قال ابن جرمل موصيا ابنه طالب العلم

[خالد]

قال ابن جرمل موصيا

يا بني : إعلم أن اسلافنا من أهل العلم والتقى والورع كانوا يقولون
" اذا كان السلطان يركب بغلة مقطوعة الذيل، فإنه لا يجوز التهكم على ذيل بغلته ، فكيف بالتهكم به هو "
حتى سماهم مخلفوهم بعلماء ذيل بغلة السلطان ، وهو شرف عظيم لهم ، فمن دافع عن ولي أمره كان حقا على الأمة كلها ان تدافع عنه ..
واعلم بني : ان الله قد من علينا بالخير العميم فانتشر أهل هذا العلم وطلابه وأتباعه حتى صاروا اصحاب شوكة ولهم ظهور على غيرهم من أهل البدع والضلالات بل صار لهم بفضل الله جمعية مهمتها أن تجتمع كلما عثرت البغلة لإقالة عثرتها ..
واعلم بني أن الحال قد تغير والزمان قد تبدل فلم يعد السلطان يركب بغلة أو ناقة أو حمار كما كان الحال في الزمن الغابر ، والعالم الكيس الفطن الذي يفقه زمانه وعصره يجب أن يعرف أنه لم يعد مناسبا أن يتحدث عن ذيل البغلة ولكن يقيس عليه قياسا
لذا لا يجوز التهكم بأي شيء يخص سيارة السلطان فلا يجوز أن تتهكم وتقول تائر سيارة السلطان مبنشر لا سمح الله
أو سيارة السلطان تصرف صليط أو تدخن لا قدر الله
أو أن تقول سيارة السلطان تهرب زيت
فهذا كله غير جائز و فيه إثم كبير أجارنا الله وجنبنا الوقوع في ذيل البغلة حفظها الله وحفظ راكبها واطال الله في عمره وذيلها
أي بني: أوصيك بعدم التهاون في أمر البغلة فالتعدي عليها مدعاة
الى التعدي على ولي امر المسلمين وسبيلا الى الوقوع في الخطيئة وفي طريق البدعة
أي بني : ضع حول السلطان أسوار مرتفعة لا يبلغها أحد وابدأ بعيدا عنه حتى لا تقع فيه ابدا ، ولذا حرص اسلافنا على تعظيم الذيل .
فإذا كان الذيل مقدس وله حرمته والبغلة لها قدسيتها فكيف بالأبناء والإخوة والاقارب والحاشية ومن يوليهم هو في مناصب
هل يجوز ذكرهم بسوء
حاشا لله أن يذكروهم أو هو بسوء
فلسلطان ذيل بغلته حرمة كحرمة دم المسلمين جدير ان لا ينال منه أحد
ومن فعل ذلك فهو لعمري خارجي زنديق باغ يجوز قتاله وحربه ومن مات في قتاله فهو شهيد ..
سر يا بني على درب اسلافنا في هذا العلم ففيه خير الدنيا أما خير الاخرة والله يا بني ما اركنكش "

بندق