الفرق بين الخليفة والملك

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,796
-أخرج ابن سعد في الطبقات أنَّ عُمر بن الخطاب قال لسلمان رضي الله عنهما: أمَلِكٌ أنا أم خليفة؟

فقال له سلمان: إن أنت جبـيت من أرض المسلمين درهما أو أقلَّ أو أكثر، ثم وضعته في غير حقه، فأنت ملك غير خليفة! فاستَعبَرَ (بَكى) عُمر.


- وعن عمر رضي الله عنه أنه قال:والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك!فإن كنت ملِكاً فهذا أمر عظيم!

قال قائل: يا أمير المؤمنين! إنَّ بينهما فرقاً.
قال عمر : ما هو؟
قال:الخليفة لا يأخذ إلا حقاً، ولا يضعه إلا في حق، وأنت بحمد الله كذلك، والملك يعْسِف الناس فيأخذ من هذا ويعطي هذا.




-وعن رجل من بني أسد أنه شهد عمر بن الخطاب سأل أصحابه وفيهم طلحة وسلمان والزبير وكعب فقال: إني سائلكم عن شيء فإياكم أن تكذبوني فتهلكوني وتهلكوا أنفسكم، أنشدكم بالله! أخليفة أنا أم ملك؟

فقال طلحة والزبير: إنك لتسألنا عن أمر ما نعرفه، ما ندري ما الخليفة من الملك،

فقال سلمان يشهد بلحمه ودمه: إنك خليفة ولست بملك،

فقال عمر إن تقل فقد كنت تدخل فتجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال سلمان: وذلك أنك تعدل في الرعية وتقسم بينهم بالسوية وتشفق عليهم شفقة الرجل على أهله وتقضي بكتاب الله،

فقال كعب: ما كنت أحسب أن في المجلس أحداً يعرف الخليفة من الملك غيري ولكن الله ملأ سلمان حكماً وعلماً.



 
التعديل الأخير:

وقد مايز ابن خلدون بين الخلافة والملك في كتابه المقدمة ممايزة من دخل السياسة وعاش أحوالها وأهوالها وانقطع في آخر حياته للكتابة والتأليف حيث قال

« لما كانت حقيقة الملك أنه الاجتماع الضروري للبشر، ومقتضاه التغلب والقهر، اللذان هما من آثار الغضب والحيوانية، كانت أحكام صاحبه في الغالب جائرة عن الحق، مجحفة بمن تحت يده من الخلق في أحوال دنياهم، لحمله إياهم في الغالب على ما ليس في طوقهم من أغراضه وشهواته » مقدمة ابن خلدون ص 177



والخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسية الدنيا به» مقدمة ابن خلدون ص 178
 
التعديل الأخير:


الفرق بين الخلافة الراشدة وملك معاوية
============



فالفرق الرئيس بين الخلافة الراشدة، وبين ملك معاوية-رضي الله عنه-أن الخلافة الراشدة كان تنصيب الخليفة فيها اختيارا واجتماعا، وتنصيبه في زمن معاوية كان مغالبة بالتوريث.


قال ابن خلدون-رحمه الله-في تاريخه: الخلافة لعهده أي عهد معاوية كانت مغالبة، لأجل ما قدمناه من العصبية التي حدثت لعصره، وأما قبل ذلك كانت اختيارا واجتماعا. انتهى.

وأما معاني الخلافة، ومقاصدها فقد بقيت في زمان معاوية رضي الله عنه، وإن كانت خلافة الأربعة أكمل من ملكه بلا شك، بل إن خلافة أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما-أكمل ممن جاء بعدهما.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في جامع المسائل: وجرى بعد موت معاوية من الفتن، والفرقة، والاختلاف ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-حيث قال: سيكون نبوّة ورحمة، ثم يكون خلافةُ نبوةٍ ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم يكون ملك عضوض.


فكانت نبوّةُ النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-نبوّة، ورحمة، وكانت خلافةُ الخلفاء الراشدين خلافةَ نبوّةٍ، ورحمة، وكانت إمارةُ معاوية مُلكًا ورحمة، وبعده وقع مُلكٌ عَضُوض. انتهى.



وقال أيضا شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وَمَعَ هَذَا فَلِكُلِّ خَلِيفَةٍ مَرْتَبَةٌ. فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ لَا يُوَازِنُهُمَا أَحَدٌ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ . انتهى.


وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 36833، 52235.


 
التعديل الأخير:

الترادف بين ألفاظ: الإمام والخليفة وأمير المؤمنين



والذي يبدو من استعراض الأحاديث الواردة في باب الخلافة والإمامة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين الذين رووها لم يفرقوا بين لفظ خليفة وإمام، ومن بعد تولية عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أضافوا إليها لفظ: أمير المؤمنين - وإلى ذلك ذهب العلماء فجعلوها من الكلمات المترادفة المؤدية إلى معنى واحد فيقول النووي: (يجوز أن يقال للإمام: الخليفة، والإمام، وأمير المؤمنين) .


ويقول ابن خلدون: (وإذ قد بيَّنَّا حقيقة هذا المنصب وأنه نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا به تسمى خلافة وإمامة والقائم به خليفة وإمام) اهـ. ، ويعرف ابن منظور الخلافة بأنها الإمارة .


وإلى ذلك ذهب الأستاذ محمد نجيب المطيعي في تكملته (للمجموع) للنووي حيث قال: (الإمامة والخلافة وإمرة المؤمنين مترادفة) وكذلك الأستاذ محمد رشيد رضا ،


ويفسر الشيخ أبو زهرة الترادف بين لفظي الخلافة والإمامة بقوله: (المذاهب السياسية كلها تدور حول الخلافة وهي الإمامة الكبرى، وسميت خلافة لأن الذي يتولاها ويكون الحاكم الأعظم للمسلمين يخلف النبي -صلى الله عليه وسلم - في إدارة شؤونهم، وتسمى إمامة: لأن الخليفة كان يسمى إمامًا، ولأن طاعته واجبة، ولأن الناس كانوا يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم الصلاة) أي يأتمون به، وقد كان الخلفاء هم الذين يتولون إمامة الصلاة خاصة الجمع والأعياد لكن لما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، وضعفت الناحية العلمية عند الخلفاء، أخذوا ينيبون عنهم من يقومون مقامهم في إمامة الصلاة، وخطب الجمع والأعياد.


كما يفسر الأستاذ محمد المبارك رحمه الله سبب اختيار هذه الألفاظ (الإمام، والخليفة، وأمير المؤمنين) بأنه: ابتعاد بالمفهوم الإسلامي للدولة ورياستها عن النظام الملكي بمفهومه القديم عند الأمم الأخرى من الفرس والرومان المختلف اختلافًا أساسيًا عن المفهوم الإسلامي الجديد) .


هذا وقد كان الخلفاء الأُوَّل يلقبون بالخلفاء كما يلقبون بالأئمة، ومنذ خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه استعمل المسلمون لقب (أمير المؤمنين) فيذكر ابن سعد في طبقاته: أنه لما مات أبو بكر رضي الله تعالى عنه وكان يُدْعَى خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل لعمر: خليفة خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال المسلمون: من جاء بعد عمر قيل له: خليفة خليفة خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطول هذا، ولكن اجتمعوا على اسم تدعون به الخليفة، يدعى به من بعده من الخلفاء، قال بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نحن المؤمنون وعمر أميرنا، فدعي عمر (أمير المؤمنين) فهو أول من سمي بذلك .


وروي أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم رضي الله عنهما لما قدما من المدينة، قالا لعمرو بن العاص: استأذن لنا يا عمرو أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه، فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير، ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من يومئذ . وقيل في سببها غير ذلك

أما لفظ الأمير بإطلاق فقد كان مستعملاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن لم يكن مقصورًا على الخليفة، وإنما يسمى به أمراء الجيوش والأقاليم والمدن ونحو ذلك، وقد ورد في الحديث: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني)) .

https://dorar.net/aqadia/3992/المبحث-الرابع:-الترادف-بين-ألفاظ:-الإمام-والخليفة-وأمير-المؤمنين

 
التعديل الأخير:


