حصري القطبية الاحادية لم تعد مجدية

الب ارسلان

التحالف يجمعنا 🎖
كتاب المنتدى
إنضم
9/12/19
المشاركات
1,854
التفاعلات
7,698
أي عالم للغد؟ نحو إعادة تعريف القطبية

Which-World-for-Tomorrow-Towards-a-Redefinition-of-Polarity-640x427.jpg


منتدى التحالف لعلوم الدفاع
10 يوليو 2020

بروكسل -
لم يكن توازن النظام العالمي أقل استقرارًا على الإطلاق منذ نهاية القرن الماضي
يتسارع التاريخ البشري مع التقدم التكنولوجي لقد مهدت العولمة الطريق أمام السلطات الجديدة أصبح نظام القطبية قابل للتغيير نهاية النظام الثنائي القطب
(حيث عملت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كقوتين فقط قادرتين على فرض القرارات على جميع البلدان الأخرى وتركها دون خيار آخر سوى إقامة تحالفات)
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي اصبحت الولايات المتحدة المهيمنة في نظام أحادي القطب
يسيطر سيد العالم على المؤسسات الدولية ويقرر وحده الإجراءات مثل حرب الخليج الأولى ، والحرب في كوسوفو ، والتدخل في أفغانستان ، وحرب الخليج الثانية ، والعقوبات ضد إيران وكوريا الشمالية كل هذه القرارات و الأفعال و غيرها أضعفت الولايات المتحدة و اصبح ساموراي مرهقًا .


هل نظام القطبية الأحادية لم يعد مجديا ؟؟
من سيتزعم العالم من جديد هل أمريكا أم الصين أم روسيا أم الثلاثة معا ؟؟

مزيد من التفاصيل
خاص و حصري فقط على
منتدى التحالف لعلوم الدفاع


@الب ارسلان

 
f3s9pJjJ7ZoOvgbcrNSxDax32DGlFoagLplGIo1N.jpeg


تقرير

في مثل هذا الشهر (يوليوز) من عام 1945، في نهاية الحرب العالمية الثانية، اجتمع قادة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي في أحد القصور الملكية في بوتسدام خارج العاصمة الألمانية التي تم الاستيلاء عليها، وذلك من أجل تحديد النظام العالمي الجديد. وكان ذلك بمثابة غرس بذور الحرب الباردة.
وفي الوقت الذي كان يفكر فيه من كانوا يحتفلون بالذكرى الـ75 لنهاية الحرب العالمية-وهم يرتدون الكمامات-في عواقب تلك القرارات التي تم اتخاذها في مؤتمر بوتسدام، كانت تجرى مرة أخرى إعادة لرسم الخريطة الجغرافية السياسية للعالم. والسبب هذه المرة هو فيروس كورونا، الذي وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه التحدي الأكبر لعصر ما بعد الحرب.

يقول الكاتب والمحلل الأمريكى ألان كروفورد، في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، إنه في منتصف عام هيمنت عليه جائحة كورونا، تواجه الحكومات أزمة صحية، وأزمة اقتصادية وأزمة شرعية مؤسساتية، كل ذلك في وقت يشهد تنافسا سياسيا جغرافيا. وسوف تساعد كيفية تبلور كل تلك التحولات الضخمة خلال الشهور المتبقية من العام كثيرا في تحديد عصر ما بعد الفيروس. فقد تكثفت وتسارعت الاتجاهات التي كانت واضحة بالفعل قبل فيروس كورونا.

