اخبار اليوم إسبانيا وجرائم الغازات السامة في شمال المغرب

المنشار

لا غالب إلا الله 🇲🇦
عضو مميز
إنضم
11/12/18
المشاركات
21,948
التفاعلات
78,107

إسبانيا وجرائم الغازات السامة في شمال المغرب


Screenshot_20210523-140345_Facebook.jpg


بقلم الدكتور إدريس لكريني
كاتب وجامعي من المغرب

تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن إسبانيا وأمام ضراوة وقوة المقاومة في منطقة الريف بشمال المغرب في عشرينيات القرن المنصرم التي توجت بمعركة أنوال؛ استعملت سبلا وتقنيات دنيئة وغير مشروعة لفرض منطق احتلالها للمنطقة من قبيل إحراق الزرع وقصف المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء..؛ بل وصل الأمر إلى حد استعمال الغازات السامة في مواجهة السكان الريفيين وفي مناطق مختلفة أخرى من الشمال المغربي ما بين سنتي 1921 و1927. وهو ما أرغم الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الاستسلام إلى السلطات الفرنسية يوم 28 مايو 1926؛ حقنا لمزيد من الدماء

Screenshot_20210523-140414_Facebook.jpg


وتؤكد الوثائق التاريخية أن منطقة الريف بالمغرب شهدت أول حرب كيماوية جوية، أضحت معها فضاء لتجريب مختلف أنواع الغازات المتطورة المحظورة والأكثر فتكا بالإنسانية والبيئة والحياة؛ ومسرحا لأحد أكبر الإبادات البشرية التي شهدها التاريخ. بعدما تم استعمال هذه الغازات بشكل عشوائي في قصف التجمعات السكانية والأسواق.. دون التمييز بين الأطفال أو النساء والعجزة أو المقاومين.. ومن ارتفاعات جد منخفضة لإحداث أكبر قدر من الأضرار والخسائر.

لقد ظل ملف استعمال هذه الغازات في شمال المغرب مغلقا ومجهولا لأكثر من سبعة عقود بفعل التعتيم الإسباني وتواطؤ بعض الدول الاستعمارية؛ رغم تداعياته الخطيرة الآنية والحالية واللاحقة على الإنسان والحيوان والبيئة.. في المنطقة

Screenshot_20210523-140358_Facebook.jpg


غير أنه وبعد هذا الصمت والتكتم الطويلين، وإلى حدود بداية التسعينيات من القرن المنصرم؛ بدأت خيوط الجريمة في الانكشاف بفضل كتابات عدد من المؤرخين والباحثين الغربيين والمغاربة والإسبان وبفعل جهود بعض فعاليات المجتمع المدني في شمال المغرب وإسبانيا.. ذلك أنه في سنة 1990 ظهر كتاب: “ألمانيا، إسبانيا وحرب الغازات السامة في المغرب الإسباني 1922 – 1927” للصحفيين الألمانيين “رودبيرت كونز وولف دييترمولر”؛ الذي ترجم إلى اللغة العربية سنة 1996؛ حيث كشف المؤلفان من خلاله مجموعة من المعطيات والمعلومات الجديدة حول حقيقة استعمال هذه الغازات في منطقة الريف وشمال المغرب؛ بناء على تحريات موضوعية ودقيقة؛ سمحت بطرح القضية بصورة مخالفة لطروحات المؤرخين الرسميين في إسبانيا.


تابع
 
حيث ظهرت بعد ذلك الكثير من الكتب والدراسات والأبحاث الأكاديمية في إسبانيا حول هذا الموضوع على يد عدد من المؤرخين والباحثين الإسبان أمثال: “خوان باندو” و”ماريا روزا دي مادارياغا” و”كارلوس لازارو” و”أنخيل فيناس”؛ “جون مارك دي لوناي”، “روفير مورنو”..، التي اعتمدت في مقارباتها على الأرشيف التاريخي الإسباني؛ وحاولت في مجملها طرح الموضوع بشكل إنساني وبجرأة أكاديمية وموضوعية؛ بعيدا عن أي خلفيات واعتبارات سياسية أو إديولوجية..

ويعد د.”سباستيان بالفور” أستاذ الدراسات الإسبانية المعاصرة بمدرسة الاقتصاد والعلوم السياسية بلندن؛ من ضمن أهم الباحثين الذين قاربوا هذا الموضوع بنوع من الدقة والتفصيل؛ فبعد أربع سنوات من البحث والدراسة المعمقة والجولات الميدانية التي قام بها في منطقة الريف؛ أصدر كتابه المعنون: “العناق القاتل”، الذي توصل من خلاله إلى أن استعمال الغازات السامة في شمال المغرب كان الثالث من نوعه في التاريخ الإنساني بعد الحرب العالمية الأولى(1914 – 1918) وبعد قيام بريطانيا باستعمالها ضد العراق عام 1919؛ كما أشار إلى أن الطائرات الإسبانية كانت تستهدف بقصفها التجمعات السكانية في الأحياء والأسواق خلال الأعياد والمناسبات لإلحاق أكبر ضرر بالناس؛ وقد لاحظ أيضا أن نسبة انتشار مرض السرطان في المنطقة مقلقة ومثيرة وتظل مرشحة للارتفاع طالما لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن


Screenshot_20210523-140428_Facebook.jpg

 
كما برزت في هذا السياق أيضا مجموعة من الكتابات المغربية سواء في صورة مقالات ودراسات، أنجزها مؤرخون وباحثون من جامعات مغربية مختلفة؛ أو في شكل لقاءات وندوات (من قبيل الندوة الدولية الأولى بالناظور بتاريخ 14 فبراير 2004 حول “استعمال الأسلحة الكيماوية، – حالة حرب الريف-” والملتقى الدولي الثاني حول موضوع: “حرب الغازات السامة ضد الريف” بالناظور يوم السبت 21 يونيو 2008 المنظمين من قبل جريدة العالم الأمازيغي وفعاليات جمعوية أخرى).

مما لا شك فيه أن هذه الكتابات والملتقيات تنطوي على أهمية كبرى بالنظر إلى كونها سلّطت الضوء على قضية ظلت منسية ومهملة، وبالنظر أيضا للإثباتات والبراهين التي تؤكد وقوع هذه الجريمة؛ غير أن الحقائق التي كشفت عنها هذه الدراسات والأبحاث تظل جزئية؛ لكون السلطات الإسبانية والألمانية والفرنسية والإنجليزية لم تفرج بعد عن الوثائق التاريخية من الأرشيف الاستعماري والتي يحتمل أن تحمل أسرارا وتفاصيل أخرى أكثر خطورة وإثارة.

وفي هذا السياق أيضا ظهرت بالمغرب منذ أواخر التسعينيات من القرن المنصرم مجموعة من فعاليات المجتمع المدني التي اهتمت بهذه القضية وحاولت كشف خيوطها منم خلال بهض الملتقيات والدراسات..؛ نذكر من بينها جمعية ضحايا الغازات السامة في الريف (1999)؛ جمعية ذاكرة الريف (2005)؛ منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب (2006)؛ مجموعة البحث في الحرب الكيماوية ضد الريف (2004)..

وفي بادرة أولى من نوعها تقدم النائب البرلماني د. نجيب الوزاني الأمين العام لحزب العهد؛ بسؤال شفوي أمام البرلمان المغربي خلال الجلسة التي عقدت اليوم الأربعاء 28 دجنبر 2006؛ أثار فيه وجود نوع خاص من السرطان بالشمال المغربي بسبب استعمال قوات الاحتلال الإسباني للغازات السامة في سنوات العشرينيات من القرن الماضي..

وعلاوة على حضورها الرمزي ضمن التظاهرات التي نظمها المجتمع المدني الإسباني لأجل إغلاق المركب الكيماوي والعسكري “لامارانيوسا la maraniosa” بضواحي مدريد الذي كان ينتج غاز الخردل؛ باشرت مجموعة البحث في الحرب الكيماوية ضد الريف اتصالاتها مع عدد من البرلمانيين الكاطالانيين للحزب اليساري الموحد بإسبانيا؛ وعلى رأسهم “خوان طاردا وماريا روزا بوناس” لحثهم على إيصال صوت ضحايا حرب الريف إلى الرأي العام الإسباني عن طريق مؤسسة رسمية. وقد أثمرت هذه الجهود وصول القضية إلى داخل البرلمان الإسباني؛ وذلك بمبادرة الفريق النيابي لحزب اليسار الجمهوري الكاطالاني.

