بالصور: البحرية المغربية البخارية 1885-1907

الشبح

"إن تنصروا الله ينصركم"
خبراء المنتدى
إنضم
12/4/19
المشاركات
291
التفاعلات
1,740
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
Flag_of_Morocco.svg.png


أقدم لكم اليوم موضوع حول البحرية البخارية المغربية، وقد كنت قدمت عددا من المواضيع في منتديات مماثلة حول نفس الشأن، ولكن مع ظهور معلومات جديدة بالرغم من شحها، ورغبة مني في إغناء منتدانا "منتدى التحالف لعلوم الدفاع"، فقد قررت وضع هذا الموضوع الجديد في القسم التاريخي مدعوما بالصور والمصدر الذي هو مقطع فيديو للاستزادة.

مقدمة

حينما اعتلى السلطان المغربي الحسن الأول الحكم عام 1873 ورث بلدا يعاني من تبعات حربين مدمرتين ضد جارين أوروبيين (الحرب المغربية الفرنسية أو حرب إيسلي 1844) و(الحرب المغربية الإسبانية أو حرب تطوان 1859) وفي كلا الحربين خسر المغرب خسائر فادحة كشفت عن ضعف تنظيم وتسليح جيشه، بالإضافة إلى الأوضاع الداخلية المضطربة، لذلك قام هذا السلطان الذي يعتبر أعظم سلطان مغربي في القرن التاسع عشر بوضع برنامج لإصلاح الجيش المغربي وذلك من خلال إعادة تنظيم كتائب، والتركيز على تكوين أفضل للضباط والجنود من خلال فتح مدرسة عسكرية في فاس للضباط المهندسين وأخرى للمدفعية في مدينة الجديدة، ثم إرسال بعثات الطلاب العسكريين إلى الدول الأوروبية، كما ركز السلطان الحسن الأول على التسليح فعقد عشرات الصفقات العسكرية، وبفضل بعد نظره اتجه إلى الصناعة العسكرية، ولم يكن المغرب يمتلك آنذاك سوى مصنع تقليدي واحد لصناعة البارود في مراكش، فقام بالشراكة مع مملكة إيطاليا ببناء مصنع بفاس قرب القصر السلطاني "باب الماكينة" لصناعة الأسلحة من بنادق ورشاشات وذخائر بالإضافة إلى المدافع.

alhassan1_127818773.jpg


من سوء الحظ، فكما باقي الإصلاحات السياسية الترابية، ومع وفاة السلطان المفاجئة في عام 1894، انهارت هذه الإصلاحات واستمر معاه انهيار البلاد إلى غاية عام 1912 حيث سقط المغرب في براثين الحماية الأجنبية.

البحرية البخارية المغربية

لم تكن البحرية المغربية حتى بداية الثمانينيات من القرن التاسع عشر تحتوي سوى على سفن خشبية من دون محركات وتعتمد على الأشرعة، كشف السلطان الحسن الأول عن مشروعه نحو تحويل البحرية المغربية إلى بحرية بخارية من خلال اقتناء مجموعة من السفن البخارية من الدول الأوروبية، وكانت هذه السفن تقوم بالإضافة إلى الأدوار العسكرية بمجموعة من الأدوار الآخرى كالنقل، استمرت عملية اقتناء السفن البخارية طوال فترة الحسن الأولى وما بعده بفترة قصيرة، لكن بسبب الأعباء الاقتصادية والمشاكل الداخلية والعراقيل الخارجية، ونقص العنصر البشري المؤهل، تعرضت عدد من السفن للإهمال ونقص الصيانة، فيما بيعت عدد من القطع البحرية لعدد من الدول والشركات التجارية، وهذا ما سنراه في هذا الموضوع.

الحسني

الحسني1.png

أول سفينة بخارية حربية تم تدعيم البحرية المغربية بها كانت هي سفينة الحسني، وقد تم طلبها رسميا في عام 1882، وتم تسليمها في وقت ما بين 1884 و1885 من أحواض كراجز، ميدلسبره، في المملكة المتحدة، وهي في الأساس كانت مدنية لكن تم تجهيزها لتحمل أسلحة على متنها، وكانت مخصصة كذلك للنقل ولحماية السواحل وأحبطت الكثير من عمليات تهريب الأسلحة التي كانت تقوم بها الدول الأوروبية كإسبانيا وفرنسا عبر سفن غير شرعية للمتمردين المغاربة كبوحمارة بالإضافة إلى بعض محاولات التجارة غير الشرعية التي كانت تقوم بها بعض الشركات الإنجليزية في الأقاليم الجنوبية مع القبائل الصحراوية من دون موافقة السلطات المغربية.

الحسني2.jpg

بحارة وطاقم سفينة الحسني المغربية أثناء تسلم السفينة في بريطانيا

السفينة بحسب ما أعلم سقطت في يد الفرنسيين في 1907 وتم إرسالها للجزائر الفرنسية حيث تم تحويلها إلى سفينة نقل تجارية ثم لاحقا احترقت في الجزائر في حادث.

