Far-maroc :
#FARMAROC #ALGERIE
لم تلاقي الدعوة الملكية اي رد رسمي جزائري الى اليوم، باستثناء الحملة المنحطة لاعلام النظام و الاجهزة الأمنية الجزائرية التي تهدف لتبخيس الخطوة المغربية و ترجمتها كأنها ضعف تجاه بلد يعاني ويلات الوباء و تراجع اسعار النفط و ازمة اجتماعية و اقتصادية خانقة لم يشهدها بلد عربي بحجم الجزائر و خيراتها.
و يبدو ان نظام البلد الجار لم يفهم مضمون الرسائل الملكية المتضمنة في خطاب العرش، و لازال يتشبت بعقلية لم و لن تقدم اي جديد لا للجزائر و شعبها و لا للمنطقة المغاربية و لا للتاريخ.
منتدى فار-ماروك يقدم نقاطا مهمة تضمنتها المبادرة الملكية التي تم الاشادة بها دوليا و كذا قرائته للرفض الجزائري :
1/ المغرب لا يعتبر مشكل الصحراء و الدعم الجزائري للانفصاليين عائقا أمام فتح حوار صريح و شجاع بين البلدين لتجاوز الخلافات و بناء علاقات ترقى لمستوى الاخوة التي تجمع بين الشعبين و لتطلعاتهما بالرقي و الازدهار و هو ما لا يمكن ان يصل أقصاه بدون وضع اسس شراكة حقيقية و معمقة بين البلدين. فالمغرب اليوم مثلا يعمل على مشروع ضخم لنقل الغاز نحو اوروبا مع نيجيريا رغم ان هذه الأخيرة تدعم خيار الانفصال بالصحراء.
2/ لم يتحدث جلالة الملك نصره الله عن الصحراء بخطابه و هو دليل على ان هذا المشكل اصبح متجاوزا بفعل التطورات الأخيرة التي شهدها الملف، و حتى بمنطوق الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، فلا حل سيتم تطبيقه خارج خطة الحكم الذاتي المغربية، شاء من شاء و كره من كره... و بالتالي فعوض التمادي في القيام بخطوات بائت سابقاتها بفشل ذريع و مس بالعمق صورة الجزائر و دبلوماسيتها و مكانتها القارية و الإقليمية، فان الدعوة الملكية للحوار لا يمكن الا ان تكون مبادرة لحفظ ماء وجه الجزائر، و قبولها كان سيكون له وقع كبير على صورتها الإقليمية عوض مقابلة مثل هذه المبادرات بالرفض في وقت تتناسل فيه التهديدات الأمنية بالمنطقة حتى أصبحت الجزائر ينظر لها كبلد منبع للا امن و للا استقرار بمنطقة الساحل و الصحراء.
3/ عندما تحدث جلالة الملك على ان امن الجزائر من أمن المغرب، فان ذلك يحيل لعدم تقبل المغرب لاي محاولة لزعزعة استقرار الجزائر داخليا او خارجيا، فان كان الشعب يريد التغيير و هو حقه، فاي تغيير يجب ان يكون سلميا و حبذا لو كان من داخل المؤسسات، فانهيار مقومات الدولة بالجزائر سيخلق حالة من عدم الاستقرار و يرفع التهديدات الامنية على حدود المملكة و مثال ذلك ما يقع بالأردن بفعل الأزمة السورية.
4/ الرفض الجزائري يجد تبريره في عدة نقاط أهمها :
- تعود النظام الجزائري على وجود الفزاعة المغربية ليعلق عليها فشله في الاستجابة لمطالب الشعب الجزائري في محاولة لايهامه بوجود عدو مغربي يسعى لزعزعة استقرار الجزائر و ضرورة التشبت بالنظام الحالي كضامن لأمنه. التصالح مع المغرب سيضع النظام في وضع حرج بعد عقود من غسل دماغ البسطاء من الشعب الجزائري، رغم وعيهم بان ذلك لم ينجح يوما سوى عبر الصفحات و الحسابات الوهمية بوسائط التواصل الاجتماعي.
- هناك خوف كبير لدى الطبقة الحاكمة بالجزائر من ان يسمح فتح الحدود باستيطان الشركات المغربية الكبرى فوق التراب الجزائري و ما قد يلي ذلك من تبعات سلبية على شركاتهم الخاصة، خاصة بالقطاع البنكي و الاتصالات و غيرها، فالجزائر توجد سنوات ضوئية خلف المملكة بهذه المجالات. حتى ان سكان المناطق الغربية بالجزائر يستخدمون شركات الاتصالات المغربية في التواصل عوض الشركات الجزائرية.
نعتقد بمنتدى فار-ماروك، ان الخاسر الأكبر من رفض المبادرة الملكية هي الجزائر و الشعب الجزائري الشقيق، فالمملكة ماضية في سياساتها الافريقية و تخلق قيمة مضافة حقيقية خارج حدودها و أصبحت اليوم مصدرا للأمن و الاستقرار و المخاطب الرئيسي و المفضل لقوى العالم بالمنطقة، كما ان أزمة كوفيد ساهمت حتى في خلق بعد جديد للمكانة القارية للمملكة عبر عمليات دعم الأشقاء الأفارقة في بداية الأزمة و عملية تصنيع اللقاح لتصديره لهم و غيرها من المبادرات، في حين تواصل الجزائر تأكيد عزلتها القارية و الدولية و انشغالها في قضايا لا تمت للواقع اليومي للمواطن الجزائري بصلة. فبعد تنصيبه في منصب وزير الخارجية، نرى ان رمطان لعمامرة انشغل بمشكل ميليشياته المسلحة بتندوف و تدخل فاشل في الازمة المصرية الإثيوبية و مبادرة موؤودة لطرد إسرائيل من الاتحاد الافريقي رغم ان لديها صفة مراقب فقط، عوض ان يتحرك بطائرته نحو عواصم الدول العظمى لتأمين اللقاح و العلاجات لمواطني الجزائري الذين لم يجدوا حتى الأوكسجين لعلاجهم.
في انتظار ان يستفيق عاقل حكيم بهذا البلد الجار، يتقدم منتدى فار-ماروك بأصدق الدعوات ان يحفظ الاخوة الجزائر و يرفع عنا و عنهم هذا الوباء و ان يرحم موتانا و موتاهم يا أرحم الراحمين.