أحدث طائرة روسية بدون رأس حربي تستهدف الدفاع الجوي الأوكراني

[عبدالله أسحاق]

أفادت مصادر أوكرانية أن القوات المسلحة الروسية تنشر الآن مركبة جوية بدون طيار جديدة تفتقر إلى رأس حربي. هذه الطائرة بدون طيار المصنوعة من الرغوة والمجهزة بكاميرا تحتوي أيضًا على بطاقة SIM أوكرانية. تم رصد هذه الطائرة بدون طيار لأول مرة بالقرب من كييف في السادس والعشرين من الشهر الماضي وحصلت على لقب "الأخت الصغيرة لـ Geran-2 [Shahed]".

يتكهن الخبراء الأوكرانيون بأن Gerbera تعمل في المقام الأول كطعم للدفاعات الجوية الأوكرانية. على الرغم من أنها لا تحمل رأسًا حربيًا، إلا أن بعض الخبراء يشيرون إلى أنها قد تكون مزودة برأس حربي صغير. تسمح الكاميرا المدمجة بها، إلى جانب بطاقة SIM الأوكرانية، بنقل اللقطات الملتقطة في الوقت الفعلي إلى الوحدات الروسية. من خلال التقاط مواقع أنظمة مضادة للطائرات مثل Patriot، أو عن طريق إغراء هذه الأنظمة بالاشتباك معها، تساعد الطائرة بدون طيار في تحديد مواقع أنظمة العدو واستنزاف ذخيرتها.

من حيث التصميم، تشترك جيربيرا في العديد من أوجه التشابه مع طائرة شاهد 136 الإيرانية بدون طيار ونظيرتها الروسية جيران 2. تعمل أجنحتها الممتدة على شكل دلتا على تعزيز الاستقرار والديناميكا الهوائية أثناء الطيران، وتقع الكاميرا في مقدمة الطائرة بدون طيار. تشير الصور المشتركة على Telegram إلى أنها أطلقت من قاذفة صغيرة أرضية. ومع ذلك، تظل التفاصيل حول مدى الطائرة بدون طيار غير معلنة.

الرغوة والأسلاك

أوضح خبير الطائرات بدون طيار في المملكة المتحدة ستيف رايت للصحفيين أن الصور المنتشرة لطائرة جيربيرا بدون طيار تكشف عن مكونات رغوية مقطوعة بقواطع أسلاك ساخنة، مما يتيح إنتاجًا سريعًا وفعّالاً من حيث التكلفة باستخدام أدوات بسيطة.

لاحظ رايت أن أسطح التحكم مدهونة بالزيت على كل من الجناحين، مما يعزز القدرة على المناورة بأقل قدر من الأجزاء. ووصف الأنظمة الداخلية بأنها التشابك المألوف للمكونات التي تُرى في الأجهزة المرتجلة، مما يعكس براعة استخدام الأجزاء المتاحة. وفقًا للمصادر، فإن التكلفة المنخفضة لطائرة جيربيرا بدون طيار ومداها الطويل نسبيًا يشير إلى أنه يمكن نشرها على نطاق أوسع في الصراع.

يرى رايت أن هذه الطائرة الروسية الجديدة بدون طيار هي مركبة جوية بدون طيار متطورة، وإن لم تكن رائدة، ومصممة للإنتاج الضخم بتكلفة منخفضة. وعلى الرغم من بساطتها، يحذر رايت من أن مثل هذه الطائرات بدون طيار غير المكلفة تشكل تهديدًا كبيرًا لأوكرانيا.

الدفاع الجوي الأوكراني

تلقت أوكرانيا نظام الدفاع الصاروخي باتريوت من الولايات المتحدة. تم تصميم نظام باتريوت للكشف عن الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والطائرات المتقدمة القادمة وتتبعها والاشتباك معها. والغرض الأساسي منه هو توفير درع قوي ضد التهديدات الجوية، وتعزيز قدرة أوكرانيا على حماية البنية التحتية الحيوية والمناطق المدنية من الهجمات الصاروخية.

نظام دفاع جوي مهم آخر تم توفيره لأوكرانيا هو NASAMS [نظام الصواريخ الأرضية-الجو المتقدم الوطني]. تم تطوير NASAMS من قبل شركة Kongsberg Defence & Aerospace النرويجية وRaytheon Technologies، وهو فعال للغاية ضد مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والمروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة. كما تم تسليم نظام IRIS-T SLM [نظام متوسط المدى يطلق من السطح] من ألمانيا إلى أوكرانيا. يعتمد هذا النظام على صاروخ جو-جو IRIS-T وهو معدّل للإطلاق من الأرض. وهو مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ والطائرات والطائرات بدون طيار القادمة على مسافات متوسطة.

كما تلقت أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي المحمولة من طراز Stinger [MANPADS] من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي. صواريخ Stinger هي صواريخ تطلق من على الكتف وهي فعالة للغاية ضد الطائرات والمروحيات التي تحلق على ارتفاع منخفض. أما أنظمة الدفاع الجوي S-300، وهي أنظمة صواريخ أرض-جو بعيدة المدى صممها السوفييت في الأصل، فهي قادرة على استهداف الطائرات والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية.