ذو القرنين : سيرته ومن هو

رحلة سلام الترجمان الى سد يأجوج ومأجوج



في أحد أيام الخلافة العباسية في العراق وتحديدا عام للهجرة 232- الموافق لعام 722 من الميلاد رأى الخليفة العباسي الواثق باللّه حلماً تراءى له فيه أن الردم الذي جعله ذو القـــرنين على يأجـــوج ومأجوج، قــد انفتـــح، فـــــأفـــــزعه ذلك واستيقظ من المنام وهو لا يكاد يستطيع الكلام فاشغله الحلم أياما وليال حتى اثر على هيبته في الحكم فلم يجد لقلبه مخرجا إلا ان يأمر في البلاد بأشهر الرحالة من العباد فنصح له القول باسم كان له الأثر والشور عرف بالترجمان ذي ثلاثين لسان ونودي بين العامة باسم سلام قدم سلاماً الترجمان الذي كان يتكلم ثلاثــــين لســــاناً الى قصر الخليفة العباسية فروى له المنام وقال له إذهاب وانظر إلى هذا الردم وجئن بخبره وحاله، وما هو عليه، ثم أمر له بأصحاب يســيرون معـــه وعــــددهم 60 رجلاً وأمر لكل واحد من أصحابه بخمسين ألف درهـــم ومؤونة ســــنة ومئة من الانعام تحمل الماء والــــزاد، وانطلقوا على بركة الله...

ذكر الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) وابن خرداذبة في كتاب المسالك والممالك والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم وفي موسوعة ابن كثير البداية والنهاية وايده ابن خلدون والحموي وفي بيان آثار البلاد وأخبار العباد بالإضافة الى جمهرة من الجغرافيين الإسلاميين والغربين ذكروا جميعهم رحلة سلاما الترجمان الى سد يأجوج ومأجوج بين الامصال والأقطار قد يعتقد البعض ان هذه القصة مجرد خيال من الادب الروائي ولكن ذلك ليس صحيحا لأنها قصة اكدها رواد الجغرافيين الإسلاميين في العصور الوسطى باعتبارها من اهم الرحلات في التاريخ الاسلامي لصاحبها الرحالة العباسي "سلام الترجمان" حيث ذكرها المسعودي مرورا بالمقدسي و ابن خرداذبة و الادريسي و ابن رسته و ابن حامد الغرناطي وياقوت الحموي في معجم البلدان، وحتى السيوطي في كتابه رفع الغبش في فضل السودان والحبش وغيرهم، حتى المستشرق دي خويه صدق عليها سنة ١٨٨٨م ، و وايدها العالم الجغرافي توماشك وفاسيلييف والمستشرق الروسي كراتشكوفسكي وغيرهم.
 
عودة
أعلى