الـحـرب الـبـاردة Cold War

عــمــر الـمـخــتــار

رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
عضو قيادي
إنضم
14/5/19
المشاركات
5,688
التفاعلات
30,129
بسم الله الرحمن الرحيم
1442/6/16 - 2021/1/29

ColdWar.jpg


الحرب الباردة مواجهة سياسية وإيديولوجية وأحيانا عسكرية بشكل غير مباشر، دارت أحداثها خلال 1947-1991 بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. وكان من مظاهرها انقسام العالم إلى معسكرين: شيوعي يتزعمه الاتحاد السوفيتي وليبرالي تتزعمه الولايات المتحدة.

السياق التاريخي

تحالفت الدول الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا– مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية بدافع الخوف من العدو النازي المشترك. وكان جليا أن التناقض الإيديولوجي وصراع المصالح المحتدم لن يتأخر في الإفصاح عن نفسه إذا ما وضعت الحرب أوزارها. كشفَ مؤتمر يالطا (فبراير/شباط 1945) حالة عدم الثقة السائدة بين الحلفاء الغربيين والسوفيات، رغم قبول بريطانيا والولايات المتحدة للمكاسب الترابية للاتحاد السوفياتي التي كانت مناقضة لما اتفق عليه الحلفاء خلال الحرب.


لطالما أبدى الأمريكيون توجسّهم من الشيوعية السوفيتية، ومن الدكتاتورية الحمراء التي استفحل بها الزعيم الروسي جوزيف ستالين على مقاليد الحكم في بلاده. وفي الجانب الآخر، بلغ الروس ذروة استياءهم جرّاء رفض الأمريكيين -لعقودٍ من الزمن- معاملة السوفييت كجزءٍ شرعيٍّ من المجتمع الدولي، وكذلك تأخر الولايات المتحدة الأمريكية في الدخول إلى الحرب، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرات الملايين من الروس. وبعد الحرب العالمية الثانية، نضجت هذه المشاعر المتبادلة لتتحول إلى انعدام ثقةٍ وعداءٍ مستعر.

joseph-stalin-gty-jt-180114_16x9_1600.jpg

الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين Joseph Stalin

كان الأمريكيون قد استيقنوا من وجود خطة روسية للسيطرة على العالم بعد سياسة التوسع التي انتهجها الاتحاد السوفييتي في أوروبا الشرقية. وتأكدت هذه المخاوف بانعقاد مؤتمر بوتسدام (يوليو/تموز-أغسطس/آب 1945) ورفض الرئيس السوفياتي جوزيف ستالين تنظيم انتخابات ديمقراطية في بولندا، مما أجج خلافا محتدما بين الطرفين بلغ مداه بعد ذلك بعامين. وكان الروس قد ذاقوا ذرعًا من الخطابات العنترية للمسؤولين الأمريكيين، ومن سياسة تصنيع وتكديس الأسلحة والتدخل في الشؤون والعلاقات الدولية. في جوٍّ عدائي كهذا، لم يكن من الممكن إلقاء اللوم أو المسؤولية الكاملة عن الحرب على طرفٍ دون الآخر، بل يعتقد بعض المؤرخين أن الحرب الباردة كانت أمرًا لا مفر منه.

كانت أطماع الاتحاد السوفياتي في الهيمنة على أوروبا الشرقية سببا في تصريح الرئيس الأميركي هاري ترومان عام 1947 بنيته التصدي للتمدد السوفياتي فأعلن مواجهته بإستراتيجية "الاحتواء"، وقوامها محاصرة تمدد الشيوعية بمجموعة من الوسائل من بينها اقتراح دعم اقتصادي لبلدان أوروبا التي تريد البقاء حرة خارج المظلة السوفياتية. وهكذا أطلقت واشنطن "مشروع مارشال" الشهير الذي يتلخص في دعم أوروبا اقتصاديا لإعادة بناء بلدانها التي دمرتها الحرب، وقطع الطريق على الهيمنة السوفيتية المتدثرة بلبوس مساعدة أوروبا المنكوبة.

