صحيفة ألمانية: هل أعطت واشنطن "الضوء الأخضر" لصدام لغزو الكويت؟

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
63,925
التفاعلات
181,288
1_152804_1_6.jpeg


فتحت صحيفة ألمانية ملف الغزو العراقي للكويت مجددا، وذلك قبيل الذكرى السنوية للغزو الذي يصادف الثاني من أغسطس/ آب ، فهل لعبت واشنطن دورا ما في هذا الغزو؟ وما الذي كشفت عنه وثائق ويكيليكس بهذا الخصوص؟

نشرت صحيفة دي فيلت الألمانية تقريرا، سلطت فيه الضوء مجددا على دور الولايات المتحدة الغامض في حرب الخليج الأولى، لتعيد طرح السؤال الذي طالما تردد عن دور واشطن في تلك الحرب، وعما إذا كانت السفيرة الأمريكية في العراق وقتذاك أبريل غلاسبي قد أعطت "الضوء الأخضر" فعلا للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لغزو الكويت أثناء لقائها به قبيل اجتياح الجيش العراقي للكويت بأيام معدودة، أم أن كلام السفيرة قد فهم من قبل القيادة العراقية بشكل مختلف عما قصدته غلاسبي؟

اجتماع مثير للجدل

مجلة فورين بوليسي الأمريكية تناولت المقابلة المشهورة بين الرئيس العراقي صدام حسين والسفيرة الأمريكية أبريل غالاسبي، مشيرة إلى أن السفيرة أوضحت للرئيس العراقي بأنها لا تملك رأيا في خلاف العراق الحدودي الكويت، وهو ما جعل البعض ينحون باللائمة على كلام السفيرة الأمريكية في حدوث هذا الغزو. بيد أن المجلة الأمريكية قالت إن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أرسلت أيضا تأكيدات في وقت سابق لصدام، أن واشنطن ليس لديها التزامات دفاعية أو أمنية خاصة تجاه دولة الكويت. وهو ما ينفي اقتصار الأمر على اللقاء بين السفيرة الأمريكية والرئيس العراقي في ذلك الوقت.

بعد اجتاح الجيش العراقي دولة الكويت، والحشد الدولي المضاد بقيادة واشنطن لتحرير الدول الخليجية الصغيرة، مثلت غلاسبي أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن في مارس 1991. مجلس الشيوخ كان يريد فحص عما إذا كانت غلاسبي قد تسببت بنقل إشارة خاطئة للحكومة العراقية، الأمر الذي شجعها على غزو جارتها الكويت.

6284991857.jpg


السفيرة الأمريكية أبريل غلاسبي التي التقت الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبيل احتياج الجيش العراقي للكويت

غلاسبي أصرت وفقا لبروتكول الجلسة الذي تناقلته وسائل الإعلام وقتها أنها حذرت الرئيس العراقي مرارا من مغبة هجومه على الكويت، ولكن بلهجة دبلوماسية، وهو ما وضحه أيضا جيمس أكينز، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى المملكة العربية السعودية، الذي علق على هذا الامر، أنه في اللغة الدبلوماسية لا يتسنى لك توجيه التحذير، كما يعتقد البعض، بشكل مباشر، كأن تقول: "سيدس الرئيس إن فكرت حقا في دخول الكويت، فسوف نواجهك بقمة الغضب، وسيدمر بلدك، وستهدم قصورك". وتابع "فلا أنا ولا أي دبلوماسي آخر كان سيقول هذه الكلمات"، بحسب ما نقلت صحيفة دي فيلت.

صدام-حسين-710x430.jpg


اختلاف في الترجمة؟

في منتصف سبتمبر 1990، وأثناء تحضير الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب للائتلاف الدولي من اجل تحرير الكويت، مررت دوائر حكومية عراقية بروتوكول المحادثة بين صدام والسفيرة الأمريكية إلى مراسل شبكةABC-News ، كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 23 سبتمبر 1990 ما قالت إنه نص المحادثة، مشيرة إلى المصدر المشكوك فيه، لكن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق عليه.

وطبقا للنسخة العربية الأصلية والتي تم تمريرها التي نشرتها الصحيفة الامريكية فإن السفيرة الأمريكية غلاسبي قالت لصدام حسين: "لا نملك أي رأي حول الصراعات العربية/ العربية، مثل خلافاتك الحدودية مع الكويت". وتتابع السفيرة "كنت في السفارة الأمريكية في الكويت في أواخر الستينيات، كانت التعليمات خلال هذه الفترة هي أنه ينبغي لنا ألا نعرب عن رأي بشأن هذه المسألة".

وفي النسخة الإنجليزية من البروتوكول التي نشرته مؤسسة مارجريت تاتشر في وقت لاحق، قالت أيضًا: ليس لدينا أي رأي حول الصراعات العربية/ العربية مثل نزاعك مع الكويت"، "وجهني الوزير بيكر إلى التأكيد على التعليمات التي أعطيت لأول مرة للعراق في الستينيات من القرن الماضي بأن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا".

في النسخة العراقية فإن غلاسبي قالت: "نرى أنكم نشرتم قوات ضخمة في الجنوب، عادة هذا أمر لا يخصنا، ولكن بربطه بتهديداتكم السابقة التي ذكرتموها أثناء الأعياد الوطنية، فمن المنطقي أن نشعر بالقلق، لهذا السبب تلقيت تعليمات بأن أسألك عن نواياك بروح الصداقة - وليس بروح المواجهة ".

أما النسخة الإنجليزية فإن غلاسبي تقول "نرى أنكم تركزون عددًا كبيرًا من القوات في الجنوب. هذا ليس من شأننا عادة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتهديدات ضد الكويت، فمن المنطقي أن نشعر بالقلق. لهذا السبب، تلقيت تعليمات بأن أسألك عن نواياك بروح من الصداقة، وليس المواجهة: لماذا قواتك قريبة جدًا من حدود الكويت؟
أي أن النسخة العربية أغفلت سؤال الولايات المتحدة الدقيق حول سبب حشد القوات العراقية قرب الحدود الكويتية، بحسب الصحيفة الألمانية دي فيلت.

640x480.jpg


ويكيليكس تكشف مضمون رسالة سرية

مجلة فورين بوليسي كانت قد تناولت هذه الاختلافات أيضا في الصياغة، وذكرت أن صدام قاطع السفيرة الأمريكية مرارا، وأخبرها بقائمة من المظالم لتوصلها للرئيس الأمريكي، كما أنه اتهم الولايات المتحدة بأن لها نوايا خبيثة ضد بلده، وهو ما يوضح ـ في رأي المجلة ـ أن الرئيس العراقي كان لديه الوقت الكافي من أجل فهم النوايا الأمريكية، وليس صحيحا أن جملة واحدة فقط هي السبب في عدم فهم صدام لكلام السفيرة أو تفسيره بشكل خاطئ، تستخلص المجلة.

من جهتها تذكر مجلة شبيغل الألمانية كيف أن السفيرة المخضرمة غالاسبي والتي تجيد العربية، أرسلت بشكل سري رسالة مفصلة للإدارة الأمريكية، بعنوان" صداقة صدام للرئيس بوش"، حيث تناولت الرسالة الطويلة تفاصيل ما دار في هذا الاجتماع، وكيف كان رد صدام عليها، وبينت في الرسالة التي كشف عنها لاحقا كيف أن صدام ومن معه تناولوا بشكل مؤثر الوضع الاقتصادي الدقيق الذي يمر به العراق بعد ثمانية أعوام من الحرب الدامية مع إيران. وتقول غالاسبي إن المترجم الموجود ومن معه بكوا أثناء عرض الوضع الاقتصادي أمامها من شدة التأثر، بحسب ما نشرته شبيغل.

في كانون الثاني/ يناير 2011 نشرت منصة ويكيليكس المثيرة للجدل النص الأصلي لرسالة السفيرة الأمريكية السرية التي أرسلتها إلى واشنطن، حيث بينت الرسالة التي تحتوي على 32 فقرة كيف أن غلاسبي لم تعط الضوء الأخضر للغزو العراقي للكويت، بحسب ما أوردت صحيفة دي فيلت. وتابعت الصحيفة أنه وبعد ظهور هذه الوثيقة إلى العلن علق الخبير في شؤون الشرق الأوسط خوان كول "أن هذه الوثائق تظهر بشكل لا لبس فيه أن منتقدي غلاسبي مدينون لها بالاعتذار".

المصدر DW
 
غلاسبي السفيرة الأميركية في بغداد تروي قصة اللقاء الأخير مع صدام قبل غزو الكويت

غلاسبي السفيرة الأميركية في بغداد تروي قصة اللقاء الأخير مع صدام قبل غزو الكويت


غزة-دنيا الوطن

ابريل غلاسبي، السفيرة الأميركية السابقة في العراق التي حذرت صدام حسين من عواقب اجتياحه الكويت، تحملت لوم وزير الخارجية آنذاك جيمس بيكر الذي ألقى المسؤولية عليها وكأنها مسؤولة عن قرار صدام، بقيت صامتة طيلة خدمتها في السلك الديبلوماسي الأميركي.

فالرئيس السابق جورج بوش (الرئيس آنذاك) دافع عنها في مذكراته، وكان منصفاً لها. فغلاسبي، المستشرقة التي خدمت في سورية ولبنان والعراق، تعيش الآن في شقتها المطلة على الجبل في كيب تاون «مثلما في لبنان»، على حد قولها، وبين منزلها في كاليفورنيا. فهي متقاعدة وتدرّس في بعض أحياء كيب تاون المتأخرة والفقيرة، وتمارس هوايتها في تريبة خيول السباق، وتسافر إلى كاليفورنيا لتمضية باقي وقتها.

غلاسبي، التي لها صداقات عدة في لبنان وسورية، تسأل عن نائلة معوّض ووليد جنبلاط ومروان حمادة وغسان تويني، وتقول إنها تتابع أخبار لبنان من وراء شاشة التلفزيون في كيب تاون.

روت غلاسبي لـ «الحياة اللندنية» وللمرة الأولى لصحيفة قصة لقائها الأخير مع صدام حسين، ونفت الرواية العراقية التي نُشرت بعد لقائها الرئيس العراقي أنها قالت له: «نحن لا نتدخل بخلافات حدودية بين بلدين»، ملقية مسؤولية الرواية على نائب الرئيس العراقي طارق عزيز الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك. وقالت غلاسبي إن الجميع في إدارتها كان على علم بأنها نفذت توجيهات الخارجية الأميركية، إلا أنها اعتقدت بأن بيكر فضل تحميلها اللوم على تحمله بنفسه.

واعترفت غلاسبي في الحديث مع «الحياة» أن الكل أخطأ التقدير، هي والرئيس المصري حسني مبارك، عندما اعتقدا بأن صدام حسين لن يجتاح الكويت خلال الأيام التي تبعت اجتماعها معه. وروت ظروف حياة ديبلوماسية أجنبية في العراق والمراقبة الشديدة التي كان يخضع لها الديبلوماسيون الأجانب في بغداد. وقالت إن صدام كان يفكر بأنه كان أنقذ الدول الخليجية الصغرى من الخطر الإيراني، وأن هذا البلد الصغير الذي كان يعتبره ولاية أخيرة من العراق، كان عليه أن يُسدد دينه له، كونه أنقذه من الخطر الإيراني. وأشارت الى أنها اعتقدت بأن هذه الحسابات الخاطئة والجهل حملاه على اجتياح الكويت. وروت أن طارق عزيز قد يكون نصح صدام باجتياح الكويت في غياب جميع الديبلوماسيين من بغداد، خصوصاً أنها كانت غادرت لبضعة ايام في الوقت ذاته الذي غادر فيه السفيران الروسي والبريطاني.

وطالبت غلاسبي بديبلوماسية شجاعة وجريئة وخلاقة مع فهم غربي حقيقي للعداوات والانقسامات في العراق.

وأكدت قناعتها بأن حل القضية الفلسطينية هو المحور الأساس الذي ينبغي أن يتم، لأنه الصراع الذي له تشعباته في كل المنطقة، وأنه من الخطأ القول مثلما قيل بعد احتلال العراق، إن محور الصراع انتقل إلى مكان آخر.

وقالت غلاسبي إنها استغربت أن الرئيس الراحل حافظ الأسد ترك في 1984 سفارة إيران في دمشق كي تصدر ثورتها إلى لبنان، إذ أن سفير إيران في دمشق في حينه كان يتولى نقل السلاح إلى الجنوب والبقاع ويؤمن لمجموعة من الأشخاص استقلالية سيكون من الصعب جداً السيطرة عليها. وقالت إن الرئيس السوري الراحل كان محنكاً وشديد الذكاء وله روح النكتة ويرغب في ممازحة محاوريه في حين أن صدام حسين كان يُرعب أوساطه وينشر نوعاً من توتر يخيّم على أجواء لقاءاته.

وقالت إن نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام كان صعباً ومتشدداً في التفاوض، وانها قامت بمهمات مكوكية بين خدام والرئيس اللبناني السابق أمين الجميل الذي وصفته بأنه كان حريصاً جداً على الدفاع عن حقوق وطنه، وأنه كان وفياً جداً للبنان.

وفي ما يأتي نص الحديث:

> عندما طلب صدام حسين مقابلتك، لم تشكّي بأن هناك أمراً ما قيد الإعداد، إذ أنه لم يسبق أن التقى أياً من السفراء؟

- كان يلتقي السفراء في بعض المناسبات، والتقيته مرة وإنما ليس على انفراد. فهو كان يتلقى أوراق اعتماد السفراء بنفسه، لكنه لم يكن يستقبل أي سفير جديد يقدم أوراق اعتماده.

بالنسبة إلى لقائي معه قبل أسبوع من اجتياح الكويت سنة 1990، تلقيت اتصالاً من وزارة الخارجية، فاعتقدت أنهم اتصلوا لإبلاغي بالتوجه إلى وزارة الخارجية لمقابلة نزار حمدون الذي كان نائباً لطارق عزيز، أو ربما عزيز نفسه، فاكتفوا بالقول لي بالحضور إلى الوزارة من دون تحديد الشخص الذي سأقابله.

ولدى وصولي وضعوني في سيارة مجهولة مع سائق مجهول وطلبوا منه اصطحابي إلى مكان ما، فأردت أن أعرف إلى أين سأتجه في هذه السيارة، فقالوا لي إلى الرئاسة. وأثناء الطريق لم أكن أفكر بأنني ذاهبة لرؤية صدام، إنما لألتقي شخصاً آخر. وعندما أدركت أنه هو الذي سألقاه، فكرت بأنه ليس مستحيلاً أن تكون الانذارات القوية التي وجهتها إلى العراقيين عبر نزار حمدون، خصوصاً تلك الموجهة إلى السفير العراقي في واشنطن من جانب مساعد وزير الخارجية الأميركي، لم تصله لأن الكل كان يرتعب منه، لذا اعتبرت أنها مناسبة جيدة لي لتكرار التعليمات التي وصلتني من الادارة ومفادها «لا تحتل الكويت وارفع يديك عن هذا البلد».

وعندما استدعي السفير العراقي في واشنطن إلى وزارة الخارجية، تم ابلاغه بعدم احتلال الكويت وبضرورة ابلاغ بغداد بهذه التعليمات فوراً.

الكل كان قلقاً في العالم العربي، إذ أن الرجل معروف بعبثيته لذا، وما أن انتهى اجتماع واشنطن، كررت هذه «التعليمات» لنزار حمدون في بغداد وقلت له إن رئيسي (جورج بوش) مهتم جداً بأن أبلغ رئيسكم فوراً بتحذيره بعدم احتلال الكويت.

بالطبع كان من غير المجدي في حينه طلب مقابلة صدام، لأنه كان يرفض ذلك دائماً... فلا يمكن مقابلة أحد في بغداد، وما من أجنبي كان يُسمح له بالاتصال مع ميشيل عفلق الذي كان مقيماً في المدينة، ويحتل موقعاً رفيعاً على رغم أنه خارج إطار رئاسة الجمهورية.

> حول ماذا دار الحديث بينك وبين صدام، وهل كنت مطلعة على تجميع القوات العراقية على امتداد الحدود مع الكويت، وهل كانت الأقمار الاصطناعية التقطت ذلك؟

- ليس الأقمار الاصطناعيةّ فقط الكل في العراق كان يمكنه مشاهدة القوات وهي تتجه جنوباً. لم نكن نعرف عددها بالضبط، لكن ما شاهدناه كان كافياً لنفهم، مثلنا مثل الكويتيين، ما كان يجري، ما اثار قلقاً عميقاً لدى الجميع. إذاً، نعم كلنا على علم بما كان يُعد له. شهدنا زيارة الأمين العام للجامعة العربية وزيارة مبعوث مصري، إضافة إلى عدد من المبعوثين العرب الذين احيط وصول بعضهم بالتكتم، فلم نعلم بهم، لكن الكل كان قلقاً.

> هل كان بمفرده عندما استدعاك وقابلته؟

- كلا، كان طارق عزيز حاضراً وأيضاً اثنان أو ثلاثة من معاونيه لتسجيل المحاضر.

> هل خاطبك بشكل مباشر؟

- لا، ليس بشكل مباشر تماماً... بدأ ابلاغي كيف كان سلوك الكويتيين سيئاً، وتطرق أيضاً إلى الاجتماعات في جدة للقول إنهم كانوا منفعلين وألقى اللوم عليهم. وأثارت اتهاماته هذه للكويتيين لدي القلق من أن يكون ما سيقوله لاحقاً، سيعيدنا إلى الوراء 20 سنة عندما اعلن رئيس عراقي سابق أن الكويت جزء من الولاية الجنوبية للعراق . وتبادر الى ذهني أن هذا ما سيقوله. لكن على رغم ما كان تبقى لديه الكثير مما يقوله فقد أبلغته برسالتي.

> لكن الصيغة التي قدمتها بغداد عن اللقاء جاء فيها انكِ قلتِ لصدام أن الحكومة الأميركية لا تتدخل في الخلافات الحدودية بين دولتين عربيتين، وهو ما اعتبره بمثابة ضوء أخضر اميركي لمهاجمة الكويت؟

- هذه الصيغة من اختراع طارق عزيز، المعروف عنه أنه سيد الكلام بصفته وزير إعلام سابق ورئيس تحرير لصحيفة. والمؤكد أنني لم اعطِ صدام أي فكرة من نوع اننا لن نتدخل في خلاف حدودي، بل إن ما قلته هو إنه «ينبغي ألا يتدخل لا في الكويت ولا في أي مكان آخر». ثم قُطع اللقاء. فوقف بتهذيب بعد دخول أحد الأشخاص، وقال أرجو المعذرة لدي اتصال هاتفي مهم. فجلسنا جميعاً ننتظر عودته. وعاد ليقول لنا إن الرئيس المصري حسني مبارك اتصل به وأنه أبلغ مبارك «أن عليه ألا يقلق، وأن ليس هناك مشكلة وأنه يتعامل مع الأمور من دون إثارة المشاكل وكل شيء سيكون على ما يرام». فقلت له انني سأبلغ رئيسي بكثير من السرور بأنك أكدت لي أنه لن تكون هناك مشكلة.

> هل قلت له انك ذاهبة في اجازة؟

- كان بالطبع على علم بذلك. لأنه يتعين على أي ديبلوماسي أجنبي ابلاغ وزارة الخارجية للحصول على إذن. وهذا ينطبق على الديبلوماسيين العرب والأجانب. فعندما كان سفير الأردن في بغداد يرغب بالتوجه إلى بلده كان عليه أن يحصل على إذن من الوزارة، فصدام كان على علم بمغادرتي، وكنت أعد لعدم المغادرة عندما بدأ حشد القوات.

> ما الذي حملك على تغيير رأيك والمغادرة في اجازة؟

- الحماقة! اعتقد أنه بعدما قاله صدام لي وما قاله لمبارك (الرئيس المصري)، وقد تحققت مما قاله لمبارك من سفيرنا في القاهرة أنه ليس احمق لدرجة تجعله يجتاح الكويت، بعد ابلاغه الشخصية الأكثر نفوذاً في العالمين العربي والغربي بأنه لن يقدم على ذلك. واعتبرت أن بأمكاني اصطحاب والدتي المريضة إلى البيت والقيام بجولة ثم العودة بعد خمسة أيام. وعندما كنت أودعه قال لي صدام شيئاً لا اذكره بدقة، إنما كان معناه بإمكانك الذهاب الآن، فارتاحي واستمتعي بالاجازة ولكن عليك ابلاغ رئيسك بالمشكلات التي يثيرها الكويتيون.

ويجب أن اضيف أن طارق عزيز مسؤول إلى درجة كبيرة جداً عن نصح صدام عند مغادرتي للبلاد، لأن السفيرين البريطاني والروسي كانا غادرا في اجازة، ولم يكن في بغداد أي من ديبلوماسيي الدول الكبرى، فمن الجدير بالاهتمام اننا كنا جميعاً خارج العراق عندما اجتاح الكويت.

> بعض المصادر في وزارة الخارجية الأميركية أشار في حينه إلى عدم تلقيك تعليمات وتوجيهات من وزير الخارجية في حينه جيمس بيكر؟

- هذا غير صحيح. كانت لديّ تعليمات نقلتها. ولا بد من القول إن الاجتماع في واشنطن مع السفير العراقي في مقر وزارة الخارجية، تم قبل اسبوع من مغادرتي والتعليمات التي تلقيتها انبثقت عن هذا الاجتماع. فتوجهت الى وزارة الخارجية العراقية خمس مرات متتالية على ما اعتقد وكررت أنه ينبغي عدم القيام بأي عمل ضد الكويت.

وبالنسبة إلى مغادرتي، فقد كنت سألت قبل أسابيع عدة ما إذا كان بوسعي المغادرة، ولكن عندما أصبح الوضع مثقلاً بالتهديد اعتبرت أنه إذا قال صدام لي وللرئيس مبارك انه ليس هناك حرب، فإن الفرصة متوافرة أمامي لاصطحاب والدتي المريضة إلى البيت والتشاور مع وزير الخارجية.

وكانت هناك زيارة مهمة لوفد من الكونغرس كان من المقرر أن يصل إلى بغداد، فاعتقدت أنني سأعود في غضون خمسة أيام بحيث أكون موجودة خلال زيارة الوفد. وكنت آمل أن يلتقي صدام الوفد بحيث يدرك أنه ليست الحكومة الأميركية وحدها هي التي تطلب عدم اجتياح الكويت، بل ان الكونغرس والشعب الأميركي يعارضان هجومه على هذا البلد.

> لقد كان صدام مثيراً للرعب، فكيف تعاملت معه خلال اللقاء، بأسلوب ديبلوماسي أم بقسوة؟

- كنت أمثل رئيس الولايات المتحدة، لم أكن بالطبع خائفة من صدام حسين، لكن ما كنت أخشاه هو أن يخطئ أو أن يسيء التقدير، مثلما فعل، كان العديدون في العالم عازمون على الحؤول دون ضمه للكويت، واعتقد أنه أساء فهم عدد كبير من العرب، كانت لديه فكرة عن أن السعوديين، وأيضاً دول الخليج الأخرى، ستسمح بتجمع القوات على أراضيها، لكن أنا على ثقة من أنه اساء فهم مدى عزم الحكومة الأميركية. فقد قال لي أحدهم مرة إنه سُمع يتحدث عن كيفية ان حرب فييتنام اثرت سلباً في قرار الحكومة والشعب في الولايات المتحدة، معتبراً أنه ليست لدينا الشجاعة الكافية للقيام بأي عمل.

مثل الشاه

الأمر الآخر الذي يمكن أن يُقال عنه هو انه كان جاهلاً لدرجة لا تصدق، على رغم أنه لم يكن رجلاً غشيماً. فقد صمم بدلة حزب «البعث» بحيث تكون شبيهة بالبدلات العسكرية، ونحن نعلم أنه لم يقاتل ولا لدقيقة واحدة، ولم يدخل الجيش على الاطلاق، ولم يكن يعرف شيئاً عن الجيوش. لكنه على غرار الشاه، كلما ازداد عظمة كلما اعتبر أنه ازداد معرفة، فأصبح فجأة خبيراً بالمعدات العسكرية وبالاصلاح الزراعي والثقافة وبكل شيء آخر. وحيال شخص يمتلك مثل هذه الذهنية، ويعتبر فوق كل هذا أن «الدولة هي أنا»، فإن مقاييس التعامل معه تكون بالغة الخطورة.

> هل كان مصاباً بصمم تام، أم أنه أساء قراءة ما قلتيه له؟

- إنه، كما قلت، اعتقد أنه كان يستمع، وهو ليس غشيماً لدرجة أنه لا يستمع حتى ولو بإيجاز، لكنه اعتبر انني كنت أتحدث من تلقاء نفسي وأنه ليس لدى حكومتي أي قدر من الشجاعة، وأننا لن نقاتل، خصوصاً من أجل هذه الرقعة الصغيرة من الصحراء التي تمثلها الكويت.

> هل اعطاك الانطباع بأن القضية بالنسبة إليه هي سرقة الكويت للنفط، أم أنه مجرد شخص مصاب بجنون العظمة؟

- نعم، لقد كان مصاباً بجنون العظمة.

> هل كان فعلاً مدعوماً من قبل بعض الحلفاء العرب مثل عاهل الأردن الملك حسين، وفقاً للاشاعات التي ترددت؟

- لا أبداً، فالملك حسين كان يعلم أنه من الخطر جداً التعامل مع مصاب بجنون العظمة، لأنه قد ينقلب ضدك لاحقاً. واعتقد أن كامل سيرته السياسية نابعة من الرغبة في تجاوز ماضيه المهين. فهو انطلق من لا شيء وصنع نفسه بنفسه وأدرك قوة العالم. ومن يزور ما يسمى بمتحف الثورة في بغداد يعتقد أنه سيشاهد قميص صدام، لكن ما يراه هو آلة الطباعة التي كان يستخدمها للكتابة لأتباعه. وقد تربى في وقت اعتقد فيه العراقيون أنهم يستحقون تزعم العالم العربي على غرار المصريين. فكان هنا ولم يكن أحداً متنبهاً إليه باستثناء أولئك الذين تولوا شؤون حياته. ولا بد أنه كان على معرفة جيدة بآيديولوجية «البعث» في شبابه. وما كان يجري لم يكن خيار الحزب وميشال عفلق، إنما ما يساعده على تزعم العالم العربي. وبأي حال، فإنه اعتبر أنه هو الذي وقف ضد العدو القديم وهزمه (الحرب على إيران) «سارق العروبة»، وفقاً لما اعتاد على قوله خلال حربه على إيران.

> هل قال لكِ بعد ذلك اللقاء الشهير اذهبِي في اجازة ولا تقلقي لن أقوم بهجوم؟

- نعم قال لي اذهبي ومن فضلك أثناء وجودك هناك قولي لرئيسك ألا يقلق، لكن الوضع خطر هنا. فأجبت بالقول سأذهب لكنني سأعود سريعاً.

> لماذا إذن كل هذا اللوم الذي صدر عن واشنطن حيالك وحيال جيمس بيكر؟

- إن الرئيس بوش كان رائعاً. وطلب مني الذهاب لمقابلته. والحديث الذي دار بيني وبينه حول الشرق الأوسط جعلني أشعر كأنني أتحدث مع أي شخصية مهمة من الشرق الأوسط يمكن أن تخطر على بالي. كان مسترسلاً في التفكير، وبدا شديد التفهم وشديد القلق وفقاً لما استوجبه الوضع. لكن كل شيء بقي عند هذا الحد. فما من أحد كان يرغب بتحمل اللوم. أما أنا فسعيدة لتحمل اللوم. ربما انني لم أكن قادرة على اقناع صدام بأننا سنقوم بما كنا نقوله، على رغم اعتقادي بصدق أن ما من أحد في العالم كان بإمكانه اقناعه. وعلى رغم انني أقنعت بعض المحيطين به بأننا نعني ما نقوله، فما من أحد كان يجرؤ على القول له إن حساباته السياسية حول العالمين العربي والغربي غير صحيحة، وان تحليله لوضع بلده كان خاطئاً، لأن الشيعة لم يكونوا يخافونه بالقدر الذي كان يعتقده.

> ما هي التعليمات التي تلقيتها من واشنطن، واعتبروا أنكِ لم تنفذيها؟

- ليس هناك اطلاقاً ما لم أنفذه. فكل شيء كان معروفاً، وكنا أجرينا كل هذه الاجتماعات في وزارة الخارجية قبل أن أقابل صدام. كانوا يعلمون أنني قمت بما طُلب مني.

> لكن هل حصل خطأ ما من جانب أحد ما؟ ولماذا هذا الحكم عليكِ كما لو أن هناك شيئاً خاطئاً؟

- لأن الجميع اعتقد بأن أمامنا متسع لالتقاط الانفاس. فالرئيس مبارك أدلى بتصريح قال فيه إنه تحدث مع صدام، وان ما من شيء سيحدث. لذا اعتقد اننا كنا جميعاً على خطأ، وأن كل واحد منا كان مخطئاً. أنا لست عربية، لكن بوسعي القول إنه حتى العرب كانوا مخطئين. فالكل استرخى بعض الشيء، معتبراً أنه لم ينفذ الهجوم على الفور. وبرأيي الشخصي وبمعزل عما نقله إليه سعدون حمادي بعد اجتماع جدة، فإن هذا الاجتماع جعله يتخذ قراره بعدم السماح لهذه الدولة الصغيرة بنظره، أي الكويت، التدخل مجدداً بما يعود إليه وإلى العراق. ويجب ألا تنسي أن قناعته الراسخة كانت أنه بوقوفه في وجه إيران، فإنه انقذ هذه الدول الصغيرة في المنطقة، وأنها مدينة له بالمال والاحترام. وبرأيي ان هذه الطريقة التي كان يفكر بها.

> هل قال لكِ هذا؟

- كلا، لكن اعتبر أن هذا ما كان يفكر به.

> ماذا عن القيادة الكويتية، ما الذي كان يجري معها وهل تحدثت إليها؟

- وهل كان بوسعهم أن يفعلوا المزيد؟ لقد أقمت في الكويت، وأحب كثيراً هذا البلد وشعبه المقدام وصاحب العقل التجاري. ولعل البيروتيين هم الأكثر قدرة على تفهم الكويتيين، فهم رجال أعمال أذكياء وعاشوا في تلك الفترة في ظل الشقيق الأكبر، وهذا لم يكن مريحاً. وفي ذاك الوقت، فإنهم بذلوا كل ما في وسعهم للحفاظ على سيادة دولتهم في وجه الذئب الذي يريد الانقضاض عليها.

> هل تعتبرين أن اجتياح صدام للكويت كان بداية النهاية بالنسبة إليه؟

- لقد أثر فيه هذا بالتأكيد لكنه انعش استياء بالغاً في أوساط الشيعة في كربلاء والنجف، لأنهم تذكروا ما حدث في نهاية الحرب العراقية - الإيرانية. وقال لي استاذ عراقي مرموق في جامعة بغداد وهو من السنّة وتعرض لتعذيب في عهد صدام وغادر العراق قبل سنوات من الحرب، أمراً شديد الوضوح، لكننا أحياناً نغفل الأمور الواضحة. قال إن الأمر الوحيد في العالم الذي يحمل السنّة الذين أرهبهم صدام على الالتفاف وراءه، هو بروز إمكانية حقيقية لسيطرة الشيعة على بغداد، فهذا أمر واضح بالتأكيد لكن على من يعمل في الحقل الديبلوماسي أن يتذكره.

> لكن الشيعة لم يتفقوا مع إيران خلال الحرب، بل دعموا صدام؟

- لم يبدوا أنهم مع إيران، لكنه كان دائم القلق من ذلك، وهذا ما جعله يتعامل معهم بقسوة أكبر.

> منذ مغادرتك العراق، كيف تنظرين إلى ما حصل؟ وما رأيك بمحاكمة صدام ومقتل عدي وقصي؟

- الماضي هو الماضي، فإما أن نتعلم منه وإما لا. فالبريطانيون كان لديهم سلاح ممتاز هو Gatlin gun، وعلى رغم ذلك، فإنهم لم يتمكنوا من اخضاع العراق. ونحن حاولنا القيام بذلك، لكن تناقضات العراق ومشكلاته كافة طافت على الواجهة، والكل يتفق على ذلك. وما حصل لصدام كان على ما يبدو نتيجة قرار عراقي. واعتقد أنه كان قراراً صعباً بالتأكيد، فطالما بقي على قيد الحياة، فإن عدداً كبيراً من العراقيين كانوا سيخشون من ظهوره مجدداً. أما أن يتحول إلى شهيد، فهذا يمثل النقيض الآخر. وبأي حال ليس بوسعي أن أحكم على الموضوع، فهو موضوع عراقي وليس أميركي.

> ولكن كيف نظرتي إلى المحاكمة وتطوراتها؟

- لا أعرف. فما قرأته كان في الصحف. وببساطة ليس بوسعي التعليق على المحاكمة.

> هل تعتبرين أن الحرب الأميركية على العراق أمر جيد؟

- لقد قلت إن البريطانيين، على رغم التكنولوجيا المدهشة التي كانت لديهم في ذاك الوقت، بذلوا أقصى ما بوسعهم، وكانوا يتحدثون العربية، أكثر من قوات التحالف الحالية، كما كانت لديهم كل الخرائط وكانوا يعرفون كل بقعة في العراق من الشمال إلى الجنوب ولم يفلحوا. واعتقد أن أسباب عدم نجاحهم في متناول أي كان، وأن المصاعب ذاتها عادت الى البروز الآن. وكما قلت إن العامل الوحيد الذي يحمل السنّة على التماسك ودعم تكريت بعد غياب صدام هو خوفهم من أن يحكمهم الشيعة، وهذا واضح بالنسبة إلينا جميعاً.

> هل تعتقدين أن العراق سيبقى طويلاً تحت الاحتلال؟ وهل سيكون بإمكان أي رئيس أميركي جديد الانسحاب منه؟

- افترض ان كل الأمور ممكنة وأن كلاً منها غير عاقل. والأمر الوحيد الذي يهمني حدوثه هو بلورة ديبلوماسية خلاقة ونشيطة وشجاعة. واعتقد انه ينبغي ان يكون هناك لدى الغرب فهم حقيق وأكثر عمقاً، للعداوات في العراق، فمن السهل الإدلاء بخطب للقول ان الأكراد مختلفون جداً عن العرب وان الشيعة العرب مختلفون جداً عن السنة. فالمصاعب القائمة على هذا الصعيد عميقة جداً ومعقدة وقديمة. وهذا ما ينبغي تفهمه بطريقة أفضل بكثير. وقد وبخت في إحدى المرات لأني قلت اني أخالف ما كان يقال في حينه، عن وجود محور أزمات جديد يقع خارج فلسطين.
 
"نسامح.. ولا ننسى".. 30 عاما على غزو العراق للكويت

ba4ef170538bee2124019a1110427fe6.jpg


فرانس بريس

قبل 30 عاما، غزا صدام حسين دولة الكويت المجاورة وأعلنها "المحافظة رقم 19" للعراق. أما اليوم، أعاد معارضوه، الذين باتوا في السلطة العلاقات مع الجار الاستراتيجي، لكن جراح حرب الخليج الثانية لا تزال قائمة بالنسبة للكويتيين والعراقيين.

من بغداد إلى البصرة، ومن كركوك إلى بابل، يجمع العراقيون على أن الغزو، الذي بدأ في الثاني من أغسطس من العام 1990، واحتلال الكويت الذي انتهى، في السادس من مارس 1991، بتدخل من تحالف دولي قادته واشنطن "كان بداية النهاية".

تقول أم سارة، وهي مدرسة متقاعدة من بغداد، إنه "منذ غزو الكويت لم نر استقرارا ولا أمنا"، إذ أن القائمة تطول بدءا من الحصار، مرورا بالحرب الأهلية، والعنف الطائفي، وصولا إلى اجتياح تنظيم داعش للبلاد.

بدأ كل شيء بعد أربعة أيام من دخول القوات العراقية إلى الكويت. أعلنت الأمم المتحدة حينها حصارا لم يخرج منه العراقيون إلا بعد دخول الأميركيين البلاد في العام 2003 وإطاحة نظام صدام حسين.

والدينار العراقي، الذي كانت قيمتها يوما تساوي ثلاثة دولارات، انقسم على تسعة آلاف، وراتب جاسم محمد، المدرس في مدينة الكوت جنوب بغداد، كان يساوي "سعر دجاجة في السوق". ولذلك، في بعض الأيام "أكلنا كل شيء في الحصار، حتى أعلاف الحيوانات حولناها غذاء"، وفق، ياسر الصفار، الذي يبلغ من العمر 44 عاما وكان شاهداً على سنوات الحصار.

original.jpg


حرب.. على الهواء مباشرة

ويشير محمد، لوكالة فرانس برس، إلى أن "الحصار غير أخلاقيات المجتمع، وكان الخطوة الأولى لخلق الفساد المالي والإداري في البلد"، الذي يحتل مراتب متقدمة اليوم في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم.
وعايش، هشام محمد، مرحلة تدني المستوى الطبقي لوالده، الذي كان من أهم مستوردي معدات البناء.

يقول، محمد البغدادي الخمسيني "بعد دخول العراق في حصار شديد وانهيار العملة وتوقف الاستيراد بشكل تام، فقد والدي عمله التجاري وكل الأموال التي كان لديه نقدا، قرابة مئة ألف دينار، أي ما كان يساوي ثلاثة ملايين دولار، وصارت فجأة بلا قيمة".

ازدهرت حينها طبقات أخرى من المجتمع، وهي طبقة الـ"جُد بالموجود" أو "تدبّر نفسك"، وهم أولئك الذين كانوا يعرفون كيفية تجديد إطار مثقوب، أو تحويل توربينات من دون قطع غيار، والذين أعادوا استخدام قناديل الكاز بغياب الكهرباء، أو استخدام الثياب البالية لمئات المرات.
أما الجيش، فقد خسر كل شيء، وعلى مرأى من كاميرات العالم أجمع الذي كان يواكب "عاصفة الصحراء"، أولى الحروب المنقولة مباشرة على الهواء.

رأى سرمد البياتي، الذي كان ضابطا في تلك الحقبة، جنودا يعودون إلى العراق مشيا! وبمجرد عودتهم "كانوا يمتهنون أعمالا صغيرة أثناء الإجازة لتغطية نفقاتهم".

ومع غرق العراق في الركود الاقتصادي، ازدهرت الكويت. لكن عائلات عدة لا تزال ترثي قتلاها ومفقوديها، ولا يزال السجناء السابقون يتحدثون عن التعذيب، كما أنه في الصيف الماضي، أعيدت إلى الكويت جثث عثر عليها في مقابر جماعية في جنوب العراق.

قامت عائلة أحمد قبازرد، أحد وجوه "المقاومة الكويتية" الذي تعرض للتعذيب وأعدم، بتحويل المنزل الذي دمره العراقيون جزئياً، إلى متحف صغير لأهوال الاحتلال.
ورغم إعادة بناء المنزل اليوم، تقول ابنته شروق التي كانت في السابعة من عمرها وقتذاك "لا أستطيع أن أقول إنني متصالحة مع نفسي في مشاعري مع الشعب العراقي، ولكن هذا ليس ذنبهم. لقد اكتشفنا بعد سنوات أن العراقيين كانوا يعانون من القمع وعانوا من الطاغية صدام حسين".

