الجيش المصري: التكوين وخرائط الانتشار

last-one

طاقم الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
إنضم
11/12/18
المشاركات
24,447
التفاعلات
58,040
egypt-army-flag.jpg



تنتشر الوحدات والتشكيلات العسكرية التابعة للجيش داخل حدود الدولة علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، لتأمينها من أي تهديد محتمل، وعندما يكون هناك اتجاه استراتيجي بعينه داخل الدولة من ناحيته تهدد الدولة بخطر أكبر كوجود عداوة بين الدولة والدولة التي تجاورها من تلك الحدود، يقوم جيش الدولة في تلك الحالة بنشر مكثف لقواته العسكرية في ذلك الاتجاه وذلك حفاظاً على الأمن القومي للدولة .

وتوزيع الجيوش والمناطق العسكرية داخل حدود الدولة يجد تعريفه في العقيدة العسكرية تحت محور “العقيدة البيئية” وهي ثاني أنواع العقيدة العسكرية على المستوى العملياتي، وهي عبارة عن المبادئ الأساسية التي تنتهجها الوحدات الرئيسية للقوات المسلحة، لتوجيه جميع نشاطاتها العسكرية المختلفة لتحقيق الأهداف المرسومة لها. وتعد العقيدة البيئية مكملة للعقيدة الأساسية التي توجه مستخدميها إلى الأهداف العسكرية والوطنية التي ينشدونها، وهي التي تربط بين العقيدة في أعلى مستوياتها (الاستراتيجي) وأدنى مستوياتها (التعبوي) .

أما انتشار التشكيلات العسكرية داخل حدود الدولة فيكون طبقاً للعقيدة التنظيمية للجيوش وهي المبادئ الأساسية التي تتبعها التشكيلات المختلفة في أي قوة عسكرية لغرض القيام بواجباتها وإنجاز المهام المنوطة بها كجزء من القوات المسلحة، وتدخل العقيدة التنظيمية في إطار المستوى التعبوي للعقيدة العسكرية. وهي أكثر أنواع العقائد العسكرية تفصيلاً: فهي توضح المهام والأدوار ومبادئ الاستخدام لكل نشاط عسكري، وتتدرج في تفاصيلها إلى الطرق والأساليب والإجراءات الخاصة باستخدام أي تشكيل معين. ويتميز هذا المستوى من العقيدة العسكرية أيضاً بخصائص تكسبه طابعاً يميزه عن الأنواع الأخرى؛ ومن هذه الخصائص أنه أضيق أنواع العقيدة العسكرية إطاراً مقارنة بالمستويين الآخرين، وكذلك فهو أكثر أنواع العقيدة العسكرية تغيراً، نظرا لتأثرها الكبير والمباشر بالتطورات التقنية والخبرات والتجارب الفعلية والتدريبية المستمرة·

وفي إطار هذه الاعتبارات سيتم تناول الموضوع وفق المحاور التالية:

أولاً: الجيوش العسكرية:
  • الجيش الثاني الميداني
  • الجيش الثالث الميداني
ثانياً: المناطق العسكرية:
  • المنطقة المركزية العسكرية
  • المنطقة الشمالية العسكرية
  • المنطقة الغربية العسكرية
  • المنطقة الجنوبية العسكرية
ثالثاً: الوحدات الخاصة في الجيش المصري
  • وحدات الصاعقة والمظلات
  • الصاعقة البحرية والضفادع البشرية
  • الوحدات الخاصة
  • المخابرات الحربية
  • قوات التدخل السريع
  • حرس الحدود
رابعاً: القواعد الجوية والمطارات العسكرية
خامساً: القواعد البحرية المصرية
سادساً: الرؤية العسكرية في توزيع تشكيلات الجيش المصري

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-1.png


أولاً: الجيوش العسكرية التابعة للجيش المصري :
تشترك مصر بحدود من الغرب مع ليبيا على امتداد خطي بطول 1115 كم، ويحدها من الجنوب دولة السودان بحدود تصل طولها إلى 1280 كم. ويحدها من الشمال الشرقي فلسطين المحتلة “إسرائيل” بطول 265 كم والتي خاضت مصر معها خلال العقود السبع الماضية (1948 ـ 2018) أربعة حروب.

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-2.png


ويحد الدولة المصرية شرقا البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 1941 كم، ومن ناحية الشمال يحدها البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم.

يتكون الجيش المصري من جيشين ميدانيين وأربعة مناطق عسكرية، وتتواجد داخل الجيش أربعة أفرع رئيسية، هي “القوات البرية، القوات الجوية، القوات البحرية، قوات دفاع جوي” والجيش المصري تبلغ عدد قواته الرئيسية إلى 454.3 ألف ضابط وصف وجندي، بالإضافة إلى 875 ألف احتياطي.

ويوضح الجدول التالي تمركزات الجيوش والمناطق العسكرية.

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-3.png


1-الجيش الثاني الميداني:
يتواجد المقر الرئيسي لقيادة الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعلية في نطاق الاتجاه الشمال الشرقي للدولة المصرية، وتتمثل مهمة الجيش الثاني الميداني في تأمين الجزء الشمالي لمنطقة قناة السويس محافظة الإسماعلية ومحافظة بورسعيد، وعينت مسئولية محافظة شمال سيناء للجيش الثاني والثالث الميداني، وكانت سابقاً مسئولية محافظة شمال سيناء تتبع عمل قوات الجيش الثاني الميداني، ونظراً لما تشهده محافظة شمال سيناء من صراعات ومواجهات بين قوات الجيش المصري وبعض الجماعات المسلحة المتواجدة بنطاق المحافظة تم استحداث قيادة جديدة وسميت باسم “القيادة الموحدة” عام 2015م، ومن ذلك الحين أصبحت محافظة شمال سيناء منطقة عمليات للجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني، ويقود المنطقة الموحدة الآن اللواء أركان حرب محمد المصري.

ويتكون الجيش الثاني الميداني من:

  • عدد 3 فرق مشاه ميكانيكي
  • عدد 2 لواء مدفعية متوسطة المدي ومدفعية طويلة المدي
  • لواء مشاه ميكانيكي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”.
  • الفرقة 6 مدرعة ومقرها بمحافظة المنصورة وتتكون من الألوية (15 و25) مدرع، ولواء 1 مشاه ميكانيكي+ لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 7 مشاه ميكانيكي وتتكون من الألوية (2 و11) مشاه ميكانيكي + لواء مدرع + لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 16 مشاه ميكانيكي وتتكون من الألوية (3 و16) مشاه ميكانيكي +لواء 57 مدرع +لواء 41 مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 18 مشاه ميكانيكي وتتكون من الألوية (134 و136) مشاه ميكانيكي +لواء 55 مدرع +لواء مدفعية متوسطة المدي، لواء 135 مشاة ميكانيكي (قوة تأمين بورسعيد ويتواجد شرق التفريعة).
  • عدد 3 لواء مهندسين (كباري وإنشاءات ومياه)، عدد 2 لواء مدفعية طويل ووسط المدي.
وتقوم البحرية المصرية بنشر قطع حربية في المياه الإقليمية التابعة للدولة المصرية بنطاق محافظة بورسعيد ومحافظة الإسماعلية لحماية الحدود المصرية المائية، وفي نطاق المنطقة الشرقية توجد العديد من القواعد الجوية.

2-الجيش الثالث الميداني:
يتواجد المقر الرئيسي لقيادة الجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس في الاتجاه الاستراتيجي الشرقي للدولة المصرية، تتمثل مهمة الجيش الثالث في تأمين المنشآت الداخلية في المنطقة الواقعة من الكيلو 61 طريق مصر السويس الصحراوي وحتى خط الحدود الدولية بطول 260 كيلو متر إضافة إلى 400 كيلو متر في المنطقة الواقعة من رأس محمد وحتى العوجه على الحدود مع إسرائيل إضافة إلى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر وتأمين كافة الأهداف الاقتصادية والسياحية في نطاق المنطقة. بالإضافة لتأمين المنشآت العسكرية ومناطق اقتصادية في بلاعيم وأبو رديس والمشاركة المجتمعية في محافظة السويس. ويؤمن الجيش الثالث الميداني نحو 52 كيلو متر من قناة السويس، إلى جانب التأمين الداخلي للمجرى الملاحي نفسه بالتنسيق مع الجيش الثاني الميداني والقوات البحرية من خلال مركز قيادة موحد.

يتكون الجيش الثالث الميداني من عدة فرق ولواءات وذلك على النحو التالي:

  • فرقة مشاة + فرقة مشاة ميكانيكي +فرقة مدرعة
  • لواء مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة الجيش”.
  • الفرقة 4 مدرعة وتتكون من الألوية 2 مدرع + لواء مدرع +لواء 188 مدفعية متوسطة المدي
  • الفرقة 19 مشاة وتتكون من الألوية (7 و313) مشاة + لواء مدرع + لواء 69 مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 23 مشاة ميكانيكي وتتكون من 2 لواء مش ميكا + لواء 159 مدرع + لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • لواء 11 مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة الجيش”، لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة الجيش”.
وبعد انقلاب السيسي استند في عملياته العسكرية ضد التمرد المسلح في سيناء إلى شراكته الاستراتيجية والأمنية مع إسرائيل، والتي أعطت الضوء الأخضر لقوات الجيش المصري لتنتشر في مناطق واسعة داخل شمال سيناء “المنطقة (ب)، والمنطقة (ج)”، لكي تتمكن من مواجهة الجماعات المسلحة بالسلاح الثقيل والمدرعات والطلعات الجوية. وقد جاءت تلك العمليات العسكرية على عكس ما ينص عليه الملحق الأمني من “اتفاقية كامب ديفيد”. ومن ثم، أصبحت مواجهة الجماعات المسلحة في سيناء من أهم الملفات الأمنية بين البلدين. فقد أصبحت إسرائيل تتعاون مع مصر، من خلال قيامها بطلعات جوية استخباراتية للكشف عن بؤر المسلحين، وطلعات جوية أخرى تستهدف المسلحين، وقامت إسرائيل في أكثر من مرة بتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف متواجدة داخل الأراضي المصرية في محافظة شمال سيناء.

وتقوم البحرية المصرية بنشر قطع حربية في المياه الإقليمية التابعة للدولة المصرية بتلك المناطق، حيث تنتشر البحرية المصرية في المياه المصرية المطلة على محافظة السويس ومدينة العريش وأيضا تقوم البحرية، في النطاق المائي لتلك المناطق، بتأمين المجري المائي لقناة السويس.

ثانياً: المناطق العسكرية:
1-المنطقة المركزية العسكرية:
نطاق عمل قوات وتشكيلات المنطقة المركزية العسكرية تقع في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، وتمتد إلى محافظات الغربية والشرقية والفيوم وبني سويف. ويوجد للمنطقة المركزية العسكرية عدة مقرات رئيسية في عدة مناطق، تتوزع كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-4.png


القوات التابعة للمنطقة المركزية العسكرية تتكون مما يلي:
  • الفرقة 2 مشاة ميكانيكي وهي متواجدة بمنطقة الهايكستب شمال شرقي القاهرة وتتكون من الألوية (120 و4) مش ميكا + لواء 56 مدرع + لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 9 مدرعة وهي تتواجد بدهشور جنوب غربي الجيزة وتتكون من الألوية (71 و72) مدرع + لواء 90 مشاه ميكانيكي + لواء 44 مدفعية متوسطة المدي.
  • لواء مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة” وعدد 2 لواء مهندسين عسكريين (إنشاءات ومياه)
  • عدد 2 لواء مدفعية طويلة المدي، الكتيبة 9 استطلاع خلف خطوط العدو، الكتيبة 10 استطلاع جوى/ دون طيار.
يتواجد أيضاً بنطاق المنطقة المركزية قوات لسلاح الحرس الجمهوري وهو سلاح مستقل يختص بحماية الرئيس والقصور الرئاسية، والمقر الرئيسي لسلاح الحرس الجمهوري يقع في منطقة مصر الجديدة. وتتولى تلك القوات تأمين المقار الرئاسية حالياً كقصر الاتحادية وقصر القبة وقصر عابدين وقصر الطاهرة، ويمتلك الحرس الجمهوري قوة مدرعة ذات شأن، تتكون من لواءين مدرعين، وقائد الحرس الجمهوري حالياً هو الفريق محمد زكي الذي تم ترقيته من قبل السيسي في 18 يناير 2017م.

وتنتشر أيضا بمحافظة القاهرة والجيزة تمركزات لقوات التدخل السريع التي أنشأها السيسي في مارس 2014م، قبيل ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهي من تقوم بمواجهة التظاهرات، وكان أول ظهور بشكل مكثف لتلك القوات في نوفمبر 2016م، حيث انتشرت بشكل مكثف في ميادين محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وذلك لمواجهة ما قيل عنها تظاهرات “ثورة الغلابة” في ذلك الوقت، وهي وحدات خاصة على كفاءة قتالية عالية، تسليحاً وتدريباً، ويصفها بعض العسكريين بأنها قوات حماية النظام.

2-المنطقة الشمالية العسكرية: الإسكندرية:
نطاق عمل المنطقة الشمالية محافظة الإسكندرية ومحافظة البحيرة، ومحافظة دمياط والمقرات الرئيسية للمنطقة العسكرية الشمالية:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-5.png


القوات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية:
الفرقة 3 مشاه ميكانيكي وهي متواجدة بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية وتتكون من الألوية (222 و110) مشاه ميكانيكي + لواء 199 مدرع + لواء 192 مدفعية متوسطة المدي، اللواء 76 مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”، عدد 1 لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”.

وتكثف قوات الحرس الجمهوري من تواجدها بمحافظة الإسكندرية بسبب تواجد العديد من القصور الرئاسية بالمحافظة، حيث تقوم قوات الحرس الجمهوري بتأمين تلك المقرات، كمقر قصر المنتزه، استراحة الملك فاروق، قصر رأس التين، الاستراحة الرئاسية ببرج العرب، والاستراحة الرئاسية بمنطقة المعمورة.

وتنتشر في محافظة الإسكندرية وحدات خاصة تابعة لقوات التدخل السريع، وهذا بعد سحب القوات العسكرية التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية ونقلها إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام وهذا ما صرح به المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي أثناء افتتاح القاعدة في 22 يوليو 2017م، حيث أوضح المتحدث العسكري أن الهدف من إنشاء قواعد عسكرية في نطاقي المنطقة الشمالية والغربية العسكرية جاءت لتعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، ورأي أن إعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها يعزز من قدرتها على تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي والتي من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسى الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها، فضلا عن المساهمة في الحد من التحركات العسكرية وإجراءات الفتح الاستراتيجي في ظل التكدسات المرورية داخل مدينة الإسكندرية.

وتنتشر على طول سواحل البحر المتوسط على الاتجاه الشمالي الاستراتيجي قوات حرس الحدود المصرية وهي والتي تتولى مهمة تنظيم المراقبة والاستطلاع والإنذار على حدود وسواحل الدولة، فضلا عن فرض سيادة وسيطرة الدولة ومقاومة ومنع التسلل البري والبحري لعناصر التخريب والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة. وسنقوم لاحقا بشرح تفصيلي لقوات حرس الحدود.

3-المنطقة الغربية العسكرية:
نطاق عمل المنطقة الغربية يقع في محافظة مرسي مطروح ويمتد إلى جزء من مجال محافظة البحر الأحمر والمقرات الرئيسية للمنطقة العسكرية الغربية تتوزع كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-6.png


القوات والتشكيلات التابعة للمنطقة الغربية العسكرية:
الفرقة 21 مدرعات بمنطقة سيدي براني وتعتبر من أكبر فرق مدرعات متواجدة داخل الجيش المصري، وتتكون ممن الألوية (14 و99) مدرع + لواء 18 مشاه ميكانيكي + لواء 51 مدفعية متوسطة المدي.

كذلك أيضاً الفرقة 33 مشاه ميكانيكي والتي تتواجد بنطاق هضبة السلوم وحباطة وتتكون من الألوية (30 و130) مشاه ميكانيكي + لواء 22 مدرع (حباطة) + لواء 66 مدفعية متوسطة المدي.

كذلك يتواجد بالمنطقة الغربية العسكرية عدد 1 لواء مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”، عدد 2 لواء مهندسين (إنشاءات ومياه)، عدد 1 لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”.

ونتيجة اتساع الحدود بين مصر وليبيا التي تصل إلى ما يقارب 1115 كم، تنتشر قوات حرس الحدود المصرية، بشكل مكثف على طول امتداد الشريط الحدودي الغربي.

ومنذ افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام يقوم الجيش المصري بنقل وحدات وتشكيلات تابعة للمنطقة المركزية العسكرية والمنطقة الشمالية العسكرية لناحية الغرب، ويري بعض العسكريين أن المنطقة الغربية الأن يتجمع بها أكبر عدد من قوات المشاة والمدفعية والوحدات النوعية داخل الجيش المصري علي حساب المناطق العسكرية الأخرى والجيوش الميدانية.

4-المنطقة الجنوبية العسكرية:
نطاق عمل المنطقة الجنوبية العسكرية محافظة أسيوط وكلاً من محافظات “الأقصر وأسوان وسوهاج وقنا وأسوان والبحر الأحمر والمنيا”. المقرات الرئيسية الميدانية للمنطقة الجنوبية العسكرية تتوزع كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-7.png


القوات والتشكيلات التابعة للمنطقة الجنوبية العسكرية:
أقل المناطق العسكرية تواجداً عسكرياً تتكون من 3 ألوية مشاه ميكانيكي فقط وهم الألوية (116و117) مشاه ميكانيكي بمنطقة بنجامات غرب محافظة أسيوط 20 كلم، اللواء 305 مشاه ميكانيكي ومتواجد بمحافظة بأسوان لتأمين نطاق منطقة السد العالي، عدد 1 لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”، عدد 2 لواء مهندسين (مياه وإنشاءات).

كما تنتشر قوات حرس الحدود بشكل مكثف نوعا ما في منطقة حلايب وشلاتين الحدودية بين مصر والسودان، وتقوم بتمشيطات على كافة الاتجاه الاستراتيجي بعربات جيب مصفحة.

وبالقرب من السد العالي بمحافظة أسوان تنتشر صواريخ وقوات دفاع جوي للدفاع عن السد من أي تهديد. “قوات الدفاع الجوي المصرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسئولة عن حماية المجال الجوي المصري ضد أي هجمات جوية معادية. وتنتشر على كافة المحاور الاستراتيجية والهامة داخل الدولة المصرية. وأنشئت القوات طبقاً للقرار الجمهوري الصادر في 1 فبراير 1968”.

وتنتشر البحرية المصرية بالنطاق الجنوبي في المياه الإقليمية المصرية في البحر الأحمر بشكل مكثف.

ثالثاً: الوحدات الخاصة في الجيش المصري:
يضم الجيش المصري العديد من القوات الخاصة والتي تضم العديد من الأفرع وهي: وحدات الصاعقة – وحدات المظلات – جهاز المخابرات والاستطلاع – الصاعقة البحرية – لواء الوحدات الخاصة ومجموعات الضفادع البشرية التابعة للقوات البحرية، قوات التدخل السريع.

1ـ وحدات الصاعقة والمظلات:
تتبع وحدات الصاعقة والمظلات في الأساس سلاح المشاة لذلك يجب أن ينضم الضباط خريجو الكلية الحربية لسلاح المشاة أولا ثم على الراغبين في الالتحاق بوحدات الصاعقة أو المظلات تخطي اختبارات اللياقة البدنية والطبية والنفسية التي تحكم على مدى كفاءتهم ولياقتهم للخدمة في هذه الوحدات الخاصة ثم يتم انتقاء أفضل العناصر لإلحاقهم للخدمة بها . جدير بالذكر أن طلبة الكلية الحربية يحصلون مسبقاً على فرقة معلمي الصاعقة الراقية وفرقة القفز الأساسي أثناء دراستهم بالكلية . وضباط الصاعقة أيضاً يجب عليهم الحصول علي دورة القوات الخاصة الاستكشافية ( فرقة السيل أو السيل تيم كما الشائع ) .

أما ضباط صف الصاعقة فيتم اختيارهم بنفس النهج ويتم الحاقهم بفرقة معلمي الصاعقة الراقية بمدرسة الصاعقة ومدتها 3 شهور لاكتساب المهارات المختلفة المؤهلة للخدمة في وحدات الصاعقة ويمكنهم بعد ذلك الالتحاق بدورة مقاومة الإرهاب الدولي والتي تمكنهم من الخدمة في الوحدة 777 والوحدة 999 والوحدة 888.

2ـ الصاعقة البحرية والضفادع البشرية:
أما وحدة الصاعقة البحرية فينضم إليها ضباط وضباط صف القوات البحرية بعد الحصول على فرقة معلمي الصاعقة الراقية . كذلك ينضم ضباط وضباط صف القوات البحرية أيضاً إلى مجموعات الضفادع البشرية، ويتم التحاقهم بفرق الغطس المختلفة والضفادع البشرية.

3ـ الوحدات الخاصة:
أما الوحدة 777 مقاومة إرهاب والوحدة 999 قتال والوحدة 888 فهي وحدات خاصة تتبع لوحدات الصاعقة، وينضم للخدمة فيهما ضباط وضباط صف الصاعقة الحاصلين على دورة مقاومة الإرهاب الدولي ومدتها 3 شهور . ويتمثل عملهم في مقاومة الإرهاب وفض مواقف الرهائن بدون خسائر مثل جميع وحدات مقاومة الإرهاب المعروفة في دول العالم مثل الـــ SAS البريطانية، – Delta Force الأمريكية، GIGN الفرنسية، وغيرها .

4ـ المخابرات الحربية:
أما جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع فهو من أهم أفرع القوات الخاصة وينضم إليه الضباط العاملون خريجو الكلية الحربية وهو سلاح مستقل وتسند إليه مهام الاستطلاع خلف خطوط العدو، وتتكون المخابرات الحربية من ثلاثة أجهزة، جهاز المخابرات الحربية وجهاز المخابرات البحري وجهاز الأمن الحربي.

5ـ قوات التدخل السريع:
تم تأسيس قوات التدخل السريع في مارس 2014م، قبيل ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهي تتكون من قوات نخبوية محمولة جواً تم تكوينها من الأفرع القتالية المختلفة بالقوات المسلحة المصرية، وأعلن السيسي عند حضوره الفاعلية الأولي لتأسيس تلك القوات انه سيتم تسليحها بأحدث نظم التسليح العالمية لمواجهة الإرهاب، وسيكون لها القدرة على تنفيذ مهام جريئة وخاطفة، وأشار السيسي إلى أن قوات التدخل السريع تضم أفضل عناصر القوات من جميع قطاعات الجيش المصري وتتميز بالقدرة العالية على المناورة وسرعة الحركة، مما يجعلها تزيد من قدرة الجيش على مواجهة التهديدات .

تنتشر قوات التدخل السريع في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، ويشمل تشكيل قوات التدخل السريع قوات بقوام فرقتين تتمثل فيها كافة الأسلحة العاملة في القوات المسلحة بأفرعها المختلفة: كوحدات من قوات الصاعقة، وحدات ميكانيكا متطورة ومسلحة وفق أحدث نظم القتال، وحدات مدرعة، مجموعات مضادة للدروع، وحدات دفاع جوي، وحدات مدفعية، وحدات شرطة عسكرية، وحدات استطلاع خاصة، ومجموعة من المقاتلات والمروحيات.

حرس الحدود:
تتواجد أيضاً داخل الجيش المصري قوات حرس الحدود و هي أحد الفروع الرئيسية للقوات البرية المصرية، تستخدم في أعمالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى العربات المدرعة، وتستخدم كذلك الزوارق السريعة في مراقبة الحدود الساحلية، ودراجات نارية خاصة ومجموعات من الهجانة “راكبي الجمال” في مراقبة وحماية الحدود البرية، ويبلغ تعداد قواته حوالي 25،000 فرداً، وتعد قوات حرس الحدود المسؤولة عن مراقبة الحدود، مكافحة المخدرات، ومنع التهريب، وتنقسم قوات حرس الحدود إلى كتائب وسرايا برية وساحلية وذلك على حسب طبيعة تواجدها . وتتوزع تشكيلات قوات حرس الحدود لتغطي كافة الاتجاهات الاستراتيجية داخل الأراضي المصرية.

رابعاً: القواعد الجوية والمطارات العسكرية:
لدي الجيش المصري عدد 35 ما بين قاعدة جوية ومطار عسكري تتوزع علي كافة الاتجاهات الأربعة الاستراتيجية داخل الدولة المصرية، وهم علي النحو التالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-8.jpg


وجدير بالذكر انه في عام 2014 قدرت القوى العاملة النشطة في القوات الجوية المصرية في ما يقرب من 30000 فردا، منهم 10000 من المجندين , مع احتياطي من 20000 فرد . مع ما يقدر بحوالي 35000 فردا من الأطقم الجوية الاختصاصية .

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-9.jpg


خامساً: القواعد البحرية المصرية:
تتكون البحرية المصرية من 7 قواعد بحرية وتقوم بنشرهم في المياه الإقليمية المصرية المتواجدة بالبحر المتوسط والبحر الأحمر، وتوزيعهم كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-10.png


سادساً: الرؤية العسكرية في توزيع تشكيلات الجيش المصري:
إن انتشار التشكيلات العسكرية للجيش المصري علي كافة الحدود والاتجاهات الاستراتيجية طبقاً للعقيدة العسكرية للجيش المصري يراها البعض أنها تتطابق وتتفاهم مع منظور الحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية الدولة المصرية من كافة التهديدات، لذلك يراعي الجيش المصري تكثيف تواجده العسكري نحو الحدود الشرقية وتتواجد المقرات الرئيسية للجيشين الثاني والثالث الميداني بتلك الأطراف، وذلك بسبب أن المنطقة الشرقية متاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة “إسرائيل” وقد خاضت مصر خلال العقود السبع الماضية أربع حروب ضد إسرائيل كانت الحرب الأولي عام 1948م، عندما شاركت مصر في الحرب مع فلسطين؛ وكانت الحرب الثانية عام 1956م فيما يعرف باسم “العدوان الثلاثي علي مصر” حيث شاركت كل من فرنسا وبريطانيا في الحرب إلى جانب إسرائيل.

وكانت الحرب الثالثة عام 1967م؛ وبعد ست سنوات قامت الحرب الرابعة عام 1973م. وأدت تلك الحروب في نهاية المطاف إلى لجوء مصر وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات والتي تمخضت عنها اتفاقية كامب ديفيد والتي وقع عليها الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1979 مع إسرائيل برعاية أمريكية؛ ولكن منذ ذلك التاريخ حتى وقت قريب كانت استراتيجية الجيش المصري ثابتة ولم تتغير، وكان التوزيع التنظيمي للتشكيلات والوحدات العسكرية يكثف من التواجد ناحية الشرق، عند محافظات السويس والإسماعلية وبورسعيد للحفاظ علي الأمن القومي المصري من أي تهديد يأتي من ناحية الشرق.

ونظراً لأن الدولة المصرية بينها وبين الدولة الليبية من ناحية الغرب حدوداً ممتدة تصل إلى 1150 كم، فكان على الجيش المصري أن ينشر قواته بشكل مكثف حتى يؤمن تلك الحدود الممتدة، وبالفعل كان الجيش المصري ينشر قوات وتشكيلات تابعة للمنطقة الغربية العسكرية بشكل مكثف ويتواجد بتلك المناطق بأعداد كبيرة تابعة لقوات حرس الحدود، ويتواجد أكثر من قاعدة جوية عسكرية بتلك المناطق. ونظراً لما تشهده الدولة الليبية من انفلات أمني منذ عام 2011م، فكان علي الجيش المصري أن يكثف من تواجده بشكل أكبر علي الاتجاه الاستراتيجي الغربي، بل وكما نقل البعض أن نطاق عمل الجيش المصري ينتقل تدريجياً من منطقه جنوب القناة إلى الحدود الغربية، نظرا للعقيدة القتالية التي يتبناها الجيش المصري حالياً، وهي أن التهديد أصبح لا يأتي من ناحية الشرق ولكنه يأتي من ناحية الغرب من الحدود الليبية المصرية؛ حيث، كما يري النظام المصري، أن ليبيا أصبحت ملجأ للمسلحين وأن الجماعات المسلحة والإسلام السياسي هما العدو الأول والرئيسي لنظام السيسي في مصر وليست “إسرائيل”، وهذا تهديد استراتيجي كبير على الأمن القومي المصري، ومما يوضح ذلك هو نقل عمل جزء كبير من الفرقة ٩ مدرعات إلى منطقه الحمام، تلك الفرقة التي كانت تتمركز في منطقة دهشور بالجيزة وكانت تعاون الجيش الثالث الميداني في بعض عملياته، وتعتبر من أهم فرق المدفعية داخل الجيش المصري، وجدير بالذكر أن الفرقة 9 مدرعات كان يتولى قيادتها العميد عادل رجائي الذي قتل علي أيدي بعض الجماعات المسلحة في عام 2016م، وكانت تلك الفرقة هي أول الفرق التي نزلت إلي الشوارع والميادين إبان ثورة يناير 2011م.

أما من ناحية الاتجاه الاستراتيجي الشمالي للدولة المصرية، فتنتشر تشكيلات ووحدات الجيش المصري بشكل أقل من المنطقة المركزية والمنطقة الغربية، ولا تنتشر تشكيلات مدفعية ومشاة بشكل كبير في المحافظات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية، ويكتفي النظام بنشر قوات التدخل السريع الأن لمواجهة أي تظاهرات قد تشهدها المنطقة في أي وقت كان، وتم سحب القوات التابعة للمنطقة الشمالية خارج المحافظات، مع انتشار مكثف لقوات حرس الحدود علي الشواطئ الرملية، وهذا يحلله البعض بأنه نظرا لأن الحدود من تلك الأطراف معظمها حدود مائية، ولذلك تنشر القوات البحرية في نطاق المنطقة الشمالية بشكل كبير، وقام الجيش المصري علي مدار السنوات الماضية بتسليح البحرية المصرية بشكل استراتيجي نوعي حتي يؤمن تلك المناطق الحدودية بشكل كبير حيث تمتلك البحرية المصرية، إلى وقتنا هذا 319 قطعة بحرية، وتأتي في المرتبة العاشرة عالمياً .

ومع أن المنطقة الجنوبية العسكرية تُعتبر، كما يصفها بعض العسكريين، أحد ثغور الدولة المصرية، فإن تشكيلات وقوات الجيش المصري لا تنتشر في ذلك الاتجاه الاستراتيجي بشكل كبير، فالجيش المصري بتلك المناطق التي تتواجد فيها 7 محافظات كبري ومناطق حدودية كمحافظة البحر الأحمر، ومثلث حلايب وشلاتين الحدودي مع الدولة السودانية، يتواجد عسكرياً فقط ب 3 ألوية مشاه ميكانيكي ولواء مدفعية متوسطة المدي عدد 2 لواء مهندسين (مياه وإنشاءات) .

ويري بعض الخبراء أن عدم انتشار الجيش المصري بشكل مكثف في تلك المناطق يرجع إلى صعوبة التضاريس والجغرافيا العسكرية لتلك المنطقة الاستراتيجية، مما يصعب التواجد العسكري البري والمدفعي بشكل كبير، ويتم تعويض ذلك التقصير في القوات البرية والمدفعية بالقواعد الجوية، حيث يتواجد بنطاق المنطقة الجنوبية 9 قواعد جوية، ولكن، في المقابل، فإن طبيعة الجغرافيا في المنطقة الغربية العسكرية صعبة أيضاً وتتواجد بها مناطق جبلية كثيفة مثل المنطقة الجنوبية، ومع ذلك يحرص الجيش المصري علي الانتشار البري والمدفعي بنطاق المنطقة الغربية بشكل أكبر من المنطقة الجنوبية، وهذا ما يحلله البعض أن الاتجاه الغربي يسبب تهديداً للدولة المصرية، كما يري النظام الحالي في مصر، بصورة أكبر من المنطقة الجنوبية، فمهما كانت تضاريس وطبيعة المكان يجب انتشار التشكيلات والتكتلات البرية والمدفعية العسكرية بشكل مكثف في تلك المناطق.

أما بالنسبة للانتشار العسكري للجيش المصري في نطاق المنطقة المركزية العسكرية “القاهرة الكبرى”، فيحرص الجيش المصري علي توزيع قوات المنطقة المركزية على غلاف العاصمة الكبرى لكي يكون قريباً من العاصمة، ويستطيع النزول اليها في أي وقت لمواجهة أي تظاهرات قد تحدث في أي وقت ضد النظام الحالي، فتتواجد القوات بشكل مكثف في منطقة الهايكستب بالقاهرة ومنطقة الرماية بالجيزة ومنطقة دهشور بالجيزة، وتنتشر فرقة كاملة في العاصمة الكبرى تابعة لقوات التدخل السريع للانتشار في الميادين عند الحاجة لإخماد أي تظاهرات.

ختاماً:
منذ مجيء السيسي علي رأس النظام الحاكم في مصر بدأت العقيدة العسكرية للجيش المصري تتغير شيئاً فشيئاً وأصبح النظام المصري يري أن الإسلام السياسي و”الإرهاب” هما عدو الدولة الاستراتيجي، وبالتالي انعكس هذا التغيير على عقيدة الجيش المصري الأساسية والبيئية والتنظيمية، وأصبح الجيش المصري يقوم بتوزيع قواته على المحاور الاستراتيجية التي تواجه ذلك “العدو” الجديد، حتى في التدريبات العسكرية أصبح الجيش المصري يتدرب على كيفية مواجهة الجيوش غير النظامية “حرب العصابات”.

وتدريبات “حماة الصداقة” بين الجيش المصري والجيش الروسي والتي عقدت مرتين على التوالي 2016-2017، كانت تدريبات تنتهج هذا الأسلوب الجديد علي الجيش المصري، وكذلك أيضاُ مناورات النجم الساطع التي استؤنفت العام الماضي 2017م، بعد توقفها منذ عام 2009م، كانت أيضاً مناورات على تلك العقيدة التدريبية الجديدة التي ينتهجها الجيش المصري لقدرته على مواجهة التمرد في شمال سيناء.

وأصبح الجيش المصري ينتظر “العدو” أن يأتي من القاهرة “المتظاهرين” لذلك قام بنشر قوات التدخل السريع بشكل مكثف في قلب العاصمة الكبرى “القاهرة والجيزة والقليوبية” وكذلك في محافظة الإسكندرية. كذلك قام بتوزيع قوات المنطقة المركزية على غلاف العاصمة الكبرى لكي يكون قريباً من العاصمة ويتمكن من النزول اليها في أي وقت عند حدوث أي تظاهرات في أي وقت ضد النظام الحالي، وأصبح الجيش يتواجد بشكل مكثف في منطقة الهايكستب بالقاهرة ومنطقة الرماية بالجيزة ومنطقة دهشور بالجيزة، وتنتشر فرقة كاملة في العاصمة الكبرى تابعة لقوات التدخل السريع للانتشار في الميادين عند الحاجة لإخماد أي تظاهرات.

وقام الجيش المصري أيضاً بنشر قوات التدخل السريع في محافظة الإسكندرية لمواجهة أي تظاهرات قد تشهدها المنطقة في أي وقت كان، وقام بسحب القوات التابعة للمنطقة الشمالية خارج المحافظات، ولكنها في مقرات على غلاف المحافظات حتى تكون قريبة للنزول إلى الميادين في وقت قصير.

وبناء علي تبدل العقيدة العسكرية للجيش المصري في تعريف العدو ، أصبح الجيش المصري لا ينظر إلي “إسرائيل” علي أنها كيان معاد، بل أصبح هناك تنسيق بين الجيشين في العمليات العسكرية بمحافظة سيناء ضد المسلحين، وأصبح الجيش المصري يقوم بتدريبات عسكرية سنوية مع الجيش “الإسرائيلي” علي الأراضي اليونانية ، ولذلك قام الجيش المصري بإعادة توزيع قواته علي النواحي الاستراتيجية الذي يري أن “العدو” الجديد سيأتي من قبلها فكان الاتجاه الاستراتيجي الغربي من ناحية الحدود المصرية الليبية هو الاتجاه الذي وجه إليه الجيش المصري تكتلاته العسكرية لمواجهة ذلك التهديد.

ولم ترد كلمة “عدو” على لسان السيسي في أي خطاب من خطاباته منذ كان وزيراً للدفاع في أغسطس 2012م، ثم بعد أن أصبح “رئيساً” في مايو 2014م، عندما يذكر إسرائيل. وهذا أيضا ما يصرح به القائد العام للجيش المصري الفريق صدقي صبحي، والمتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي. وجدير بالذكر أن جميع البيانات العسكرية منذ 03 يوليو 2013، إلى وقتنا هذا لم تصف إسرائيل على أنها عدو. وبناء عليه فإن الجيش المصري يقوم ينقل عمل الوحدات الهامة داخل الجيش من ناحية شرق القناة إلى المنطقة الغربية لمواجهة ذلك العدو الجديد.

وهذا التحول في العقيدة العسكرية للجيش المصري خطأ استراتيجي كبير لأن الحدود الشرقية المصرية ستظل هي المناطق التي تهدد الأمن القومي المصري، ومن الصعب أن يؤدي تهديد مؤقت للدولة المصرية في فترة استثنائية إلى تحول في العقيدة الاستراتيجية للجيش في تعريف العدو، ويجعله يعيد توزيع قواته وتشكيلاته بعيدا عن تلك المناطق الاستراتيجية والهامة. وبعد أن ظل الجيش يتلقى تدريباته ويتربى على أن إسرائيل هي العدو الاستراتيجي للعرب ككل، أصبح الإرهاب و “الإسلام السياسي” هم عدو الجيش الاستراتيجي.

وبينما كان الجيش المصري بالأمس القريب يري أن العدو الاستراتيجي للدولة المصرية يأتي من ناحية الشرق، فكان يحشد قواته ناحية الشرق، أصبح الجيش المصري الآن ينتظر أن يأتي العدو من قلب القاهرة، أو من ناحية الغرب .

https://eipss-eg.org/الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار/
 
egypt-army-flag.jpg



تنتشر الوحدات والتشكيلات العسكرية التابعة للجيش داخل حدود الدولة علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، لتأمينها من أي تهديد محتمل، وعندما يكون هناك اتجاه استراتيجي بعينه داخل الدولة من ناحيته تهدد الدولة بخطر أكبر كوجود عداوة بين الدولة والدولة التي تجاورها من تلك الحدود، يقوم جيش الدولة في تلك الحالة بنشر مكثف لقواته العسكرية في ذلك الاتجاه وذلك حفاظاً على الأمن القومي للدولة .

وتوزيع الجيوش والمناطق العسكرية داخل حدود الدولة يجد تعريفه في العقيدة العسكرية تحت محور “العقيدة البيئية” وهي ثاني أنواع العقيدة العسكرية على المستوى العملياتي، وهي عبارة عن المبادئ الأساسية التي تنتهجها الوحدات الرئيسية للقوات المسلحة، لتوجيه جميع نشاطاتها العسكرية المختلفة لتحقيق الأهداف المرسومة لها. وتعد العقيدة البيئية مكملة للعقيدة الأساسية التي توجه مستخدميها إلى الأهداف العسكرية والوطنية التي ينشدونها، وهي التي تربط بين العقيدة في أعلى مستوياتها (الاستراتيجي) وأدنى مستوياتها (التعبوي) .

