محركـات ألمانيـة جبــارة لدبابـات المعركـة الرئيســة .

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,086
محركــــــات ألمانيــــــــة جبـــــــــارة لدبابــــــات المعركــــــــة الرئيســـــــــــة

pmVZoNcy15pXwNXw1FC1me90agKInlDzEzwj1Ul9qNLNVuF_8CPqqsauQ32Qu_disigUwKcknm1N3F38vb6HY-g=s0-d

في ألمانيا يبرز اسم اتحاد شركات MTU (اختصار Motoren- und Turbinen-Union) في ساحة تصميم وإنتاج المكائن الثقيلة ذات التطبيقات العسكرية . فمحركات الديزل الأولى للدبابات الألمانية طورت في الخمسينات من قبل شركة Daimler Benz . في العام 1965 ، حدث الاندماج بين هذه الشركة وشركة Maybach ، وفي العام 1969 ، الإئتلاف استلم اسمه الجديد "MTU Friedrichshafen" . منذ ذلك الحين ، أنتجت الشركة أكثر من 19,000 محرك ديزل للعربات المدرعة . هكذا وبعد محركات الجيل الأول ، ظهرت في منتصف الستينات محركات الدبابات من الجيل الثاني التي أطلق عليها السلسلة 870 ، وهذه تميزت بحجم أكثر انضغاطاً وبالأداء الأعلى . شملت هذه المحركات عدد ثمانية وعشرة وإثنا عشر اسطوانة مع قوة خرج من 880 إلى 1100 كيلووات (بحد أقصى حتى 1320 كيلووات) عند 2600 دورة في الدقيقة . المحرك ذو الإثنا عشر اسطوانة MB 873 Ka-501 تولى دفع الدبابة الألمانية Leopard 2 ، ونسخته ذات الثمانية اسطوانات دفعت الدبابة الكورية K-1 . أما بالنسبة لمحركات MTU من الجيل الثالث والتي بدأ العمل عليها منذ منتصف السبعينات ، فقد أطلق عليها السلسلة MTU 880 . وفي العام 1992 أكمل تحضير وإنتاج هذه السلسلة الجديدة ، التي وصفت عندها بأنها أحد أكثر محركات الدبابات الغربية الواعدة والمتقدمة ، بل والأقوى في فئتها على مستوى العالم . هذه السلسلة كانت تعرض قوة خرج من 550 و1100 كيلووات حسب عدد اسطوانات المحرك عند 2,700 دورة في الدقيقة . في نفس الوقت ، الوزن العام للمحرك جرى تخفيضه بحدود 16% ، وعدد الأجزاء تم تقليلها لنحو 33% ، واستهلاك الوقود لنحو 12% قياساً بالمحرك السابق MB 873 الذي كان يدفع الدبابة Leopard 2 (مع نفس قابلية الخرج) . لقد تضمنت ميزات التصميم الرئيسة لسلسلة محركات MTU 880 ، نظام حقن وقود مباشر ، أربعة صمامات لكل اسطوانة ، إدارة إلكترونية رقمية ، شاحن توربيني متواصل ومتتابع وكذلك ترتيبات متوافقة لتنصيب منظومة تبريد مشترك intercooler (أداة ميكانيكية تستخدم لتبريد السوائل) .

screenshot-www-youtube-com-2018-07-23-15-08-24.png

لقد أتاحت منتجات تقنية الشحن التوربيني turbocharger الحديثة في هذه المحركات زيادة تقديرات عزم دوران بحدود 30% عند مدى السرع المخفضة . هو مزود بنظام تبريد قادر على تشغيل المحرك في مدى درجات الحرارة البيئية من -40 درجة مئوية وحتى +52 درجة مئوية . وكان لهذه المزايا أن أتاحت قبول أحد أفراد هذه السلسة وهو MTU 883 ذو الإثنا عشر اسطوانة في دبابة المعركة الرئيسة Leclerc التابعة لقوات الإمارات العربية المتحدة البرية . كما يؤكد مصممي MTU ، أن تركيب هذا النوع من المحركات على الدبابات البريطانية Challenger 2E حال طلبه ، يمكن أن يوفر مقدار كبير من الفضاء الذي يمكن أن يستعمل لأغراض أخرى . إذ يمتلك المحرك MT 883 نفس معدل القوة المقرر لدبابة Leopard 2 لكن مع فقط 60% من حجم التثبيت أو التنصيب (يبلغ طول المحرك 1488 ملم ، عرضه 972 ملم ، ارتفاعه 742 ملم ، ووزنه 1,900 كلغم مع ناتج خرج أقصى من 1500 حصان متري) . كما أنه سوف يزيد قابلية حركة العربة بالإضافة إلى تخفيض استهلاك الوقود . المحرك MTU 883 اختبر أيضاً على الدبابة الأمريكية M1A2 التي عرضت اختبارات ميدانية شاقة أواخر العام 1998 ، وأسفرت عن توقيع شركة General Dynamics عقد مع شركة MTU الألمانية لتصنيع سلسلة المحركات MTU في الولايات المتحدة لأسواق التصدير الداخلية والعالمية .

p6bQ2ysyT_ut2dn_fqtpCVlywiKwzn18JdESgoNTSQqHRQNOBvwAim3rZUKNmAJLQOvf6846c4rCy7gJU4fHrEo=s0-d