سيدي التركي

سيدي التركي.jpeg

السفينة البخارية الثانية هي سفينة سيدي التركي، وقد سميت نسبة إلى ضابظ المدفعية العثماني "الحاج سليمان التركي" والذي استقدمه السلطان المغربي محمد الثالث للاشراف على قوات المدفعية المغربية من أجل تحرير مدينة الجديدة، وتم ذلك عام 1769، وبعد استشهاده وتكريما له تم تسمية هذه السفينة على إسمه.
هي في الأساس سفينة شحن تجارية وعلى هذا الأساس تم بناءها في أحواض فيسر، بريمن، بألمانيا حيث تم ذلك في 1884، وتم تسليحها وتحويلها لتصبح زورق دورية حربي، ساهمت في حماية السواحل لكن كذلك من أجل نقل القوات المغربية خصوصا في بداية القرن العشرين، حيث كان تمرد بوحمارة في أوجه وعرفت تلك الفترة قطع الطرق بالإضافة إلى سوء جودتها والذي كان يؤخر ذلك، لا ننسى سيدي التركي والحسني ساهمتا في نقل القوات والأسلحة إلى الشيخ ماء العينين الذي كان يحارب الفرنسيين والإسبان في الصحراء وشنقيط وذلك لصعوبة هذه المهمة عبر الطرق البرية.

سيدي التركي3.jpg

مشاة مغاربة على متن سفينة سيدي التركي 1903

بعد عام 1907 استولى عليها الفرنسيون وظلت في خدمة الجيش الفرنسي إلى أن غرقت في عاصفة في 4 فبراير عام 1938 أي سنوات قليلة قبيلة الحرب العالمية الثانية.
سيدي التركي1.gif


نور البحر

NUR-L-BAHR-GAMBOTU-Denizin-nuru-1896-1915-Batk-by-SAK-UURLU-640x381.jpg

من أكثر السفن البخارية المغربية التي لا توجد الكثير من المعلومات والصور عنها حينما كانت في الخدمة في البحرية المغربية، لكن الجزء الأكبر من المعلومات والصور عنها يأتي بعد انتقال ملكيتها للبحرية العثمانية التي اشترتها من نظيرتها المغربية، ثم شراءها من طرف المغرب من أحواض ماكلارين آند ويلسون، جنوة، في إيطاليا في عام 1898، أي بعد أربع سنوات على وفاة السلطان الحسن الأول وتولي السلطان عبد العزيز الحكم والذي كان تحت وصاية الوزير الأول با حماد وأمه لالة رقية.
نور البحر1.png

تم بيع نور البحر من طرف الحكومة المغربية لشركة عثمانية، ثم بعد ذلك استخدمته البحرية العثمانية وضمته لأسطولها، خلال حرب جاليبولي عام 1913، كانت مهمة نور البحر حماية سفن النقل التي تقدم الدعم اللوجستي للجبهة في بحر مرمرة.
تم إغراق نور البحر في آخر مهمة لها لحساب البحرية العثمانية في 27 أبريل من عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى من طرف الغواصة البريطانية E14 ما أدى لمقتل 36 بحارا عثمانيا.

saki-ugurlu-gambot-14.jpg


بعض من حطام سفينة نور البحر في قاع بحر مرمرة

بشير الإسلام أو البشير

البشير1.png

إسمها الكامل (بشير الإسلام بخوافق الأعلام)، تعتبر أحدث وأكثر سفينة حربية بخارية تطورا في البحرية المغربية في ذلك العهد، وقد قام المغرب لمدة سنوات طويلة بالتفاوض حولها مع الإيطاليين، لدرجة أن اكتمال تسليمها لم يتم سوى بعد وفاة السلطان الحسن الأول بخمس سنوات تقريبا،
هناك الكثير من الميزات لهذه السفينة الحربية، فهي تعد أول سفينة حربية حقيقية يقتينها المغرب وليست مدنية تم تحويلها لأغراض عسكرية كما السابق، وكانت من نفس الفئة الموجهة للبحرية الإيطالية، كما أنها تعتبر من فئة الزوارق الطوربيدية، وهي أول مرة يستخدم فيها المغرب هذا النوع من الأسلحة، مما جعلها جوهرة حقيقية وجعل القوى الأوروبية خصوصا فرنسا وإسبانيا وإنجلترا تقوم بالكثير من الضغوطات على إيطاليا لمنع عملية البيع، كما أن العملية استمرت كما ذكرنا لسنوات، وحاول السلطان الحسن الأول الوقوف بنفسه على عملية التصنيع والتعديل، وقام الإيطاليون بالكثير من المماطلات والمراوغات ورفع السعر، وقد توفي السلطان قبل أن يراها حقيقة.

