فن الكسره الحجازية

هل سمعت بها من قبل؟


  • مجموع المصوتين
    15

الملازم أبو عبيدة الجراح

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كتاب المنتدى
إنضم
24/12/20
المشاركات
862
التفاعلات
4,674
مقدمة:

يعرف سكان الخليج فنا عريقا يعدونه من أرقى أنواع فنونهم الشعرية الغنائية يطلقون عليه “فن الكسرة ” ، وهو تصوير دقيق لمعاناة يجسدها الشاعر في بيتين من الشعر تجمع شتات الموضوع المطروح أو الرأي في معالجته ، ولن يتمكن من الإبداع في الكسرة من ليس لديه مقدرة فنية وموهبة نافذة لأن سر إكتمال الكسرة يكمن في جودة بنائها من حيث دقة التعبير وانتقاء العبارة والكلمات التي تتكون منها وأخيرا أسلوب الإثارة ، كل ذلك له أهمية في تشكيل الكسرة واعتراف النقاد بها ومن ثم تداولها بين عشاقها وما أكثر الكسرات وما أقل ما يصل منها إلى درجة الجودة التي تعطيها الحق في تسميتها ” كسرة ”.

موطن الكسرة الاصلي:

الكسرة احدى الفنون الشعبية في الحجاز . وتعتبر منطقة ما بين الحرمين الشريفين هي الموطن الأصلي لشعر الكسرة ، وتلك المنطقة تمتد من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، لتشمل جميع الأودية الحجازية والمدن والقرى الواقعة على تلك الأودية وعلى ساحل البحر الأحمر.

ومن الشواهد التي تؤيد ذلك ما يلي :

– أن نظم الشعر على وزن شعر الكسرة لدى سكان تلك المنطقة يعتبر في المقام الأول في نظم الشعر، ومتفوقاً على غيره بمراحل ، والنظم عليه يكون لكافة الأغراض مثل : الرثاء والمدح والفخر والهجاء ….الخ ، بل نجد أُناس من أهل تلك المنطقة ليسوا بشعراء ولم يعهد عنهم قرض الشعر ، ومع ذلك نجد لأحدهم كسرة أو عدة كسرات قالها يصف بها حادثة، أو حوادث ألمت به .

– أن شعر الكسرة هو عماد الألعاب الشعبية في تلك المنطقة ، خصوصاً الرئيسية منها والتي تعتمد على المحاورة الشعرية مثل : التقاطيف، زيد، البدواني، الرديح ، وتتفق أصول تلك الألعاب على أمر رئيسي لتلك الألعاب وهي مفاتيح اللعب وهي عبارة عن مفردة واحدة قابلة للاشتقاق منها لتطويع لحن الغناء مثل : واحليه ، ياليحاني ، حيوم، يا ليحيومه ، ….الخ.

– أن شعر الكسرة يتميز بأنه سهل النظم وذو إيقاع سريع تطرب النفس لسماعه والتغني به ، لأنه يبعث على طرد الملل، والترويح على النفس وشحذ الهمم ، ولذلك نجد أهل تلك المنطقة من البحارة والمزارعين والجمالة ، يتغنون بشعر الكسرة خلال ممارسة أعمالهم وحرفهم اليومية .

ولدى نقاد الكسرة القدرة الفائقة على معرفة المنطقة التي تنتمي إليها الكسرة من كلماتها ، لأن لكل منطقة طابعاً خاصاً تخلعه على فنها وأشهر الكسرات الجيدة من وادي ينبع ووادي الصفراء ووادي فاطمة وما جاوره من أودية مثل خليص “ورابـغ ” وقديد والمدن الساحلية وما جاورها ” وليس هذا التحديد للحصر ، وإنما هو تحديد لأشهر المناطق التي تعرف هذا الفن “.

معنى اسم "الكسرة":

وإذا رجعنا إلى أصل معنى “كسرة” فليس لها تعريف متفق عليه بين نقادها وعشقاها ، ولكن اصطلح الناس هذا المسمى لهذا الفن الذي يمكن أن نجتهد فنستنتج مما يدور في مجالسهم عنه ما يعنيه معنى ( كسرة ) فتقول : أن المعنى الذي تحمله هذه الكلمة إنما أخذ من أنها تدور حول معنى أو مضمون يراد ( تفسيره أو تكسيره ).