رغم هذه المجهودات التي استهدفت تسليط الضوء على هذه القضية؛ فإن السلطات الإسبانية قابلت الأمر بالتجاهل وعدم الاهتمام؛ ولم تتجاوب مع مختلف النداءات التي قادها ناشطون من المجتمع المدني في المغرب أو فعاليات أكاديمية وحقوقية مغربية وإسبانية ودولية؛ والقاضية بتقديم اعتذار للسكان وتعويضهم عن الأضرار التي لحقتهم من خلال إحداث مراكز استشفائية مختصة بالسرطان..

كما أن الإعلام الإسباني من جانبه؛ لم يتحمل مسؤوليته في تنوير الرأي العام بهذه القضية رغم هذه التطورات؛ مما يبرز حجم التواطؤ الحاصل في هذا الشأن مع التوجهات الرسمية للدولة بصدد القضية.

ويبدو أن الاختلاف والصراع السياسي الذي يطبع العلاقة بين الحزبين الرئيسيين في إسبانيا(الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي)؛ حول مختلف القضايا الخارجية والداخلية بالبلاد؛ لم يطل هذه الجريمة النكراء، حيث اتفقا معا على الصمت والتعتيم واللامبالاة بصددها.

إن عدم اعتراف إسبانيا بجريمتها في هذا الشأن والتمادي في تجاهلها لمعاناة السكان الصحية والبيئية..؛ وإن كان يجد تفسيره في التخوف من تبعات ذلك على مستوى دفع التعويضات للضحايا الذين لازالوا يدفعون الثمن من صحتهم ومعاناتهم لحد الآن.. فهو بحق تعبير عن التشبت بالروح الاستعمارية؛ كما يعبر من جهة أخرى على الحرص على عدم إحراج مختلف القوى الاستعمارية الأخرى، بدفع مختلف الشعوب إلى المطالبة بتعويضات عن سنوات الاستعمار.

وإذا كان هذا هو حال الموقف الإسباني؛ فإن ما يثير الاستغراب والاستفهام هو الصمت الذي تواجه به السلطات المغربية هذا الموضوع الهام؛ رغم خطورة الأمر ليس في علاقته بجرائم ماضية بل ولانعكاساتها الضارة على صحة وبيئة الأجيال الحالية التي تكلف خزينة الدولة المغربية إمكانيات هائلة. فالمغرب لم يطالب السلطات الإسبانية بتحمل مسؤوليتها في هذا الإطار، ولم يقم بأي تدابير فعلية لكشف هذه الجريمة أمام الرأي العام المغربي أو الدولي.. كما أن المقررات الدراسية الرسمية لمادة التاريخ بالمغرب لا تتحدث عن استعمال هذه الغازات.

بل إن هذا الموضوع الخطير لم يجد له صدى حتى في أوساط الأحزاب المغربية؛ التي لم تتحدث عنه لا في برامجها أو لقاءاتها؛ ولم ينل الاهتمام اللازم والكافي من مختلف الجمعيات الحقوقية المغربية أو من المقاربات البحثية والأكاديمية.

وإذا كان الموقف الرسمي للمغرب في هذا الشأن؛ يأتي في سياق الأولوية التي تحظى بها قضية الصحراء ضمن أجندة الدبلوماسية المغربية؛ فأمام المواقف الإسبانية المتعنتة والمستفزة من الوحدة الترابية للمغرب؛ فهذا الأخير مطالب بكشف الوجه الاستعماري لإسبانيا في هذا الشأن وبصدد استمرار احتلاله لمدينتي سبتة ومليلية؛ بواسطة سياسات وخطط استراتيجية وفعالة تتجاوز المقاربة المناسباتية وردود الفعل المحدودة.

إن ما وقع في منطقة الريف من دمار وقتل عمدي نتيجة العدوان الإسباني بالغازات السامة على السكان في إطار الحملة الاستعمارية التي استهدفت المغرب في سنوات العشرينيات من القرن الماضي؛ هو جريمة إبادة بشرية تندرج ضمن جرائم الحرب بكل مقاييسها وشروطها المادية والقانونية.

ولذلك فإن المسؤولية الدولية لإسبانيا بجميع مكوناتها السياسية ومؤسساتها العسكرية والقضائية والحكومية والتشريعية؛ بصدد هذه الجرائم التي يفترض ألا تتعرض للتقادم؛ تظل قائمة لارتباطها بجرائم خطيرة ضد الإنسانية، وبخاصة مع استمرار تداعياتها الوخيمة على بيئة المنطقة وصحة سكانها.

وبما أن الضرر والجريمة واضحة بالنظر إلى مخالفة بنود القانون الدولي التي تجسدها اتفاقيات لاهاي لسنة 1899 و1907 وجنيف 1925 التي تحرم بشكل صارم وقاطع استعمال الغازات الخانقة أو السّامة أو المشابهة خلال الحروب. فإنه يرتّب مسؤولية دولية لا غبار عليها بالنسبة لإسبانيا بصدد هذه الجرائم التي لازالت تداعياتها وأضرارها قائمة ومستمرة في الزمان والمكان.

حيث بينت الكثير من الدراسات والتقارير والإحصائيات التي أنجزت من قبل باحثين ومنظمات غير حكومية عن تفشي الإصابة بمرض السرطان في أوساط ساكنة المنطقة صغارا وكبارا بصورة تتجاوز بكثير المعدلات الوطنية في هذا الشأن.

وتقتضي الموضوعية إقرار إسبانيا بهذه الجريمة وتحمل مسؤولية مخلفاتها وتبعاتها من حيث تقديم اعتذار للسكان وتعويضهم عن مختلف الأضرار التي لحقتهم؛ سواء من خلال إعمال مشاريع تنموية بالمنطقة وكشف الحقيقة كاملة حول طبيعة هذه الأسلحة وتركيبتها؛ في أفق تمويل أبحاث ودراسات طبية وعلمية من أجل الوقوف على مخاطر انتشار السرطان في المنطقة وسبل محاصرته.

إن التجاهل الإسباني للقضية الإنسانية، يفقد التجربة “الديمقراطية” الإسبانية قيمتها ويكشف عن حجم الاستهتار بحقوق الإنسان في مختلف تجلياتها، وهو ما يفرض تكثيف الجهود باتجاه فضح هذه الجريمة والتعريف بمآسي الساكنة؛ عبر مختلف الواجهات(الدبلوماسية والأكاديمية والطبية والسياسية والحقوقية والإنسانية..)؛ وبخاصة وأن هناك عددا كبيرا من المتعاطفين مع القضية داخل إسبانيا. كما يظل من حق الساكنة أو من يمثلهم رفع دعوى ضد سلطات الإسبانية أمام محاكمها المحلية أو أمام القضاء الدولي..

ومن المؤكد أن تبني السلطات المغربية للقضية باعتبارها ترتبط بمصالح حيوية للمواطنين؛ وتجنيد إمكانياتها الدبلوماسية لإبراز معالم القضية أمام الرأي العام المغربي والعالمي؛ سيعزز من هذه الضغوطات على إسبانيا ويدفعها نحو تقديم الاعتذار وتحمل مسؤولياتها تجاه معاناة الساكنة.

وبخاصة وأن هناك سوابق دولية في هذا السياق؛ ذلك أن الحكومة الإيطالية قدمت اعتذارا للشعب الإثيوبي سنة 1996 عن استعمالها للغازات السامة سنة 1935.
 
7BA5C870-1FE6-4B97-8A83-0634103C7C34.png


معركة خندق الذئب أو كارثة وادي الذئاب Desastre del Barranco del Lobo
‏ عملية عسكرية قام بها الثوار المغاربة ضد قوات🇪🇸 ف وادي الذئاب بالقرب من مليلية سنة 1909 خسرت فيها🇪🇸
‏ 153 قتيل 17 من القادة والضباط الكبار و 136 من الجنود.. كما جرح 599
‏حسب المؤرخة🇪🇸 ماريا روزا دي مادارياغا




معركة وادي الذئاب أو كارثة وادي الذئاب عند الإسبان، هي عملية عسكرية ناجحة قام بها ثوار الريف المغربي ضد القوات الإسبانية في وادي الذئاب بالقرب من مليلية يوم 27 يوليو 1909، وتكبدت فيها القوات الإسبانية بخسائر فادحة بالأرواح.

وتعود تفاصيل المعركة الى صباح يوم 9 يوليو 1909 عندما بدأ الثوار الريفيون وهم من قبائل قلعية وكبدانة وبعضهم من وسط وغرب الريف، تحت قيادة الشريف أمزيان بالهجوم على مليلية من مواقعهم بالقرب من جبل كوروكو، فهاجموا عمال بناء السكة الحديد الاسبان الذين كانوا يبنون جسر لسكك الحديد والتعدين فوق واد سيدي موسى، مما أسفر عن مقتل ستة منهم وإصابة واحد، فتمكن الآخرون من الفرار والعودة إلى مليلية باستخدام قاطرة تابعة لشركة شمال أفريقيا. فتسبب ذلك بتوتر في المدينة التي يقطنها 12 ألف والتي لم تعش أجواء حرب منذ حرب الريف لـ(1893)، فحركت مليلية حاميتها حيث انهت في فترة ما بعد الظهر من احتلال عدة مواقع على طول الطريق مثل سيدي موسى وسيدي اميت وسيدي علي حتى وصلت قريبا من الناظور. وتسببت العملية بأربعة قتلى و 25 جريحًا بين الجيش الإسباني.
وكانت إحدى العمليات العسكرية التي قامت بها البحرية الإسبانية هي قصفها من البحر لأكواخ القرى الواقعة على الساحل من أجل منع أهالي الريف من الإنضمام إلى الحملة العسكرية التي يقودها محمد امزيان، بالإضافة إلى تدمير القوارب الصغيرة التي تجلب الأسلحة من غرب الريف.

وفي 10 يوليو قررت حكومة أنطونيو ماورا الإسبانية تعبئة ثلاث كتائب، وأرسلت ثلثهم على الفور، وشمل أمر التعبئة دعوة جنود الاحتياط من حصص 1902 إلى 1907، والكثير منهم من الآباء ولديهم زوجات وأطفال، تسبب ذلك في حوادث عند شحن القوات من ميناء برشلونة في 18 يوليو. ومحطة ميديوديا بمدريد في 21 يوليو، وانطلقت موجة من الاحتجاجات في أماكن كثيرة. وجرى إضراب عام في 26 يوليو وكانت خطيرة في برشلونة ومدن أخرى بكاتالونيا حيث جرت أحداث الأسبوع المأساوي بين الاثنين 26 يوليو والأحد 1 أغسطس.

جرت في الأيام التالية صدامات مع القناصة المختبئين في المرتفعات التي تطل على المواقع الإسبانية. وفي يوم ال16 يوليو وصلت قوات التعبئة إلى مليلية، وبدأت الصدامات في يوم 18 يوليو، حيث جرت أول معركة كبرى مكان على جبل سي أحمد الحاج، عندما هاجمت القبائل المواقع الإسبانية البعيدة من مليلية مثل سيدي اميت وسيدي علي. ثم انطلقت صدامات أخرى في 20 يوليو فهاجم رجال القبائل مراكز الإسپان بناحية سيدي موسى، واستمر الحال هكذا إلى ليلة 21 من يوليو. فوصلوا في هجومهم إلى الأسلاك الشائكة التي يحصن الإسبان بها مراكزهم العسكرية، فكانت بين الفريقين معركة عنيفة تمكن الإسبان من ردعه ولكن قتل منهم 33 جنديا وجرح منهم 61، ثم بدأت الهجمات تقترب من مليلية يوم 22، ولوقف تقدم الثوار أمر الجنرال مارينا بتركيز نيران المدفعية على مواقع تجمع المهاجمين. وتحسبا للهجوم على مليلية انزل طابور كامل من ست سرايا مشاة وقسم من مدافع الهاوتزر في محيط المدينة بقيادة العقيد الفاريز كابريرا. وبمبادرة منه أمر بمسيرة ليلية نحو آيت عيشة، فتخبط طوال الليل حتى الفجر حيث وجد نفسه في وادي عفر، وقد أهلك القناصة في المرتفعات الكثير من رجاله. هذه الحماقة كلفت العقيد حياته ومعه 26 قتيلا و 230 جريح تقريبا. ومع ذلك فقد تم تحقيق الهدف بإبعاد الثوار من مواقعهم وجعلهم يتراجعون.

وصلت حصيلة القتلى الإسبان في 23 يوليو إلى نحو 300 قتيل. وسبب تلك المجزرة هو قرار خاطئ لرتل قوة الدعم الذي شكل من حوالي 50٪ من قوات التدخل السريع في كاتالونيا التي ينبغي أن تحفظ في المواقع المتقدمة احتياطا، ولكن بدأ الهجوم لم يكن هناك تفويض لازم أو الإعداد الكامل ولا الدعم. شملت تلك الحماقه الأرتال الأخرى التي جاءت لمساعدته وذلك لعدم وجود قوات احتياط، فسقطت أول كتيبتين (بارباسترو وفيجويراس) من اللواء الأول مختلط في نفس اليوم التي قدمت فيه من مدريد عبر ملقة.فقد كان هناك 69 قتيلاً و 226 جريحًا.

وبعدها بأربعة أيام أي في ليلة 26-27 يوليو تمكن الثوار الريفيون من إزالة حوالي 300 متر من خط سكك الحديدية المبنية على الكيلومتر 3، فأتت قافلة تموين وإصلاح الطريق من مليلية تحت حماية رتلين، واحدة بقيادة العقيد فرنانديز كويستا معه ست سرايا، خمسة من اللواء الثاني مختلط وسرية من الأفريقي، والرتل الآخر بقيادة الجنرال بنتوس ومؤلف من كتائب اللواء مدريد الأول مختلط ومعه العديد من السرايا القادمة توا. وسار الرتل الثاني عبر تضاريس غير مواتية فتاه في طريقه منحرفا يمينا، وذهب عميقا في وادي الذئاب. هناك تعرضت قواته لنيران كثيفة من كمين لمقاتلي الريف الذين لا يزالون يتحصنون في المرتفعات. وقد ارتكب الجنرال خطأً جسيما في محاولته الانسحاب دون دعم من المدفعية، مما سبب خسائر خطيرة للغاية. ونظرا لخطورة الوضع تولى الجنرال مارينا القيادة ونظم انسحاب تكتيكي بحماية المدفعية وقوات الدعم. تسبب هذا الكمين في مقتل أكثر من 100 شخص ومن ضمنهم الجنرال بنتوس الذي كان مسؤولاً عن الحملة وما يقرب من 600 جريح. ووفقا للمؤرخ ماريا روزا دي مادارياغا: 153 قتيل (17 من القادة والضباط و 136 من الجنود) وجرح 599 (35 من القادة والضباط و 564 من الجنود).

ونظراً لخطورة الأحداث فقد تقرر تعليق جميع العمليات الحربية والاستمرار في تعزيز الوحدات الإسبانية في مليلة، التي ضمت حتى منتصف أغسطس أكثر من 35,000 رجل وعدد كبير من قطع المدفعية والذخيرة. ثم بدأ الإسبان بالقتال مرة اخرى نهاية أغسطس، رغم أنهم الآن من موقع السيطرة الواضحة، مما أدى إلى فرض التهدئة الكاملة للمنطقة بحلول نهاية العام.

اعتبرت معركة وادي الذئاب -ويسميها الإسبان بالكارثة- بالإضافة إلى معركة أنوال سنة 1921 واحدة من أكثر هزائم الإسبان دموية في حروبهم الاستعمارية في شمال أفريقيا. ومع ذلك وعلى الرغم من الخسائر في الأرواح إلا أن أهدافها اكتملت وابعدت ثوار الريف عنها.

مختارات من ويكبيديا

 
هل تعيد الأزمة الإسبانية المغربية ملف الغازات السامة بالريف إلى الواجهة؟

 
عودة
أعلى