المحرك اختير أيضاً لتسيير ودفع الدبابة الإسرائيلية الأحدث Merkava Mk4 ، حيث زودت الدبابة بالنسخة الأمريكية من المحرك والذي تم انتاجه من قبل شركة جنرال داينمكس للأنظمة الأرضية وحمل التعيين GD883 (الأحرف GD اختصار General Dynamics) ، ومثل المحرك الجديد زيادة لنحو 25% في القوة بالمقارنة إلى محرك الدبابة الأسبق Merkava Mark III الذي كان بقوة خرج 1,200 حصان . لقد تم وضع مقصورة المحرك وخزان وقود مفرد في الجهة الأمامية من الهيكل ، وخزاني وقود في المؤخرة . المحرك ينقل إلى إسرائيل للتركيب والتكامل مع ناقل الحركة الآلي ونظام السيطرة الحاسوبي على المحرك . ناقل الحركة الآلي المصنع من قبل الشركة الألمانية Renk ، هو ذو خمسة تروس أمامية بدلاً من أربعة تروس كما في الدبابة Merkava Mark III (في العام 2003 بعد استلام جيش الدفاع الإسرائيلي لدبابات Mk4 تم الكشف عن عيب خطير في نظام صمام المحرك ، ترتب عليه توقف المحرك بعد تجاوز مسافة 200-250 كلم ، ولا يعرف إن كان تم معالجة الأمر أم بعد) .
 
تبقى المحركات الألمانية في القمة !!! جودة مواد المنتج التي تطيل عمر الأجزاء، مع قوة الخرج والعزم المرتفع، يقابلها إنخفاض في إستهلاك الوقود.
 
الحاجة لمضاعفة قدرة البقاء عن طريق أداء حركي وتعجيل أعلى، أظهرت وجوب استجابة نظام القدرة بشكل أسرع. وينصب التأكيد الآن على محركات ذات قدرة حصانيه أكبر عن طريق زيادة نسبة القدرة بالحصان الميكانيكي لكل طن (تبلغ هذه حالياً نحو 23 إلى 28 حصان/طن، والتوجه حالياً يسير نحو زيادتها لأكثر من 30 حصان/طن) ولكن بدون زيادة مفرطة في الوزن أو الحجم. لقد أعير هذا الموضوع الكثير من العناية، إذ بالرغم من الحاجة إلى أداء أفضل وقدرة حصانيه horse Power أكبر للمحركات، فإن المصممين يريدون نفس الكفاءة وبحجم أصغر، ويعتمد ذلك مبدئياً على عاملين لكل منهما صلة بزيادة قدرة البقاء للمركبة. فعند توظيف نظام قدرة أصغر حجماً، فإن المصمم يستطيع جعل حجم العربة الكلي أكثر صغراً، وبالتالي جعل المركبة هدفاً ضئيلاً للأعداء. بالإضافة إلى ذلك فإن مساحة نظام القدرة التي يجب حمايتها (بتزويدها بصفيحة درع واقي armor plate) مع محرك صغير الحجم ستكون قليلة أيضاً. هذا الدرع المصغر يرتبط بالمظهر الأمامي والرأسي للعربة، مما يعني زيادة قدرة العربة على البقاء ضد التهديدات المعادية.

ويمكن الإشارة هنا إلى أن مميزات تقليل الوزن الإجمالي total weight للمحرك كما يراها المختصين، تعد أقل أهمية من تلك المطلوبة لتقليل حجم المحرك engine size. فتقليل حجم المحرك ينتج عنه مباشرة الاقتصاد أو الادخار في كمية الحماية المسلحة الضرورية والمطلوبة للعربة، وكبديل لذلك فإنه يمكن زيادة المساحة لاستغلالها في أغراض أخرى، كمخزن للذخيرة أو مكان للجنود. فالوزن الكلي للعربة المدرعة وحيز الإسكان والإيواء لأفراد الطاقم accommodation space وكذلك التسلح يعتمد لحد كبير على حجم المحرك والأنظمة التابعة له. ويمكن تقليل الحجم من خلال تقليل الأبعاد الفيزيائية لنظام القدرة (الارتفاع، الطول، العرض). إن تقليل الارتفاع هو الأكثر أهمية من بين هذه الأبعاد، وذلك لتحقيق ميزة بقائية للعربة. حيث إن تقليل الارتفاع الكلي للمحرك، يسمح بتقليل مهم لارتفاع العربة العام. وتقليل الارتفاع يعطي فوائد كثيرة في الحماية الكلية للعربة.

أما تقليل طول نظام القدرة، فيأتي في المرتبة الثانية من ناحية الأهمية، إذ يمكن من خلال تقليل الطول السماح بالوضع المستعرض للمحرك transverse mounting. إن وضع المحرك بهذه الطريقة يساهم بشكل كبير في تقليل طول المركبة. وفوائد تقليل طول المركبة عديدة، منها زيادة زوايا التسلق والهبوط للعربة، والتنقل السريع لمسافات بعيدة وطويلة عبر المدن. لقد تأكد أن التقليل بمقدار 20% من طول حجرة أو مقصورة المحرك engine compartment، سوف يوفر إمكانية الاستغناء عن عجلة كاملة من كل جانب من العربة. أما عملية تقليل عرض المحرك، فهي العنصر الأقل أهمية بالمقارنة مع الفوائد الإيجابية التي يمكن الحصول عليها، ذلك أن عرض المركبة يعتبر جزء من عرض المحرك. أيضاً الزيادة في عامل الاقتصاد بالوقود fuel economy تبدو مطلباً جوهريا، يؤدي بالنتيجة إلى تخفيض وتقليل حجم مخزون احتياطي الوقود المطلوب (وفق دراسات ميدانية، تجهيزات الوقود وزيوت التشحيم إلى وحدات الجيش وقواته المدرعة، تفسر نحو 70% من مجمل الإمدادات والتموين المادي).
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى