سليمان الحلبي السوري قاتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,796

سليمان ونس الحلبي ( 1777 - 1801 )، هو سليمان بن محمد أمين الحلبي، مجاهد سوري، كان عمره 24 عاماً حينما اغتال الجنرال كليبر - أو ساري عسكر- كما أطلق عليه الجبرتي - قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798م-1801م)


ولد في حلب عاصمة ولاية حلب العثمانية ، صنعته كاتب عربي ، سكنته في حلب ، كان قد سكن سابقاً 3 سنوات في مصر و3 سنوات في مكة والمدينة.


اسمه كما ورد في موسوعة حلب للعلامة خير الدين الأسدي هو : سليمان ونس وهو من مواليد حلب - حي البياضة قرب باب الحديد اما نسبته لبعض قرى عفرين الكردية فهي غير صحيحة ولم تثبت ابدا


كذلك مما يفتريه عليه الاستعمار وبعض المستشرقين انه قتل كليبر بهدف رفع الضرائب التي فرضها العثمانيون على ابيه وهذا غير صحيح فسليمان الحلبي انما كان هدفه قتل نابليون بونابارت ولكن الاقدار شاءت ان يكون القتيل كليبر بسبب سفر نابليون بونابارت

وانما كان دافع سليمان الحلبي هو الجهاد في سبيل الله ومقاومة الفرنسيين خاصة بعدما ارتكبوامجازر كبيرة في مصر ودخلوا بخيولهم الى الازهر الشريف واعدموا بعض علماء الازهر



حياته:
----


ولد ونشأ في حلب، وتلقى علومه الابتدائية في كتاتيبها. ثم أرسله والده إلى مصر لتلقي العلوم الشرعية في الأزهر الشريف، وحج في تلك الحقبة مرتين مع الحج المصري.

ومن أشهر استاذته في الازهر كان الشيخ أحمد الشرقاوي الذي اقتاده الفرنسيون إلى القلعة حيث ضربت عنقه مع أعناق الشيوخ الأزهريين المجاهدين الخمسة الآخرين

قطع سليمان ونس الحلبي دراسته في الأزهر وعاد إلى حلب حين علم أنّ أباه مريض ولكنه بعد أن اطمأن على صحة والده رجع لاستكمال تعليمه.

وفي طريق عودته إلى أرض الكنانه عرج سليمان على مدينة القدس ومنها سافر إلى غزة فوصلها في أوائل شهر أيار 1800م، وكانت ثورة القاهرة الكبرى قد باءت بالإخفاق في شهر نيسان من العام نفسه، ووردت الأخبار عن فظائع الفرنسيين في قمعها مما أوقد في النفوس نار الثأر لشعب مصر والدفاع عن حريته وكرامته.






مقدمات إيفاد سليمان الحلبي لقتل نابليون بونابارت
---------------


ان ما يذكره المؤرخون الفرنسيون عن ان سليمان الحلبي قتل كليبر طمعا برفع الضرائب عن والده لا صحة له .

فسليمان الحلبي انما قتل كليبر بدافع الجهاد ومقاومة الفرنسيين وليس بدفع من العثمانين .

والحقيقة ان سليمان الحلبي كان يخطط لقتل نابليون بونابارت وليس كليبر ولكن الاقدار جعلت نابليون يسافر فكانكليبر هو الضحية حيث تكونت فكرة مقاومة الفرنسيين في رأس سليمان الحلبي بعدما ارتكبوا من مجازر بحق مصر واهلها وهو كما تروي الروايات واجه الموت بكل شجاعة مردداالشهادتين وايات من القران الكريم بالرغم من التعذيب الفظيع الذي تعرض له واعدامه بطرق همجية (الخازوق)



 
التعديل الأخير:

اغتيال كليبر
=====



كان كليبر ذهب في صباح ذلك اليوم إلى جزيرة الروضة لتفقد عرض عسكري لكتيبة من الأروام انضمت للجيش الفرنسي في مصر، عاد بعدها بصحبة المهندس المعماري "بروتان" لمتابعة أعمال ترميم مقر القيادة العامة ودار إقامته في الأزبكية الذي أصيب بأضرار خلال انتفاضة القاهرة الثانية، وانصرفا معا إلى دار الجنرال "داماس"، رئيس الأركان، لتناول الغداء مع مجموعة من القادة وأعضاء المجمع العلمي