أما انتشار التشكيلات العسكرية داخل حدود الدولة فيكون طبقاً للعقيدة التنظيمية للجيوش وهي المبادئ الأساسية التي تتبعها التشكيلات المختلفة في أي قوة عسكرية لغرض القيام بواجباتها وإنجاز المهام المنوطة بها كجزء من القوات المسلحة، وتدخل العقيدة التنظيمية في إطار المستوى التعبوي للعقيدة العسكرية. وهي أكثر أنواع العقائد العسكرية تفصيلاً: فهي توضح المهام والأدوار ومبادئ الاستخدام لكل نشاط عسكري، وتتدرج في تفاصيلها إلى الطرق والأساليب والإجراءات الخاصة باستخدام أي تشكيل معين. ويتميز هذا المستوى من العقيدة العسكرية أيضاً بخصائص تكسبه طابعاً يميزه عن الأنواع الأخرى؛ ومن هذه الخصائص أنه أضيق أنواع العقيدة العسكرية إطاراً مقارنة بالمستويين الآخرين، وكذلك فهو أكثر أنواع العقيدة العسكرية تغيراً، نظرا لتأثرها الكبير والمباشر بالتطورات التقنية والخبرات والتجارب الفعلية والتدريبية المستمرة·

وفي إطار هذه الاعتبارات سيتم تناول الموضوع وفق المحاور التالية:

أولاً: الجيوش العسكرية:
  • الجيش الثاني الميداني
  • الجيش الثالث الميداني
ثانياً: المناطق العسكرية:
  • المنطقة المركزية العسكرية
  • المنطقة الشمالية العسكرية
  • المنطقة الغربية العسكرية
  • المنطقة الجنوبية العسكرية
ثالثاً: الوحدات الخاصة في الجيش المصري
  • وحدات الصاعقة والمظلات
  • الصاعقة البحرية والضفادع البشرية
  • الوحدات الخاصة
  • المخابرات الحربية
  • قوات التدخل السريع
  • حرس الحدود
رابعاً: القواعد الجوية والمطارات العسكرية
خامساً: القواعد البحرية المصرية
سادساً: الرؤية العسكرية في توزيع تشكيلات الجيش المصري


الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-1.png


أولاً: الجيوش العسكرية التابعة للجيش المصري :
تشترك مصر بحدود من الغرب مع ليبيا على امتداد خطي بطول 1115 كم، ويحدها من الجنوب دولة السودان بحدود تصل طولها إلى 1280 كم. ويحدها من الشمال الشرقي فلسطين المحتلة “إسرائيل” بطول 265 كم والتي خاضت مصر معها خلال العقود السبع الماضية (1948 ـ 2018) أربعة حروب.

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-2.png


ويحد الدولة المصرية شرقا البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 1941 كم، ومن ناحية الشمال يحدها البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم.

يتكون الجيش المصري من جيشين ميدانيين وأربعة مناطق عسكرية، وتتواجد داخل الجيش أربعة أفرع رئيسية، هي “القوات البرية، القوات الجوية، القوات البحرية، قوات دفاع جوي” والجيش المصري تبلغ عدد قواته الرئيسية إلى 454.3 ألف ضابط وصف وجندي، بالإضافة إلى 875 ألف احتياطي.

ويوضح الجدول التالي تمركزات الجيوش والمناطق العسكرية.

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-3.png


1-الجيش الثاني الميداني:
يتواجد المقر الرئيسي لقيادة الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعلية في نطاق الاتجاه الشمال الشرقي للدولة المصرية، وتتمثل مهمة الجيش الثاني الميداني في تأمين الجزء الشمالي لمنطقة قناة السويس محافظة الإسماعلية ومحافظة بورسعيد، وعينت مسئولية محافظة شمال سيناء للجيش الثاني والثالث الميداني، وكانت سابقاً مسئولية محافظة شمال سيناء تتبع عمل قوات الجيش الثاني الميداني، ونظراً لما تشهده محافظة شمال سيناء من صراعات ومواجهات بين قوات الجيش المصري وبعض الجماعات المسلحة المتواجدة بنطاق المحافظة تم استحداث قيادة جديدة وسميت باسم “القيادة الموحدة” عام 2015م، ومن ذلك الحين أصبحت محافظة شمال سيناء منطقة عمليات للجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني، ويقود المنطقة الموحدة الآن اللواء أركان حرب محمد المصري.

ويتكون الجيش الثاني الميداني من:

  • عدد 3 فرق مشاه ميكانيكي
  • عدد 2 لواء مدفعية متوسطة المدي ومدفعية طويلة المدي
  • لواء مشاه ميكانيكي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”.
  • الفرقة 6 مدرعة ومقرها بمحافظة المنصورة وتتكون من الألوية (15 و25) مدرع، ولواء 1 مشاه ميكانيكي+ لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 7 مشاه ميكانيكي وتتكون من الألوية (2 و11) مشاه ميكانيكي + لواء مدرع + لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 16 مشاه ميكانيكي وتتكون من الألوية (3 و16) مشاه ميكانيكي +لواء 57 مدرع +لواء 41 مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 18 مشاه ميكانيكي وتتكون من الألوية (134 و136) مشاه ميكانيكي +لواء 55 مدرع +لواء مدفعية متوسطة المدي، لواء 135 مشاة ميكانيكي (قوة تأمين بورسعيد ويتواجد شرق التفريعة).
  • عدد 3 لواء مهندسين (كباري وإنشاءات ومياه)، عدد 2 لواء مدفعية طويل ووسط المدي.
وتقوم البحرية المصرية بنشر قطع حربية في المياه الإقليمية التابعة للدولة المصرية بنطاق محافظة بورسعيد ومحافظة الإسماعلية لحماية الحدود المصرية المائية، وفي نطاق المنطقة الشرقية توجد العديد من القواعد الجوية.

2-الجيش الثالث الميداني:
يتواجد المقر الرئيسي لقيادة الجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس في الاتجاه الاستراتيجي الشرقي للدولة المصرية، تتمثل مهمة الجيش الثالث في تأمين المنشآت الداخلية في المنطقة الواقعة من الكيلو 61 طريق مصر السويس الصحراوي وحتى خط الحدود الدولية بطول 260 كيلو متر إضافة إلى 400 كيلو متر في المنطقة الواقعة من رأس محمد وحتى العوجه على الحدود مع إسرائيل إضافة إلى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر وتأمين كافة الأهداف الاقتصادية والسياحية في نطاق المنطقة. بالإضافة لتأمين المنشآت العسكرية ومناطق اقتصادية في بلاعيم وأبو رديس والمشاركة المجتمعية في محافظة السويس. ويؤمن الجيش الثالث الميداني نحو 52 كيلو متر من قناة السويس، إلى جانب التأمين الداخلي للمجرى الملاحي نفسه بالتنسيق مع الجيش الثاني الميداني والقوات البحرية من خلال مركز قيادة موحد.

يتكون الجيش الثالث الميداني من عدة فرق ولواءات وذلك على النحو التالي:

  • فرقة مشاة + فرقة مشاة ميكانيكي +فرقة مدرعة
  • لواء مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة الجيش”.
  • الفرقة 4 مدرعة وتتكون من الألوية 2 مدرع + لواء مدرع +لواء 188 مدفعية متوسطة المدي
  • الفرقة 19 مشاة وتتكون من الألوية (7 و313) مشاة + لواء مدرع + لواء 69 مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 23 مشاة ميكانيكي وتتكون من 2 لواء مش ميكا + لواء 159 مدرع + لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • لواء 11 مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة الجيش”، لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة الجيش”.
وبعد انقلاب السيسي استند في عملياته العسكرية ضد التمرد المسلح في سيناء إلى شراكته الاستراتيجية والأمنية مع إسرائيل، والتي أعطت الضوء الأخضر لقوات الجيش المصري لتنتشر في مناطق واسعة داخل شمال سيناء “المنطقة (ب)، والمنطقة (ج)”، لكي تتمكن من مواجهة الجماعات المسلحة بالسلاح الثقيل والمدرعات والطلعات الجوية. وقد جاءت تلك العمليات العسكرية على عكس ما ينص عليه الملحق الأمني من “اتفاقية كامب ديفيد”. ومن ثم، أصبحت مواجهة الجماعات المسلحة في سيناء من أهم الملفات الأمنية بين البلدين. فقد أصبحت إسرائيل تتعاون مع مصر، من خلال قيامها بطلعات جوية استخباراتية للكشف عن بؤر المسلحين، وطلعات جوية أخرى تستهدف المسلحين، وقامت إسرائيل في أكثر من مرة بتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف متواجدة داخل الأراضي المصرية في محافظة شمال سيناء.

وتقوم البحرية المصرية بنشر قطع حربية في المياه الإقليمية التابعة للدولة المصرية بتلك المناطق، حيث تنتشر البحرية المصرية في المياه المصرية المطلة على محافظة السويس ومدينة العريش وأيضا تقوم البحرية، في النطاق المائي لتلك المناطق، بتأمين المجري المائي لقناة السويس.

ثانياً: المناطق العسكرية:
1-المنطقة المركزية العسكرية:
نطاق عمل قوات وتشكيلات المنطقة المركزية العسكرية تقع في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، وتمتد إلى محافظات الغربية والشرقية والفيوم وبني سويف. ويوجد للمنطقة المركزية العسكرية عدة مقرات رئيسية في عدة مناطق، تتوزع كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-4.png


القوات التابعة للمنطقة المركزية العسكرية تتكون مما يلي:
  • الفرقة 2 مشاة ميكانيكي وهي متواجدة بمنطقة الهايكستب شمال شرقي القاهرة وتتكون من الألوية (120 و4) مش ميكا + لواء 56 مدرع + لواء مدفعية متوسطة المدي.
  • الفرقة 9 مدرعة وهي تتواجد بدهشور جنوب غربي الجيزة وتتكون من الألوية (71 و72) مدرع + لواء 90 مشاه ميكانيكي + لواء 44 مدفعية متوسطة المدي.
  • لواء مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة” وعدد 2 لواء مهندسين عسكريين (إنشاءات ومياه)
  • عدد 2 لواء مدفعية طويلة المدي، الكتيبة 9 استطلاع خلف خطوط العدو، الكتيبة 10 استطلاع جوى/ دون طيار.
يتواجد أيضاً بنطاق المنطقة المركزية قوات لسلاح الحرس الجمهوري وهو سلاح مستقل يختص بحماية الرئيس والقصور الرئاسية، والمقر الرئيسي لسلاح الحرس الجمهوري يقع في منطقة مصر الجديدة. وتتولى تلك القوات تأمين المقار الرئاسية حالياً كقصر الاتحادية وقصر القبة وقصر عابدين وقصر الطاهرة، ويمتلك الحرس الجمهوري قوة مدرعة ذات شأن، تتكون من لواءين مدرعين، وقائد الحرس الجمهوري حالياً هو الفريق محمد زكي الذي تم ترقيته من قبل السيسي في 18 يناير 2017م.