البشير2.gif


لم يكتم تسليمها بحسب المعلومات التي لدي سوى في وقت ما ما بين 1898 و1899، (بعض المصادر تتحدث عن ما بين 1892 و 1894ولكن لا أميل لهذا الاعتقاد)
مع الأسف وبسبب تطور هذه السفينة الذي لم تكن البحرية المغربية مجهزة للتعامل معه لا على مستوى الأفراد ولا على مستوى الصيانة، كان من المكلف جدا إرسالها في كل مرة لإيطاليا من أجل ذلك، وفي ظل تدهور الوضع الأمني الداخلي في المغرب في تلك الفترة وتوجيه كل الأموال لمحاربة المتمردين تقرر بيع هذه الجوهرة في عام 1903 إلى البحرية الكولومبية فأصبحت تحمل إسم Almirante Lezo أو الأدميرال ليزو وبقيت في كولومبيا إلى غاية نهاية خدمتها في الثلاثينات من القرن الماضي.

السعيدي

السعيدي1.png


هناك كذلك سفينة بخارية أخرى مع القليل من المعلومات و الصور وهي سفينة السعدي، ويقال بحسب المصدر أن المغرب تسلمها في وقت ما، ما بين 1906 و1907

بركاش

بركاش1.png

ثم هناك زوارق قطر بخارية صغيرة تحمل إسم بركاش وعلى ما يبدو نسبة إلى أحد رياس البحر المغاربة الشهيرين وهو من أصول موريسيكية، وبحسب المصدر كان المغرب يمتلك ثلاثا من هذا النوع.

بركاش2.png


إلى هنا كانت نهاية موضوعي، شكرا جزيلا على متابعتكم وتقيماتكم
السلام عليكم ورحمة الله


المصدر

 
حقيقتا شهدت الأوضاع المغربية محاولة اصلاح شاملة منها العسكرية في فترة السلطان الحسن الأول لكن وفاته عقدت الأمور أكثر مما كانت خصوصا المحاولة الإنقلابية لما يسمى ببوحمارة
على سبيل الذكر لا الحصر في تلك الفترة أيضا كان للسلطان الحسن الأول رغبة في ربط مكناس بفاس عن طريق السكك الحديدية بمساعدة بلجيكا لكن التسيب و ظروف الأوضاع السياسية كبحت مسيرة الإصلاح
 
الحسن الأول رجل بألف رجل و كان داهية صراحة لكنه لم يتمكن من التغلب على بعض رجال الدين المتزمتين اللذين عارضوا محاولات التحديث و حالوا دون تمكين المغرب من الإستفادة من العلوم التي جلبها طلبة البعث.

بالتزامن مع هذا، اليابان تمكنت من دخول الحداثة وبناء قوة ردعية لأنها إستفادت من الطلبة العائدون اللذين ساهموا في النهضة التي عرفتها بلادهم خلال عهد Meiji
 
التعديل الأخير:
أواخر فترة حكم الحسن الأول و بداية حكم إبنه عبد العزيز كانت تتسم برغبة في مسارعة الزمن لبناء دولة عصرية . لكن للأسف إنقلاب عبد الحفيظ و إدخال البلد في حرب أهلية زاد من ضعفها . للأسف أكبر خطأ قام به عبد العزيز أنه تنازل عن العرش أخيه عبد الحفيظ اللذي وقع وتيقة الحماية مباشرة بعد توليه الحكم
 
المغرب كان مشهود بالسفن الحربية حتى قبل سنة 1884 اي حوالي سنة 1627 حيث كان المغاربة اسياد البحار واعني هنا قراصنة سلا
 
جمهورية "القراصنة" المغربية التي وصلت غاراتها إلى إنجلترا وايسلندا

جمهورية سلا


في مثل هذا الوقت من عام 1627 تعرضت ايسلندا، وهي جزيرة واقعة في شمال المحيط الأطلنطي لغارات القراصنة القادمين من المغرب، وتحديدا ما عرف بجمهورية سلا أو جمهورية بورقراق.. فما هي حكاية هذه الجمهورية؟

تأسست جمهورية سلا ككيان مستقل بين عامي 1624 و1668 عند مدخل وادي نهر بورقراق في المغرب قرب مدينة سلا والعاصمة الرباط، بحسب موقع يا بلادي دوت كوم المغربي.

وكانت البداية في أوائل القرن السابع عشر عندما أصدر ملك إسبانيا فيليب الثالث مرسوم طرد المورسكيين عام 1609 مما أجبر نحو 3 آلاف منهم على مغادرة مدينة هورناشوس فتوجهوا إلى مدينة سلا بالمغرب.

وأسس هذا الكيان المورسيكيون القادمون من هورناشوس أو الحورناشيون ، وخلال الفترة القصيرة التي عاشت فيها هذه الجمهورية ساهمت بفعالية في أعمال القرصنة في البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي وتجارة العبيد مع الدولة العثمانية.

وكان أول زعيم لهذا الكيان مراد رايس الأصغر، وكان قرصانا هولنديا اسمه جان جانزون اعتنق الإسلام، وقد تولى الزعامة بين عامي 1624 و1627.

وكان جانزون من أكثر القراصنة دموية في زمانه وقد أغار على شواطئ اسبانيا والبرتغال وفرنسا وانجلترا حتى وصل إلى سواحل ايسلندا.

