التغطية مستمرة أميركا وإيران.. عداء أم خديعة؟

وشق الشام

التحالف يجمعنا
عضو قيادي
إنضم
3/2/21
المشاركات
3,067
التفاعلات
10,154
صراع استهلك المنطقة منذ السبعينات.. وتحول ميدانه بشكل كبير.. لتصبح ساحة الصراع أراض عربية وعواصم إقليمية.. فهل نحن أمام عداوة جذرية وحقيقية أم لعبة مصالح هادئة؟

 

مقال لعلي فريد ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظري

إيران ليست عميلة لأمريكا، وليست عدوة لها!!

كلتا الفكرتين تدلان على خفة عقلٍ وقلة فهم!!
عن نفسي.. لن أومن بعداء إيران لأمريكا أو عداء أمريكا لإيران إلا إذا رأيت مُدنَ إيران تُدكُّ على أهلها كما دُكَّت مُدننا على أهلها.. وقتها فقط سأقول إن قواعد اللعبة تغيرت فعلاً، أو أن اللعبة ذاتها لم تعد لعبة.. وكل ما عدا ذلك شكليات يمكن النقاش حولها!!

إيران عدوة لنا نحن وحليفة لأمريكا.. هذه نقطة ارتكازٍ أولى إن لم تفهمها فلا تتعب نفسك في محاولة فهم ما يجري.. ونقطة الارتكاز الثانية أنَّ (نحن) هذه لا تعني (مرتدة الأعراب) مِنْ مشيخاتِ النفط والغاز وجمهوريات العسكر.. هؤلاء ليسوا (نحن).. هؤلاء أعدى أعدائنا وسبب انتكاساتنا.. هؤلاء عملاء أمريكا وحلفاء إيران في ضربنا حين يجد الجد!!

إيران (حليفة) لأمريكا، كما أن مشيخات النفط وجمهوريات العسكر (عملاء) لأمريكا.. الفرق الذي جعل إيران حليفةً ومرتدةَ الأعراب عملاء؛ هو أنَّ إيران تملك مشروعاً قومياً مُغَلَّفاً بوهم الدين وتسعى لتحقيقه.. أما مرتدة الأعراب فلا مشروع لهم سوى البقاء على كراسيهم، وكبح جماح الأمة وتعبيدها لأسيادهم، وفي سبيل البقاء على الكراسي ضربوا وسيضربون- مع إيران وأمريكا- أيَّ مشروعٍ حقيقي لنا.. فتكسب أمريكا دوام حلمها الامبراطوري المغلف بوهم الديمقراطية، وتكسب إيران تجذر مشروعها الفارسي المغلف بوهم الدين، ويبقى مرتدة الأعراب على كراسيهم.. ونظل نحن ندور في حلقة مفرغة بين المنافي والسجون والقبور!!

" لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابل وبغداد بهذه السهولة".. هذا تصريح محمد أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية في 2004 في محاضرة ألقاها بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتجية بإمارة أبوظبي، إحدى مدن مشيخات النفط والغاز.. والعار!!

تاريخ التحالف بين إيران وأمريكا ضدنا أصبح من المعروف الذي لا يُعَرَّف، وأصبح الحديث عنه أو التذكير به أو رصدُ وقائعه هَريَاً وعبثاً يُملُّ السامعَ ويُضجرُ القارئ، تماماً كتاريخ عمالة مشيخات النفط وجمهوريات العسكر.. الأمر بدأ مع الخميني كامتدادٍ- في هذا الشأن للشاه- ولن ينتهي بخامنئي، والسيستاني، والصدر، وأضرابهم!!

قد يبدو تحالفُ دولةٍ صغيرةٍ مع دولة كبيرة عمالةً وتبعية.. وهذا صحيح في العموم شرط عدم امتلاك الدولة الصغيرة لمشروع خاص بها.. في حالة إيران يبدو الأمر تحالفاً لا عمالة فيه لامتلاكها مشروعها الخاص، وفي حالة مرتدة الأعراب يبدو الأمر عمالة لا تحالف فيه لانعدام المشروع.. وفي الحالتين لا يوجد عداءٌ حقيقي بين إيران وأمريكا.. لا مقاومة ولا صمود ولا تصدي.. ولا كل هذا (البطيخ المبسمر) الذي يُشيعه الإيرانيون وأذنابهم من حمقى العرب وأغبيائهم ومثقفيهم؛ تجميلاً لوجه إيران القبيح وحقيقتها البشعة!!

في (العمالة): المربعات ثابتة لا تكاد تتغير إلا حين يُستبدلُ عميل بعميل.. في (التحالف): المربعات تتغير بتغير قواعد اللعبة.. ومنذ مجيء الهالك الخميني وحتى هلاك المجرم سليماني كانت (بعضُ) قواعد اللعبة تنص على: تهديد إيران وضرب العرب!!

تعاونت إيران مع أمريكا تعاوناً مذهلاً في إسقاط أفغانستان والعراق، وأطلقت أمريكا يد إيران في المنطقة كلها: شاماً وعراقاً ويمناً، بل إن أمريكا غضت الطرف أيضاً عن تمدد إيران الثقافي والاقتصادي والديني في القرن الأفريقي وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإسلامية، وكانت أمريكا مع إيران في هذا الشأن أشبه بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيدٍ في قومه
لكن سيد قومه المتغابي

صادت أمريكا بإيران أعداءها الحقيقيين في المنطقة.. ولا أعداء لأمريكا في المنطقة سوى المجاهدين.. هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون لها.. وما عداهم ليسوا أكثر من عملاء أو حلفاء ينتقلون بين المربعات حسب السياقات الزمنية والمكانية المختلفة.

وظنت إيران أنها أرجعت بأمريكا عرش الشاهنشاه وراية الصفوي التي مزقها التركي سليم الأول في العاصمة تبريز بعد معركة (جالديران)؛ فسيطرت على العراق والشام واليمن، وتوسعت توسعاً ظنت معه أنه يمكنها الخروج من تحت عباءة الأمريكي إلى الهواء الطلق.. وهنا يكمن مقتل الحليف الغبي الذي حقق بحلفائه مكاسبَ ظَنَّ أنه حققها بنفسه.. ووهم القوة كقوة الوهم يُعمي الأبصارَ ويُذهلُ البصائر!!

السؤال الآن: ماذا ستفعل إيران؟!
الجواب: ولماذا تظن أصلاً أن إيران يجب أن تفعل؟!
كلبُ صيدٍ أطلقه سيدُه ليصيد به فرائسه؛ فأكلَ الكلبُ بعضَ صيدِه قبل إذن سيده، فقرعه سيدُه بالعصا ليعيده إلى الجادة.. فعاد إلى الجادة.. هذا هو الأمر ببساطة!!
قد ينبح الكلبُ على سيده انطلاقاً من فِطرتِه في النباح.. قد يتقافز هنا وهناك غاضباً.. قد يعدو على كلاب سيده الأخرى فينهش هذا ويعض ذاك.. قد يتبول على نار سيده التي أشعلها لِشَيِّ صيده والاحتفال به.. سيظل سيده ينظر إليه بهدوء ثم يهبشه هبشةً إثر هبشة حتى يعرف قدره فيهدأ غضبه ثم يأتي صاغراً ذليلاً يتمسح بقدم سيده محركاً ذيله دلالة على الخضوع والتوبة!!