201911190420252025.jpg


فالصين باعتبارها قوة في حالة تصاعد سريع، أصبحت أكثر قوة وتنافسا مع الدول ابتداء من كندا حتى استراليا. والولايات المتحدة، القوة العظمى التي ما زالت على قمة الطاولة منذ مؤتمر بوتسدام، أصبحت منغلقة على نفسها بصورة متزايدة مع تغلغل الفيروس في قلب سكانها واقتصادها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
وقال روري ميدكاف، رئيس كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، إن "كثيرا من المشكلات الهيكلية في النظام الدولي أصبحت واضحة بجلاء". وأضاف أنه في ظل التقاء نقاط ضغط متعددة، ابتداء من فشل القيادات إلى الافتقار إلى الثقة في صحة المعلومات، "كل ذلك يفاقم ما يعد عاصفة هوجاء... والاختبار الكبير يتمثل حقيقة في ما إذا كان بوسعنا أن نقضي الشهور الستة إلى الـ18 المقبلة دون أن تبلغ هذه الأزمات ذروتها".
ففي بوتسدام، كانت الديناميكية الرئيسية هي الصراع الأيديولوجي بين النظامين الشيوعي والرأسمالي اللذين كانت تتبناهما موسكو وواشنطن. فالاتحاد السوفيتي بزعامة جوزيف ستالين خرج من الحرب كقوة عظمى، بينما أظهر الرئيس الأمريكي هاري ترومان التفوق التكنولوجي والعسكري للولايات المتحدة بإصداره الأمر وهو في المؤتمر بإسقاط القنابل الذرية على هيروشيما ونكازاكي.

وفي نوفمبر الماضي، شبه هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب والصين برئاسة شي جين بينج بـ"سفوح" حرب باردة جديدة.

ويقول المؤرخ نيل فيرجسون إننا بالفعل في حرب باردة. ويتفق معظم المحللين على أنه ليس من المحتمل أن يوقف جو بايدن في حالة فوزه بالرئاسة التدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وبالنسبة لميدكاف، الذي يتناول كتابه "الامبراطورية الهندية الباسفيكية" التنافس الاستراتيجي في المنطقة، لا تتمثل القضية الرئيسية الآن فقط في كيفية مواجهة الولايات المتحدة لتحدي صعود الصين، ولكن تتمثل في ما إذا كان "اللاعبون الأوسط"، بما في ذلك الهند واستراليا واليابان وأوروبا، على استعداد للمجازفة بالدفاع عن النظام الدولي والتعاون معا للقيام بذلك.

ويضيف كروفورد أن المشكلة هي أنه لا يوجد منتدى واضح لمناقشة شكل العالم بعد انتهاء جائحة كورونا.
فمجموعة الدول السبع في حالة كمون، بينما ترامب مضيف اجتماع المجموعة هذا العام في حالة خلاف حول الدولة التي يتعين أن تكون عضوا فيها. وتأجلت إلى أجل غير مسمى قمة كان من المقرر عقدها في سبتمبر المقبل بين زعماء الاتحاد الأوروبي والرئيس الصيني. وما زال الغموض يحيط بقمة مجموعة العشرين التي كان من المقرر عقدها في نوفمبر المقبل برئاسة المملكة العربية السعودية.

والأمم المتحدة، التي تأسست عام 1945 لمنع اندلاع حروب أخرى، في حالة اختلال وظيفي إلى حد كبير؛ فقد حالت روسيا والصين، وهما من الدول الخمس التي لها حق الاعتراض (الفيتو)، دون صدور قرار آخر مؤخرا، خاص بسورية هذه المرة.

من ناحية أخرى، فإن مصادر الصراع مع بكين موجودة في كل مكان وبصورة مفاجئة ومحيرة. فالصين التي أبدت تعاطفا واسع النطاق، وقدمت دعما طبيا في بداية العام عندما أصبحت أول دولة تعاني من تأثير فيروس كورونا، تخلت عن تلك النوايا الطيبة. فهي في خلاف مع استراليا حول أصول الفيروس، ومع كندا بشأن احتجاز الرئيس التنفيذي لشركة هواوي تكنولوجيز، مينج وانزاو، ومع الهند بشأن حدود متنازع عليها. وتتجه اليابان والاتحاد الأوروبي إلى أن يصبحا أقل اعتمادا على الصين نتيجة لمشكلات في سلسلة الإمداد كشفها تفشي كورونا.
وألمانيا واستراليا دولتان من بين كثير من الدول تعتزم سن أو تشديد تشريعات للحماية ضد الاستثمارات الاستغلالية من جانب الصين.

