درجة الحرارة الخارجية والضغط والريح والمطر والرطوبة، حركة سبطانة المدفع وما ينتج عنها من تفرق أو تشتت للمقذوفات gun dispersion كما هو الحال مع مظهر القفزة. وبكلمات أخرى، احتمالات الإصابة من الرمية الأولى متأثرة كثيراً بشروط أو متغيرات المقذوفات المطلقة، التصنيع غير المثالي للمدفع، أخطاء نظام السيطرة على النيران، التفاعل ما بين المقذوف وسبطانة المدفع والأحوال البيئية/الجوية المتقلبة.

dYsBamBs1I8.jpg

مصادر خطأ نظام السيطرة على النيران تتضمن أخطاء مزامنة/استقرار stabilisation/synchronisation خط البصر مع السلاح، الحساب البالستي، قياس المدى، وأخطاء دقة المجسات. مصادر الخطأ الناتجة عن الأحوال الجوية تتضمن التغييرات البيئية المفاجئة مثل التحول في سرعة الريح واتجاهها والتي تؤثر على مسار الطيران الحر للمقذوفات، خصوصاً المقذوفات التي تنطلق بسرعة فوهة أبطأ، كما هو الحال مع الذخائر شديدة الانفجار HE وشديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT. أسباب أخرى يمكن إرجاعها إلى الاضطراب والإرباك الناتج عن حركة الدبابة على الأسطح الأرضية المختلفة، الأمر الذي يؤثر على السلاح وأداء نظم استقرار بصريات التسديد sight stabilisation بشكل عكسي وهذا بدوره يؤدي إلى تخفيض احتمالات الإصابة من الرمية الأولى بالسلاح. وهنا يمكن الإشارة إلى أداء نظام التعليق suspension system الذي قد يؤثر على مستوى الاهتزازات المرسلة إلى تراكيب سبطانة المدفع والبرج. عموماً، الإزاحة الزاوية لفوهة المدفع muzzle angular يمكن أن تغير وتعدل بشكل ملحوظ باستعمال أنظمة تعليق من النوع النشط (نوع من التعليق الذي يسيطر على الحركة العمودية للعجلات نسبة إلى جسم العربة أو الهيكل، بالمقارنة مع التعليق السلبي حيث تقرر الحركة كلياً بسطح الطريق). هذه تمثل فقط بعض المتغيرات التي يمكنها التأثير وتحديد أين سيضرب المقذوف في ختام مسيره. إن طيران المقذوف بعد تركه فوهة المدفع وبالتالي درجة تفاعله مع المحيط خلال مسيره كانت في الغالب موضوع بحث شامل من قبل المعنيين.


CLr9uknk3_0.jpg
 
الله يعطيك العافية على المعلومات التقنية و العلمية ماهي المدافع التي لها دقة أفضل مدفع حلزون أم مدفع أملس شكرا كثير استاذي

المدافع المحلزنة أكثر دقة لكن أنظمة السيطرة على النيران FCS ألغت هذا الفارق وأصبحت المدافع الملساء تمتلك دقة كبيرة في إصابة أهدافها !!!! المدافع الملساء في الحقيقة تمتلك أفضلية بالستية في كل شيء تقريباً، مثل السرعة والمدى الأبعد وإنخفاض تكاليف الصيانة وانخفاض قيمة الذخائر مقارنة بمثيلاتها المحلزنة !!!
 
شكرا استاذ انور على الموضوع الهام
وهذه إقتباسات لبعض الفقرات الهامة بالموضوع :

استخدام سبطانات مدافع أكثر طولاً يؤدي إلى زيادة لاحقة ومستحقة في الاهتزازات المستعرضة لمقدمة هذه السبطانات، خصوصا أثناء حركة الدبابة. أنظمة السيطرة التقليدية على المدافع لا توفر معلومات الإزاحة والتغير عند مقدمة/فوهة سبطانة السلاح، لذلك الإزاحة المستعرضة transverse displacement عند فوهة السبطانة لا يمكن أن تعوض بأنظمة الاستقرار وهذا بالتأكيد يؤثر عكسياً على الأداء العام للنظام ويخفض احتمالات إصابة الهدف بالضربة الأولى.

العوامل التي تحكم احتمالات إصابة مقذوف ما لهدف جرى التسديد عليه. هذه العوامل تتراوح ما بين انحناء سبطانة المدفع gun droop نتيجة مظاهر التسخين والتبريد غير المنتظم، معايرة بصريات التسديد sighting calibration وبالتالي التوجيه الخاطئ، اهتراء سبطانة المدفع gun wear وبالتالي حدوث إزاحة جانبية وتشويه لسطح السبطانة الداخلي، الذخيرة ammunition من حيث درجة حرارة شحنة الدافع، الأحوال الجوية meteorological conditions من حيث درجة الحرارة الخارجية والضغط والريح والمطر والرطوبة، حركة سبطانة المدفع وما ينتج عنها من تفرق أو تشتت للمقذوفات gun dispersion كما هو الحال مع مظهر القفزة

مصادر خطأ نظام السيطرة على النيران تتضمن أخطاء مزامنة/استقرار stabilisation/synchronisation خط البصر مع السلاح، الحساب البالستي، قياس المدى، وأخطاء دقة المجسات.
 
حبذا لو دعمت لنا الموضوع ببعض الامثلة للتوضيح وتركيز المعلومة
وخاصة تأثير الاهتزازات المستعرضة على المدافع الطويلة مثل الروسى والالمانى .
 
مثبت مدفع الدبابات ومقارنة أنظمة التعليق
(الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكوريا الجنوبية والصين)



فيديو راااااااااااائع :thumbsup:
يكشف الثبات والدقة العالية للمدافع الغربية مقارنة بالشرقية .
 
المدافع المحلزنة أكثر دقة لكن أنظمة السيطرة على النيران FCS ألغت هذا الفارق وأصبحت المدافع الملساء تمتلك دقة كبيرة في إصابة أهدافها !!!! المدافع الملساء في الحقيقة تمتلك أفضلية بالستية في كل شيء تقريباً، مثل السرعة والمدى الأبعد وإنخفاض تكاليف الصيانة وانخفاض قيمة الذخائر مقارنة بمثيلاتها المحلزنة !!!

بالمناسبة استاذي هل جميع المدافع المحلزنة قذيفتها تكون من جزئين ام فقط مدفع التشالنجر

و هل المدافع الملساء تكون قذيفتها ذات جزء واحد

كيف يتم معايرة المدافع ( calibration )
 
هل جميع المدافع المحلزنة قذيفتها تكون من جزئين ام فقط مدفع التشالنجر

و هل المدافع الملساء تكون قذيفتها ذات جزء واحد

كيف يتم معايرة المدافع ( calibration )

- نعم فقط البريطانية والقصد من ذلك كان تسهيل عملية النقل والتداول .
- ليس شرط، الذخيرة الروسية لمدافع دباباتها الملساء تتكون من مقطعين (شحنة الدافع والأخرى المقذوف مع المزيد من الدافع).
- المعايرة هي عبارة عن وسيلة لتصفير السلاح zeroing weapon باستخدام أداة بعدسات بصرية تقحم من قبل أحد أفراد طاقم الدبابة (عادتاً قائد الدبابة) في مقدمة فوهة سبطانة السلاح الرئيس. عملية معايرة التسديد تستعمل لصف وضبط محور تجويف سبطانة السلاح مع نقطة التسديد aim point في مناظير التصويب الملحقة بنظام السيطرة على النيران (بمعنى أن المحور البصري للمناظير سيكون موازياً لسبطانة السلاح). تجري هذه العملية بالتنسيق المتزامن مع رامي المدفع وهي على درجة عالية من الأهمية، ويمكن القول معها أن أي فرصة تسديد ناجحة ستكون صعبة المنال دون اصطفاف منظار التصويب sight aligning بشكل دقيق، لذا هي تباعاً توفر الوقت والجهد والذخيرة. أخطاء الاصطفاف أو المعايرة (وبالتالي أخطاء التصويب) سببه العديد من العوامل، مثل التغيرات في درجات الحرارة والاهتزاز وصدم أو اهتراء سبطانة المدفع.
هذه العملية يجب أن تنجز قبل كل عملية إطلاق نار أو اشتباك قتالي محتمل، وهذه تتضمن جميع أسلحة النيران المباشرة. مذهب الجيش الأمريكي يؤكد على أن جميع دبابات المعركة الرئيسة تحتاج لإجراء معايرة التسديد لمرة واحدة يومياً على الأقل خلال الصيانة الروتينية routine maintenance أو قبل الدخول في اشتباك قتالي محتمل. لذلك، الدبابات الأمريكية من طراز أبرامز على سبيل المثال تستخدم لهذا الغرض أداة بصرية تلسكوبية تحمل التعيين M27A1، يبلغ وزنها 8.5 كلغم وطولها 58.4 سم، مع قدرة تكبير حتى 10× (النسخة الأحدث من أداة المعايرة تحمل التعيين M27A3).

v2-88d5b91265bc582196ecd197726f0aed_1440w.jpg
 
عودة
أعلى