- إنضم
- 21/3/23
- المشاركات
- 1,249
- التفاعلات
- 3,796
يبدو أن غزو أوكرانيا لمنطقة كورسك الروسية ، الذي دخل يومه الثالث الآن، يكتسب زخمًا.
بينما تستمر وزارة الدفاع الروسية في التأكيد على أن قواتها تدافع عن خطوط المواجهة ضد هذا الهجوم، يقول بعض المراسلين العسكريين الروس إن القوات الأوكرانية تقاتل على بعد 20 ميلاً شمال الحدود، وتحفر في بعض المواقع وتبني شبكة لوجستية للحفاظ على تدفق الأفراد والمعدات.
"لقد تمكنت قوات حماية الحدود الحكومية، إلى جانب وحدات الحدود ووحدات التعزيز والاحتياطيات التي وصلت، والضربات الجوية والصاروخية ونيران المدفعية، من منع العدو من التقدم. وقد ألحقت النيران أضرارًا بالقوى البشرية والمعدات الموجودة [القوات المسلحة الأوكرانية]. كما تم إحباط محاولات وحدات منفصلة للوصول إلى عمق الأراضي في اتجاه كورسك".
كما زعمت وزارة الدفاع أن أوكرانيا خسرت مئات الجنود وعشرات المركبات، بما في ذلك ثماني دبابات. بالإضافة إلى ذلك، تقول إنها تواصل ضرب مناطق الحشد في منطقة سومي الأوكرانية لصد التوغل. ولم تعلق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية بعد على هجوم كورسك. ومع ذلك، فقد اعترفت بأن روسيا "كثفت استخدام الطيران في المناطق الحدودية في منطقة سومي. وفي الوقت الحاضر، من المعروف أن 16 ضربة جوية باستخدام 23 قنبلة جوية متحكم فيها" يوم الخميس وحده.
ولم تعلق أوكرانيا بشكل مباشر على غزو كورسك حتى الآن، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سخر من هذه الجهود وأشاد بقواته.
وقال "الجميع يرى أن الجيش الأوكراني يعرف كيف يفاجئ ويعرف كيف يحقق نتائج في ساحة المعركة".
المحلل العسكري في شركة روشان الاستشارية في بولونيا كونراد موزيكا نشر مقالا في مجلة "أوكرانيا كونفليكت مونيتور" يقول فيه " إن أوكرانيا قد تستفيد إذا أدى الهجوم إلى الحد من الهجمات الروسية في منطقة دونيتسك في أوكرانيا وسمح لكييف بالحفاظ على وجودها في منطقة كورسك، وبالتالي تحسين موقفها التفاوضي. لكنه أضاف أن أوكرانيا ستكون الخاسرة إذا تم إجبار قواتها على التراجع بخسائر فادحة.
وكتب السيد موزيكا: "لا يوجد حل وسط هنا. العملية جريئة. دعونا نرى ما ستجلبه الأيام القليلة القادمة ".
ويقول المحللون العسكريون إنهم يشككون في أن تضطر روسيا، التي تمتلك جيشاً وترسانة من الأسلحة أكبر كثيراً من تلك الموجودة في أوكرانيا، إلى تحويل قواتها من القتال داخل أوكرانيا للدفاع عن حدودها. وتحتفظ روسيا باحتياطيات من الجنود المجندين الذين تحظر سياساتها نشرهم في أوكرانيا، ولكنها قد تفعل ذلك على الأراضي الروسية.
وفي خطابه الليلي يوم الخميس، تحدث السيد زيلينسكي مرة أخرى بشكل غير مباشر عن الهجوم الأوكراني، قائلاً: "لقد جلبت روسيا الحرب إلى أرضنا وينبغي أن تشعر بما فعلته".
وقال رومان كوستينكو، سكرتير لجنة الدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، في مقابلة، إن المفاجأة لعبت الدور المحوري. وأضاف: "كان من الواضح أن روسيا لم تكن مستعدة وكان الأمر بمثابة مفاجأة كاملة. وهذا أمر نادر في الحرب الحديثة".
وقال إن أوكرانيا يجب أن تقاتل أينما كانت الظروف مواتية، سواء في روسيا أو على طول خط المواجهة داخل البلاد. وأضاف: "إن استعدادنا للضرب بهذه الطريقة، هنا أو في مكان آخر، سيجبر روسيا على نشر قوات للرد".
وقال إيفان كيريتشيفسكي، المعلق على الشؤون العسكرية في صحيفة "ديفينس إكسبريس"، إن الصمت الرسمي الأوكراني بشأن العملية ساعد في نجاحها، على النقيض من التحضيرات المكثفة التي سبقت الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا العام الماضي. وأضاف: "إذا لم نفهم ما يحدث، فإن الأمر يصبح أقل وضوحاً للعدو".
وتواجه الجيوش الروسية والأوكرانية بعضها البعض على طول نحو 600 ميل من الحدود الدولية، بالإضافة إلى خط المواجهة داخل أوكرانيا. وفي منطقة سومي، كانت أوكرانيا تستعد في يونيو/حزيران ويوليو/تموز لهجوم روسي عبر الحدود، حسبما قال المسؤولون. ولكن عندما بدأ القتال، كانت القوات الأوكرانية هي التي تدخل روسيا.
وقال جندي أوكراني شارك في الهجوم وطلب عدم الكشف عن اسمه الأول إلا أوليكساندر، تماشيا مع البروتوكول العسكري الأوكراني: "لم يتوقعونا، وفروا إلى أي مكان". وأضاف في مقابلة هاتفية أن وحدته أسرت بعض الأسرى واستولت على دبابة.
وقال إن الأوكرانيين كانوا متحمسين لنقل القتال إلى روسيا. وأضاف أوليكساندر: "بصراحة، نشعر جميعًا بالسعادة في قلوبنا"، رغم أنه أقر بأن هناك مخاطر لا تزال قائمة.
ولم تتقدم أوكرانيا بهذه السرعة منذ استعادتها منطقة خيرسون في جنوب البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وفي مايو/أيار، فاجأت روسيا أوكرانيا عندما أرسلت قوات عبر الحدود في المنطقة الواقعة شمال خاركوف، حيث لا يزال لها موطئ قدم ضيق. وفي منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، تتراجع الوحدات الأوكرانية التي تعاني من نقص القوة، وتقاتل روسيا في بلدة تشاسيف يار الاستراتيجية الواقعة على قمة تل أو بالقرب منها، ومراكز السكك الحديدية والطرق في كوستيانتينيفكا وبوكروفسك.
