تبادل الأدوار بين الدبابات والمشاة في المعركة الحضرية

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,084
تبادل الأدوار بين الدبابات والمشاة في تفاصيل المعركة الحضرية

1626289113001.png

دبابات المعركة الرئيسة MBT وعموم عربات القتال الأخرى، لا تستطيع العمل بمفردها في بيئة القتال الحضرية، لذلك هي تحتاج بشدة لدعم واسناد المشاة على الأرض infantry support وذلك من أجل توفير الأمن وتعيين الأهداف لها في المحيط وكذلك تحديد مواضع الأهداف المعادية المموهة والمستترة بالتراكيب الإنشائية. خبرات القتال الحضري في أكثر من موضع صراع بما في ذلك الصراعات التي جرت في منطقة الشرق الأوسط، أظهرت بوضوح أن الدبابات وعموم عربات القتال الأخرى، تواجه مشاكل ومصاعب جدية في حدود البيئة الحضرية التي قد تنقلهم إلى وضعية "الضرر الحاد" severe disadvantage عند العمل بمفردهم. مقابل ذلك، فقط من خلال العمل الجماعي/التعاوني مع مجموعات المشاة يمكن لهذه القوات أن تنجز مهامها المطلوبة بالإصابات المخفضة مع تفادى الضرر الإضافي غير الضروري. القتال في المناطق الحضرية يتركز في بداياته حول مواقع مسبقة التحضير prepared positions حيث تكمن قوات العدو في المنازل والمباني المختارة. مثل هذه المواقع غالبا ما توفر رؤية جيدة للمحيط وعادة ما تكون محمية بالألغام والعقبات ومصائد المغفلين booby traps. لذا، القطاعات المقرر اجتيازها يجب أن تعاين من قبل أفراد المشاة بدقة وتطهر من الألغام والشراك قبل استعمالها. وحدات الاستطلاع المتقدمة يجب أن تتحقق هي الأخرى من قابلية دعم الوزن supporting capacity التي توفرها الطرق والجسور للتأكد من قدرتها على تحمل ثقل دبابات المعركة الرئيسة وعربات القتال الأخرى.

1626289192207.png

في الواقع قوات المشاة الخفيفة وخلال القتال الحضري، تمتلك الكثير من المزايا ونقاط القوة، مثل قدرتها على التحرك خلسة move stealthily إلى مواقع تحصن قوات العدو بدون إنذار مسبق. هي أيضاً تستطيع الحركة والتنقل ضمن أغلب تفاصيل البيئة الحضرية، بغض النظر عن كمية الضرر والدمار في المباني المحيطة أو الطرق. جنود مشاة يمتلكون رؤية محيطية جيدة all-round vision ويمكن أن يشغلوا أهدافهم بنيران الأسلحة الخفيفة خلال تقريباً جميع الظروف. مع ذلك، هذه القوات (الراجلة الخفيفة) تواجه عددا من التحديات limitations وقيود العمل عند العمل بمفردها في بيئة القتال الحضري. فهي تفتقر على سبيل المثال إلى نيران الإسناد الثقيلة، الحماية الكافية، وقابلية الحركة بعيدة المدى. أيضاً هذه القوات ونتيجة كونها مكشوفة للنيران، فهي تخضع لمعدلات مرتفعة من الخسائر والإصابات casualties أثناء تنقلها بين مباني المدينة لتطهيرها من قوات العدو. قوات المشاة الخفيفة تواجه أيضاً معدل مرتفع نسبيا من الإصابات وحوادث قتل الأخ fratricide casualties نتيجة النيران الصديقة المباشرة منها وغير المباشرة.

1626289408779.png

القوات المدرعة هي الأخرى تمتلك العديد من المزايا ومقومات النجاح خلال عملها في بيئة القتال الحضري. عربات القتال المدرعة في المجمل تمتلك أنظمة رؤية وتصوير حراري thermal sights، تتيح لها كشف نشاط العدو خلال الظلام والدخان ومعظم شروط الرؤية الصعبة (ذلك لا يشمل الغبار والدخان الكثيف والنيران). هي تستطيع وعلى الأخص دبابات المعركة الرئيسة، تأمين نيران مدمرة devastating fires تجاه الأهداف المعادية أثناء تقدمها أو تموضعها في نقاط دفاعية، بما في ذلك الأهداف التي يتم تعيينها من قبل المشاة المرافق. القوة النارية للدبابات يمكن أن تستثمر لعزل الأهداف بالتسديد المباشر وبالتالي منع العدو من الانسحاب، أو تعزيز قواته، أو القيام بهجوم مضاد. مع ذلك، فإن من المفيد التوضيح هنا أن المدينة عندما يملأها الحطام والأنقاض rubbles/debris من المباني المدمرة المصطفة على طول الطرق، فإنها بلا شك تقيد قابلية الدبابات على المناورة وتوفر أماكن إيواء جيدة لأفراد العدو بحيث يمكنهم الاختفاء وتنفيذ الكمائن ambushes.
عربات القتال قادرة على توفير حماية كاملة لشاغليها من الألغام المضادة للأفراد والشظايا ونيران الأسلحة الخفيفة، مقابل ذلك، هي تستطيع تحييد واخماد suppressing مواقع العدو بالذخيرة شديدة الانفجار المتشظية high-explosive ونيران الأسلحة الآلية التي تطلق بينما يتقرب المشاة الصديق من مواضع العدو ونقاط سيطرته. درع وحجم عربات القتال الضخم نسبياً يمكن أن يوفر لأفراد المشاة الراجلين غطاء حماية متحرك من خطر النيران المباشرة والشظايا وذلك خلال تقدمهم عبر المناطق المفتوحة الصغيرة. مع ذلك ومن الناحية التاريخية، الشظايا الناتجة عن المقذوفات المضادة للدبابات rounds fragmentation والمرتدة عن دروع الدبابة، كانت السبب الرئيس لإصابات أفراد المشاة أثناء عملهم بالقرب من الدبابات في المناطق المبنية.


1626289490757.png

عربات القتال المدرعة في المجمل تمتلك قابلية حركة ممتازة على طول الطرق الممتدة والمفتوحة وبعضها مثل دبابات المعركة الرئيسة مجهز بأنصال أو شفرات جرار dozer blades التي يمكن أن تستعمل لإزالة الموانع والأنقاض أو حتى إغلاق الطرق. هي تستطيع إطلاق قذائف الدخان smoke-grenade launchers لحجب وسائل مراقبة العدو ومنعه من استهدافها أو استهداف القوات الصديقة. قذائف الدخان تطلق كهربائيا بواسطة شحنة متفجرة لتنتج غيمة دخانية من جزيئات الفسفور الأحمر أو غيره. استعمال الدخان يجب أن ينسق بعناية، إذ على الرغم من أن أنظمة رؤية الدبابات يمكن أن ترى خلال سحب الدخان، إلا أن جنود المشاة يمكن أن يتعرضوا لضرر بالغ عند احاطتهم بسحب الدخان الكثيفة. قاذفات قنابل الدخان على الدبابات رغم منافعها خلال القتال الحضري، إلا أنها في المقابل تنتج شظايا حارقة burning fragments التي تعرض وضع خطر إلى أفراد المشاة القريبين من منطقة الإطلاق، كما أنها يمكن أن تتسبب في اشعال حرائق عرضية. إن وجود عربات القتال المدرعة في ساحة المعركة، والدبابات على وجه التحديد، يضفي حضور نفسي psychological presence وشعور بالقوة والمنعة، مما يساعد القوات الصديقة على إنجاز مهامها القتالية بثقة أكبر. وفي ذات الوقت، حضورها في ساحة المعركة يعزز من فعل الصدمة shock action على قوات العدو مما يساعد على تخفيض معنوياتهم القتالية.

1626290032668.png


 

المرفقات

  • 1626289637544.png
    1626289637544.png
    138.7 KB · المشاهدات: 20
التعديل الأخير:
تبادل الأدوار بين الدبابات والمشاة في تفاصيل المعركة الحضرية

مشاهدة المرفق 81911

دبابات المعركة الرئيسة MBT وعموم عربات القتال الأخرى، لا تستطيع العمل بمفردها في بيئة القتال الحضرية، لذلك هي تحتاج بشدة لدعم واسناد المشاة على الأرض infantry support وذلك من أجل توفير الأمن وتعيين الأهداف لها في المحيط وكذلك تحديد مواضع الأهداف المعادية المموهة والمستترة بالتراكيب الإنشائية. خبرات القتال الحضري في أكثر من موضع صراع بما في ذلك الصراعات التي جرت في منطقة الشرق الأوسط، أظهرت بوضوح أن الدبابات وعموم عربات القتال الأخرى، تواجه مشاكل ومصاعب جدية في حدود البيئة الحضرية التي قد تنقلهم إلى وضعية "الضرر الحاد" severe disadvantage عند العمل بمفردهم. مقابل ذلك، فقط من خلال العمل الجماعي/التعاوني مع مجموعات المشاة يمكن لهذه القوات أن تنجز مهامها المطلوبة بالإصابات المخفضة مع تفادى الضرر الإضافي غير الضروري. القتال في المناطق الحضرية يتركز في بداياته حول مواقع مسبقة التحضير prepared positions حيث تكمن قوات العدو في المنازل والمباني المختارة. مثل هذه المواقع غالبا ما توفر رؤية جيدة للمحيط وعادة ما تكون محمية بالألغام والعقبات ومصائد المغفلين booby traps. لذا، القطاعات المقرر اجتيازها يجب أن تعاين من قبل أفراد المشاة بدقة وتطهر من الألغام والشراك قبل استعمالها. وحدات الاستطلاع المتقدمة يجب أن تتحقق هي الأخرى من قابلية دعم الوزن supporting capacity التي توفرها الطرق والجسور للتأكد من قدرتها على تحمل ثقل دبابات المعركة الرئيسة وعربات القتال الأخرى.


في الواقع قوات المشاة الخفيفة وخلال القتال الحضري، تمتلك الكثير من المزايا ونقاط القوة، مثل قدرتها على التحرك خلسة move stealthily إلى مواقع تحصن قوات العدو بدون إنذار مسبق. هي أيضاً تستطيع الحركة والتنقل ضمن أغلب تفاصيل البيئة الحضرية، بغض النظر عن كمية الضرر والدمار في المباني المحيطة أو الطرق. جنود مشاة يمتلكون رؤية محيطية جيدة all-round vision ويمكن أن يشغلوا أهدافهم بنيران الأسلحة الخفيفة خلال تقريباً جميع الظروف. مع ذلك، هذه القوات (الراجلة الخفيفة) تواجه عددا من التحديات limitations وقيود العمل عند العمل بمفردها في بيئة القتال الحضري. فهي تفتقر على سبيل المثال إلى نيران الإسناد الثقيلة، الحماية الكافية، وقابلية الحركة بعيدة المدى. أيضاً هذه القوات ونتيجة كونها مكشوفة للنيران، فهي تخضع لمعدلات مرتفعة من الخسائر والإصابات casualties أثناء تنقلها بين مباني المدينة لتطهيرها من قوات العدو. قوات المشاة الخفيفة تواجه أيضاً معدل مرتفع نسبيا من الإصابات وحوادث قتل الأخ fratricide casualties نتيجة النيران الصديقة المباشرة منها وغير المباشرة.


القوات المدرعة هي الأخرى تمتلك العديد من المزايا ومقومات النجاح خلال عملها في بيئة القتال الحضري. عربات القتال المدرعة في المجمل تمتلك أنظمة رؤية وتصوير حراري thermal sights، تتيح لها كشف نشاط العدو خلال الظلام والدخان ومعظم شروط الرؤية الصعبة (ذلك لا يشمل الغبار والدخان الكثيف والنيران). هي تستطيع وعلى الأخص دبابات المعركة الرئيسة، تأمين نيران مدمرة devastating fires تجاه الأهداف المعادية أثناء تقدمها أو تموضعها في نقاط دفاعية، بما في ذلك الأهداف التي يتم تعيينها من قبل المشاة المرافق. القوة النارية للدبابات يمكن أن تستثمر لعزل الأهداف بالتسديد المباشر وبالتالي منع العدو من الانسحاب، أو تعزيز قواته، أو القيام بهجوم مضاد. مع ذلك، فإن من المفيد التوضيح هنا أن المدينة عندما يملأها الحطام والأنقاض rubbles/debris من المباني المدمرة المصطفة على طول الطرق، فإنها بلا شك تقيد قابلية الدبابات على المناورة وتوفر أماكن إيواء جيدة لأفراد العدو بحيث يمكنهم الاختفاء وتنفيذ الكمائن ambushes.
عربات القتال قادرة على توفير حماية كاملة لشاغليها من الألغام المضادة للأفراد والشظايا ونيران الأسلحة الخفيفة، مقابل ذلك، هي تستطيع تحييد واخماد suppressing مواقع العدو بالذخيرة شديدة الانفجار المتشظية high-explosive ونيران الأسلحة الآلية التي تطلق بينما يتقرب المشاة الصديق من مواضع العدو ونقاط سيطرته. درع وحجم عربات القتال الضخم نسبياً يمكن أن يوفر لأفراد المشاة الراجلين غطاء حماية متحرك من خطر النيران المباشرة والشظايا وذلك خلال تقدمهم عبر المناطق المفتوحة الصغيرة. مع ذلك ومن الناحية التاريخية، الشظايا الناتجة عن المقذوفات المضادة للدبابات rounds fragmentation والمرتدة عن دروع الدبابة، كانت السبب الرئيس لإصابات أفراد المشاة أثناء عملهم بالقرب من الدبابات في المناطق المبنية.



عربات القتال المدرعة في المجمل تمتلك قابلية حركة ممتازة على طول الطرق الممتدة والمفتوحة وبعضها مثل دبابات المعركة الرئيسة مجهز بأنصال أو شفرات جرار dozer blades التي يمكن أن تستعمل لإزالة الموانع والأنقاض أو حتى إغلاق الطرق. هي تستطيع إطلاق قذائف الدخان smoke-grenade launchers لحجب وسائل مراقبة العدو ومنعه من استهدافها أو استهداف القوات الصديقة. قذائف الدخان تطلق كهربائيا بواسطة شحنة متفجرة لتنتج غيمة دخانية من جزيئات الفسفور الأحمر أو غيره. استعمال الدخان يجب أن ينسق بعناية، إذ على الرغم من أن أنظمة رؤية الدبابات يمكن أن ترى خلال سحب الدخان، إلا أن جنود المشاة يمكن أن يتعرضوا لضرر بالغ عند احاطتهم بسحب الدخان الكثيفة. قاذفات قنابل الدخان على الدبابات رغم منافعها خلال القتال الحضري، إلا أنها في المقابل تنتج شظايا حارقة burning fragments التي تعرض وضع خطر إلى أفراد المشاة القريبين من منطقة الإطلاق، كما أنها يمكن أن تتسبب في اشعال حرائق عرضية. إن وجود عربات القتال المدرعة في ساحة المعركة، والدبابات على وجه التحديد، يضفي حضور نفسي psychological presence وشعور بالقوة والمنعة، مما يساعد القوات الصديقة على إنجاز مهامها القتالية بثقة أكبر. وفي ذات الوقت، حضورها في ساحة المعركة يعزز من فعل الصدمة shock action على قوات العدو مما يساعد على تخفيض معنوياتهم القتالية.

موضوع رائع للغاية شكراً لك، اعتقد ان نفس المشكلة(ولكن أقل) هو ما تعانية الدبابة والعربات المدرعة في المناطق الوعرة، يسهل الإلتفات عليها أو التسلل وإنشاء كمائن لها.
 
موضوع رائع للغاية شكراً لك، اعتقد ان نفس المشكلة(ولكن أقل) هو ما تعانية الدبابة والعربات المدرعة في المناطق الوعرة، يسهل الإلتفات عليها أو التسلل وإنشاء كمائن لها.

أتفق معك .. عموماً مقارنة بعربات القتال المدرعة وقدراتها القتالية، فإن الخصائص المميزة لدبابات المعركة الرئيسة مثل النيران المباشرة القوية direct fire، القدرة على المناورة maneuverability، تأثير الصدمة shock effect، تتيح لها فرصة التقرب أكثر من مواقع العدو لسحقها وتدميرها. إن سرعة تقدم الدبابات في العمليات الحضرية مرتبطة كثيرا ومتلازمة مع سرعة تقدم المشاة المرافقين لها، حيث يتيح العمل سوياً القدرة على تدمير أو إزاحة قوات العدو من مواضعها الدفاعية الحصينة.

أفراد المشاة يتولون عادة عملية الحركة والتقدم خلال المناطق الحضرية، والدبابات تتبعهم وتوفر لهم مراقبة قريبة close overwatch. وفي حال اكتشاف المشاة لموقع معادي أو هم صادفوا مقاومة، ترد الدبابات فوراً بنيران الإسناد لتثبيت العدو في مكانه أو قمعه واخماده وبالتالي السماح للمشاة بتطوير الموقف. بعد وقت كافي من تطوير الموقف وإجراء استطلاع قصير المدى short-range reconnaissance، يعمل المشاة على توجيه الدبابات لتتحرك وتتقدم للأمام، كما يتم تعيين أهداف محددة للدبابات لمشاغلتها.
 
القوات المشاركة في قتال المناطق المبنية تستهلك كميات كبيرة من الذخيرة بسبب الحاجة للاستطلاع بالنار reconnaissance by fire (وسيلة لتحديد وكشف مواقع العدو عن طريق توجيه نيران مباشرة نحو مواضعه المحتملة لتحريضه على القيام بردة فعل) وذلك نتيجة مديات المشاغلة القصيرة والرؤية المحدودة limited visibility. هي حقيقتا تستهلك ذخيرة لنحو خمسة إلى عشرة أضعاف ما يتم استهلاكه في قتال البيئات المفتوحة. الأسلحة الكتفية المضادة للدبابات، ذخيرة الرشاشات والبنادق، قاذفات القنابل من عيار 40 ملم، القنابل اليدوية، والمتفجرات، هي في المجمل مواد واسعة الاستخدام في هذا النوع من القتال. الوحدات المقاتلة في البيئة الحضرية يجب أن تكون مجهزة أيضاً بمعدات خاصة مثل خطافات المسك، الحبال، أدوات التكسير، السلالم قابلة للطي.

أيضاً في العمليات الحضرية، تلعب الاتصالات communications دور مهم للغاية. مع ذلك يجب التوضيح أن الاتصالات الراديوية في البيئة الحضرية تكون عادة أكثر عرضة للتخفيض والتنقيص نتيجة التراكيب الخرسانية العالية وكذلك التمركز الكبير لشبكة خطوط الطاقة الكهربائية electrical power-lines. العديد من المباني المشيدة لا يمكن لموجات الراديو العبور خلالها. الأجهزة اللاسلكية الحديثة يمكنها تجاوز هذه المعضلة، لكن توفيرها لجميع الوحدات المشاركة في العمليات أمر غير محتمل، لذا يجب البحث في وسائل تواصل بديلة.
 
التعديل الأخير:
شكرا استاذ انور على المقال الرائع
لا يمكن لأي عاقل خاض قتال في أماكن مبنية ان ينكر الدور النفسي والناري الذي يمكن أن تلعبه المدرعة وخاصة الدبابة... لدرجة ان الآمر او قائد الوحدة ينتابه الحماس ويبدأ في طلب مهمات من الدبابات تخالف كل قواعد التكتيك العسكري او حتى المنطق...
في الهجوم، تكمن المشكلة ان المدرعة مرتبطة بالطريق وان محاور تقدمها معروفة لذلك مناورتها محدودة ومحددة وحتى لو جلبت البلدوزر المدرع لتفتح طرقاً جديدة، فإن الوقت المستغرق لفتح المحور سيمكن العدو من إعادة ترتيباته الدفاعية لاضاعة اي فرصة يمكنك اكتسابها... وكذلك مدى الرمي القصير، ف ٩٠٪ ان لم نقل اكثر من الأهداف هي دون مسافة المئة متر.
 
التعديل الأخير:
اعتقد ان الثورة تكمن من أنظمة الرؤية الجديدة عبر التدريع كنظتم الرؤية الصهيوني iron vision ، صحيح انه يرتكز على الأنظمة الاوبترونية وهي من السهل إعطابها، لكن المستقبل ينبئ بالكثير
 
التعديل الأخير:
هاجس المدافع ضد الدروع في الأماكن المبنية يتمثل في ابتكار افضل الوسائل لفصل المشاة عنها
صور من مناورة، توضح مدى ضعف المدرعة بدون مشاة

 
استاذ @anwaralsharrad, هل عناك دراسة حديثة تتناول مقدار تحقيق عدة القتال في الأماكن المبنية للمدرعات ك tusk للابرامز او azur للوكليرك والbusk للبرادلي...، تحقيق دور إيجابي مؤثر؟
وما رايكم؟ هل تستحق التكلفة؟
 
هاجس المدافع ضد الدروع في الأماكن المبنية يتمثل في ابتكار افضل الوسائل لفصل المشاة عنها
صور من مناورة، توضح مدى ضعف المدرعة بدون مشاة



الطرق والممرات في المدن تشكل عادة مناطق قتل طبيعية killing zones، لذا يحرص العدو على استدراج وحصر القوات المدرعة الصديقة في هذه الأماكن وبالتالي إخضاعها للكمائن والهجمات قصيرة المدى. وضمن هذا الشروط، الدبابات غالباً ما تكون في موقع ضعف لأن أسلحتها الرئيسة لا يمكن أن ترفع بما فيه الكفاية لشغل الأهداف على الطوابق العليا للمباني المرتفعة upper floors. وهنا يأتي دور عربات القتال المدرعة التي تستطيع رفع/خفض زاويا رمي مدافعها الرئيسة لنحو +60 إلى -10 درجة، مما يتيح لها قدرة أعظم على مشاغلة معظم الأهداف في البيئة الحضرية.

هذه العربات (وكما هو الحال مع الدبابات) تعمل على تقديم اسناد ناري لأفراد المشاة. مع ذلك، هي يجب ألا تعمل بشكل منفصل عن المشاة، بل عليها الالتزام بروح العمل الجماعي التعاوني، وفي الوقت الذي يحرص فيه المشاة على توفير الأمن للعربات، فإن هذه الأخيرة تزود نيران دعم fire support مستمرة لفرق المشاة. عربات القتال المدرعة وأثناء تقدمها في الشوارع العريضة، يجب أن تبقى على مقربة من المباني على جانبي الشارع، مما يسمح لكل عربة بتغطية الجانب المعاكس للشارع opposite side. فمن المعروف أن عربات القتال المدرعة تفتقر إلى حماية الدرع الكافية لمقاومة النيران المتوسطة والثقيلة.
 
استاذ @anwaralsharrad, هل عناك دراسة حديثة تتناول مقدار تحقيق عدة القتال في الأماكن المبنية للمدرعات ك tusk للابرامز او azur للوكليرك والbusk للبرادلي...، تحقيق دور إيجابي مؤثر؟
وما رايكم؟ هل تستحق التكلفة؟

أنظمة القتل الصعب وقراميد الدرع التفاعلي المتفجر تعكس أفضل الحلول لمواجهة جحيم المعركة الحضرية !! ومع ذلك، الدبابات تحتاج في الغالب لدعم المشاة عندما يتطلب الأمر تواجدهما معاً والعمل سوية كفريق مشترك joint team. فبسبب الصفة المتغيرة وربما الفوضوية لمعارك البيئة الحضرية، قوات العدو قد تنتقل إلى المؤخرة أو أجنحة الدبابات المعزولة لمهاجمتها وتدميرها. كما يمكن لهذه القوات التقرب من أهدافها من الأعلى أو من المؤخرة وتوجيه أسلحتها المضادة للدروع.

لذا، قادة الدبابات المهاجمة يجب أن يكونوا يقظين دائماً. فالقائد المحنك لا يترك عرباته تتقدم دون دعم وإسناد أفراد المشاة infantry support، خصوصا مع إدراكه أن هذه الأسلحة (أي الدبابات) لم تهيأ لتوفير أمنها الشخصي بالقدر الكافي أثناء العمليات في البيئة الحضرية وهي عرضة جداً للهجمات المرتجلة dismounted attacks عند التشغيل في البيئة ذات الكثافة الإنشائية. الدبابات أيضاً ضعيفة وعرضة للاستهداف متى ما تولى المشاة المرافقين لها الانصراف بعيداً لتطهير المباني المجاورة. كما أنها تحتاج في ظروف استثنائية للبقاء ثابتة لفترات طويلة نسبياً، مما يسمح لفرق قتل الدروع المعادية باستهدافها وتهديد سلامتها، لذا يتحتم عليها القيام بمناورة والانتقال إلى مواقع بديلة ذات أفضلية في الهجوم.
 
وكذلك اطلب منكم استاذي @anwaralsharrad ما رأيكم في مستوى الحماية التي تؤمنها هياكل الدبابات المحولة لناقلات جند، وهل انتم مع هذه الفكرة؟

حماية نسبية وليست مطلقة !!! الخبراء والمنظرون العسكريون يقرون بحقيقة أن صفائح التدريع التقليدية وحدها لم تعد قادرة على ضمان أو تأمين بقاء عربات القتال المدرعة بشتى تصنيفاتها في ساحة القتال، خصوصا مع تطور التهديدات الأرضية من ناحية المدى والدقة والخطورة. لذا، هناك أهتمام متزايد بأنظمة APS التي يمكنها هزيمة ودحر تشكيلة واسعة من التهديدات.
 
الطرق والممرات في المدن تشكل عادة مناطق قتل طبيعية killing zones، لذا يحرص العدو على استدراج وحصر القوات المدرعة الصديقة في هذه الأماكن وبالتالي إخضاعها للكمائن والهجمات قصيرة المدى. وضمن هذا الشروط، الدبابات غالباً ما تكون في موقع ضعف لأن أسلحتها الرئيسة لا يمكن أن ترفع بما فيه الكفاية لشغل الأهداف على الطوابق العليا للمباني المرتفعة upper floors. وهنا يأتي دور عربات القتال المدرعة التي تستطيع رفع/خفض زاويا رمي مدافعها الرئيسة لنحو +60 إلى -10 درجة، مما يتيح لها قدرة أعظم على مشاغلة معظم الأهداف في البيئة الحضرية.

هذه العربات (وكما هو الحال مع الدبابات) تعمل على تقديم اسناد ناري لأفراد المشاة. مع ذلك، هي يجب ألا تعمل بشكل منفصل عن المشاة، بل عليها الالتزام بروح العمل الجماعي التعاوني، وفي الوقت الذي يحرص فيه المشاة على توفير الأمن للعربات، فإن هذه الأخيرة تزود نيران دعم fire support مستمرة لفرق المشاة. عربات القتال المدرعة وأثناء تقدمها في الشوارع العريضة، يجب أن تبقى على مقربة من المباني على جانبي الشارع، مما يسمح لكل عربة بتغطية الجانب المعاكس للشارع opposite side. فمن المعروف أن عربات القتال المدرعة تفتقر إلى حماية الدرع الكافية لمقاومة النيران المتوسطة والثقيلة.
شكرا استاذي على الإجابة
كنت أقرأ صباحا تقرير عن الدروس الروسية المستفادة من التجربة السورية... المهم فيما خص قتال الدروع في المدن قرأت ما معناه "انه نظراً لطبيعة الابنية المتجاورة والنمط العشوائي للابنية فإنه يتعين استعمال الدروع لتقديم الدعم الناري المباشر على ابعد مسافة ممكنة". ووجدت ما قراته منطقي جداً، وحتى في الكتيب التدريبي الأميركي الخاص بقتال المناطق المبنية FM 3-6.11 فان استخدام الدبابات يتم بتمركزها على زوايا الشوارع ولا تدخل إلى الشارع الا بعد تأمينه...
كل هذا نظرياً، اما عمليا فأنتم احد العارفين بما يجري
 
أنظمة القتل الصعب وقراميد الدرع التفاعلي المتفجر تعكس أفضل الحلول لمواجهة جحيم المعركة الحضرية !! ومع ذلك، الدبابات تحتاج في الغالب لدعم المشاة عندما يتطلب الأمر تواجدهما معاً والعمل سوية كفريق مشترك joint team. فبسبب الصفة المتغيرة وربما الفوضوية لمعارك البيئة الحضرية، قوات العدو قد تنتقل إلى المؤخرة أو أجنحة الدبابات المعزولة لمهاجمتها وتدميرها. كما يمكن لهذه القوات التقرب من أهدافها من الأعلى أو من المؤخرة وتوجيه أسلحتها المضادة للدروع.

لذا، قادة الدبابات المهاجمة يجب أن يكونوا يقظين دائماً. فالقائد المحنك لا يترك عرباته تتقدم دون دعم وإسناد أفراد المشاة infantry support، خصوصا مع إدراكه أن هذه الأسلحة (أي الدبابات) لم تهيأ لتوفير أمنها الشخصي بالقدر الكافي أثناء العمليات في البيئة الحضرية وهي عرضة جداً للهجمات المرتجلة dismounted attacks عند التشغيل في البيئة ذات الكثافة الإنشائية. الدبابات أيضاً ضعيفة وعرضة للاستهداف متى ما تولى المشاة المرافقين لها الانصراف بعيداً لتطهير المباني المجاورة. كما أنها تحتاج في ظروف استثنائية للبقاء ثابتة لفترات طويلة نسبياً، مما يسمح لفرق قتل الدروع المعادية باستهدافها وتهديد سلامتها، لذا يتحتم عليها القيام بمناورة والانتقال إلى مواقع بديلة ذات أفضلية في الهجوم.
شكرا استاذي الكريم على الإجابة
ذكرتني استاذي بالتكتيكات الشيشانية وتنظيم المجموعات في غروزني ١٩٩٤ او ٩٥
كان التنظيم الشيشاني للحضيرة فيما يتضمن رامي رشيش pk وقناص دراغونوف من أجل عزل المشاة عن الدبابات واستهداف اطقم الدبابات عند اخلائهم لها
 
شكرا استاذي على الإجابة
كنت أقرأ صباحا تقرير عن الدروس الروسية المستفادة من التجربة السورية... المهم فيما خص قتال الدروع في المدن قرأت ما معناه "انه نظراً لطبيعة الابنية المتجاورة والنمط العشوائي للابنية فإنه يتعين استعمال الدروع لتقديم الدعم الناري المباشر على ابعد مسافة ممكنة". ووجدت ما قراته منطقي جداً، وحتى في الكتيب التدريبي الأميركي الخاص بقتال المناطق المبنية FM 3-6.11 فان استخدام الدبابات يتم بتمركزها على زوايا الشوارع ولا تدخل إلى الشارع الا بعد تأمينه...
كل هذا نظرياً، اما عمليا فأنتم احد العارفين بما يجري

نعم بالضبط،، يفترض بالدبابات أن تتقدم عبر الشوارع والطرق بعد أن يكون المشاة قد طهروها من الكمائن المضادة للدبابات والمواقع التي ربما تتحصن بها فرق قتل الدروع، حيث تقوم الدبابات وعربات القتال الأخرى بشكل متزامن بدعم المشاة بنيرانها المباشرة. إن مما لا شك فيه أن دبابات المعركة الرئيسة تمثل أحد أكثر الأسلحة فاعلية effective weapons بقدرتها على إطلاق النيران القوية والمدمرة تجاه التراكيب الإنشائية. إن الدور الرئيس لمدافع الدبابات أثناء المعركة الحضرية يكمن في توفير نيران مباشرة وثقيلة direct-fire تجاه المباني والنقاط القوية التي جرى تعيينها من قبل أفراد المشاة كأهداف معادية أو مشكوك في أمرها. في الحقيقة، لا يمكن بحال من الأحوال إنكار أو إهمال قيمة المشاة الخفيف وأفراد القوات المنظمة أثناء تفاصيل المعركة في البيئة الحضرية. فنتيجة الطبيعة اللامركزية decentralized nature للمعركة الحضرية والحاجة للأعداد المتزايد من القوات لإجراء العمليات في البيئة الكثيفة المضغوطة، فإن وحدات المشاة infantry units يمثلون دائماً معظم القوات المشاركة في العمليات.
 
شكرا استاذي الكريم على الإجابة
ذكرتني استاذي بالتكتيكات الشيشانية وتنظيم المجموعات في غروزني ١٩٩٤ او ٩٥
كان التنظيم الشيشاني للحضيرة فيما يتضمن رامي رشيش pk وقناص دراغونوف من أجل عزل المشاة عن الدبابات واستهداف اطقم الدبابات عند اخلائهم لها

بالتأكيد إستاذي ،، فالتفاصيل المتباينة وغير المتماثلة في البيئة الحضرية ومناطق البناء، أكثر من مناسبة للمدافعين لتنظيم استحكاماتهم الدفاعية تجاه وحدات المشاة الآلي mechanized infantry وعموم القوات المدرعة المهاجمة. المدافعين المدربين بشكل جيد يستطيعون إلحاق خسائر وإصابات كبيرة بهذه القوات، وغالباً هم سيستعينون بفرق متخصصة لاستهداف وقتل الدروع armor-killing teams، حيث تضاعف الاهتمام بهذا الصنف من الوحدات مع تطور المنظومات المضادة للدبابات وتزايد قدراتها التدميرية، خصوصاً الكتفية منها.

ويلقى على عاتق هذه الفرق مهمة إعداد وتنفيذ الكمائن المنظمة للدبابات والعربات المدرعة في المناطق المبنية urban areas والبيئة الحضرية، وهي عادة ما تكون مزودة بالتجهيزات المناسبة لمشاغلة واقتناص الدبابات المعادية وتقييد حركتها في الامتدادات القريبة وكذلك حرمانها من مميزاتها وخصائصها القتالية، مثل الحركية ومدى المواجهة. ولكون الدبابات والعربات المدرعة الأخرى تكون في أغلب الأحيان مصحوبة بالمشاة في المناطق المبنية، فرق القتل يجب أن تكون معززة ومدعومة بالمقاتلين المتمرسين.

وحدات هذه الفرق تستطيع التحرك خلسة وبشكل مستتر إلى مواقع الاشتباك والكمائن دون إنذار العدو (منظومات التصوير الحرارية thermal sights المثبتة على الدبابات، لا تستطيع كشف نشاط وحركة أفراد العدو خلال بعض الظروف الاستثنائية مثل الدخان الكثيف ووهج النيران الساطع، بحيث تخفض هذه الظروف قابلياتها الفعلية على الكشف والتعيين). فهم يستطيعون التنقل بسهولة نسبية بأسلحتهم الخفيفة فوق التضاريس غير المستوية للمناطق المبنية، وبغض النظر عن حجم الأضرار الملحقة بالمباني والطرق المتوافرة. هم يمتلكون رؤية جيدة وأكثر إحاطة لساحة المعركة all-round vision، ويمكنهم أن يشاغلوا أهدافهم بنيران أسلحتهم الخفيفة خلال كافة الظروف تقريباً.
 
عودة
أعلى