وعلى هذا يمكن اعتبار الكسرة تفسيرا لما يدور في خلد الشاعر أو تفكيكا لمضمونها ولما كان الأصل في ( الكسرة ) إلا تزيد عن بيتين ، فإننا نجد أحيانا أبياتا تصل إلى العشرة وعلى وزن الكسرة ويعدونها كسرة وهي ظاهرة جديدة مهما كان عمرها ، وترجع الزيادة هذه إلى رغبة الشاعر في الإيضاح .

تعريف الكسرة:

الكسرة مفردة والجمع كسرات ، وهي مثنيات شعرية ذات إيقاع موسيقي تتكون من بيتين شعريين مقفيين ، بحيث يكون صدر البيت على قافية واحدة وعجز البيت على قافية واحدة في جميع الأبيات الشعرية ، ويسمى صدر البيت أو عجز البيت بالغصن ، وعليه تصبح الكسرة من أربعة أغصان هي :

أصدر البيت الأول ويسمى الغصن الأول .

عجز البيت الأول ويسمى الغصن الثاني .

صدر البيت الثاني ويسمى الغصن الثالث .

عجز البيت الثاني ويسمى الغصن الرابع .

انتشار الكسرة الحجازية:

ساهمت المهن والحرف التي يمتنها أهل تلك المنطقة في انتشار شعر الكسرة ، ووصولها إلى سكان المناطق الأخرى المجاورة لهم من خلال ممارسة تلك المهن ، خصوصاً فئتي البحارة والجمالة ، ولذلك كان من الطبيعي خلال قيام البحارة برحلات طويلة ومتعددة بواسطة السفن الشراعية على ساحل البحر الأحمر بشقيه الشرقي ، والغربي ، لممارسة الغوص ، ونقل البضائع والمسافرين بين تلك المواني ، وكذلك قيام الجمالة بنقل البضائع والمسافرين بين المناطق الداخلية ، أثر كبير في نقل شعر الكسرة إلى أهالي المناطق التي يصلون إليها، ولا غرابة أن يعجب الشعراء من أهل تلك المناطق بهذا اللون من الشعر ، ويمارسون النظم عليه ، ولا نبالغ إذا قلنا أنه في الوقت الحاضر نجد أن نظم شعر الكسرة يمتد على طول ساحل البحر الأحمرمن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ، وفي المناطق الداخلية .

من طرائف الكسرات الحجازية:

تتسم الكسرة بتكثيف المعنى وإيجاز أبياتها بحيث لا تتجاوز البيتين ، وأبلغها ما لا يحمل أكثر من فكرة ، وتستعذب الكسرة في المراسلات بين الشعراء وفي التعبير عن مشاعر خاصة ، ومعان رفيعة ، ولأهمية بناء الكسرة قل في الماضي أن يطرقها من لا يجيد تقاليدها تهيباً من النقد واعترافاً بجدة التجربة ، ولمن رغب في مزيد من التفصيل يرجع إلى كتاب “ألف كسرة وكسرة” وكتاب “أهل الكسرة” جزءان وفي الكتابين تفاصيل ونماذج عن الكسرة .

ومما حمله لنا الرواة من طرائف الكسرات ونوادرها مما لم يسبق طرحه هنا نماذج لا تخلو من العذوبة والتسرية عن النفس ، واستحضار مشاهد اجتماعية من حياة الناس في الماضي وعبر التحولات التي تمر بالمجتمعات .

ومن ذلك أن رجلا عاش في القرية صباه ، وعانى من شظف العيش فيها ثم انتقل إلى المدينة وعاش تقاليدها ونعومتها فترة من حياته ثم عاد إلى القرية ، وشق عليه أن يعانق هذه الحياة فقال :

في دياركم صرت انا ما أطيق

تركت مالي وماليّه

مشيت انا من السعة للضيق

واحفيت أقدام رجليه

فيجيبه عن تنكره لمراتع صباه شاعر آخر بقوله:

اسأل وفكّر عساك تفيق

وتنيّر الدار الاصلية

إنته تعلّمت جَنْي الريق

نسيت خبط الرتيعية

وهو يذكره بماضيه حينما كان يرعى البهم ويخبط الرتيعية ، وهي شجرة شوكية لا ترتفع عن الأرض كثيراً ، ويستخدمها أصحاب العنف الأسري لتقليب الأطفال على فروعها لمعاقبتهم وتأديبهم ، وكان الشاعر الأول ممن تعرض لذلك في صباه .

وقرأ أحدهم أشعار العذريين وكان في أسرة قروية فوقع قلبه في الحب , فزهد في الحياة ، وخلد إلى الراحة والعزلة مضنى يعاني لوعة الغرام متخليا عن واجباته الأسرية ملتمسا العذر من والده ، الذي قال له :

لا تحسب الحب دَنْدرمة

والاّحلاوة ثلاث اشكال

قم للبقر فت له ضرمة

حبلين والا ثلاث حبال

أما الذي لم يجد ما توخى من عطف من يحب وعدم التناغم معه ، حين تلقى منه صدمة عنيفة لم يجسدها حين عبر عنها بغير هذه الكسرة :

سيدي ضربني بجذبة جذع

جذبة ولا هو مسَلِّكْها

والله ضربني على آخر ضلع

واليا سموعي ما احرِّكْها

وهو تعبير عن القسوة والعنف في الرد.

أما الشاعر الذي لامه أصدقاؤه في محبه بأنه لا يستحق محبته ، فلا هو بالجميل ولا هو بالأنيق فأجابهم :

أحب سيدي وهو لابس

وأحب سيدي بجرموده

وان قالوا الناس ذا يابس

أشوف أخضر انا عوده

ويا أخي ما للناس وما يهوى الآخرون ألم يقل الشاعر :

تعشقتها شمطاء شاب وليدها

وللناس فيما يعشقون مذاهب ؟

وإذا قال أحد العلماء لجلسائه مازحاً : ” من لم يتزوج مصرية ما أحصن ” وحرف هذا النص إلى دمشقية ولبنانية وعراقية وحجازية ونجدية وتكرونية فكل محرف يعبر عما لقي أو عما أعجبه ، ولا لوم، ولكن شاعراً قرويا اضطر لمراجعة طبيب القرية وهناك وجد العناية الفائقة من إحدى الممرضات فقال :

يا ما رماني سهم واجنب

واليوم علق السهم فيّه

اللي رماني طفل ما انجب

يحمل صواريخ ذرية

كان ذلك مع اطلالة العصر الجديد، ظهور الصواريخ الذرية واستقدام الكوادر الطبية من الخارج ، وامتداد الرعاية الصحية إلى القرية ، وقول الشاعر طفل هو تعبير عن صغر سن الممرضة وتقدم سن الشاعر الذي بث شكواه إلى أصدقائه فتلك ظاهرة غير مألوفة في القرية أن يتلقى الناس العناية الصحية من فتاة جميلة مغتربة ، وكان رد ابن صديق ما يلي :

ما دمت شايب وهوّه شب

والفرق تسعين في المية

أشوف ماله لزم تنشب

إلاّ إذا كان مصرية

فهو عندها لا يلام .

ومن المداعبات الرقيقة انتقاد الشاعر من يتزوج من اثنتين ، فإن العدالة المطلوبة بينهما لن تتحقق لذا يقول الشاعر :

مغبون من يأخذ الثنتين

ليا مات ما يدخل الجنة

القلب ما ينقسم قسمين

واصل السبب كلها منّه

فيجيبه الشاعر الرقيعى معترضا :

ذا النص يا اللي حكمت من اين

خالفت الاحكام والسنة

من اجل ترضي سُوَيْد العين

تغيّر الحق وتكنه؟
 


مرحوم ياقرد توفى من شهر

جاء يتعلق وطاح من فوق الشجر



والغرلاء جاها سكر من القهر

والحديقه كلها تبكي عليه



والذيابه بعد موته في خطر

والبعير من ضيقة الصدر انتحر



والخنافس ماحد منهن ظهر

والزرافه قامت تحبب يديه​
 
التعديل الأخير:
مابي اموت وباقي له علي دين

ابيه يذكرني ولو في مماتي

وأقول للعذال حنا شريفين

حرام مالمست شفاته شفاتى

*****
لاتحسب الحب ورد أحمر

ولى عنب سكره حالي

الحب مثل البحر واكبر

من جربه يعرف أحوالي

*****
عيني بكت من طلوع الشمس

عينى بكت لين مغربها

واليوم عينى بكت مثل امس

لين البكاء صار عدتها
 
دار الفلك واستدار الـملك

وأيامنا اللي مضت ولت

من يوم حطوا ببور وسلك

أرزاقنا من البــلد قلـت

وهي تشير إلى القطار واللاسلكي التي دخلت البلاد قبل أكثر من 100عام في في عامي (1318هـ و1326هـ)


 
مقال جميل جداً عن فن الكسرة.

لا تخلو بداية أي شاعر من المحاولة على طرق الكسرة وبحرها القصير المعروف: (مستفعلن فاعلن فاعل) = (مستفعلن فاعلن فاعل) أو ما يعرف اصطلاحًا بالهجيني القصير، ويكثر الجدل بين أقطاب هذا اللون الحجازي حول نشأته وأسلوبه، والفنون المشتقة منه، والألحان التي يؤدى عليها هذا الشعر المختزل في بيتين (أربعة أغصان).

ووسط احتدام الجدل بين الشعراء والنقاد حول نشأة وموطن الكسرة ومحاولة نسبها إلى منطقة محددة (يتفتت) الشعر وتختفي الكسرة الشعرية من الساحة وتكاد تختفي حتى مع ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإنترنت وكأنها تؤكد القول بأن الكسرة ليست سوى مجرد (نواة) الشعر في أي مجتمع بعيد عن فنون الشعر القوية والمتقدمة كالنظم والمحاورة والزومال والتي لا يجيدها سوى الشعراء أصحاب النفس الشعري الطويل واقتضاء المقام الأدبي من تلقٍ ونقد ورد ودراية بالشعر وموافقة للشعر العربي الفصيح وإن غاب النحو والبحر الخليلي مع التوافق أحيانا.

ويؤكد هذا القول أيضا انتقال شاعر الكسرة تدريجيا منها إلى الى قصيدة النظم بأبياتها العشرة وما فوق وعلى بحر مختلف كالمسحوب والحدا والهجيني الطويل وغيره وقد ينتقل الشاعر أيضا إلى المحاورة (القلطة) والزومال (الحدا) ومن ثم الشعر العربي الفصيح أن كان متقنا للعربية وقواعد نحوها وصرفها وملما بالعروض الشعري وبحور الخليل وتفعيلاتها.

ولعل اختفاء شعر الكسرة تقريبا من المدن الحجازية الكبرى مكة المكرمة وجدة والطائف والمحافظات التي بينها رابغ والجموم والكامل وبروز المحاورة والنظم والزومال في هذه المجتمعات وسيطرته على الفنون الشعرية في الاحتفالات يثبت أن شعر الكسرة ليس سوى (نواة) شعر تغذيها اللعبة الشعبية التي تنشأ معها بمصاحبة لحن اجتماعي كالتقاطيف بمحافظة الكامل والتي حققت المركز الأول في مسابقة مهرجان عكاظ للفنون الشعبية لعام 1432هـ مع قدمها التاريخي الذي يمتد لمئات السنين وأصبح من التراث ومثلها نشأ الرديح والزيد في ينبع وبدر وماجاورها وجميع هذه الفنون عبارة عن محاورة شعرية على طرق الكسرة.

وبالرجوع للتنازع المناطقي بين شعراء الكسرة والباحثين وادعاء كل طرف بأن منطقته أو مدينته وحتى قريته أو واديه هي منشأ ومخترع هذا اللون الشعري نجد التباين الواضح وضعف الحجة والأعتماد فقط على مرويات ذات أقدمية زمنية لكسرة ما ففي ينبع المدينة التي بزغت فيها الكسرة بشكل كبير بغض النظر عن أصل المنشأ الحقيقي نجد أن رواة ينبع يستشهدون بالكسرة الشهيرة:

دار الفلك واستدار الـملك

وأيامنا اللي مضت ولت

من يوم حطوا ببور وسلك

أرزاقنا من البــلد قلـت

وهي تشير إلى القطار واللاسلكي التي دخلت البلاد قبل أكثر من 100عام في في عامي (1318هـ و1326هـ) ومعنى هذا أن الكسرة كانت موجودة في ينبع وحاضرة كفن شعري يعبر به الناس عن مشاعرهم...ويحاول الشاعر الينبعاوي ابن هيلون أن يجزم برأيه قائلا:

ماهو زعم باحتكار العرف

ولا نقول في غيرنا تقصير

ناقد ومتـذوق ومنصـف

يقول كسرات ينبع غيـر

وفي المدينة المنورة حيث تنازع أيضا على منشأ الكسرة يذكر مؤرخوها أن شاعرا من قرية اليتمة جنوب المدينة بـ 70 كم له كسرة مشهورة تقول:

واونتي ونة الجالي

اللي جلى عن بني عمه

منولٍ عندهم غالي

واليوم مطلوبهم دمه



ولم يذكر لها تاريخ معين لكن توارث الأجيال وقدم رواتها يثبت قدم فترتها الزمنية.

وكذلك الحال عند أنصار بدر ورابغ وقديد مع السكوت الذي التزمه أنصار المدن الحجازية الكبرى والمحافظات المجاورة والتي قطعا لها السبق في النشأة والاحتضان والتفريع والتطوير والانتقال للفنون الشعرية الأرفع والأقوى كما ذكرنا (المحاورة والنظم والزومال) وربما عزز ذلك أيضا سهولة النظم في فن الكسرة حتى على الاطفال وأصحاب المهن كالبحارة والمزارعين والجمالة والرعاة والشواهد كثيرة.

ويتفق الجميع على أن ينبع البحر أو ينبع النخل هي الحاضن الأكبر لشعر الكسرة وفيها ربت وترعرعت وكبرت حتى وإن بقيت (طفلة) شعرية في نظر نقاد الشعر مهما بلغت من شهرة وإنتاج وإبداع أدبي ولقيت اهتماما واسعا من الباحثين والمؤلفين كعبد الرحيم بن قابل الأحمدي وغيره وألفت عشرات الكتب ولا زال الناس يرددون كسرات تعادل قصائد بما تحتويه من معنى وتصوير

كقول الكرنب:

كلما اتجهنا لنا مع درب

نبغى بعيد المدى يقرب

نلقى طريق المروح صعب

نرجع ونلقى الرجوع أصعب

وقول جزاء الذروي:

واعيني اللي تبي وتريد

بس المقادير ردتها

راحت تعايد نهار العيد

عادت على الخد دمعتها



والكسرات الرائعة كثيرة ومن مناطق عدة فليس للإبداع جغرافيا محددة وليس الشعر احتكارا على مجتمع بعينه ولكن الذي يتفق عليه الجميع هو تراجع شعر الكسرة في هذه الفترة و(تفتتها) وندرة الكسرات التي تطرب الأسماع وتجبر الألسن على ترديدها ويبقى السبب حائرا بين تنازع المنشأ وانقطاع الصلة بين الشعراء خاصة وأن الكسرة تعتمد على المراسلة والرد أو بسبب الثورة الإعلامية للشعر والاستغناء عن (بذرة ونواة) الكسرة واقتحام الفنون الشعرية الكبرى (المحاورة والنظم والزومال) بدون مقدمات.

 
خلصت من جمله الخلان .. واحسن لي أعيش وحداني
ماعاد أعاشر جميع إنسان .. يكفي العذاب الذي جاني

مادامت اللي هويته خان .. اخشى تورط مع ثاني
هويت انا قايد الغزلان .. واهديت له قرة اعياني

هويتكم والمقدر كان .. واليوم أشوفك تحداني
حقيقه إني انا الغلطان .. وش لي بشخص تناساني

عملت له طيب وإحسان .. وبالهجر والغدر جازاني
ولابد ماارجح الميزان .. واعطيه من حيث مااعطان
 
البارحه يوم الخلايق نياما
بيحت من كثر البكى كل مكنون

قمت اتوجد له وانثر علاما
من موق عيني دمعها كان مخزون

ولي ونة ٍ من سمعها مايناما
كني صويب ٍ بين الأضلاع مطعون

والا كما ونه كسير السلاما
خلوه ربعه للمعادين مدوين

ولا في ونة راعبية حماما
غاد ٍ ذكرها والقوانيص يرمون

تسمع لها بين الجرايد حطاما
ومن نوحها تدعي المواليف يبكون

مرحوم ياللي مات شهر الصياما
صافي الجبين بليله العيد مدفون

حطوا عليه من الخرق ثوب خاما
وقامو عليه من الترايب يهلون

مرحوم ياللي مامشى بالملاما
جيران بيته راح مامنه يشكون

اخذت انا وياه عشرة اعواما
مامثلهن في كيفة ٍ مالها لون

والله كنه ياعرب صرف عاما
وياحيلة الله شغل الأيام وشلون

واكبر همومي من بزور ٍ يتاما
لاجيتهم قدام وجهي يبكون

وان قلت لاتبكون قالواعلاما
نبكي ويبكي مثلنا كل محزون

قلت السبب تبكون قالوا يتاما
قلت اليتيم انا وانتم تسجون

مع البزور وكل جرح ٍ يلاما
الا جروح بخاطري مايطيبون

قمت اتوجد عند ربع ٍ حشاما
جوني على فرقا خليلي يعزون

قالوا تزوج وانس لامه بلاما
ترى العذارى عن بعضهم يسلون

قلت انا اخاف من غاديات الذماما
اللي على ضيم الدهر مايساعدون

تزعل عيالي بالنهر والكلاما
وانا تجرعني من المر بصحون

والله لولا هالصغار اليتاما
واخاف عليهم من السكه يضيعون

لاقول كل البيض عقبه حراما
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون

عليه مني كل يوم ٍ سلاما
عدة حجيج البيت واللي يطوفون

واعداد مانبت النفل والخزاما
على النبي اللي حضرتوا تصلون
 
تلاقينا على خير وكنا *** دليلاً للهدى زمن الضلالي
فيا لله ما أحلا لِقانا *** وما أحلا مُسامرة المعالي

ترانا في رياض العلم حيناً *** وحيناً في الرياض على التلال
ونمشي فوق ظهر الأرض هوناً *** وهمتنا تفوق ذرى الجبالِ

شموس العزِّ كنّا غيرَ أنَّا *** يَفيئُ ظلالنا نعم الظلالِ
لقد كنا وكنا ثم كنا *** ففُرِّق شملنا بعد الوصالِ

أحبكمو أصيحابي وربي *** وجاوز حبكم حدَّ اعتدالِي
أحبكمو ولا أدري لماذا *** سأترككم وقد كنتم حيالي

غداً يا صاحِ تتركنا وتمضي *** ولن يبقى سوى الذكرى ببالي
فكن سهل العريكةِ واتخِذنا *** صِحاباً لا تكن صعب الوصالِي

وسابق في علوم الدين تسمو *** فمن طلب العلا سهِر الليالي
فؤادي والليالي مقبلاتٍ *** سيأسرُكَ الحنين إلى الشمالِي

وداعاً يا أحبتنا وداعاً *** وداعاً والقلوبُ على اتصالِي
سأذكركم وأغمضُ جفنَ عيني *** وقد أبدو كأني لا أبالي

وفي قلبي من الأحزان نارٌ *** يزيد ضرامها طول الليالي
يطول الليل في زمني كأني *** خلقتُ لأقتفي أثر الهلالي

وداعاً يا أحبتنا وداعاً *** وداعاً والقلوبُ على اتصالِي
وداعاً واغفروا ما كان مني *** وداعاً واستروا ماضي فعالي

وداعاً والفؤاد يردُّ قولي *** ويأبى أن يوافقني مقالي
وداعاً يا رفاقُ وسامحونا *** وداعاً والقلوبُ على اتصالِ

وداعاً يا أحبتا وداعاً *** وداعاً قد دنى زمن ارتحالي



أهداء لصديقنا @وشق الشام


بشكل صوتي




 
من ضمن باقي أئمتنا
ومرجع لنا بالفتاوى سنين

كانو ضياء خير لأمتنا
ألباني والباز وعثيمين

سعد الاحمدي
 
كسرة لي أحد الدعاة حفظة الله، وهي جميلة جدا.
......
الحمدلله عرفنا الدين
والجاهلية تركناها
ماعاد نمشي مع الغاويين
يوم الحقيقه عرفناها

الله خلقنا عشان الدين
ماهو علشان دنيانا
حنا عصينا الله ولا هين
نسينا ناراً تحرانا

الله خلقنا عشان نتوب
الله خلقنا عدد والله
عبدالله اترك جميع ذنوب
ماهو لوجهي لوجه الله

شكيت حالي على الاموات
قالوا تزود من التقوى
كانك تبي تدخل الجنات
كانك تبي جنة المأوى

ابحرت وبحرت للدنيا
لقيتها كأنها ساعة
يافلان لاتغرك الدنيا
تغأنم الوقت بالطاعة

سلآآآم ياشارب الدخان
لاتحرق الروح ياغالي
الوجه شاحب تقل عطشان
ارجع الى الله يا غالي

وسلآآآم مني للحبيب
لاتتعب النفس ياغالي
جرحك مايبغي له طبيب
ارجع الى الله ياغالي

القبر وإن طالت أيامك
لا بد من يوم تدخل فيه
تلقى اللي سويت قدامك
واللي زرعته تبي تجنيه

والحل كانك تريد الحل
الحل والله بالتوبة
تتوب لله عز وجل
وتبعد عن ابليس ودروبه


والحمدلله عرفنا الدين والجاهليه تركناها

ماعاد نمشي مع الغاويين يوم الحقيقه عرفناها ..
 
التعديل الأخير:
‏الله يجيب الزبون الزين
وأحط ليي فخزانه
ويقول عوّد وجيب اثنين
عجل ترى الناس ضميانه


IMG_٢٠٢١١٠٠٣_١٦٤٨٤١.jpg




 
عودة
أعلى