تطور العلاقات المغربية الألمانية وتحديث الجيش المغربي في القرن التاسع عشر: الإنجازات والتحديات

الرعد

التحالف بيتنا
عضو مميز
إنضم
23/4/23
المشاركات
1,978
التفاعلات
4,684
في القرن التاسع عشر، شهدت العلاقات المغربية الألمانية تعاونًا ملحوظًا في المجالين العسكري والدبلوماسي، خاصة خلال فترة حكم السلطان الحسن الأول (1873-1894). كان السلطان الحسن الأول يهدف إلى تحديث جيشه وتعزيز قدراته العسكرية، مما دفعه إلى البحث عن دعم من القوى الأوروبية المتقدمة، بما في ذلك ألمانيا

Hassan_I_of_Morocco.jpg



**التعاون العسكري والتحديث:**
أحد أبرز مظاهر هذا التعاون كان بناء حصن روتنبورغ، المعروف بالبرج السعيد، في الرباط. شُيِّد الحصن بدعم من السفير الألماني تاتنباخ، الذي لعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات بين البلدين. كان تاتنباخ على علاقة وثيقة بشركة "كروب" الألمانية المتخصصة في الصناعات العسكرية
Villa_Hügel_Front.jpg


في عام 1884، قدمت الشركة هدية عسكرية للسلطان الحسن الأول شملت مدفعين من طراز "Krupp 7.5 cm" أو "Krupp 8 cm"
وهما من أحدث الأسلحة المدفعية في ذلك الوقت بفضل تقنياتهما المتقدمة مثل البراميل المدرفلة التي منحتهما دقة متقدمة في القصف

1725480484470.jpg


يُعتبر البرج السعيد روتنبورغ أول مبنى يُبنى من الإسمنت المسلح في المغرب، ما يعكس التقدم التكنولوجي الذي أدخله السلطان الحسن الأول في بناء المنشآت العسكرية. بعد سنوات من الإهمال، تم ترميم الحصن والمدفعين بشكل جميل ومثالي ضمن مشروع إعادة تأهيل المعالم التاريخية لمدينة الرباط عبر برنامج "الرباط مدينة الأنوار"

1725480474324.jpg


**التدخل الدبلوماسي:**
إضافة إلى التعاون العسكري، تجسد التوترات الإقليمية من خلال حدث دبلوماسي هام. في عام 1886، أرسلت ألمانيا سفينة حربية إلى ميناء الدار البيضاء كجزء من سياسة الضغط على فرنسا لإجبارها على الانسحاب من المدينة أو قصفها. هذا الإجراء كان يعكس السياسة الألمانية في تأكيد حضورها في الشؤون المغربية وحماية مصالحها في المنطقة

Bundesarchiv_Bild_146-1991-076-14A,_Kaiser_Wilhelm_II..jpg


تجسد هذه الأحداث روح التعاون والتقدم بين المغرب وألمانيا في القرن التاسع عشر، حيث ساهمت التكنولوجيا العسكرية الألمانية في تعزيز قدرات المغرب الدفاعية، بينما عكست السياسات الدبلوماسية الألمانية تأثيرها في المشهد الإقليمي.
 
عودة
أعلى