قليلة هي الدوائر الانتخابية التي تشهد منافسة حامية الوطيس بين العديد من قادة الأحزاب السياسية خلال الانتخابات التشريعية المقررة يوم 8 شتنبر 2021، لكن دائرة "الرباط المحيط" تبقى أبرزها، ليس فقط لكونها ستشهد منافسة 3 أمناء عامين ولكن أيضا لأن حليفي الأمس داخل الحكومة، سعد الدين العثماني ونبيل بنعبد الله، سيواجهان بعضهما فيها بعدما أصبحت الخصومة بينهما علنية.
ويتنافس العثماني في هذه الدائرة بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو الذي فضل عدم الترشح في دائرة المحمدية كما كان عليه الحال في انتخابات 2016 ولا في دائرة إنزكان حيث مسقط رأسه، ليجد نفسه في مواجهة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، الذي كان قد صرح في لقاء تلفزيوني قُبيل إغلاق باب الترشيحات يوم 25 غشت الجاري، أنه لن يدخل غمار المنافسة الانتخابية.
واختار بنعبد الله التنافس مع العثماني في الدائرة التي ستُفرز 4 أعضاء لمجلس النواب الجديد، وذلك بعد أسابيع من وصول خصومته مع العثماني إلى أوجها، بعد أن "ذكره" هذا الأخير، من داخل البرلمان، أن الإعفاء الملكي على خلفية ملف الحسيمة قد طال اثنين من وزراء حزب "الكتاب"، وهو الأمر الذي رد الأمين العام للـPPS بوصفه بـ"الدنيء وغير المسؤول وغير المقبول"، معلنا عدم رضى حزبه على علاقته مع رئيس الحكومة الحالي على عكس سابقه عبد الإله بن كيران.
لكن المواجهة الانتخابية لا تقف عند العثماني وبنعبد الله، بل ينضم إليهما "أمين عام" آخر، وهو إسحاق شارية، الذي لا زال يصارع محمد زيان في المحاكم على رئاسة "الحزب المغربي الحر"، والذي رُغم ذلك قُبل ترشيحه في الانتخابات التي يرغب من خلالها في ضمان تمثيلية لحزب "الأسد" في مجلس النواب بعد مقاطعته انتخابات 2016.
وفي الدائرة نفسها، يراهن حزب الأصالة والمعاصرة على عضو مكتبه السياسي، المهدي بن سعيد، الذي كان رئيسا للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب المنتهية ولايته، في الوقت الذي ترشح فيه عبد الرحيم واسلام وكيلا للائحة التجمع الوطني للأحرار وهو الذي ينافس للإطاحة بلائحة العثماني برِهانٍ مُعلن من طرف الأمين العام للـRNI عزيز أخنوش.
وتطمح "فيدرالية اليسار" لتكرار ما حققته في انتخابات 2016، حين حصلت على أحد مقعديها البرلمانيين والوحيد في العاصمة من هذه الدائرة، لكن هذه المرة لن يكون الرهان على عمر بلافريج، الذي رفض الترشح، وإنما على سيدةٍ وهي مريم بنخويا، بينما ترشح عبد الإله البوزيدي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وكيلا للائحة حزب الميزان، بدر الوزاني على رأس قائمة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.