وبعد رحيل مراد رايس إلى الجزائر عام 1627 رفض المورسيكيون الاعتراف بالسلطان زيدان الناصر، الذي توفي في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام، وتوقفوا عن دفع الضرائب وأعلنوا أنفسهم كيانا مستقلا عن المغرب.

الديوان​

وقد حكم هذه الجمهورية مجلس حمل اسم الديوان ويتراوح عدده بين 12 و14 شخصا ينتخبون في مايو/آيار من كل عام الحاكم أو الأدميرال الكبير.

وبين عامي 1627 و1630 سيطر الحورناشيون على المجلس، ولكن في عام 1630 وقعت اشتباكات بين الحورناشيين وغيرهم من الأندلسيين مما أدى لانتخاب قائد جديد هو محمد ابن أحمد الزياني الملقب بـ"العياشي"، وتكوين ديوان جديد من 16 عضوا (8 حوراشيون و8 مورسيكيون).

جمهورية سلا

التعليق على الصورة،جمهورية سلا كانت تتاجر في العبيد مع الدولة العثمانية

وتشير تقارير إلى أن بعض الحرناشيين كانوا قد اقترحوا تسليم الجمهورية لفيليب السادس ملك إسبانيا مقابل موافقته على عودتهم إلى هورناشوس وألا يتعرضوا لعقوبات محاكم التفتيش كما يسلمون مدافع سلا وعددها 68 مدفعا. لكن ذلك لم يحدث.

وما حدث هو توصل الفريقين في سلا لإبرام اتفاقية لتقاسم مناصب المجلس بينهما، وقد أدى هذا الصراع إلى ضعف قوتهم.

العياشي​

وأما عن العياشي القائد الجديد الذي تم انتخابه فيقول موقع مجلة دعوة الحق التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب عنه إنه ينتمي إلى قبائل بني هلال التي رحلت غربا.

وقد دخل العياشي في حروب مع الدلائيين الذين عملوا على بسط نفوذهم على سلا ونجحوا في هزيمته عام 1641 وهيمنوا على المنطقة.

وفي عام 1660 قام الحورناشيون بانتفاضة وتولى قيادة الجمهورية غيلان رايس، ولكن جمهورية سلا لم تصمد أمام السلطان العلوي الرشيد التي وحد المغرب عام 1668 لتنتهي جمهورية سلا للأبد.

يذكر أنه كان للجمهورية أسطول كبير يتكون من سفن ذات أشرعة ومجاديف وبالتالي تتمتع بقدرة عالية على المناورة.

وكانت بعض الدول الأوروبية، كفرنسا وهولندا وإنجلترا، قد اضطرت بعد فشل محاصرة حوض بورقراق إلى إقامة علاقات مع جمهورية سلا لتحرير أسراهم وضمان حرية الملاحة البحرية.
 

سلا.. أساطيل جمهورية القراصنة تحكم أعالي المحيط الأطلسي​

%D8%B3%D9%84%D8%A7-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%86.jpg



هي مدينة التاريخ والثقافة والحضارة، مدينة الأولياء والصلحاء وعاصمة الطقس المميز في الاحتفاء بذكرى المولد النبوي (موكب الشموع) سليلة حقبة “شالة” الرومانية، وابنة أصيلة للعهود الإسلامية الأولى في المغرب ومعبر الفاتحين والمجاهدين الحتمي نحو الأندلس، وفوق كل ذلك هي منطلق السفن التي بسطت هيبتها على المحيط الأطلسي في وقت كان فيه النشاط البحري الإسلامي لا يخرج عن دائرة الحوض المتوسطي والبحر الأحمر وبحر العرب.

تذبذب تاريخها بين نهوض وركود، اختلطت فيها الأعراق والأجناس، والتقت عند مرفئها الحصين شعوب الشمال والجنوب والشرق والغرب. استوطنت قلب المجال السياسي الحيوي للمغرب عبر العصور، لكنها تمنّعت فلم تشبه غيرها من حواضر الشرق أو الغرب، فلم ترث من ماضيها الطويل بنية عمرانية ولا سكانية شبيهة بباقي المدن المغربية العتيقة. فلا القصر السلطاني مركز بنيانها ولا حيّ اليهود ينعزل بنفسه، بينما يسمى “الملاح” في باقي المدن المغربية، بل بقيت مدينة الانفتاح حدّ تحوّلها إلى دولة لقراصنة الأندلس ومن خالطهم من أعراق الشرق والغرب، وتحصّنت فجعلت بوابتها البحرية تمرّ عبر النهر لاستحالة رسوّ السفن في ساحلها البحري، وهي اليوم تشهد المراحل الأخيرة من أشغال بناء “برح محمد السادس”، أعلى بناية في أفريقيا بطول 250 مترا و55 طابقا.