وتنتشر أيضا بمحافظة القاهرة والجيزة تمركزات لقوات التدخل السريع التي أنشأها السيسي في مارس 2014م، قبيل ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهي من تقوم بمواجهة التظاهرات، وكان أول ظهور بشكل مكثف لتلك القوات في نوفمبر 2016م، حيث انتشرت بشكل مكثف في ميادين محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وذلك لمواجهة ما قيل عنها تظاهرات “ثورة الغلابة” في ذلك الوقت، وهي وحدات خاصة على كفاءة قتالية عالية، تسليحاً وتدريباً، ويصفها بعض العسكريين بأنها قوات حماية النظام.

2-المنطقة الشمالية العسكرية: الإسكندرية:
نطاق عمل المنطقة الشمالية محافظة الإسكندرية ومحافظة البحيرة، ومحافظة دمياط والمقرات الرئيسية للمنطقة العسكرية الشمالية:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-5.png


القوات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية:
الفرقة 3 مشاه ميكانيكي وهي متواجدة بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية وتتكون من الألوية (222 و110) مشاه ميكانيكي + لواء 199 مدرع + لواء 192 مدفعية متوسطة المدي، اللواء 76 مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”، عدد 1 لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”.

وتكثف قوات الحرس الجمهوري من تواجدها بمحافظة الإسكندرية بسبب تواجد العديد من القصور الرئاسية بالمحافظة، حيث تقوم قوات الحرس الجمهوري بتأمين تلك المقرات، كمقر قصر المنتزه، استراحة الملك فاروق، قصر رأس التين، الاستراحة الرئاسية ببرج العرب، والاستراحة الرئاسية بمنطقة المعمورة.

وتنتشر في محافظة الإسكندرية وحدات خاصة تابعة لقوات التدخل السريع، وهذا بعد سحب القوات العسكرية التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية ونقلها إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام وهذا ما صرح به المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي أثناء افتتاح القاعدة في 22 يوليو 2017م، حيث أوضح المتحدث العسكري أن الهدف من إنشاء قواعد عسكرية في نطاقي المنطقة الشمالية والغربية العسكرية جاءت لتعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، ورأي أن إعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها يعزز من قدرتها على تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي والتي من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسى الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها، فضلا عن المساهمة في الحد من التحركات العسكرية وإجراءات الفتح الاستراتيجي في ظل التكدسات المرورية داخل مدينة الإسكندرية.

وتنتشر على طول سواحل البحر المتوسط على الاتجاه الشمالي الاستراتيجي قوات حرس الحدود المصرية وهي والتي تتولى مهمة تنظيم المراقبة والاستطلاع والإنذار على حدود وسواحل الدولة، فضلا عن فرض سيادة وسيطرة الدولة ومقاومة ومنع التسلل البري والبحري لعناصر التخريب والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة. وسنقوم لاحقا بشرح تفصيلي لقوات حرس الحدود.

3-المنطقة الغربية العسكرية:
نطاق عمل المنطقة الغربية يقع في محافظة مرسي مطروح ويمتد إلى جزء من مجال محافظة البحر الأحمر والمقرات الرئيسية للمنطقة العسكرية الغربية تتوزع كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-6.png


القوات والتشكيلات التابعة للمنطقة الغربية العسكرية:
الفرقة 21 مدرعات بمنطقة سيدي براني وتعتبر من أكبر فرق مدرعات متواجدة داخل الجيش المصري، وتتكون ممن الألوية (14 و99) مدرع + لواء 18 مشاه ميكانيكي + لواء 51 مدفعية متوسطة المدي.

كذلك أيضاً الفرقة 33 مشاه ميكانيكي والتي تتواجد بنطاق هضبة السلوم وحباطة وتتكون من الألوية (30 و130) مشاه ميكانيكي + لواء 22 مدرع (حباطة) + لواء 66 مدفعية متوسطة المدي.

كذلك يتواجد بالمنطقة الغربية العسكرية عدد 1 لواء مدرع مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”، عدد 2 لواء مهندسين (إنشاءات ومياه)، عدد 1 لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”.

ونتيجة اتساع الحدود بين مصر وليبيا التي تصل إلى ما يقارب 1115 كم، تنتشر قوات حرس الحدود المصرية، بشكل مكثف على طول امتداد الشريط الحدودي الغربي.

ومنذ افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام يقوم الجيش المصري بنقل وحدات وتشكيلات تابعة للمنطقة المركزية العسكرية والمنطقة الشمالية العسكرية لناحية الغرب، ويري بعض العسكريين أن المنطقة الغربية الأن يتجمع بها أكبر عدد من قوات المشاة والمدفعية والوحدات النوعية داخل الجيش المصري علي حساب المناطق العسكرية الأخرى والجيوش الميدانية.

4-المنطقة الجنوبية العسكرية:
نطاق عمل المنطقة الجنوبية العسكرية محافظة أسيوط وكلاً من محافظات “الأقصر وأسوان وسوهاج وقنا وأسوان والبحر الأحمر والمنيا”. المقرات الرئيسية الميدانية للمنطقة الجنوبية العسكرية تتوزع كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-7.png


القوات والتشكيلات التابعة للمنطقة الجنوبية العسكرية:
أقل المناطق العسكرية تواجداً عسكرياً تتكون من 3 ألوية مشاه ميكانيكي فقط وهم الألوية (116و117) مشاه ميكانيكي بمنطقة بنجامات غرب محافظة أسيوط 20 كلم، اللواء 305 مشاه ميكانيكي ومتواجد بمحافظة بأسوان لتأمين نطاق منطقة السد العالي، عدد 1 لواء مدفعية متوسطة المدي مقل “لا يتبع فرقة بل تابع مباشرة لقيادة المنطقة”، عدد 2 لواء مهندسين (مياه وإنشاءات).

كما تنتشر قوات حرس الحدود بشكل مكثف نوعا ما في منطقة حلايب وشلاتين الحدودية بين مصر والسودان، وتقوم بتمشيطات على كافة الاتجاه الاستراتيجي بعربات جيب مصفحة.

وبالقرب من السد العالي بمحافظة أسوان تنتشر صواريخ وقوات دفاع جوي للدفاع عن السد من أي تهديد. “قوات الدفاع الجوي المصرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسئولة عن حماية المجال الجوي المصري ضد أي هجمات جوية معادية. وتنتشر على كافة المحاور الاستراتيجية والهامة داخل الدولة المصرية. وأنشئت القوات طبقاً للقرار الجمهوري الصادر في 1 فبراير 1968”.

وتنتشر البحرية المصرية بالنطاق الجنوبي في المياه الإقليمية المصرية في البحر الأحمر بشكل مكثف.

ثالثاً: الوحدات الخاصة في الجيش المصري:
يضم الجيش المصري العديد من القوات الخاصة والتي تضم العديد من الأفرع وهي: وحدات الصاعقة – وحدات المظلات – جهاز المخابرات والاستطلاع – الصاعقة البحرية – لواء الوحدات الخاصة ومجموعات الضفادع البشرية التابعة للقوات البحرية، قوات التدخل السريع.

1ـ وحدات الصاعقة والمظلات:
تتبع وحدات الصاعقة والمظلات في الأساس سلاح المشاة لذلك يجب أن ينضم الضباط خريجو الكلية الحربية لسلاح المشاة أولا ثم على الراغبين في الالتحاق بوحدات الصاعقة أو المظلات تخطي اختبارات اللياقة البدنية والطبية والنفسية التي تحكم على مدى كفاءتهم ولياقتهم للخدمة في هذه الوحدات الخاصة ثم يتم انتقاء أفضل العناصر لإلحاقهم للخدمة بها . جدير بالذكر أن طلبة الكلية الحربية يحصلون مسبقاً على فرقة معلمي الصاعقة الراقية وفرقة القفز الأساسي أثناء دراستهم بالكلية . وضباط الصاعقة أيضاً يجب عليهم الحصول علي دورة القوات الخاصة الاستكشافية ( فرقة السيل أو السيل تيم كما الشائع ) .

أما ضباط صف الصاعقة فيتم اختيارهم بنفس النهج ويتم الحاقهم بفرقة معلمي الصاعقة الراقية بمدرسة الصاعقة ومدتها 3 شهور لاكتساب المهارات المختلفة المؤهلة للخدمة في وحدات الصاعقة ويمكنهم بعد ذلك الالتحاق بدورة مقاومة الإرهاب الدولي والتي تمكنهم من الخدمة في الوحدة 777 والوحدة 999 والوحدة 888.

2ـ الصاعقة البحرية والضفادع البشرية:
أما وحدة الصاعقة البحرية فينضم إليها ضباط وضباط صف القوات البحرية بعد الحصول على فرقة معلمي الصاعقة الراقية . كذلك ينضم ضباط وضباط صف القوات البحرية أيضاً إلى مجموعات الضفادع البشرية، ويتم التحاقهم بفرق الغطس المختلفة والضفادع البشرية.

3ـ الوحدات الخاصة:
أما الوحدة 777 مقاومة إرهاب والوحدة 999 قتال والوحدة 888 فهي وحدات خاصة تتبع لوحدات الصاعقة، وينضم للخدمة فيهما ضباط وضباط صف الصاعقة الحاصلين على دورة مقاومة الإرهاب الدولي ومدتها 3 شهور . ويتمثل عملهم في مقاومة الإرهاب وفض مواقف الرهائن بدون خسائر مثل جميع وحدات مقاومة الإرهاب المعروفة في دول العالم مثل الـــ SAS البريطانية، – Delta Force الأمريكية، GIGN الفرنسية، وغيرها .

