قربا مربط النعامة مني رثاء ووعيد الحارث بن عباد ضد الزير سالم بعد قتله لابنه

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,796

كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِلزَوالِ ... غَيرَ رَبّي وَصالِحِ الأَعمالِ

وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً ... لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ

قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيراً ... حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ

وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيراً .. ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ

لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما ... جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ

وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعاً ... وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ

وَسَعَت كُلُّ حُرَّةِ الوَجهِ تَدعو ... يا لِبَكرٍ غَرّاءَ كَالتِمثالِ

يا بُجَيرَ الخَيراتِ لاصلحَ حَتّى ... نَملَأَ البيدَ مِن رُؤوسِ الرِجالِ

وَتَقَرَّ العُيونُ بَعدَ بُكاها ... حينَ تَسقي الدِما صُدورَ العَوالي

أَصبَحَت وائِلٌ تَعِجُّ مِنَ الحَربِ ... عَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ

لَم أَكُن مِن جُناتِها عَلِمَ اللَهُ ... وَإِني لِحَرِّها اليَومَ صالِ

قَد تَجَنَّبتُ وائِلاً كَي يُفيقوا ... فَأَبَت تَغلِبٌ عَلَيَّ اِعتِزالي

وَأَشابوا ذُؤابَتي ببُجَيرٍ .... قَتَلوهُ ظُلماً بِغَيرِ قِتالِ

قَتَلوهُ بِشِسعِ نَعلٍ كُلَيبٍ ... إِنَّ قَتلَ الكَريمِ بِالشِسعِ غالِ

يا بَني تَغلِبَ خُذوا الحِذرَ إِنّا ... قَد شَرِبنا بِكَأسِ مَوتٍ زُلالِ

يا بَني تَغلِبٍ قَتَلتُم قَتيلاً .... ما سَمِعنا بِمِثلِهِ في الخَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي .... جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي .... لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي .... لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي .... لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي

قَرِّباها لِحَيِّ تَغلِبَ شوساً ... لِاِعتِناقِ الكُماةِ يَومَ القِتالِ

قَرِّباها وَقَرِّبا لَأمَتي دِرعاً ... دِلاصاً تَرُدُّ حَدَّ النِبالِ

قَرِّباها بِمُرهَفاتٍ حِدادٍ ... لِقِراعِ الأَبطالِ يَومَ النِزالِ

رُبَّ جَيشٍ لَقيتُهُ يَمطُرُ المَوتَ ... عَلى هَيكَلٍ خَفيفِ الجِلالِ

سائِلوا كِندَةَ الكِرامَ وَبَكراً .... وَاِسأَلوا مَذحِجاً وَحَيِّ هِلالِ

إِذا أَتَونا بِعَسكَرٍ ذي زُهاءٍ .... مُكفَهِرِّ الأَذى شَديدِ المَصالِ

فَقَرَيناهُ حينَ رامَ قِرانا .... كُلَّ ماضي الذُبابِ عَضبِ الصِقالِ

 
التعديل الأخير:

سبب القصيدة:

وقعت أحداث هذه القصيدة أثناء حرب البسوس بين قبيلة تغلب ( الزير سالم ) وقبيلة بكر ( قبيلة جساس ) ، عندما اعتزل الحارث بن عبادة هذه الحرب ورمى رمحه وقطع وتر قوسه، وبذلك أعلن عن عدم مشاركته بهذه الحرب مع قبيلة “بني بكر” وقال عبارته المشهورة: “حرب لا ناقة لي فيها ولا جمل”،

حتى قتل ابن الحارث بن عباد الكبير الذي يدعى “بجير”، وكان الذي قتله الزير سالم فكان المهلهل قد أقسم أن يقتل كل واحدًا من بني بكر. فقتل بجير بن الحارث فقال المهلهل: قد قتلته مقابل رباط نعل أخي كليب،

فعلم الحارث بن عباد بمقتل ابنه جبير وعندما عرف بذلك تماسك بالصبر وقال:

” إنّه لأعظم قتيل***بركةً إن أصلح الله بين ابني وائل”،

فكان الحارث بن عباد يظن أنّ الزير سالم قتله ثأرًا لأخيه كليب، ولكن عندما علم أنّه قتل مقابل نعل كليب أنشد هذه القصيدة التي تبدأ بالحديث عن القضاء والقدر والموت، وينتقل إلى البكاء ويذكر صفات ابنه جبير، هنا تظهر له مشاعر الغضب بسبب قتل ابنه بمربط نعال، فقال هذه الأبيات

النعامة هي الفرس المحببة للحارث بن عباد

 

رد الزير سالم على قصيدة الحارث ابن عباد


قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... لِكُلَيْـب الَّـذِي أَشَابَ قَذَالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... وَاسْأَلاَنِـي وَلاَ تُطِيـلاَ سُؤَالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... سَوْفَ تَبْدُو لَنَـا ذَوَاتُ الْحِجَـالِ

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... إنَّ قولـي مطـابـقٌ لفعـالـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... لِكُلَيْـبٍ فَدَاهُ عَمِّـي و َخَـالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... لأِعْتِنَـاقِ الكُمَـاة ِ وَالأَبْـطَـالِ

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... سـَوْفَ أُصْلِي نِيـرَانَ آلِ بِـلاَلِ

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... إنْ تَلاَقَـتْ رِجَالُهُـمْ وَ رِجَالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... طَالَ لَيْلِـي و َأَقْصَـرَتْ عُذَّالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... لَبَكْرٍ وَأَيْـنَ مِنْكُـــمْ وِصَالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... لِنِـضَـالٍ إِذَا أَرَادُوا نِضَـالِـي

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... لقتيــلٍ سفتـهُ ريـحُ الشمـالِ

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... مـعَ رمـحٍ مثـقـفٍ عـسـالِ

قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي ... قـربـاهُ وقـربـا ســربـالـي
 
عودة
أعلى