وتقول أجاثا كراتز، مديرة مجموعة روديوم التي تتخذ من باريس مقرا لها، والتي تقود أبحاثا خاصة بالعلاقات الأوروبية الصينية، إن موقف أوروبا تجاه الصين يزداد تشددا، يساعده في ذلك تحول سريع في الرأي العام الأوروبي تجاه بكين.

كما أن قانون الأمن القومي الجديد الذي فرضته الصين على هونج كونج أسفر عن غضب عالمي إزاء تدخل بكين في شؤون هونج كونج، وأدى ذلك إلى توترات شديدة مع بريطانيا.

وهناك توترات كبيرة بين الصين وتايوان وفي وبحر الصين الجنوبي وبحر شرق الصين، وهما محل نزاع في ظل استعراض صيني مفرط للقوة، حسبما قال وليام شونج، كبير الزملاء بمعهد دراسات جنوب شرق آسيا بسنغافورة. وأضاف أن الصينيين يرون أن الولايات المتحدة فقدت قيادتها في منطقة آسيا الباسفيكي، إن لم يكن في العالم. لذلك ترى الصين أنه يتعين عليها استغلال هذه الفرصة لزيادة ضغطها في المنطقة.

وأعرب شونج عن قلقه من امكانية أن تتحول أي مواجهة بين الولايات المتحدة والصين، أو بين اليابان والصين، إلى حرب مفتوحة بصورة غير مقصودة.

من ناحية أخرى، فإن التاريخ مليء بالتداعيات غير المقصودة، التي كان مؤتمر بوتسدام سببا في الكثير منها.
فطوال 16 يوما، قرر ترومان، وستالين، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، مصير ألمانيا والحدود الغربية لبولندا، مع اتخاذ مواقف كانت لها تداعيات بعيدة الأثر بالنسبة للشرق الأوسط، والصين واليابان، وكوريا.

ويقول ميدكاف، رئيس كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، إنه "مهما يحدث الآن، فنحن على حافة نوع ما من العاصفة التي تستجمع قواها... فقط نحن لا نعرف ماذا ستكون عليه العاصفة أو كيف سوف تهب".

عن د.ب.أ
 
يستدعي العالم السياسي الأمريكي صموئيل هنتنغتون عالما أحادي الأقطاب ستظهر فيه إلى جانب القوة العظمى الأمريكية خمس قوى أخرى:
الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل من هذه القوى الناشئة يرتفع المرء الصين التي تضيق بشكل حاد الفجوة مع الهيمنة الأمريكية

يشرح كينيث أورغنسكي في كتابه نظرية انتقال السلطة "عالم السياسة العالمية"
حيث العالم أحادي الأقطاب هو النظام الذي يكون توازنه أقل استقرارًا: نظرًا لأن الهيمنة لم يعد بإمكانها أن تقرر من تلقاء نفسها يجب أن تعمل مع الآخرين. وإلا ستواجه تحالف القوى ضدها.
 
لقد اختبر حجم الأزمة الصحية COVID-19 الحالية هذا التوازن غير المستقر. هذا الوباء يفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والصين وكشف النقاب عن نوع من الأحادية بين الدول

حدد Organski ثلاثة أنظمة حكم ممكنة:
أنظمة القطبية والتسلسل الهرمي والفوضى هذا يطرح السؤال:
أي من هذه الأنظمة سيحل محل النظام الحالي؟
 
سوف أتناول هذا الموضوع من طرف جبل الجليد سأبدأ بوصف الحقائق وسأواصل تحليلي من خلال وضع فرضيات عما قد يحدث وليس ما يجب أن يحدث
لذلك سيكون نهجي واقعيًا وليس مثاليًا - لا ينظر إلى الطريقة التي من المفترض أن تكون بها الأنظمة وديناميكيات الطاقة ولكن كما هي
وسأطرح أيضًا السؤال حول تأثير COVID-19 على الجغرافيا السياسية العالمية.
 
تثير كل أزمة اقتصادية مسألة تراجع الولايات المتحدة. هذه مجرد استعارة لأنها ليست الولايات المتحدة التي رفضت وبدلاً من ذلك ظهرت قوى أخرى
يقترح هذا الظهور سؤالاً ذا صلة:
كيف سمحت الولايات المتحدة بذلك؟

للإجابة على هذا السؤال ، من الأهمية بمكان أن تعرف أن الدول يمكنها ممارسة السلطة على ثلاثة مستويات عندما يتعلق الأمر بمعالجة تحديات مثل الهجرة والمخدرات والإرهاب والأوبئة إلخ:
العسكرية والاقتصادية والدولية. يمكن أن تنخفض القوة في هذا المستوى الثالث لأن حل هذه المشاكل يتطلب قوة ذكية: مزيج من القوة الناعمة والصلبة.
 
إن الدولة التي تستخدم القوة الناعمة لمعالجة مثل هذه المشاكل سيكون لها نتائج إيجابية. على العكس من ذلك فإن الدولة التي تستخدم القوة الصلبة لن يكون لها نتائج إيجابية - سيخسر أحد الطرفين أو كلاهما

تعتبر الولايات المتحدة ، بصفتها قوة عالمية كبيرة العالم جزءًا من مجتمعها

يتدخل في جميع أنحاء العالم ضد الإرهاب والدول المحتالة ساعدت القوة المتزايدة لسياسة المحافظين الجدد بما يتماشى مع الروسوسية الحالية الولايات المتحدة على أن تكون أقوى وتفرض النموذج الثقافي الأمريكي خارج حدودها - النموذج الذي أطلقت عليه إنجلترا اسم "مصير واضح" عندما هبطت في ماي فلاور في عام 1620
 
لقد دفعت هذه السياسة الولايات المتحدة إلى مواجهة الميليشيات المسلحة في نوع جديد من الحرب وهو شكل لا يعرفونه والذي يستحضره مارتن فان كريفلد في كتابه "تحول الحرب"
افترضي أنه بالفعل اليوم إن أقوى القوات المسلحة الحديثة لا علاقة لها إلى حد كبير بالحرب الحديثة - بل إن أهميتها تقف في تناقض مع حداثتها
يستجيب المحافظون الجدد باستراتيجية أطلق عليها بارنيت "خريطة البنتاغون الجديدة". الفكرة هي أن يكون في كل منطقة من مناطق العالم محور جيوسياسي قادر على التدخل ضد "الدول المارقة" والمساهمة في التكاليف على سبيل المثال بالنسبة لمنطقة الخليج المملكة العربية السعودية هي الدولة المحورية ضد إيران
 
بفضل قوتها العسكرية والاقتصادية تظل الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم ومع ذلك وفقا لكريستيان شافانيو في كتابه
"الاقتصاد السياسي الدولي" لعام 2004 "تستفيد الولايات المتحدة من العولمة لكنهم لا يسيطرون عليها"

تؤكد الولايات المتحدة هذا البيان على أن الولايات المتحدة تشن حربا في أفغانستان والعراق بينما تستغل دول أخرى الفرصة لتوسيع اقتصادها ولا سيما دول آسيا على سبيل المثال انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 وزادت حصتها السوقية في جميع القارات وذلك بفضل استراتيجية واضحة للقوة الناعمة
 
TUMP_CHINE_227572273.jpg


هل يهدد الخلاف بين أمريكا والصين باندلاع "حرب باردة جديدة"؟

أفادت ورقة بحثية، منشورة في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، بأن "العلاقات الأمريكية-الصينية مرّت منذ عقود بحالات من الشد والجذب، إذ شهدت فترات من التقارب والتباعد؛ إلا أنه مع بداية انتشار وباء (كوفيد-19) سيطرت عليها حالة من التوتر والتصعيد، إذ زادت حدة التنافس بين القوتين العظميين من خلال استمرار حرب التضليل المعلوماتي المتبادلة بين كلٍّ منهما حول أصل فيروس كورونا، لتحقيق العديد من المكاسب السياسية على حساب الآخر، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التصعيد مع التحركات الجيوستراتيجية في منطقة المحيط الهادي-الهندي (Indo-pacific Ocean)".
وأوردت المقالة التحليلية، المعنونة بـ"كيف يهدد الخلاف الأمريكي-الصيني بحرب بادرة جديدة؟"، أنه "في خضم اشتداد تلك الحرب، قام صحافيان في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أحدهما في واشنطن "بوب دافيس"، والآخر في بكين "لينجلينج وي"، بمحاولة تتبع مراحل وأحداث الحرب التجارية بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وذلك بحكم قدرتهما على الوصول إلى صناع القرار في البيت الأبيض ومجمع القيادة في زونجنانهاي".

وتابعت المقالة: "يعتمد الصحافيان بشكل أساسي على مئات المقابلات التي تم إجراؤها في كلٍّ من واشنطن وبكين على مدار السنوات السبع الماضية مع مسؤولين حكوميين حاليين وسابقين ورجال أعمال في الدولتين. وتم تجميع تلك التقارير في كتاب صدر مؤخرًا بعنوان "المواجهة بين القوى العظمى: كيف تهدد المعركة المتبادلة بين ترامب وشي بحرب باردة جديدة؟"، حيث تم الكشف عن مراحل العلاقات الأمريكية-الصينية، وكيف ضرب التوتر صميم تلك العلاقات، والتداعيات المرتبطة بحالة التصعيد المتبادل بين الجانبين".

تبعا لذلك، يَخلُص الكتاب إلى نتيجة مفادها أن الحرب التجارية التي اشتد أُوارها بين الصين والولايات المتحدة لم تبدأ مع الرئيس "ترامب" ولن تنتهي به، إذ إن المراجعة الدقيقة لتاريخ العلاقات بين البلدين تكشف عن سلسلة طويلة من المشاحنات على المستويين السياسي والاقتصادي، وهي تلك التي شهدت تصعيدًا على مدار السنوات الثلاث الماضية؛ ما أثر سلبًا على اقتصاديات البلدين والعالم كله، وخلق حالة من عدم اليقين والاضطراب في الأسواق العالمية.

مراحل العلاقات الأمريكية الصينية

تلفت الورقة إلى أن الكاتبين يحاولان تتبع مسار تطور العلاقات الأمريكية-الصينية، حيث كشفا أنه قبل وقت ليس ببعيد كانت العلاقات بين الدولتين واعدة للغاية، إلى الدرجة التي جعلت بعض الأكاديميين، ومن أبرزهم "نيال فيرجسون" (Niall Ferguson) يصوغون تعبير "Chimerica" عام 2007، وذلك للإشارة إلى درجة الترابط والاقتران بين مصالح الدولتين، حتى مع وجود بعض المشاحنات.

وبالعودة إلى الوراء، فإنه بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، كان النظام الشيوعي مسيطرًا إلى أقصى درجة، وكانت وتيرة التعاون التجاري الخارجي محدودة للغاية؛ ما تسبب في وجود بعض النقص في السلع، لكن مع تولي الرئيس "دينج" السلطة بعد وفاة "ماو" أتاح قدرًا من الرأسمالية لزيادة الإمدادات الغذائية، فقام بتغيير نظام الحصص الصارم من خلال سياسات أعطت للمزارعين السيطرة الرسمية على أراضيهم، وخفضت حصص إنتاجهم، وسمحت لهم ببيع ما ينتجونه فوق الحصص في الأسواق الحرة بأسعار غير محددة، وفق المصدر عينه.

ومن ثمة، ساهم النظام الجديد في زيادة الإنتاج الزراعي الصيني بنسبة (25%) في السنوات التي أعقبت التغيير، وهو ما أعطى القادة الصينيين الثقة في أن إصلاحات السوق يمكن أن تنجح في مجالات أخرى أيضًا. كما تم السماح كذلك للشركات الخاصة بالعمل لأول مرة في الصين. ومنذ ذلك الوقت بدأت الصين في الانفتاح بقدر معقول ووفقًا لقواعد محددة على العالم الخارجي، والسماح بدخول الاستثمارات الأجنبية، حيث طُرحت المناطق الاقتصادية الخاصة ذات المزايا على أراضيها.
وأعقب ذلك تولي الرئيس الصيني "شي جين بينج"، الذي وضع الخطوط العريضة لما أسماه "الحلم الصيني"، وهو شعار نقل رغبته في جعل الصين قوة عظمى عالمية؛ فمنذ التسعينيات حتى حوالي عام 2012، عندما تولى "شي جين بينج" السلطة، كان من المتوقع أن يتضاءل دور الشركات الحكومية بشكل مطرد، وهي تلك التي تدعمها الحكومة بقروض منخفضة، إذ كان ينظر إلى "شي" على نطاق واسع على أنه إصلاحي. وقد تم الاعتماد على الشركات الخاصة لتحريك البلاد إلى الأمام من الناحية التكنولوجية، وتقليل فجوة الدخل الآخذة في الاتساع، وتوسيع قوة البلاد.. وعُدت تلك الشركات بمثابة العمود الفقري لـ"حلم الصين". ونتيجة لتلك الجهود نمت استثمارات الدولة المدفوعة بالقطاع الخاص بشكل أسرع في ظل حكم "شي"، فأفسح ذلك النمو المجال أمام عودة دور الدولة في تخصيص الموارد وتقلص دور السوق والشركات الخاصة.

وبناءً عليه، تؤكد الورقة أن حالة من المنافسة غير العادلة تشكلت بين الشركات الصينية المملوكة للقطاع الخاص والشركات المملوكة للدولة والشركات الأمريكية. وفي المقابل، عمل القادة الصينيون على الاستفادة من المعركة التجارية مع الدول الغربية في بعض الأحيان، إذ استخدمت الأجيال السابقة من القادة الصينيين الضغط الأمريكي للدفع بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة في الداخل، وتم تجاهل الشكاوى من المنافسة غير العادلة.

وحقيقة الأمر، فإنه رغم توجيه الاتهامات لـ"ترامب" بالتسبب في اشتعال تلك الحرب؛ إلا أنه لا يعدو أن يكون سببا من الأسباب التي كانت ستشتعل الحرب به أو بدونه، بل إن العلاقات كانت تتدهور قبل توليه منصبه وستستمر من بعده. أما عن دور "ترامب" في إشعال تلك الحرب فتوضح الورقة أنه اتخذ مجموعة من الإجراءات التي لم يجرؤ عليها أي رئيس أمريكي سابق بهذا القدر من التطرف مع شريك تجاري رئيسي منذ الثلاثينيات؛ فقد جعل من تعبئة الرأي العام الأمريكي ضد الصين هدفًا وشعارًا لحملته الانتخابية، كما مارس العديد من الضغوط الاستفزازية على بكين بوضع نصف وارداتها للولايات المتحدة تحت التعريفات الجمركية.

ملامح التضرر الأمريكي

ترى الورقة البحثية أن التوسع الصيني وإغراق الصين للأسواق الأمريكية أسهم في خلق جبهات مضادة من الطبقة العاملة الأمريكية ضد بكين، إذ قضت الواردات الصينية المدعومة بعملة مقيمة بأقل من قيمتها على مدن صناعية بأكملها في الجنوب الشرقي والوسط الغربي. وارتفع معدل البطالة من أقل من (3%) عام 2000 إلى أكثر من (15%) بحلول عام 2010، ما أدى إلى خلق طبقة أمريكية جديدة من شأنها أن تربط آمالها واستياءها من الإغراق الصيني بوصول "دونالد ترامب" للرئاسة.
واتخذت الشركات الأمريكية التي امتثلت لفترة طويلة للمطالب والضغوط من قبل السلطات الصينية موقفًا مماثلًا من الضغط على البيت الأبيض، لاتخاذ إجراءات أشد صرامة في مواجهة الصين، إذ اتهمت تلك الشركات المسؤولين الصينيين بمساعدة الشركات المحلية على سرقة تقنيتها. كما كان يخشى الأمريكيون أيضًا من خطط الصين لإنفاق مئات المليارات من الدولارات لتجاوز الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات المتقدمة، والطيران، وغيرها من تقنيات المستقبل.

وبدلًا من إعادة النظر في السياسات التي تسببت في تفاقم ردود الفعل الأمريكية على هذا النحو، لجأت بكين إلى أساليبها القديمة من خلال فرض الغرامات وتهديد الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات، التي تحتاج إلى نمو السوق الصيني. وتسببت الحسابات الخاطئة للقادة الصينيين في تفاقم الأمور، إذ كانوا يتوقعون من تلك الشركات الضغط على واشنطن للتراجع، للحفاظ على مصالحها في بكين، أو محاولة اجتذاب اهتمام المسؤولين المتعاطفين في واشنطن، وخاصة وزير الخزانة، معتقدين أن ذلك من شأنه أن يساعد على رفع مكانتهم، وهو الأمر الذي لم يحدث.

اشتعال الحرب التجارية

وفي هذا الصدد، تشير الورقة إلى أنه في ظلّ استمرار تلك الصراعات، فإنه مع بزوغ عام 2018، بدأ أكبر اقتصادين في العالم في خوض معركة تجارية من شأنها التأثير على الاقتصاد العالمي، والإخلال بخطط الشركات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، بل والتأثير كذلك على حياة ووظائف أكثر من مليار شخص. ويمثل الصراع بين الولايات المتحدة والصين أهم منافسة جيوسياسية في أوائل القرن الحادي والعشرين.

وعلى مدى العامين التاليين، استمر الجانبان في توجيه الضربات لبعضهما، الأمر الذي انتهى بهدنة قصيرة تمثلت في توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري؛ ورغم البدء في تنفيذها، إلا أنه من غير المتوقع أن تستمر الصين في توسيع وارداتها من الولايات المتحدة الأمريكية أو الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ جاءت أزمة فيروس كورونا لتقلب موازين الأمور وتزيد من حدة المعركة المتواصلة بين البلدين، التي كان قد بدا أن وتيرتها خفت، وبدلًا من ذلك استعد الجانبان لصراع طويل، لن يعتمد فيه أحدهما على الآخر كما كان من قبل، إذ عملت الولايات المتحدة على إيجاد بدائل لمصانعها في المكسيك وفيتنام والهند.

احتمالات حرب باردة جديدة

تخلص المقالة التحليلية إلى أن "كل ما سبق يهيئ العالم للانتقال من حالة الحرب التكنولوجية والحرب التجارية بين كل من الولايات المتحدة والصين إلى تشكٌّل حرب باردة جديدة مكتملة الأركان، كما أنه من المتوقع أن تستمر تلك الحرب لما بعد انتخابات 2020 الرئاسية، بل وحتى في حالة خسارة "ترامب" تلك الانتخابات، مستغلة وضع الصين في ذهن المواطن الأمريكي باعتبارها العدو الأول الذي يمثل تهديدًا اقتصاديًّا وتجاريًّا للولايات المتحدة، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان والأمن العالمي، إذ صاغ "ترامب" بداية لمرحلة جديدة من العداء بين الدولتين ستستمر لسنوات قادمة، وربما بشكل دائم، ومن غير المحتمل أن تتغير تلك الرواية".

وفي الختام، أكدت المقالة أن "كلا الجانبين يستفيدان سياسيًّا من الخلاف، فامتلاك عدو أمريكي يساعد "شي جين بينغ" على توطيد السلطة، و"تبرير ميوله الشبيهة بماو".. كما أن امتلاك عدو صيني يمنح "ترامب" زخمًا سياسيًّا، كما أنه ساعده في تنفيذ خططه التي عبر عنها في شعار "أمريكا أولًا"، إذ ساعد تضخيم العدو الخارجي في توحيد الأمريكيين المتصدعين، كما فعلت الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، ومن ثم سيحشد "ترامب" الكونغرس لإنفاق ما هو مطلوب لاحتواء الصين، لأن البديل يعني الإذعان للتفوق الصيني".
 
ما هي مقومات و المعايير التي قاس عليها في تعيير تلك الدول والاتحادات في ان تكون وريثه نظام القطب الحالي .

و ما مصير امريكا ؟؟؟

@الب ارسلان
@خالد


أعتقد المقومات تعتمد على جناحيين

القوة العسكرية - القوة الاقتصادية
 
عودة
أعلى