قد تُطلق إيران بعضَ (ألاضيشها) في العراق والشام لضرب مصلحةٍ أمريكية هنا ومنشأةٍ أمريكية هناك.. قد توعز للحوثي- كما فعلت من قبل- بضرب حاملة نفط أو قصف الرياض أو الدمام.. بل قد تُهرِّبُ للمجاهدين أنفسهم- الذين يكفرونها وتكفرهم- بعض الأسلحة النوعية، وتسرب لهم إحداثيات أماكن أمريكية حساسة في المنطقة لعلمها أن المجاهدين لن يتوانوا عن استخدام هذا السلاح في ضرب تلك الأماكن..

هذا وأمثاله وأضرابه ما يمكن أن يحدث إن كان سيحدث شيء.. أما الكلام عن إشعال المنطقة ونشوب حرب عالمية ثالثة؛ فهو من قبيل (اللكلوك الفارغ) الذي تُوحِي به القنوات العربية إلى الطيبين لتملأ فراغ أوقاتهم وعقولهم قبل أن يغطوا في نوم عميق بعد يوم عملٍ شاق.. "وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم"!!
 

مقال لمحجوب قاهري ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظري

هل يمكن القول بانّ الدولتين، امريكا وإيران، حليفتان في السرّ عدوّتان في الظاهر، تعملان على تقسيم منطقة الشرق الاوسط بينهما، كما اقتسما العراق وسوريا؟

في اعتقادي، انّ العداء ما بين إيران وامريكا لا يخضع الى وجهات نظر، وانّما هو حقيقة كتبها التاريخ بكل وضوح، ويكتبها الحاضر بشكل أوضح منه، وللأسف لا يريد البعض الا ان يراها مسرحيّة خائبة.​

عداء البلدين ليس مستجدّا، انه عداء تاريخي، لا يرتبط فقط بالثورة الإسلامية الإيرانية، ان اسبابه ابعد وأعمق من ذلك. انه عداء يرتبط مباشرة بالمصالح بين متناقضين، أمريكا التي خسرت مصالحها ووجودها في إيران بعد قيام الثورة الإسلامية، وإيران التي تقاوم حتى لا تعود أمريكا لأرضها او على حدودها.​

فالحقبة القاتمة في تاريخ إيران كانت اثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوي، من سنة 1941 الى سنة 1979، اذ حوّل إيران الى الولاية 51 لأمريكا بالشرق الأوسط، ومكّنها ممّا لا يُمكن لايّ دولة مستقلّة وذات سيادة ان تمنحه لدولة أخرى. سياسيّا، مكّن الشاه الامريكان من التدخّل في الشّؤون البرلمانيّة الايرانيّة، وأصبح بإمكانهم تعيين وتحديد دور النائب، حتى انه لا يمكنه تجاوز ما كلّف به. وعسكريّا، سمح الشاه بدخول واقامة عسكريين أمريكيين في إيران لمراقبة المصالح الامريكية والمحافظة عليها، كما مكّنها من إقامة قواعد عسكرية في شمال البلاد بالقرب من الحدود الروسية لمراقبة تحرّكات السوفييت والتجسّس عليهم. واقتصاديا، مكّن الشاه امريكا وبريطانيا من نفط إيران. كما كان الشّاه سخيّا جدّا حينما أصدر قانون الحصانة القضائية للأجانب “كابيتو لا سيون” والذي بموجبه لا يمكن مسائلة الأجانب حول الجرائم التي يرتكبونها داخل إيران.​

وفي المقابل، جعلت أمريكا من الشاه رجلها القوي في الخليج، ومكّنته من البقاء في الحكم، ولأجله ولأجلها دعّمت الانقلاب العسكري على رئيس الوزراء محمد مصدق، المنتخب شرعيا، سنة 1953، الذي حاول تأميم النفط الإيراني. كما مكّنت امريكا الشاه، سنة 1957، من إقامة جهاز استخبارات سرّي قويّ، سمّاه “السافاك”، استخدمه في إستتبات امن مملكته وفي التنكيل بمعارضيه. الا انه لسوء حظّه وحظّها جاءت الثورة الإسلاميّة سنة 1979 لتفتكّ كل ذلك من أمريكا واستعادته الى الحضن الإيراني، فأصبحت المسألة جدّية والعداء، بين الطرفين، حقيقة مبنيّة على واقع ووقائع، لا على مجرّد اراء يقولها هذا او ذاك.​

والوقائع التي جدّت بين الطرفين، أمريكا وإيران، هي وقائع جادّة ولا يمكن بايّ حال ان نحسبها تحالفا وعرضا مسرحيا. فالعروض الدمويّة العسكرية وقطع العلاقات الديبلوماسية لا يمكن ان تكون عروضا فرجويّة، انها بالضرورة عمل جادّ، ينمّ على عداء قويّ بين الطرفين.​

في العمل المسرحي لا يمكن لإيران ان تحتجز 52 ديبلوماسيا في السفارة الأميركية، في نوفمبر 1979، لمدّة 444 يوما. ولا يمكن للولايات المتّحدة الامريكية ان تردّ على ذلك، في 25 أفريل 1980، بعملية “مخلب النسر” فتخسر طائرتين و8 جنود!​

ولا يمكن لايّ عقل جادّ ان يعتقد بان تدمير مصفاتي نفط واغراق 5 مدمّرات بحريّة إيرانية في عمليّة “الإرادة القويّة” التي قامت بها القوات الامريكيّة ضدّ القوّات الإيرانيّة البحريّة، في جويلية 1987، ردّا على اصطدام ناقلة نفط كويتية ترفع العلم الأمريكي ‘بريدجستون”، كان مجرّد عرض مسرحي بين دولتين!​

كما لا يمكن اعتبار تدمير ثلاثة سفن بحريّة إيرانية ومنصّتي مراقبة من طرف أمريكا ردّا على تدمير فرقاطة “ي اس اس صاموئيل”، التابعة لها، بلغم إيراني في مياه الخليج، في أفريل 1988، مجرد عمل فرجوي بين حليفين!​

كما انّه ليس من المعقول ان نعتبر انّ اسقاط إيران طائرة استطلاع أمريكيّة من دون طيّار، في ديسمبر 2011، مجرّد عرض بين دولتين صديقتين.​

واهمّ من ذلك كلّه، فلن تقدر قريحة أيّ مخرج مسرحيّ بان يصوّر لنا الجانب الهزلي او المسرحي في اهم عملين قذرين قامت بهما الامريكان، الأوّل اغتيال العقل المدبّر لكل العمليّات والاستراتيجيّات العسكرية لإيران في اسيا والشرق الاوسط، الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، يوم 03 جانفي 2020، والثاني، العقوبات الاقتصادية القاتلة التي تفرضها أمريكا على إيران لكسر شوكتها ودفعها للاستسلام!​

كل هذه الوقائع، وغيرها، مجتمعة، لا تسمح بأيّة فرضيّة لاعتبار انّ ما بين إيران وامريكا مجرّد عروض مسرحيّة ضمن تحالفات خفيّة. ان ما بين الاثنين عداء حقيقي وجدّي يهدف الى تحديد دور كلّ دولة وضمان مصالحها، بالرغم من انّ هذه العداء أحيانا ما يخفت فيتراءى للبعض بانّ البلدين صارا صديقين، او هم اصدقاء في الخفاء.​

