قبرص: الفتح الاسلامي ( العثماني والعربي والمملوكي )

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,935
التفاعلات
76,809
العثمانيون فتحو قبرص بعهد سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الاول الرهيب التي سكانها لقبرص من الارثوذكس وتحتلها دول البندقية الكاثوليكية فيما يعرف بالحرب العثمانية - البندقية


قد رتب العثمانيون لعملية فتح قبرص استعدادات كبيرة خاصة في الجانب البحري نظرا لما يتمتع به البنادقة من شهرة في القتال البحري، وامتلاكهم لأسطول بحري قوي، والتوقعات العثمانية تؤكد أنهم لا بد أن يحصلوا على معونات وإمدادات من الممالك المسيحية،

ولذا جمعت الدولة العثمانية أكبر عدد من السفن في تاريخها حتى ذلك الوقت، حيث خصصت حوالي 400 سفينة لهذه المهمة، وظهر أسطول الاستطلاع العثماني أمام سواحل قبرص في ( رمضان 977 هـ= مارس 1570م).


أما الأسطول السلطاني العثماني فكان بقيادة “ داماد بيالة باشا ” ( داماد معناه صهر السلطان ) فقد أقلع من إستانبول في (1 من ذي الحجة 977 هـ= 15 من مايو 1570)، وتولى قيادة الجيش العثماني البري الوزير “ لالا مصطفى باشا ”،


وكان الجيش العثماني مكونا من 60 ألف مقاتل بري، والبقية من مقاتلي البحر العثمانيين،


وشارك في هذا الفتح عدد من مشاهير القادة العثمانيين مثل خير الدين باربروسا باشا و”عروج باشا” أكبر قادة البحر في ذلك الوقت.


وقد استطاع الأسطول العثماني أن يدخل ميناء “ ليماسول ” القبرصي في (18 من المحرم 978 هـ=1 من يوليو 1570م)


ولم تمض إلا أسابيع قليلة حتى بدأ العثمانيون في عملياتهم العسكرية والبحرية في قبرص التي استمرت ثلاثة عشر شهرا
، وبدأ العثمانيون في محاصرة مدينة “لفكوشة” التي كان بداخلها عشرة آلاف جندي بندقي، وبها 15 مدفعا وتمكن العثمانيون من فتحها بعد حصار ومعارك استمرت 49 يوما في (29 من ربيع الأول 978 هـ= 9 من سبتمبر 1570م).


وبدأت المدن في قبرص تسقط تباعا، حيث انتقل العثمانيون إلى حصار مدينة “ماغوسا ” الشديدة التحصين التي كان بها أكثر من 7 آلاف مقاتل و75 مدفعا و5 من كبار قادة البندقية الأكفاء، إضافة إلى أنها تسلمت كميات كبيرة من المؤن والذخائر، ودخلها 1600 جندي بندقي آخرون، وهو ما جعل عملية حصارها وقتال من فيها عملية مرهقة للغاية، خاصة أن العثمانيين علموا بالتحالف المسيحي الذي عقده بابا روما “بيوس الخامس” في (21 من ذي الحجة 978 هـ= 25 من مايو 1571م) وضم غالبية الممالك والكيانات المسيحية في أوربا.


وأمام هذا الموقف المتأزم من الناحية الإستراتيجية والعسكرية أرسلت إستانبول إلى المقاتلين العثمانيين في قبرص إمدادات أخرى، وأبحرت “عمارة” (مجموعة إمدادات بحرية) بحرية عثمانية كبيرة إلى إيطاليا بهدف الحيلولة دون تقديم أي مساعدات للبنادقة المُحاصرين في قبرص، ونجحت هذه العمارة التي كانت مكونة من 400 سفينة في القيام بمهمتها.


أما القائد العثماني “ لالا مصطفى ” فقد أبقى معه 40 سفينة فقط واستمر في حصار “ماغوسا” حتى سقطت في (10 من ربيع الأول 979هـ=1 من أغسطس 1571م) بعد 13 شهرا من القتال والحصار، وقام العثمانيون بإسكان عدد كبير من سكان الأناضول في قبرص، وهو ما أدى إلى زيادة سكان قبرص بنسبة كبيرة، فقد كان عدد سكانها عند الفتح العثماني حوالي 120 ألف نسمة فارتفع إلى حوالي 360 ألف نسمة، وكان العثمانيون يطلقون على قبرص “يشيل أدة” أي الجزيرة الخضراء.