“جمهورية سلا”.. دولة المنفيين تفرض قانونها على المحيط​

هذه المدينة التي تجاور العاصمة المغربية الرباط وتعتبر بمثابة أختها الكبرى، سواء من حيث العراقة التاريخية (تأسست قبل الرباط) أو من حيث حجمها (تعداد سكانها يصل إلى أكثر من ضعف سكان الرباط)؛ تحوّلت في إحدى الفترات التاريخية التي تلت سقوط الأندلس وتفكك الدولة المركزية في المغرب إلى دولة مستقلة تسمى “جمهورية سلا”.

وقد أسسها المنفيون من الأندلس، وحولوا ساحلها إلى قاعدة عسكرية بحرية تخصصت في “الجهاد البحري” (القرصنة)، أي شن حرب شاملة ومتواصلة على القوى الغربية (انتقاما من طردهم من الأندلس)، وقد فرضوا قوانينهم الخاصة على مجال واسع من المحيط الأطلسي يصل إلى السواحل الأمريكية.

%D8%B3%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9.jpg
خريطة سلا وموقعها بالنسبة لباقي مدن المغرب

قصتها أشبه بالأسطورة المتخيلة، لكنها حقيقة تاريخية لا تبعد زمنيا عن الوقت الحاضر إلا مسافة أربعة قرون. كانت وقتها مدينة سلا مرفأ ترسو فيه سفن ترفع علم “الجمهورية” وتمخر عباب البحرين المتوسط والأطلسي، فارضة قانونها الخاص، وممارسة فنون القرصنة ضد القوى الغربية أشخاصا وبضائع، ملزمة إياهم بدفع الإتاوات حينا والفدية حينا آخر.

قلب المغرب.. آلاف السنين من صراع الحضارات​

قبل الوجود الإسلامي في المغرب بقرون كثيرة، تحدد المصادر التاريخية ظهور نواة مدينة سلا إلى القرن 15 قبل الميلاد، وكانت مجرد قرية أمازيغية صغيرة، أقام فيها القرطاجيون متجرا أطلقوا عليه اسم “سلفيس”، ثم دخلها الرومان في القرن الأول للميلاد، ويعود إليهم أول استعمال لكلمة “سلا” (أو شالة)، وكانت عبارة عن موقع عسكري روماني استمر وجوده قرابة خمسة قرون، قبل أن تتضاءل أهمية المدينة في عهد الوندال، ثم تسترجعها في عهد البيزنطيين.

بقيت مدينة سلا تحت الحكم البيزنطي، إلى أن وصل إليها القائد الإسلامي عقبة بن نافع الفهري سنة 682 للميلاد، حيث خضع سكانها لحكمه قبل أن يتمردوا عليه من جديد، ثم عادت المدينة لتخضع للحكم الإسلامي على يد القائد موسى بن نصير بداية القرن الثامن للميلاد. وتعتبر سلا من بين المدن التي خضعت لحكم مؤسس أول دولة مغربية موحدة مستقلة عن المشرق العربي، أي المولى إدريس الأول، ثم كانت محورا للصراعات التي دبت بين أبناء خليفته المولى إدريس الثاني إلى أن أصبحت واقعة في منطقة صراع طويل بين دولة بني يفرن والبورغواطيين الذين كانوا يعتنقون ديانة مستلهمة من الإسلام لكنها تعتمد تعاليم مستلهمة من الوثنية واليهودية والمسيحية.

كما شهدت سلا في عهد الدولة المرابطية معارك طاحنة بين جيوش يوسف بن تاشفين والبورغواطيين، وهو ما حولها إلى خرابة نتيجة كثرة التطاحن حولها، لتغيب المدينة عن مصنفات التاريخ في العهد المرابطي، قبل أن تعود إليه بقوة ابتداء من العهد الموحدي.

سيدي بن عاشر.. مزار الطبيب الأسطوري في العصر الذهبي​

تأسست مدينة سلا الحالية في الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق من طرف أحد قادة بني أمية، قبل أن يأتي السلطان الموحدي عبد المؤمن بعد نحو قرن ونصف، ويبني قلعة مقابلة للمدينة في الجانب الجنوبي من مصب نهر أبي رقراق. لتعيش مدينة سلا أزهى عصورها في عهد الحكم المريني، حين جرى الاهتمام بعمارتها وتجارتها ومؤسساتها الدينية والثقافية.

ويؤرخ البعض لبداية بروز مدينة سلا حضاريا في بداية القرن 14 للميلاد، وذلك ارتباطا بشخصية شهيرة هي شخصية سيدي بن عاشر الذي تميّز بمعرفة طبية وبأساليب علاج بعض الأمراض، وبعد وفاته تحوّل قبره إلى مزار يتوجه إليه الراغبون في الاستشفاء بحسب اعتقادهم، وذلك عبر جلوسهم إلى جانب قبره وفقا لعادات امتدت لقرون.

ويُنسب إلى السلطان العلوي مولاي سليمان، إصداره الأمر بداية القرن 19 بوضع قبة على قبر ابن عاشر، وبناء حاجز من خشب لفصل القبر إلى جانبين؛ الأول خاص بالنساء والثاني خاص بالرجال، مع تخصيص غرف للمبيت، تنظيما للزيارات.

