ثقافة قصائد للزير سالم المهلهل

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,911
التفاعلات
76,809
يقول الزير أبو ليلى المهلهل *** وقلب الزير قاسي ما يلينا

وان لان الحديد ما لان قلبي *** وقلبي من حديد القاسيينا

تريدي يا أميمه أن أصالح *** وما تدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرت علي *** أبيت الليل مغموما حزينا

أبات الليل أنعي كليباً *** أقول لعله يأتي إلينا

كان كليب في رؤوس المعلا *** تغشاه ذئاب الجائعينا

أتتني بناته تبكي وتنعي *** تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا*** وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمي مكانه *** وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامة *** وقلت لها أمام الحاضرينا



وقلت لها ما تقولي أنا *** عمك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم *** أقلبهم شمالا مع يمينا

فدوسي يا يمامه فوق راسي *** على شاشي أذا كنا نسينا

فان دارت رحانا في رحاهم *** طحناهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر مهر *** أبي حجلان مطلوق اليمينا

فشدي يا يمامه المهر شدي *** واكسي ظهره السرج المتينا

وهاتي حربتي رطلين وأزود *** وحطيها على عدد متينا

ونادي على عدية وكل قومي *** صناديد الحروب المانعينا

ونادي أخوتي يأتوا سريعا *** لنلقى جيش بكر أجمعينا

فنادتهم أتوا كأسود غاب *** وقالوا قد أتينا يا أخينا
 

الفارس البدوي المهلهل عديّ بن ربيعة بن الحارث التغلبي، (توفي 94 ق.هـ/531 م)، من بني بجشم، من تغلب. أبو ليلى، المهلهل هو شاعر من أبطال العرب في الجاهلية. من أهل نجد. وهو خال الشاعر امرؤ القيس. قيل: لقب مهلهلا، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه.

وكان من أصبح الناس وجها، ومن أفصحهم لسانا. عكف في صباه على اللهو والتغزل بالنساء، فسماه أخوه كليب" زير النساء " أي جليسهن. ولما قتل جساس بن مرة كليبا ثار المهلهل، فانقطع عن الشراب واللهو، آلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب، التي دامت سنوات طويلة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة.

وكان المهلهل القائم بحرب البسوس ورئيس تغلب، فلما كان يوم قضة، وهو آخر أيامهم، وكان على تغلب، أسر الحارث بن عباد مهلهلا وهو لا يعرفه، فقال له الحارث: تدلني على عدي بن ربيعة المهلهل وأنت آمن؟ فقال له "المهلهل": إن دللتك على عدي فأنا آمن ولي دمي؟ قال: الحارث: نعم، قال: فأنا عدي فجز ناصيته وتركه.

ثم خرج مهلهل فلحق باليمن، فنزل في جنب، فخطبوا إليه ابنته وقيل أخته فمنعهم، فأجبروه على تزويجها. وكان قد كبر وتقدم في السن وضعف حاله فجاءه أجله بعد مدة غير طويلة، ويقال إن عبدين من عبيد اشتراهما "مهلهل" ليغزوا معه، سئما منه، فلما كانا معه بموضع قفر أجمعا على قتله، فقتلاه، وبذلك انتهت حياته، وحياة حرب البسوس



نسبه كاملاً:


عديّ بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.


أبو ليلى


وهي كنيته وذلك لأنه لم يكن له أولاد ذكور بل فتلقب بأكبر بناته وهي ابنته ليلى وله ابنة أخرى يقال لها عبيدة، وقد زوج ليلى لكلثوم بن مالك التغلبي فولدت له عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلّقة الشهيرة وزوج عبيدة لمعاوية بن عمرو بن معاوية الجنبي المذحجي فأنجبت له بني عبيدة وقد اختلف الرواة في أسماء بناته مع اتفاقهم على أنه لم يكن له من الذرية إلا ابنتان فقالوا ليلى وعبيدة وقالوا هند وعبيدة وقالوا سلمى وسليمى.


وقد قيل لقب مهلهلا لأنه كان يلبس ثياباً مهلهلة، وقيل لقب بسبب قوله:

لما توغل في الكراع هجينهن ...هلهلت أثأر مالك أو سنبلا



كما يقال أنه لقب مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقّه وهو من الشعراء الكذبة لبيت قاله وهو :

ولولا الريح أسمع أهل حجرٍ ... صليل البيض تقرع بالذكور



 
من المأثر العربية

التي تكرس تقديس الأفراد و تقديم الأثرة على الكتلة الأكبر من جموع الناس و ضياع دولة العدل والمساواة و أسس التشريع و القواعد العامة الجبرية المعروفة و المعرفة..

 

يقول الزير أبو ليلى المهلهل *** عيوني دمعها جاري بكاها

بكت دما على ما صار فينا *** ليالي السعد ما عدنا نراها

عدمنا فارس الهيجا كليب *** عقاب الحرب إن دارت رحاها

دهتني آل مرة جنح ليل *** لتقتلني وتشفي ما دهاها

فكنت بخيمتي ملقى طريحا*** ثلاث آلاف درتني قناها

وسحبوني لعند ضباع أختي *** والقوني طريحا في حداها

وقالوا يا ضباع خذي أخوكي *** أخذنا روحه قوى عزاها

فألقتني بصندوق مزفت *** وأرمتني بوسط البحر تاها

واقتني مياه البحر حالا *** إلى بلد اليهود على رباها

وجابوني لحكمون اليهودي *** أجل ملوك الأرض جاها

فداواني وعالجني سريعا *** فزالت كربتي مما دهاها

بقيت أنا ثمان سنين غائب *** وزال الشر عني مع عناها

أسأل الله أن يحفظكم جميعا *** على ما طالت الدنيا مداها
 

كانت أشعار المهلهل هي وسيلة من وسائل الإثارة على الأخذ بالثأر، فقد كان يقيم لأخيه مناحة دائمة في شعره حتى تبقى الفجيعة به حية نابضة يشعر بها أفراد قبيلته كما يشعر بها هو نفسه. ومعظم القصائد التي رثا بها أخاه يصف فيها دموعه وعيونه المتقرحة ويكرر نداءه لأخيه ويذكر مآثره وكرمه وشجاعته، ومن أبرز أبيات شعره ما يلي:

خليلي لما الكل للدهر مني عواذل ....ألأنني كنت أنا لو كان ثمة كامل

نعى النعاة كليبًا لي فقلت لهم .... مادت بِنا الأرض أم مادت رواسيها

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها .... إن أنت خليتها في من يخليها



وقال أيضاً:

إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجوناً ...هاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحا

أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتني ...كاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا

وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسي ...ما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا

بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ ...شَقِيّاً كاسِفَ اللَونِ هائِماً مُلتاحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً ...وَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً ...ثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً ...قَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا

لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنا... نَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا

وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍ ...تَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا

تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّى ... عَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا

ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّا ...يا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا

وَيحَ أُمّي وَوَيحَها لِقَتيلٍ ...مِن بَني تَغلِبٍ وَوَيحاً وَواحا

يا قَتيلاً نَماهُ فَرعُ كَريمٌ فَقدُهُ ...قَد أَشابَ مِنّي المِساحا

كَيفَ أَسلوا عَنِ البُكاءِ وَقَومي ... قَد تَفانَوا فَكَيفَ أَرجو الفَلاحا
 
عودة
أعلى