واستمرت السيطرة العثمانية على قبرص حوالي 307 أعوام، حتى تنازلت عنها الدولة العثمانية لبريطانيا سنة (1296هـ=1878م) مقابل مبلغ مالي يُقدر بحوالي 92 ألف جنيه إسترليني.
 

الفتح الاسلامي العربي لقبرص
=============


حين فتح المسلمون بلاد الشام، بقيت مناطق الساحل الشامي التي كانت بيد الروم البيزنطيين تشكل خطورة لا سيما كل من صور وعكا؛ حيث كانت تأتي الإمدادات العسكرية من هذه المنطقة الساحلية لدفع التقدم الإسلامي، وبالفعل استطاعت عرقلة تقدم فتوحات عمرو بن العاص، واضطر المسلمون إلى الاستعانة بالحامية الإسلامية الأكبر في دمشق التي كان يحكمها آنئذٍ يزيد بن أبي سفيان، وقد لبى يزيد النداء بإرسال قوة عسكرية داعمة بقيادة أخيه معاوية بن أبي سفيان، الذي بدأ منذ تلك اللحظة يدرك حقيقة هذه المنطقة وأنها مفتاح الشام والخناق الذي يجب انتزاع سيطرة البيزنطيين عنه لضمان بقاء المسلمين بهذا الإقليم.

وحين تولى معاوية بن ابي سفيان مقاليد الحكم في بلاد الشام بعد وفاة أخيه يزيد، أرسل إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستأذنه في فتح جزيرة قبرص، لكن استراتيجية الفاروق كانت إبعاد الجيوش الإسلامية عن أي حاجز بحري يحول بينهم وبين العودة، وهكذا فعل مع عمرو بن العاص حين أراد فتح مصر في بادئ الأمر، وفي زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه أعاد معاوية الاستئذان في فتح قبرص، فأرسل إليه لكن عثمان رفض الأمر لأنه كان مقتنعا بوجهة نظر عمر.


على أن معاوية أعاد المحاولة من جديد سنة 27هـ، "فكتب إليه الخليفة الراشدي عُثْمَان بن عفان : فإن ركبتَ البحر ومعك امرأتك فأركبه مأذونا لك وإلا فلا.

فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثيرة وحمل امرأته فأخته بنت قرظة بن عبد عمرو القرشية، وحمل عبادة بن الصامت امرأته أم حرام بنت ملحان الأنصارية، وذلك في سنة ثمان وعشرين بعد انحسار الشتاء ويقال في سنة تسع وعشرين، فلما صار المسلمون إِلى قبرص فأرقوا إِلى ساحلها بعث إليهم أركونها (زعيم الجزيرة) يطلب الصلح وقد أذعن أهلها به فصالحهم (المسلمون) عَلَى سبعة آلاف ومائتي دينار يؤدونها في كل عام، وصالحهم الروم عَلَى مثل ذلك فهم يؤدون خراجين"



فتح قبرص​
====


كان في عام (28هـ= 649م) -على اختلاف في الروايات التاريخية- تمكن الأسطول الإسلامي الذي انطلق من الشام بقيادة “ عبد الله بن قيس ”، والأسطول الذي انطلق من مصر بقيادة “عبد الله بن سعد” من فتح قبرص التي كانت تحت سيطرة البيزنطيين، وكان في هذه الغزوة عدد من كبار الصحابة منهم “عبادة بن الصامت” و “أم حرام بنت ملحان” رضي الله عنهما، وتوفيت أم حرام في تلك الجزيرة ودفنت بها،

وعقد المسلمون مع أهل قبرص معاهدة كان من أهم بنودها:​
---------------------


1- ألا يقوم أهل قبرص بغزو المسلمين،

2- وأن يخبروا المسلمين إذا قام الروم بالسير لقتال أهل الإسلام،

3- وأن يدفعوا جزية سنوية قدرها سبعة آلاف دينار.

وعندما وقعت الفتنة الكبرى بين المسلمين في عهد الإمام “على بن أبي طالب” رضي الله عنه، استغل القبارصة هذه الظروف السياسية التي تمر بها الدولة الإسلامية وامتنعوا عن دفع الجزية، فقام “معاوية” بغزوهم مرة أخرى واستولى على الجزيرة وأسكن فيها عدة آلاف من جند المسلمين، ونقل إليها عددا من سكان مدينة بعلبك، لكن الظروف السياسية التي عاصرت القتال بين “عبد الله بن الزبير” و“عبد الملك بن مروان” شجعت البيزنطيين على السيطرة على الجزيرة.



وتكررت المحاولات الإسلامية لإعادة السيطرة على الجزيرة أعوام (130هـ= 748م) و(158هـ= 775م) و(184هـ= 800م) و(190هـ= 806م).
 

قبرص والحملات الصليبية والفتح المملوكي
==========


لعبت قبرص دورا معاديا للمسلمين إبان الحروب الصليبية؛ فقد استولى عليها ملك بريطانيا ريتشارد قلب الأسد سنة (587هـ= 1191م) وجعلها قاعدة حربية للإمداد والتموين،



وبعد رحيل الصليبيين عند بلاد الشام كانت قبرص هي المكان التي تجمعت فيه تلك القوى والفلول الصليبية للإغارة على السفن والشواطئ الإسلامية، وكان من أشد تلك الغارات عملية القرصنة التي قاموا بها على مدينة الإسكندرية سنة (767هـ= 1366م) بقيادة بطرس الأكبر حيث احتلوا الإسكندرية 3 أيام وقتلوا الكثير من سكانها واغتصبوا الكثيرات، وحملوا معهم الكثير من الأسرى. وقد خلد المؤرخ السكندري “النويري” في كتابه “الإلمام” هذه الوقائع.



وأمام هذا القلق الإستراتيجي قام السلطان المملوكي “الأشرف برسباي” بفتح قبرص وضمها إلى دولته سنة (829هـ=1426م)،


لكن البنادقة قاموا بالسيطرة وإخضاعها لسيطرتهم في عام (895هـ= 1490م).الى ان تمكن العثمانيون من اعادة فتحها ايام السلطان والخليفة سليم الثاني
 
واستمرت السيطرة العثمانية على قبرص حوالي 307 أعوام، حتى تنازلت عنها الدولة العثمانية لبريطانيا سنة (1296هـ=1878م) مقابل مبلغ مالي يُقدر بحوالي 92 ألف جنيه إسترليني.




بالفعل الامر مرفوض ومستنكر هذا التخلي العثماني حتى لو كانت قبرص انذاك نحو 65% منها من الارثوذكس ..حيث اضطرت الدولة العثمانية لاعطائها ( لقبرص ) لبريطانية تحت عقد تأجير مقابل ان تشارك بريطانية الدولة العثمانية في صد اي حملة روسية جديدة بعدما ورطها الصدر الاعظم مدحت باشا على ما اعتقد بحرب يمكن تفاديها مع الامبراطورية الروسية التي اعلنت انها حامية السلاف والارثوذكس

حيث اجتاحت الجيوش القيصرية الروسية أراضي الدولة العثمانية في القوقاز والبلقان، ووصلت إلى مسافة 50 كيلومتر فقط من إسطنبول، ما اضطر السلطان عبد الحميد الثاني لطلب الصلح، وعقد معاهدة سان ستيفانو، وتقديم العديد من التنازلات ثم المشاركة في مؤتمر برلين، الذي أعلن استقلال كل من رومانيا وصربيا والجبل الأسود عن الدولة العثمانية وتأسيس مملكة بلغاريا وتصبح قارص وباطومي يصبحان جزءاً من الإمبراطورية الروسية

واضطرت القوات الروسية لوقف زحفها نحو إسطنبول نظرًا لرفض القوى الأوروبية الكبرى احتلال العاصمة العثمانية، حيث اعتبرت أنه سيؤدي - في حال حدوثه - إلى تغول روسيا واتساع نفوذها.

في عام 1878 وبموجب اتفاقية بين الدولة العثمانية وبريطانيا حصلت الأخيرة على حق إدارة قبرص مع الاحتفاظ بسيادة الدولة العثمانية عليها ومبلغ مالى تدفعه بريطانيا واستمرار دفع اهالى قبرص النصارى الجزية للدولة العثمانية ومساعدة بريطانيا الدولة العثمانية ضد أي هجوم روسى.