ويردّد البضع بانّ تأصّل صداقة الدولتين، إيران وامريكا، أدّى بهما الى اقتسام سوريا والعراق. وهو ما يكمل في نظرهم مشهد المسرحيّة التي يقومان بها. حيث تمتلك كل من أمريكا تواجد فعلي في البلدين سرويا والعراق، ويحركان المشهد السياسي والعسكري فيه.​

الا ان وضع الدولتين سوريا نشأ عن معطيين هامين، الأوّل مرتبط بالوضع العربي عموما، والثاني بالصراع القائم بين إيران وامريكا. فالعرب احياء كالأموات، تركوا سوريا والعراق للمجهول، فملأ فراغهم الأقوياء. وامّا إيران فكما انّها لم ترضى بوجود الامريكان على أراضيها وطردتهم فهي لن ترضى بان يقوموا بمحاصرتها على مقربة من حدودها، ولأنّها دولة قويّة فقد دخلت للعمل الفعلي ضمن استراتيجية طويلة الامد لطرد الامريكان. وامّا أمريكا فهي تحاول البقاء في الشرق الأوسط لتغيير نظام الحكم في إيران وتحويله الى موال او اخماد عداوته مهما كلّفها ذلك. وسيستمرّ الاستنزاف بين الطرفين. وعلى ذلك لم يقتسما سوريا والعراق، وانّما عملا على تحقيق اهدافهما في فضاء فارغ من أصحابه.​

في المحصلة، ليس من الحكمة في شيء بان نعتبر انّ ما يحدث بين إيران وامريكا مجرّد عروض مسرحيّة بين دولتين متحالفتين، انّه أكبر من ذلك، انّه معركة وجود بين دولتين، دولة تريد ان تتحرّر بالكامل، فيكون لها مثل ما لباقي الدول العظمى، ودولة تسعى الى تحويل وجهة دولة أخرى وتصادر قرارتها لصالحها وصالح اتباعها من الصهاينة ومن ركب مركبهم من حكام العرب.​

لكن يبقى سؤالا آخر قائما، الى متى سيظلّ هذا الاستنزاف متواصلا بين الدولتين، وهل بإمكان جائحة كورونا ان تغير المشهد، فتنكفئ أمريكا على نفسها وتترك المنطقة لأصحابها؟​

 

مقال لحسين أبو عمر ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظري

أمريكا وإيران.. حرب وصراع أم توظيف واحتواء؟


إن ما يحدد طبيعة العلاقة بين الدول على مر التاريخ هو أربعة عوامل رئيسية:
1-الاختلاف: في (الثقافة، المعتقدات، المذاهب، التصورات…).
2- التنوع: في الاحتباجات وسعي كل دولة لتأمين احتياجاتها.
3-الندرة: في الموارد (طاقة، مياه، معرفة..).
4-الظروف المحيطة (وجود عدو مشترك، تحالفات بين دول أخرى…).

كلما ازدادت حدة المحاور الثلاثة الأولى (الاختلاف، التنوع، الندرة) وغاب المحور الرابع (العدو المشترك ..) كلما أخذت العلاقة بين الدول منحى التنافس والصراع، وكلما انخفضت درجات المحاور الثلاثة الأولى مع تواجد شيء من المحور الرابع أخذت العلاقة شكل التبادل والتعاون. في كتابه "التحالف الغادر" يقول تريتا فارسي:"اليهود والإيرانيون ليسوا غرباء عن بعضهم. فثقافة الطرفين، وديانتاهما، وتاريخهما متشابهة بشكل وثيق منذ العصور البابلية". كما لم يخفي كل من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ولا الرئيس الحالي دونالد ترامب إعجابهما بالثقافة والحضارة الفارسية.
يرجع الكثير من الكتاب سبب التعاون الإسرائيلي مع إيران، وعملها على إقناع أمريكا لفعل نفس الأمر خلال الحرب العراقية – الإيرانية إلى وجود العدو المشترك "العراق".

الشرق الأوسط الجديد

بحسب صحيفة صنداي تلغراف اللندنية فإن إسرائيل استعانت بصور فوتوغرافية وخرائط إيرانية في ضربها للمنشآت النووية العراقية. في ذات الوقت كان السلاح الإسرائيلي والأمريكي يتدفق إلى إيران في حربها مع العراق


في مذكرته "الخطة الصهيونية للشرق الأوسط في الثمانينيات" يقول الصهيوني أوديد ينون: «إن في قوة العراق خطورة على إسرائيل في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى». ويناءا عليه فيجب إضعاف العراق وتقسيمه في أول خطوة من خطوات مشروع الشرق الأوسط الجديد؛ كما نص هو على ذلك وتابعه برنارد لويس وغيره من الساسة الأمريكيين. يعلق على هذا المشروع، "الشرق الأوسط الجديد"، أستاذ الجيوبولتيك في جامعة السوربون المسيحي اللبناني الدكتور نبيل خليفة في كتابه "استهداف أهل السنة" بقوله: «إن المخطط الموضوع للشرق الأوسط منذ الربع الأخير من القرن العشرين ويشارك فيه الغرب وإسرائيل وإيران له ثلاثة أهداف أساسية: أولها إزاحة النفوذ العربي/السني عن دول شرقي المتوسط واستبداله بالنفوذ الإيراني/الشيعي…».

الحرب الإيرانية – العراقية

يقول تريتا فارسي في كتابه: "كان صدام قد عرض عشية حرب لبنان التوصل إلى سلام مع إيران ودعا طهران إلى الانضمام إلى بغداد في قتال إسرائيل، لكن الخميني رفض هذا العرض". في تعليقه على رفض الخميني الصلح مع العراق يقول الكاتب الشيعي موسى الموسوي في كتابه "الثورة البائسة": «إن استمرار ايران في حربها مع العراق ورفضها للصلح هو مخطط صهيوني استعماري أوضح من الشمس في رابعة النهار، إن في ضعف العراق تكمن قوة اسرائيل، وضعف العراق ضعف العرب، وضعف العرب قوة إسرائيل ايضا».

بحسب صحيفة صنداي تلغراف اللندنية فإن إسرائيل استعانت بصور فوتوغرافية وخرائط إيرانية في ضربها للمنشآت النووية العراقية. في ذات الوقت كان السلاح الإسرائيلي والأمريكي يتدفق إلى إيران في حربها مع العراق. يقول تريتا فارسي:"بلغت نسبة العتاد الذي اشترته طهران بعد الحرب مباشرة من إسرائيل 80 بالمئة" ويقول:"اشترت إيران من إسرائيل أسلحة كانت قيمتها 500 مليون دولار في الفترة الواقعة بين 1980 و1983″. ثم جاءت فضيحة "إيران كونترا" صفقة السلاح السرية بين أمريكا وإيران؛ التي لم تكن الأولى ولا الأخيرة

العلاقات الأمريكية – الإيرانية بعد أحداث 11 سبتمبر وغزو أفغانستان

اعترف حسن نصرالله في لقاء تلفزيوني أن الأمريكيين كانوا قد عرضوا على حزب الله في أواخر 2001 صفقة للتعاون في مواجهة عدو مشترك "الإرهاب السني"؛ قال حسن نصر الله: «إن نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" أرسل إليه رسالة خطية مع مبعوث شخصي أمريكي "جورج نادر"، وكانت تحمل عرضا أمريكيا تفصيليا للتعاون بين الجانبين، صفقة، فيها "إغراءات لها أول وليس لها آخر" بحسب تعبيره!. يقول نصر الله: أن الأمريكيين قالوا أنهم يوافقون على أن يهاجمهم في الخطب والميكروفونات، وأنهم سيتفهمون ذلك». كما تفهموا من قبل مصطلحات "الشيطان الأكبر" من قبل الخمينيين، ومن بعد مصطلحات الموت لأمريكا من قبل الحوثيين؛ "الثوار" بحسب الإعلام الغربي.