المبحث الخامس: استعمالات لفظي الخلافة والإمامة


ومن الملاحظ أن لفظ (الإمامة) يغلب استعماله عادة عند أهل السنة في مباحثهم العقدية والفقهية، بينما الغالب استعمالهم لفظ (الخلافة) في كتاباتهم التاريخية، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن هذه المباحث - خاصة العقدية - قد كتبت للرد في هذا الباب على الشيعة والخوارج.



https://dorar.net/aqadia/3994/المبحث-الخامس:-استعمالات-لفظي-الخلافة-والإمامة
 
التعديل الأخير:
ارى والله اعلم ان الخليفه من خلف رسول الله (ص) وهو ابو بكر الصديق فقط
اما عمر اشغله اللقب اهو ملك ام خليفه
وعمر اكبر من هذا الامر وما يشغله احوال الرعيه والولاة في الامصار واقامه العدل وادارة الدوله هي من كان يشغله
وعمر ليس خليفه بل اميرا للمؤمنين الى عهد يزيد بن معاويه،
اما لقب ملك فلا اوافقكم فيما سبق من كلام لانه يخالف قول الله وقول الرسول
فسليمان طلب من الله ان يعطيه ملك لم يكن لاحد من قبله ولا بعدة وكان ملك على الانس والجن والطير والحيوان وله الريح ...الخ
الملك سليمان نبي ورسول افتطبف عليه ماذكر اعلاة عن لقب الملك؟؟
اما الرسول (ص) عندما اوذو صحابته من قريش امرهم ان يذهبو الى الحبشه حيث هناك ملك لايضلم عندة احد (النجاشي) وقد صلى السول عية صلاة الغائب عند وفاته
اذا كيف نجمع بوصفكم عن الملك ووصف رسول الله عنه؟؟
واخيرا ارى ان الرئيس هو المتغلب الضالم الفاسد ووو....الخ ولنا في الدول العربيه الدليل وعشتم الواقع
وشكرا
 

لفظ (الإمام) في الكتاب والسنة


هذا وقد ورد لفظ (الإمام) في القرآن الكريم بصيغة الإفراد في عدة مواضع منها قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [ البقرة: 124]. والمعنى: (أني مُصَيِّرُك للناس إمامًا يؤتم به، ويقتدى به) (1) .


كما ورد في قوله تعالى حكاية عن دعاء المؤمنين: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان: 74] أي: (أئمة يقتدي بنا من بعدنا) (2) وقال البخاري: (أئمة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدي بنا من بعدنا) (3) .


وورد اللفظ بصيغة الجمع في قوله تعالى: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا [ الأنبياء: 73]. أي: (أئمة يؤتم بهم في الخير في طاعة الله في اتباع أمره ونهيه، ويقتدى بهم، ويتبعون عليه) (4) .


وفي قوله تعالى: وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [القصص: 5] أي: ولاة وملوكًا (5) .


كما ورد اللفظ بمعنى: من يؤتم بهم في الشر. فقال تعالى: فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ [التوبة: 12] أي: (رؤساء الكفر بالله) (6) وقوله: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ [القصص: 41] أي: (جعلنا فرعون وقومه أئمة يأتم بهم أهل العتو على الله والكفر به) (7) . لكن إذا أطلق لفظ (الإمام) فإنه لا ينصرف إلى أئمة الباطل، لأنه ورد ذكرهم في القرآن بهذه الكلمة مقيدة. كما في هذه الآيات.


وورد اللفظ أيضًا في مواطن كثيرة من الحديث النبوي الشريف منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإمام الأعظم الذي على الناس راع، وهو مسؤول عن رعيته..)) الحديث (8) . وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الأئمة من قريش)) (9) . والمراد: الحاكم أو الخليفة.


إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.


وهكذا أخذت الإمامة معناً اصطلاحيًا إسلاميًا، فقصد بالإمام: خليفة المسلمين وحاكمهم، وتوصف الإمامة أحيانًا بالإمامة العظمى أو الكبرى تمييزًا لها عن الإمامة في الصلاة، على أن الإمامة إذا أطلقت فإنها توجه إلى الإمامة الكبرى أو العامة، كما أوضح ذلك ابن حزم رحمه الله (10) . (11)

 
جميل ?
 
عودة
أعلى