استقبل القبارصة اليونانيون القرار السابق بالترحاب حيث وجده خطوة في طريق الانضمام إلى اليونان. وكان أول ما فعلته السلطات البريطانية هو تكوين مجلس محلى يعين فيه ستة موظفين بريطانين وينتخب القبارصة فيه 9 من القبارصة اليونانين و 3 من القبارصة الاتراك حسب النسب بين الجماعتين في ذاك الوقت.
عام 1914 ونتيجة دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا اعلنت بريطانيا ضم قبرص إليها. وفي عام 1915 عرضت بريطانيا على اليونان اعطائها قبرص مقابل مشاركة اليونان في الحرب إلى جانب الحلفاء الامر الذي رفضته اليونان.

بموجب معاهدة لوزان تخلت الدولة العثمانية عن قبرص لبريطانيا عام 1923و في عام 1925 اعلنتها بريطانيا أحد مستعمراتها.
 


بالفعل الامر مرفوض ومستنكر هذا التخلي العثماني حتى لو كانت قبرص انذاك نحو 65% منها من الارثوذكس ..حيث اضطرت الدولة العثمانية لاعطائها ( لقبرص ) لبريطانية تحت عقد تأجير مقابل ان تشارك بريطانية الدولة العثمانية في صد اي حملة روسية جديدة بعدما ورطها الصدر الاعظم مدحت باشا على ما اعتقد بحرب يمكن تفاديها مع الامبراطورية الروسية التي اعلنت انها حامية السلاف والارثوذكس

حيث اجتاحت الجيوش القيصرية الروسية أراضي الدولة العثمانية في القوقاز والبلقان، ووصلت إلى مسافة 50 كيلومتر فقط من إسطنبول، ما اضطر السلطان عبد الحميد الثاني لطلب الصلح، وعقد معاهدة سان ستيفانو، وتقديم العديد من التنازلات ثم المشاركة في مؤتمر برلين، الذي أعلن استقلال كل من رومانيا وصربيا والجبل الأسود عن الدولة العثمانية وتأسيس مملكة بلغاريا وتصبح قارص وباطومي يصبحان جزءاً من الإمبراطورية الروسية

واضطرت القوات الروسية لوقف زحفها نحو إسطنبول نظرًا لرفض القوى الأوروبية الكبرى احتلال العاصمة العثمانية، حيث اعتبرت أنه سيؤدي - في حال حدوثه - إلى تغول روسيا واتساع نفوذها.


في عام 1878 وبموجب اتفاقية بين الدولة العثمانية وبريطانيا حصلت الأخيرة على حق إدارة قبرص مع الاحتفاظ بسيادة الدولة العثمانية عليها ومبلغ مالى تدفعه بريطانيا واستمرار دفع اهالى قبرص النصارى الجزية للدولة العثمانية ومساعدة بريطانيا الدولة العثمانية ضد أي هجوم روسى.


استقبل القبارصة اليونانيون القرار السابق بالترحاب حيث وجده خطوة في طريق الانضمام إلى اليونان. وكان أول ما فعلته السلطات البريطانية هو تكوين مجلس محلى يعين فيه ستة موظفين بريطانين وينتخب القبارصة فيه 9 من القبارصة اليونانين و 3 من القبارصة الاتراك حسب النسب بين الجماعتين في ذاك الوقت.

عام 1914 ونتيجة دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا اعلنت بريطانيا ضم قبرص إليها. وفي عام 1915 عرضت بريطانيا على اليونان اعطائها قبرص مقابل مشاركة اليونان في الحرب إلى جانب الحلفاء الامر الذي رفضته اليونان.

بموجب معاهدة لوزان تخلت الدولة العثمانية عن قبرص لبريطانيا عام 1923و في عام 1925 اعلنتها بريطانيا أحد مستعمراتها.


قارص حاليا بتركيا

باطومي عاصمة مقاطعة أجاريا في جورجيا.


خريطة قارص وموقعها بتركيا حاليا​

Kars_Turkey_Provinces_locator.gif
 
عودة
أعلى