اخبار اليوم حرب القادسية الثانية / قصة مختلفة

BIG BOSS V

التحالف يجمعنا
كتاب المنتدى
إنضم
1/4/19
المشاركات
9,441
التفاعلات
34,792

حرب القادسية الثانية
/
قصة مُختلفة

هناك نظرية تُدعى تعدد العوالم
أي أن هناك أكثر من هذا العالم الذي نعيش فيه و كلها مرتبطة ببعضها البعض بطريقة ما , طبعا فهي متراصفة

هناك عالم شديد القرب بعالمنا أسماه بعض العلماء
الأرض 3X

في هذا العالم سارت الكثير من الأمور على نحو مُختلف عن عالمنا

لمن يجهل هذه الحقيقة أقول له أن الإختلاف يتكون من قرار يتخذه أشخاص يشبهوننا و يحملون أسمائنا و وجوهنا و حتى شفرتنا النووية
لكن قراراتهم إختلفت في لحظة من الزمن فغيرت مصيرهم و مصير عالمهم

هناك من يقول أن مصيرنا كبشر على هذه المعمورة يعتمد على عدة قرارات نتخذها نحن و غيرنا فنغير شكل واقعنا و مستقبلنا
البعض يقول أننا نعيد تشكيل مصائرنا

و هذا ما له علاقة بهذه القصة


في عام 1980 و بعد تسلم (( روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني )) السلطة في إيران إثر إنقلاب دموي على الشاه إشتعلت حرب ضروس بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت قيادة الخميني و الجمهورية العراق بقيادة (( الرئيس صدام حسين المجيد )) حصلت مناوشات حدودية كثيرة تطورت لقصف المدن الأمنة حيث كانت هذه هي شرارة الحرب

زج العراق بقسم لا يستهان به من قواته المسلحة في المعركة و أخذ الجيش الإيراني على حين غرة , هذا الجيش الذي عانا من إعدامات جماعية لخيرة ضباطه الذين كانو مسؤولين في عهد (( الشاه محمد رضى بهلوي )) أو كما كان يُلقب بشاهٍ شاه أي ملك الملوك
تعرضت معنويات الجيش الإيراني لهزة قوية خصوصا أن خطابات الخميني النارية تبخرت أمام عدو مقتدر و مُسلح و إنجلت الحقيقة سريعا بأن العراق هو ندٌ شرس لإيران

بعد بضعت اشهر من تلقي الضربات الجوية في العمق الإيراني و شن حملات بطائرات الهليكوبتر بين الطرفين و قصف مدفعي واسع على طول الحدود و بمختلفة المديات القصيرة و المتوسطة و البعيدة إستعاد الجيش الإيراني توازنه و بدأ الحرس الثوري في تشكيل نواة حقيقة في القوات المسلحة الإيرانية بعيدا عن الجيش التقليدي الذي كان يقوده (( أبو الحسن بني صدر ))
هنا دخلت الحرب في مُنحنى إذ أن الدماء الشابة و المتحمسة كانت لديها أفكار جديدة لتحدي الطغيان العراقي الممثل بشخص الرئيس صدام حسين حتى لو عنى ذلك تقديم التضحيات الجسام ففي النهاية كان هاؤلاء الشباب مُلهمين من روح الله الخميني و أرواحهم متقدة بنار الفداء لجمهوريتهم و دينهم , هكذا كانت رؤيتهم و هكذا كان تفكيرهم

تطورت المعارك بين الطرفين و أخذت تتخذ شكل معارك نظامية بين جيشين مدربين بشكل جيد لكن غياب القيادة الصحيحة و الناضجة كان نقطة ضعف كبيرة للقوات الإيرانية و نقطة قوة لعدوتها القوات العراقية

تكبد الجيش الإيراني خسائر كبيرة دون أن يتمكن من تحقيق شيء ملموس على الأرض خصوصا بعد تحجيم سلاح الجو الإيراني و محدودية عملياته و إقتصارها على الدفاع عن أجواء البلاد إنطلاقا من مطارات بعيدة لم تُدمر في الضربة المفاجئة الأولى و هذا الوضع شجع قادة الجيش العراقي على الطلب من القائد صدام حسين أن يطور دور الجيش العراقي و أن تتحول المعارك من دفاعية إلى هجومية فوعدهم القائد بحصول ذلك في أقرب وقت لكن الأن عليهم الإبقاء على نتائج المعارك و الدفاع بشكل صلب عن الحدود الشرقية

بعد فترة أرسل مجلس قيادة الثورة وزير الخارجية ((سعدون حمادي )) في جولة عربية لحشد التأيد و الدعم العربي للعراق في حربه ضد إيران و قد كانت جولة وزير الخارجية ناجحة جدا إذ إستشعر ملوك و أمراء دول الخليج خاصة بالخطر الإيراني خصوصا بعد التصريحات الخمينية بإحتلال بلادهم لأنها كانت تابعة لأرض فارس و أن الخليج العربي هو خليج فارسي , بعد إنتهاء جولة وزير الخارجية العراقي في الخليج العربي توجه إلى مصر و إلتقى بالرئيس (( محمد أنور السادات )) و طلب منه التأيد السياسي و المعنوي للعراق في حربه ضد مشروع التوسع الإيراني فوافق الرئيس المصري على تقديم الدعم السياسي و المادي المدني مع طلب شخصي منه بأن يسمح له الرئيس العراقي صدام حسين بخوض حملة سياسية في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بين الطرفين حقنا لدماء الشعبين المسلمين فوعده الوزير سعدون حمادي بنقل الرسالة إلى السيد الرئيس فور عودته للعراق و بالفعل تم نقل الرسالة و رحب بها الرئيس العراقي لما فيها من غاية نبيلة سعى فيها العراق منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب و كذلك لمى لمصر من حضوة عربية و عالمية

بدأ الرئيس السادات حملته للسلام في المحافل الدولية و العالمية منطلقا من الأمم المتحدة و حتى مجموعة دول عدم الإنحياز و أرسل وفدا برئاسة وزير الخارجية (( كمال حسن علي )) إلى إيران لمحاولة إقناع الخميني بوقف إطلاق النار و تجنيب الشعبين أهوال الحروب و مصائبها لكن الإمام الخميني لم يستقبل أعضاء الوفد بحجة الإرهاق من متابعة العمليات العسكرية و طلب من وزير خارجيته(( محمد كريم خدابناهي )) و بعض مساعديه الشخصيين أن يلتقوا بالوفد المصري و أن يرحبو به و أن يروا ما عندهم

بالفعل تم اللقاء و دامت الإجتماعات لثلاث أيام لكن مع الأسف لم يتم تحقيق شيء لأن الجانب الإيراني كان متمسك بموقفه الثوري و كذلك أصر على قطع كل أشكال الدعم المقدم للعراق ليس من مصر فقط بل من كل الدول العربية بل و طلبوا من الوزير كمال حسن أن ينقل رسالة من الإمام الخميني إلى الرئيس أنور السادات بأن يغير حملته من طلب وقف إطلاق النار لأن هذا فيه تجني على إيران وظلم لها لأنها لم تبدأ الحرب المباشرة (( إعلان الحرب )) و أن عليه أن يكشف جرائم النظام البعثي في بغداد و إضطهاده لإبناء الشعب العراقي خصوصا أبناء الطائفة الشيعية و أن يشيد بموقف الثورة الإسلامية في إيران و تأيدها لأنها تريد السلام لجميع المسلمين , خاب ظن و مسعى وزير الخارجية المصري و عاد أدراجه هو و الوفد المرافق له و أخبر الرئيس أنور السادات بما حصل فطلب الأخير في رسالة مباشرة إلى الرئيس العراقي بأن يعلن وقف إطلاق النار من طرف واحد كبرهان على حسن النية و دعى إيران في ذات الوقت إلى وقف إطلاق بدورها كإثبات حسن النية و لكن الرجل لم يعش ليرى ذلك إذ تم إغتياله على يد (( خالد الإسلامبولي )) و تولى نائبه (( محمد حسني مبارك )) رئاسة مصر

إستغل النظام الإيراني هذه الحادثة و حاول إلصاق التهمة بنظام حزب البعث و تحميله مسؤولية إغتيال الرئيس السادات لأنه طلب من الرئيس العراقي وقف إطلاق النار
سرى هذا الكلام كالنار في الهشيم في الدول العربية و الإسلامية على حد سواء و لعبة ألة الدعاية الإيرانية دورا كبيرا فيه و إنقسم الشارع العربي الإسلامي إلى فئتين إحداهما مؤيدة لهذه الفكرة إستنادا إلى شراسة الرئيس العراقي في التعامل مع معارضيه و تصفية معظمهم و الفئة الأخرى غير مصدقة البتة لهكذا أمر بل حتى نعت النظام الخميني بالمجنون و كان الرئيس المصري الجديد من هذه الفئة حيث رأى في النظام الإسلامي الإيراني شبها كبيرا مع الحركة السياسية للإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها خالد الإسلامبولي و شعر بتهديد كبير منهما خصوصا إذا ما إتحدا أو حتى إن قامت إيران بتبني أفكار الحركة و تشجيعها ماديا و معنويا

قرر الرئيس المصري حسني مبارك أن يتوجه على رأس وفد حكومي مصري رفيع المستوى إلى العراق و مقابلة الرئيس صدام حسين شخصا و قد تم له ذلك ثم طلب الجلوس مع الرئيس على إنفراد حيث أباح له عن مخاوفه من سلوك و توجهات النظام الإيراني الحالية و المستقبلية و وجه الشبه في الإيديلوجيا الدينية بينه و بين حركة الإخوان المسلمين الأخذة في النمو و التطور سريعا في مصر

رحب الرئيس العراقي بهذه الصراحة و شاركة نفس المخاوف إذ يمكن أن تقدم إيران الدعم المالي و المعنوي للحركة بل أن تغير شيئا فشيئا من توجههم السياسي الإسلامي و يتحولوا في النهاية إلى حركة متطرفة بحق سوف تجلب الدمار لمصر و الأمة العربية و هنا إتفق الرئيسان على وجوب وضع حد لكل هذه التهديدات قبل أن تبدأ و قال الرئيس المصري حسني مبارك لمضيفه الرئيس العراقي صدام بأن مصر جاهزة لدعم العراق في حربه ضد إيران بكل ما أوتيت من قوة ليس فقط معنويا و ماديا بل عسكريا و بصورة مباشرة أي إرسال قوات مصرية إلى الجبهة العراقية فمصر لم و لن تنسى دور العراق في حرب أكتوبر و أنه شخصيا لن ينسى دور الطيارين العراقيين في تلك الحرب

نهض الرئيسان و تصافحا بحرارة ممسكين يدي بعضهما البعض ثم خرجا إلى الصالة الكبيرة في قصر الضيافة حيث ينتظر أعضاء الوفدين العراقي و المصري



دخول مصر الحرب إلى جانب العراق
ضد

إيران

الفصل الأول


 
عودة
أعلى