4ـ المخابرات الحربية:
أما جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع فهو من أهم أفرع القوات الخاصة وينضم إليه الضباط العاملون خريجو الكلية الحربية وهو سلاح مستقل وتسند إليه مهام الاستطلاع خلف خطوط العدو، وتتكون المخابرات الحربية من ثلاثة أجهزة، جهاز المخابرات الحربية وجهاز المخابرات البحري وجهاز الأمن الحربي.

5ـ قوات التدخل السريع:
تم تأسيس قوات التدخل السريع في مارس 2014م، قبيل ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهي تتكون من قوات نخبوية محمولة جواً تم تكوينها من الأفرع القتالية المختلفة بالقوات المسلحة المصرية، وأعلن السيسي عند حضوره الفاعلية الأولي لتأسيس تلك القوات انه سيتم تسليحها بأحدث نظم التسليح العالمية لمواجهة الإرهاب، وسيكون لها القدرة على تنفيذ مهام جريئة وخاطفة، وأشار السيسي إلى أن قوات التدخل السريع تضم أفضل عناصر القوات من جميع قطاعات الجيش المصري وتتميز بالقدرة العالية على المناورة وسرعة الحركة، مما يجعلها تزيد من قدرة الجيش على مواجهة التهديدات .

تنتشر قوات التدخل السريع في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، ويشمل تشكيل قوات التدخل السريع قوات بقوام فرقتين تتمثل فيها كافة الأسلحة العاملة في القوات المسلحة بأفرعها المختلفة: كوحدات من قوات الصاعقة، وحدات ميكانيكا متطورة ومسلحة وفق أحدث نظم القتال، وحدات مدرعة، مجموعات مضادة للدروع، وحدات دفاع جوي، وحدات مدفعية، وحدات شرطة عسكرية، وحدات استطلاع خاصة، ومجموعة من المقاتلات والمروحيات.

حرس الحدود:
تتواجد أيضاً داخل الجيش المصري قوات حرس الحدود و هي أحد الفروع الرئيسية للقوات البرية المصرية، تستخدم في أعمالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى العربات المدرعة، وتستخدم كذلك الزوارق السريعة في مراقبة الحدود الساحلية، ودراجات نارية خاصة ومجموعات من الهجانة “راكبي الجمال” في مراقبة وحماية الحدود البرية، ويبلغ تعداد قواته حوالي 25،000 فرداً، وتعد قوات حرس الحدود المسؤولة عن مراقبة الحدود، مكافحة المخدرات، ومنع التهريب، وتنقسم قوات حرس الحدود إلى كتائب وسرايا برية وساحلية وذلك على حسب طبيعة تواجدها . وتتوزع تشكيلات قوات حرس الحدود لتغطي كافة الاتجاهات الاستراتيجية داخل الأراضي المصرية.

رابعاً: القواعد الجوية والمطارات العسكرية:
لدي الجيش المصري عدد 35 ما بين قاعدة جوية ومطار عسكري تتوزع علي كافة الاتجاهات الأربعة الاستراتيجية داخل الدولة المصرية، وهم علي النحو التالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-8.jpg


وجدير بالذكر انه في عام 2014 قدرت القوى العاملة النشطة في القوات الجوية المصرية في ما يقرب من 30000 فردا، منهم 10000 من المجندين , مع احتياطي من 20000 فرد . مع ما يقدر بحوالي 35000 فردا من الأطقم الجوية الاختصاصية .

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-9.jpg


خامساً: القواعد البحرية المصرية:
تتكون البحرية المصرية من 7 قواعد بحرية وتقوم بنشرهم في المياه الإقليمية المصرية المتواجدة بالبحر المتوسط والبحر الأحمر، وتوزيعهم كالتالي:

الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار-10.png


سادساً: الرؤية العسكرية في توزيع تشكيلات الجيش المصري:
إن انتشار التشكيلات العسكرية للجيش المصري علي كافة الحدود والاتجاهات الاستراتيجية طبقاً للعقيدة العسكرية للجيش المصري يراها البعض أنها تتطابق وتتفاهم مع منظور الحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية الدولة المصرية من كافة التهديدات، لذلك يراعي الجيش المصري تكثيف تواجده العسكري نحو الحدود الشرقية وتتواجد المقرات الرئيسية للجيشين الثاني والثالث الميداني بتلك الأطراف، وذلك بسبب أن المنطقة الشرقية متاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة “إسرائيل” وقد خاضت مصر خلال العقود السبع الماضية أربع حروب ضد إسرائيل كانت الحرب الأولي عام 1948م، عندما شاركت مصر في الحرب مع فلسطين؛ وكانت الحرب الثانية عام 1956م فيما يعرف باسم “العدوان الثلاثي علي مصر” حيث شاركت كل من فرنسا وبريطانيا في الحرب إلى جانب إسرائيل.

وكانت الحرب الثالثة عام 1967م؛ وبعد ست سنوات قامت الحرب الرابعة عام 1973م. وأدت تلك الحروب في نهاية المطاف إلى لجوء مصر وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات والتي تمخضت عنها اتفاقية كامب ديفيد والتي وقع عليها الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1979 مع إسرائيل برعاية أمريكية؛ ولكن منذ ذلك التاريخ حتى وقت قريب كانت استراتيجية الجيش المصري ثابتة ولم تتغير، وكان التوزيع التنظيمي للتشكيلات والوحدات العسكرية يكثف من التواجد ناحية الشرق، عند محافظات السويس والإسماعلية وبورسعيد للحفاظ علي الأمن القومي المصري من أي تهديد يأتي من ناحية الشرق.

ونظراً لأن الدولة المصرية بينها وبين الدولة الليبية من ناحية الغرب حدوداً ممتدة تصل إلى 1150 كم، فكان على الجيش المصري أن ينشر قواته بشكل مكثف حتى يؤمن تلك الحدود الممتدة، وبالفعل كان الجيش المصري ينشر قوات وتشكيلات تابعة للمنطقة الغربية العسكرية بشكل مكثف ويتواجد بتلك المناطق بأعداد كبيرة تابعة لقوات حرس الحدود، ويتواجد أكثر من قاعدة جوية عسكرية بتلك المناطق. ونظراً لما تشهده الدولة الليبية من انفلات أمني منذ عام 2011م، فكان علي الجيش المصري أن يكثف من تواجده بشكل أكبر علي الاتجاه الاستراتيجي الغربي، بل وكما نقل البعض أن نطاق عمل الجيش المصري ينتقل تدريجياً من منطقه جنوب القناة إلى الحدود الغربية، نظرا للعقيدة القتالية التي يتبناها الجيش المصري حالياً، وهي أن التهديد أصبح لا يأتي من ناحية الشرق ولكنه يأتي من ناحية الغرب من الحدود الليبية المصرية؛ حيث، كما يري النظام المصري، أن ليبيا أصبحت ملجأ للمسلحين وأن الجماعات المسلحة والإسلام السياسي هما العدو الأول والرئيسي لنظام السيسي في مصر وليست “إسرائيل”، وهذا تهديد استراتيجي كبير على الأمن القومي المصري، ومما يوضح ذلك هو نقل عمل جزء كبير من الفرقة ٩ مدرعات إلى منطقه الحمام، تلك الفرقة التي كانت تتمركز في منطقة دهشور بالجيزة وكانت تعاون الجيش الثالث الميداني في بعض عملياته، وتعتبر من أهم فرق المدفعية داخل الجيش المصري، وجدير بالذكر أن الفرقة 9 مدرعات كان يتولى قيادتها العميد عادل رجائي الذي قتل علي أيدي بعض الجماعات المسلحة في عام 2016م، وكانت تلك الفرقة هي أول الفرق التي نزلت إلي الشوارع والميادين إبان ثورة يناير 2011م.

أما من ناحية الاتجاه الاستراتيجي الشمالي للدولة المصرية، فتنتشر تشكيلات ووحدات الجيش المصري بشكل أقل من المنطقة المركزية والمنطقة الغربية، ولا تنتشر تشكيلات مدفعية ومشاة بشكل كبير في المحافظات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية، ويكتفي النظام بنشر قوات التدخل السريع الأن لمواجهة أي تظاهرات قد تشهدها المنطقة في أي وقت كان، وتم سحب القوات التابعة للمنطقة الشمالية خارج المحافظات، مع انتشار مكثف لقوات حرس الحدود علي الشواطئ الرملية، وهذا يحلله البعض بأنه نظرا لأن الحدود من تلك الأطراف معظمها حدود مائية، ولذلك تنشر القوات البحرية في نطاق المنطقة الشمالية بشكل كبير، وقام الجيش المصري علي مدار السنوات الماضية بتسليح البحرية المصرية بشكل استراتيجي نوعي حتي يؤمن تلك المناطق الحدودية بشكل كبير حيث تمتلك البحرية المصرية، إلى وقتنا هذا 319 قطعة بحرية، وتأتي في المرتبة العاشرة عالمياً .

ومع أن المنطقة الجنوبية العسكرية تُعتبر، كما يصفها بعض العسكريين، أحد ثغور الدولة المصرية، فإن تشكيلات وقوات الجيش المصري لا تنتشر في ذلك الاتجاه الاستراتيجي بشكل كبير، فالجيش المصري بتلك المناطق التي تتواجد فيها 7 محافظات كبري ومناطق حدودية كمحافظة البحر الأحمر، ومثلث حلايب وشلاتين الحدودي مع الدولة السودانية، يتواجد عسكرياً فقط ب 3 ألوية مشاه ميكانيكي ولواء مدفعية متوسطة المدي عدد 2 لواء مهندسين (مياه وإنشاءات) .

ويري بعض الخبراء أن عدم انتشار الجيش المصري بشكل مكثف في تلك المناطق يرجع إلى صعوبة التضاريس والجغرافيا العسكرية لتلك المنطقة الاستراتيجية، مما يصعب التواجد العسكري البري والمدفعي بشكل كبير، ويتم تعويض ذلك التقصير في القوات البرية والمدفعية بالقواعد الجوية، حيث يتواجد بنطاق المنطقة الجنوبية 9 قواعد جوية، ولكن، في المقابل، فإن طبيعة الجغرافيا في المنطقة الغربية العسكرية صعبة أيضاً وتتواجد بها مناطق جبلية كثيفة مثل المنطقة الجنوبية، ومع ذلك يحرص الجيش المصري علي الانتشار البري والمدفعي بنطاق المنطقة الغربية بشكل أكبر من المنطقة الجنوبية، وهذا ما يحلله البعض أن الاتجاه الغربي يسبب تهديداً للدولة المصرية، كما يري النظام الحالي في مصر، بصورة أكبر من المنطقة الجنوبية، فمهما كانت تضاريس وطبيعة المكان يجب انتشار التشكيلات والتكتلات البرية والمدفعية العسكرية بشكل مكثف في تلك المناطق.

أما بالنسبة للانتشار العسكري للجيش المصري في نطاق المنطقة المركزية العسكرية “القاهرة الكبرى”، فيحرص الجيش المصري علي توزيع قوات المنطقة المركزية على غلاف العاصمة الكبرى لكي يكون قريباً من العاصمة، ويستطيع النزول اليها في أي وقت لمواجهة أي تظاهرات قد تحدث في أي وقت ضد النظام الحالي، فتتواجد القوات بشكل مكثف في منطقة الهايكستب بالقاهرة ومنطقة الرماية بالجيزة ومنطقة دهشور بالجيزة، وتنتشر فرقة كاملة في العاصمة الكبرى تابعة لقوات التدخل السريع للانتشار في الميادين عند الحاجة لإخماد أي تظاهرات.

ختاماً:
منذ مجيء السيسي علي رأس النظام الحاكم في مصر بدأت العقيدة العسكرية للجيش المصري تتغير شيئاً فشيئاً وأصبح النظام المصري يري أن الإسلام السياسي و”الإرهاب” هما عدو الدولة الاستراتيجي، وبالتالي انعكس هذا التغيير على عقيدة الجيش المصري الأساسية والبيئية والتنظيمية، وأصبح الجيش المصري يقوم بتوزيع قواته على المحاور الاستراتيجية التي تواجه ذلك “العدو” الجديد، حتى في التدريبات العسكرية أصبح الجيش المصري يتدرب على كيفية مواجهة الجيوش غير النظامية “حرب العصابات”.

وتدريبات “حماة الصداقة” بين الجيش المصري والجيش الروسي والتي عقدت مرتين على التوالي 2016-2017، كانت تدريبات تنتهج هذا الأسلوب الجديد علي الجيش المصري، وكذلك أيضاُ مناورات النجم الساطع التي استؤنفت العام الماضي 2017م، بعد توقفها منذ عام 2009م، كانت أيضاً مناورات على تلك العقيدة التدريبية الجديدة التي ينتهجها الجيش المصري لقدرته على مواجهة التمرد في شمال سيناء.

وأصبح الجيش المصري ينتظر “العدو” أن يأتي من القاهرة “المتظاهرين” لذلك قام بنشر قوات التدخل السريع بشكل مكثف في قلب العاصمة الكبرى “القاهرة والجيزة والقليوبية” وكذلك في محافظة الإسكندرية. كذلك قام بتوزيع قوات المنطقة المركزية على غلاف العاصمة الكبرى لكي يكون قريباً من العاصمة ويتمكن من النزول اليها في أي وقت عند حدوث أي تظاهرات في أي وقت ضد النظام الحالي، وأصبح الجيش يتواجد بشكل مكثف في منطقة الهايكستب بالقاهرة ومنطقة الرماية بالجيزة ومنطقة دهشور بالجيزة، وتنتشر فرقة كاملة في العاصمة الكبرى تابعة لقوات التدخل السريع للانتشار في الميادين عند الحاجة لإخماد أي تظاهرات.

وقام الجيش المصري أيضاً بنشر قوات التدخل السريع في محافظة الإسكندرية لمواجهة أي تظاهرات قد تشهدها المنطقة في أي وقت كان، وقام بسحب القوات التابعة للمنطقة الشمالية خارج المحافظات، ولكنها في مقرات على غلاف المحافظات حتى تكون قريبة للنزول إلى الميادين في وقت قصير.

وبناء علي تبدل العقيدة العسكرية للجيش المصري في تعريف العدو ، أصبح الجيش المصري لا ينظر إلي “إسرائيل” علي أنها كيان معاد، بل أصبح هناك تنسيق بين الجيشين في العمليات العسكرية بمحافظة سيناء ضد المسلحين، وأصبح الجيش المصري يقوم بتدريبات عسكرية سنوية مع الجيش “الإسرائيلي” علي الأراضي اليونانية ، ولذلك قام الجيش المصري بإعادة توزيع قواته علي النواحي الاستراتيجية الذي يري أن “العدو” الجديد سيأتي من قبلها فكان الاتجاه الاستراتيجي الغربي من ناحية الحدود المصرية الليبية هو الاتجاه الذي وجه إليه الجيش المصري تكتلاته العسكرية لمواجهة ذلك التهديد.

ولم ترد كلمة “عدو” على لسان السيسي في أي خطاب من خطاباته منذ كان وزيراً للدفاع في أغسطس 2012م، ثم بعد أن أصبح “رئيساً” في مايو 2014م، عندما يذكر إسرائيل. وهذا أيضا ما يصرح به القائد العام للجيش المصري الفريق صدقي صبحي، والمتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي. وجدير بالذكر أن جميع البيانات العسكرية منذ 03 يوليو 2013، إلى وقتنا هذا لم تصف إسرائيل على أنها عدو. وبناء عليه فإن الجيش المصري يقوم ينقل عمل الوحدات الهامة داخل الجيش من ناحية شرق القناة إلى المنطقة الغربية لمواجهة ذلك العدو الجديد.

وهذا التحول في العقيدة العسكرية للجيش المصري خطأ استراتيجي كبير لأن الحدود الشرقية المصرية ستظل هي المناطق التي تهدد الأمن القومي المصري، ومن الصعب أن يؤدي تهديد مؤقت للدولة المصرية في فترة استثنائية إلى تحول في العقيدة الاستراتيجية للجيش في تعريف العدو، ويجعله يعيد توزيع قواته وتشكيلاته بعيدا عن تلك المناطق الاستراتيجية والهامة. وبعد أن ظل الجيش يتلقى تدريباته ويتربى على أن إسرائيل هي العدو الاستراتيجي للعرب ككل، أصبح الإرهاب و “الإسلام السياسي” هم عدو الجيش الاستراتيجي.

وبينما كان الجيش المصري بالأمس القريب يري أن العدو الاستراتيجي للدولة المصرية يأتي من ناحية الشرق، فكان يحشد قواته ناحية الشرق، أصبح الجيش المصري الآن ينتظر أن يأتي العدو من قلب القاهرة، أو من ناحية الغرب .

https://eipss-eg.org/الجيش-المصري-التكوين-وخرائط-الانتشار/
موقع اخوني يدس السم في العسل مع تقديم الكثير من المعلومات المغلوطه عن التشكيلات وتوزيعها ومهامها
 
موقع اخوني يدس السم في العسل مع تقديم الكثير من المعلومات المغلوطه عن التشكيلات وتوزيعها ومهامها
المنتدى هو لتتمكن من تصحيح ما هو خطأ
 
والجيش المصري تبلغ عدد قواته الرئيسية إلى 454.3 ألف ضابط وصف وجندي،
بخصوص هذه النقطه عدد افراد الجيش المصري الملتحقين بوزارة الدفاع هو ٤٨٠ الف اما عدد افراد الجيش المصري الملتحقين بوزارة الداخلية هو ٤٥٠ الف
ليكون متوسط عدد افراد الجيش المصري من ٩٠٠ الف الي مليون سنويا في الخدمه وليس احتياطي
 
بخصوص هذه النقطه عدد افراد الجيش المصري الملتحقين بوزارة الدفاع هو ٤٨٠ الف اما عدد افراد الجيش المصري الملتحقين بوزارة الداخلية هو ٤٥٠ الف
ليكون متوسط عدد افراد الجيش المصري من ٩٠٠ الف الي مليون سنويا في الخدمه وليس احتياطي
هل العدد يشمل أولئك الذين يؤدون الخدمة العسكرية ؟
 
هل العدد يشمل أولئك الذين يؤدون الخدمة العسكرية ؟
نعم لكن لا احد يستطيع ان يؤكد العدد الحقيقي لمن يلتحق بالتجنيد
الكليات العسكريه تقبل انضمام ١٠ الاف طالب سنويا اي انه عدد الضباط الموجودين في الخدمه حاليا يقارب ال٤٠٠ الف ضابط غير ضباط الاحتياط عشان كده انا ديما بقول ان اعداد الجيش المصري اكبر بكثير مما هو معلن
 
نعم لكن لا احد يستطيع ان يؤكد العدد الحقيقي لمن يلتحق بالتجنيد
الكليات العسكريه تقبل انضمام ١٠ الاف طالب سنويا اي انه عدد الضباط الموجودين في الخدمه حاليا يقارب ال٤٠٠ الف ضابط غير ضباط الاحتياط عشان كده انا ديما بقول ان اعداد الجيش المصري اكبر بكثير مما هو معلن
اعتقد ان عدد القوات العامله من الأسرار العسكرية والمعلن هو محض تكهنات أو ارقام غير حقيقية
 
الموقع تم تأسيسه في تركيا عام ٢٠١٤ بواسطه مجموعه من جماعة الاخوان والموقع قامت الحكومه المصريه بحجبه
لكن الموقع عسكري بحت ولا دخل له بالسياسة
اول مره اسمع أنه اخواني 😃
 
لكن الموقع عسكري بحت ولا دخل له بالسياسة
اول مره اسمع أنه اخواني 😃
انا مش عارف انت بتجادل في ايه
علي العموم eipss هي اختصار لEgyptian Institute for Political and Strategic Studies
يعني المعهد المصري للدراسات السياسيه والاستراتجية
وده لينك الموقع بتاعهم وفيه تعريف علي انه معهد سياسي

 
عودة
أعلى