قبيلة الجوازى الليبيه

عودى عبدالله

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
7/2/21
المشاركات
1,727
التفاعلات
3,991
20191226174541997C0.jpg


في الخامس من سبتمبر عام 1817 الذي كان يصادف أحد أيام شهر رمضان، دبر العثمانيون المذبحة لأفراد القبيلة وهم صائمون، على خلفية نزاع بين الوالي العثماني يوسف باشا القرمانلي وولده محمد، وهروب الابن عدة شهور خوفاً من بطش أبيه، حيث احتضنته قبيلة الجوازي المعروفة في ذلك الوقت بأنها أكبر قبائل برقة، و"لم تستعد تلك المكانة أبداً حتى انتهى الشقاق بين الأب وابنه".
حنق الوالي العثماني على القبيلة لإيوائها ولده المتمرد وقرر معاقبتها على فعلتها وإن لم يظهر ذلك، بعد أن تنكر لبعثة من كبار القبيلة جاءته تطلب العفو والغفران وتخفيض الضرائب والإتاوات المفروضة عليهم، لكن الوالي طلب من ابنه الآخر أحمد أن يظهر وجهاً طيباً لأعيان القبيلة ولكن إلى حين.
مذبحة فناجين القهوة

دبر الوالي العثماني يوسف القرمانلي خطة إبادة القبيلة انتقاماً منها وكسراً لشوكتها التي تهدد سلطانه، فاعتمد على جمع مشايخ القبيلة والتخلص منهم، ومن ثم إرسال عسكره للإجهاز على بقية أبنائها بدم بارد، وتقول مصادر تاريخية إنه أقدم على ذلك خوفاً من انتقام القبيلة لمشايخها وأعيانها.
استخدم الوالي يوسف باشا الخديعة للإيقاع بـ"الجوازي"، فجند أحد أفراد القبيلة لإقناع مشايخها بضرورة الحضور إلى الوالي وتقديم فروض الولاء، وأذعن مشايخ القبيلة لدعوة الوالي التي حملها أحد أبنائها، وحضروا جميعهم إلى بنغازي للقاء الوالي في أحد أيام شهر رمضان.
في صباح 5 سبتمبر 1817، وصل 45 رجلاً من رؤساء القبيلة في موكب كبير إلى قلعة بنغازي في منطقة البركة (موقع لا يزال قائماً حتى اليوم)، واستقبلهم الوالي العثماني بوجه متهلل يخفي وراءه غدراً عظيماً، وقدم لهم فناجين القهوة، بعد خطبة الترحيب، في حين كان ابن الوالي يبشر مشايخ القبيلة بعفو أبيه.
بعدها دخل الحراس شاهرين سيوفهم لينفذوا أوامر الوالي بذبح جميع مشايخ القبيلة، وأجهزوا على عدد كبير منهم، وأخذوا من أظهر المقاومة إلى غرفة قريبة أعدت خصيصاً لإعدامهم، واصطيدت قلة حاولت الهروب برصاص بنادق الحراس، فلم يخرج أحد من أعيان الجوازي الذين دخلوا القصر ذلك اليوم حياً.

وثيقة تحفظ الجريمة

ويحتفظ الأرشيف الليبي بوثيقة خطية عن واقعة إعدام شيوخ الجوازي في قصر بنغازي، كتبها الفقيه أحمد بن محمد الشنقيطي المغربي، وذكر فيها واقعة إعدام شيوخ القبيلة المغدورين على يد جنود الوالي العثماني يوسف القرمانلي، مدوناً أسماء كل شيوخ الجوازي الذين تم اغتيالهم في ذلك اليوم.جريم
قبل أن تجف دماء المغدورين في قصر البركة وينتشر الخبر، أمر الوالي جنوده بالتخلص من جميع أبناء القبيلة خشية ثورتهم عليه، ولكن خبر المجزرة انتشر وعرف بها بعض أبناء القبيلة، فتمكنوا من الهرب تاركين خلفهم جميع ما يملكون، وفي هذه الأثناء خرج أحمد بن يوسف باشا يتقدم فرسانه بأقصى سرعة ممكنة ليجهز على من تطاله يده من رجال ونساء وشيوخ.
بعد يوم من المذبحة وصل إلى ميناء بنغازي بقية أفراد القبيلة حاملين توسطاً بالصفح والمغفرة من باشا طرابلس العثماني أيضاً، لكن مصير أولئك لم يختلف عن أقاربهم، وقتلوا جميعاً وألقيت جثثهم في مياه البحر، وبلغ عدد القتلى 10 آلاف شخص، ما دفع بقية أبناء القبيلة للهجرة إلى مصر هرباً من سيف السلطان السفاح.
القرمانلي أمر جنوده بنهب ممتلكات القبيلة، فبلغت الغنائم بحسب المصادر التاريخية 4 آلاف جمل، و10 آلاف رأس من الغنم، و6 آلاف من البقر، وكميات كبيرة من النقود ومئات الأسرى والسبايا.
بعد المجزرة تعرض أبناء القبيلة إلى التهجير القسري، وكانت مصر وجهة الغالبية التي دخلت عبر مدينة السلوم، فأقاموا في ضيافة قبائل أولاد علي، وانتشروا حتى وصلوا إلى المنيا بصعيد مصر وإلى يومنا هذا تنقسم القبيلة إلى قسمين "جوازي ليبيا وجوازي مصر".
امتد الحكم العثماني لليبيا في الفترة ما بين عامي 1551 و1912 حينما تنازلت تركيا لإيطاليا عن مستعمرتها الشمال أفريقية وفق معاهدة أوشي لوزان، التي يعدها الليبيون معاهدة باعت أنقرة من خلالها ليبيا للمستعمر، تاركة الشعب الليبي يلقى مصيره في مواجهة واحدة من أبشع الحقب الاستعمارية في التاريخ العربي الحديث


 
ليس للاتراك تاريخ سوا القتل والفتنه والخيانه
 
عودة
أعلى