1200px-Harry_S_Truman,_bw_half-length_photo_portrait,_facing_front,_1945.jpg

الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان Harry S Truman

رد ستالين على الخطوة الأميركية بتعزيز سيطرته على البلدان الاشتراكية (كانت حينها تُدعى الديمقراطيات الشعبية) بإقامته عام 1947 منظمة "مكتب الإعلام الشيوعي" (كومنفورم- Cominform)، وهي منتدى للأحزاب الشيوعية في البلدان الأوروبية ضم أغلب التشكيلات الشيوعية في أوروبا الشرقية، وشارك فيه من البلدان الغربية الحزبان الشيوعيان الفرنسي والإيطالي فكان لهما حضور شعبي كبير في بلديهما. سعت موسكو من خلال هذا المنتدى إلى تأطير وتوجيه التطور الإيديولوجي والسياسي للبلدان والأحزاب الأعضاء فيه. وهكذا وُلدت الإستراتيجية السوفياتية المضادة معتبرة أن العالم انقسم إلى معسكرين: أحدهما "ديمقراطي" مناوئ للإمبريالية يقوده الاتحاد السوفياتي، والآخر "إمبريالي غير ديمقراطي" تقوده الولايات المتحدة.

الحرب الباردة: الاحتواء

في الوقت الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية، اتفق معظم المسؤولين الأمريكيين على أن أفضل دفاعٍ ضد التهديد السوفياتي كان استراتيجية تُعرفُ بــ “الاحتواء”. شرح الدبلوماسي جورج كينان في كتابه الشهر “The Long Telegram” هذه الاستراتيجية، فكتب: كان الاتحاد السوفييتي قوة سياسية تؤمن إيمانًا جازمًا أنه لا يمكن أن يكون هناك توافقٌ دائمٌ مع الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، كان الخيار الوحيد لأميركا هو الاحتواء طويل الأمد لهذه القوة مع اليقظة الدائمة والوعي المستمر بالنزعات التوسعية السوفييتية”. وفي عام 1947، أعلن جورج كينان في جلسةٍ أمام الكونجرس أنه على الولايات المتحدة دعم الشعوب الحرة المُقاوِمة للمد الشيوعي، وستُشكِّل هذه الاستراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية للعقود الأربعة المقبلة.

الحرب الباردة: العصر النووي

1950s-nuclear-tests-exposed-millions-to-radiation.jpg

عملية تقاطع الطرق Crossroads BAKER عام 1946

وفرت استراتيجية “الاحتواء” الأساس العقلانيّ لتراكمِ أسلحةٍ لم يسبق له مثيل في الولايات المتحدة. في عام 1950، صدر تقريرٌ لمجلس الأمن القومي ردد فيه توصية الرئيس هاري ترومان بأن تستخدم الدولة القوة العسكرية اللازمة لاحتواء التوسع الشيوعي في أي مكان في العالم، وتحقيقًا لهذه الغاية، دعا التقرير إلى مضاعفة ميزانية الإنفاق العسكري إلى أربعة أضعاف. شجع السياسيون الأمريكيون فكرة تطوير أسلحة ذرية مثل تلك التي أنهت الحرب العالمية الثانية، وهكذا بدأ “سباق التسلح” القاتل. وفي عام 1949، اختبر السوفييت قنبلةً ذريةً كانت قد طورت حديثًا. وردًّا على ذلك، أعلن الرئيس هاري ترومان بأن الولايات المتحدة ستبني أسلحة ذرية أكثر تدميرًا، كالقنبلة الهيدروجينية أو القنبلة الخارقة، وحذا جوزيف ستالين حذوه. وهكذا كانت نيران الحرب تستعر أكثر فأكثر.

أظهر اختبار القنبلة الهيدروجينية في جزيرة إنيويتوك المرجانية في جزر مارشال إلى أي مدى من السوء قد يصل إليه العصر النووي، لقد خلقت القنبلة كرةً نارية مساحتها 25 ميلاً مربعا تبخرت على إثرها جزيرةٌ بأكملها، وفجّرت حفرةً ضخمةً في قاع المحيط، كان للقنبلة القدرة على تدمير نصف مدينة مانهاتن. وكان لهذه الاختبارات تأثيرها السيء وطويل المدى على البيئة، فقد أحدثت الاختبارات الأمريكية والسوفيتية نفايات مشعة في الغلاف الجوي. كان لهذا التهديد الدائم بالحرب النووية تأثير كبيرٌ على الحياة في الداخل الأمريكي، فقد قام الناس ببناء ملاجئ تحت الأرض في ساحات منازلهم الخلفية، كما مُورِست تدريبات احترازية في المدارس والأماكن العامة الأخرى، وشهدت فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي انتشار الأفلام الشعبية التي تصور الدمار النووي وغزو المخلوقات الغريبة عن الأرض، بطرقٍ كهذه وبأخرى، كانت الحرب الباردة دائمة الحضور في الحياة اليومية للشعب الأمريكي.

الحرب الباردة تصل إلى الفضاء

Charles-Pete-Conrad-Apollo-12-surface-flag-Nov-19-1969.jpg

الهبوط الأمريكي على سطح القمر - مهمة أبولو 11 - سنة 1969

كان الفضاء ساحة أخرى لهذه المنافسة الدرامية بين المعسكرين، وفي 4 أكتوبر عام 1957 أطلق السوفييت صاروخا باليستيا عابرًا للقارات من طراز R-7، واعتُبِر أول قمر صناعي في العالم، وأول جسمٍ من صنع الإنسان يصل إلى مدار الأرض. جاء الأمر مفاجأة للعالم، ومفاجأة غير سارة لمعظم الأمريكيين. ففي الولايات المتحدة، كان يُنظر للفضاء على أنه الحد التالي الذي صوّب الأمريكيون نظراتهم الحالمة نحوه، وعدم خسارة مساحات من الفضاء للسوفييت كان أمرًا مهما بالنسبة إليهم، وجعلت هذه القوة الساحقة، التي أظهرها السوفييت عن طريق صاروخٍ قادر على إيصال رأس نووي إلى المجال الجوي الأمريكي، أمر جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالأنشطة العسكرية السوفييتية أمرًا مصيريًّا بشكلٍ خاص.

وفي عام 1958، أطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول: إكسبلورر I، الذي صممه الجيش الأمريكي تحت إشراف عالم الصواريخ فرنر فون براون، ودخلت الولايات المتحدة رسميا سباق الفضاء. وفي نفس العام، وقع الرئيس دوايت أيزنهاور أمرًا عاما بإنشاء الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا). ومع ذلك، كان السوفييت يتقدمون الأمريكيين بخطوة حيث أطلقوا أول رجلٍ في الفضاء في أبريل 1961.

وبعدها بشهرٍ واحد، استطاعت الولايات المتحدة إرسال أول رجلٍ أمريكي إلى الفضاء، ثم أعلن الرئيس الأمريكي جون كينيدي في خطابٍ عامٍ بأن أقدام أمريكا ستطأ أرض القمر قبل نهاية العقد، وبالفعل تحقق وعده في 20 يوليو 1969، عندما أصبح رائد الفضاء نيل أرمسترونج، من بعثة أبولو 11 التابعة لناسا، أول رجلٍ يطأ سطح القمر، معلناً فوز الولايات المتحدة رسميا بسباق الفضاء.

الحرب الباردة: الرعب الأحمر

EXlsSrQXgAA4czw.jpg

رفع العلم الأحمر فوق الرايخستاغ Reichstag سنة 1945

في عام 1947، أقامت لجنة تابعة لمجلس النواب، مهمتها تتبع الأنشطة المعادية لأمريكا في الداخل المحلي، عدة جلساتٍ لدراسة التآمر الشيوعي في الولايات المتحدة، وأجرت تحقيقات شاملة وصلت إلى إستديوهات صناعة الأفلام في هوليوود، حيث أُجبر مئات العاملين في مجال صناعة الأفلام على نبذ معتقداتهم اليسارية والشهادة ضد بعضهم بعضًا، كما فقد أكثر من 500 شخصٍ وظائفهم. ولم يتمكن العديد من هؤلاء الكتاب والمخرجين والممثلين، الذي وُضِعوا في القائمة السوداء، من العمل مرة أخرى إلا بعد مرور أكثر من عقدٍ من الزمن. كما وصلت تحقيقات هذه اللجنة إلى الموظفين العاملين في وزارة الخارجية، وسرعان ما حصلت على دعمٍ كبير من السياسيين المناهضين للشيوعية، من بينهم السيناتور جوزيف مكارثي، وشملت تحقيقاتها جميع من يعمل في الحكومة الفدرالية. ومع انتشار هذه الهستيريا ضد الشيوعية طوال الخمسينات، تم التحقيق مع آلاف الموظفين الفيدراليين، وتم طرد بعضهم وحتى مقاضاتهم، وفقد الكثير من أساتذة الجامعات وظائفهم، وأُجبِر الناس على أن يشهدوا ضد زملائهم، وما يُعرَفُ بــ “قسم الولاء” صار أمرًا شائعًا.

الحرب الباردة في الخارج

الحرب ضد التآمر في الداخل كان لها انعكاسها في الخارج. في شهر يونيو 1950، قام السوفييت بأول عملٍ عسكري عندما غزا جيش كوريا الشمالية المدعوم من الاتحاد السوفييتي كوريا الجنوبية الموالية للمعسكر الغربي. خشي العديد من المسؤولين الأمريكيين أن تكون هذه هي الخطوة الأولى من الخطة الشيوعية للسيطرة على العالم، ورأوا أن التدخل العسكري أمرٌ حتمي، فأرسل الرئيس الأمريكي هاري ترومان الجيش الأمريكي إلى كوريا، ثم سرعان ما وصلت الحرب الكورية إلى طريقٍ مسدودٍ وانتهت عام 1953.

شهدت علاقات المعسكريْن العالمييْن تحولا هاما إثر وفاة الزعيم السوفياتي ستالين في 1953، فقد نهج خلفه نيكيتا خروتشوف سياسة أكثر تصالحا ووجد الغربيون ضالتهم فيه، لاسيما أنه في تلك المرحلة شهد الغرب تصاعدا في الأصوات المناوئة للهيمنة الأميركية، عبّر عنها موقف الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول الذي انتقد بشدة -منذ عودته إلى السلطة في 1958- ما سماها "الوصاية الأميركية"، ثم انتهى به الأمر إلى سحب فرنسا من قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 1966. وفي عام 1955، أصبحت ألمانيا الغربية عضوًا في حلف الناتو كما أُعطيت لها -من طرف المعسكر الغربي- إمكانية تصنيع الأسلحة. رد السوفييت على هذه الخطوة بإنشاء حلف وارسو. كان الحلف عبارة عن منظمة دفاعية متبادلة بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا وبولندا ورومانيا والمجر وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا وبلغاريا التي أقامت قيادة عسكرية موحدة تحت المارشال إيفان س. كونيف من الجيش السوفييتي.
أما داخل المعسكر الشرقي، فقد بدأت الصين الشعبية تنافس الاتحاد السوفياتي إلى حد بلغ معه العداء القطيعة التامة بينهما عام 1960.


ورغم ذلك، ظل المعسكران في عداء وتنافس اقترب أحيانا من "حافة الهاوية"، وعبَر عنه اصطفافهما في مناطق الصراع المسلح عبر العالم (حرب الكوريتين، حركات التمرد في أميركا اللاتينية، حرب الكونغو وناميبيا، الصراع العربي الإسرائيلي… إلخ)، بيد أنَّ الأزمة الكوبية في عام 1962 كانت المواجهة الأهم وكادت تُلقي بالعالم في أتون حرب نووية مدمرة.

وقد ظهر هذا جليًا في الفيتنام، حيث أدى انهيار النظام الاستعماري الفرنسي إلى صراعٍ بين جناح القومي “نغو دينه ديم” المدعوم من أمريكا في الجنوب، والقومي الشيوعي “هو تشي منه” في الشمال. كان بقاء حكومة مناهضة للشيوعية في المنطقة أمرًا مهما للولايات المتحدة، وبحلول أوائل الستينيات بدا واضحًا للقادة الأمريكيين أنهم إذا نجحوا في “احتواء” المد الشيوعي هناك فسيتدخلون عسكريًّا نيابةً عن نغو دينه ديم، ولكن ما كان يُفترض أن يكون عملًا عسكريًّا لفترة قصيرة محددة تصاعد إلى صراعٍ دام 10 سنوات.

نهاية الحرب الباردة

JS5-20191111-News-Wall-PO.jpg

احتشاد الجماهير الألمانية أثناء إسقاط جدار برلين

بمجرد أن تولى ريتشارد نيكسون منصب الرئاسة، شرع في تطبيق نهجٍ جديدٍ في العلاقات الدولية، كان رأيه أنه بدلًا من أن يكون العالم ثنائي القطب، لماذا لا تُستخدم الدبلوماسية عوض من العمل العسكري لخلق المزيد من الأقطاب؟ ولهذه الغاية، شجع الأمم المتحدة على الاعتراف بالحكومة الصينية الشيوعية، وبعد رحلة إلى الصين عام 1972، شرع رسميًا في إقامة علاقات دبلوماسية مع بكين. وفي ذات الوقت، تبنى سياسةً منفتحةً نحو الاتحاد السوفييتي، وفي العام نفسه، وقّع مع رئيس الوزراء السوفييتي ليونيد بريجنيف معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية التي عُرفت بــ “SALT I”، التي حظرت صنع الصواريخ النووية من كلا الجانبين، وكانت هذه خطوة كبيرة نحو التقليل من التهديد النووي المستمر.

ولكن على الرغم من جهود نيكسون، اشتعلت الحرب الباردة من جديد في عهد الرئيس رونالد ريغان، لقد اعتقد ريغان -مثل العديد من أبناء جيله- أن انتشار الشيوعية في أي مكان في العالم هو تهديدٌ للحرية، ونتيجة لذلك، عمل على تقديم المساعدات المالية والعسكرية للحكومات المعادية للشيوعية، عُرفت هذه السياسة -التي طُبِّقت في الدول النامية- بعقيدة ريغان.

gettyimages-52022706_master.jpg


ولكن الحقيقة أن الاتحاد السوفييتي كان يتفكك بعيدًا حتى عن مجهودات ريغان. وكانت المشاكل الاقتصادية والتوترات السياسية حجر الأساس الذي صعد فوقه ميخائيل جورباتشوف لمنصب رئيس الوزراء عام 1985، الذي أدخل سياستين أعادتا تعريف علاقة روسيا مع بقية العالم: غلاسنوست أو الانفتاح السياسي، و البيريسترويكا أو الإصلاح الاقتصادي. ولكن هذا لم يمنع النفوذ السوفييتي من التراجع في أوروبا الشرقية، وبحلول العام 1989، كانت الدول الشيوعية الأخرى في المنطقة قد استبدلت نظام الحكم كليًا، وفي نوفمبر من نفس العام تم إسقاط جدار برلين، وبحلول عام 1991 كان الاتحاد السوفييتي نفسه قد انهار، مُنهيا معه الحرب الباردة.

"لقد هيمن التعايش السلمي بين المعسكرين الكبيرين على مسرح العلاقات الدولية بدءا من مطلع عقد السبعينيات وحتى سقوط الاتحاد السوفياتي كليا عام 1991، ثم دخل العالم مرحلة جديدة هي عصر الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة."





tipyan
aljazeera

 
شكرا اخ @عمر المختار على هذا الموضوع
عناصر ايجابية تعجبني او اعجبتني في فترة الحرب الباردة
و هي كالاتي
1-سباق الفضاء و هو قدم قفزة كبيرة للبشرية في مجال تكنولوجيا الفضاء ما نشاهده الان من مسابير و اقمار صناعية و محطات و مركبات فضائية و تلسكوبات و تقنيات هي تواصل لما تم تصنيعه او اكتشافه في فترة الحرب الباردة
2- التطور التكنولوجي في الصناعات المدنية مثل صناعة التلفاز و الهواتف و الكمبيوترات و اجهزة غسيل الملابس و القطارات و السيارات ووسائل رصد حالة الطقس و البث التلفزي عبر الاقمار الصناعية استعمال الطاقة النووية الانشطارية السلمية في انتاج الطاقة الكهربائية و الاستخدمات الطبية و غيرها و هي ايضا تعتبر قفزة تكنولوجية جيدة للبشرية حيث سهلت الكثير و الكثير من الاشياء للبشرية
3- اكتشاف او صناعة اللقاحات و الادوية و البحث العلمي الطبي الذي ساهم في دعم المجال الطبي كثيرا
4-تشكيل ما يسمى بدول عدم الانحياز اعتقد المؤسس لها كان جمهورية يوغسلافيا و معها مصر و دول اخرى نسيتها المهم اتفقت هاته الدول على عدم الانحياز لاحد الطرفين السوفياتي او الامريكي و تمنيت وقتها لو اتبعت بقية دول العالم هذه المنظمة كان ممكن انهاء الحرب الباردة و اجهاضها منذ ذلك الوقت

اما العناصر السلبية التي لم تعجبني

1- التجارب النووية بين الطرفين مما ادى لا رتفاع درجات الاشعاع على الكرة الارضية و مما اضر بالارض و البشر و الحيوانات في بعض المناطق انجر عنه فساد مناطق من الارض و اصبحت غير صالحة للزراعة و تشوه جسدي للبشر و للولادات في بعض المناطق التي تم فيها تجريب القنابل النووية و انقراض بعض الفصائل من الحيوانات
2- التجارب النفسية على البشر و قد بدات منذ الخمسينات ( علما و ان التجارب النفسية على البشر بدات في عهد المانيا النازية في عهد هتلر ) و لكن منذ بداية الخمسينات ارتفعت التجارب النفسية على البشر للاسف و توقفت تقريبا في بداية الثمانينات على ما اعتقد
3-الصناعات الجرثومية و الكيمياوية العسكرية حيث قام الطرفين بالكثير و الكثير من التجارب و صناعة الاسلحة الجرثومية و الكيمياوية
4- سباق التسلح و الذي انجر عنه حروب بالوكالة قصد اولا مد النفوذ السياسي و الايديولوجي و قصد تجريب السلاح في دول اخرى و راح ضحيته الاف ربما ملايين البشر الابرياء في نقاط التوتر و الصراع و انجر عنه ايضا صرف كم هائل من المال على البحوث العسكرية حيث كان بالامكان صرف تلك الاموال على مشاريع سلمية تفيد الشعوب و كان بالامكان انشاء صندوق دولي يدعم الدول الضعيفة و المفقرة بدون شروط او قيود
5- انقسام العالم ما بين من تابع للكتلة الشرقية و الكتلة الغربية لدرجة انك تجد دولاتين مجاورتين لكل منهما توجه
6- انقسامنا نحن العرب ايضا شق تابع للايديولوجية السوفياتية و الاخر تابع للايديولوجية الامريكية مما انجر عنه عداء و عدم توافق سياسي بين الدول العربية في بعض المشاكل الاقليمية مثل القضية الفلسطينية
7- عدم توافق الدول العربية لابعاد نفسها عن صراع النفوذ بين السوفييت و الامريكان كانت هناك على ما اعتقد تحركات بين المملكة العربية السعودية و ايران ايام حكم الشاه و كذلك العراق حيث ارادو تشكيل جبهة او تكتل شرق اوسطي تتبعه بقية الدول في الشرق الاوسط يبعد المنطقة عن صراع النفوذ انذاك بين السوفييت و الامريكان تم الاتفاق في الاول لكن وقع من بعد خلاف حيث اعتقد العراقيين و السعوديين انذاك ان ايران تريد ان تتزعم هذا التكتل باعتبارها انذاك قوة اقليمية
8- الدول العربية التي كانت تابعة للنفوذ الامريكي و للنفوذ السوفياتي لم تستطيع استغلال ذلك التحالف او الشراكة بشكل كبير و جيد في توطين صناعات مدنية في المنطقة و لم تستطيع الضغط اكثر في شكل اتفاقيات تفرض على الدولة الحليفة انشاء مراكز صناعية مدنية و عسكرية للدول (مثل ما قامت اليابان بفعله في الستينيات قامت بامتصاص الكثير و الكثير من الشركات الامريكية الصناعية المدنية و قامت بانشاء قاعدة صناعية مدنية جيدة استفادت منها اليابان بعد ذلك )

عموما اسف على الاطالة موضوع الحرب الباردة موضوع كبير جدا و حقبة تاريخية مرت على البشرية مازلت لحد الان تدرس و تحلل و تناقش ايجابياتها و سلبياتها
و ارجو من السادة الاخوة الافاضل الاطلاع على كتاب احجار على رقعة الشطرنج لفهم الشرارة الاولى التي ادت الى انقسام العالم انذاك بين شق شيوعي و شق راسمالي كتاب مهم جدا يوضح عدة حقائق تاريخية لفترة ما قبل الحرب الباردة و فترة بداية تشكيل القطبين و بداية تشكل الايديولوجية التي قسمت العالم الى نصفين
 
عودة
أعلى