- إنضم
- 15/1/19
- المشاركات
- 67,722
- التفاعلات
- 190,155
يشارك جنود صينيون في مناورات في روسيا البيضاء مما يضيف ديناميكية جديدة أخرى للوضع الأمني في أوروبا الشرقية الذي تهيمن عليه حرب روسيا في أوكرانيا والتداعيات المحيطة بها في حين كانت بيلاروسيا حليف قوي لروسيا وقد قامت في الآونة الأخيرة بمبادرات تجاه الصين، بهدف بناء علاقات أوثق معها، بما في ذلك في المجال العسكري.
بدأ أمس تمرين Eagle Assault 2024 الذي استمر 11 يومًا في منطقة بريست في بيلاروسيا، على بعد أقل من 3.1 ميل من الحدود مع بولندا، العضو في الناتو والحليف القوي لأوكرانيا وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها القوات الصينية والبيلاروسية معًا في تدريبات من هذا النوع.
ومع ذلك، كانت هناك سوابق، بما في ذلك ذهاب القوات البيلاروسية إلى الصين لإجراء تدريبات ثنائية، بينما شارك البلدان أيضًا في التدريبات الثنائية فوستوك المتعددة الأطراف في روسيا في أغسطس 2022،و يبدو أن أسس تمارين هجوم النسر 2024 وضعت في أغسطس الماضي عندما اتفقت الصين وبيلاروسيا على إجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة عقب اجتماع بين رئيس الدفاع الصيني آنذاك لي شانغفو والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك.
وفقًا لوزارة الدفاع الوطني الصينية، يقوم الأفراد من كلا البلدين بإجراء تدريب “ لمكافحة الإرهاب ” وسيشاركون في مهام مثل إنقاذ الرهائن وأظهرت الصور الصادرة عن وزارة الدفاع البيلاروسية وصول قوات جيش التحرير الشعبي الصيني إلى بيلاروسيا على متن طائرة النقل الاستراتيجي Y-20
قوات جيش التحرير الشعبي بعد نزولها من طائرة نقل استراتيجية من طراز Y-20.
“يهدف التدريب المشترك إلى تعزيز قدرات التنسيق للقوات المشاركة وتعميق التعاون العملي بين الجيشين،” تقول الوزارة مضيفة أن التدريبات كانت وفقًا للخطة السنوية والإجماع.”
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية إن التدريبات المشتركة ستشمل التدريب على الهجوم المحمول جوا، ومعابر الأنهار، والقتال في المناطق الحضرية.
“الوضع في العالم صعب، ولذا فإننا نمارس أشكالا وأساليب جديدة لحل المهام التكتيكية، قال Vadzim Dzenisenka، رئيس قيادة العمليات الخاصة للجيش البيلاروسي.
سواء كان ذلك من قبيل الصدفة أو غير ذلك، فمن المهم أن التدريبات البيلاروسية الصينية انطلقت قبل قمة الناتو في واشنطن التي تبدأ اليوم وستكون الحرب في أوكرانيا مرة أخرى في قلب مناقشات الحلف التي تستمر ثلاثة أيام، مع أهمية سبل دعم كييف عسكريا بشكل خاص مع استمرار روسيا في تحقيق مكاسب في ساحة المعركة وقصف المدن والأهداف الأخرى في جميع أنحاء أوكرانيا.
وترتبط بيلاروسيا ارتباطًا وثيقًا بحملة روسيا منذ ما قبل الغزو واسع النطاق، حيث توفر نقطة انطلاق للقوات والمعدات الروسية قبل أن تتقدم عبر الحدود في فبراير 2022، بما في ذلك من بيلاروسيا ومنذ ذلك الحين، واصلت بيلاروسيا استضافة الجيش الروسي، بما في ذلك الطائرات والصواريخ المستخدمة ضد أوكرانيا.
وفي عام 2023، بدأت روسيا في نقل بعض منتجاتها من الأسلحة النووية والتكتيكية إلى بيلاروسيا ومنذ ذلك الحين، شارك الجيش البيلاروسي في تدريبات نووية مشتركة مع حلفائه الروس .
ولكن الآن تسعى بيلاروسيا إلى توسيع علاقتها العسكرية مع الصين أيضاً وفي الأسبوع الماضي، انضمت بيلاروسيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون، التي أنشأتها الصين وروسيا في الأصل لمناقشة المخاوف الأمنية في آسيا الوسطى والمنطقة الأوسع فضلا عن القضايا الاقتصادية والسياسية،و تلعب المنظمة أيضا دورا هاما في التعاون العسكري بين الأعضاء.
تم تجنب الزعيم الاستبدادي لبيلاروسيا لوكاشينكو من قبل معظم أوروبا، ليس فقط بسبب دعمه لحرب روسيا في أوكرانيا ولكن أيضًا لمجموعة من قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك حملة قمع وحشية على الاحتجاجات في البلاد في عام 2020.
ومع ذلك، فإن التحول نحو الصين قد يشير إلى أن لوكاشينكو يحاول البحث عن بدائل لروسيا، خاصة وأن الأخيرة تجد نفسها على نحو متزايد كمنبوذة دوليا وحيث يعاني الاقتصاد من آثار العقوبات الصارمة بينما اقتصاد روسيا حتى الآن يتجنب الإنهيار كما أن وضعها كشريك موثوق بها وراعي مشكوك فيه على نحو متزايد.
وتتفاقم القضايا المتعلقة ببيلاروسيا بسبب حقيقة أنه يتعين عليها أيضًا التعامل مع العقوبات المفروضة عليها،و في غضون ذلك، واصل المسؤولون البيلاروسيون انتقاد ما وصفوه بالنوايا العدائية لحلف شمال الأطلسي، وفي هذا، بطبيعة الحال، فإن لها أوجه تشابه مع كل من روسيا والصين.
وفي حالة الصين، يتطلع حلف شمال الأطلسي بشكل متزايد نحو المحيط الهادئ كنقطة اشتعال محتملة في المستقبل، وقد سعى إلى ذلك إلى توسيع العلاقات مع شركائها في المنطقة، على الرغم من بقائهم خارج التحالف العسكري.
كما أن وجود قوات صينية في مناورات في أوروبا، وخاصة قريبة جدا من بولندا، يرسل إشارة إلى حلف شمال الأطلسي وآخرين بأن بكين قد تكون أكثر استعدادا للانخراط في القضايا العسكرية للقارة ، ما هو غير واضح هو ما إذا كان ينبغي قراءة التدريبات أيضا على أنها استعداد لتقديم دعم عسكري مباشر لروسيا لحربها في أوكرانيا، وهو الأمر الذي امتنعت بكين حتى الآن عن القيام به.
بالنسبة لبولندا، فإن التوترات حول الحدود مع بيلاروسيا تشكل بالفعل سبباً للقلق وقد تجلى ذلك بشكل خاص فيما يتعلق بمسألة حماية الحدود، حيث قال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إن البلاد تواجه حربًا هجينة “ في الهجرة غير الشرعية ” وهو الأمر الذي اتهمت بولندا بيلاروسيا بتشجيعه.
الأسبوع الماضي قال وزير الدفاع البولندي أن بولندا وليتوانيا ستدعون إلى إجراء مناقشات حول حماية الحدود في قمة الناتو و من المرجح أن تعتمد كيفية تطور العلاقة المزدهرة بين بيلاروسيا والصين بشكل كبير على ما يحدث بينهما وبين روسيا، وكذلك ثروات موسكو في أوكرانيا.
وقد قالت الحكومة البيلاروسية بالفعل إن التدريبات التي أجريت هذا الأسبوع ستسمح بـ... وضع الأساس لمزيد من تطوير العلاقات البيلاروسية الصينية في مجال التدريب المشترك للقوات.“
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يبدو من المرجح حدوث المزيد من التعاون العسكري بين بيلاروسيا والصين.
**** خاص بالمنتدى
.jpg?part=0.1&view=1&vt=ANaJVrETnPhx64qZz9KpWW-jMSE2IpDWH09m6qeqwhmm1cSHgkxQA2_8pwltr0IQ9WwF4SbolNM9cVLXsGnbX1Q7r4CfL_h6VL_fVSUa1vLBQRenJUotivY)