غيداء العامر، شعرت أيضاً بـ"فرحة" عند سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، فقبل 20 عاما من ذلك اليوم شنقت أختها "بواسطة سلك كهربائي بعدما أخذتها القوات العراقية... بسبب انضمامها للمقاومة الكويتية".

920514-F-XX000-411.JPG


الديون قائمة

سجلت الكويت كل الدمار وعمليات القتل والتعذيب والسجن، وحددت خسائرها، وقدمت الأمم المتحدة الفاتورة إلى العراق.

وخلال 30 عاما، دفعت بغداد 51 مليار دولار، ولا يزال العراق، الذي يشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه اليوم، مدينا بنحو أربعة مليارات دولار.

واستغرق إصلاح العلاقات بين البلدين 20 عاما. ولم ترفع الأمم المتحدة العقوبات التي فرضتها في العام 1990، إلا في العام 2010، أي بعد سبع سنوات من سقوط صدام حسين.

ورغم ذلك، لا تزال الخلافات الحدودية قائمة، إذ أن العراق يعترف بالحدود البرية التي رسمتها الأمم المتحدة في العام 1993، لكنه يعتبر أن حدوده البحرية تمنعه من الوصول إلى الخليج، وهو أمر حيوي لاقتصاده. ولذلك تعتقل البحرية الكويتية الصيادين العراقيين بانتظام.
أما المفقودون، فلا يزالون بالآلاف من الجانبين. وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتم إعادة سوى 215 كويتيا و85 عراقياً.

لكن بالصورة الكبرى، تحسنت العلاقات بشكل كبير بين البلدين. وفي العام 2018 استضافت الكويت مؤتمرا للمانحين لإعادة بناء العراق، وكانت أول من ساهم بمبلغ ملياري دولار.

لكن شروق قبازرد تلفت إلى أنه "لا يمكن أن أنسى الغزو".
وتضيف أن "الغزو يعتبر أهم مرحلة بالنسبة لجيلي ... يمكن أن نتسامح ونتصالح، لكن لا يمكن أن ننسى ما حصل".

August-2-1990-Iraqi-tanks-060.jpg

لحظة دخول الدبابات العراقية الكويت

فرانس برس
 
صدام غبي الله يرحمه ضيع العراق وورط المنطقة
ليس غبي بل متهور و مغرور أضف إلى ذلك أنه دكتاتوري .

لو كان غبي لما حكم العراق لعقود و استطاع قمع مظاهرات و ثورات و محاولات الإنقلاب عليه
 
ليس غبي بل متهور و مغرور أضف إلى ذلك أنه دكتاتوري .

لو كان غبي لما حكم العراق لعقود و استطاع قمع مظاهرات و ثورات و محاولات الإنقلاب عليه

history-vault-operation-desert-storms-featured-photo.jpg


لم يكن قط غبي بقدرما أنه سقط في فخ سفيرة واشنطن في العراق ولأن الاستخبارات الأمريكية علمت بأن العراق يمكنه أن يشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل ،ثم تفخيخ محتوى الكويت بأنه أرض عراقية وان الإنتداب البريطاني هو من قسم الكويت ومنحها الاستقلال الذاتي،وعلى هدا المنوال فالكويت جزء لا يتجزأ من العراق.
صدام بلع الطعم وسقط في الفخ فكانت النتيجة غزو الكويت وبعدها ثم غزو العراق.
 
هده هي خريطة العراق قبل 100 عام وكيف تم التلاعب بصدام و إيهامه بأن الكويت أرض عراقية حتى يدخلها وتتم الحجة عليه لتغزوه واشنطن تحت دريعة غزو الكويت.

8801.jpeg
 
ليس غبي بل متهور و مغرور أضف إلى ذلك أنه دكتاتوري .

لو كان غبي لما حكم العراق لعقود و استطاع قمع مظاهرات و ثورات و محاولات الإنقلاب عليه

لا والله غبي وفيه نذاله ابعد الناس الفاهمة وحط اقاربه اللي بعضهم من شرطي مرور لوزير
 
لا والله غبي وفيه نذاله ابعد الناس الفاهمة وحط اقاربه اللي بعضهم من شرطي مرور لوزير
علينا قبل أن نكيل القذف في حق صدام أن نسأل اغبى سؤال :من من حكام العرب لحد الساعة من ليس من أهله وذويه في أعلى المناصب القيادية العليا في الدولة؟؟؟ واتحدى اي واحد يقول ليس هناك من اقارب الملوك والرؤساء العرب من يعتلي ارقى المناصب سواء في البلاد أو خارجها.
 
لو لم تنصب واشنطن الفخ لصدام ماكان ليدخل الكويت ابدا ،ولكن شياطين البيت الأبيض سولوا له وزينوا أعماله وقالوا له :تلك أرضكم ولا شأن لنا بكم ،والحقيقة المطلقة أن صدام كان يعمل وقتها في تطوير صواريخ متوسطة المدى مثل القادسية ،ام المعارك ..التي ستكون تل أبيب هدفا لها في اي حرب مقبلة.
لنقيس خبر ضرب المفاعل النووي العراقي في بداية التمنينات،من هده النقطة بالذات ،كانت واشنطن تفكر في خطر الجمهورية العراقية ،الكويت كانت للأسف طعم سياسي لتصفية الجمهورية العراقية .
 
علينا قبل أن نكيل القذف في حق صدام أن نسأل اغبى سؤال :من من حكام العرب لحد الساعة من ليس من أهله وذويه في أعلى المناصب القيادية العليا في الدولة؟؟؟ واتحدى اي واحد يقول ليس هناك من اقارب الملوك والرؤساء العرب من يعتلي ارقى المناصب سواء في البلاد أو خارجها.

الملكيات تختلف عن الجمهوريات

لكن من غير صدام وحافظ !
 
لو لم تنصب واشنطن الفخ لصدام ماكان ليدخل الكويت ابدا ،ولكن شياطين البيت الأبيض سولوا له وزينوا أعماله وقالوا له :تلك أرضكم ولا شأن لنا بكم ،والحقيقة المطلقة أن صدام كان يعمل وقتها في تطوير صواريخ متوسطة المدى مثل القادسية ،ام المعارك ..التي ستكون تل أبيب هدفا لها في اي حرب مقبلة.
لنقيس خبر ضرب المفاعل النووي العراقي في بداية التمنينات،من هده النقطة بالذات ،كانت واشنطن تفكر في خطر الجمهورية العراقية ،الكويت كانت للأسف طعم سياسي لتصفية الجمهورية العراقية .