نزوح القراصنة المحترفين.. بدايات نشأة الجمهورية السلاوية​

شهد العالم بدءا من القرن 15، تحول جزء من التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، لتتحول معها أيضا ظاهرة القرصنة التي لم تعد حكرا على البحر المتوسط. وبقي هذا النشاط حكرا على الأوروبيين، إلى أن اقتحمه السلاويون الذين فرضوا أنفسهم رقما أساسيا في معادلة القرصنة الأطلسية.

وفي سنة 1614 احتل الإسبان مدينة المهدية الواقعة غير بعيد من سلا في اتجاه الشمال، التي كانت مستقرا لعدد كبير من القراصنة من مختلف الجنسيات، مما أدى إلى نزوح هؤلاء القراصنة المحترفين صوب مدينة سلا، وفي مقدمتهم الهولنديون الذين كانوا قد راكموا خبرة كبيرة في صناعة السفن الصالحة للإبحار في البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي.

وكان القراصنة في بداية القرن 17 للميلاد يؤدون 10% من مداخيلهم للسلطان المغربي (السعدي)، وذلك إلى غاية 1627، عندما حدث تقارب بين القراصنة المحترفين والمجاهد محمد العياشي، فأعلن سكان المدينة خلع طاعة السلطان، وطردوا ممثله فيها، لتعلن ولادة “جمهورية سلا” المستقلة تماما عن الحكم المركزي الذي يقوم على انتخاب القادة مرة واحدة كل سنة.

قراصنة الهورناتشوس.. ثورة المطرودين من الأندلس على السلطان​

رغم موقعها الأطلسي فإن تاريخ مدينة سلا لا ينفصل عن المجال المتوسطي، فقد كان البحر الأبيض المتوسط مهدا للملاحة البحرية، كما أن جل الشعوب المتوسطية مارست القرصنة.

فالإغريق بحكم موقعهم الجغرافي وطبيعة شواطئ بلدهم كانوا قراصنة، ولم يكن في مواجهتهم إلا الفينيقيون المعروفون بارتباط حضارتهم بالبحر، وشكل الصراع بين الإغريق والفينيقيين أول مثال للحرب بين دولة تجارية منظمة (الفينيقيون) وبين مجموعات القراصنة (الإغريق)، ويكاد تاريخ البحر الأبيض المتوسط يرتبط بنشاط القرصنة الذي ظل يقوم به المغلوبون ضد المنتصرين، كما لم يسلم نشاط القرصنة البحرية نهائيا من التوظيف والاستعمال السياسييْن من جانب الدول والحكومات.

%D8%B3%D9%84%D8%A7-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A8.jpg
ملك إسبانيا فيليب الثالث يصدر مرسوما يقضي بطرد المورسكيين من إسبانيا عام 1609

بدأت القصة أوائل القرن 17، عندما أصدر ملك إسبانيا “فيليب الثالث” مرسوم طرد المورسكيين عام 1609، مما أجبر بضعة آلاف منهم على المغادرة، فتوجه قسم منهم إلى مدينة سلا.

صادف ذلك تغير التركيبة البشرية لسلا بحلول موريسكيي هورناتشوس (بلدة في إسبانيا)، كأول فوج قَدِم إليها استباقيّا قبيل الطرد النهائي، وينحدرون من منطقة إكستريمادورا غربي إسبانيا، وقد عرفوا السلاح كمرتزقة عند الملك “فيليب الثاني” في بادئ الأمر، يمارسون عقائدهم الإسلامية في السر، بينما يُظهرون المسيحية، وكوّنوا حملة متمردين ضد الملك بعدما أصدر مرسومه بمنع أي ممارسات دينية غير كاثوليكية، ثم تلاهم فيما بعد كثير من المورسكيين، تضاربت أقوال المؤرخين في تعدادهم بين 5 آلاف كأدنى عدد و12 ألفا كأقصاه.

هؤلاء الوافدون الجدد هم من سيشكل نواة “جمهورية سلا”، حيث اندلعت ثورة الهورناتشوس ضد السلطة الشريفية سنة 1627، واستولوا على المدينة وأغلقوا أبوابها في وجه السلطان.

مراد رايس.. عبقرية الأسير الذي أسس الجمهورية​

حمل الموريسكيون الذين طردوا من الأندلس حقدا كبيرا تجاه الإسبان، ورغبة جامحة في الانتقام واسترداد ثرواتهم التي سلبت منهم. وقد كان مرسوم الطرد الذي أصدره في حقهم الملك الإسباني فيليب الثالث سنة 1609، قد عين لهم تركيا كمكان للإقامة، مانعا إياهم من دخول أفريقيا تحت طائلة الحكم بالإعدام في حال مخالفتهم هذا الأمر.

