الشيخ الإمام العلامة عبد الكريم زيدان / د. سامي الجنابي

  • بادئ الموضوع Nabil
  • تاريخ البدء

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,858
التفاعلات
19,878
تعريف أهل العراق بإمام الآفاق الشيخ الإمام العلامة فخر العراق عبد الكريم زيدان رحمه الله*

بقلم تلميذه : الدكتور سامي الجنابي



اقول تعريف أهل العراق لأن واحدة من اعظم مصائبهم الحيلولة بينهم وبين قياداتهم الحقيقية فنشات اجيال لاتعرف هذا العلامة والامام الكبير فاقول مختصرا على قدر مايتسع له المقام في هذه الصفحة واحيل التوسع الى وقت اخر .

هو :
استاذنا العلامة الفقيه الأصولي بقية السلف وذخيرة الخلف وريحانة العراق بل ريحانة العلم أينما حل وارتحل الشيخ الدكتور عبدالكريم زيدان بن بيج أو (بهيج) العاني من عشيرة المحامدة احدى فروع قبيلة الدليم ولد ببغداد عام 1921 على ماحققه الدكتور حسين الدليمي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في دراسته عن الدكتور عبد الكريم زيدان ومنهاجه في الدعوة .
توفي والده وهو في الثالثة من عمره
أكمل دراسته الأولية في بغداد. دخل دار المعلمين الابتدائية وبعد تخرجه فيها أصبح معلما في المدارس الابتدائية دخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها. عين بعدها مديرا لثانوية النجيبية الدينية. التحق بمعهد الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة ونال الماجستير بتقدير ممتاز وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1962 بمرتبة الشرف الأولى.
واستفاد من بعض المشايخ والأساتذة العراقيين والمصريين، من أمثال الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ عبد القادر الخطيب، والشيخ نجم الدين الواعظ، والشيخ محمد محمود الصواف، والشيخ علي الخفيف، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ حسن مأمون، والشيخ علامة العراق في الحديث السلفي عبد الكريم الصاعقة .

وقد نال الألقاب التالية :
أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقا
وأستاذ الشريعة ورئيس قسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقا
وأستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقا
أستاذ متمرس في جامعة بغداد
وهذا اللقب الاخير نادر جدا لم يحصل عليه احد في العراق الا الدكتور عبد الكريم زيدان.

له العديد من المؤلفات التي لم يسبق الى مثلها :
1.أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام.
2.المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.
3.الكفالة والحوالة في الفقه المقارن.
4.أصول الدعوة.
5.الفرد والدولة في الشريعة.
6.المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، وهو في 11 مجلدا.
7.الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية.
8.الشرح العراقي للأصول العشرين.
9.نظرات في الشريعة الإسلامية
1.أثر القصود في التصرفات والعقود.
2.اللقطة وأحكامها في الشريعة الإسلامية.
3.أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية.
4.حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية.
5.الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام.
6.الاختلاف في الشريعة الإسلامية.
7.عقيدة القضاء والقدر وآثرها في سلوك الفرد.
8.العقوبة في الشريعة الإسلامية.
9.حقوق الأفراد في دار الإسلام.
10.القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية
11.نظام القضاء في الشريعة الإسلامية.
12.موقف الشريعة الإسلامية من الرق.
13.النية المجردة في الشريعة الإسلامية
المستفاد من القصص القرآني في مجلدين
14.مسائل الرضاع في الشريعة الإسلامية.
15-الوجيز في شرح القواعد الفقهية .

وقد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية سنة 1417 هـ / 1997م عن الموسوعة الفقهية عن أحكام المرأة والبيت المسلم في أحد عشر مجلدا ، وحدثني أحد المحكمين انهم اجمعوا على استحقاقه لهذه المرتبة العلمية والجائزة العالمية .وكتابه هذا كسائر كتبه يتسم بحسن التبويب والتقسيم ولم أجد فيما قرأت عالما له عناية بالتبويب والتقسيم وترتيب المباحث كما وجدته عند استاذنا وكان قد أشرف على رسالتي في أصول الفقه فلم أرَ مثله في عمق فقهه وغوصه على درر المعاني الاصولية والفقهية والقدرة على تصور القضايا والتمييز بين المتشابهات العويصة والفرز بينها وترجيح الراجح منه وفق الدليل .
كما ان الله جل في علاه وسعة كرمه وعطائه حباه بذاكرة حديدية يستحضر المعاني والاقوال الفقهية مهما بعد زمانها واذكر انه أملى عليَّ في مقدمة البحث بعض العبارات فكتبتها ثم اعدت صياغة البحث وعدلت في العبارة بحسب اجتهادي وبعد مدة طويلة لما قرات البحث عليه قال اين العبارة التي امليتها عليك قلت قد صغتها صياغة جديدة فقال لا ، أُكْتبها مرة اخرى وأعادها كما هي من حفظه دون زيادة او نقصان .وله همة عالية في متابعة شؤون الدعوة الاسلامية في العراق فلايكاد يمر عليه يوم الا ويسال عن البلد واخباره والدعاة واحوالهم ويتفقدهم ويوجه وينصح هذا وهو قد ناف على التسعين من عمره المبارك .
لم يكن حريصا على المناصب ورايته من ازهد الناس في الشهرة والتقرب الى الامراء والرؤساء وابعدهم عن التكلف والرياء .
وقته مقسم بين تلاوة القرآن او مطالعة ماكتبه تلاميذه من الرسائل ومناقشتهم في منزله او التاليف او استقبال العلماء والتلاميذ او التدريس، ولاتمر عليه لحظة بفضل الله من دون عمل صالح .ولم اسمعه يوما يتكلم بغير الفصحى معي او مع غيري في البيت او في غيره .كما لم اسمعه مرة يغتاب أحدا ولا يسمح ان يُغْتابَ في مجلسه أحد .
وله من المكاشفات الربانية والتنوير الإلهي اشياء احتفظ بها الان .
وهو في عموم فتاواه وأبحاثه لا يخرج عن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ويكاد يحفظ أقواله .
وكان يوصي بكتب شيخ الإسلام سيما بمنهاج السنة ويوجبه على كل من يتصدى للدعوة ويثني علي على كتب الشيخ ثناء العالم المحقق ويؤكد في مجالسه على عقيدة السلف وما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية سيما العقيدة الواسطية والتدمرية وكتاب العبودية والفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان والفتاوى الكبرى ومجموعة الفتاوى وغير ذلك من الكتب .التقى اول شبابه ببعض الطرقية (الصوفية )ولم يعجبه مسلكهم ثم اطلع في الاربعينيات على بعض ماكتبه ابن تيمية فتأثر به ومنذ ذلك الحين لم يدع كتابا لشيخ الإسلام إلا وقرأه ، وكنت سألته عن سبب تأثره بشيخ الإسلام فذكر لي ذلك وذكر انه من ذلك الحين ومن شدة حبه لشيخ الإسلام كان يتمذهب بمذهب الحنابلة وكان يكتب على كتبه عبارة (عبد الكريم زيدان سلفي العقيدة حنبلي المذهب ) فقلت له يا أستاذ الحنابلة كلهم على منهج السلف إلا القليل فلماذا اعدت العبارة وكان يكفيك ان تقول حنبلي المذهب فقال هذا للتأكيد .
اختصر العقيدة الطحاوية وقررها .
أسس كلية الدراسات الإسلامية نهاية الستينيات ليتيح العلم الشرعي على منهاج السلف لمن فاته طلب العلم من الإخوان وغيرهم فتخرج من الكلية مئات الطلاب وقد أُغْلِقت زمن النظام السابق بعد تشريع قانون إلغاء الكليات والمدارس الدينية الأهلية .
لم يعرف العراقيون قدره فضيعوه لاسيما الحكومات المتعاقبة من زمن عبد الكريم قاسم والى يومنا هذا وضيقوا عليه فاضطر للهجرة اوائل التسعينيات . ولو كان في البلاد التي تكرم العلماء كالحجاز والأزهر لما تجرأ أحد في التقدم عليه علما ومرتبة .
وهو ليس معصوما وقد خالفته في مسالة الاقليم ولم اناقشه مهابة له واعتذرت عنه بأنه لم يكن له مشاورون ناصحون وهو في بلد البعد والغربة وقد اجتهد صادقا لا رغبة في منصب او جاه او سمعة فقد كان من أبعد الناس وأكثرهم نفورا عن أهل المناصب كما كان من أكثر الناس نفورا عن القنوات الفضائية وطلبا للشهرة وأوصاني بذلك وأنا ملتزم بوصيته إلى يومي هذا ، وأنا لا أبلغ شأنه دينا وعلما وزهدا وتقوى وتحريا للحق فيما يقول أو يفعل ، ولم أرَ أحدا من أقرانه او تلامذته في معناه او في مرتبته علما او عملا او زهدا

واسال الله السميع المجيب ان يرفع درجته في السابقين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . وان لا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده وان يحسن خاتمتنا على شهادة التوحيد وعلى أفضل عمل نلقى الله به إنه ولي ذلك والقادر عليه .

* المقالة قديمة ـ بتصرف بسيط
 
عودة
أعلى