عاد الاثنان إلى مقر القيادة العامة وكانت حديقة القصر تجاور منزل داماس، وبينما كان كليبر وبروتان يسيران في الحديقة خرج عليهما رجل اقترب من كليبر مستجديا شيئا، فلم يخالج كليبر ارتياب من نوايا الرجل فمد كليبر إليه يده، فطعنه سليمان الحلبي طعنة في قلبه، وأسرع بروتان للإمساك به فكان نصيب المعماري ست طعنات سقط بها على الأرض.


وعاد سليمان الحلبي إلى كليبر مرة أخرى وطعنه ثلاث طعنات للتأكد من قتله، على الرغم من أن الطعنة الأولى كانت القاضية على حياة الجنرال وفقا لتقرير كبير أطباء وجراحي الحملة الفرنسية "ديجنيت".

تلقى أهالي القاهرة نبأ اغتيال كليبر بخوف وحذر من ثأر الفرنسيين، بينما تلقاه الفرنسيون بحزن وحذر من اندلاع انتفاضة ثالثة من الأهالي، وهددوا بالثأر وإحراق المدينة انتقاما لمقتل قائدهم، وأُطلقت دوريات عسكرية للبحث عن الجاني.


_101990432_deag.dagliorti.jpg

طعن سليمان الحلبي كليبر أربع طعنات قاتلة بينما طعن المهندس بروتان ست طعنات
 
التعديل الأخير:

" اعتقال سليمان الحلبي "
=========



عثر الجنود بعد ساعة واحدة من الاغتيال على سليمان الحلبي مختبئا خلف جدار في حديقة مجاورة، وأدركه اثنان من حرس مقر القيادة وعثرا على الخنجر الذي طعن به كليبر وبروتان مدفونا في المكان وعليه أثر دماء، وتعرّف عليه بروتان بعد وضعه وسط مجموعة من العمال بغية التأكد من عدم الخلط بينه وبين شخص آخر.


ساءت الحالة المعنوية في الجيش الفرنسي فور إعلان نبأ اغتيال كليبر كما يتضح من وصف شاهد عيان هو الضابط جوزيف- ماري مواريه في "مذكرات عن حملة مصر" التي نشرها عام 1818 :


"أي غم وأسى أصابنا حينما علمنا بنبأ وفاة كليبر مغتالا بيد آثمة. ولو أن أبا عزيزا علينا هو الذي فقدناه ما كنا بكيناه بالمرارة التي بكينا بها هذا القائد العزيز صديق الجنود. من لنا بخليفة بمثل قدره يكن لنا نفس القدر من الود كهذا القائد الكريم؟ أين نجده؟"



وقال شهود عيان إن سليمان الحلبي كان يقتفي أثر كليبر، فقد رأوه في الجيزة يسعى إلى دخول مقر القيادة بحجة تقديم شكوى، لكن الضابط "بيروس"، سكرتير كليبر، رفض السماح له بالمقابلة. وفي صباح يوم الاغتيال تسلل وسط جماعة من الخدم ورآه الضابط "ديفوغ"، ياور كليبر الخاص، وحسبه من العمال لكنه ارتاب في أمره وأمر بطرده من الحديقة.



لم تكن القاهرة غريبة عن سليمان الحلبي نظرا لأنه درس في الأزهر لمدة ثلاث سنوات من قبل، وتشير التحقيقات إلى أن سليمان نفذ جريمته بمفرده واكتفى بكشف مشروعه لأربعة من طلاب الأزهر يثق بهم هم : محمد الغزي وعبد الله الغزي وعبد القادر الغزي وأحمد الوالي، الذين حاولوا منعه من تنفيذ خطته.



تشكلت محكمة عسكرية فرنسية يومي 15 و 16 يونيو/حزيران 1800 للنظر في القضية، ونُشرت تفاصيل التحقيقات في قضية مقتل كليبر بثلاث لغات، الفرنسية والتركية والعربية، وحملت النسخة العربية نصا اسم "مجمع التحريرات المتعلقة إلى ما جرى بإعلام ومحاكمة سليمان الحلبي قاتل صاري عسكر العام كلهبر"، وهي نسخة كتبها مترجمو الحملة أنفسهم ونُشرت بمطبعة الجمهورية الفرنسية في مصر عام 1800، اعترف فيها الحلبي بتفاصيل الخطة كهذا المقتطف المنقول نصه من التحقيق الأول معه





التحقيق والحكم
----------



حققوا معه ومع من عرف أمره من المجاورين، وأصدر مينو في اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية لمحاكمة قتلة كليبر وهذه المحكمة مؤلفة من 9 أعضاء من كبار رجال الجيش وكانت رياسة المحكمة للجنرال رينيه.

حكم عليهم حكماً مشدداً بالإعدام إلا واحداً ثبتت براءته،


حكم الفرنسيون على سليمان الحلبي : (بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور) -المختار من تاريخ الجبرتي، (كما كانت العادة في أحكام الإعدام)


- ونفذوا ذلك في مكان علني يسمى - تل العقارب بمصر القديمة - على أن يشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة•



وقد واجه سليمان الحلبي المحكمة بكل شجاعة ولم يضعف رغم اسلوب الفرنسيين الهمجي في محاكمته وقتله استشهد رحمه الله وهو يردد الشهادتين وايات من القران الكريم ولم يصدر منه اي تصرف يوحي بالصعف او الندم



زاد ارتياب الفرنسيين في الأزهر بعد مقتل الجنرال كليبر، حيث كان يأوي إليه سليمان الحلبي وشركاؤه، وبه قضى نحو ثلاثين يوماً مصمماً على القتل ثأراً لكرامة الإسلام من احتلال الفرنسيين لمصر، ولما رأى العلماء أن الأزهر أصبح عرضة للريبة والتفتيش أغلقوه، وظل الأزهر مقفلاً حتى جلاء الفرنسيين عن مصر، فأعيد فتحه عام 1216هـ/1801م..


أرخ الجبرتي لهذا الموضوع فوصف الحلبي بالقاتل الذي غدر بالجنرال كليبر الذي كان يريد الخير بمصر وأشاد الجبرتي بنزاهه المحكمة التي حاكمت القاتل ورفاقه المصريين وحكمت عليهم بالموت.



أما الأزهر الذي كان يمثل رأي الشرع فقد اعتمد الرأي الشرعي في قضية مقتل الحلبي مستشهداً بالآية الكريمة: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء وإن الله مانح الملك قد منح الملك لنابليون وان الحلبي و كل من يقف بوجه هذا انما يقف بوجه مشيئتة سبحانه وتعالى.

ولم ينس الأزهر أن يلمح إلى أن الحلبي أراد زرع الفتنة وتطوع الأزهر بتسليم ثلاثة من طلبة الأزهر أصدقاء الحلبي للفرنسيين لكي يتم إعدامهم حفاظاً على أمن وسلامة البلاد من المخربين



وبالفعل أعدم الفرنسيون الطلبة أمام الحلبي ثم قاموا بحرق يده كما أمرت المحكمة حتى ظهر العظم دون أن ينطق بكلمة أو يستجدي وأجلسوه على الخازوق الذي خرج من رأسه مخترقاً جمجمته ولم ينطق خلال المدة التي قضاها على الخازوق بكلمة غير الشهادة إلى أن لفظ أنفاسه ثم تركت جثته في العراء حتى نهشتها الطيور.
 
التعديل الأخير:
نجح الطبيب الفرنسي لاريه، من أعضاء المجمع العلمي، في الحصول على جثمان سليمان الحلبي وضمه إلى مجموعته الخاصة، وعرض جمجمته على طلبة الطب ودراستها لعدة سنوات قبل أن ينتهي بها المطاف للعرض في متحف الإنسان بقصر "شايوه" في باريس.



جمجمة سليمان الحلبي والخنجر الذي استخدمه في قتل كليبر معروضان في متحف الإنسان بباريس، تحت لافتة، "المجرم"، بالفرنسية.
 
التعديل الأخير:

فكر سليمان الحلبي العسكري:
========


مما يلاحظ في شخصية سليمان الحلبي بعض المواصفات التي رشحته لقتل كليبر، منها:


تحديد الهدف ووضوحه:

فقد كان هدفه واضحًا وهو قتل كليبر، فلم يشغل نفسه بقتل بعض جنود الحملة الفرنسية وهم أمامه في الشارع، وكانوا أسهل من قتل كليبر.


التخطيط الجيد:

من الذي خطط لهذا الرجل والأمر يحتاج إلى مراقبات ومعرفة الأمان، والمداخل والمخارج، ومعرفة الأوقات ونقاط الحراس؟!... إلخ.


السرية والكتمان:

تلك السرية التي أحاط بها خطته، وذلك الكتمان الذي يدل على قمة الانضباط والوعي.


ثبات سليمان الحلبي:

ثبات الرجل وجرأته الغريبة في تنفيذ خطته التي يعلم عواقبها
 
التعديل الأخير:

كتب عبد الهادي البكار في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان ( شهيد وبطل أم خائن وعميل .. سليمان الحلبي بين الجبرتي والمؤرخين المعاصرين ) يندد بمحاولة تجريد اسم الحلبي من شرف البطولة ، ويشير إلى ما يقضي به الوفاء من انضمام الجهود المصرية إلى الجهود السورية لرد الاعتبار إلى الحلبي ، فيقول :

"ومايحزن القلب حقاً ، أن تجيء محاولة تجريد اسم سليمان الحلبي من شرف البطولة والاستشهاد في ذكرى استشهاده المئوية الثانية ، من أرض مصر الغالية الحبيبة التي أحبها سليمان الحلبي حتى الموت، ووهبها حياته دون أي تردد تلفظه الجسارة وتتناقض معه.


 
التعديل الأخير:

لكن مايسترعي الانتباه والنظر هو ماكتبه المؤرخون المستشرقون عن الحملة الفرنسية على مصر وعن الشجاعة والإقدام اللذين قابل بهما سليمان الحلبي مصيره بعد أن ألقي القبض عليه ، وفي ذلك نقرأ ماكتبه ( لوتسكي ) عن بطولته :

" وقد قابل سليمان الموت ببسالة ، إذ وضع يده بجرأة في النار الملتهبة ، ولم ينبس ببنت شفة حينما كانت تحترق ، كما كان باسلاً طيلة الساعات الأربع والنصف الذي قضى من بعدها نحبه وهو مخوزق ".



بينما يصف لنا ( هنري لورنس ) بعض ماحدث ، بقوله :


_ " ولحسن الحظ يتم العثور على القاتل الذي كان قد لاذ بحديقة مجاورة ، وهو حلبي اسمه سليمان ، ويجري على الفور التحقيق معه وتعذيبه على يد بارتيملي الذي يحصل على كل حقائق المسألة ، لقد تصرف الرجل بمفرده ، وقد اكتفى بكشف المشايخ من الأزهر الذين حاولوا ثنيه عنه دون أن يقوموا مع ذلك بإبلاغ السلطات الفرنسية ، ويجري دعوة الشيخين الشرقاوي والعريشي إلى الاجتماع فوراً ، وتصدر إليهما الأوامر بالتحرك لإلقاء القبض على عدد من الأزهريين ، وتجتمع محكمة عسكرية في 15 و 16 يونيو وتحكم على الحلبي بقطع زنده ، وبخوزقته علناً ، ولا يحق للأزهريين غير الاكتفاء بقطع رؤوسهم ، وبعد الدفن يتحرك الحاضرون لمشاهدة عذاب إعدام القاتل ، ويجري البدء بقطع رؤوس المشايخ المرتعدين ، ثم يحرق بارتيملي ( فرط الرمان ) زند القاتل ويتجه إلى خوزقته ، ويتصرف الحلبي بشجاعة مردداً الشهادتين وآيات من القرآن ".
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى