بريد كلينتون إلى الواجهة مجددا.. ما سر الاحتفاء العربي والتجاهل الأميركي؟

برهان شاهين

التحالف بيتنا
محللي المنتدى
إنضم
18/12/18
المشاركات
1,969
التفاعلات
9,370
jK7tkIn.jpg


تشهد عدة عواصم عربية حالة هيجان إعلامي غير مفهومة، وسط محاولات تسجيل انتصارات وهمية، قبل تغيير يتوقع أن تشهده سياسة الولايات المتحدة تجاه دول وثقت علاقاتها بإدارة الرئيس دونالد ترامب.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تركيزا كبيرا على البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون (2009- 2012)، وأثار ذلك حيرة مراقبين في واشنطن من دوافع هذا الاهتمام غير المفهوم أو المبرر، وسبق تسليط الضوء على البريد الإلكتروني لكلينتون أثناء ترشحها للانتخابات الرئاسية عام 2016.

تصفية حسابات أميركية
ركز الإعلام العربي على أجزاء من رسائل مختارة من البريد الخاص بكلينتون، والتي أمر بنشرها وزير الخارجية مايك بومبيو استجابة لطلب من الرئيس دونالد ترامب.

وقد اتخذ الرئيس ترامب خطوة غير مسبوقة عندما طالب وزراء في إدارته علنا باتخاذ إجراءات مباشرة وفورية ضد منافسيه السياسيين في هذا التوقيت لخدمة حملة إعادة انتخابه.

وأمر ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو برفع السرية عن الآلاف من رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية، إلى جانب إصراره على أن يقوم وزير العدل بإصدار لوائح اتهام ضد الرئيس السابق باراك أوباما ونائبه المرشح الديمقراطي للانتخابات جو بايدن.

ويأتي توقيت النشر مثيرا قبل 3 أسابيع من انتخابات رئاسية ساخنة ترجح معظم استطلاعات الرأي بشأنها خسارة ترامب لمنصبه.

ويرى مراقبون أن ترامب يأمل من إعادة تسليط الضوء على هذه القضية استغلالها ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وخلال لقاء مع شبكة "سي إن إن" (CNN) قال بومبيو "لقد حصلنا على رسائل البريد الإلكتروني.. نحن ننشرها، وسوف نحصل على كل هذه المعلومات حتى يتمكن الشعب الأميركي من رؤيتها".

لكن بومبيو ألمح أيضا إلى أن العديد من رسائل البريد الإلكتروني للسيدة كلينتون، ومعظمها تلك التي أُرشِفت في نظام وزارة الخارجية، قد نُشرت بالفعل على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت، بعد جهد دؤوب من قبل الوزارة للرد على طلبات قانون حرية المعلومات من مؤيدي السيد ترامب (وغالبا ما يتم تنقيحها بشدة حتى يتم حفظ أسرار الأمن القومي الأميركي الحساسة).

وقال السيد بومبيو لشبكة "فوكس" (FOX) "نحن نعمل ذلك بأسرع ما يمكن، وأعتقد بالتأكيد سيكون هناك المزيد من الرسائل تنشر قبل الانتخابات".

تأكيد ما هو معروف

جاءت أغلب هذه الرسائل فيما يتعلق بالعالم العربي قديمة، وسبق نشرها على مدار السنوات الماضية، ويوجد أغلبها على موقع ويكيليكس، ولم تؤكد إلا ما هو معروف.

ويأتي التركيز العربي المتجدد على رسائل كلينتون المتعلقة بدورها في الربيع العربي وسط تغييرات كبيرة تشهدها المنطقة خاصة فيما يتعلق بتطبيع دول خليجية مع إسرائيل، والذي بدأ بدولتي الإمارات العربية والبحرين.

ويأتي التركيز العربي كذلك في وقت تشير فيه آراء أغلب استطلاعات الرأي إلى زيادة فرص جو بايدن في الفوز بالانتخابات القادمة، وهو ما قد يمثل خبرا سيئا لنظم عربية استثمرت كثيرا في علاقات خاصة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب مثل السعودية والإمارات ومصر.

العالم العربي وسنوات كلينتون
مع مفاجأة الربيع العربي، والتي هزت تبعاتها ثوابت فهم واشنطن للمنطقة العربية، أصبحت السياسات الأميركية تتعلق بردود الأفعال وغياب المبادرة في ظل انكشاف ضعف تأثيرها في الداخل المصري، على العكس مما روج له الجيش المصري وجماعة الإخوان المسلمين، ونظام الرئيس مبارك، كما يقول مراقبون.

ومع بداية الثورة في مصر عام 2011 ، ظهر موقف كلينتون المحافظ والمتشكك من الحراك الشعبي، وعبرت بعد ساعات من انطلاق المظاهرات عن قلقها تجاه ما يحدث، وقالت "تقييمنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل استجابة للاحتياجات الشرعية ومصالح الشعب المصري".

وانقسم فريق إدارة أزمة مصر داخل الإدارة الأميركية، الذي كان يبحث المستجدات المصرية لفريقين، فريق الشباب وكان يرى ما يحدث ثورة حقيقية، وطالبوا بدعم شبابها، أما فريق كبار السن بزعامة كلينتون وبايدن فقد طالب بالتلكؤ، وعدم التخلي بسرعة عن الحليف مبارك. وحذرت كلينتون من أن البديل الوحيد لنظام مبارك هو حكم الإسلاميين.

بعد سقوط مبارك، تميز موقف كلينتون من الجيش وحكم المجلس العسكري بالتذبذب الشديد، وكانت البداية الإشادة بالجيش المصري عند وصفها "لرده الإيجابي جدا تجاه المتظاهرين السلميين".

ثم أظهرت كلينتون قلقا من نوايا المجلس العسكري، وعبرت في لقاء مع تلفزيون الحرة يوم 14 فبراير/شباط 2011 عن ضرورة وجود جدول زمني للمجلس العسكري يعكس رغبته بالسير في الاتجاه الصحيح تجاه إصلاح دستوري وإجراء انتخابات حرة.

يعكس ما سبق ذكره مواقف مختلطة لكلينتون تجاه الثورة المصرية، ولا يمكن بسهولة الادعاء أن كلينتون دعمت أو عادت الثورة، أو أنها دعمت أو عادت المجلس العسكري أو جماعة الإخوان المسلمين. المؤكد أن كلينتون كانت براغماتية ومحافظة في مواقفها بما كانت تراه خدمة للمصالح الأميركية.

واقعية واشنطن وسعيها لتحقيق مصالحها يجعلها تحتفظ بعلاقات قوية مع من يحكم مصر، فهي تعاملت مع الرئيس السابق حسني مبارك ومع المجلس العسكري من بعده، ومع الرئيس محمد مرسي الإخواني، ومن بعده الرئيس عبد الفتاح السيسي بطرق لم تتغير في جوهرها.

لماذا كل ذلك الآن؟

عبر الكاتب ديفيد إيجناشيوس في صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) عن اندهاشه من التناول السعودي الإعلامي لموضوع فحوى بريد هيلاري كلينتون.

ورأي إيجناشيوس أن هناك ترويج لنظريات مؤامرة تتعلق بدعم الرئيس السابق أوباما لولي العهد السابق محمد بن نايف، وعداء أوباما وكلينتون لولي العهد الحالي محمد بن سلمان، كما أشار إلى ادعاء الإعلام الخليجي لدور كلينتون المؤيد للإخوان المسلمين.

من ناحية أخرى يضم فريق بايدن الكثير ممن عملوا في إدارة الرئيس السابق أوباما، ومن المتوقع أن تكون وجهات نظر المرشح الديمقراطي في السياسة الخارجية وفريقه مماثلة لآراء كلينتون وإدارة أوباما، مع بعض التعديلات الطفيفة.

وتشير مزاعم مختلفة بأن إدارة الرئيس السابق أوباما أرادت تبني سياسات جديدة مختلفة عما عهدته نخبة واشنطن التقليدية؛ مثل التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين وإيران، وذلك ما روج له بنجاح صغار مستشاري الرئيس السابق باراك أوباما مثل بن رودز وسامنثا باور.

وتخشى النظم العربية أن يعود هذا النهج للسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط حال وصول بايدن للحكم، حيث سيستعين بالكثير من هؤلاء المسؤولين، الذين عملوا بجواره أثناء فترة عمله نائبا للرئيس أوباما بين عامي 2009-2016

المصدر : الجزيرة
 
هذا فقط لأؤكد على مصداقية كلامي عن أن ما خرج هو معروف من قبل ولم يتفاجأ الكثيرون به وها أنا أسبق وكالات أنباء وإعلام مرموقة بتأكيد ذلك وحتى بتفسير بعض الدوافع !!!
 
التعديل الأخير:
وانقسم فريق إدارة أزمة مصر داخل الإدارة الأميركية، الذي كان يبحث المستجدات المصرية لفريقين، فريق الشباب وكان يرى ما يحدث ثورة حقيقية، وطالبوا بدعم شبابها، أما فريق كبار السن بزعامة كلينتون وبايدن فقد طالب بالتلكؤ، وعدم التخلي بسرعة عن الحليف مبارك. وحذرت كلينتون من أن البديل الوحيد لنظام مبارك هو حكم الإسلاميين.
بعد سقوط مبارك، تميز موقف كلينتون من الجيش وحكم المجلس العسكري بالتذبذب الشديد، وكانت البداية الإشادة بالجيش المصري عند وصفها "لرده الإيجابي جدا تجاه المتظاهرين السلميين".

ثم أظهرت كلينتون قلقا من نوايا المجلس العسكري، وعبرت في لقاء مع تلفزيون الحرة يوم 14 فبراير/شباط 2011 عن ضرورة وجود جدول زمني للمجلس العسكري يعكس رغبته بالسير في الاتجاه الصحيح تجاه إصلاح دستوري وإجراء انتخابات حرة.

يعكس ما سبق ذكره مواقف مختلطة لكلينتون تجاه الثورة المصرية، ولا يمكن بسهولة الادعاء أن كلينتون دعمت أو عادت الثورة، أو أنها دعمت أو عادت المجلس العسكري أو جماعة الإخوان المسلمين. المؤكد أن كلينتون كانت براغماتية ومحافظة في مواقفها بما كانت تراه خدمة للمصالح الأميركية.

واقعية واشنطن وسعيها لتحقيق مصالحها يجعلها تحتفظ بعلاقات قوية مع من يحكم مصر، فهي تعاملت مع الرئيس السابق حسني مبارك ومع المجلس العسكري من بعده، ومع الرئيس محمد مرسي الإخواني، ومن بعده الرئيس عبد الفتاح السيسي بطرق لم تتغير في جوهرها.
 
عودة
أعلى