زحمة رحلات إلى المريخ.. فلماذا هذا السباق على غزو الكوكب الأحمر؟

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
63,402
التفاعلات
180,333
images-12.jpeg


تسعى ثلاث دول إلى إطلاق مهام غير مسبوقة هذا الصيف لاستكشاف كوكب المريخ، مستفيدة من قصر المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر في هذا الوقت، فماهي أهداف هذا السباق المحموم على غزو المريخ؟.
سكان الأرض على موعد هامّ جديد هذا الصيف مع المريخ مع انطلاق ثلاث مهام استكشاف باتجاه الكوكب الأحمر، أفق البشرية الجديد، أملاً برصد مؤشرات حياة سابقة على سطحه وتحضيراً لإرسال مهمات مأهولة مستقبلاً.

ولا توفر الدورة الفلكية إلا إمكانية إطلاق وحيدة كل 26 شهراً حين تكون المسافة بين المريخ والأرض أقصر من العادة ما يجعل الرحلة أسهل. وتكون المسافة عندها 55 مليون كيلومتر تقطع في غضون ستة أشهر.

وتقف وراء هذه المهمات ثلاث دول. فتفتح الإمارات العربية المتحدة الشوط في 15 تموز/يوليو الحالي بإرسالها أول مسبار عربي لاستكشاف الكواكب يحمل اسم "أمل" لدرس غلاف المريخ الجوي. ويأتي بعدها دور الصين التي سترسل أول رحلة لها إلى الكوكب الأحمر مع مهمة "تيانوين" (أسئلة إلى السماء) التي تضم مركبة وروبوتاً صغيراً مسيّراً بين 20 و25 تموز/يوليو.

أما أكثر هذه المهمات طموحاً فهي الأميركية "مارس 2020" التي تنطلق في 30 تموز/يوليو ويحط في إطارها المسبار "برسفيرنس" على سطح الكوكب الأحمر في بداية برنامج غير مسبوق بضخامته لأخذ عينات ونقلها إلى الأرض. وتشكل هذه المهمة محطة أساسية في البحث عن آثار للحياة على هذا الكوكب. وكان من المقرر إرسال مهمة رابعة روسية-أوروبية، تحمل اسم "إيكزومارس" مع مسبار حفار. لكن المهمة أرجئت إلى العام 2022 بسبب جائحة كوفيد-19.


56e4a7f22013528a2ee6650c0b413166.jpg


منافسة شديدة

هذا الإقبال على الكوكب الأحمر ليس مستجداً. فالمريخ أقرب كوكب للأرض، ويشكل منجماً علمياً حقيقياً، واستقبل منذ الستينات في مداره أو على سطحه عشرات المسبارات الآلية الأميركية بغالبيتها، فشِل الكثير منها. لكن منذ مطلع الألفية الراهنة واكتشاف آثار قديمة للمياه السائلة على سطح الكوكب، زادت جاذبية المريخ الذي استحال أولوية في مهمات استكشاف الفضاء.

وتحاول أطراف كثيرة منها الولايات المتحدة وأوروبا والهند والصين والإمارات أن تسجل نقاطاً في هذا المسعى كما هو الحال بالنسبة للقمر، لتفرض نفسها قوة علمية وفضائية كبرى. وتلتحق اليابان بهذا السباق عام 2024 مع إرسال مسبار لاستكشاف "فوبوس" أحد أقمار المريخ.

ويرتسم وراء ذلك حلم أكبر يتمثل "بالمساهمة في مغامرة الاستكشاف البشري للمريخ الذي يشكل الحدود القصوى والذي قد يتوجه إليه الإنسان بعد 20 أو 30 أو 40 عاماً" على ما يقول ميشال فيزو، الخبير في علم الأحياء الفلكي في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث الفضائية (وكالة الفضاء الفرنسية).

بيب.PNG


وحدها الولايات المتحدة تدرس جدياً إمكانية إرسال رحلة مأهولة إلى المريخ وهي الوحيدة التي باشرت دراسات مفصلة حول جدوى مغامرة كهذه. لكن دولاً أخرى قد تنضم إليها في هذا المسعى، إذ تدرس الإمارات العربية المتحدة إمكانية إقامة "مدينة علوم" تحاكي ظروف العيش على المريخ بغية إقامة مستعمرة بشرية فيه بحلول عام 2117.

والمريخ راهناً عبارة عن صحراء جليدية شاسعة فقدت ببطء غلافها الجوي الكثيف بعد تغير مناخي واسع النطاق قبل حوالى 3,5 مليارات سنة، وهو لم يعد بمنأى عن الإشعاعات الكونية. ويعني ذلك باختصار أنه غير "قابل للسكن"، ولا يمكن تحويله إلى "أرض ثانية"، كما يقول خبراء.


d4957020c8cad66605dd538b89f5ec88.jpg


(أ ف ب)
 
أغرب ما التقط من صور للمريخ حتى الآن

أغرب ما التقط من صور  للمريخ حتى الآن

المريخ

يميل الكثيرون إلى التفكير في كوكب المريخ على أنه مشابه للأرض استنادا إلى نواح عديدة، كونه صغيرا وصخريا نسبيا ولديه غلاف جوي وخصائص جيولوجية معروفة.

لكن المريخ يختلف تماما عن الأرض. وهذا أصبح أكثر وضوحا بالنظر إلى صور الكوكب الأحمر التي تم التقاطها بواسطة المسابير والمركبات الفضائية المدارية. وما نعتبره أمرا مفروغا منه على الأرض يمكن أن يتحول إلى ظواهر غريبة تخطف الأنفاس على الكوكب الأحمر.
وفي ما يلي بعض الصور التي رصدت ظواهر غريبة على الكوكب المجاور لنا:

-حفرة مليئة بالثلج:

5ed5176d4236045a9e0d7ea6.jpg

ESA/DLR/FU Berlin, CC BY-SA 3.0 IGO

تقع الحفرة المعروفة باسم "كوروليف"، ليس بعيدا عن الغطاء الجليدي القطبي الشمالي للمريخ، وفقا للصور التي التقطها لها مسبار "مارس إكسبريس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. وتمتد الحفرة على مساحة 81.4 كيلومتر (50.6 ميل )، وهي مليئة بالثلج المائي على مدار السنة.
وعندما ينتقل الهواء فوق الجليد، فإنه يبرد وينخفض، ما يؤدي إلى طبقة من الهواء البارد تقع مباشرة فوق الجليد. ونظرا لأن الهواء موصل ضعيف للحرارة، فإن هذه الطبقة الباردة تعمل كعازل يحمي الجليد من الهواء الدافئ، وبالتالي يحفظه من الذوبان.

يبلغ سمك القبة الجليدية 1.8 كيلومتر (1.1 ميل) ويصل قطرها إلى 60 كم (37.3 ميل)، ويبلغ حجمها حوالي 2200 كيلومتر مكعب (528 ميل مكعب). هذا ليس كثيرا مقارنة بالقارة القطبية الجنوبية الأرضية، على سبيل المثال، ولكنه أكثر مما تتوقعه من كوكب جاف مثل المريخ.

- كسوف جزئي:

اعتدنا على الأرض على إمكانية مشاهدة الكسوف الكلي عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف.
وليس هذا هو الحال على كوكب المريخ. حيث أن قمري المريخ أصغر بكثير من أقمارنا، وبالتالي فإنه عندما يمر أحدهما أمام الشمس ليحدث الخسوف عادة، يكونان أصغر بكثير من أن يؤثرا على ضوء الشمس، ولهذا، يطلق على الظاهرة اسم العبور بدلا من الكسوف.

ورصدت مركبة كيريوسيتي التابعة لوكالة ناسا العديد من عمليات العبور هذه من قمري المريخ، فوبوس وديموس، وهي أشبه بظلال تتطاير في السماء.

شعار "ستار فليت" على سطح المريخ:

5ed5176d4236045a9e0d7ea5.jpg

NASA/JPL/University of Arizona

التقطت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا الفضائية، تكوينا صخريا على كوكب المريخ يشبه شعار منظمة "ستار فليت" من المسلسل الأمريكي الشهير "ستار تريك".
وانتشرت هذه الصورة في العام الماضي بشكل واسع، لكن الفوهة الصدمية الشهيرة Hellas Planitia على سطح المريخ تحتوي على المئات من هذه التشكيلات على شكل شيفرون (أرض ترسبية). إنها تُعرف في الواقع باسم "كثبان الأشباح"، التي شكلتها تدفقات الحمم البركانية القديمة.

ومنذ فترة طويلة، عندما كانت هذه الحمم تدور بحرية على سطح المريخ، كانت المناظر الطبيعية ممتدة بكثبان رملية. وتدفقت الحمم حول هذه الكثبان وتحولت إلى هذا الشكل. وعندما انتقلت الرمال بعيدا مع الريح، بقيت الحمم فقط، ملفوفة حول الكثبان التي تحولت إلى مثل هذه الأشكال.

الحفرة الغريبة:

5ed5176d4236045a9e0d7ea4.jpg

NASA/JPL/University of Arizona

تعد هذه الميزة غريبة على كوكب المريخ، وتظهر الحفرة مثل جبل مخروطي، مع وجود ثقب في الأعلى، ولكنه مجوف تماما.

وتقع على جانب بركان عملاق، وهذا ما يُعرف باسم منفذ أنبوب الحمم البركانية، وهو مجوف لأنه في بعض الأحيان يمكن لتدفقات الحمم البركانية أن تتصلب على السطح بينما يستمر التدفق أدناه. ثم، يمكن للحمم المتدفقة أن تستنزف، تاركة وراءها كهوف أنبوب الحمم. ويمكن أن ينهار جزء من السطح، ما يفتح فتحة سقفية في النفق أدناه.

إنها أكبر بكثير من أي أنبوب حمم من هذا القبيل موجود على الأرض، والشكل المخروطي للمنفذ غريب أيضا. وما يزال كيف ولماذا حصلت الحفرة على هذا الشكل لغزا محيرا للعلماء.

غروب الشمس على سطح المريخ:

5ed5176d4236045a9e0d7ea3.jpg

NASA/JPL-Caltech/MSSS/Damia Bouic

نحن معتادون نسبيا على اللون البني لسماء المريخ، كما رأينا في العديد من الصور التي تم التقاطها بواسطة مسابير المريخ. ولكن عندما تشرق الشمس وتغيب على الكوكب الأحمر يحدث شيء غريب، بدلا من اللون الأحمر الملتهب لغروب الشمس على الأرض، تتحول سماء المريخ إلى اللون الأزرق الجميل.
وهذه الظاهرة لها علاقة بالجسيمات في الغلاف الجوي.

المصدر: ساينس ألرت
 
عودة
أعلى