اطماع العراق بالكويت قديمة من ايام عبدالكريم اظن

عنده نفط وارض خصبة و٣ مناخات للزراعه بالجنوب والوسط والشمال البارد ونهرين واستلم حكم و دمر الصناعات اللي كانت بالعهد السابق لكن الثور ثور
 
اطماع العراق بالكويت قديمة من ايام عبدالكريم اظن

عنده نفط وارض خصبة و٣ مناخات للزراعه بالجنوب والوسط والشمال البارد ونهرين واستلم حكم و دمر الصناعات اللي كانت بالعهد السابق لكن الثور ثور
لا اعتقد في هدا ولكني على يقين بأن غزو دولة الكويت كانت بإعاز من واشنطن ،سابحث عن المصادر.
 
الملكيات تختلف عن الجمهوريات

لكن من غير صدام وحافظ !
لمادا يا استاذ بعض دول الخليج ديكتاتورية أكثر من جمهورية صدام حسين.
 
لنحاول فهم كيف تم إسقاط صدام حسين في فخ الكويت وكيف كانت قوام الجيش العراقي يضرب لها الف حساب في اسرائيل :

القوات البرية

* مجموع الأفراد


350 ألفا (بما في ذلك نحو مائة ألف من جنود الاحتياط)، وتتكون القوات البرية من:

– سبعة فيالق

– ثلاث فرق مدرعة

– 11 فرقة ميكانيكية

– ست فرق من قوات الحرس الجمهوري

– أربعة ألوية من الحرس الجمهوري الخاص

– خمسة ألوية من الفدائيين

– لواءين من القوات الخاصة

* المعدات

في بداية عام 1987 ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، برز العراق أكبر سوق للسلاح في العالم، فقد كان يشتري أسلحة من الاتحاد السوفياتي وأميركا وفرنسا والصين وألمانيا الغربية وإيطاليا والبرازيل وبولندا وتشيكوسلوفاكيا ومصر ودول أخرى.

ووفقا لتقييم كانت قد أعدته الهيئة الأميركية لمراقبة ونزع الأسلحة، استورد العراق ما قيمته 24 مليار دولار من المعدات العسكرية بين عامي 1981 و1985.

بيان بمعدات القوات البرية

المعدات
العدد
دبابات قتالية رئيسية​
2600​
عربات استطلاع​
400​
عربات قتال مشاة مدرعة​
1200​
ناقلات جند مدرعة​
1800​
مدفعية مقطورة​
1900​
مدفعية ذاتية الدفع​
200​
قاذفات صواريخ متعددة​
200​
مروحيات​
164​

الحرس الجمهوري

كان أكثر القوات ولاء للنظام ويتمتع بأفضل تدريب، ولديه أحدث المعدات، ويعامل أفراده معاملة خاصة.

بدأ الحرس الجمهوري حرسا خاصا لصدام حسين، ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية شكل عنصر الهجوم الرئيسي للجيش.

وفي أغسطس/آب 1990 كان عدد أفراد الحرس الجمهوري 150 ألفا، وبعد حرب الخليج عام 1991 تراوح عدده بين ستين وثمانين ألفا.

الحرس الجمهوري الخاص

تأسس بعد حرب الخليج عام 1991 وتركزت مسؤولياته في حماية الرئيس وضمان أمن العاصمة والقصور الرئاسية والمرافق الحيوية الأخرى.

بلغ مجموع عناصره نحو 16 ألفا وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

الجيش الشعبي

تشكل عام 1970 ثم تطور بسرعة على مدار السنين. وفي عام 1987 بلغ مجموع كل القوات المسلحة باستثناء الجيش الشعبي مليون فرد، في حين كان عدد الجيش الشعبي وحده 650 ألفا.

تكون من متطوعين مدنيين محدودي التدريب وغير مجهزين تجهيزا جيدا.

القوات الجوية

بلغ مجموع أفرادها نحو عشرين ألفا، في حين وصل عدد المقاتلات 316 مقاتلة.

بيان بالقوات الجوية

نوع الطائرة
العدد
قاذفة​
6​
قاذفة مقاتلة​
130​
مقاتلة​
180​
استطلاع​
5​
صهريج وقود​
2​
نقل​
41​
تدريب​
157​
مروحية​
164​

قيادة الدفاع الجوي

وصل مجموع أفرادها إلى حوالي 17 ألفا. كانت قيادتها المركزية في العاصمة بغداد، بينما توزعت مراكز الدفاع الجوي المحلية على كل من كركوك (الشمال)، وكوت الحي (الشرق)، والبصرة
(الجنوب)، والرمادي (الغرب).

القوات البحرية
بلغ مجموع عناصرها نحو ألفين.

بيان بالقوات البحرية

السفن
العدد
فرقاطة
1
زوارق دورية
5
زوارق أخرى
150
سفن مضادة للألغام
3
برمائيات
1
سفن إسناد وأخرى
6
زورق بخاري رئيسي
1

قوات أخرى

مجموع الأفراد:
نحو 44 ألفا، موزعة كالتالي:

قوات الأمن: حوالي 15 ألفا.

حرس الحدود: نحو تسعة آلاف

فدائيو صدام: نحو 20 ألفا
 
لمادا يا استاذ بعض دول الخليج ديكتاتورية أكثر من جمهورية صدام حسين.

دول الخليج ماتقوم طيران ومروحيات وتحرك دبابات لقتل الشعب
مثل الجمهوريات

بما انك من المغرب وصحح لي اذا غلطان
الملك محمد السادس يتعامل مع مؤسسات الدولة او الشعب مثل دول الجمهوريات من حولك !! اكيد لا وفيه فرق
 
دول الخليج ماتقوم طيران ومروحيات وتحرك دبابات لقتل الشعب
مثل الجمهوريات

بما انك من المغرب وصحح لي اذا غلطان
الملك محمد السادس يتعامل مع مؤسسات الدولة او الشعب مثل دول الجمهوريات من حولك !! اكيد لا وفيه فرق
لكن هي افتك في التصفية الجسدية ;)
 
لكن هي افتك في التصفية الجسدية ;)

كل الدول العربية والغربية لها حدود معينة تتسامح فيها مليكات وجمهوريات ما جبت شي جديد ;)

لكن بما انك جبت الطاري والوضع كان مراقب من الترك
من البداية يدل على حقارة الاتراك على من تستخدمهم لمصالح بلادهم .. والنهابة فشلت بعد مانبح اردوغان كثيرا

لكن ماجاوبتني مملكتكم العزيزة تعاملها مثل الجمهوريات !
 
عودة
أعلى