ثم يقول نصرالله «أن هذا العرض تكرر عليه مرارا من قبل إدارات أمريكية متعددة»!. علق على هذه الاعترافات الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي: «بأنها دليل عمالة صريحة، وأجرى المقارنات بين نقاط الصفقة وبين ما تم على أرض الواقع ليخرج بالنتيجة: وهي أن حزب الله بقيادة حسن نصر الله تحول إلى أداة أمريكية للسيطرة في المنطقة وتوجيه الأحداث وحفظ أمن "إسرائيل"». علي تريتا فارسي على المساعدات التي قدمتها طهران للولايات المتحدة في غزو أفغانستان بقوله: "لم تكن المساعدة التي قدمتها إيران شكلية، فعرض الإيرانيون السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدهم الجوية..، وخدموا كجسر بين التحالف الشمالي والولايات المتحدة في قتال الطالبان".

التعاون الأمريكي – الإيراني في العراق


امتناع ترامب عن استعمال القوة ليس لأن ترامب يجيد "الحلب لا الحرب"؛ فلقد رأينا كيف كان الرد الأمريكي قاسيا عندما حاولت ميليشيات روسية وإيرانية العبور إلى شرق الفرات في سوريا


أكد على الانسجام والتعاون الأمريكي – الإيراني نائب الرئيس العراقي سابقا طارق الهاشمي في لقائه على قناة أورينت، كاشفا ماكان يدور خلف الأروقة، بقوله: «في الوقت الذي كنا فيه نشتكي للإدارة الأمريكية، حول ما يفعله السفير الإيراني وفيلق القدس والحرس الثوري وفرق الموت داخل العراق الذي من المفترض أنه يزعج الأمريكيين، ويشير إلى أن العراق يتجه للوقوع في دائرة النفوذ الإيراني، كان السفير الأمريكي يخرج من مكتبي ليجلس مع السفير الإيراني»، ثم يتابع الهاشمي: "الذي حصل في بلدي هو خطة واضحة المعالم لا تقبل اللبس ولا تقبل التفسير، هناك خطة دولية تستهدف العرب السنة". تنسيق وصل إلى درجة أن يصرح السفير الأمريكي السابق في العراق كروكر: «كلما كانت تواجهني معضلة لا أجد حلها إلا عندما أجلس مع السفير الإيراني في بغداد»!.

أمريكا وإيران بعد ثورات الربيع العربي

يقول الدكتور أكرم حجازي: "الحقيقة الصارخة التي لا يماري فيها أحد أن إيران سجلت فشلا ذريعا في مواجهة القوى السنية المسلحة، وأن النظامين في سوريا والعراق كانا مرشحان للسقوط لولا التحالف الدولي أو التدخل الروسي". وصدق الدكتور أكرم؛ فأمريكا والتحالف الدولي ساعدوا إيران وحلفائها بشكل مباشر في العراق، وبشكل غير مباشر في سوريا؛ وذلك عن طريق اختراق الولايات المتحدة وحلفائها لبعض الفصائل المسلحة، والتلاعب بها، ثم تحويلها لشبيحة تدافع عن النظام؛ كما حصل مع فصائل الجبهة الجنوبية.

ولم يقف التعاون بين البلدين عند هذا الحد، بل تعداه لبلدان عربية أخرى؛ نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريرا يقول بأنه بعد الدعم العسكري الأمريكي للقوات الإيرانية في العراق وسوريا؛ فإن «اليمن يمكن أن يكون ساحة المعركة القادمة، وأن «الشراكة القلقة بين واشنطن وطهران تمتد الآن إلى اليمن». وختم التقرير بالقول: «إن الولايات المتحدة مستعدة للسماح لإيران بتوسيع نفوذها في المنطقة، وهذا في جزء منه للمساعدة في تأمين صفقة نووية». بعد هذا الاستعراض الموجز للعلاقة بين البلدين هل تغيرت الظروف ووجدت الأسباب التي يمكن تؤدي إلى الحرب بين البلدين؟

فهذا فهمي هويدي، أحد أشد المتحمسين للثورة الإيرانية في السابق، والذي ألف كتابا عنها "إيران من الداخل" تراجع عن رأيه ووصل إلى النتيجة :"إن الدولة القومية فى إيران مستعدة للتفاعل مع الغرب والتقارب مع إسرائيل بأكثر من استعدادها للتفاعل مع العالم العربى"، كما في مقالته "هل تصبح إيران شيطان العرب الأكبر". فالعوامل التي أدت للتعاون في السابق موجودة، وقد انضاف لها عوامل أخرى:

أولا: ثورات الربيع العربي وما رافقها من ارتفاع نسبة الوعي عند الشعوب العربية والإسلامية، والسعي الجاد للخروج من هيمنة الغرب "عدو مشترك".
ثانيا: ازدياد قوة طالبان وقرب سيطرتها على كامل أفغانستان يجعل أمريكا في حاجة لوجود حاجز يفصل بينها وبين العرب السنة.
ثالثا: الطموح الجيوسياسي والنفوذ المتنامي لتركيا في المنطقة وسعيها للعب دور أكبر كل من سوريا، العراق، قطر، ليبيا..
رابعا: أمريكا لن تقتل الدجاجة (إيران) التي تبيض لها ذهبا؛ كما يقول مستشار الرئيس التركي ياسين اقطاي. فبشماعة إيران يحلب ترامب دول الخليج.

في النهاية إيران مسموح لها أن تلعب دورا، لكن يجب أن لا تتخطاه؛ في تصريح لإذاعة الجيش "الإسرائيلي" في 18/2/2006 قال رئيس مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" عوزي دايان: «إيران ليست عدوا لإسرائيل، وأنه لا يجدر بنا تهديد إيران، من وجهة نظرنا إيران ليست عدوا، ولكن علينا التأكد من عدم تمكن إيران من اقتناء أسلحة دمار شامل». الأمر الآخر امتناع ترامب عن استعمال القوة ليس لأن ترامب يجيد "الحلب لا الحرب"؛ فلقد رأينا كيف كان الرد الأمريكي قاسيا عندما حاولت ميليشيات روسية وإيرانية العبور إلى شرق الفرات في سوريا في بداية العام الماضي؛ إنما لأنها تتحرك ضمن المقبول، وغالبا تحركاتها مفيدة لأمريكا
 

مقال لناجح إبراهيم ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظري

أمريكا وإيران.. صراع على حساب العرب

• أمريكا لا تتخذ قرارا إلا إذا كان لمصلحتها أو لمصلحة إسرائيل، وأحيانا تشعر أنها تدور حول المصالح الإسرائيلية أكثر، ولم تتخذ قرارا لمصلحة العرب فى يوم من الأيام.


• كانت العلاقات الأمريكية والإسرائيلية جيدة مع إيران أيام الشاه حتى قامت ثورة الخومينى، واحتل الثوار مقر السفارة الأمريكية وكانوا وقتها فى حالة مراهقة سياسية مزمنة، وحينئذ تدهورت العلاقات إلى أدنى درجة، وحينما احتضنت إيران الفصائل الفلسطينية المناضلة ومنحتها سفارة إسرائيل، وطردت الإسرائيلية من سفارتها تدهورت العلاقات تماما مع إسرائيل.

• أغرت أمريكا وبعض دول الخليج صدام بالحرب مع إيران وخدعوه بأنهم سيقفون وراءه للنهاية فدخل فى حرب عبثية أكلت الأخضر واليابس فى البلدين، وساعد على ذلك الغباء الثورى الإيرانى المراهق بتشجيع شيعة العراق على التمرد والأكراد على الثورة والاستقلال، فى الوقت الذى تمنع وتقمع فيه إيران أكرادها من كسب أى حقوق نالوا أكثر منها فى العراق، هذه الحرب دمرت البلدين وأنهكتهما وساعدت فى اغترار صدام بقوته مما دفعه لغزو الكويت الذى ساهم فى انضاج القرار الأمريكى لغزو العراق وتحطيمه.

• رغم الخلاف الأمريكى الإيرانى الحاد فقد حدث توافق وتفاهم أمريكى إيرانى على أعلى مستوى قبل غزو أفغانستان، وشاركت الميليشيات الشيعية الأفغانية التابعة لإيران فى المساعدة فى احتلال أفغانستان وإنهاء حكم طالبان، وذلك للعداوة التى كانت بين طالبان وإيران وتصرفات طالبان الغبية مع إيران وإعدامها لسبعة من الدبلوماسيين الإيرانيين أو القناصل من المخابرات الإيرانية، وبعد الغزو حصدت إيران مكاسب جمة وأصبح لها نفوذ كبير فى أفغانستان ولها الآن ميليشيات كثيرة تابعة لها، وبعضها يقاتل نيابة عنها فى سوريا.

• رغم الخلاف الأمريكى الإيرانى الظاهر إلا أن أمريكا فى عهد بوش الابن نسقت تنسيقا كاملا مع إيران قبل وأثناء وبعد غزو العراق وشاركت إسرائيل فى هذا التنسيق، بل إن أمريكا أعلمت إيران بقرار الغزو قبل أن تعلم حلفاءها فى الناتو أو الخليج، وقد ساهمت الميليشيات الشيعية العراقية فى غزو العراق ولعبت دورا كبيرا فى ذلك، ثم أهدت أمريكا العراق غنيمة باردة لها، وكانت إيران أذكى بكثير من كل الأطراف فى عهد رافسنجانى الذى يطلق عليه الثعلب والذى ودع المراهقة الإيرانية الثورية التى أضرت إيران بعد ثورة الخومينى، وهذا الذكاء الإيرانى وقتها جعل نفوذها فى العراق أكبر بكثير من أمريكا، بل إن العراق يعد الآن جزءًا من الإمبراطورية الإيرانية متزامنة الأطراف والتى تصل إلى اليمن ولبنان وسوريا والعراق وتطمع فى ضم الخليج إليها، وتنتظر الفرصة السانحة لذلك.

• نسقت إيران مع أمريكا وإسرائيل فى الملف العراقى لمرحلة ما بعد الغزو وخاصة فى قرارات حل حزب البعث العراقى وتسريح الجيش العراقى الذى كان يعد أكبر جيش عربى فى المنطقة، وخدعت أمريكا الخليج وأوهمته أنها تغزو العراق لأمنه واستقراره والحقيقة أنها غزت العراق لمصلحة إسرائيل، ولكن الذكاء الإيرانى استطاع اقتناص العراق من كل من أمريكا وإسرائيل والخليج، ليبتلع الثمرة وحده، وتنتهى العراق وجيشها ومؤسساتها على يد هذا الرباعى، ويتحول إلى دولة فاشلة تسودها الميليشيات وتتحول الميليشيات المذهبية والعنصرية فيها إلى جيش، وهيهات أن تصلح الميليشيات المذهبية والعنصرية أن تكون جيشا وطنيا فولاؤها سيظل للمذهب والعنصر والإمام فى إيران، فولاء معظم الميليشيات العراقية وأحزابها ليس للعراق ولكن لإيران، مثل ولاء حزب الله ليس للبنان فى الأصل والأساس ولكن لإيران وللإمام خامنئى.

• ليس هناك خلاف جذرى بين أمريكا وإيران، ولكن الخلاف الحقيقى هو بين إسرائيل وإيران، فإيران هى الإمبراطورية الوحيدة القوية الآن فى المنطقة والتى تخشاها إسرائيل فى المستقبل وتحذرها، وقد استطاعت إسرائيل استخدام غباء بوش الابن فى إنهاء أسطورة العراق القوية، واليوم لن تجد مثل ترامب ليحقق لها تقزيم إن لم يكن تحطيم إيران، فلم تستطع إسرائيل أن تقنع أوباما بذلك فقد كان عصيا على نتنياهو وغروره.

• أصبحت الإمبراطورية الإيرانية الآن تحاصر إسرائيل من كل ناحية فهى تحتل العراق ولبنان وسوريا واليمن احتلالا كاملا، كما أن لها أنصارها وأشياعها فى الخليج ينتظرون لحظة الانفصال أو تكوين دول تابعة للإمبراطورية الإيرانية، وإسرائيل من الدول التى لا تسمح أن تكون هناك دولة قوية تحاصرها أو أقوى منها فى المنطقة.

• وقد وجدت إسرائيل ضالتها فى ترامب، فاستطاع نتنياهو إقناع أمريكا بخطورة إيران المستقبلية على إسرائيل من جهة والخليج من جهة أخرى، وما لم يستطعه مع أوباما فعله مع ترامب، والثمن الذى سيحصل عليه الأخير هو إعادة انتخابه رئيسا لأمريكا بدعم لا محدود من كل الدوائر الإسرائيلية داخل وخارج أمريكا، أما المكافأة الأخرى التى سيحصل عليها ترامب فهى استغلال الصراع مع إيران لخداع الخليج للمزيد من ابتزازه.

• تحرص أمريكا وإيران على أن يكون صراعها بعيدا عن بلادهما وعن إسرائيل، وأن يكون بدماء وأموال العرب وعلى أرضهم وتحت سمائهم، وليذهب العرب إلى الجحيم، فكلاهما يكره العرب ويبتزه وإيران أقامت امبراطوريتها على حساب العرب، وأمريكا تدعم الامبراطورية الإسرائيلية على حساب العرب.

• أمريكا وإيران تستخدمان معا نظرية «حافة الهاوية» بحيث تدفع كل منهما الأخرى للتفاوض وتقديم أكبر قدر من التنازلات على مائدة المفاوضات، فإيران تعلم أنها لا طاقة لها بالمارد الأمريكى، وأمريكا تعلم أنها لا تستطيع حرب الإمبراطورية الإيرانية وإلا فتحت على جنودها ورعاياها ومصالحها الاقتصادية والعسكرية فى معظم العالم أبواب الجحيم وخاصة فى باكستان وأفغانستان والعراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرالأحمر، فالميليشيات الشيعية التى ترتهن بإشارة طهران موجودة فى كل هذه البلاد وتستطيع أن تحيل حياة الأمريكان فيها إلى جحيم.

• إيران مثل إسرائيل تؤمن بالحرب بالوكالة ولا تحارب على أرضها أبدا، ودائما تنقل الحرب خارج أرضها.

• إيران دولة عقائدية يصعب حصارها فإمبراطوريتها مفتوحة، والخمس يأتى للإمام من ملايين الشيعة خارج إيران أكثر من داخلها، وبعضها يأتى من الخليج نفسه، وهى دولة بذراعين ورأسين، الرئيس والمرشد، الجيش والحرس الثورى، الدولة والإمبراطورية، اقتصاد الدولة واقتصاد «قم» مؤسسات الدولة والميليشيات.

• ويمكن لأى شيعى منفرد موالٍ للإمام أن يقوم بأى عملية انتحارية داخل أمريكا أو خارجها دون استطاعة تحميل إيران المسئولية عن ذلك.

• الخلاصة لا حرب بين إيران وأمريكا ولكنهما فى «حافة الهاوية»، أمريكا تريد تحديدا إرغام إيران على التخلى عن السلاح النووى، وكف يد حزب الله عن إسرائيل نهائيا وتحسين العلاقة مع إسرائيل وأن تظل بعبعا للخليج لا بأس من ذلك لاستمرار ابتزاز الخليج.

• لا يظن أحد من العرب والخليج أن أمريكا تفعل ذلك لمصلحتهم، ولكنها تفعله لمصلحة إسرائيل ودورانا فى فلكها، فلم تدر أمريكا يوما حول مصالح العرب ولكنها تدور دوما حول المصالح الإسرائيلية، ومعظم هذه الإجراءات لتقزيم إيران من جهة وأخذ المزيد من أموال الخليج، لتبقى الإمبراطوريات الأربع الأمريكية، الإسرائيلية، الإيرانية، الروسية تسرح وتمرح وتجول وتصول وتعربد على حساب العرب وتجرى كل صراعاتها على أرضهم وبدمائهم وبأموالهم، ووداعا للعرب لأن أوطانهم أغبى بكثير من إيران وإسرائيل اللذين يعرفان من أين تؤكل الكتف، ولا يعرفون سوى الحنجورى، أما العمل المنظم والتوحد والتآزر فلا مكان له بينهم، وأمجاد يا عرب أمجاد.
 
مقال لحسين أبو عمر ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظري


أمريكا وإيران..زواج كاثوليكي لا زواج متعة

تنويه : يعود تاريخ المقال لـ2017/12/30



"خلال شهر أو أكثر قليلًا، ستكمل إيران بناء سلسلة من الطرق التي تربط بينها والبحر المتوسط، وهذا لم يكن موجودًا إلا في الإمبراطورية الفارسية قبل أكثر من 2300 سنة". آرون ميلر.


بهذه الكلمات أطلّ علينا قبل أيام المستشار السابق في الخارجية الأمريكية آرون ميلر يبشرنا بأن الحلم الإيراني في ابتلاع بلدان عربية أوشك على الاكتمال، وأن الإمبراطورية الفارسية قد عادت بعد غياب لمئات السنين.


ذهب كلام المستشار الأمريكي بخيالي وأفكاري مباشرة إلى كتاب "وجاء دور المجوس" للشيخ محمد سرور – رحمه الله – الذي صدرت الطبعة الأولى منه في العام 1981، والذي يقول فيه: "إنني ألمح منذ سنين رايات سوداء تتحرك من المشرق".


لكن السؤال هل كان لإيران أن تبتلع أية دولة عربية لولا المساعدة الأمريكية؟!


الثورة الإيرانية



قبل الشروع في الإجابة على هذا السؤال نسلط الضوء قليلا على الدور الأمريكي في قيام الثورة الإيرانية.


يقول الشيخ محمد سرور:"ثم جاءت (ثورة الخميني) التي شارك (كارتر) في تصميمها، وساهم جنراله (هويزر) في تنفيذها عندما نجح في تحييد الجيش". يؤيد ما كتبه محمد سرور التصريح السريّ الذي نقلته صحيفة الوطن الكويتية عن سفير لأحدى الدول الأوروبية في بيروت: "إن الولايات المتحدة بالتحديد هي التي طلبت من كبار قادة الجيش وجنرالاته اتخاذ هذا الموقف في اللحظة الأخيرة، وأن الخارجية الأمريكية أبلغت سفيرها في طهران (سوليفان) أن يسعى بالسرعة القصوى لإقناع كبار الجنرالات بعدم الإقدام على أية خطوة تصعيدية وإعلان جانب الحياد في الخصومات السياسية".


ثم جاءت مذكرات "الشاه" لتؤكد كل ما سبق:"فقرأنا في الصحف الصادرة في موسكو: الجنرال (هويزر) يتواجد في العاصمة الإيرانية للتجهيز لانقلاب عسكريّ»، ثم يتابع "الشاه": «وأنا أعرف أن الجنرال (هويزر) كان منذ فترة طويلة على اتصال بمهدي بازركا".


وقد تكللت علاقة "بازركان" بالجنرال "هويزر" بتنصيبه رئيسًا لأول حكومة للدولة الجديدة! ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليحظى شخصٌ يحمل الجنسية الأمريكية – إبراهيم يزدي – بمنصب وزير الخارجية لهذه الحكومة! يعلق على ذلك موسى الموسوي: "وجود شخص أمريكيّ في قلب النظام كان تعبيرًا بليغا عن التعاون الحميم بين الثورة وأمريكا".


وقد ترجم هذا التعاون الحميم بين أمريكا ونظام (الموت لأمريكا) عمليًّا في الفضيحة الشهيرة "إيران كونترا":"نص الاتفاق السريّ بين أمريكا وإيران – التي كانت تخوض حربًا ضد العراق في ذلك الوقت – على تزويد طهران بأسلحة متطورة، تشمل قطع غيار طائرات "فانتوم" وحوالي ثلاثة آلاف صاروخ من طراز "تاو" (TOW) مضاد للدروع وصواريخ «هوك» أرض جو (HAWK) مضاد للطائرات»3.


إن المعطيات السابقة تحيلنا للإجابة على السؤال – آنف الذكر – عن إمكانية إيران في ابتلاع أراضي عربية واستكمالها لمشروع الهلال الشيعي لولا المباركة الأمريكية؟


أمريكا تُمكِّن إيران من ابتلاع بلدان عربية



يقول د.أكرم حجازي في هذا الصدد: "الحقيقة الصارخة التي لا يماري فيها أحد أن إيران سجلت فشلًا ذريعًا في مواجهة القوى السنية المسلحة، وأن النظامين في سوريا والعراق كانا مرشحين للسقوط لولا التحالف الدولي أو التدخل الروسي". في ذات الاتجاه يصب رأي الصحافي والكاتب إياد أبو شقرا؛ حيث يقول:«ولم تتقدم إيران داخل أرض عربية من دون رضًا ضمنيّ أمريكيّ».


هذه الحقيقة – الدعم الأمريكي لإيران لابتلاع بلدان عربية – ليست تحليلات مراقبين فحسب، بل هي حقائق تبرهن عليها التسريبات وتؤكدها الاعترافات. كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن رسالة سرية بعث بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي: "يؤكد فيها المصالح المشتركة بين البلدين في محاربة (تنظيم الدولة)".


أكد على هذا الانسجام والتوافق بين الطرفين نائب الرئيس العراقي سابقًا طارق الهاشمي كاشفًا ماكان يدور خلف الأروقة بقوله: "في الوقت الذي كنا فيه نشتكي للإدارة الأمريكية، حول ما يفعله السفير الإيراني و(فيلق القدس) و(الحرس الثوري) وفرق الموت داخل العراق الذي من المفترض أنه يزعج الأمريكيين، ويشير إلى أن العراق يتجه للوقوع في دائرة النفوذ الإيراني، كان السفير الأمريكي يخرج من مكتبي ليجلس مع السفير الإيراني".


ولم ينحصر التعاون بين البلدين في العراق فقط، بل امتد لبلدان عربية أخرى؛ نشرت مجلة " فورين بوليسي" تقريرًا يقول بأنه بعد الدعم العسكري الأمريكي للقوات الإيرانية في العراق وسوريا؛ فإن اليمن يمكن أن يكون ساحة المعركة القادمة، وأن " الشراكة القلقة بين واشنطن وطهران تمتد الآن إلى اليمن".


وختم التقرير بالقول: "إن الولايات المتحدة مستعدة للسماح لإيران بتوسيع نفوذها في المنطقة، وهذا في جزء منه للمساعدة في تأمين صفقة نووي".


إلى ذات المضمون كان قد أشار رئيس مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي"، عوزي دايان بتصريح لإذاعة الجيش "الإسرائيلي" في 18 فبراير/شباط 2006 "إيران ليست عدوًا لإسرائيل، وأنه لا يجدر بنا تهديد إيران، من وجهة نظرنا إيران ليست عدوًا، ولكن علينا التأكد من عدم تمكن إيران من اقتناء أسلحة دمار شامل".


ختامًا لابد من الإشارة إلى أن العمالة ليست شيئًا نادرًا في تاريخ الباطنية المجوس، بل هي متجذرة في نفوسهم متأصلة في تاريخهم. فلقد وثَّق لنا المؤرخون حالات كثيرة من عمالاتهم وتعاونهم مع أعداء الملة من الغزاة والمحتلين ضد المسلمين بدءًا من ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي وعمالتهم للمغول، ومرورًا بالعبيدين وتعاونهم مع الصليبيين ضد صلاح الدين، ثم تعاون الصفويين مع البرتغال ضد العثمانيين، وكذلك عمالة النصيرية للفرنسيين، ثم الشاه وتبعيته لأمريكا، وانتهاء بعهد الدولة الخمينية الجديدة وتحالفها مع الأمريكي. حقًا إنه زواج كاثوليكيّ لا زواج متعة.
 

تاريخ الهزائم الأمريكية أمام إيران.. لماذا تخشى أمريكا إعلان الحرب؟


1618970827717.png

في تحدي للسيادة الأمريكية على منطقة الخليج العربي تم تفجير ناقلات للنفط في ميناء الفجيرة الإماراتي بالإضافة لضرب الحوثيين لخط أنابيب لنقل النفط في العمق السعودي عبر طائرات مسيرة، وفوجيء الجميع بعدها بترامب يتراجع عن تهديد إيران بالحرب مفضلا الحل الدبلوماسي، فهل تخشي أمريكا من مواجهة إيران، أم أنها لعبة مصالح ليس أكثر؟

قيام الثورة وإشتعال أزمة الرهائن
بعد قيام انتفاضة شعبية ضد نظام الشاه عام 1979، وصل الخميني إلى طهران قادما من فرنسا بعد تفاهمات مع الإدارة الأمريكية بعدم تهديد النظام الإسلامي المحتمل تسلمه للسلطة، للمصالح الأمريكية والمتمثلة في ضمان إستمرار تدفق النفط الإيراني للغرب، وفقا لما جاء في وثائق مسربة عام 2016 من قبل المخابرات الأمريكية.

لكن بعد وصول الخميني للسلطة تحول النظام الإيراني لأشد اعداء أمريكا بعد حصاره للسفارة الأمريكية وأخذ عدد من الرهائن الأمريكان، على إثر استقبال أمريكا للشاه الإيراني بحجة العلاج، كما فشلت عملية مخلب النسر الأمريكية لتحرير الرهائن بعد أن اصطدمت إحدى المروحيات المهاجمة مع طائرة سي 130 وتحطمهما وقتل ثمانية جنود أمريكان. فشل العملية كان بالتزامن مع إجراء الإنتخابات الأمريكية عام 1980، والتي خسرها كارتر لصالح ريجان، الذي إستطاع إستعادة الرهائن بعد وفاة الشاه، وإنتهاء ذريعة احتجاز الرهائن.

89e1e934-9a86-4d54-bc69-957ecf30dd3f.jpeg


إيران تستنزف أمريكا في الشرق الأوسط
بعد إستقالة أحمد حسن البكر من رئاسة العراق عام 1980 وتولي نائبه صدام حسين الموالي لأمريكا في حينها، إشتعلت الحرب بينه وبين إيران على منطقة شط العرب، ودعمت أمريكا وفرنسا صدام بالسلاح، في المقابل قامت إيران عبر أذرعها بتدبير عدد من التفجيرات التي إستهدفت المصالح الأمريكية في الكويت، كما هز تفجيران إنتحاريان مبني قوات المارينز الأمركية والمظلات الفرنسية عام 1983 في لبنان، وأسفرت عن مقتل 241 جندي أمريكي و58 جندي فرنسي، الأمر الذي دفع أمريكا وفرنسا لسحب قواتهم من لبنان عام 1984.

إختطاف الرهائن الغربيين في لبنان
وردا على تسليح فرنسا وأمريكا للعراق بشتي أنواع الأسلحة، قامت مجموعات محسوبة على طهران بين عام 1982 و1992، بإختطاف أكثر من 100 رهينة أجنبية في لبنان، وقاموا بالتفاوض مع الدول الغربية، حيث قدم الإيرانيين عام 1985 عرض لفرنسا بالإفراج عن الرهائن الفرنسيين مقابل الإفراج عن أحد المتهمين من فرنسا، بالإضافة لشراء إيران لسلاح فرنسي، فضلا عن إرجاع مبلغ مليار دولار الخاص بمشروع تخصيب اليورانيوم مع فرنسا إبان حكم الشاه، إلا أن المعارضة اليمينية بقيادة جاك شيراك قد دخلت على خط التفاوض وقدمت عروض أفضل لإيران حال فوزها في الإنتخابات البرلمانية، إلا أن الصدام بين رئيس الوزراء جاك شيراك والرئيس ميتران، منع اليمين من تنفيذ وعوده لإيران، الأمر الذي قابلته الأخيرة بسلسة هجمات في فرنسا للضغط على حكومة شيراك، لتنفيذ وعودها.

إسرائيل وإيران وعلاقات مشبوهة
كانت إسرائيل تراقب تطور الملف النووي العراقي منذ عام 1976 بعد زيارة وفد من العلماء العراقيين لفرنسا لإستكمال الترتيبات لبناء مفاعلين نووين، وبالرغم من إمداد فرنسا للمفاعل العراقي بوقود منخفض التخصيب تجنبا لإستخدامه في إنتاج قنبلة نووية، إلا أن إسرائيل في عام 1981 وقبل تشغيل المفاعلين بيوم واحد، قررت قصف المفاعل الأساسي، بالتوازي مع بدء الحرب العراقية الإيرانية.