وتشير المصادر التاريخية إلى اسم قائد مؤسس لما يعرف باسم “جمهورية سلا” المستقلة، وهو مراد رايس الأصغر الذي كان يحمل اسما أوروبيا قبل أن يتخذ هوية إسلامية إثر وقوعه في أسر القراصنة المسلمين، ثم أبان عن مهارة كبيرة في النشاط البحري جعلته يرتقي بسرعة ويصبح أحد قادة “الجهاد البحري”، خاصة عندما انطلق من ساحل سلا ليغزو جزر الخالدات المقابلة لسواحل المغرب الجنوبية في المحيط الأطلسي، وغنم ثروات وأسرى كثيرين، مخلفا إحدى أكبر هزائم الأسطول العسكري الإسباني.

%D8%B3%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D9%8A%D8%B3%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7.jpg
السلطان مراد رايس الأصغر قائد ومؤسس جمهورية سلا المستقلة

على إثر تدهور الأوضاع السياسية للمغرب وتفكك أوصال الدولة المركزية، شكّل المورسكيون نظاما خاصا بهم في مدينة سلا، أطلقوا عليه اسم الجمهورية، وانتخبوا مراد رايس قائدا لهم، مع إبرام اتفاق مع سلطان المغرب يدفعون له بمقابله ضرائب، مقابل تركهم يتصرفون في استقلال عن سلطاته.

امتد وجود “الجمهوريات السلاوية” حسب بعض المصادر من 1627 إلى غاية 1668، أي بعد سقوط حكم مراد رايس وانتفاض السكان على وصاية السلطان. ويوصف هذا التنظيم السياسي بكونه شكلا من أشكال الأوليغارشية (حكم أقلية من النخبة)، وذلك أساسا في شخص قراصنة يستمدون قوتهم من عائدات نشاطهم البحري. ويعود الميلاد الفعلي لهذا النظام السياسي إلى تمركز القراصنة المحترفين في القلعة المعروفة باسم “القصبة” التي أسسها المرابطون متم القرن 12 للميلاد في الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق، أي الرباط الحالية، وما كان يعرف وقتها باسم سلا الجديدة.

وتولى حكم هذه الجمهورية مجلس حمل اسم “الديوان”، وكان عدد أعضائه يتراوح بين 12-14 شخصا، وينتخبون في مايو/أيار من كل عام الحاكم أو الأدميرال الكبير، وقد سيطر الحورناشيون على المجلس في البداية، قبل أن يثور عليهم الموريسكيون ويفرضوا انتخاب قائد جديد سنة 1630، ولم يكن سوى القائد محمد العياشي، مع رفع عدد أعضاء الديوان إلى 16 وتقاسمه بالتساوي بين الموريسكيين والحورناشيين.

الجمهوريات الثلاث.. نهاية الحرب الأهلية بوساطة إنجليزية​

لم يصمد هذا النظام السياسي طويلا، إذ سرعان ما وقع النزاع بسبب سيطرة “الهورناتشوس” على مقاليد الحكم، فاندلعت حرب أهلية انتهت بوساطة إنجليزية سنة 1630، وأفرزت تقاسما للسلطة بين ثلاثة مرتكزات للنفوذ، أولها القصبة العسكرية، وثانيها سلا العتيقة، وثالثها سلا الجديدة (الرباط حاليا)، وهو ما يطلق عليه البعض نعت “الجمهوريات الثلاثة لسلا”.

من بين أغرب الغزوات الحربية التي قام بها قراصنة “جمهورية سلا”، تلك التي أوصلتهم إلى غاية سواحل أيسلندا في أقصى الشمال الأطلسي، حيث قاموا بأسر 15 شخصا تقريبا، واستولوا على سفينتين، وعادوا إلى ديارهم سالمين، رغم فشلهم في اقتحام قصر الملك الدانماركي الذي كان يبسط سيطرته على جزيرة أيسلندا.

وتؤكد المصادر التاريخية وصول الأسرى الأيسلنديين إلى المغرب وبيعهم في أسواق النخاسة المحلية، مما فتح الباب أمام هجمات بحرية أخرى انطلقت من الجزائر، ووصلت إلى هذه الجزر الأطلسية البعيدة.

%D8%B3%D9%84%D8%A7-%D8%A2%D9%8A%D8%B1%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7.jpg
رواية *قراصنة بالتيمور” حول الغزوة الآيسلندية التي تؤرخها المصادر في العام 1627

وإلى جانب هذه الغزوة الأيسلندية التي تؤرخها المصادر في العام 1627، توجد غزوة أخرى لا تقل أهمية عنها، وصلت فيها السفن الغازية بقيادة مراد رايس إلى غرب أيرلندا، حيث قاموا بتنفيذ غزوات ناجحة، فقد وصل إلى أسواق النخاسة في الجزائر -التي كانت نقطة أساسية في بيع أسرى القرصنة- قرابة 100 شخص إنجليزي ممن كانوا يقيمون في أيرلندا.

يروى الراهب الدنماركي العجوز تفاصيل هجوم القراصنة المغاربة على سواحل آيسلندا وجزرها في مذكرات رحلته أسيرا لدى طاقم البحار مراد رايس قائلا: يومها شوهدت ثلاث سفن ضخمة تبحر في الفضاء الأزرق المحيط بنا، تعالت صرخات التحذير، ومعها تعالى العويل وصراخ الصبية، حتى الكلاب أجفلت رعبا من مشهدها المخيف وأشرعتها تلوح في الأفق، أفقنا المظلم، رغم أن الوقت كان صباحا. وسرعان ما تكدس سكان جزيرة هايماهي التي كانت تعيش في أمان قبل هذا اليوم تحت الرعاية الدنماركية.
 
الشكر ولإمتنان للأستاذ @الشبح على هذا الموضوع في الواقع نحتاج لمواضيع كثيرة من هاذا النوع كمغاربة


وإن كان خارج السياق قليلا نذكر أن في عهد الحسن الأول إشترى المغرب كذلك مدافع من ألمانيا
من شركة “كروب” Krupp الألمانية المختصة في الصناعات العسكرية يقال أنه سنة 1884
ويقال كذلك أن مداها كان 14 كيلمتر

المدافع
14757910.jpg

41559610.jpg

المدافع قبل الترميم بسنين قليلة
7_410016987.jpg
0510.jpg

بعد الترميم
0710.jpg

01010.jpg

01210.jpg


قلعة الرباط عام 1903 - والتر روتنبورغ، مهندس ألماني أمام أحد مدفعي كروب MRK L/35 عيار 260 ملم، أقصى مدى 14 كم، طلبهما السلطان مولاي حسن من شركة كروب الألمانية. تصوير شيرل / زود دويتشه تسايتونج
53439647367_b34ff830a6_o.jpg
 
الشكر ولإمتنان للأستاذ @الشبح على هذا الموضوع في الواقع نحتاج لمواضيع كثيرة من هاذا النوع كمغاربة


وإن كان خارج السياق قليلا نذكر أن في عهد الحسن الأول إشترى المغرب كذلك مدافع من ألمانيا
من شركة “كروب” Krupp الألمانية المختصة في الصناعات العسكرية يقال أنه سنة 1884
ويقال كذلك أن مداها كان 14 كيلمتر

المدافع
مشاهدة المرفق 158900

مشاهدة المرفق 158901
المدافع قبل الترميم بسنين قليلة
مشاهدة المرفق 158895مشاهدة المرفق 158896
بعد الترميم
مشاهدة المرفق 158898
مشاهدة المرفق 158897
مشاهدة المرفق 158899

قلعة الرباط عام 1903 - والتر روتنبورغ، مهندس ألماني أمام أحد مدفعي كروب MRK L/35 عيار 260 ملم، أقصى مدى 14 كم، طلبهما السلطان مولاي حسن من شركة كروب الألمانية. تصوير شيرل / زود دويتشه تسايتونج
مشاهدة المرفق 158894
كان قبل تحديت مكان ل...
 
اضنك نسيت الامبراطورية العلوية ايام السلطان محمد بن عبد الله في عهده كان المغرب يتوفر على قوة بحرية رهيبة من عشرات السفن الحربية مسلحة بمدافع قوية وكان يفرص على السفن الامريكية اتاوة ادا ارادت عبور جبل طارق
 
موضوع رائع من مواضيعك التي اعتدنا عليها تعطينا بعض الشذرات من نبراس التاريخ المغربي البحري سواء المدني او العسكري لو استمرت المسيرة بعد السلطان الحسن الأول و ابنه عبد العزيز لكن للأسف لم تكتمل المسيرة بعد تنازلات المولى عبد الحفيظ لسلطات الوصاية الفرنسية
 
شكرا لكم إخوتي على تعليقاتكم المشجعة.
أريد فقط أن أرد على نقطة تكررت كثيرا وهي كون البحرية المغربية كانت رائدة في عهد الموحدين وحتى عهد العلويين وأيام "جمهورية أبو رقراق" أو القراصنة والجهاد البحري.
أنا هنا ركزت على جزئية انتقال المغرب من البحرية ذات السفن الخشبية التقليدية إلى السفن ذات المحركات البخارية، وهي قفزة تكنولوجية هائلة آنذاك بالنسبة لبلد إسلامي كان يواجه شبح الاستعمار الأوروبي الذي ابتلع الأقطار الإسلامية والافريقية بالإضافة الانقسام الداخلي، ولم يكن يصنع السلاح الا بشكل محدود ابتداء من أواخر تسعينات القرن التاسع عشر.. وربما المغرب واحد من بين اثنين او ثلاث دول إسلامية التي كان لها بحرية بخارية بالإضافة إلى الدولة العثمانية وممكن كذلك مصر.
 
التعديل الأخير:
معظم هذه السفن تم بيعها لاحدى دول امريكا الجنوبية في عهد المولى عبد العزيز بسبب افلاس خزينة الدولة و كذا ضغط القوى الاستعمارية من اجل تفكيك الاسطول الحربي الءي انشأه الكواى الحسن الاول في اطار الاصلاحاته العسكرية.
 
عودة
أعلى