وفي ظل تقارب الرؤي الإسرائيلية الإيرانية بسبب الموقف من العراق، عقد إتفاق سري بين إيران وإسرائيل ينص على بيع إسرائيل لإيران أسلحة مقابل إمداد إسرائيل بالنفط الإيراني، إلا أن إسقاط الدفاعات الجوية السوفيتية لطائرة أرجنتينية عام 1981، كانت تستخدم لنقل السلاح الإسرائيلي لإيران، قد كشفت ذلك الإتفاق السري.

فضيحة إيران كونترا
على الجانب الأخر نجحت المفاوضات الإيرانية مع أمريكا عام 1985، في التوصل لعقد صفقة تشتري فيه إيران أسلحة أمريكية، مقابل إطلاق سراح الرهائن الغربيين في لبنان، وكان البيت الأبيض يستخدم أموال الإسلحة المباعة لدعم ثوار الكونترا بنيكارجوا عبر نقل الأسلحة والمال لهم، وبعد تفجر الفضيحة توقفت أمريكا عن بيع الإسلحة لإيران.

حرب ناقلات النفط والمواجهة مع أمريكا
تسببت الحرب العراقية الإيرانية لنتائج كارثية على الطرفين، فقد تم إغراق 250 ناقلة نفط بين عامي (1994-1998)، كما زرع الإيرانيون الألغام في مضيق هرمز وأطلقوا قوارب هجومية ضد كل من الناقلات والسفن الحربية الأميركية، وبالفعل اصطدمت سادس أكبر سفينة في العالم، الناقلة الأميركية (إس إس بريدجستون)، في يوليو 1987 بلغم إيراني وغرقت.

0b68d7ac-1010-43a8-8b69-fc5a6057eea9.jpeg


وجاء الرد الأمريكي سريعا عام 1987 فدمرت السفن الحربية الأمريكية رصيفين بتروليين عائمين تابعين لإيران وعندما تعرضت لها السفن الإيرانية أغرقت البحرية الأمريكية 3 مدمرات وأصابت فرقاطتين إيرانيتين أخريين، فضلا عن إسقاط أمريكا لطائرة ركاب مدنية إيرانية مما أدي لمقتل 300 راكب، كما غضت أمريكا الطرف عن تهديد صدام بإستهداف طهران بصواريخ سكود ذات رؤؤس كيميائية، فإضطرت إيران لوقف إطلاق النار خوفا من هيروشيما أخري تدمر طهران.

إيران تنقل الحرب لخارج الشرق الأوسط
بعد سلسلة التفجيرات في العاصمة الفرنسية باريس عام 1986، تم حصار السفارة الإيرانية في باريس عام 1987 لمحاولة القبض على أحد المشتبه بهم في التفجيرات، وإنقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن العلاقات عادت في العام التالي مع الإفراج عن الرهائن الفرنسيين في لبنان، لكن في يوليو 1991 تم اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الإيراني شهبور بختيار في الضاحية الباريسية سورين، حيث كان لاجئا في فرنسا منذ الإطاحة بالشاه العام 1979، بعد أن رفضت فرنسا طرد المعارضة الإيرانية من أراضيها.

كما قامت جماعات قريبة من إيران بتفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين عام 1992، ثم مركز الرابطة اليهودية عام 1994، كرد على اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله عباس الموسوي بجنوب لبنان عام 1992، إلا أن اختيار الأرجنتين جاء ردا على تراجع حكومة بيونس أيرس عن الوفاء بتعهداتها لبيع معدات نووية مدنية لإيران تحت ضغوط امريكية. كما قدمت إيران الدعم اللوجيستي والعسكري لحركة حماس أثناء حروبها مع إسرائيل في 2008 و2012 و2014، الأمر الذي ساهم في فشل إسرائيل في إجتياح القطاع، في إطار لعبة توازنات القوي في المنطقة.

هددت إيران بمنع خروج النفط من الخليج، وقامت بتنفيذ عمليتين نوعيتين في الفجيرة والعمق السعودي عبر أذرعها العسكرية، الأمر الذي أعاد للأذهان ذكريات الثمانينيات المؤلمة وقتلي المارينز في لبنان​

أمريكا تحاصر إيران
لم ترضخ إيران للعقوبات الأمريكية عليها، والتي منعتها من بيع الغاز لباكستان والهند عام 1995، كما فشلت القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج من تهميش النفوذ الإيراني في دول مثل البحرين والعراق، وبعد احتلال أفغانستان عام 2001، قامت إيران بتقديم الدعم العسكري لطالبان بالإشتراك مع روسيا، بهدف طرد التواجد الأمريكي الرامي لمد خطوط غاز من وسط أسيا لباكستان والهند، مقابل منع إيران من بيع غازها لهما.

وفشل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 في تهديد العمق الإستراتيجي لإيران بسبب المقاومة السنية المسلحة للوجود الأمريكي في العراق، فضلا عن تكوين ميلشيات شيعية تابعة لإيران لحماية مصالحها في العراق، كما فشل ظهور حزب كردي مدعوم من الغرب في شمال إيران عام 2004 في تهديد العمق الإيراني.

كما قامت أمريكا بزيادة التعاون الإقتصادي والعسكري مع أذربيجان الواقعة على حدود إيران الشمالية، في إطار محاولات لنقل غاز بحر قزوين لأوروبا دون المرور بإيران، إلا أن فشل كل المحاولات لنقل الغاز لأوروبا، إضطر الغرب عام 2015 لعقد اتفاق ينص على إلى وقف إيران لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاما، مقابل إدماج إيران في مشروع القرن الهادف لتوريد الغاز من وسط أسيا لاوروبا عبر إيران، بالتوازي مع غض طرف أمريكا عن استيلاء الحوثيون على السلطة في اليمن.

ترامب وحصار إيران
ترامب كان يرى أن تحالفات إيران مع الصين وروسيا تهدد المصالح الأمريكية، لذلك إنسحب من الاتفاق النووي وأعاد العقوبات على طهران ومنعها من بيع نفطها للصين. كما دعم ترامب خطة إنعاش الإقتصاد عبر إجبار الصين على زيادة مشترياتها من الغاز الأمريكي لتقليل العجز في الميزان التجاري، لكسر التحالف الإقتصادي بين الصين وروسيا وإيران.

كما عرض على حركة طالبان الانسحاب من أفغانستان مقابل السماح للشركات الأمريكية بتمديد خط الغاز التركمانية عبر مناطق نفوذها وصولا لباكستان، بما يمنع إيران من تنفيذ مشاريعها لنقل الغاز شرقا.

هل تجرؤ أمريكا على محاربة إيران؟
بالمقابل هددت إيران بمنع خروج النفط من الخليج، وقامت بتنفيذ عمليتين نوعيتين في الفجيرة والعمق السعودي عبر أذرعها العسكرية، الأمر الذي أعاد للأذهان ذكريات الثمانينيات المؤلمة وقتلي المارينز في لبنان، كما أن إيران اليوم مستعدة بصواريخ باليستية وبمنظومة دفاع (اس 300) الروسية، فهل يتحمل البنتاجون فيتنام اخرى؟ وكيف سيخرج ترامب من ذلك المأزق السياسي الذي وضع نفسه فيه؟

المصدر
 
عودة
أعلى